Monday, December 27, 2010

أشرف البارودي لو تروح وتقول مسافر مين يسأل علينا


جاءني خبر قبول المستشار أشرف البارودي الإعارة خارج مصر كالصاعقة فمصر ليس فيها كثير مثل هذا الرجل المخلص والمحب لوطنه والموجوع بهم هذا البلد
البارودي يمثل نموذج الشخصية المصرية الحقيقية يستحق أن نضع له تمثالا لأنك عندما تراه تشعر أن مصر تحولت لجسد نابض تحب أن تراه وتسمع إليه وتبكي لشجنه في حب هذا البلد
البارودي هو مصر فكيف ترحل مصر عن مصر , المستشار أشرف البارودي هو إنسان المدينة الفاضلة الذي لا يعرف حبيبة سوي وطنه هو الذي الشخص الذي اذا تحدث عن هذا البلد تجد قلبك يهتز شجنا وحبا لهذا البلد ويشعرك بالفخر لكونك مصريا
عرفته في عام 2005 في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب بالإسكندرية , كنت وعدد من زملائي نقوم بتغطية الانتخابات في دائرة الداخيلة والتي كان يتنافس فيها مرشحا الوطني والإخوان , ولما كان مرشح جماعة الإخوان له من الجماهيرية التي جعلت أهالي المنطقة يخرجون في مسيرات لدخول اللجان لإعطاء أصواتهم له قررت الشرطة منع دخول الناخبين إلي اللجان فازددات حماسة أهالي المنطقة للدخول في حرب لا تقل في شكلها عن المواجهات بين الفلسطينين وقوات الإحتلال الإسرائيلي حيث استخدمت الشرطة عدد لا محدود من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي فقام أحد الأهالي باجتذابي وزملائي في شقته خوفا من هذه الاعتداءات الوحشية إلا أننا اكتشفنا أننا أصبجنا أسري من الرعب وصوت الرصاص والقنابل ودخانها الذي بات يخنقنا حتي أن زوجة صاحب البيت صرخت في وجه الشرطة رضيعي سيموت خنقا من كثرة الدخان ولكن لا مجيب
فما كان منا إلا أن بتنا نستجد بزملاؤنا الصحفيين والإعلاميين وأصدرنا استغاثة نحن نتعرض للموت فعليا , فما كان من زميلاتي آنذاك وزوجاتي حاليا ألا أ، تتواصل مع أحد القضاة المشرف علي لجنة انتخابية بجوار المنزل الذي كنا محتجزين فيه وأعطته رقم تليفوني
ورن هاتفي وجائني صوته .. أيوه يا ابني أنا أشرف البارودي أن أغلقت اللجنة التي أشرف عليها وأنا في الطريق لإخراجك أنت وزملاؤك قلي انت فين بالضبط
وصل البارودي إلي كاردون الشرطة التي تحاصر البيت واتصل بي وهو يبكي و يعتذر أنا آسف يا ابني مش عايزين يخلوني أدخل لكم أعذرني مش قادر أعمل لكم حاجة
لا أعرف رغم لحظات القهر والرعب التي كنا فيها إلا أن كلماته واخلاصه عزلتني تماما عن هذا الحادث الذي وثقته أنا وزملائي في فيديو علي موقع اليوتيوب بعنوان " إحنا في تل أبيب " , لازلت أملك التفاصيل الكاملة لهذا اليوم ولكن للعجب أني لا أتذكر هذا اليوم وإلا أن البارودي يشخص له أنه بطل هذا اليوم
المستشار البارودي عندما أيقن أن الشرطة سيطرت بشكل كامل علي الانتخابات قام بشميع صندوقه الانتخابي وظل حارسا له حتي قام بتسليمه وفرزه وفي نفس الوقت ظل علي اتصال مباشر بي للاطمئنان علينا حتي خرجنا من المنزل بالفعل في منتصف الليل عندما تفرقت قوي الإحتلال
وبعد مرور قرب العام قابلته في نادي القضاة وعرفته بنفسي وشكرته , فكان رد فعله أن اعتذر لي بشدة عن عجزه عن نجدتي في هذا اليوم
كثيرا ما قال لي أن قلبه بيوجعه علي حال هذا البلد , والعجيب أن الوجع لم يكن عاطفي أو نفسي , قلبه فعلا مرض من الوجع علي آل إليه حال مصر من ظلم
قابلته أنا وزوجتي من فترة ليست بعيدة علي كورنيش الإسكندرية وللعجب كنت للتو خارجا من تحقيق في احد المقار الأمنية مكتئبا حاسرا علي حالي من سيطرة الأمن فمطلوب مني عندما أكون مسافرا أن أبلغ الجهات الأمنية عن سفري وسببه وانتظر الإذن بالسماح أو المنع فأنا مازلت حتي اليوم موضوع علي قوائم الممنوعين من السفر , فكان كعادته مبتهجا ودعاني للتفاؤل بأننا الجيل الذي سيشهد التغيير , مجرد لقاؤه كان مثير للبهجة والإطمئنان
أشرف البارودي فارس تيار الإستقلال في نادي القضاة لو تروح وتقول مسافر مين يسأل علينا مين ومن يشجعنا علي الاستمرار ومقاومة هذا الإحباط الذي يحيط بنا في كل مكان
يا سيادة المستشار ستسافر وتأخذ معك قلبي وشجاعتي وقوتي ستأخد الإنسان مني ستتركيني ضعيفا بين هؤلاء الظالمين

Wednesday, December 1, 2010

بعد قرار المقاطعة .. هل يستعد الإخوان لمواجهة التمديد لمبارك ؟


أخيرا فعلتها جماعة الإخوان المسلمين ورأت أن مقاطعة برلمان 2010 كان هو الحل لمواجهة استبداد النظام , قرارا جاء متأخرا فالجماعة بالفعل ساهمت أمام الرأي العام المحلي والعالمي بتحسين صورة النظام المستبد أن قوي معارضة شاركت في العملية الأساسية من الاقتراع وهي الجولة الأولي , حتى وان كان مبرر الإخوان من المشاركة هو فضح الانتهاكات التي جرت ,
إلا أن مجال الحديث عن الانتهاكات كان لن يزيد عن أيام حتي ينعقد المجلس بمعارضته الكارتونية الشكلية والتي جاءت وفق صفقات الغرف المظلمة وأغلبيته المزورة ويقال أن الوطني حصد أغلبية المقاعد ولم تستطع الجماعة " المحظورة " حسب زعمهم أن تحصد أيا من المقاعد
لم تكن الجماعة تدرك أن الواقع السياسي تغير وهي تخوض برلمان 2010 عن الواقع الذي خاضت فيه انتخابات 2005 والذي شهد ضغطا خارجيا علي النظام وشهد إشرافا قضائيا وشهد مراقبة جيدة من منظمات المجتمع المدني ,

في حين أن النظام كان جاهزا في هذه الانتخابات ومستعدا لها حتي بالأحزاب التي ستحصل علي فتات المقاعد لتنافسه فيما بعد منافسة شكلية في انتخابات الرئاسة
لم تكن تدرك جماعة الإخوان أن هذا البرلمان سيكون مجلس توريث الحكم أو تمديده لحزب أفسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر

قرار مقاطعة جولة الإعادة هو المكسب الحقيقي والفضيحة الأكبر للنظام المستبد المزور حينها نستطيع ان نقول وبالفم المليان المجلس الذي لا يعبر عن الشارع السياسي الحقيقي والذي قاطعته القوي السياسية لعدم شرعيته
الرؤية الأعمق لمشاركة الجماعة في هذه الانتخابات أنها خسرت سياسيا مئات الآلاف التي دعتهم للتوقيع علي بيان التغيير الذي تضمن 7 مطالب لإجراء انتخابات نزيهة وبعد أن جمع الإخوان أكثر من 750 ألف توقيع , تخلت الجماعة عنهم وشاركت في انتخابات معلوم نتيجتها بلا أي ضمانة نزاهة

فهنا نقول أن الإخوان خانهم تقديرهم السياسي للمشاركة مع كامل الاحترام لحق المشاركة نفسه
ولكن الجماعة كان لها مآرب أخري من الانتخابات أعلنت عنها بشكل واضح في بيان المقاطعة الذي قالت فيه : " أن المشاركة في الانتخابات الأولى حققت أهدافها بإيجابية الشعب المصري والتفافه حول شعار الإسلام هو الحل " وهي الهدف الأساسي لخوض الجماعة للانتخابات وهي نشر أفكارها والتأكيد علي شرعية وجودها في الشارع لمواجهة الحظر القانوني والاستبداد الأمني التي تتعرض له ,

أهداف الجماعة ذات التأثير الأكبر والأوسع في مصر وان كانت مشروعة إلا أن مشاركتها في الظرف الراهن قدمت الجماعة بشكل أنوي وذاتي وبرجماتي يجعلها تفكر في مصلحتها الخاصة قبل المصلحة العامة للوطن حتي لو أضافت إلي تلك الأهداف : "نزع الشرعية عن نظام الحكم الفاسد المستبد "

تأخر الجماعة في اتخاذ قرار مقاطعة هذه الانتخابات سيدعو كل مترصد ومعادي لها أن يقول أن القرار جاء بعد فشلها في حصد المقاعد وأنها فقدت جماهيريتها في الشارع المصري وهو غير صحيح علي الإطلاق

فجماعة الإخوان المسلمين ستظل الجماعة الأكثر جماهيرية وشعبية في مصر لأنها تتبني الخطاب الديني المحافظ الذي يروق لكل المصريين , هذا الخطاب الذي يرفض العنف والتشدد والغلو ولكنه أيضا يبدوا متحفظا علي التجديد في الخطاب الإسلامي والقضايا الفقهية المعاصرة

هذا القرار الصائب بمقاطعة الانتخابات يدعو الجماعة لتبني أجندة سياسية عملية في الفترة القادمة أولها هو سعي الجماعة مع القوي الوطنية الأخرى إلي تكوين تحالف سياسي قوي وحقيقي لمواجهة النظام مواجهة سلميه وليس تحالفا مؤقت محدود الأهداف ,

الإخوان مدعوون باعتبارهم القوي الأكثر تنظيما لدعم هذا التحالف ودعم بديل وطني ليبرالي يجمع عليه كل التيارات السياسية والاجتماعية ليكون منافسا حقيقيا لنموذج السلطة الفردية ولا يثير فزاعة الغرب خوفهم من وصول الإسلاميين للحكم

الجماعة مدعوة أن تتخلي عن أجندتها الداخلية والتنظيمية " المشروعة بكل تأكيد " إلي تبني أجندة وطنية أكثر عموما في الوقت الراهن لأن الانتخابات التي جرت تنبأ بمستقبل أكثر استبدادا وفسادا مما يحتاج إلي تضافر الجميع وتنازلهم عن أجنداتهم وشعارتهم الخاصة لأجندة وطنية واحدة وهي حتمية التغيير السياسي السلمي وتنظيم حملة وطنية لمنع التمديد لحكم للحزب الوطني ومرشحيه سواء مبارك أو غيره في انتخابات الرئاسة القادمة وذلك بدعم حقيقي وقوي لرموز مخلصة لا يختلف عليها الداخل والخارج