Thursday, February 26, 2009

الدكتور محمد حبيب : برنامج الحزب فقد أهميته لصالح قضايا أخري


أكد الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين أن برنامج الحزب الذي أعلنت عنه الجماعة في نهاية عام 2007 فقد أهميته قائلا : " ليس هذا آوانه ولا وقته , وبالتالي اثارته غير مناسبة أو ملائمة علي الإطلاق , فبرنامج الحزب فقد الإهتمام لصالح قضايا أخري مثل أحداث غزة ولدينا الأن من الأولويات والأحداث التي نحتاج دراستها مثل أزمة الحكم والأزمات المجتمعية "

ونفي حبيب في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين أن تكون الجماعة قد أجرت أية تعديلات علي مسودة الحزب التي وزعتها علي عدد كبير من الباحثين والمفكرين المصريين , خاصة فيما يتعلق بموقفها من عدم أحقية الأقباط والمرأة للترشح علي منصب رئيس الجمهورية

ورفض حبيب التعقيب علي ما طرحه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد في تصريحات صحفية أن الجماعة لن تسعي لمنع النساء والأقباط من حقهم في الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية قائلا : " هذا ليس وقته ولن أدخل في هذه التفاصيل لدينا لجان تعمل علي مسودة برنامج الحزب ولكننا منشغلون أكثر بدراسة تأثيرات تغول السلطة التنفيذية علي السلطة التشريعية خاصة ونحن في انتظار تشريعات جديدة لا نعرف آثارها علينا وعلي البلاد "

Wednesday, February 18, 2009

مبارك يفرج عن أيمن نور عشان أوباما يرضي يقابله


أفرجت السلطات المصرية عن السياسي المعارض أيمن نور زعيم حزب الغد بقرار من النائب العام بالإفراج الصحي وذلك بعد مرور أربع سنوات علي سجنه بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد , وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد كتبت تقريرا صحفيا ترجمته جريدة الدستور أن إدارة أوباما لن ترحب بزيارة مبارك إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل الإفراج عن نور وإسقاط التهم الموجهة إلي الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية

رفيق حبيب : مطالبة الإخوان بالفصل بين العمل الدعوي والسياسي دعوة لحل الجماعة ومحاولة لنزع الجماعة عن مشروعها

" أزمة الإخوان المسلمين " كتاب جديد صدر مؤخرا عن مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية وناقش افي ست فصول الإطار الفكري والمشكلات الأساسية لجماعة الإخوان المسلمين كما ناقش الممارسات العملية للجماعة التي نٌسجت من خلالها خيوط هذه الأزمة وقام علي تحرير الكتاب الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في شئون الحركات الإسلامية ومدير مركز الدراسات العربية والأوربية بالمركز والذي اصطدمت ورقته في الكتاب مع ورقة المفكر القبطي الكبير الدكتور رفيق حبيب الذي يري عدم واقعية مطالبة الإخوان الفصل بين الدعوي والسياسي مخالفا رؤية الشوبكي التي اعتبرها الأزمة الأساسية , نعرض هنا رؤية الدكتور رفيق التي أراي أنها مثيرة للجدل خاصة
يطرح الكاتب والباحث السياسي رفيق حبيب رؤية دقيقة حول فكرةالعمل الدعوي والسياسي عند جماعة الإخوان المسلمين واضعا حدا فاصلا بين أفكار الفصل والتمييز والدمج بينهما , وإشكالية فهم وتصورات المتابعين والمراقبين للجماعة محاولا إزالة لبس الجمع بين هذين العملين وهو ما لم تستطع الجماعة طوال عمراها الذي طال الثمانين عاما أن تزيله
حيث يطرح حبيب في بداية ورقته البحثية أنه ليست ثمة مشكلة في الجمع بين العمل الدعوي والعمل السياسي , موضحا أن أي حركة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية لها هدف تعمل علي تحقيقه , فاذا كانت حركة ذات تخصص محدد ستعمل علي تحقيقه في المجال أما اذا كانت ذات رؤية شاملة للحياة فهي تحقق رؤيتها في مجالات مختلفة من الحياة وفقا لهذه الرؤية وضرب مثالا بالليبرالية والتي تمثل رؤيتها رؤية شاملة للحياة بما فيها الجوانب الإجتماعية والثقافية والحياتية والإقتصادية مؤكدا أن فكرة الليبرالية لم تنجح من خلال آلياتها السياسية فقط بل من خلال العديد من الآليات التي تعمل في مختلف المجالات
مضيفا أن الحركات الإسلامية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين لها رؤية شاملة لمناحي الحياة واهتمامها بفكرة " الأمة " بمعني أن التغيير الذي تهدفه هذه الحركات الإسلامية يقوم علي تغيير وإصلاح حال الأمة وهو ما جعلها تمارس نشاطها في مختلف مجالات نشاط الأمة
واعتبر حبيب الرؤية الإسلامية ليست الرؤية الوحيدة الشاملة والفرق الوحيد بينها وبين الرؤي السياسية الغربية المعاصرة أن الأخيرة تقوم علي مرجعية علمانية بينما تقوم الثانية علي مرجعية دينية وكلهما مقدس لدي الرؤيتين
ويصل في ذلك إلي خلاصة أن لكل مشروع سياسي أيا كانت مرجعيته جانب دعوي وجانب سياسي حيث أن الفكرة الليبرالية نفسها لها جانب دعوي يتمثل في نشر في نشر فكرتها في وسائل الإعلام وتطبيقها اجتماعيا من خلال الجمعيات الأهلية ليصل نشرها بالشكل السياسي عبر الأحزاب السياسية موضحا أن الفارق بين التيارات الإسلامية والعلمانية أن الأولي أقامت تنظيما واحد للقيام بكل هذه الأدور وليس تنظيمات أو مؤسساسات متعددة كحال الثانية
موضحا أن التحدي الرئيسي أمام جماعة الإخوان المسلمين ليس في تكوين مؤسسة أو حزب سياسي بقدر تكوين وتأسيس خطاب سياسي لا يقوم علي مفردات العقيدة الدينية
ومن خلال رؤيته اعتبر حبيب أنه اذا كان هناك تعارض بين ممارسة العمل السياسي والعمل الدعوي فبالتالي لا توجد رؤية شاملة للعمل بهما وهو ما يخالف ما قامت عليه جماعة الإخوان المسلمين والتي تري أن رؤيتها الإسلامية الشاملة هي رؤية تنظم المجال الديني والسياسي وغيرهما من مجالات الحياة مستتبعا أن مطالبة الإخوان بالفصل بين العمل الدعوي والسياسي هي رؤية تحاول نزع الجماعة عن مشروعها وهي رؤية لن يكتب لها النجاح , لأن من يطلب هذا الفصل من الجماعة وكأنها يطالب قياداتها بحل الإخوان وهو موقفا معاديا لمشروعها أصلا ويقوم هذا الموقف علي محاولة تأسيس علماني للسياسة .
فيما عرف حبيب العمل الدعوي بأنه الدعوة للرؤية الشاملة لأفكار الجماعة بما فيها الرؤية الإقتصادية والإجتماعية والدينية والسياسية وأن العمل الدعوي هو المنوط به نشر رؤية الإخوان بين الناس في جميع جوانبها , موضحا أن العمل الدعوي لا يمكن أن يتخلي عن الخطاب السياسي فهو أحد الرؤي التي يعمد الإخوان نشرها بين الناس مثل النشاط الديني والثقافي والإجتماعي , واضعا حدا للتمييز بين الدعوي والسياسي أن العمل السياسي المتخصص محصورا في عملية التنافس السياسي للوصول إلي السلطة اتنفيذية أو التشريعية مطالبا الجماعة بوضع هذا الحد التمييزي عن بقية أعمالها من خلال مؤسسة خاصة به علي أساس أن وجود الأحزاب السياسية المتخصصة هو جزء من اليات الديمقراطية التي توافقت عليها القوي الوطنية ومنها جماعة الإخوان .
واعتبر حبيب أن الجماهير بعيدة عن الخلافات التي تثيرها النخبة السياسية بمطالبة الإخوان بالفصل بين الدعوي والسياسي موضحا أن هذه التشابك بين العملين هو مثار جذب وتأييد الجماهير للجماعة .
وفكك حبيب في ورقته القيمة عددا من الأفكار والمصطلحات الإخوانية لم يستطع أيا من قيادات ومنظري الجماعة توضيحها مثله علي رأسها فكرة " التمكين " التي يراها أغلبية الباحثين أنها قمة أهداف الجماعة والذي يتمثل في تمكنها من الوصول لقمة السلطة وإدارة النظام بينما يلبسها حبيب ثوبا ديمقراطيا عصريا ليعرفها علي أنها لا تعدو مرحلة من المراحل التي تنشد فيه الجماعة التغيير الشامل للمجتمع قائلا بأنها المرحلة التي يتحقق فيها أكبر قدر من التغيير في المجتمع لدرجة تسمح ببداية عملية التغيير السياسي , مضيفا أنها المرحلة التي تتمكن فيها الجماعة من الانتقال من عملية التغيير الإجتماعي إلي عملية التغيير السياسي والتنافس مع القوي الأخري وصولا لتحقيق الأغلبية والقيام بعملية تغيير سياسي .
ويبني حبيب هذه الرؤية علي تقديمه للجماعة علي أنها حركة تغيير اجتماعي قبل أن تكون حركة تغيير سياسي تهدف للتنافس علي الوصول للحكم موضحا أن فارقا كبيرا بين استهداف الجماعة الوصول للسلطة واستهدافها تغيير النظام السياسي ليتوافق مع التغيير المنشود للمجتمع .
وعرض حبيب تطور فكر التنافس السياسي للجماعة والتي بدأت تستعيد تنظيمها بعد الضربات الأمنية التي وجهها نظام الرئيس جمال عبدالناصر لها في الخمسينات والستينات ومساهمة الفكر الحالم للشهيد سيد قطب الذي رأه حبيب أن محنة السجن وفكر سيد قطب قد عطلا الدور السياسي للجماعة , لتستعيد بنائها في السبعينات وصولا إلي نمو الملامح السياسية للجماعة في الثمانيات علي يد جيل الحركة الطلابية آنذاك مرورا بتطور فكر الجماعة نحو انشاء حزب سياسي وصدور أوراق سياسية تضع معالم فهم الجماعة للعمل الديمقراطي السلمي
وينتهي حبيب في ورقته بتصورات ثلاث نحو سيناريوهات المستقبل للجماعة أولها يتمثل في استمرار عملها كجماعة دعوية لها دور سياسي والتصور الثاني عمل الجماعة بشكلها الدعوي مع تأسيس حزب سياسي ليكون غطاء رسميا لعملها والتصور الثالث أن تتحول الجماعة كليا إلي حزب سياسي يتبني البرنامج السياسي للجماعة ويعمل علي الوصول للسلطة عندما تقرر الجماعة أنه تصل للحكم بنفسها لتقوم بعملية التغيير السياسي , ويري حبيب أن السيناريوهات الثلاثة علي ترتيبها أمام عين الجماعة معتبرا أن السيناريو الثاني ستعمد الجماعة الوصول إليه في حال حدوث أي انفراج سياسي في موقف النظام منها مستبعدا الإحتمال الثالث وهو المنافسة المباشرة علي قمة السلطة الذي سيواجهه عقبات محلية وإقليمية ودولية مشيرا أن الجماعة نفسها ليست راغبة في الوصول للسلطة في ظل هذه الظروف .
وترسم ورقة الكاتب المرموق والباحث القبطي رؤي تبريرية بشكل معمق للوضع الحركي والسياسي للجماعة وفي أجزاء كبيرة منها دراسة نظرية متطورة علي أفكارها التقليدية قد يدعوا الباحث فيها الجماعة إلي تبني وجة نظره لتحسين المنتج السياسي النهائي الصادر عنها بإعتبارها أكبر القوي السياسية الفاعلة في مصر والتي يراهن علي قدرتها علي التغيير جمع من النخب السياسية التي لم تجد بديلا فاعلا غير الإخوان لمنافسة النظام الحاكم المستبد وحزبه المسيطر علي الحياة السياسية والتشريعية .

الصورة من مدونة أبوجهاد في حفل زواج سارة خيرت الشاطر حيث يتوسط الدكتور رفيق الأستاذ مهدي عاكف والدكتور محمد مرسي

Saturday, February 14, 2009

ألتراس نادي القضاة


استقبل القضاة أنصارالمستشار أحم الزندالمدعوم حكوميا خبر فوزه برئاسة نادي قضاة مصر بإطلاق عدد من الصواريخ والشماريخ والألعاب النارية والتي تستخدمها روابط الإلتراس في مباريات كرة القدم وحمله مؤيديه علي أكتافهم داخل النادي ولوحوا له بعلامة النصر وردد عدد منهم بعض العبارات المسيئة للمجلس السابق مثل " هاتلونا فينيك عشان نطهر النادي من الأرف اللي كان فيه "
وتوجه المستشار هشام جنينه بعد إعلان النتيجة إلي منافسه الزند بالتحية وهنأه علي الفوز أمام حشد كبير من أنصاره
وعلق الزند عقب فوزه قائلا : "أن هذا الفوز انتصار لإرادة القضاة " وأكد أن أجندة عمل المجلس الجديد لن تختلف عن أجندة المجلس السابق في مطلب استقلال القضاء إلا أنه أكد لا سياسة بعد اليوم في النادي قائلا : " هذا النادي نحن نقدم فيه الخدمات لزملائنا القضاة وليس مكانا للصراعات السياسية ولتأييد قوي بعينها " وعن مطالب المجلس السابق بأحقيتهم في الإشراف القضائي علي الإنتخابات قال : " لا إشراف قضائي علي الإنتخابات وفقا للتعديل الأخير للدستور ونحن قضاة أقسمنا علي تنفيذ القانون ونحن نحترم هذا النص الدستوري ولا نطالب بتغييره "

وعقب إعلان النتيجة حضر إلي النادي لأول مرة منذ أربع سنوات المستشار مقبل شاكر رئيس المجلس الأعلي للقضاء والذي استقبله الزند وأنصاره في الشارع مطلقين عدد أكبر من الصواريخ وأشعل أحدهم شمروخا ناريا – لعبة نارية يستخدمها مشجعي الكرة في الإستاد – وظل يرقص بها أمام باب النادي احتفاءا بحضور شاكر وأخذ أنصار الزند في الهتاف لشاكر " صوت الحق يقول وينادي مقبل شاكر رجع النادي " , " مقبل مقبل يا زعامة يلا رجع لينا كرامة " بينما هتف المستشار أكسم بغدادي رئيس محكمة جنايات شبرا وعضو اللجنة القضائية بالنادي الأهلي " بره بره يا طالبان مقبل شاكر حيا للنادي " وذلك في إشارة للمجلس السابق وعندما اعترضه زملائه علي هذا الهتاف قال " هذا رأيي أنا حر تنظيم القاعدة بره النادي " بينما رفض شاكر التعقيب علي هذا الهتاف قائلا : " أنا مسمعتش حد بيقول كده ولا أعرفه ومفيش طالبان في مصر وبطوا أنتوا الحاجات دي , دي انتخابات عبرت عن إرادة القضاة " وتجمع عدد كبير من أنصار الزند حول شاكر ييحونه تارة ويقبلونه مرة أخري ووقف علي كرسي جواره قاضي ظل يقول بصوت عالي :" الحمد لله الحمد لله , الله أكبر , تلويحة إيدك وحشتنا يا معالي المستشار , وهذا والله والله والله يوم تاريخي في حياة القضاء المصري " مما اضطر أحد القضاة يقول كفاية كده يا ساعدة المستشاربينما وقفا قاضين آخرن علي كرسيان أمام شاكر شيخ القضاة يرقصان ويهتفان له فاعتراضهما قاضي كبير وقال لهما كفاية ضيعتما هيبه القضاء فرد أحد القضاه الراقصين : " أنا جوه النادي ألبس بدلة رقص مش عيب لكن العيب علي اللي لبسوا الوشاح ووقفوا بيه في الشارع " وعبر عدد كبير من أنصار الزند استيائهم من الصحافة التي تدخلت في أمور النادي ونشرت اسرار البيت , وأثناء الجمعية العمومية التي انعقدت لمراجعة نشاط الجلس السابق نعت أحد القضاة الصحفيين بأنهم " كفار " وطالبهم بالخروج من سرادق الجمعية المقام أمام النادي , إلا أن عقب اعلان فوز الزند هتف نفس القاضي " الصحافة فين القضاة أهم " , ودار جدل ساخن بين عدد من الصحفيين العاملين في جرئد مستقلة وأنصار الزند وذلك علي التغطيات الصحفية التي وصفت تيار التغيير برئاسة الزند بأنه تيار حكومي وعلق القضاة للصحفيين أن المجلس السابق قلل من هيبة القضاء عندما اتشح المجلس السابق بوشاح القضاء ووقفوا به في الشارع بجوار سائسوا السيارات , وخلال هذا الجدل أكد عدد من أنصار تيار التغيير أنهم لن يسمحوا بدخول الصحفيين للنادي مرة أخري , ونعت أحد هؤلاء القضاة الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس وعضو مجلس نقابة الصحفيين نعتا مسيئا نتحفظ علي نشره وساخرا من أدائه في المظاهرات التي يخرج فيها


وشهد نادي القضاة بالأمس حضورا مكثفا من أعضاء القضاء والنيابات العامة , كما شهد لأول مرة في تاريخ النادي مشاركة القاضيات في التصويت , واتهم أنصار تيار الإستقلال وزارة العدل بالتدخل في الإنتخابات حيث أجبرت الوزارة ورؤساء المحاكم التابعة للحكومةحشد الناخبين في أتوبيسات خاصة للإدلاء بأصواتهم لقائمة الزندهذا وقد نافس علي عضوية المجلس 52 مرشحا ليتم إنتخاب ثلاثة لمقاعد المستشاريين وخمسة عن القضاة وخمسة عن النيابة العامة وواحد عن المستشارين المتقاعدينوشهدت المنافسة ثلاثة قوائم رئيسية الأولي المعروفة بتيار الإستقلال القضائي برئاسة المستشار هشام جنينه سكرتي عام النادي في المجلس السابق ورئيس الإستئناف بمحكمة استئناف القاهرة واهتم تيار الإستقلال برفع شعار استقلال القضاء والإصلاح السياسي والقئمة الثانية المعروفة بقائمة التغيير والتي اعتبرها المراقبون معبرة عن النظام الحاكم ووزير العدل برئاسة المستشار أحمد الزند رئيس المحكمة الرياضية والذي اشتهر من خلال الجدل الذي ثار حول قضية ايقاف اللاعب اسلام الشاطر أما القائمة الثالثة المعروفة بقائمة المستقبل برئاسة المستشار سامي زين الدين رئيس استئناف بمحكمة استئناف الإسكندرية وتبنت القائمة شعار الحوار بين المؤسسات والحفاظ علي هيبة القضاء

Tuesday, February 10, 2009

حسن البنا : 60 عاما علي اغتيال رجل لا يريد أن يموت


في الثامنة والثلث مساءا صلي صلاة العشاء الأخيرة بعد أن دعوه إلي مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس للتفاوض وحين لم يحضروا طلب من موظف في الجمعية أن يوقف له تاكسي ليعود إلي بيته ولكن القدر ويد الجبناء لم يدعاه إلي العودة سوي علي نعش خشبي لتصلي عليه وتشيعه النساء ووالده المسن إلي قبره، ففي هذا التاريخ وتحديدا في مساء 12 فبراير عام 1949 أطلق مسلحين النار علي حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين بعد أن استدرجته حكومة إبراهيم باشا عبدالهادي آنذاك بدعوي اجراء مفاوضات حول أوضاع الجماعة بعد قرار حلها بينما كانت الدعوة للتخلص من هذا الفرد " الأمة " بعد أن اُعتقل كل أنصاره ليلقي حتفه وحيدا ولتموت معه دعوته التي بدأها قبل هذا التاريخ بنحو 21 عاما، ظنوا وقتها أنهم قد استطاعوا إنهاء هذه الدعوة التي أحيت قلوب المصريين إلي الإسلام الوسطي البعيد عن البدع وطنطنة الشيوخ.
مات حسن البنا منذ 60 عاما بينما ذكراه حية في أفكاره ودعوته وجماعته، ولاسيما الجماعة أو التنظيم الذي ذاع صيته من أقصي الدنيا إلي أقصاها «الإخوان المسلمين» اسم لم يعد في حاجة للبحث عن تاريخه ولكنه في حاجة للتعرف علي أفكاره التي تتاروح بين يوم وآخر مع أفكار الإمام المؤسس ليكون حسن البنا في ذكري استشهاده حيا بهذه الأفكار وميتا ليس علي يد أعدائه فقط بل قد يموت في ذكراه علي يد أتباعه أيضا.
حسن البنا الذي ألهبته العاطفة الإسلامية منذ صغره فمر بدروبها متصوفا وسلفيا حتي وقف عي روح الإسلام وقرر أن يركب قطار تيار الإحياء والتجديد الإسلامي في العصر الحديث الذي بدأ علي يد جمال الدين الأفغاني الذي سعي إلي إنشاء الجامعة الإسلامية وتلميذه الإمام محمد عبده والذي يسميه المفكر الإسلامي محمد عماره مهندس حركة التجديد الفكري الإسلامي، لتمتد الحركة التجديدية بالشيخ محمد رشيد رضا والذي حمل رسالة هذا التيار عبر مجلته «المنار» ومن ثم سلم رضا الأمانة لتلميذه حسن البنا ليكمل الطريق والذي واصل إصدار المنار وتفسير القرأن الكريم من حيث انتهي رشيد رضا.
قطار التجديد الذي بدأه الأفغاني مستهدفا تحرير العقل المسلم من أغلال الجمود والتقليد لمواجهة التخلف الذي أورتثه الحقبة المملوكية والعثمانية رافعا شعار «الإصلاح بالإسلام» في مواجهة المشروع الحضاري الغربي، ثم واصل الإمام محمد عبده السير علي طريق أستاذه مزكيا روحا اليقظة الإسلامية والمشروع النهضوي للإسلام بإعتباره دين الوسطية، وامتدت حركة الإمامين علي يد الشيخ رشيد رضا ومدرسته «المنار» التي وضعت الأسس للمشروع الحضاري الإسلامي، وهنا يأخذ الإمام حسن البنا الراية من الأئمة السابقين لبسير علي نهجهم ليصبح هو وبحق عميد مدرسة الإحياء والتجديد الإسلامي حيث استطاع الشاب الذي لم يزد عمره وقتها عن 24 عاما أن ينقل هذه المدرسة التجديدية من نطاق الصفوة والنخب إلي الجماهير، حيث انشغل بهم الأمة ووحدتها وخاصة سقوط الخلافة الإسلامية وسعي أن تكون هذه لهذه الحركة التجديدية أرجل تسير بها بين المسلمين لتبصرهم بمشروع حضاري مدني إسلامي مهموم بوحدة الأمة وتحرير عقلها وفق «إسلام الإخوان المسلمين» الذي قال عنه البنا في رسالة المؤتمر الخامس: «نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنظم شئون الناس في الدنيا والآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي يخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف» مؤكدا أنه لا يعني إسلاما غير الذي جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم بل يشير علي قضية فهم الإسلام بمعناه الشامل ووقتها قد استطاع البنا أن تصل جماعته لقري ونجوع مصر ويصل أعضائه إلي عشرات الآلاف وتضم كل فئات المجتمع من عمال وأفندية وشيوخ وطلاب ونساء.
فقد استطاع البنا وفق شخصيته الكريزمية أن يقوم بما لم يستطع القيام به الأفغاني وعبده ورضا، حيث فكك البنا أفكارهم ونظرياتهم في كلمات بسيطة حفظها الشباب عن ظهر قلب لينقلوها إلي زملائهم في الجامعات والمصانع دون جمود مما دفع الكاتب الصحفي آنذاك إحسان عبدالقدوس أن يكتب في مجلة روزليوسف هؤلاء الشباب عندما زار مقر الإخوان في الحلمية عام 1945 قائلاً: «هم شباب مودرن لا تحس فيهم الجمود الذي امتاز به رجال الدين وأتباعهم ولا تسمع في أحاديثهم التعاويذ الجوفاء التي اعتدنا أن نسخر منها، بل إنهم واقعيون يحدثونك حديث الحياة لا حديث الموت، قلوبهم في السماء ولكن أقدامهم علي الأرض، يسعون بها بين مرافقها ويناقشون مشاكلها ويحسون بأفراحها وأحزانها».
هذا هو الجيل الذي صنعه البنا ولكن ربما لو نظرت إلي إخوان اليوم هنا قد يشعرك عدد غير قليل منهم أن البنا مات فعليا وخاصة وأنت تطالع أحد الكتب التي تقوم الجماعة بتدريسها للإخوان «العاملين» وهي الفئة التنظيمية داخل الصف الإخواني وهي تنعت رواد فكر التجديد بأنهم تغريبيون حيث جاء في كتاب «من أخلاق المؤمنين» أن جمال الدين الأفغاني هو أحد أقطاب هذه المدرسة التي سعت إلي صبغ حياة المسلمين بالأسلوب الغربي وقال الكتاب عنه أنه انضم للمحافل الماسونية.
لقد مات حسن البنا وماتت أفكاره علي يد أتباعه حينما يورد الكتاب الذي هو الركيزة الأساسية في المنهج الثقافي الذي يتدارسه الإخوان «العاملون» عندما يقول: «كان الشيخ محمد عبده من أبرز تلاميذ الأفغاني وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقي وكانت له صلة باللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعوا إلي مهاجمة التقاليد كما ظهرت لهم فتاوي تعتمد علي أحد تأويل النصوص بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلي إدخال العلوم العصرية إلي الأزهر لتطويره وتحديثه».
لم يبقي هذا الكتاب غير اسم حسن البنا نفسه ليكي يدرجه ضمن هؤلاء التغريبين حينما يورد اسم رشيد محمد رضا أستاذ البنا المباشر بأنه تغريبي رغم أن العمق السلفي الذي اكتسبه البنا قد توارثه عن رضا ومجلته المنار التي قادها البنا بنفسه بعد وفاة الأستاذ.
أدرك البنا من خلال تجربة الرواد الثلاثة أن الأفكار الكبيرة والعميقة لا تتفاعل معها الجماهير، فرغم حرصه أن ينشر تيار فكري داخل المجتمع فقد كان أشد حرصا أن يكون هذا التيار حركيا يتحدث به وينشره المواطن البسيط والمثقف والعامل والطالب، وذلك من خلال الدعوة والتي شكلت رافدين دعوة لتجنيد أعضاء لإعددهم لدعوة الشعب المصري والجماهير المسلمة لتبني هذا التيار الفكري التي يشمل مناحي الحياة وفق المرجعية الإسلامية.
لذلك اهتم البنا في عملية نشر فكرته من خلال «التربية» حيث عمد إلي تكوين قسما خاصا بالجماعة لهذا الأمر حتي تترسخ الأفكار في وجدان أعضاء الجماعة لذلك حرص ألا يطلق عليه لفظ «رئيس الجماعة» ولكن «المرشد» أي المربي والموجه مستفيدا في ذلك بخبرته كمدرس ومتأثرا بعلاقته بالصوفية في صغره فكان الأعضاء كالمريدين لشيخهم ولكن خارج نطاق الدروشه.
والتربية عند حسن البنا لم تكن قاصرة علي الجانب الديني والشرعي فحركته لا تتوقف عند الجماعة الدينية بل هي حركة تغيير شاملة حتي يجد فيها كل مهتم ضالته فعرف الإخوان المسلمين بأنهم دعوة سلفية وطريقة سنية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.
وهو ما قد يثير لبسا لدي المطلع علي هذه الجماعة وقد اعترف البنا بذلك قائلاً: «هكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً ومن هنا كان كثير من مظاهر أعمال الإخوان يبدو أمام الناس متناقضاً وما هو بمتناقض».
لذلك قام البنا بتقديم منهج ثقافي يدرسه الإخوان ليرتقي بفهمهم بهذه الدعوة واشتمل هذا المنهج جوانب شرعية وفقهية وسياسية وثقافية عامة وكان يتم تدارس هذا المنهج بشكل أسبوعي في حلقة تضم أربعة إلي ستة من أعضاء الجماعة وحرص البنا أن يتم تجميعهم من طبقات مختلفة سواء دراسية أو طبقية ليربي هذا الصف علي التلاحم.
ولعل أهم ما يميز دعوة حسن البنا هي التدرج في الخطوات وعدم استباق الخطي ووضع التدرج كأحد أهم خصائص دعوة الإخوان المسلمين لذلك أكد في رسالة المؤتمر الخامس التي كانت أشبه بوثيقة تعريفية جامعة قائلاً: «طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده. ولست مخالفاً هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها. إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات . ومن صبر معي حتي تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي الله».
والتدرج هي ميزة الدعوات الناجحة لذلك رفض البنا منطق الإنقلابات العسكرية والثورات مؤكدا أن الإخوان لا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها، لأنه كان يريد أن يحدث تغييرا جذريا يبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم المجتمع وصولا للحكومة المسلمة بل العالمية.
ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين ترفض تقديم مراجعة فكرية لتواكب بها العصر الحديث ومقتضياته ورغم انصياعهم لهذه العصرنه دون أن يعربوا عن مراجعتهم، فقد خالف الإخوان نهج التدرج الذي شدد عليه البنا عندما تحالفوا مع ثورة يوليو أملا في نشر فكرتهم عن طريق الحكم وفي هذا أكد الدكتور عصام العريان مسئول القسم السياسي للجماعة في ورقة بحثية حملت عنوان «الوفاء لنهج البنا» أنه نشأت داخل الإخوان مدارس جديدة في الفهم تختلف عن مدرسة البنا بعد استشهاده ضاربا المثال بالمدرسة التي أطلق عليها مدرسة «التعجل وعدم التدرج» التي رأت في استمرار النهج التربوي تأخيراً عن الوصول إلي ثمرة العمل، وهي إصلاح الحكم، فتعجلوا الوصول عبرالانقلاب العسكري عام 1952م فكانت النتائج المأساوية علي مصر والعرب والإخوان.
كما أعرب العريان أن مدرسة جديدة نشأت في الفهم الإخواني وهي «مدرسة التشددوالغلو».
معتبرا أن من ساهم في صياغة أفكار هذه المدرسة سنوات السجن الطويلة والتعذيب البشع الذي مورس ضد الإخوان في سجون عبدالناصر.
لكن العريان لم يفصح بشكل كامل عن رائد هذه المدرسة ومنظر أفكارها، إلا أن الشهيد سيد قطب يعد هو المنظر الأساسي حيث بلور نظريات البنا لشمول الإسلام بالحاجة إلي أن إعادة البيئة التي انتشرت فيها الدعوة الإسلامية علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة والمدينة ورسم قطب منظورا آخر للمجتمع علي أنه «جاهلي» وأن الفئة المؤمنة التي استطاع هو تكوينها في ما يسمي «بتنظيم 65» هي التي ستحاول إعادة هذه المجتمع فاتحا بابا شديد الخطورة حتي يومنا هو «تكفير المجتمعات» والذي اتخذته الجماعات الإسلامية زريعة لاستخدامها السلاح والعنف في وجه الحكومات والشعوب في العالم الإسلامي، لنجد أن أفكار سيد قطب قد خالفت المنهج المتدرج لحسن البنا بل خالفت قاعدة أساسية وضعها في أصوله العشرين «لانكفر مسلما نطق بالشهادتين» فكانت أحداث وأفكار إخوان 54 و65 ضربة قاسية لأفكار البنا الذي أستشهد وماتت أفكاره السمحه في هذه الفترة، إلا أن الفكرة الطيبة لا تزول فقد سعي المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي تصحيح مسار هذا النهج المخالف من خلال الوثيقة الهامة التي أصدرها عقلاء الجماعة داخل سجون عبدالناصر في كتاب «دعاة لا قضاة» والتأكيد علي أن التكفير والعمل العنيف والإنقلاب ليس من أدبيات الإخوان ومن يخالف ذلك يعتد خارجا عن الجماعة.
وهنا يقول العريان: «صدور كتاب» دعاة لا قضاة «الذي كانت عليه مفاصلة تامة لإعادة الاعتبار إلي نهج حسن البنا المعتدل والوسطي وفاء للإمام ولفكره الواضح في الحكم علي المسلمين والحكام وغيرهم».
لقد وضع البنا أسسا لمشروعه الفكري الإسلامي الوسطي السلمي من خلال تأكيده علي البعد عن مواطن الخلاف وخاصة الفقهي حيث أكد أن الإختلاف موجود منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وعهد صحابته الكرام وهي سنة كونية لكنه دعا الإخوان لنبذ التعصب للرأي والحجر علي عقول الناس وآرائهم، لذلك رفض البنا أن يختار للجماعة آراءا فقهية بعينها تاركا الباب مفتوحا حسب الأصول العامة للإسلام وهو ما أكد عليه أيضا من خلال الأصول العشرين التي تركها لتكون أشبه بميثاق فكري للإخوان ولأي حركة إسلامية تنشد الوسطية.
رؤية البنا لشمولية الإسلام لم تمنعه من التأكيد علي مدنية إدارة الدولة ورفضه للمفهوم الثيوقراطي مؤكدا أن الإخوان وفق فهمهم للإسلام يرون الحكومة ركنا من أركان الإسلام، وهنا يؤكد أن دور المصلحون أو الدعاة وفق هذه الرؤية تدعيم الحكومة من خلال اصلاحها وألا يكتفوا بالنصح ووالوعظ.
بل وضع البنا أسس نظريته الشاملة وفق متطلبات العصر حين أكد أن أن نظام الحكم الدستوري هو أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلي الإسلام ويشرح نظريته قائلاً: «أن الباحث حين ينظر إلي مبادئ الحكم الدستوري التي تتلخص في المحافظة علي الحرية الشخصية بكل أنواعها، وعلي الشوري واستمداد السلطة من الأمة وعلي مسئولية الحكام أمام الشعب ومحاسبتهم علي ما يعملون من أعمال، وبيان حدود كل سلطة من السلطات هذه الأصول كلها يتجلي للباحث أنها تنطبق كل الانطباق علي تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم.
لم يترك البنا مجالا تتسع من خلاله رقعة الدعوة إلا وخاضه حتي الفن رأي أنه سيسهم في هذه الفكرة الشاملة وأسس مسرحا للإخوان أشرف عليه شقيقه عبدالرحمن وتخرج منه عددا من الأسماء التي لمعت في سماء الفن وكانت أول مسرحية قدمها الإخوان هي «جميل بثينة» قد شارك في التمثيل فيها حسب دراسة الباحث أحمد زين عددا من الأسماء الكبيرة مثل جورج أبيض وأحمد علام وعباس فارس ومحمود المليجي وأيضا من العناصر النسائية فاطمة رشدي وعزيزة أمير.
البنا حاول أن يقدم مشروعا حضاريا متكاملا جمع فيه العناصر المختلفة التي لم تستطع أن تجتمع مع بعضها إلا في حياته، ورغم أن الإخوان لا يرغبون في ممارسة مراجعة فكرية لمشروع الجماعة الذي تخطت الثمانين عاما فهم بحاجة لدراسة عميقة وواسعة لمشروع حسن البنا ومراجعة آدائهم السياسي والدعوي الحالي بهذا المشروع الذي تخطي وفقا لزمنه آداء ونشاط الجماعة وتراجعها في ثوب التنظيم أكثر من عباءة المدرسة الفكرية لذلك وجدنا عددا غير قليل نفر من ثوب التنظيم الضيق متشحا بعباءة المدرسة الفكرية الواسعة والتي انتشرت وتخطت الحدود والبحار لتكون رغم قدمها أساس العمل الإسلامي الوسطي في العالم.

Sunday, February 8, 2009

نائب مرشد الإخوان : غزة مدخلنا للإصلاح وسنشارك بتشريعيات 2010

كشف الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر أن الجماعة تخطط للمشاركة في انتخابات العام 2010 التشريعية، إلا أن الجماعة تتكتم على إستراتيجياتها في هذا الشأن في ظل تكتم الدولة على شكل الانتخابات والقانون المرتقب الذي سوف تجرى في ظله، معتبرا أن الحرب بين الإخوان والنظام "حرب معلومات" بالأساس. وحول ما أثاره الحراك الواسع الذي قادته جماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة -مقارنة بتحركات الجماعة في شأن القضايا الداخلية- من تساؤلات بشأن موقف الإخوان من قضية الإصلاح السياسي والتغيير، قال حبيب في حوار خاص مع "إسلام أون لاين.نت": إن الجماعة تعتبر التضامن مع غزة من أولوياتها وأنه مواز لحركتها المطالبة بالإصلاح الداخلي.
إلا أن حبيب اعترف بأن تحرك الإخوان المسلمين بشأن غزة "غير متوازن" مع حركتهم الاحتجاجية الداخلية تجاه قضايا مثل أزمة الخبز والغلاء، وأشار إلى أن الجماعة تدرس في الوقت الراهن بدائل سياسية عدة لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة في الداخل المصري.وربط حبيب في حواره المطول بين مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وبين مواجهة الأنظمة المستبدة الحاكمة في العالم العربي والإسلامي، مع تأييد هذه الأخيرة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ومحاولتها إرضاء إسرائيل كمدخل لعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
ولاستشراف معالم الرؤية الإخوانية مما يجري في قطاع غزة، والترتيبات الراهنة في الجماعة إزاء استحقاقات المرحلة القادمة كان هذا
الحوار علي موقع إسلام أون لاين