Sunday, January 21, 2018

وجهة نظر في ترشح سامي عنان



تابعت وجهة نظر الصديق تامر وجيه في ترشح سامي عنان بعدم التسرع في اعتباره بديلا مناسبا من داخل أروقة الدولة يصلح أن نستفيد منه للإطاحة بالسياسي  

والحديث بالفعل منطقي وخاصة في مسألة عدم التسرع رغم أني عملت بخلاف كلامه اللي له كل تقدير عندي  لكن في تقديري  فيه جانب نظري وحالم ، وعاتبني أكثر من صديق بإحترام شديد علي تسرعي في الحكم علي موقف سامي عنان وهنا أوضح لهم تقديري 


وكلامي وتعليقي هنا باعتباري من عوام المؤمنين بالثورة ، أنا شايف أن فيه فرصة يمكن استغلالها في ترشح سامي عنان بس زي ما هي مش محتاجة تسرع زي كلام تامر ، 

لكن أيضا تحتاج إلى دراسة فرص استغلالها وليس بالتكبر عليها والنظر لها بفوقية حالمة لا أرض لها

صحيح كلمة  أو منطق " لو كلب بلدي جه مكان السيسي الوضع حيبقى أفضل " ليست في محلها السياسي ولا التاريخي تبعا لتجاربنا نحن منذ الثورة وتجارب الآخرين أيضا ، 

وتجربة عصر الليمون لدعم محمد مرسي  والإخوان بدلا من أحمد شفيق لها أخطائها القريبة لينا كلنا


لكني مرة أخرى سأتكلم بمنطق العوام المؤمنين بالثورة والمجروحين من قهرها وتحكم نظام مجرم بكل المقاييس فيها  ، لكن الثورة لم يجرحها هذا النظام فقط لكن كمان  جرحها وأضر بها نخب و قيادات محسوبة على الثورة ، سواء من مراهقة أفعالهم أو سوء تقديراتهم في مشهد الثورة في ٢٠١١ والذي يمكن أن يقبل نظرا للمفاجآة التي لم نكن نتخيلها جميعا بسقوط رأس النظام ، لكن تكررت الأخطاء والمراهقة  في مشهد ٣٠ يونيو ٢٠١٣  وأنا هنا مش بتكلم عن المشاركة في ٣٠ يونيو زي ما الإخوان ما بيتكلموا 

أنا أتحدث عن نخبة كان يتوجب عليهاك أن تتعلم من درس ٢٠١١ ومن مشهد انتخابات ٢٠١٢ قبل أن تدير الرأي العام تجاه موقف غير مدروس ولم يخوضوا في تفاوض  

مع القوى الكبيرة الحقيقة في مشهد ٣٠ يونيو التي استفادت من  " النكهة الثورية المخلصة " لتثبيت دعائم انقلاب علي ثورة يناير وليس فقط على حكم الإخوان المسلمين

 

وبالتالي وبكل صراحة يجب على من تبقى من هذه القوي ( يسار - ليبراليين - مستقلين ) أن يتخلصوا .. لا أريد أن أكون قاسيا وأقول من المراهقة السياسية ولكن  التخلص من الجانب التطهري الحالم والنظري للثورة والحراك الديمقراطي ، وأن يستفيدوا من نفس تجارب التاريخ الذي يشير إليها صديقنا تامر ، وأن يضعوا لأنفسهم مكانا حقيقيا على أرض الواقع ، وألا ينتظروا أن تحسم معركة تكسير العظام بين طرفي مؤسسة النظام ، 

بل أقول أن هذه القوى يجب أن تستفيد  من صراع القصر ومحاولة الإنقلاب  الداخلية التي تدور بين أجهزته من خلال " معركة الإنتخابات " ، وليس انتظار الحراك الجماهيري الذي يمكن أن ينشأ من الأوضاع الراهنة السيئة  

فهذه المعركة لو حسمت دون تدخل " الطرف الثوري " حتى ولو لشخص عنان فلن يلتفت لأي مطالب ديمقراطية أو ثورية وربما ننتظر وقتها نسخة أكثر خطرا من النظام الحالي ، 

وأنا هنا أفترض في هذا الطرف الثوري أن له ظهير شعبي يقوي من مسار استغلاله لهذا الصراع   


ليتحول الواجب الحقيقي الأن هو أن تفرض القوى الثورية نفسها على هذا الصراع بحجم قوتها ـ كبيرا كان أم صغيرا ـ وتدخل في تفاوض على مطالبها التي يجب أن تكون مدروسة وفق الواقع الجديد الذي نعيشه  مع الطرف الذي يحتمل أن يمثل حالة تغيير ولو جزئي  في " المعركة الإنتخابية "  أو حتى بعدها ولو لم يستطيع أن النجاح فيها  


وفي قناعتي أن سامي عنان قدم خيطا يبنى عليه في  هذا الإطار بوضع كلا من هشام جنينه و حازم حسني في صدارة حملته ليغازل هذا الطرف الثوري تحديدا ، وتشير خلفيات عنان والتغييرات الطارئة التي حدث في المخابرات وأدارة ملف الإعلام أن يمثل عنصر قلق حقيقي لنظام السيسي .

لذا يجب على " الطرف الثوري " الأن أن يأخذ المبادرة ويضع شروطه وطلباته - مكررا وفق حجمه - ويقوي به شوكة كلا من جنينة وحسني أو يحركهما بهذه المطالب حتى لا يكونا في النهاية مجرد صورة يتم استخدامها لتجميل وجه سيسي جديد مثلما حدث في ٣٠ يونيو باستخدام البرادعي  


عن نفسي قبلت بخوض معركة التوكيلات لخالد علي لإحياء صوت ثورة يناير ولتكون التوكيلات أقرب إلى بيان التغيير في لحظة كنا على قناعة أن هذه ليست انتخابات  حقيقية ورغم الإتهامات السخيفة بأن خالد يقوم بدور المحلل ، والأن أرى ببرجماتية شديدة أن تتويج حملة جمع التوقيعات يجب أن يكون بالدخول في تفاوض مع أحد أقطاب صراع القصر متمثلا في سامي عنان  بشكل يضمن توازن  مصالح الناس اللي فوق كما سماهم تامر ومطالب التغيير التي تجعلنا ننتقل من قاع البركة التي نعيش فيها جميعا إلي سطحها على الأقل


اذا كنا نشتكي ونسخر من الإخوان الذين مازالوا حتي الأن يرفعون شعارات "مرسى رئيسي"  ولا يدركون الواقع الذي حدث ، فعليه لا يجب أن نستخدم هذه السخرية باسم الثورة التي ستشتعل مجددا  ، في وقت أن لدينا فصائل من الطرف الثوري لم تستطع أن تجمع ٥٠٠٠ توكيل لإنشاء حزب سياسي بعد ثورة يناير رغم رخاوة هذه اللحظة . 

ولأكون شديد الصراحة حملة معركة التوكيلات التي لم تنتهي بعد ولم نعرف نتيجتها يتوجب عليها أن تحصد عشرات الآلاف وليس مجرد ٢٥ ألف توكيل  مازلنا قلقين من قدرتنا على جمعهم رغم عدم عرقلة النظام هذا المسار حتى اليوم 


   هذه قناعتي كما أقول وأكرر من شخص هو من عوام المؤمنين بثورة يناير  وكصحفي  مراقب للشأن العام وليس باحثا في العلوم السياسية التي ليس لها أي واقع عملي على ممارسة السياسة في مصر ، وفي نفس الوقت عقلي منفتح على أي قراءات أو تصورات أو استراتيجيات هدفها أن توقف دائرة العنف التي يعمل بها النظام الحالي ، وتعطي أمل في ممارسة السياسة وإعادة إحياء المجال العام .   

Monday, January 1, 2018

في أول تصريح رسمي بحقيقة " إيجل كابيتال" المدير التنفيذي لإعلام المصريين : الشركة صندوق استثماري كبير بتمويل حكومي


لاتزال صفقة بيع مجموعة إعلام المصريين لشركة " إيجل كابيتال " التي  ترأسها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد هي أكثر قصص نهاية العام المنصرم  إثارة ، في الوقت الذي لم تكشف الشركة الجديدة  بعد عن تمويلها والمساهمين فيها بشكل علني حتى الأن  .

صندوق حكومي

و مع إلحاح وفضول صحفي واتصالات عن كثب  بعشرات المصادر  أجابنا المهندس حسام صالح المدير التنفيذي لمجموعة إعلام المصريين كاشفا عن تمويل الشركة الجديدة
وقال صالح في عدد من الرسائل النصية المتتالية بعد اعتذار مهذب عن عدم قدرته التواصل عبر مكالمة هاتفية أن "إيجل كابيتال صندوق استثماري جديد  " واصفا إياه " بأنه كبير تم إنشاءه حديثا "  ،  وبسؤاله عن الملاك والممولين الرئيسين لصندوق إيجل كابيتال قال صالح  "أنه تمويل حكومي مع ممولين أخرين  ” وكانت نص إجابته في الرسالة بإنجليزية مختصرة “ Gov fund ، and other funds “ ، رافضا الكشف عن طبيعة التمويل الحكومي والممولين الآخرين
فسألته مجددا هل التمويل الحكومي جاء عبر المخابرات العامة ، فأجاب بالانجليزية أيضا " أنه لايعرف ما تتحدث عنه الصحافة  عن المخابرات " مضيفا " نحن نعمل حاليا مع إيجل وهم المالك الجديد ونواصل عملنا المعتاد "
وبعد محاولات اتصالات  ومراسلات عديدة مع الوزيرة السابقة داليا خورشيد ، أجابت على  اتصال هاتفي إلا أن فور علمها أني صحفي أعتذرت عن الاستمرار في المكالمة ، واجهتها سريعا بتصريح المدير التنفيذي لإعلام المصريين فأغلقت الهاتف ، لكن حرصت أن أترك لها السؤال في رسالة نصية ولم يصلني رد منها حتى الأن .

وكان تقرير  صحفي للصديق حسام بهجت نشر في موقع مدى مصر كشف أن إيجل كابيتال صندوق استثماري مملوك لجهاز المخابرات العامة المصرية ، كما أكد الإدعاء نفسه الكاتب الصحفي محمد السيد صالح رئيس تحرير جريدة المصري اليوم مشيرا لمصدر صرح لجريدته أن الدولة لا تريد احتكار الإعلام ولكن استحواذها الحالي على عدد من المؤسسات هو مؤقت وستخرج بشكل تدريجي عبر طرح هذه الشركات في البورصة
وجهاز المخابرات العامة هو الجهاز الأمني الأهم في مصر والذي دائما ما يتم وصفه ب " الجهاز السيادي " وهو  تابع  لرئاسة الجمهورية ويقسم رئيس الجهاز عند تعيينه بالإخلاص لمصر والولاء المباشر لرئيس الجمهورية

الإدارة المباشرة

تقارير صحفية متعددة نشرت خلال العاميين الماضيين عن تقاسم جهازي المخابرات العامة والمخابرات الحربية ملكية عدد كبير من وسائل الإعلام المصرية ،
إلا أن صفقة بيع إعلام المصريين كان مفاجأة للجميع  إذ ذكرت هذه التقارير  أن الجهازين الأمنيين السياديين يديران هذه المؤسسات عبر رجال أعمال ثقات ٬من بينهم أحمد أبو هشيمه الذي يعمل في  الأساس في مجال صناعة الحديد وفجأة انتقل لصناعة الإعلام في العام ٢٠١٣
 المثير هو تغير سياسة جهاز المخابرات العامة وتوجهه للإدارة المباشرة وليس عن تم طريق هؤلاء الرجال الثقات
الخطوة التي تبدو سريعة وغير مخطط لها حيث ظهر ذلك من أول تصريح أدلى به المهندس أسامة الشيخ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب الجديد لإعلام المصريين الذي عينته إيجل كابيتال حيث قال لجريدة الشروق المصرية في اليوم التالي للإعلان عن الصفقة إنه عاد من العمل بالسعودية "بأوامر من مصر"، مؤكدا «أنا سلمت نفسى لمصر، وسأعمل لصالحها، ولا أملك إلا تلبية النداء»، فحتى لو كان المقابل المادى فى الخارج أضعاف ما أتقاضاه فى مصر لم يكن واردا على الاطلاق خيار رفض هذا النداء “
ورفض الشيخ  حينها الإدلاء بأي معلومات عن الصفقة أو الشركة الجديدة  قائلا أنه يدرس الأمور المتعلقة بها
تصريحات الشيخ التي تظهر فيها فكرة الاستدعاءالسريع تؤكد ما كشفه  لي مصدر  في شركة “برومو ميديا”  وهي الشركة التي تتملك حقوق الدعاية والإعلان لمؤسسات إعلام المصريين ، حيث قال المصدر في اليوم التالي للإعلان الذي وزعته إيجل كابيتال على الصحافة أنهم علموا بهذا الصفقة عبر وسائل الإعلام ولم يتمكنوا من الرد علي المعلنين حينها عن طبيعة عملية البيع ولا تأثيرها على إعلاناتهم
وهو نفس ما ذكره لي موظف كبير في مجموعة إعلام المصريين أن عملية البيع والاختفاء المفاجئ لأحمد أبوهشيمة  من سوق الإعلام  لم يكن متوقع في الوقت الذي كان يعلن فيه  عن طموحات إعلامية جديدة .
وقال الموظف الكبير  في ” إعلام المصريين ”يوم زيارة داليا خورشيد وأسامة الشيخ لمقر الشركة لأول مرة أنهم ليس لديهم أدنى معلومة عن الشركة الجديدة ولا حتى مقرها في القاهرة.

السباق الإنتخابي

كل هذه التحركات السريعة والمفاجأة ليست بعيدة عن اقتراب موعد فتح باب للترشح لرئاسة الجمهورية و الاعلان المفاجئ للفريق أحمد شفيق عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية ومنافسته للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي من الإمارات وأنه محتجز في أبو ظبي ،وما سسبه ذلك الإعلان من إرباك وقلق  لمؤسسة الرئاسة وصل إلى إلى ترحيل  شفيق قسرا إلى القاهرة ووضعه تحت الإقامة  شبه الجبرية في أحد الفنادق المصرية تحت حراسة عناصر أمنية تمنع أي تواصل معه .

ويبدو أن الرئيس السيسي ومعاونوه الذين يتحكمون في وسائل الإعلام  قلقون من دعم رجال الأعمال لترشح الفريق شفيق  ، ويخشون أن تنقلب وسائل الإعلام في هذه المعركة لصالح شفيق وهو ابن الدولة المصرية والأقرب إلى رجال الأعمال الذين تم تهميشهم اقتصاديا لصالح القوات المسلحة .
في الوقت نفسه يحظى شفيق باحترام واسع في دوائر الدولة المختلفة من جيش وشرطة وقضاء مما سيصعب مواجهته اذا ما تمكن من ايجاد منصات إعلامية ترعى نشاطه الدعائي  لقصر الإتحادية
وقد نقل  عدد من الصحفيين المقربين من الرائد أحمد شعبان - ضابط المخابرات الحربية الذين يعاون اللواء عباس كامل في مكتب الرئيس - قلقه من انقلاب عدد من الإعلاميين عليهم .
وأطلعنا مصدر طلب الحفاظ علي سرية الأسماء  على  صورة من منشور في  مجموعة مغلقة على الفيس بوك في الرابع من ديسمبر ٢٠١٧ ، يبدي أحد المقربين من شعبان قلق مكتب الرئيس من انقلاب اعلاميين عليهم لدعم الفريق أحمد شفيق في الفترة القادمة وطالب كاتب المنشور زملاؤه التشكيك في نوايا شفيق خاصة بعد ظهور رسائله عبر قناة الجزيرة القطرية
 هذا وعمل الرئيس السيسي ومكتبه منذ أن كان وزيرا للدفاع على تدجين وتوجيه وسائل الإعلام والتأثير علي الإعلاميين   ، وظهر ذلك جليا في التسريبات التي نشرتها قناة مكلين في يناير ٢٠١٥ للواء عباس كامل مدير مكتب السيسي والذي اشتهر بتسريب “ الأذرع الإعلامية “ ووكان عباس  يوجه فيها مساعده في ذلك الوقت العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري السابق  لخطة إعلامية  لـ "تهييج" الناس لمصلحة السيسي، حين كان مرشحاً للرئاسة.

وكانت منظمة ” مراسلون بلا حدود ” قد أبدت قلقها في سبتمبر الماضي من وقوع عدد من المؤسسات الإعلامية في أيدي رجال أعمال مقربين من الحكومة وأجهزة المخابرات ، موضحة أن استحواذ السلطات المصرية على المشهد الإعلامي متواصل بشكل مطرد ويطال حتى وسائل الإعلام المقربة من النظام .

Monday, January 9, 2017

الأستاذ مهدي عاكف الذي تفوق انسانيته أى انتماء



سأروي قصة أكتبها لأول مرة وان كان يعرفها الأصدقاء القريبين مني ، القصة كلها تحكي كم كان شخص الأستاذ عاكف انسانا بكل ما تعنيه الكلمة وان كانت الرواية ستضايق نفرا من الاخوان
بدأت علاقتي التنظيمية تأخذ في التراجع داخل الإخوان برغبة مني بعد خروجي من السجن سنة ٢٠٠٧ ، وحاولت أكثر أني انشغل بعملي الصحفي والمهني ، وكمان لبداية توترات و خلافات سياسية أكثر من كونها فكرية ،

وانغمست في شغلي أكثر وأكثر وكنت وقتها سكرتير تحرير جريدة الدستور ، و في عام ٢٠٠٨ نشرت في الجريدة تفاصيل انتخاب خمس أعضاء في مكتب ارشاد الاخوان و نشرت معاه لأول مرة لائحة جماعة الاخوان المسلمين ، وكتبت تحليل مطول عن كيفية التصعيد للمناصب القيادية في داخل التنظيم

كان بالطبع سبقا وانفرادا لي وللجريدة في الوقت ده ، واشتغلت عليه جرايد وقنوات كتير من بعدي ، وقامت القيامة داخل الإخوان بسبب التقارير الصحفية دي ، وده طبيعي من تنظيم عاش في السر أكثر من العلن ، وتم الاتهامي بأشنع الاتهامات والخوض في عرضي بكذب وتضليل مينفعش يخرج من ناس متدينة مش بس أصحاب دعوة الي الله

وكان الإتهام الأفدح بالنسبة لي أني باشتغل مع الأمن وأني أخدت وأديت المعلومات دي في نفس الوقت للأمن
وتناول هذا الكلام أعضاء مكتب إرشاد وقيادات كبيرة في الاخوان تعرفني ومتعرفنيش ، منهم محمود عزت و هو حي يرزق ومنهم شخص ووهو أكثر من اساء بالكذب الذي ساختصمه به امام الله وهو ميت حالي ولن أذكر اسمه

غضبت غضب شديد لهذا الاتهام الذي بات تتداوله مكاتب ادارية للاخوان

- ويعلم الله رغم ما املكه الليوم من وثائق تنظيمية نظرا لكوني كنت أحد آعضاء القسم المركزي للطلاب الا اني وإلي اليوم لم استخدم ورقة واحدة حصلت عليه من أي اطار نشاطي التنظيمي داخل الجماعة ، و كل ما نشرته كان نتاج جهد صحفي واستقصائي شخصي -

سأحاول أن أكون مختصرا فأنا في الأساس عايز اتكلم عن الأستاذ مهدي عاكف لكن ما وراء القصة مهم

حاولت من خلال الأسرة الإخوانية التي كنت منتظم بها أن يصحح الأمر ، لكن بلا فائدة حتي وصل الطعن المعنوي الي أقذر وأدني مستوياته

حينها اتصلت بالأستاذ عاكف فك الله سجنه وطلبت أن أزوره فرحب ولكن طلبت أن تكون الزيارة في منزله فلم يمانع
وذهبت لبيته في الموعد المحدد واستقبلني بكل ود كعادته دائما ، ولما بدأت في الحديث معه وأن هذا الأمر يؤرقني بشدة ، فقال لي الرجل : " اسمع يا عبدالمنعم أنا لو مصدق عنك حرف واحد من اللي بيتقال عليك مكنتش دخلتك بيتي أبدا ، وحتي وأنا متضايق من اللي أنت بتعمله وبتكتبه "
فقلت يا أستاذ أنا اليوم ضعيف ولا أستطيع تحمل ما يتم تداوله عني ولذلك سأفعل شئ هو في عرف مهنتي جرم كبير وخيانة لهذه المهنة التي قررت فقط أن أنتمي اليها ، حيث سأكشف لك عن مصدري في المعلومات التي نشرتها في هذا الوقت
فأحمر وجه الرجل وقالي خلق الكبار : " أنا مش عايز أعرف متعملش كده لأني واثق فيك "

أصريت وقلت له في مقابل ما سأفعله سأطلب أمرا عظيم والرجل كان علي اصراره أني متكلمش ومكشفش له اسم مصدري احتراما لما ذكرته له
لكن وقتها كنت واقع تحت ضغط كبير من الاتهامات والاساءات والتخوين بالتعامل مع الأمن ده بيصل فهمه عند الجماعات الاسلامية لحد أشبه بالكفر ، خاصة الكلام بيطلع من أعضاء مكتب ارشاد لهم تاريخ طويل ثم يتداوله الصغار بحمق شديد

المهم كشفت له عن المصدر ، وطلبت منه في المقابل أن يعتذر عضو مكتب الارشاد الذي روج لهذه الأكاذيب لي في رسالة ترسل الي جميع الإخوان
فقال لي الأستاذ عاكف : " يا ابني مش حينفع لكن أوعدك محدش حيتكلم عنك تاني "
فأصريت علي هذا الطلب وأعتذر لي الأستاذ عاكف مرة أخرى وهو يؤكد أن كل الكلام ده سيقف بدون اعتذرات من حد
فقلت له اذن من النهارده ليس لي أي علاقة بالإخوان ، ومن اليوم أن حر من أي ارتباط بهذا التنظيم
انفعل الرجال ببساطته المعتادة : " بس يا واد بلاش هبل انت أسرتك فين بس قولي وأنا حتصرف "

فانفعلت أكثر وبكيت وقلت له الأمر انتهي يا أستاذ شكرا لاستيعابك لي
فانفعل أكثر انفعال الأب الحنون حتي لو اختلفت معه ووجدت في صوته وحسمه نبرة الأب الذي يريد الحفاظ على ابنه : " أنا قلت لك خلاص محدش حيجيب سترك وأي حد - وهنا استخدم جملة حادة جدا - حيتكلمعنك أنا حقطع له لسانه بإيدي "

وانتهي اللقاء ظنا منه أني سأهدأ فترة وأعود ولكن كان هذا اللقاء أخر عهدي بالإخوان رسميا حتي ولو لم أقدم اي استقالة أو ما شابه

ولقصة ترك التنظيم كليا في هذه الفترة تفاصيل أخرى ولكنها شديدة السؤ مع أناس غلاظ لا يعرفون ودا ولا مودة ولكن سأحجب بقيتها نظرا لأنهم ليس لديهم القدرة علي الرد في الوقت الحالي ، لكن أبسط ما في الأمر أنهم عرفوا المصدر من دون الرجوع للأستاذ عاكف وشردوه تنظيميا - والرجل حي حر يرزق - وظللت كلما رأيته تنكسر عيني ولا أستطيع أن أنظر اليه لما اقترفته في حقه

ورأيت وقتها ان انتمائي للصحافة أبقي من أي تنظيم وظللت محافظا علي مصادري الصحفية داخل الإخوان رغم كل ما قيل في حقي حتي انفردت أيضا بتفاصيل الخلاف الدائر في الاخوان منذ وفاة الاستاذ محمد هلال ومحاولة تصعيد عصام العريان واعلان الاستاذ علاكف استقالاته وتراجعه عنها الي انتخاب المكتب الجديد
والانفراد بالاعلان اسم محمد بديع مرشدا للاخوان حتي كان مانشيت الدستور يوم الاعلان الرسمي " كا انفردت الدستور وحدها محمد بديع مرشدا للإخوان "

ومع ذلك ظلت علاقتي بقيادات الاخوان تتراوح ودا وكرها من فترة الي أخرى ،
الا الأستاذ عاكف دائما علاقتي به جيدة ، دائما يحسن استقبالي ويسأل عني وعن أسرتي ، يكون من أول المعزين في وفاة والدي ، يطبطب علي قلبي بكلماته الطيبة يوم وفاة اول ابنائي يوسف ، يبارك لي طفلتي الجديدة يسر ، ولا يعبأ في أي مكان عام أمام كل الصحفيين أن يباغتني " ازيك يا واد يا عبدالمنعم وازي بنتك ومراتك "

يقبل اتصالاتي واستفساراتي الصحفية دون أي حرج ، الوحيد الذي يرحب بزيارتي لمكتب الارشاد
وفي اثناء هذه الزيارات تظهر الخصال البشرية السيئة من بعضهم ، حتي أمد يدي بالسلام ويرفض الداعية الكبير أن يصافحني
فأدخل مكتب الأستاذ عاكف غاضبا وأروي له ما حصل زي الطفل الصغير فيرد : " أنت عارف أنا باجيبك مكتب الارشاد هنا ليه قصادهم وأرضى أعمل معاك مقابلات ... عشان أغظيهم بيك "

كان دوما انسان ، تقديري لو ظل هذا الرجل مرشدا للاخوان ما كان وصوا الي هذه الحالة ، فهو يحب منتقديه ربما أكثر من الذين يسيرون علي رأيه

ورغم كل الاختلافات التي يمكن أن تتصورها ولا تتصورها بين شخصين مثل عبدالمنعم أبو الفتوح وخيرت الشاطر ، تجد هذا الرجل يحب الاثنين حبا واحد ومتساويا ، هذا هو طبعه و هذه هي خصاله ،
اختلف معه سياسيا قدر ما تختلف ، لكن لن تختلف عليه أنه انسان بكل معني الكلمة
أعتذر عن طول هذه الرواية وأعتذر أيضا لمن ستغضبه الرواية أوحتي من يشكك فيها فهذا شأنه ، لكني أراها تروي انسانية هذا الرجل ، ولعني حجبت الكثير والكثير مما يمكن أن يغضب الاخوان هنا
لكن خذوا فقط مني أني أحب هذا الرجل و أحترمه وأقدره وأنتمي اليه كشخص ويوجعني سجنه وهو هذا العمر ، اللهم فك سجنه هو و كل مظلوم
‫#‏افرجوا_عن_مهدي_عاكف‬
‫#‏حبس_عاكف_جريمة‬

Sunday, November 6, 2016

”الدولجية ” من محجوب عبدالدايم إلى إبراهيم الجارحي



لم يفتأ نظام في تجنيد من يدافعون عنه ويوارون عوراته سواء كانوا صحفيين أو كتاب أو فنانين ومثقفين ولعل أبرز من قام بذلك في العصر الحديث  لصالح نظام كان محمد حسنين هيكل ، والذي يمكن رصد تجربته تلك في كتابه النادر " أزمة المثقفين " وهو تجميع لعدد من مقالاته في جريدة الأهرام إبان حكم عبدالناصر ، 
ويعود فضل التعرف علي هذه التجربة من جهد الزميل الكاتب والباحث الراحل خالد السرجاني الذي عرض الكتاب في جريدة الدستور عام ٢٠١٠ عندما أصدر هيكل المجموعة الكاملة من أعماله دون أن يضم هذا الكتاب لها فما كان من الموسوعي الراحل السرجاني الا التقاط هذه الفكرة وعرض الكتاب في إطار  كشف وضع المثقفين في «الحظيرة» بأنها سياسة مستمرة منذ ثورة يوليو وحتي زمن كتابة المقال - في عهد مبارك - فما يفعلة فاروق حسني من خلال الإعداد لمؤتمر للمثقفين وما طالب به مبارك المثقفين في هذا الوقت بالوقوف مع الدولة في مواجهة خطر التطرف أو الفتنة الطائفية طالب به نظام عبدالناصر في صيغة أخري وحول قضايا مختلفة.وسأترك لكم لينك مقال الراحل خالد لاهميته لكن 

ما ذكرني بالمقال وكتاب هيكل هو أن استدعاء " المثقفين " لحظيرة النظام  سياسة لم تتوقف حتي في عهد
 السيسي ولكن مع اختلاف الوسطاء و الفئة المستهدفة لدخول الحظيرة فاليوم ليس هيكل أو موسى صبري أو فاروق حسني أو حتي سمير رجب ،  الذي يقوم بهذا الدور حاليا  لصالح السيسي هم مجموعة من الضباط  الذين عملوا معه في مكتبه عندما كان مديرا للمخابرات الحربية ففي الوقت الذي عينه الرئيس المعزول محمد مرسي وزيرا للدفاع ، اختار السيسي العميد أركان حرب  أحمد محمد علي الذي اشتهر ب " جاذب النساء " والذي كان له دور مهم في موقعه ذلك بربط الصحفيين بشخص السيسي ، حيث استقبل علي في مكتبه بالمخابرات الحربية العشرات من الصحفيات والصحفيين الذين كان يوجههم بشكل مباشر وغير مباشر حسب الشخص لانتقاد الرئيس وقتها محمد مرسي ، حتي ان مكتب مرسي حصل علي تسريب مسجل لعلي مع صحفية كانت تعمل في وكالة أنباء كبيرة يسب فيها شخص مرسي وطقم العاملين معه ، وكانت هذه أول تجربة للسيسي لصناعة " الدولجية " 

وتطور الأمر بعد الانقلاب العسكري بإدارة مباشرة من اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي عندما كان مديرا للمخابرات ثم مدير مكتبه وهو وزير دفاع  والذي انتقل معه بنفس الصفة في رئاسة الجمهورية ففي التسريب الشهير لعباس كامل  المعروف ب " الأذرع الإعلامية " والذي كان عبارة عن محادثة هاتفية بين كامل وأحمد علي وخلال المحادثة يلقن عباس المتحدث العسكري ، خطة  لحملة إعلامية، لـ "تهييج" الناس لمصلحة السيسي، حين كان مرشحاً للرئاسة.وتحدث عباس عن الإعلاميين واصفا اياهم  "بتوعنا"، الذين سيشاركون في الحملة "التهييجية" للشعب، وذكر منهم أحمد موسى، وائل الإبراشي، إبراهيم عيسى، وأماني الخياط، و"العيال بتوع أون تي في"، إلى جانب أسامة كمال، نائلة عمارة، ورئيس تحريرقناة "الحياة" محمود مسلم. وأضاف أنه "عندك رولا والبنت بتاعتنا اللي اسمها عزة مصطفى ومحمود سعد"، الذين سيقومون نصاً بتنفيذ تعليمات مدير مكتب السيسي ،وهؤلاء يعتبرو النسخة الأولية المنظمة ممن يمكن تسميتهم " الدولجية " الذين كانوا لسان حال السيسي كمرشح للرئاسة حينها 

ومع وصول السيسي لسدة الحكم أكمل مدير مكتبه سياسة صناعة " الدولجية " من إعلاميين جدد لا تشوبهم سلبيات النسخة الأولي  ، فعمد الي ما يسمى شباب الإعلاميين وهم مجموعة الصحفيين والكتاب  والمذيعين الشباب الذين لم تتلوث أسمائهم في مهاجمة ثورة ٢٥ يناير ، ومنهم من يظهر بصورة العاقل غير التابع مباشرة وتتآرجح هذه القائمة زيادة ونقصانا وحضورا وغيابا حسب الحدث 

واهتم مكتب عباس كامل بالمواجهة الالكترونية فعمل علي تقديم النسخة الثالثة من " الدولجية " الذين يفتخرون بهذا الاسم وتم الكشف عن عملهم التنظيمي في إطار جروب مغلق علي الفيس بوك يدعى " اتحاد مؤيدي الدولة " وظهر نجومهم في مؤتمرالشباب متحدثين أمام السيسي ومنهم ابراهيم الجارحي  ومحمد نجم الذي تحول من ناشط إلكتروني الي باحث اقتصادي  
هذه المجموعات يؤكد المقربين منهم أن من يدير نشاطهم بشكل مباشر الرائد أحمد شعبان، ضابط المخابرات الحربية  - وحسب تحقيق صحفي لموقع مدى مصر - شعبان  لعب الدور الأبرز في تشكيل قوائم المرشحين الموالين للنظام سواء على مقاعد القائمة أوالمقاعد الفردية، والذي يعمل معاوناً لصيقا للواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي وهو نفسه الذي يكتب عمود يومي في صحيفة اليوم السابع تحت اسم " ابن الدولة " والذي لا يفوته تشجيع اللعبة الحلوة لأيا من هؤلاء الدولجية بعمل لايك علي بوست هجومي او دعائي او المشاركة المباشرة بتعليق باسمه وحسابه علي الفيس بوك الذي يظهر فيه الصداقات الالكترونية بالأجيال الثلاثة من " الدولجية " 

والشئ بالشئ يذكر أن هذه اللجان تشبه في تكوينها وليس تأثيرها اللجان الالكترونية لخيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان عندما حاول تقديم نفسه كزعيم ل " مشروع النهضة " ومرشحا لرئاسة الجمهورية 

الشاهد الذي بدأت به أن كل نظام يسعي لحشد من يدافعون عنه ويطبلون له ، لكن الفارق ان منظر فكرة حظيرة المثقفين في عصرنا الحديث هو الراحل محمد حسنين هيكل وهو من هو اتفقنا او اختلفنا معه , وتبعه في نفس المجال مثقفين وفنانين قاموا بهذا الدور لصالح عبدالناصر والسادات ومبارك ،ورغم الخلفية العسكرية للرؤساء الثلاثة لم نرى في المشهد عسكريا يقوم بهذا الدور بصفته ووظيفته العسكرية فقد طاف بِنَا الأديب الراحل فتحي غانم بشخصيات الصحفيين الذين يتحولون الي دولجية في روايته " الرجل فقد ظله " والتي غالبا ما كانت تروي سيرة هيكل نفسه وفي روايته الأشهر " زينب والعرش " حتى الشخصية الأسوأ  " محجوب عبدالدايم " التي رسمها الأديب الراحل نجيب محفوظ لم تصل لمستوي " دولجية " السيسي المتعسكرين "

 فكل الشخصيات الصحفية والأدبية  التي قادت حركة حظيرة الدولة كانت تحاول ان تمدنها وتخرج الرؤساء  العسكريين عن هذه الصفة بينما " دولجية السيسي " يحرصون كل الحرص علي عسكرة تأيدهم لهذه السلطة ، حتي ان محجوب عبدالدايم نسخة السيسي  الجديدة كتب بيانا " عسكريا  " يؤكد فيه أنه جزء من هذا النظام وأنه على أتم الاستعداد للتضحية بحياته في سبيل الدفاع عنه

Sunday, July 31, 2016

ما الذي يمكن أن تحدثه مبادرة عصام حجي


أثارت المبادرة التي طرحها الدكتور عصام حجي  في حواره مع شبكة التلفزيون العربي جدلا واسعا واهتماما كبيرا ، المبادرة التي طرحها الرجل تتلخص في تشكيل فريقا رئيسيا يعد برنامجا لمرشح او عددا من المرشحين للرئاسة في ٢٠١٨ ،
حجي لم يذكر في حواره أي اسماء و لم يطرح نفسه كمرشح كما فهم البعض ، وإن كان فريق المبادرة بالفعل لديهم عددا من الأسماء التي يمكن أن نتفق أو نختلف معها

المبادرة التي يمكن أن يراها البعض غير واضحة المعالم أو حتى سطحية ، تأتي أهميتها أنها ألقت حجرا في بركة الماء الراكدة وتفتح مجال واجب النقاش فيه ودراسته حاليا،  كيف نواجه هذا النظام في الفترة القادمة

بقي لدينا عامين فقط على الانتخابات الرئاسية دون أن يفكر أحد في وقعها والاستفادة منها في توسيع المجال العام ، حيث ستختلف عن زيف " انتخابات " ٢٠١٤
" المنقذ " عبدالفتاح السيسي فقد الكثير من بريقه و قفز من مركبه أغلب من سانده أو توافق معه أو صدق أكاذيبه بأنه غير طامع في حكم مصر
“ المنقذ “ تم اختباره ك " رئيس "  قدم فيها الرجل ومؤسسته العسكرية التي يستند إليها  كل براهين الفشل والتراجع السياسي والاقتصادي والاجتماعي
بل أقدم علي خطوة أهدرت الصورة النمطية عن المؤسسة العسكرية في الحفاظ علي أرض الوطن ، بتنازله عن جزيرتي تيران وصنافير
ولم يتبق معه الا آلة القوة والبطش بالإضافة إلي الأبواق متدنية المستوى من طراز مصطفي بكري وأحمد موسي - ولا أقلل من تأثيرها طبعا -

اذن ما هي الخطوة التالية في مواجهة هذا النظام السلطوي الذي يعد الأكثر قمعا في تاريخ مصر الحديث ، وما هو الأفق السياسي السلمي لهذه المواجهة ، هل سنظل نتباكى في اطار المظلومية ، أم ننشد خيالا تحت اسم توحد الصف الثوري ،
يخال للبعض أن ظروف التغيير تتشابه أو يمكن تكرارها ، كأن تقوم ثورة جديدة على غرار ثورة 25 يناير ، أو أن انقلابا داخليا يمكن أن يحدث فيؤثر على ظهير عبدالفتاح السيسي في المؤسسة العسكرية ، 

لا يوجد “ مانفستو “ لعملية التغيير السياسي يمكن أن نقتبس منها فصل الإطاحة بالنظام السلطوي ،
في تقديري هذا النظام مشغول بالمواجهة ، ويجب في هذه اللحظة أن نشغله بالمنافسة ، وبالتأكيد كونه نظام عسكري سلطوي سيحاول نقل مرحلة المنافسة الي مربع المواجهة فقط مستخدما أدواته السلطوية والتعسفية ، لكن الإصرار على فكرة المنافسة ستضعفه وستضعه في مجالات المقارنة ماذا قدم وماذا يمكن أن يقدمه المنافس ، بماذا وعد وكيف لم يفي بوعده

وفي مجال المنافسة ليس شرطا أن نتحد وراء مرشح أو برنامج محدد فهذا لن يحدث مرة أخرى ، لكن ما يجب أن نتحد عليه هو الاتجاه لفكرة المنافسة وطرح البدائل وأننا لسنا أسرى حالة الاستقطاب العمياء التي أصلتها “ الدولة العميقة “ لهذه السلطة
العمل علي فكرة المنافسة يجب أن يكون  الغرض الأساسي منه هو فتح المجال السياسي العام لروح المنافسة التي حدثت بعد ثورة يناير في تكوين الأحزاب السياسية والمنافسة الانتخابية في انتخابات البزلمان والرئاسة عام ٢٠١٢
أن يجهز كل طرف سياسي بديل عن هذه السلطة وأن يقدم مشروع رئاسي مشابه لفكرة عصام حجي لمنافسة السلطة الحالية في انتخابات ٢٠١٨ .

وأنا لست حالما فلا النظام سيستقبل فكرة المنافسة بالورود ، ولا المشاريع المنافسة ربما يكون لديها النضج الكافي على النجاح والمواجهة .

لكن الهدف الرئيسي من هذه المنافسة  يجب أن يكون اعادة فتح المجال العام للحياة السياسية في مصر  والذي من خلاله يمكن الضغط على هذا النظام من أجل احداث اصلاحات سياسية تدريجية تقوم على إلغاء القوانين المشبوهة و رفع سقف الحريات و اعادة إحياء الحراك الحزبي ، ويقترن هذا الضغط  بقوة روح ثورة ٢٥ يناير لدي جميع الأطراف السياسية ، فهي الحالة الوحيدة التي لم يستطع النظام القضاء عليها رغم قوة عسفه بكل المؤمنين بثورة يناير .

فكرة المنافسة بالقطع ستواجهها تحديات كبيرة خلافا لمواجهة ورفض النظام لها ،  فسيرفضها الاخوان الذين يعيشون تحت مخدر “ عودة مرسي “ كشرط لعودة الديمقراطية ، كما سيرفضها مرضى فوبيا “ القلق من عودة الاخوان “ ،
 كما سيواجه فكرة المنافسة محاولة استغلالها من قبل  “ الدولة العميقة “ التي ربما تغير من جلدها معها حفاظا علي مصالحها الاستراتيجية
لكن في تقديري أن المؤمنين بالديمقراطية الحقيقية والتغيير السلمي للسلطة ليس أمامهم سوي هذا المسار حاليا ، والذي لا يعني مطلقا انفصاله عن أى مسار ثوري وحراك في الشارع .

Saturday, September 13, 2014

تقدير موقف من قرار قطر بإبعاد الاخوان ... الدوحة لم تغير مواقفها

 
قرار إبعاد عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من قطر يعد نتيجة طبيعة لما أشارات اليه التحليلات الخليجية بشد فتيل القنبلة بين الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع الذي تم في جدة في الخامس والعشرين من شهر أغسطس الماضي والذي أعلنت فيه انفراج العلاقات بين الثلاثي السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة الأخري

حديث الابعاد بدأت الاشارة اليه منذ تدخل الكويت كوسيط بين الجانبين الخليجيين لتخفيف التلاسن وعودة السفراء في مقابل إبعاد قيادات الاخوان والشخصيات التي وجهت نقدا وسبا بحق آيا من الثلاثي الخليجي المؤيد للإطاحة بنظام الاخوان في يوليو من العام الماضي وتخفيف خطاب قناة الجزيرة والتي بالفعل قامت بإلغاء نشراتها وبرامجها المحلية وعلي الرآس منها “ المشهد المصري “ وفي مقابل طلب إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر قالت المصادر المتطابقة أن قطر ستخفف من لهجاتها تجاه النظام المصري الحالي لكنها لن تغلق الجزيرة مصر إلا بإغلاق مقابل لعدد من القنوات المصرية التي تدعمها دولة الامارات ولها حصص في رآسمالها
 
ومن جهتها سعت الدوحة إلي توفير اقامة آمنة للقيادات المرحلة وذلك بالتنسيق مع تركيا التي طلبت تأجيل الخطوة لما بعد الإنتهاء من الانتخابات الرئاسية التركية واستقرا رجب طيب إردوغان وحكومته الجديدة 
هذا وتؤكد المصادر القطرية أن إبعاد قيادات الإخوان لن يغير من سياسات الدوحة الداعمة للجماعة وهـذا الابعاد لا يعني قطع الصلة او منع هذه القيادات من دخول قطر او الظهور علي شاشة الجزيرة 
ولكنه مجرد ايقاف أي عمل منظم ضد النظام المصري القائم من داخل الأراضي القطرية 
في نفس الاطار اشارات مصادر اخوانية ان قيادات عليا في الجماعة كانت ترتب خلال الاشهر الماضية اقامات آمنة لها في عدد من البلدان الاخري علي رآسها تركيا وماليزيا وعدد من العواصم الآوربية
 
يذكر أن قطر تعرضت من قبل الي ضغوط غربية لإبعاد المكتب السياسي لحماس انتقل اليها بعد ابعاده من الاردن في عام ١٩٩٩ الي أن تمت الضغوط علي الامير حمد ال ثاني لابعاد المكتب من الدوحة ، فوفر لهم اقامة في سوريا ابان الحلف المعروف حينها “ الممانعة “ الذي كان يضم قطر وايران وسوريا وحزب الله 
ولكن لم تغير الدوحة آيا من سياستها للمقاومة الفلسطينية ولا تجاه حركة حماس الي ان عادت واستقبلت قيادات حماس من جديد بعد انطلاق الثورة السورية وتفكك ما يعرف بحلف الممانعة .
 
وهنا تجدر الإشارة أن الدوحة تآوي الآن المئات من الأسر والعائلات الاخوانية او المتضامنة مع الاخوان ،
بينماقائمة المبعدين لم تضم فعليا غير أربعة من قيادات الإخوان اثنين منهم فقط يمكن اعتباراهم من قيادات الصف الأول وهما الدكتور محمود حسين أمين عام الجماعة ، والدكتور عمرو دراج الوزير السابق في حكومة الإخوان والقيادي البارز في حزب الحرية والعدالة الذي صدر قرار من محكمة ادارية بحله اما أشرف بدر الدين و جمال عبدالستار المبعدين أيضا لا يعدا من القيادات العليا للجماعة ، كما ضمت القائمة وجدي غنيم وحمزة زوبع وعصام تليمة وهم فضلا أنهم لا يمثلون أي كادرا تنظيمي داخل الاخوان وآن غنيم نفسه ليس له أي علاقة تنظيمية بالجماعة منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما ، إلا أن ابعادهم ربما يأتي بسبب مشاركاتهم التليفزيونية اللاذعة التي وصل عدد منها إلي مرحلة السباب المباشر لأطراف خليجية داعمة للإنقلاب في مصر 
وسبق للجهات الأمنية في الدوحة أن طلبت ابعاد شابا قريب من الاخوان رغم انه غير معروف اعلاميا قد وجه سبابا حادا للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز
 
 
المصادر لا تستبعد أن تصدر الدوحة قائمة جديدة من المبعدين الآخرين خلال الفترة القادمة ربما تكون أقل تأثيرا علي أن تكون هذه القوائم انذارا غير مباشرا للمئات الذين وجدو في هذه البلد مكان آمنا للحركة ومناهضة نظام عبدالفتاح السيسي ، بينما لا تمانع الدوحة أن تكون حاليا مكان آمنا للعيش فقط نظرا للضغوط الخليجية عليها ، وذلك لموازنة ضغوط أخري هذه المرة عربية وغربية لابعاد قيادات حماس هي الآخري

Sunday, August 10, 2014

الثورة يوسف

 
الفقد هو الإحساس الأكثر ألما في حياتنا اليومية .. ان تفقد أبا كان هو سندك في الدنيا .. أن تفقد حبيبا فتحت له قلبك وشعرت أنه سيشاركك عمرك .. أن تفقد جزءا من جسدك في حادث أليم .. أن تفقد طفلك الذي ارتسم المستقبل في مولده .. أن تفقد ثورتك التي رسمت لك صورة جديدة من إنسانيتك
في الطريق الي الحياة فقدت يوسف وكان هو الألم الذي لم يبلغه ألم قدر ما فقدت الثورة ...
عندما تبدأ حياتك الجديدة وتنتظر مولودوك الأول وترسم له مستقبله في خيالك ، ويداعبك الخيال عن صورته شكلي ولا شكل أمه حيشتغل ايه ويتجوز مين ثم يأتي وتصرخ الدنيا بصراخه فرحا بها أهلا يوسف
كانت سورة يوسف أحب سور القرآن الي قلبي .. أفرح حين اقرأها ألوم أخوته علي ظلمه ... أفزع عندما تراوده زليخه ان يضعف .. أبكي حين يستعيذ بالله من ان تغويه.. أشعر بالفخر عندما جاءه اخوته ويبصر أبيه من جديد
أنا يوسف يا أبي ... ساعة او ساعات .. يوم .. ودخل يوسف ابني جب لم يعد منه .. دخل جب رحمة الله واختياره
لن يعرف الألم الا من فقد وأعوذ بالله لكم أن تفقدوا .. يكاد نفسي يتوقف وانا استلمه لاواريه التراب بدلا من اشتري ملابس السبوع .. احتضن جسده الصغير والصغير جداً في طريقي به الي القبر وليس الي البيت ..
تقل الأنفاس واحدا تلو الآخر أنا أضع وأهيل عليه التراب بدلا من أرشح عليه الملح ...
لكن سيشتد بك الألم ويخنقك الوجع كأنما لديه يدين قويتان تقبضان علي رقبتك لتمنع عنك الهواء عندما تفقد طفلا قد ولد وعشت معه عام واثنين ثم في لحظة يدخل جب يوسف
نفس المشاعر التي راودت خيالي ويوسف في بطن أمه وكان حملها ثقيلا .. والثورة في في حملها .. عمر من الألم ... ذل وظلم وسجن وبعد وفقد ثم يأتي النور لحظة المخاض في كل الميادين أرحل أرحل ..
وكانت ولادة قيصيرية حجب الجنين عن أهله فيها سنوات .. يا حرية فينك فينك
قالوا حجبت الحرية عن هذا البلد ٣٠ سنة وربما يعود الحجب لحكم العسكر نفسه أي لأكثر من خمسين سنة
والآن كانت لحظة الميلاد .. تنحي بعد ٣٠ سنة ظلم وقهر و وجع ... لن أستطيع أبدا أن أنسي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ في ميدان التحرير وأنا أبكي من الفرح .. أبكي لأغسل كل سنين الظلم التي مرت .. أمحي أيام التعذيب في أمن الدولة بمدينة نصر
أغسل بها فترات السجن .. أقول لأبويا أنا أسف اني وجعتك من سجن الي سجن لحد ما اتقهرت ومت
كنت بصرخ وبقول له اخدت تارك من اللي قهروك علي ابنك لحد القهر ما موتك .... حرية حرية حرية ...
نوارة بتزغرد وتعيط من الفرحة .. مفيش كسرة نفس تاني مفيش ذل تاني مفيش خوف تاني مفيش ظلم تاني
تاني فقد تاني وجع .. يقف العادلي يقول علي الفرحة دي مؤامرة .. يقف القاتل يقول علينا عملاء
قهر تاني وظلم تاني وسحل وسجن وانتهاك شرف وقتل تاني ... يا حرية فينك فينك
{ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ }
تاني نحط التراب بدل ما نرش الملح .. يا رب الوجع أكثر احنا شفنا وعيشنا وحسينا بالحرية ... كمان اخوتنا وناس شاركتنا الفرحة هما يشاركوا أخوات يوسف ويخططوا لإنهاء الثورة او القاؤها في جب العسكر

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }
...
يوسف مات بعد يوم من الولادة وبعد تسعة أشهر من التعب والحلم والخيال .. أنا وأمه لا ننساه رغم أننا نتحاشي ان نتحدث عنه ، اسم يوسف عندما يقال أمامنا تشق قلوبنا بالسكاكين
لكن الثورة ولادتها كانت صعبة ٣٠ سنة يا رب الحمل في الحرية كان كلها وجع والمولود يجي ونعيش معاه سنة واتنين ونفرح بيه يضيع تاني ... { وَقَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
الثورة بالنسبة لي كانت الفرحة والأمل والمستقبل الثورة كانت كل حلم شفته في يوسف وضياعها والغدر بيها فيه كل مشاعر فقد يوسف
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }