وهي كلمات حق وصيحة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح، لقد تذهب غداً بالأوتاد … عبدالرحمن الكواكبي
Monday, October 30, 2006
مبارك يتعهد بإدخال تعديلات دستورية في مصر
Sunday, October 29, 2006
وفد من "حماس" يزور القاهرة قريباً لبحث موضوع تبادل الأسرى
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام
قالت مصادر مسؤولة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن وفداً من الحركة، سيقوم خلال الأيام القريبة القادمة بزيارة، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف الأسرى، وفكرة التبادل بين المئات من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة، جلعاد شاليط، الذي وقع في الأسر منذ أربعة أشهر.
وأكد أسامة حمدان، ممثل الحركة في لبنان، إن زيارة الوفد إلى القاهرة، لا ترتبط بزيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والتي لم يتم بعد تحديد موعدها، مشيراً إلى ورود إشارات إيجابية بشأن فكرة تبادل الأسرى، وعلى هذا الأساس سيتوجه وفد من الحركة إلى مصر.
وكان الناطق بلسان الرئاسة المصرية سليمان عوض قد أعلن بعد ظهر الأحد (29/10) أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيقوم بزيارة للقاهرة لإجراء مباحثات حول قضية الأسرى الفلسطينيين والجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة، وموضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولم يشر الناطق المصري إلى الموعد المتوقع لزيارة مشعل.
Saturday, October 28, 2006
استمرار حبس مرسي والعريان ضد القانون
الحبس الاحتياطي عقوبة للإخوان
عبدالمنعم عبدالمقصود أمين منظمة سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز أعتبر استمرار الحبس هو تجسيد واضح لتحويل الحبس الاحتياطي من إجراء وقائي لعقوبة مقننة علي الإخوان المسلمين وأن قرار النيابة المقصود منه إطالة أمد تواجدهما داخل السجن علي( لا جريمة ولاتهمه) فلو وجددت جريمة ما ترددت النيابة من تحويلهما لمحكمة موضوع إلا أنها قضية سياسية .
بينما يعد قرار النيابة بتجديد حبس القياديان في جماعة الإخوان المسلمين استمرار في خرق قانون الإجراءات الجنائية الجديد الذي شدد علي تسبيب قرار الحبس وذكر الجريمة محل الاتهام ومدة عقوباتها المتوقعة ,
إلا أن قرار النيابة ومن قبله قرار رفض الطعن علي الحبس أمام محكمة شمال القاهرة قدما أسبابا منكرة وغير منطقية لكون العريان ومرسي من الشخصيات العامة والمعروفة والتي لا يخشي من هربهما
هيومان رايتس حظر الإخوان غير مبرر
هذا وقد انتقدت منظمة( هيومان رايتس ) استمرار اعتقال مرسي والعريان في بيان لها عن تصاعد حملة الاعتقالات ضد الإخوان المسلمين في مصر لان المحكمة لم تقدم أي تفسير لهذه الاعتقالات كما لم تشرح لماذا أطلقت سراح البعض واحتفظت بآخرين.
وانتقدت المنظمة سلوك النظام المصري علي اعتبار جماعة الإخوان ( تنظيم محظور ا ) وذكر البيان " إن الحكومة المصرية لم تقدم إطلاقاً أي سبب مقنع يبرر تصنيفها للإخوان المسلمين كتنظيم محظور، رغم أنهم نبذوا العنف منذ سبعينات القرن الماضي. ولا تزال السلطات المصرية تستعمل هذا المبرر كذريعة لاعتقال أعضائهم. " وأكدت سارة ليا ويتسن _ المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة _ بأنه من حق أعضاء الإخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات السياسية السلمية أن يشكلوا تنظيماً مضيفة بأن الإخوان المسلمين يجب أن لا يتعرضوا للحظر، وينبغي إطلاق سراح أعضائهم المعتقلين .
Friday, October 27, 2006
الحرية للرغيف ام للمواطن ؟
المعروف أن كميات الخبز المنتجة كانت لا تكفي أصلا احتياجات المواطنين مما جعل الأفران و المخابز في حالة زحام دائم فضلا عن عدم استطاعة اي مواطن الحصول علي خبز بعد الواحدة ظهرا و كثير من الموظفين يتركون أعمالهم ووظائفهم للوقوف في طابور الخبز أو الحصول عليه من الدلالات و السماسرة .
فإذا علمنا أن المخابز التي تنتج خبزا { حرا} عددها قليل جدا تأكدنا من مدي المعاناة التي عاناها المواطنين من أجل الحصول علي رغيف خبز !!
لصالح من تصدر هذه القرارات {للعكننة} علي المواطنين في العيد ؟
ولصالح من يجبر المواطنين إما للوقوف في طوابير طويلة للحصول علي خبز قد لا يحصلون عليه في نهاية الطابور ؟
ولصالح من يجبر المواطنون في العيد للقيام بجولة علي الأفران من أجل الحصول علي رغيف للخبز بدلا من القيام بجولتهم المعتادة علي الأهل والأصدقاء ؟
ولصالح من يجبر اهالي أفراد الأسرة السكندرية علي أن يوزعوا أنفسهم علي الأفران بدلا من الذهاب للمنتزهات والحدائق؟ ويكون السؤال التقليدي بين كل سكندري أيام العيد من أين حصلت علي الخبز ؟ و كيف ؟
هل إنهارت الخدمات والامكانات و السياسات لهذه الدرجة حتي أصبح المواطن و أسرته يقضون يومهم بحثا عن رغيف خبز ؟
الحكومة التي وصل الحديث معها و مسائلتها إلي مستوي : أين رغيف الخبز ؟ فهل ستستطيع هذه الحكومة أن تقوم بالمهام الجسيمة التي تفرضها عليها المرحلة الراهنة ؟
هل مازالت هناك توجيهات للسيد الرئيس بتوفير رغيف الخبز للمواطنين أم لا ؟
إذا كانت هناك توجيهات فلماذا عجزت الحكومة عن تنفيذها ؟ بل لماذا لا نتقدم أكثر من حلم وتوجيهات توفير الرغيف لتوفير الغموس و اللحوم ؟
لقد زادت الأعباء علينا كمعارضة فأصبحنا نطالب بالحرية للرغيف بالاضافة للمواطنين
الحرية لكل رغيف - الحرية لكل مواطن
ضبط طنا من المتفجرات في مخبأ بوسط سيناء
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها لرويترز "تم ضبط نحو طن من المتفجرات معبأة داخل 13 كيسا من البلاستيك ومدفونة تحت الارض في منطقة جبل الرسان بوسط سيناء."
وأضافت أن عددا من قصاصي الاثر توصلوا الى مكان هذه المتفجرات وهي شديدة الانفجار وقاموا بالابلاغ عنها.
وقالت المصادر ان أعدادا كبيرة من قوات الشرطة المصرية قامت بمحاصرة مكان المتفجرات وانه يتم الان البحث عن مشتبه بهم قد يكونون متواجدين في المنطقة.
وكانت منطقة جبل الرسان قد شهدت من قبل مواجهات عنيفة بين الشرطة المصرية ومشتبه بتورطهم في تفجيرات في سينا
«هيومان رايتس» تنتقد تصاعد اعتقالات «الإخوان».. وتطالب بالإفراج عنهم
صيام: معلومات عن نية إحداث فوضى وسنتصدى للعابثين بأمن المواطنين
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد وزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني، سعيد صيام، أنّ القوات التابعة للوزارة ستتصدى لأية محاولات لإثارة الفوضى والإخلال بالأمن في الشارع الفلسطيني، مؤكداً ورود معلومات بهذا الشأن عن نية بعض منتسبي الأجهزة الأمنية القيام بحملة تصعيدية.
وفي مؤتمر صحافي عقده في منزله بمدينة غزة بعد ظهر اليوم الجمعة (27/10)؛ أعلن الوزير صيام أنه "وصلتنا العديد من المعلومات والتقارير، تجاه نية إحداث نوع من التصعيد والفوضى من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية"، حسب تأكيده.
ومضى الوزير إلى القول "أجرينا كافة الاتصالات مع قيادات في حركة فتح، وقيادات في الأجهزة الأمنية، ولجنة المتابعة، والوفد الأمني المصري، لإقامة الحجة حتى يتحمل الكل مسؤولياته"، محذراً من أنّ الساحة الفلسطينية لم تعد تحتمل مزيداً من الفوضى و"يكفي ما نحن فيه جراء العدوان" الصهيوني.
وبشأن القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية؛ أكد الوزير صيام أنها "جزء من الأجهزة الأمنية التي مهمتها حفظ الأمن والنظام، وهي رديف ومساند لها"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "الأجهزة الأمنية منوط بها حفظ النظام والأمن، وحينما تعجز يكون هناك رديف آخر"، مشيراً إلى أنّ من حق وزير الداخلية والأمن الوطني "أن يستعين بكل الطاقات لمنع العابثين من العبث بأمن الوطن والمواطن في الساحة الفلسطينية".
وأكد وزير الداخلية والأمن الوطني أنّ وزارته مستعدة لمواجهة أي إخلال بالأمن في الشارع الفلسطيني بناء على المعلومات الواردة، موضحاً أنّ "استعداداتنا تأتي في إطار المهمة الرسمية للأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أنّ القوة التنفيذية متمركزة في معظم المؤسسات والطرقات، في ما سيتم تعزيز انتشار الشرطة في الشوارع وفي المؤسسات.
وأعاد الوزير سعيد صيام إلى الأذهان أنّ العديد من المواطنين الفلسطينيين رفضوا في اليوم السابق لعيد الفطر المبارك الانصياع "للمتمردين، وتصدوا لهم ورشقوهم بالحجارة لأنهم تعرضوا لمحالهم ومتاجرهم، وأردوا أن يفرضوا على الناس إغلاق محالهم". وحذّر صيام من أنه لن يكون مسموحاً إعاقة حركة الناس والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وبأي شكل كان.
وأعرب وزير الداخلية الفلسطيني عن استغرابه إزاء الذرائع التي يستخدمها مثيرو الفوضى المسلحة في الشارع بالقول "ما هكذا يطالب الناس بحقوقهم ويعبرون عن آرائهم"، معيداً إلى الأذهان أنّ دساتير العمل الشرطي والأمني وأنظمتها في أي مكان تحظر على رجل الأمن أن يكون جزءاً من حالة فوضى كهذه.
وتابع الوزير قوله "يجب أن لا تكون هذه الأجهزة (الأمنية) جزءاً من حالة الفوضى، ومن يقوم بالعصيان والتمرد وممارسة الفوضى؛ فإنّ على الجهاز المختص محاسبته حتى لم تم طرده من جهازه".
وشدّد سعيد صيام أيضاً على أنه "لا يجوز لأجهزة الأمن القيام بأي شيء في هذا الاتجاه (أعمال شغب)، مهما كانت الأسباب"، مستشهداً في هذا الصدد بأمر رسمي صادر من رئيس السلطة محمود عباس يمنع مثل هذه التجاوزات.
MB Denies Involvement In The Somali Cab Drivers Controversy
Khaled Salam, IKhwanweb - New York, U.S
The Muslim Brotherhood (MB) completely denied any involvement in the current dispute caused by a group of Somali Muslim cab drivers at the Minneapolis-St. Paul International Airport, U.S.A, who are refusing to pick up drunk passengers or those carrying alcoholic beverages claiming that Islam prohibits them from driving passengers with Alcohol.
Dr. Mohamed Habib, the first Deputy Chairman of the Muslim Brotherhood, affirmed that Muslim Brotherhood has nothing to do whatsoever with what these Muslim cab drivers believe or view mistakenly as religious decree. Dr. Habib described the cabbies' position as “absurd” and added “Muslims must respect and comply with the laws and regulations of the countries they live in and be a good example for their fellow citizens”
Dr. Habib stated that these drivers are free to believe in whatever they think is right or wrong, however, he strongly condemned them for “trying to impose their own personal believes on society” and stated that those drivers must transport passengers anywhere, “those who are refusing to transport certain passengers are indeed breaking the laws and the regulations sanctioned by the local authorities which prohibit discrimination in any form or shape. “These drivers are ought to look for a different type of work which they feel more comfortable with and which can accommodate their own personal believes without causing hardships for others”. The cab drivers had requested that dispatchers exempt them to pick up passengers heading to liquor stores and bars.
Dr. Habib also stated that these cabbies by transporting drunk passengers are indeed protecting society had these passengers driven their own cars and gotten into accidents that might result into the loss of innocent lives.
Meanwhile, Dr. Habib praised the Metropolitan Airports Commission, which regulates taxi service at the airport, for its patience while for two years has been discussing this issue with cab drivers trying to accommodate them. The commission had earlier agreed to let cabbies use lights on top of the cabs to identify drivers who won't transport alcohol so airport employees could direct passengers with alcohol to a willing driver, but later dropped that proposal after many Muslims themselves denounced the cabbies position.
Several organizations and media outlets in the U.S, driven by their own hatred towards the Muslim Brotherhood, have been engaging in a smear campaign and trying disparately to link the Muslim Brotherhood to the current controversy, which the MB has nothing to do with it. These laughable and despicable reports have capitalized on the controversy they helped to create in the first place and frantically panicked about what they called “the Muslim Brotherhood project to islamize the U.S by imposing the Sharia Law on Americans”, which is utterly ridiculous.
The Muslim Brotherhood views and opinions can only be obtained through its official channels and should not be held responsible for other individuals or entities that might try to associate themselves with the group.
The Muslim Brotherhood follows and promotes a moderate interpretation of Islam, and do not condone radical views. In the contrary, the MB has been always a staunch advocate of tolerance and coexistence among Muslims and people of other religions or cultures.
IKhwanweb is the Muslim Brotherhood's only official English web site. The Main office is located in London, although Ikhwanweb has correspondents in most countries. Our staff is exclusively made of volunteers and stretched over the five continents.
The Muslim Brotherhood opinions and views can be found under the sections of MB statements and MB opinions, in addition to the Editorial Message.
Items posted under "other views" are usually different from these of the Muslim Brotherhood.
Ikhwanweb does not censor any articles or comments but has the right only to remove any inappropriate words that defy public taste
Ikhwanweb is not a news website, although we report news that matter to the Muslim Brotherhood's cause. Our main misson is to present the Muslim Brotherhood vision right from the source and rebut misonceptions about the movement in western societies. We value debate on the issues and we welcome constructive criticism.
Saturday, October 21, 2006
"مدونون بلا حدود" لدعم التدوين العربي
تؤسس واجهة (مدونون بلا حدود) لنفسها شكلا افتراضيا على الانترنت يعلن تأسيسها ويحشد الدعم لها من جانب المدونين ويقدم جانبا من أنشطتها.
§ التجمع سيعني برفع مستوى التدوين العربي وخلق حالة من تحسينالأداء على نحو يفعِّل من دور المدونين ويشجع سيلا من المترددين في الخوض في هذا التجربة بشرح مضمون التدوين وفضاءاته.
§ الاتفاق على مواثيق عامة للأداء التدويني بحيث يصل المدونإلى عرض أقصى طاقاته وإبداعاته ورسالته بالتخلص من القيود التي تحول دون وصول الرسالة .
§ توسيع رقعة التدوين بإشراك فئات عمرية متنوعة وأشخاصذوي توجهات متنوعة بهدف تنشيط حركة القلم العربي وتحويل كثيرمن خلافاتنا الفكرية إلى خلافات حوار وإثراء في مجتمعاتنا العربية.
§ تعزيز أقلام شابة ومبتدئة في التدوين كي يطلقوا العنان لإبداعاتهم وتشجيعهم على تسلم الصدارة في عالم التدوين.
§ هناك ميزات معينة كجوائز تحفيزية سنوية لأفضل مدوّنة عربيةوأفضل مدون عربي.
§ تنمية التعارف للوصول إلى مجتمع تدويني عربي يساهم في خلقأجواء من التضامن والتعارف العربي على مستويات شعبية.
§ ستسعى الرابطة إلى مناصرة الرأي الحر وعن المدونين وتقديم النصحوالإرشاد وتبني قضاياه في وجه حملات التضييق.
§ إقامة دورات انترنتية تدفع باتجاه توسيع قاعدة التدوين بالصورة والفيديووالصوت في العالم العربي وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك.
**الدعوة مفتوحة لجميع المدونين لمشاركتنا في صياغة البيان التأسيسي للوصول لأهداف مشتركة يصوغها المدونون معا
المدونون الشباب في السعودية
منقول من موقع بي بي سي
ظاهرة جديدة تنتشر بكثرة في السعودية هذه الأيام، وهي ظاهرة المدونين من الشبان والفتيات.
ويقول الصحفي رشيد أبو السمح أن الظاهرة بدأت تنتشر العام الماضي، والان بلغ عدد المدونين في السعودية 500-600 مدون ومدونة يكتبون مذكراتهم بالانجليزية أو العربية.
وقال أبو السمح: " أعتقد أن الشبان والفتيات يجدون في الانترنت فضاء للتعبير عن أنفسهم بدون رقابة وبشكل سهل".
السعودية لا زالت مغلقة في جوانب عديدة من جوانب الحياة، والتدوين يعتبر فرصة للانفتاح على العالم.
ويقول فؤاد الفرحان الذي يملك شركة لتقنية المعلومات وهو في الحادية والثلاثين من العمر:"الاعلام هنا يخضع للرقابة. لا نستطيع التعبير عن أنفسنا في التلفزيون أو الصحافة".
ويضمن فؤاد في مدونته اسمه الكامل ورقم تلفونه، ويستخد المدونة للتعليق على القضايا السياسية والدينية.
يعتبره البعض "محافظا" وهو لا يحب ذلك. أفكاره بلا شك تختلف عن أفكار بعض الشباب الذين ينتقدون الشرطة الدينية ويتحدثون عن مغامراتهم العاطفية في مدوناتهم. قصة حب خيالية
احدى الفتيات تكتب مدوناتها تحت اسم "الغامضة" وتقول انها تريد ان تبقى مجهولة، وانه لا أحد يعرف هويتها حاليا سوى أصدقائها المقربين.
تقول "الغامضة" :"أحيانا أكتب قصص حب خيالية، وأدخل في أدق التفاصيل للعلاقة، حتى الجنسية منها".
من الطبيعي في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي أن تتلقى "الغامضة" رسائل كراهية، ولكنها تتلقى رسائل تشجيع أيضا .
احدى المدونات،ايفا السعودية، تعرض موقعها للاغلاق لأنها كانت تكتب عن الدين والجنس. تواصل
ويقول الصحفي رشيد أبو السمح ان هناك معركة على الانترنت تدور رحاها بين الليبراليين والمحافظين.
تعرض موقع أحمد العمران الى الاغلاق في بداية هذه السنة.
قال أحمد أن معظم المدونين كانوا يدعمونه، حتى أولئك الذين كانوا يختلفون معه في الرأي.
ثم عادت مدونته الى الظهور. ويقول أحمد :"بدأت في التدوين قبل أكثر من سنتين. لقد أصبح هذا النشاط جزءا من حياتي".
يضيف أحمد ان للكثيرين نظرة أحادية للسعودية، ولكن المدونات تعطي فرص النقاش مع مدونين اخرين في أنحاء العالم
Friday, October 20, 2006
حمدان يطالب أبومازن بالتنحي إن لم ينحاز لخيار الشعب
حمدان الذي أكد على أن الحركة والحكومة الفلسطينية لن تعترفا بالكيان الصهيوني في أي يوم من الأيام، كما أنهما لن تجريا أي مفاوضات بشأن مدينة القدس وقال : " إن حركة حماس وكل الفصائل وقوى المقاومة لن نتراجع عن مبادئنا وثوابتنا التي ارتقى من اجلها وعلى سبيلها الشهداء والقادة، وفي سبيلها أصيب الجرحى، وسجن الأسرى.. هذه المبادئ وفي مقدمتها القدس لا تنازل ولا مساومة ولا تفاوض ولا تراجع عنها".
راهنوا علي المقاومة
وطالب حمدان الرؤساء والقادة العرب أن يراهنوا علي المقاومة لا علي التفاوض قائلاً: "إن المقاومة هي أهل للرهان، ويمكن لكم أيها القادة أن تعتمدوا عليها، وتثقوا بها، وأؤكد أنه إذا فوّض القادة المقاومة لتحرير القدس وفلسطين، فلن يحتاجوا وقتاً كالوقت الذي بذلوه في التسوية السياسية"، مستذكراً أن المقاومة في فلسطين ولبنان أثبتت أنها قادرة، ليس فقط على الصمود، بل على دحر الاحتلال، و"قادرة على هزيمة الاحتلال، الذي قيل لنا يوماً إنه جيش لا يقهر".
وأكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد والاستراتيجي لتحرير فلسطين، "ولذلك لن نلقي سلاحنا، ولن نقبل أي عرض يطلب نبذ المقاومة استمع لكامة حمدان
الشعب الفلسطيني مع حماس
وفي إطار الاحتفال بيوم القدس العالمي خرج عشرات الألف من الفلسطينيين في خان يونس في مظاهرة تأييد لحركة حماس ولتأكيد الالتفاف حول حكوماتها , وقد رفعت الجماهير المحتشدة لافتات نددت فيها بالحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وجاء في بعضها "الحكومة محاصرة لأنها ترفض الاعتراف بشرعية الاحتلال"، في ما جاء في أخرى "على رئيس السلطة تحمّل مسؤولياته تجاه شعبنا المحاصر".
هنردّدها بكل حرارة تبقى حماس في الوزارة
وفي الجامع الأزهر احتشد الألف من المصريين بدعوة من جماعة الإخوان المسلمين وقوي شعبية أخري للاحتفال بيوم القدس العالمي وأعلن المحتشدون تأيدهم لحركة المقاومة الإسلامية حماس ولحكومتها احتراما لاختيار الشعب الفلسطيني لها , وهتف المتظاهرون " يا دحلان يا حقود روح اشطَّر ع اليهود.. هنردّدها بكل حرارة تبقى حماس في الوزارة "
وفي كلمته وصف محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان حالة الحصار التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين بأنها حالة إجرام مشيرا إلى أن تلك الممارسات لن تثنى الأمة الإسلامية عن المضي في دعم الشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه الكاملة . شاهد جزء من المظاهرة
Thursday, October 19, 2006
الزهار: حكومة "الكفاءات" ستدخلنا في حالة فوضى ولا بديل عن حكومة وحدة
وحذر الدكتور الزهار من أنّ فكرة حكومة "تكنوقراط" غايتها منح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومنظمة التحرير، غير الموجودة في الواقع، فرصة الانفراد مجددا بقضية المفاوضات، مشيراً إلى أنّ هذه المفاوضات ستفضي إلى اتفاقيات، وستعرض في المحصلة على المجلس التشريعي وستقبل أو ترفض.
وأشار الوزير الفلسطيني، في تصريحات صحفية، إلى أنّ تشكيل حكومة "تكنوقراط" كحل للأزمة الراهنة "خيار غير ناجح، لافتقاره للقاعدة الشعبية والبرلمانية الفلسطينية"، مع الإشارة إلى الأغلبية الساحقة التي تمثلها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المجلس التشريعي.
وأضاف الزهار قوله "الحكومة التاسعة كانت حكومة تكنوقراط، ولم تتمكن من تلبية الحد الأدنى في المجال المهني، في حين أنّ المشكلة ستكون في المجال السياسي".
وتابع يقول "لو افترضنا أنه عُرض عليها برنامج سياسي، فماذا تملك من قاعدة شعبية أو برلمانية لكي تنفذ هذه الحكومة المقترحة برنامجها في هذا الجانب؟". وأجاب الزهار على تساؤله "سندخل في فوضى، ونرجع إلى قضية تشكيل حكومة مرتكزة على قاعدة جماهيرية وقاعدة تشريعية"، مؤكداً استمرار الحكومة الحالية .
Wednesday, October 18, 2006
الحاكم العسكري يأمر بإعادة محاكمة الحيوان
وتطبيقا لأحكام قانون الطوارئ يحق لجهة الادعاء ( نيابة أمن الدولة العليا ) استئناف الحكم ما لم يصدق عليه الحاكم العسكري
النيابة قدمت طلب الاستئناف لمكتب تطبيق الأحكام والذي وافق علي إعادة المحاكمة وأمر بإعادة القبض علي الدكتور حسن الحيوان وإيداعه السجن من جديد علي الحالة التي كان عليها وقت الحكم الأول وهي حبسه احتياطيا .
حسن الحيوان لم تفرج عنه الداخلية فور صدور حكم المحكمة ببراءته بل أصدرت أمرا إداريا باعتقاله بتاريخ 15 /6/2005 دونما إخباره بسبب هذا الاعتقال ودونما أن تخلي سبيله ساعة واحدة , ووقتها أثار اعتقال الحيوان عدد كبير من نواب البرلمان علي رأسهم نواب الإخوان وواجهوا وزير الداخلية في اجتماع لجنة الأمن القومي بالمجلس يهذا القرار رغم حكم البراءة مما ابرك الوزير والذي أصر علي أن الحيوان مدان وسيتم عقابه .
وبعد ثلاثة تظلمات علي قرار الاعتقال أمام القضاء أفرجت السلطات عن الحيوان في 22/9/2006 وأعادت اعتقاله طبقا لقرار الحاكم العسكري يوم الثلاثاء الماضي 17/10/2006 من عيادته بمدينة فاقوس بمحافظة الشرقية
حسن الحيوان الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق 47 عاما انضم لجماعة الإخوان في سن صغيرة وهو طالب بكلية الطب , وهو ابن الكاتب السياسي الراحل د / محمد الحيوان الصحفي بجريدتي الجمهورية والوفد, الحيوان الابن يعد من أبرز السياسيين داخل الجماعة وله حضور قوي في الوسط السياسي وأصبح عضوا بالمكتب الإداري للجماعة بمحافظة الشرقية وانضم مؤخرا للقسم السياسي بها وشغل منصب نائبا لمسئوله الدكتور عصام العريان المحبوس حاليا احتياطيا بسجن طره
صيام سأعود لوطني رغم أنف موفاز
وأكد صيام أن دور حماس الرئيسي هو الحفاظ علي مشروعية مقاومة العدو وهو ما مارسته وتمارسه الحركة علي أرض الواقع وحول منعه
وحول تمركز الآليات العسكرية الاسرائلية قرب معبر رفح والتي تبدو أنها محاولة لمنع دخول صيام إلى قطاع غزة، بعد جولة رسمية خارجية قام بها. علق قائلا: " انه لم يبلغه احد بمنعه من الدخول وفلسطين وطني وسأعود رغم أنف موفاز "
وذلك تعليقا علي التهديدات التي أطلقها وزير المواصلات الصهيوني شاؤول موفاز قبل يومين بضرورة منع دخول وزير الداخلية سعيد صيام إلى قطاع غزة قادما من مصر بعد جولة زار خلالها سورية وإيران.
العلاقات الأمنية بين مصر وفلسطين
وقابل صيام نائب السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصري ورغم أن زيارته لمصر غير رسمية وإنما هي ممر لعودته لغزة , وتحدث حول العلاقات المنية بين مصر وفلسطين بأنها جيدة ونفي تورط أطراف فلسطينية في أحداث طابا وان الشرطة الفلسطينية لم تسام مصر أحدا في هذا الإطار ولكن قد ذكرت أخبار أن عناصر فلسطينية كانت قد شاركت في أحداث دهب الإرهابية وان الداخلية الفلسطينية أجرت تحقيقا موسعا وأبلغت السلطات المصرية بعدم صحة هذه المعلومات
وأكد أن السلطة الفلسطينية ترفض أن يكون لأي فلسطيني أي علاقة بعمليات تضر الأمن المصري أو أمن أي دولة مجاورة .
السلطة الفلسطينية ليست طرفا في قضية شلياط
الوزير الفلسطيني نفي أن يكون للحكومة الفلسطينية أي علاقة بقضية الأسير الاسرائلي جعالد شلياط وأكد أن أمره مرهون بيد حركة حماس والخاطفين أما الحكومة فهي تحاول أن تدفع لحل القضية ولكن علي قاعدة الإفراج عن الأسري الفلسطينين الذين وصل عددهم لعشرة ألاف أسير في السجون الاسرائلية , وقال : أن الخاطفين لا يرون عروض جدية للإفراج عن الأسير فإسرائيل تريد إطلاقه أولا ثم التباحث في موضع البديل وهذا ما يرفضه الشعب الفلسطيني كله وخاصة أهالي الأسري الفلسطينين
القوة التنفيذية قوة رسمية
ودافع صيام عن القوة التنفيذية التي تقوم مقام الشرطة الفلسطينية بأنها قوة من كل القوي الفلسطينية المختلفة وهي لا تتبع حماس بل تتبع وزارة الداخلية ونحن أنفسنا لم نعد ممثلين عن حماس وإنما عن الشعب الفلسطيني بأكمله.
وأكد أنها قوة رسمية ومعتمدة ومدربة تقوم بالحفاظ علي الأمن ومتابعين المجرمين والعابثين الذين لا يريدون لقرارات الحكومة الفلسطينية أن تطبق مما يحدث انقلابا عليها
وشكك صيام في أن ابومازن يعد قوات خاصة تتبعه ( وهي معروفة بقوات الحرس الرئاسي ) لمواجهة القوة التنفيذية التابعة للداخلية وقال أن الرئيس عرض عليه من قبل أن تتبعه هذه القوات في الوقت الذي نحتاجها .
واستنكر صيام الآراء التي تطالب حماس بترك الحكومة والاكتفاء بالدور التشريعي والرقابي معلقا أنها رغبة وارداة الشعب والناخب الفلسطيني أن نكون في هذا المكان فكيف نتركه دون رغبة من هذا الشعب وتساءل هل الذين يطالبون بتنحي حماس عن الحكومة قاموا بدورهم وأعادوا حقوق الشعب الفلسطيني الضائعة أم هم الذين تنازلوا عنها .
Monday, October 16, 2006
جمعة رمضان الاخيرة لمناصرة حماس
وقال بيان صادر عن الجماعة- حمل توقيع عدد من رموز الإخوان المسلمين في مصر وخارجها وعدد من الرموز السياسية والحقوقية المصرية والعربية اليوم الأحد 15/10/2006م-: "تابعنا مع أبناء أمتنا العربية والإسلامية الضغوطَ الهائلةَ التي تتعرَّض لها الحكومةُ الفلسطينيةُ منذ تشكيلها في 29/3/2006م، والتي أخذت أشكالاً عديدةً وصورًا مختلفةً، كان آخرها الاشتراطات التي وضعتها اللجنةُ الرباعيةُ كي تعترف بالحكومة الفلسطينية وترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المجاهد".
وأكد البيان أنَّ هذه الشروط مرفوضةٌ جملةً وتفصيلاً، لا سيما فيما يتعلق بالاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب، والاعتراف بالاتفاقيات الموقَّعة معه، ووقف مقاومة الاحتلال الصهيوني تحت ذريعة "نبذ العنف" في الوقت الذي تواصل فيه الآلةُ العسكريةُ الصهيونيةُ مهمتَها الإجراميةَ في الأراضي الفلسطينية.
واعتبر الإخوان المسلمون والقوى الوطنية والقومية أنَّ هذه المطالب بمثابة "محاولة لدفع الحكومة الفلسطينية وحركة حماس للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابت الأمة في فلسطين"، كما رأى البيان في الحصار المفروض على الشعب والحكومة الفلسطينية "ابتزازًا سياسيًّا رخيصًا" حتى ترضخ الحكومة الفلسطينية لهذه الشروط.
وأيد المُوَقِّعون على البيان الموقفَ الصامدَ للحكومة الفلسطينية الرافض للتنازلات رغم قسوة الحصار، داعين أبناء الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وإعلان يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان 1427هـ والذي سوف يوافق يوم 20/10/ 2006م "يومًا للتعبير بكل الوسائل عن رفضهم للاشتراطات التي يتم فرضُها على الشعب الفلسطيني"، ودعا البيان أيضًا إلى الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وتوجيه كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين.
ووقَّع على البيان عددٌ كبيرٌ من رموز العمل الإخواني والقومي والإسلامي، وعلى رأسهم فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف، ونائباه الدكتور محمد السيد حبيب والمهندس خيرت الشاطر
اخلاء سبيل الدكتور محمود عزت
Sunday, October 15, 2006
الإخوان المسلمون: الولادة مرتين
بدأت حركة سياسية ـ اجتماعية وليست دعوية.. وتحولت من جماعة مصرية إلى حركة عالمية
كتبه ضياء رشوان بجريدة الشرق الاوسط*
ليس هناك من شك أن الحديث عن تطور فكر ورؤية الإخوان المسلمين خلال نحو ثمانين عاماً من وجودهم وفي الذكرى المئوية لميلاد مؤسس حركتهم الإمام حسن البنا، يعد مهمة ثقيلة يصعب الوفاء بها بدقة وشمول في مساحة محدودة. مع ذلك، ومع كثير من التجاوز عن التعميمات والهنات الواردة دوماً في مثل تلك المحاولات المجازفة بإلقاء نظرة عامة وشاملة على هذا التطور الطويل والمركب لحركة ضخمة مثل الإخوان المسلمين، يمكن البدء في محاولتنا المتواضعة بتحديد طبيعة تلك الحركة كما نراها وسط التنوع الواسع للحركات الإسلامية في مفتتح القرن الحادي والعشرين.
في هذا الإطار نعاود تكرار ما قد نكون ذكرناه في عديد من الدراسات والمقالات السابقة من أننا بصدد حركة سياسية ـ اجتماعية ذات برنامج إسلامي عام لا تختلف في طبيعتها أو تكوينها العام عن غيرها من الجماعات المماثلة من اليمين أو اليسار أو الوسط سوى في مضمون برنامجها. فالإخوان المسلمون ليسوا جماعة دينية إسلامية ترمي إلى تصحيح ما قد يكون شاب العقيدة عند الأفراد المسلمين أو المجتمعات والدول المسلمة، فهي على خلاف الجماعات الدينية ليس لديها أي شكوك تتعلق بصحة إسلام كل هؤلاء، بل ان ما تطرحه يتعلق بالأساس بإعادة تنظيم سلوك الأفراد والمجتمعات والدول المسلمة وفقاً لما ترى أنه برنامج مستقى من الشريعة الإسلامية. وبذلك فحركة الإخوان لا ترمي مثل الجماعات الدينية الإسلامية بمختلف أنواعها، من جهادية إلى سلفية إلى تكفيرية إلى دعوية، إلى إعادة أسلمة الأفراد أو المجتمعات أو الدول المسلمة التي حسب رؤيتها قد حادت عن صحيح الإسلام، بل هي تعترف مسبقاً بصحة إسلامهم وتنطلق من هذا لطرح برنامجها الذي يرمي إلى تنظيم أوضاعهم وأحوالهم الدنيوية المختلفة حسب برنامجها المستمد في معظمه من إحدى مدارس الشريعة الإسلامية المتعددة بطبعها. ولا يعني ذلك التعريف لحركة الإخوان المسلمين أنها تهمل أو تتغافل عن شؤون العقيدة الإسلامية وقضاياها، فهي تضعها في موضعها الطبيعي والمتقدم ضمن الرؤية الإسلامية الوسطية، ولكنها لا ترى أن الخلل الواقع في أحوال المسلمين الراهنة وما سبقه في تاريخهم البعيد أو القريب يعود إلى خلل في صحة العقيدة بقدر ما يعود إلى تقاعس في تطبيق الشريعة الصحيحة كما يراها الإخوان المسلمون.
ووفق هذه الطبيعة السياسية ـ الاجتماعية لحركة الإخوان المسلمين، فهي لا تعتمد في رؤاها الفكرية ولا الحركية على العنف بمختلف تعريفاته وصوره لنشر ما تعتقد أنه الرؤية الأصح لتطبيق الشريعة وتطبيق البرنامج المستمد منها. ويوضح التحليل الموضوعي المحايد لمختلف الوثائق الفكرية والحركية للإخوان منذ رسائل مؤسسهم حسن البنا ومروراً بالجيل الوسيط من مفكريها مثل عبد القادر عودة ومحمد الغزالي وحتى الجيل الحالي منهم أنها خلت من أي اعتماد للعنف كوسيلة للتفاعلات السياسية والاجتماعية الداخلية في المجتمعات التي يتحركون فيها لنشر أفكارهم وتوسيع حركتهم. ومن المهم في هذا السياق الإشارة إلى الالتباس الذي لا يزال يثيره موضع المرحوم سيد قطب من فكر وحركة الإخوان المسلمين، وهو المعروف بمساهمته الرئيسية في إعادة تأسيس المدرسة الجهادية الدينية الحديثة على مستوى العالم بالمشاركة مع مفكرين آخرين من جيله أبرزهم الباكستاني أبو الأعلى المودودي. فالحقيقة التي لم يقم الإخوان المسلمون رسمياً حتى اليوم بإعلانها هي أن كتابات وأفكار سيد قطب في مرحلة السجن منذ عام 1954 وحتى صدور كتابه الأشهر «معالم في الطريق» في منتصف الستينيات، لا تمت بصلة حقيقية لمدرسة الإخوان الفكرية، وإن كانت قيادة الجماعة وعلى رأسها المرشد الثاني حسن الهضيبي قد نشرت ردوداً فكرية شرعية على كل القضايا الرئيسية التي تبناها قطب في الكتاب المشهور الذي حمل اسم المرشد «دعاة لا قضاة» مع عدم الإشارة فيه مطلقاً إلى اسمه. وربما يكون التخوف من إعلان تلك الحقيقة رسمياً ـ بالرغم من قيام بعض قيادات الجماعة بالتصريح بها بصورة فردية ـ يعود إلى المصير الذي لاقاه قطب بإعدامه عام 1966 بعد اتهامه بالتآمر لقلب نظام الحكم في مصر مع بعض من قيادات الجماعة، الأمر الذي تجد فيه حرجاً من إعلان التبرؤ الرسمي من أفكاره وهو المحسوب بالنسبة لها ولمعظم الحركات الإسلامية كواحد من أبرز شهدائها.
على قاعدة ذلك التعريف الواضح لطبيعة حركة الإخوان المسلمين، منذ قيامها عام 1928 على يد مؤسسها الإمام حسن البنا وصحبه القليل، عرفت الحركة تطورات مهمة خلال أعوامها التي قاربت الثمانين على مختلف الأصعدة ومن بينها بالطبع ذلك المتعلق برؤاها الفكرية والسياسية من مختلف جوانبها وأبعادها بما أوصلها إلى الحال الذي باتت عليه اليوم. ولعل التطور الحركي الأبرز في تاريخ الجماعة هو ذلك المتعلق بانتقالها من جماعة مصرية إلى حركة عالمية بدأت بالانتشار في البلدان العربية المحيطة بمصر منذ نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي ثم توسعت لتصل خلال العقود التالية إلى معظم بلدان العالم الإسلامي وكثير من الدول الغربية غير الإسلامية بما يصل بعدد البلدان التي توجد فيها الحركة بصور مختلفة إلى نحو ستين بلداً في الوقت الراهن. ولا شك أن هذا التوسع الكبير للحركة ووجودها في بلدان ذات سمات وظروف مختلفة في معظم مناطق العالم يبرز واحدة من الخصائص الرئيسية التي لازمتها وتفسر بدورها جزءاً من هذا التوسع، وهي المرونة الكبيرة والقدرة على التكيف مع تلك السمات والظروف المتنوعة مع الحفاظ في نفس الوقت على القسمات الرئيسية التي تجعل منها حركة واحدة. ولا شك أيضاً أن تلك المرونة التي ميزت الجماعة على الصعيد الدولي لم تقتصر على السلوك الحركي لها ، بل انها تعد امتداداً طبيعياً لمرونة واضحة ميزت تصوراتها الفكرية ورؤاها السياسية التي اختلفت أيضاً في التفاصيل وبعض الخطوط العامة بين فرع وآخر للجماعة ما بين بلد وآخر. بذلك يمكن القول إن السمة الرئيسية التي ميزت العقود الثمانية من عمر حركة الإخوان هي تلك المرونة الكبيرة والقدرة الواسعة على التكيف مع مختلف البلدان والمراحل والظروف، وهي سمة تفتقدها الغالبية الساحقة من الحركات الإسلامية بمختلف فئاتها، الأمر الذي ينعكس دوماً على قدرتها على الاستمرار زمنياً وعلى التوسع جغرافياً، فتلك الحركات الأخيرة، وأيضاً بحكم غلو وتشدد وتصلب رؤاها الفكرية والسياسية، تعاني دوماً من الانحسار التاريخي والجغرافي على المديين البعيد والواسع، فهي معرضة دوماً للاختفاء أو للتحول إلى حركات إسلامية سياسية على غرار جماعة الإخوان حتى لو بدا في لحظة تاريخية بعينها أو سياق جغرافي محدد أنها آخذة في التوسع والانتشار.
ضمن تلك الخاصية المركزية للحركة يمكن النظر إلى عدد من التطورات المهمة التي ميزت رؤاها الفكرية والسياسية واستراتيجيتها الحركية خلال أعوامها الثمانين. ويتعلق التطور الأول بالمصادر الفكرية التي اعتمدت عليها الحركة خلال هذا التاريخ الطويل، حيث بدا أن هناك تطورات مهمة ومؤثرة قد لحقت بها. فقد ظلت الحركة بصورة مستمرة حتى اليوم تعتمد على الكتابات ـ القليلة ـ لمؤسسها الراحل في صياغة نهجها الفكري والسياسي، وإن لم يمنع ذلك الالتزام إعادة النظر في بعض من رؤاه ومقولاته ومن أبرزها رأيه السلبي والرافض للتعدد الحزبي، حيث وافقت عليه الجماعة بصورة رسمية منذ عام 1994 بل وقام عدد من أقسامها وفروعها بتشكيل أحزاب سياسية كما حدث في الأردن والمغرب والجزائر. وبعد رحيل البنا أضيف إلى كتابه الرئيسي «رسائل الإمام الشهيد» الإنتاج الفكري لجيل مفكريها التالي عليه وفي مقدمتهم الدكتور عبد القادر عودة والشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق وغيرهم من رموز هذا الجيل، وكانوا جميعهم من أبناء الجماعة المنخرطين في صفوفها منذ شبابهم. ولا شك أن الفترة التي تلت اغتيال البنا ثم الصدام الكبير مع الدولة الناصرية بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952 بكل ما تميزت به من ظروف قاسية أحاطت بالجماعة، قد لعبت دوراً مهماً في عدم تطرق كتابات وأفكار هذا الجيل من مفكري الجماعة إلى طرح رؤى ذات طابع تجديدي لعديد من القضايا السياسية أو الاجتماعية، بالرغم من كل الاجتهادات الكبيرة التي قدمها معظمهم، وبقائها ضمن الخط الفكري الذي صاغه إمامها المؤسس. ولعل العمل الوحيد المختلف عن ذلك السياق العام هو كتاب «دعاة لا قضاة» السابق الإشارة إليه، والذي مثل على الأرجح جهداً جماعياً من قادة ومفكري الجماعة لمواجهة التحدي الخطير الذي طرحته عليها أفكار وكتابات سيد قطب المؤسسة لمدرسة أخرى متناقضة مع مدرسة الإخوان بما أحاط ذلك من شبهات والتباسات هددت الجماعة من داخلها.
إلا أن خروج الجماعة من «محنة» الصدام مع النظام الناصري، كما تسميها في أدبياتها، إلى العمل العام والسياسي منذ منتصف السبعينيات وترافق ذلك مع ما سبق ان أسميناه في مقام آخر «التأسيس الثاني» لها بانضمام آلاف من طلاب جامعات مصر إليها في تلك الفترة، قد غير من انغلاقها على أفكار مؤسسها والجيل التالي له من مفكريها وفتح أمامها الباب وبالتحديد على يد الجيل الجديد الذي مثله هؤلاء الطلاب حينئذ على مصادر فكرية جديدة من خارجها وطور من رؤى الجيل الثالث من مفكريها الأصليين. وقد تمثلت تلك المصادر الفكرية الجديدة التي أثرت على رؤى الجماعة الفكرية والحركية في ثلاثة وجدت طريقها إليه بعد رحيل الغالبية الساحقة من مفكري الجيل الثاني التقليديين من أبنائها. تمثل المصدر الأول في الكتاب والمفكرين المستقلين الذين تحولوا إلى الأفكار الإسلامية بعد سنوات طويلة قضوها في تيارات فكرية وسياسية أخرى والذين زاد ارتباط جيل التأسيس الثاني للجماعة بما راحوا يطرحونه من رؤى أكثر عصرية للبرنامج الإسلامي، مثل المستشار طارق البشري و فهمي هويدي والمرحوم عادل حسين والدكاترة عبد الوهاب المسيري ومحمد عمارة والمرحومين حامد ربيع وجمال حمدان. وتمثل المصدر الثاني للمؤثرات الفكرية الجديدة في بعض المفكرين والكتاب من أصحاب التوجه الإسلامي القريبين من الجماعة طوال الوقت وإن لم يكونوا من المرتبطين تنظيمياً بها بصورة صارمة، وهم في معظمهم من ذوي الخبرة الواسعة دولياً أو في علاقتهم بالدولة فضلاً عن ثقافتهم الحديثة الواسعة، مثل الدكتورين أحمد كمال أبو المجد ومحمد سليم العوا. وتمثل المصدر الثالث لتلك المؤثرات الجديدة في بعض مفكري الإخوان التقليديين الذين سارعوا للارتباط بالعصر وقضاياه وأخضعوا رؤاهم لتغيراته، ويعد أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي صاحب التأثير الطاغي على الجماعة في الوقت الحالي، وكل من المفكر التونسي راشد الغنوشي واللبناني فيصل مولوي وغيرهم من أبناء الجماعة الأصليين.
وقد ساهمت تلك المصادر الفكرية الجديدة التي توفرت لحركة الإخوان المسلمين في ظل مرونتها الكبيرة السابق الإشارة إليها في تطور عديد من رؤاها وأفكارها ذات العلاقة بالمجال السياسي بصفة خاصة بما جعلنا اليوم أمام صورة شديدة التطور لها تختلف في عديد من الجوانب والمواقف عما كانت عليه في سنواتها الخمسين الأولى. فقد حسمت الحركة بصورة فكرية وعملية حركية موقفها من معظم قضايا التطور السياسي الداخلي في البلدان التي توجد فيها مع وجود درجة من التنوع في درجة وعمق هذا الحسم بحسب الظروف الخاصة بالبلد الذي توجد به. وفي هذا الإطار حسمت الجماعة القضية الأبرز والمتعلقة بقبول مبادئ ومؤسسات وإجراءات النظام الديمقراطي الحديث، وفي مقدمتها الانتخابات العامة كوسيلة للمنافسة, والبرلمانات كمؤسسات للتغيير السياسي والاجتماعي, والتعدد الحزبي كمؤسسة وآلية للتعبير, والنشاط السياسي والتداول السلمي للسلطة كمبدأ حاكم للعبة السياسية الداخلية. وقد أفاضت مختلف الوثائق الرسمية للحركة والكتابات والدراسات الفردية التي نشرتها قياداتها منذ نهاية الثمانينيات حتى آخرها وهي مبادرة الإصلاح في مصر التي قدمها المرشد العام الحالي مهدي عاكف في مارس 2004 بعد شهرين فقط من توليه منصبه، في تأكيد هذه التطورات والتحولات الرئيسية في رؤية وفكر الجماعة بصور لا تحتمل اللبس في معظم الأحوال.
ومع ذلك فلا يزال بعض اللبس يشوب طبيعة أو تفاصيل رؤية الحركة وموقفها تجاه بعض قضايا التطور السياسي الداخلي بما يدفع إلى مطالبتها بضرورة السعي السريع لإزالة هذا الالتباس وعدم الوضوح. ويتعلق الأمر بقضايا ثلاث رئيسية، اثنتان منها ذواتا طابع فكري ـ سياسي والثالثة ذات طابع سياسي ـ تنظيمي. فأما القضيتان الأوليتان فهما الموقف النهائي والتفصيلي فيما يتعلق بالحقوق المتساوية لكل من المرأة والأقليات غير المسلمة بداخل النظام السياسي الذي يتبناه الإخوان المسلمون. فبالرغم من أنه حقيقي أن الحركة قد تبنت في عديد من وثائقها الرسمية، وآخرها مبادرة الإصلاح المشار إليها، موقف المساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين عموماً والأقليات غير المسلمة من جانب وبين رجال المسلمين ونسائهم، إلا أن ذلك أتى في صياغات عامة تفتقر إلى الوضوح والتفصيل اللذين يغلقان باب الالتباس في الموقف أو الشبهات حوله، وبخاصة فيما يتعلق بحق الفئتين في تولي الولاية العامة في البلاد ذات الأغلبية المسلمة. ولعل المخرج الرئيسي ـ بل وربما الوحيد ـ من حالة الالتباس والغموض هذه أن تتبنى الجماعة بصورة رسمية واضحة وقاطعة مبدأ المواطنة كأساس للحقوق والواجبات في كل البلدان التي توجد بها سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة، ولا شك أن هناك من الاجتهادات الشرعية الكافية التي قدمها مفكرون وأعضاء في الجماعة بصورة فردية خلال السنوات الماضية ما يمكن أن يستند إليه هذا الإعلان المقترح من جانب الجماعة.
أما القضية الثالثة ذات الطابع السياسي ـ التنظيمي فهي تتعلق بالأساس بالمركز الرئيسي للحركة وهو الجماعة في مصر وإن ظلت لها انعكاساتها على البنية العالمية للجماعة، وهي تلك المتعلقة بعدم حسم قضية الشروع في إنشاء حزب سياسي يعبر عن الجماعة والتردد الواضح في صورة العلاقة بينه وبين الجماعة في حالة استمرارها إلى جواره وعدم حلوله محلها. ولعل السيناريو الذي يراه البعض للجماعة بخصوص تلك القضية المركزية هو الشروع في مرحلة «التأسيس الثالث» للجماعة بما يستلزمه ذلك من التقدم بطلبين في آن واحد للسلطات المصرية، أحدهما لتأسيس حزب سياسي مدني ذي مرجعية إسلامية عامة وباسم بعيد عن أي معنى ديني بحيث يكون الوعاء السياسي لها، والآخر لتأسيس جمعية أهلية متعددة الفروع باسم «الإخوان المسلمون» بحيث تمثل الوعاء الموازي لممارسة كافة أنشطتها الأخرى الدعوية والاجتماعية والتعليمية غير ذات الصلة بالعمل السياسي. ولا شك أن هذا الاقتراح سوف يستلزم أيضاً من الجماعة أن تعيد النظر في التنظيم الدولي الذي يجمع أطرافها تحت قيادة موحدة وخطوط عامة رئيسية واحدة، وهنا يرى البعض انه يمكن أن يتم إنشاء تجمع دولي للأحزاب الإسلامية على غرار «الاشتراكية الدولية» تكون له نفس الصلاحيات والوظائف العامة التي تقوم بها حالياًً المستويات القيادية العليا في الحركة للتنسيق بين فروعها وجماعاتها وأحزابها في مختلف دول العالم.
رئيس وحدة النظم السياسية، ورئيس تحرير «دليل الحركات الإسلامية في العالم»، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام
حسن البنا بقلم يساري
حسن البنا: غواية التنظيم
الرجل المتواضع الذي غمرته ملامح الزعامة.. كان وسطيا أكثر من لاحقيه
كتبه صلاح عيسي بجريدة الشرق الاوسط
على خلاف من اتوا بعده من انصار ومؤيدين، لم يكن حسن البنا رجل حركة فقط، بل رجل حركة واجتهاد. كما كان على خلاف الكثيرين ممن اتوا بعده رجل اعتدال ووسطية، يرى المنفعة في الاحكام الوضعية ويرى المنفعة في الاحزاب، من دون ان يدمغها فورا على انها نتاج حضارة غربية متصادمة مع الحضارة الاسلامية، وله رؤية في حقوق النساء، وفي العلاقة مع الغرب. وبالرغم من مرور مائة عام على ولادة البنا، الا انه ربما ليس مفهوما بالمعنى الحقيقي للكلمة حتى ممن يعتقدون انهم ينتمون الى افكاره. وفي ذكرى مرور 100 عام على ميلاده, ما يزال الجدل يدور حول البنا ودوره في حركة الإخوان وما تفرع عنها من حركات سلكت طريق العنف.
ولد حسن البنا في 24 اكتوبر (تشرين الاول) 1906 في مدينة المحمودية الصغيرة بشمال الدلتا، لعالم دين، يجمع بين دراسة علم الحديث وصناعة اصلاح الساعات وتجليد الكتب. وكانت مقومات الزعامة والقيادة متوفرة لديه، ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزا بين زملائه، حتى أنه عندما تألفت «جمعية الأخلاق الأدبية» وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسا لمجلس إدارة هذه الجمعية. غير أن تلك الجمعية المدرسية لم ترض فضوله، وزملاءه المتحمسين، فألفوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم، سموها «جمعية منع المحرمات»، وكان نشاطها مستمدا من اسمها، عاملا على تحقيقه بكل الوسائل، وطريقتهم في ذلك هي إرسال الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارهم، بأنهم يرتكبون الآثام، أو لا يحسنون أداء العبادات. ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور، فألف «الجمعية الحصافية الخيرية»، التي زاولت عملها في حقلين مهمين:
الأول: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة. والثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية المسيحية. وفي الثالثة عشرة من عمره، شارك في مظاهرات الطلاب اثناء ثورة 1919، التي ساهمت في بلورة عواطفه الوطنية وتوسيع مداركه السياسية، ليدرك بشكل مبهم الصلة بين الاحتلال الاجنبي ومشكلات الوطن. ورث البنا عن امه قوة ارادتها، وعن ابيه حسه الاخلاقي الصارم، وتعلم منه الزهد والتواضع والدأب على العمل والسعي للتعلم والصبر على المكاره، وشغف مثله بالطواف بمجالس الشيوخ وقراءة كتب الفقه والحديث ودواوين الشعر، فاختلطت عاطفته الوطنية الجياشة، بعاطفته الدينية المشتعلة، واصبحتا شيئا واحدا، وارتبط الاحتلال الاجنبي في وجدانه، بالقهر القومي والتخلف الاجتماعي وتدهور الاخلاق العامة وضعف الوازع الديني، وارتبطت النهضة في وجدانه بالتحرر والاستقلال والعودة الى تعاليم الاسلام، باعتباره منهجا للحياة الطيبة.
وفي اثناء دراسته بكلية دار العلوم، بين عامي 1923 و1927، بدأ يتردد على الاندية والتجمعات الاسلامية، التي كانت تموج آنذاك، بمناقشات كثيرة، حول موقع الدين في الدولة الوطنية، التي تمخضت عنها الثورة، التي لم تعد ـ كما كانت حتى عام 1914 ـ ولاية من ولايات دولة الخلافة الاسلامية، او كما اصبحت، خلال الحرب العالمية الاولى، محمية بريطانية يحكمها سلطان في ظل التاج البريطاني، بل تحولت بعد الثورة ونتيجتها، الى دولة وطنية، شبه مستقلة، شبه ديمقراطية، شبه ليبرالية، تأخذ بالنظام الملكي الدستوري، وينص دستورها، على ان الامة مصدر السلطات.
وخلال تلك الفترة، انضم حسن البنا الى الحركة النشيطة، التي استهدفت احياء الخلافة الاسلامية ونقل مركزها الى مصر، بعد ان تخلصت منها تركيا عام 1924، وهي حركة كانت تلقى دعما من الملك فؤاد، الذي كان يريد ان يضيف عمامة الخلافة الى تاج المُلك، ويجمع بين لقب «الملك» و«الخليفة». وبينما رأت القوى الوطنية المصرية الاخرى، ان هذا الانتقال يمكن الملك من الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، ليصبح هو، وليس الامن، مصدر كل السلطات، رأى الناشطون في حركة احياء الخلافة، واتخاذ مصر مقرا لها، تحديا للهوية الوطنية، وحلا لمشكلة موقع الدين في الدولة الوطنية، يلزم خصومهم من دعاة التغريب موقف الدفاع، ويقضي على نفوذهم المتصاعد.
وفشلت الحركة بسبب اصرار كل حاكم من حكام المسلمين على ان تكون بلده مقرا للخلافة، وتكون رأسا مستقرا لعمامتها، ليجد حسن البنا نفسه، في مواجهة الحقيقة المرة، وهي ان المشكلة تكمن في ابتعاد المسلمين عن تعاليم دينهم، وفي تفرقهم وتشتتهم، وان الحل يكمن في ان يبدأ باحياء الدين نفسه في نفوس الناس، وان عليه ان يصعد الهرم من سفحه، فينشط بين العوام وابناء الطبقات الوسطى الصغيرة، الذين لم تفسد الثقافة عقولهم، ولم يتعرضوا لجراثيم التيارات الوافدة من الغرب، ليخاطب فيهم الفطرة السليمة. وكان من حسن الحظ، ومن سوئه كذلك، انه بدأ حركته من مدينة الاسماعيلية، التي كانت آنذاك اشبه بمستوطنة اوروبية تنحصر بين معسكر جيش الاحتلال في الغرب، ومكاتب شركة قناة السويس في الشرق، تنقسم ـ ديموغرافيا ـ الى احياء افرنجية، يسكنها الاجانب، تضاء بالكهرباء وتصلها المياه النقية وتسودها انماط السلوك الاوروبية، واحياء شعبية فقيرة ومتخلفة ومحرومة من ذلك كله، يسكنها الوطنيون وكان معظمهم يعمل في معسكر جيش الاحتلال او مرافق شركة القناة، وهو ما رسخ، لسوء الحظ، فكرته عن انقسام العالم لشرق وغرب لا التقاء بينهما، بينما يسر له هذا الانقسام الفرصة ليبدأ دعوته داخل الاحياء العربية من المدينة، بين الحرفيين وصغار التجار والموظفين، ليجد استجابة لا تذكيها الفطرة فحسب، بل ويذكيها، كذلك، التحدي المحيط بهم، والماثل امامهم.
ولأنه كان داعية موهوبا، ومنظما عبقريا، ولم يكن فقيها او منظرا او مفكرا، فقد رفض ان ينغمس في الجدل الفقهي، حول بعض المسائل، مثل التوسل وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وثواب قراءة القرآن نيابة عن الميت، الذي قسم المدينة طوال السنوات الثماني السابقة على وصوله اليها، الى حزبين، هما «حزب الشيخ عبد السميع» و«حزب الشيخ موسى»، وأعلن ان الله يرضى منا بالحب والوحدة، ويكره منا الخلاف والفرقة، داعيا بالبعد عن التكلف والتعمق والتوحد حول اصول الدين وقواعده وفروضه وسننه واخلاقه وفصائله وارشاداته، ليكون اسلوبه البسيط في الدعوة احد اهم العوامل، التي حشدت حول الانصار بسرعة مذهلة، وليكون البعد عن مواطن الخلاف الفقهي، كما قال في خطابه امام المؤتمر الخامس، احد الخصائص التي تضررت بها دعوة الاخوان المسلمين. وهكذا كانت جماعة «الاخوان المسلمين» احد الثمار الطبيعية لثورة 1919، التي خرج فيها المصريون يطالبون بالاستقلال التام حتى لو ادى الامر الى الموت الزؤام. لكن الحركة تغيرت وتطورت مع الوقت. ففي فبراير (شباط) 1939، وفي الخطاب الذي ألقاه حسن البنا امام المؤتمر الخامس لجماعة الاخوان المسلمين، الذي شارك في اعماله آلاف من قيادات الجماعة في المحافظات، وكان بمثابة مظاهرة قوة، واعلان بانتقالها الى مرحلة جديدة بعد عشر سنوات على تأسيسها، خاطب المرشد العام حسن البنا اعضاء المؤتمر فقال، «ان طريقكم هذا مرسومة خطواته، موضوعة حدوده، ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت بأنها اسلم الطرق للوصول».
وفي تحديده لمراحل هذه الطريق، قال البنا في الخطاب نفسه، انها ثلاث تبدأ بمرحلة نشر الدعوة والتعريف والتبشير بالفكرة، وايصالها الى الجماهير من طبقات الشعب، لتتلوها مرحلة التكوين وتخير الانصار، واعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء، اما الخطوة الثالثة والاخيرة على هذا الطريق، فهي مرحلة التنفيذ والعمل والانتاج، وهي مراحل متتالية، وقد يكون بعضها متوازيا، لكنها لا تطرح ثمارها الا اذا اكتملت.
وفي اضافة مهمة حملتها «رسالة التعاليم مني الى اخوان الكتائب»، التي صدرت في الوقت نفسه، حدد حسن البنا شكل التنظيم وطبيعة العضوية واسلوب العمل في كل واحدة من هذه المراحل الثلاث، ففي مرحلة التعريف والتبشير، يعتمد التنظيم على وحدات ادارية تعمل للخير العام، وتقيم المنشآت النافعة، والدعوة فيها تتوجه للجميع، وباب الجماعة اثناءها مفتوح لكل من يرغب في الانضمام اليها من دون ان يكون ملزما بـ «الطاعة التامة». وفي مرحلة التكوين، التي تهدف الى استخلاص العناصر الصالحة لحمل اعباء الجهاد، فإن الدعوة تتوجه الى «الخواص»، ولا يتصل بها الا من استعد استعدادا حقيقيا لتحمل اعباء جهاد طويل المدى، كثير التبعات. واسلوب التربية خلالها، صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار الناحيتين دائما هو: امر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج. اما في مرحلة التنفيذ، فان الدعوة تقوم على جهاد لا هوادة فيه في سبيل الوصول الى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما الا الصادقون، ونجاح لا يتحقق، الا بكمال الطاعة. وبعد ان استعرض هذه المراحل الثلاث على طريق الدعوة، قال المرشد المؤسس البنا، ان الطريق قد تكون طويلة «لكن ليس هناك غيرها، فمن اراد منكم ان يستعجل ثمرة قبل نضجها، او يقطف ثمرة قبل اوانها، فمن الخير له ان ينصرف عن هذه الدعوة الى غيرها من الدعوات». ولم يكن هؤلاء «المتعجلون الذين يسعون لقطف الثمرة قبل نضجها» سوى فريق من الشبان الجامعيين، بزعامة احمد رفعت «الطالب بكلية التجارة، شقوا عصا الطاعة، خلال العام السابق ـ 1938 ـ على المرشد العام، واتهموه بالقعود عن الجهاد ومهادنة القوى، التي تماطل في تطبيق الشريعة الاسلامية (الاحتلال البريطانى والملك فاروق)، وطالبوا باتخاذ موقف جهادي، واضح، يجابه الحكومة بأنها «كافرة»، لانها لا تحكم بما انزل الله، ويقاوم تبرج النساء بالقوة، وليس بمجرد الدعوة، بإلقاء زجاجات الحبر على ملابس كل امرأة تسير في الطريق سافرة، وبفتح باب التطوع للقتال في صفوف الثورة الفلسطينية الكبرى، التي كانت لا تزال مشتعلة منذ عام 1936، بدلا من الاكتفاء بجمع التبرعات لها.
وفي اسابيع قليلة، اتسع التمرد، واجتذب اليه كتلة معتبرة من اعضاء الجماعة على نحو كاد يهدد البناء، الذي بدأ حسن افندي البنا، مدرس اللغة العربية والخط والدين، بمدرسة الاسماعيلية الابتدائية ـ يضع اساسه، وهو في الثانية والعشرين من عمره، عام 1928، ومنحه كل اهتمامه ووقته، بل وماله القليل، وسخر لخدمته كل خبرته التي اكتسبها حين كان عضوا في الطريقة الحصافية الصوفية، وعلوم التربية وعلم النفس التي درسها في كلية دار العلوم، التي تخرج فيها عام 1927، وكل مواهبه الفطرية كخطيب مفوه، وداعية نشيط، وانسان متواضع يملك قدرة فذة على الايحاء للآخرين بأنه صادق في ما يؤمن به، مخلص لما يدعو اليه، وبالتالي على التأثير فيهم واجتذابهم نحو شخصه ودعوته، لتتحول جماعة الاخوان المسلمين، خلال عشر سنوات فقط، من جمعية دينية صغيرة في مدينة اقليمية بعيدة، لا تختلف عن جمعية الحصافية الخيرية، التي اسسها في مطلع شبابه مثل غيرها من الجمعيات الدينية التي تنشط في مجال العمل الخيري، الى جماعة كبيرة، تضم الافا من الاعضاء يتوزعون على 300 شعبة في مختلف الاقاليم وتبرز كقوة اجتماعية ـ وعلى نحو ما سياسية ـ في الحياة المصرية.
ومع ان مؤيدي حسن البنا من بين اعضاء الجماعة، وأنصار خط الاعتدال والتدرج الذي يتبعه، نجحوا، بعد مجهود، في طرد المتمردين بالقوة لا بالاقناع، بعد ان كانوا قد احتلوا المركز العام ومنعوا المرشد العام من دخوله، لينضم زعيمهم احمد رفعت الى المجاهدين الفلسطينيين بقيادة الشيخ عز الدين القسام ويستشهد معه، وليؤسس انصاره «جماعة شباب محمد» التي فشلت في تطبيق منهجها الجهادي، وتحولت الى جمعية دينية تقليدية للوعظ، الا انهم كانوا قد شتلوا بذرة الاشكالية التي طرحوها في ارض المركز العام، وبين صفوف الدعوة، لتقضي بعد عشر سنوات من هذا التاريخ، على حياة الداعية المقتدر والمنظم الموهوب. ولولا ان غواية الحركة والتنظيم، كانت قد اجتذبت البنا، لتنبه آنذاك، او بعد ذلك، الى ان سد باب الجدل الفقهي، وان كان قد حال دون تبديد مجهوده في مناقشات لا جدوى منها، الا انه حال كذلك، بينه وبين فتح باب الاجتهاد الاسلامي، الذي اغلق بعد القرن الرابع، ليصوغ رؤية اسلامية، تتواءم مع ظروف عصر كان قد اختلف كيفيا عن العصور السابقة عليه، ليستطيع ان يجد لدعوته مكانها، الذي تستحقه كأحد التيارات الاصيلة في الحركة الوطنية، على خريطة دولة وطنية ديمقراطية، هي النمط الذي كان يزحف آنذاك بقوة على العالم الاسلامي، ولما اعتبر الحضارة المعاصرة منتجا غربيا، جاء به الاعداء، وليس حصيلة جهد انساني شارك المسلمون، في فترات ازدهار حضارتهم في وضع الاسس التي قامت عليها عمد هذه الحضارة من بعد. ولو انه فعل، لجنب دعوته كثيرا من المشكلات، وازال من طريقها كثيرا من الاشواك. لم يكن تمرد احمد رفعت اولها.. ولم يكن آخرها.
اما الذي لم يكن يعرفه المتمردون، فهو ان البنا كان قد شرع قبل تمردهم، في تنفيذ المرحلة الثانية من مراحل بناء الدعوة، التي استعجلوا ثمرتها قبل اوانها، وهي مرحلة «التكوين» التي تهدف الى استخلاص العناصر الصالحة لاعباء الجهاد، فحول قسم الرحلات الى قسم للجوالة، وانشأ نظام «الكتائب» ووضعه تحت رعايته الشخصية فكان يمضي ليلة كل اسبوع، مع كتيبة منهم تتكون من اربعين فردا، يؤمهم في الصلاة، ويأكل معهم وجبتي الافطار والعشاء ويلقي عليهم درسا في التكوين النفسي والروحي للداعية، ويفسر لهم آيات القرآن الكريم، ليختار فيما بعد، من بينهم اعضاء «الجهاز الخاص» الذي ضم الاخوان الاكثر شبابا وحماسا، واستعدادا للتضحية، يتلقون دراسات خاصة حول الجهاد في الاسلام ويتدربون على الاعمال الشاقة، وعلى استعمال الاسلحة وتصنيع المفرقعات وجمع المعلومات، والتخلص من الملاحقة البوليسية ومراوغة المحققين. وكانت مرحلة نشر الدعوة والتبشير بالفكرة لا تزال مستمرة وعلى نفس الاسس: تحرك العاطفة الدينية الجياشة وتخاطب الفطرة الانسانية تقدم لها اسلاما بسيطا خاليا من العقد والاشكاليات والمناقشات ومن الاجتهاد والتجديد، ليأخذوا منه ما يرتضونه وما يقدرون عليه، فهو قادر على النفاذ الى قلوب الناس بيسر، لانه يقتصر على المعلوم من الدين بالضرورة، فيتدفقون الى اشرعة الجماعة، لتتحول ـ بعد الحرب الثانية ـ الى امبراطورية ضخمة تضم ما يقرب من 200 الف عضو، وتملك متاجر ومصانع ودارا للصحافة، ولها قيادة علنية على رأس المرشد، تتعاون مع احزاب الاقليات السياسية التي كانت تتداول الحكم في ما بينها، وتنوب عنها احيانا في تأديب خصومها السياسيين، لتكسب كل يوم مزيدا من القوة والنفوذ.
ذلك هو المحيط العام، الذي ليست «الطاعة التامة» واجبا فيه، والذي لا يعرف اعضاؤه او قادته على وجه التحديد ماذا تريد الجماعة، ولا يعرفون عن الاسلام اكثر ما يعرفه سواهم من عوام المسلمين، اما المهم، فهو انهم كانوا يجهلون تماما، ان هنالك محيطا خاصا هو «النظام الخاص، الذي يشكل مدرسة الكادر وميليشيا الجماعة وجناحها العسكري، له قيادة مستقلة، يرأسها المرشد العام، لا يتلقى اعضاؤه فحسب عملية خاصة تؤهلهم للعمل العسكري السري، بل انهم يدرسون فقها خاصا، يتميز عما يدرسه ـ او لا يدرسه ـ عشرات الالوف من اعضاء المحيط العام لجماعة الاخوان المسلمين هو فقه «الجهاد».
ولم يكن تدريس «فقه الجهاد» عن غواية الحركة والتنظيم، التي سخر لها حسن البنا كل مواهبه الى غواية «الاجتهاد»، على نحو ينتهي برؤية اسلامية تناسب القرن العشرين، او لم يكن حتى اجتهادا في هذا الفرع من فروع الفقه، بل كان بحثا عن دافع شرعي يزيد من حماس اعضاء النظام الخاص، للقيام بالواجبات المنوطنة بهم. وخلال سنوات قليلة تعددت عمليات القاء القنابل والزجاجات الحارقة التي يقوم بها اعضاء الجهاز الخاص على مراكز الشرطة وافراد جيش الاحتلال والمكاتب الادارية، ثم على الممتلكات اليهودية، بعد تجدد الصراع بين الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة، فضلا عن دوره في حماية اجتماعات الجماعة، وفي تأديب اعدائها.
ومع اتساع عضويته ليضم عدة مئات من المقاتلين المدربين، وتنامي موارده المالية، نتيجة لاستقلاله بادارة مشروعات اقتصادية لحسابه، وزيادة مخزونه من الاسلحة والمتفجرات، بدأ قائده عبد الرحمن السندي، يشعر بأنه صاحب فضل على الجماعة، وان الجهاز الذي يقوده هو الذي منحها ما لها من هيبة ومكانة، وأن ما يقوم به هو عمل فني متخصص لا يجوز لأحد ان يتدخل فيه، حتى لو كان المرشد العام.
اعلن عبد الرحمن السندي التمرد، وبدأ يأخذ قرارات العمليات من دون العودة اليه، ومن دون تقدير سياسي لمدى التوافق، من حيث الهدف والتوقيت، مع سياسات الجماعة والظروف المحيطة بها، الى ان ضبطت كل اوراق وخطط الجهاز الخاص، في سيارة جيب تعطلت بالصدفة، وهي تنقلها من مكان الى آخر. ليصدر رئيس الوزراء المصري ساعتها محمود فهمي النقراشي باشا قرارا بحل جماعة الاخوان المسلمين في 8 ديسمبر (كانون الاول) 1948. وهكذا تقوض البناء الذي امضى حسن البنا يبنيه بيده، فأسرع ملهوفا يحاول البحث عن حل للازمة، عبر التفاوض مع الحكومة، حتى لو كان الثمن هو حل الجهاز الخاص والتخلي عن اعضائه، لكن اعضاء الجهاز لم يتركوا له فرصة للتفاوض، وواصلوا، على الرغم من تعليماته المشددة، عملياتهم، التي وصلت الى ذروتها باغتيال رئيس الوزراء، الذي اصدر قرار الحل.. فما كاد حسن البنا يسمع حتى قال: هذه الرصاصات توجهت الى صدري انا.
وذلك ما كان، اذ قامت الحكومة بالفعل بعملية فقتلته انتقاما لمقتل النقراشي.
وهكذا انتهت حياة البنا، لان غواية التنظيم اجتذبته بعيدا عن غواية الاجتهاد، ليتناسل الجهاز السري، بأساليب نضاله واشكال تنظيمه، في عشرات التنظيمات الاسلامية الجهادية التي تنتشر على خريطة العالم، وليظل الاخرون اسرى غواية الحركة، لا يريدون فتح باب الاجتهاد حتى لا تتفتت وحدتهم وتتشتت ريحهم، وقد غاب عن الجميع حسن البنا وهو يقول في ختام رسالته الى المؤتمر الخامس «ايها الاخوان المسلمون.. إلجموا نزوات العواطف بنظرات العقول.. وانيروا اشعة العقول بلهب العواطف، وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واكتشفوا الحقائق في اضواء الخيال الزاهية البراقة.. ولا تميلوا كل الميل، ولا تصادقوا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض». ولكن البنا نفسه لم يأخذ بهذه النصيحة البليغة.
نهاية حركة كفاية في جبل المقطم
كتبها الدكتور يحيي القزاز الناشط بحركة كفاية
تم الإعلان في "الجزيرة مباشر" أن حركة "كفاية" تقيم حفلا رمضانيا الساعة الحادية عشرة مساء اليوم الخميس5/10/2006. و ستقوم الجزيرة مباشر بنقله على الهواء مباشرة. وجدير بالذكر أنه في التاسعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 4/10/2006 عقُدت اللجنة التنسيقية لحركة "كفاية" اجتماعا استمر أكثر من أربع ساعات، وامتد حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لمناقشة الورقة المقدمة منى (يحيى القزاز) الخاصة بمشاكل الحركة، وأيضا مناقشة الورقة المقدمة من شباب من أجل التغيير، والتي يعلنون فيها انفصالهم عن حركة "كفاية" احتجاجا على تصرفات البعض. وتم الاتفاق على الحرص على وحدة الحركة، والبعد عن كل ما يكدر صفو الحركة ويؤدى إلى تفجيرها. ولم يمر أكثر من 20 ساعة على اجتماع اللجنة التنسيقية، إلا وتفاجئنا "الجزيرة مباشر" بالإعلان عن نقل حفل رمضاني لحركة كفاية، وهذا الحفل لم يتم الاتفاق عليه ولا طرحه في اللجنة التنسيقية، وكأن البعض يصر على نهاية حركة كفاية، وخصخصتها و الاستئثار بها، واستثمارها. وهكذا تنهي حركة كفاية مسيرتها بحفل رمضاني للسحور لنخبة النخبة في الهواء الطلق فوق جبل المقطم، وهى التي بدأت مسيرتها في الشوارع والحواري بين الناس. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهكذا عادت النخبة إلى قواعدها سالمة غانمة، ولا عزاء للفقراء والمهمشين. وبعد ذلك نسأل لماذا لا ينضم الناس إلى الحركة؟ هل هانت تضحيات الشباب وهتك عرض الرجال والنساء على الذين يدعون التأسيس ويصدعوننا كل يوم بأنهم يخسرون من أجل النضال في الحركة؟ هل الاحتفال باسم كفاية، واستثمارها في العلاقات العامة مع علية القوم، يدخل في باب الخسارة والتضحيات أم في باب الضحك على الناس والمتاجرة بأوجاعهم، وتحقيق مكاسب شخصية. رحمة الله على كفاية النبيلة. ولا فرق بين من يسرق حركة، ومن يغتصب سلطة. من السهل سرقة الحركات الشعبية، ومن الصعب شرائها لأنها ضمير وليست سلعة مادية
الإخوان في وجه السادات
علي الرغم من أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو الذي فتح الباب واسعا أمام الحركات الإسلامية من جماعات إسلامية وجماعة الإخوان المسلمين للعمل علنا ونشر الدعوة الإسلامية برؤيتهم داخل مصر, إلا أنه لم يسلم من معارضتهم له في حكمه بل وكانت نهايته علي أيدي المتطرفين منهم في ذلك الوقت
خروج الإخوان للقضاء علي الشيوعيين
السادات أخرج الإخوان المسلمين من السجون ودعاهم للعمل من جديد ليواجهوا التيار اليساري والشيوعي وبقايا نظام ناصرالذيين كانوا مسيطرين علي عقول الجماهير في بداية حكمه فترك الباب مفتوحا أمام الإخوان للعمل الدعوي في المساجد والجمعيات الخيرية والعمل السياسي في البرلمان والنقابات والاتحادات , وذلك من أجل بناء مصر دولة العلم والإيمان كما كان يطلق عليها .
الإخوان لم يمنعهم جميل السادات لهم من أن يعارضوا سياساته وظل يواجهونه قانونيا ودستوريا في البرلمان وشعبيا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية حتي كان لهم ما أرادوا بوضع المادة الثانية في الدستور بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر .
ثم كانت سقطة السادات الكبري بدعوته اعلان السلام مع إسرائيل فاشتدت ضده المواجه من كافة التيارات والاتجاهات لتجتمع هي عليه .
السادات في بداية المواجهة كان يستمتع بالصراع و يقوم بعملية استعراض سياسي بأنه يقف ويتحاور وجه لوجه مع معارضيه علي الهواء مباشرة وكان للإخوان المسلمين معه جولتين من هذا الاستعراض تعد من أندر المواجهات بين رئيس وشعبه وهو مالم يحدث في أي بلد عربي مثلها
أبوالفتوح قلت كلمة حق أمام سلطان مصر
في بدايات عام 1977 دعا السادات مجلس اتحاد طلاب مصر ليناقش معهم أحداث الانتفاضةالشعبية والتي سماها ( انتفاضة الحرامية ) ويشرح رؤيته في بناء مصر فوقف له عبدالمنعمأبو الفتوح طالب بكلية الطب ورئيس اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة وسأله بكل شجاعة وحماسةالشباب " أزاي حضرتك بتقول دولة علم وإيمان ودولة ديمقراطية ويطلع علينا الأمن المركزييضربنا عشان خرجنا في مظاهرة سلمية للاعتراض علي التنكيل بالشيخ الغزالي واستكمل وقالله ياريس الناس اللي حولك منافقين " ووقتها ثار السادات عليه بشدة وطالبه بالسكوت إلا أنأبو الفتوح رفض واستكمل حديثه استمع لحوار أبو الفتوح والسادات.
الدكتور أبو الفتوح روي لنا هذه الشهادة بعد مرور ما يزيدعن ثلاثين عاما وهو عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان وعلق قائلا بأنه لم يكن أحد قبلالرئيس السادات يلتقي مع الطلاب بهذا الشكل ويستمع لمعارضتهم له ولم يأتي أحد بعده يقومبهذه التجربة شاهد شهادة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
التلمساني يشكو السادات إلي الله
وقد دار خلاف شديد بين الجماعة والسادات أثر موقف الإخوان المعادي لاتفاقية السلام ( كامب ديفيد ) التي رفضتها كل القوي الوطنية الدولة التي لم يتسع صدرها للنقد والمراجعة،فضاقت بمعارضة الإخوان لسياستها وبدأ السادات يثير وقتها قضية عدم شرعية الجماعة وفي ندوة الفكر الإسلامي التي عقدت في الإسماعيلية في أغسطس 1979 وحضرها عمر التلمساني المرشد الثالث للجماعة ووجه السادات له وللإخوان تهما عديدة من بينها عداء الوطنوالتخريب والتي وقف فيها التلمساني للسادات وقال له قوله الشهير : : "لو أن غيرك وجه إلىمثل هذه التهم لشكوته إليك، أما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها، فإني أشكوك إلى أحكمالحاكمين وأعدل العادلين، لقد آذيتني يا رجل، وقد أَلزم الفراش أسابيع من وقع ما سمعته منك".
وارتج وقتها السادات لوقع ما سمعه من التلمساني وطلب منه أن يسحب شكواه إلى الله لأنه يخاف الله استمع لحوار التلمساني والسادات
السادات مقتولا
السادات الذي كان يتمتع بطلة شعبية و كان يتحدث بلغة بسيطة يستطيع يفهما رجل الشارع العادي وكان يعيش بروح كبيرة العائلة كما كان يحب أن يطلق علي نفسه دائما , بل و ظل حريصاعلي أن يرتدي زيا ريفيا ( جلباب وعباءة ) عندما يذهب لقريته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية ليشعر الناس أنه لايزال واحدا منهم ,لذلك لم يكن يتصور أبدا أن أحد أبناء العائلة مهما وصلت درجة عقوقه له أن تمتد يده لتقتله , حتي انه كان يصور الجماعات الإسلامية المتشددة التي استفحلت حركتها المتطرفة من التكفيريين والجهاد والجماعة الإسلامية علي أنهم ( مش فاهمين رؤيته للأمور ) ولم يتعامل معهم علي أنهم أعداء يدبروا لقتله .
لاشين أبو شنب : النظام ضعيف ويخشي من الإخوان
القرار الذي أصدرته محكمة مصرية بإلزام السيد / لاشين أبو شنب عضو مكتب الإرشاد بجامعة الإخوان المسلمين بالإقامة في بيته جبرا وعدم مغادرته بدلا من الحبس الاحتياطي نظرا لظروفه الصحية المتدهورة يعد شكلا قانونيا جديدا تجاه تعويق حركة الجماعة ومنع مسئوليها من التواصل مع قواعد الجماعة , كما يعد أول استخدام لهذا الإجراء بعد تعديلات قانون الحبس الاحتياطي .
حالته الصحية
أبو شنب البالغ من العمر 79 عاما يعاني من العديد من الأمراض فهو مصاب بشلل نصفي نتيجة جلطة دماغية منذ أكثر من ست سنوات كما صرح لنا طبيبه المعالج والذي رفض ذكر اسمه أنه يعاني من انزلاق غضروفي في الفقرة الرابعة والخامسة , ولديه كسر قي ما بين المدبارين ( تحت الحوض الأيمن ) وبها مسمار نخاعي تشابكي علوي ,إضافة إلي إصابته بضغط الدم وسكر غير منتظم , وكذلك فهو مصاب بالعديد من أمراض الجهاز الهضمي مثل تضخم في الكبد نتيجة ورم حميد وكذلك مرض البروستاتا ويعاني من التهابات مزمنة بجدار المعدة ونتيجة الجلطة الدماغية فهو لديه ثقل شديد في اللسان مما يتعذر معه الكلام وظل فترة طويلة لايتكلم ولا يتحرك وهو لايستطيع ومنذ هذه الفترة حتي الآن لايستطيع دخول دورة المياة بدون مساعدة مستشفي هليبيوليس الذي احتجز بها أبو شنب رفض خروجه رغم صدور قرار المحكمة بنقله لمنزله إلا بعد أربعة أيام من هذا القرار نظرا لتدهور حالته الصحية وخرج بعد أن كتب أهله إقرار شخصي بمسئوليتهم عن حالته .أبو شنب اعتقل في 25 أغسطس الماضي عقب اجتماع تنظيمي في محافظة كفر الشيخ حضره 16 قياديا من الجماعة وكان علي رأسهم الدكتور محمود عزت عضو مكتب الإرشاد والأمين العام للجماعة . تحقيقات النيابة معه
وفجر أبو شنب مفاجآت كبيرة أثناء إدلائه بأقواله لنيابة أمن الدولة حول سبب الاجتماع وأمور كثيرة متعلقة بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين حيث قدم نفسه لرئيس النيابة بأنه عضو مكتب إرشاد الجماعة والمسئول عن قطاع وسط الدلتا والذي يضم محافظات كفر الشيخ والغربية والمنوفية والقليوبية , وبين أهداف ووسائل الجماعة ومطالبتها بالتغيير السلمي وتداول السلطة وحرية الأحزاب .أبو شنب رفض اتهام النيابة له بأنه منضم لجماعة سرية تعمل علي خلاف القانون وعقب حسب نص التحقيقات قائلا : " من قال أن جماعة الإخوان سرية ؟! جماعة الإخوان جماعة علنية تعمل كل أنشطتها في العلن ولا تعمل عمل سرى ، وكيف تكون جماعة سرية ولها في مجلس النواب 88 عضو" ثم عرض عرضا تفصيليا للجماعة وأنشطتها وأسماء مسئوليين مكاتب المحافظات والأقسام الفنية مثل ( قسم العمل والقسم السياسي وقسم الطلاب ) , شرح لائحة الجماعة وكيفية اختيار المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد . " لا شئ عندنا نخفيه وليس لدينا عورات " هكذا عبر الأستاذ لاشين أبو شنب في التحقيقات وقال إن المجاهرة بالانتماء هي أفضل وسيلة لتحقيق المقاصد والغايات وان النظام والحزب الوطني حينما يحجر علي فكر معين مثل أفكار الإخوان فهو دليل علي خشية منه وضعفه أمامه , فهذا النظام يريد أن تظل الجماعة سرية لخوفه من علنية الجماعة , فمن سفه النظام أن يبيح لمئات من البهائيين أن يعبروا عن أفكارهم ويحظر علي الملايين من أعضاء جماعة الإخوان أن يظهروا فكرتهم في المجتمع .
خطورة تصريحاته علي الجماعة
توجس عدد من قيادات الجماعة من أقوال أبو شنب للنيابة من أم هذا الموقف يعرض جميع قيادات الجماعة وعلى رأسهم المرشد العام مهدي عاكف للمساءلة القانونية لان هذا الوضع يوحي بجريمة جنائية، إذ أن أقواله تمثل اعترافاته الرسمية بوجود الجماعة بشكل علني يعد مخالفا للوضع القانوني بحل الجامعة , إلا أن محمد مهدي عاكف قلل من هذه التخوفات معربا أن الجماعة لا يوجد بها أسرر وهي دائما علي الهواء يعلم عنها النظام كل تفصيلتها وأن كلام أبو شنب ليس به أي جديدوضعه القانوني مصطفي الشوري محامي أبو شنب شرح لنا الوضع القانوني لموكله موضحا أنه قدم طعنا علي قرار نيابة أمن الدولة بحبس موكله أمام محكمة جنح مستأنف شمال القاهرة والتي قررت إلزام المتهم بعدم مبارحة منزله لمدة 45 يوما ثم يتم عرضه من جديد علي النيابة لتنظر تجديد مدة عدم مبارحة منزله أو إخلاء سبيله الشوري لا يري في أقوال موكله أبو شنب أنها تمثل اعترافات لعدم وجود جريمة من الأساس وعدم اكتمال أركانها حيث قال : " إن الاتهام بالانتماء لتنظيم سري كما قررت المادة 206 من قانون العقوبات لابد من أن يستخدم هذا التنظيم أو المجموعة القوة والعنف حتي يعتبر مخالفا للقانون ويكون بناءه غير قانوني والتحريات والمضبوطات في القضية لم تذكر وجود أسلحة أو أي من أدوات العنف التي أشارت إليها المادة والأمر الأهم أن جماعة الإخوان المسلمين لها وجود في الواقع وليست سرية وان هناك خلافا قانونيا حول حظرها مرفوع أما محكمة القضاء الإداري منذ زمن طويل ولم تقدم وزارة الداخلية ( الخصم في القضية ) دليلا علي حلا الجماعة من عدمه "
لاشين أبو شنب في بيته
وفي وسط الدلتا بمدينة طنطا محافظة الغربية استطعنا الوصول لبيت السيد / لاشين أبو شنب ومقابلته رغم الحظر المفروض عليه وعلق علي القضية " بأنها مبنية علي محضر تحريات مفبرك وكله افتراءات لاحقيقة فيه ولا قيمة لهها وهو يرفض أي تعليق عليها "البيت امتلاء بالمهنئين من جيرانه وشباب وأبناء الإخوان بالمحافظة الذين علقوا الزينات والأنوار والورد ولوحات التهنئة تعبيرا عن حبهم له وفرحتهم بعودته لمنزله .الدكتور محمود جامع كاتم أسرار الرئيس السادات و المقرب من الإخوان كان أول المهنئين نظرا لصداقتهم القديمة منذ الأربعينات والذي مزاحه ضاحكا " أوعي تكون جبت سيرتي في النيابة "لاشين أبو شنب من مواليد 25 يونيو 1927 والتحق في سن صغيرة بجماعة الإخوان وتخرج من كلية دار العلوم وشغل عدة مناصب بالجماعة حتي أصبح عضو بمجلس شوري الجماعة وعضو مكتب الإداري لمحافظة الغربية وعندما توفي محمد حامد أبو النصر مرشد الجماعة السابق تم انتخاب مصطفي مشهور مرشدا جديدا وانتخب معه أبو شنب عضوا لمكتب الإرشاد
الحرية لسجناء الرأي
إخلاء سبيل حسن الحيوان بعد 9شهور من الحبس
بعد قرار محكمة أمن الدولة العليا ببراءته وثلاثة تظلمات أمام القضاء علي اعتقاله وحبس وصل ل9 شهور أفرجت السلطات المصرية عن الدكتور حسن الحيوان نائب مسئول القسم السياسي بالجماعة .حسن الحيوان الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق اتهمته السلطات المصرية بالبلطجة ومنع الناخبين من التصويت بدائرة فاقوس بالشرقية وحيازة أسلحة بدون ترخيص والانتماء لجماعة الإخوان وذلك في ديسمبر من العام الماضي 2005 وبعد حبس احتياطي لمدة ستة أشهر قدمته نيابة أمن الدولة لمحكمة أمن الدولة العليا طوارئ والتي برئته من هذا الاتهام في 14 /6/2006 , بينما رفضت الداخلية تنفيذ قرار المحكمة بالإفراج عن الحيوان وأصدرت أمرا إداريا باعتقاله بتاريخ 15 /6/2005 دونما إخباره بسبب هذا الاعتقالوفي اجتماعهم مع وزير الداخلية بمجلس الشعب واجه نواب الإخوان بالبرلمان قرار الوزير باعتقاله مما ابرك الوزير والذي أصر علي أن الحيوان مدان وسيتم عقابه .حسن الحيوان صرح لنا عقب خروجه أن السجن لا يؤثر بالسلب أبدا علي الإخوان المسلمين بل يزيدهم قوة وصلابة ويقينا بأن أفكارهم الإصلاحية تزعج الفاسدين في هذا النظام .حسن الحيوان47 عام انضم لجماعة الإخوان في سن صغيرة وهو طالب بكلية الطب , وهو ابن الكاتب السياسي الراحل د / محمد الحيوان الصحفي بجريدتي الجمهورية والوفد, الحيوان الابن يعد من أبرز السياسيين داخل الجماعة وله حضور قوي في الوسط السياسي وأصبح عضوا بالمكتب الاداري للجماعة بمحافظة الشرقية وانضم مؤخرا للقسم السياسي بها وشغل منصب نائبا لمسئوله الدكتور عصام العريان المحبوس حاليا احتياطيا بسجن طره
وأضافت في حكمها إنه لا يوجد دليل يقيني علي انصراف قصد المتهمين في استخدام الأسلحة المضبوطة في حوزتهما في منع الناخبين، كما أنه من غير المعقول أن يستهدف المتهم الأول «حمادة الحوت» الإخلال بالنظام والأمن العام بأجزاء من سلاح آلي، وسلاح آخر عبارة عن «فرد خرطوش» محلي الصنع صالح فقط للاستعمال من الجهة اليسري، وأن يؤازره المتهم الثاني بفردين خرطوش صناعة محلية وليس بهما ذخيرة، كما أن تحريات مباحث أمن الدولة باتفاق المتهمين الأول والثاني مع الثالث «القيادي الإخواني» لا ترقي إلي مصاف الأدلة، فضلاً عن أنه لم يثبت من واقع التسجيل الصوتي بين المتهمين وجود أي حديث يشير إلي اتفاقهم علي الإخلال بالأمن والنظام العام.
وأضافت أنه وفقاً لما ورد في تحريات مباحث أمن الدولة فإن المرشح علي مقعد الفئات فريد إسماعيل «إخوان» تحالف مع مرشح الحزب الوطني علي مقعد العمال «مصطفي الحوت» الذي اتفق شقيقه «حمادة الحوت - المتهم الأول» وتابعه المتهم الثاني عبدالعال حسن مع المتهم الثالث «القيادي الإخواني حسن الحيوان» بصفته مسؤول الحملة الانتخابية للإخوان علي تدبير كميات كبيرة من الأسلحة النارية لاستخدامها في منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
أضافت المحكمة أنه حسبما استقر في عقيدة المحكمة، واطمأن إليه وجدانها في أنه دلت تحريات النقيب شريف صلاح الضابط بمباحث أمن الدولة أن المتهمين محمد إمام الحوت «شهرته حمادة الحوت» عمدة قرية الصالحية، وعبدالعال حسن النجار قد تلاقت إرادتهما علي حيازة الأسلحة النارية والذخائر دون ترخيص من السلطة المختصة، وبناء عليه استصدر الضابط إذناً من النيابة العامة بمراقبة الأحاديث الهاتفية بين المتهمين علي الهاتف رقم ٠١٠٥٤٠٠٩٩٠، ونفاذاً لهذا الإذن، تم تسجيل الحوار الذي دار بين المتهمين، حيث طلب الأول من الثاني توفير أي كمية من الذخائر، وأن مراقبة الهاتف رقم ٠١٠١٧٤٨١٠٤ الخاص بالمتهم الثالث «القيادي الإخواني» تضمنت حواراً أبلغه فيه المتهم الأول «حمادة الحوت» أنه تمكن من تدبير ٤٠٠ بندقية آلية، وقادر علي محاربة الحكومة وإحراق الدائرة الانتخابية.
ولما كانت المحكمة بالنسبة للمتهم الثالث «القيادي الإخواني» قد فحصت أوراق الدعوي وأحاطت بعناصر الواقعة عن بصر وبصيرة، تبين لها أن الاتهام الذي أسندته النيابة العامة إلي المتهم لا ينهض علي أي دليل يقيني علي اتفاقه مع المتهمين الأول والثاني في ارتكاب جرائم حيازة الأسلحة النارية والذخائر، بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وذلك بمنع الناخبين في انتخابات مجلس الشعب بالقوة والتهديد من الإدلاء بأصواتهم، فضلاً عن ذلك فإنه لم يثبت من واقع التسجيلات الصوتية وجود أي حديث يشير من قريب أو بعيد إلي اتفاقه مع المتهمين الآخرين علي منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
ومن هنا، فإن المحكمة لا يساورها أدني شك أو مثقال ذرة ريب في صحة أقوال هذا المتهم «القيادي الإخواني» وإنكاره للواقعة، ولا ينال من ذلك ما ورد في تحريات مباحث أمن الدولة، إذ ما جاء مجرد تعبير عن رأي مجريها يحتمل الصدق والكذب والصحة والبطلان إلي أن تعرف المحكمة مصدرها، ولما كان ذلك، فإن الاتهام المنسوب للمتهم الثالث لا ينهض علي أي دليل تطمئن إليه المحكمة، ولا يسعها سوي القضاء ببراءته.
وقالت المحكمة عن أسباب إدانتها للمتهمين الأول والثاني أن تقرير المعمل الجنائي أورد أن الأسلحة المضبوطة في حيازة المتهم الأول «حمادة الحوت» عبارة عن بندقية آلية ٧٦٢*٣٩مم غير صالحة للاستعمال لعدم وجود مجموعة الإبرة، والطلقات الخمسة الواردة مع الخزينة صالحة، وتستخدم علي البندقية الواردة في حالة صلاحيتها، وفرد خرطوش صناعة محلية بماسورتين، صالح للاستعمال من الجهة اليسري فقط، والثابت من معاينة النيابة العامة أن أماكن ضبط الأسلحة النارية والذخيرة بمسكني المتهمين الأول والثاني تخضع لسيطرتهما المادية والفعلية.
وبسؤال المتهم بمحضر الضبط أقر بحيازته الأسلحة النارية والبيضاء المضبوطة، لكنهما أنكرا في تحقيقات نيابة أمن الدولة، وأضافت المحكمة أنها تطمئن إلي تحريات المباحث، وإلي ضبط الأسلحة في حيازة المتهمين، وأن الإجراءات كانت صحيحة، ولم تخالف القانون، ولكن المحكمة تساير النيابة العامة فيما ذهبت إليه من انصراف قصد المتهمين من حيازة الأسلحة والذخائر بقصد الإخلال بالأمن والنظام العام، بمنع الناخبين في انتخابات مجلس الشعب، لأن التحقيقات ليس بها دليل يقيني علي انصراف قصد المتهمين إلي الإخلال بالأمن والنظام العام، وأن ما ورد في التسجيلات عن عزم المتهم الأول بإحراق الدائرة، لا يعدو أن يكون من مظاهر التعبير عن ثورة الانفعال والتوتر العصبي الذي يعاني منه لخوض شقيقه جولة الإعادة علي مقعد الإعادة.
وواصلت المحكمة: «ليس من المعقول أن يستهدف المتهم الأول «حمادة الحوت» الإخلال بالنظام والأمن العام بأجزاء من سلاح آلي، وسلاح آخر فرد خرطوش محلي الصنع صالح فقط للاستعمال من الجهة اليسري، وأن يؤازره المتهم الثاني بفردين خرطوش صناعة محلية بدون ذخيرة».
وانتهت المحكمة إلي معاقبة المتهمين الأول والثاني «حمادة الحوت وعبدالعال حسن» بالحبس ٦ أشهر، وبراءة المتهم «حسن الحيوان».
الدكتور عصام العريان سجين سياسى فريد من نوعه
كتبها محمد عبدالقدوس بجريدة الوفد
منذ أيام تم تجديد حبسه من جديد، كان قد ألقى القبض عليه يوم 18 مايو الماضى بالقرب من دار القضاء العالى بتهمة التضامن مع القضاة الذين كانوا يحتجون على محاكمة زملاء لهم.. انه الدكتور عصام العريان.. كان من بين المعتقلين فى حملة السادات الشهيرة سنة ،1981 ثم تكرر اعتقاله فى العهد الحالى، وقدم الى محكمة عسكرية سنة ،1995 وصدر ضده حكم بالسجن خمس سنوات، وبعدها تكرر القبض عليه أكثر من مرة وهو حالياً وراء الشمس!وهذا الإنسان النبيل الجميل أبعد ما يكون عن العنف، وموقفه فى رفض الإرهاب واضح ومعروف! ومن حقك ان تسألنى عن سر الاضطهاد المتواصل له ما دام الرجل مسالماً؟ والإجابة تتلخص ببساطة وصدق فى انه من أكثر أبناء جماعة الإخوان المسلمين تأثيراً فى الرأى العام من ناحية وشباب الدعوة الإسلامية من ناحية أخرى، ولذلك تراه الحكومة خطراً عليها!! ومن هنا فتهمته جاهزة على الدوام وهى العمل على إحياء نشاط جماعة محظورة، مع أن جماعته تلك ملء السمع والبصر ويمكنك أن تعتبرها من أقوى التنظيمات السياسية والدينية القائمة فى مصر المحروسة!وفى رأيى أن تأثير صديقى العزيز على كل من حوله يرجع الى طبيعته الفريدة من نوعها، فهو سلفى وعصرى فى الوقت ذاته. يحفظ القرآن الكريم بالكامل ويجيد تلاوته، وعارف بتفاصيل أحكام الشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة، فهو فقيه وفى ذات الوقت خبير بالقضايا السياسية وشئون الساعة.والمؤكد أنه لا يوجد فى تاريخ مصر سجين سياسى يحمل أربع شهادات جامعية سوى الدكتور عصام العريان. فهو فى الأصل دكتور شاطر خريج كلية الطب ومتخصص فى التحاليل، وبعد تكرار اعتقاله، لم يضع وقته سدى فى السجون.. فحصل على ليسانس الحقوق ليزداد معرفة بالقوانين ويبنى نفسه سياسياً على أسس راسخة.ثم حصل على شهادة ثالثة من كلية الآداب قسم تاريخ، وهكذا أصبح ملماً بالماضى والحاضر، وازدادت معارفه الدينية عندما دخل الأزهر الشريف قسم الشريعة، وتفوق على الأزهريين أنفسهم وكان من أوائل دفعته، وهكذا جمع بين الدين والدنيا، وتفوق فى كل منهما بامتياز.. ومفتاح شخصيته انه ربانى وفى ذات الوقت يحب الحياة.. وأرجوك أن تعود من جديد فى ختام مقالى الى العنوان الذى وضعته: »الدكتور عصام العريان سجين سياسى فريد من نوعه«، وقد قررت استبدال الكلمة سجين سياسى بتعبير: »إنسان فريد من نوعه«.. وإن شاء الله يا صديقى العزيز تخرج من السجن قريباً بإذن الله انت وكل أصحابك المظلومين وربنا ينتقم من الظالمين