Sunday, September 28, 2008

القاهرة : حريق في المسرح القومي وحبس الصحفي إبراهيم عيسي


قررت محكمة مصرية صباح اليوم حبس إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية شهرين في قضية شائعات وفاة الرئيس
وحريق في المسرح القومي

Wednesday, September 24, 2008

من السويد



ملك السويد يحيي شعبه يوم افتتاح البرلمان

مظاهرة لعدد من النشطاء ترفض قانون للرقابة علي الإنترنت


ناشط يعلن رفضه للقانون

واخينا ده بيشرح لي ليه هم معترضين علي القانون
وقريب إن شاء الله نكتب تفاصيل
وخصوصا ازاي الشرطة بتتعامل مع المتظاهرين

واحد سويدي علي الله

Monday, September 22, 2008

بل أخطأنا نحن يا أستاذ فهمي


أصابتني الحسرة وأنا اتابع ما يحدث مع الشيخ القرضاوي عقب تصريحاته عن الشيعة وحاولت الإتصال بأحد العلماء ورموز الإسلام الوسطي لأجري معه حوار حول المسألة ولم يجبني هو بل وصلني من المقربين منه أنه لا يريد التعليق علي هذا القضية وقال لي صديقي جميع تلامذة الشيخ باعوه قلت لا مستحيل قالي طب قرأت مقال الأستاذ فهمي هويدي في الدستور قلت لا فاأطلعني علي المقال الذي يحمل عنوان أخطأت يا مولانا فلما قرأته أصابتني الحسرة بألم شديد أن أجد الأستاذ هويدي الذي أحمل له كل ود وحب أن يلوم العلامة القرضاوي في موقفه للدفاع عن الأمة الإسلامية وهو من هو القرضاوي

فهو يلوم الشيخ علي عدم استخدام الموازنات في تصريحاته عن الشيعة ودورهم في المنطقة ويقول للقرضاوي


أنه أخطأ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة أو التقريب،


العجيب أن الأمة هنا توحدت علي القرضاوي في دفاعه عن الإسلام المعتدل

الغريب أن نجد المفكرين الإسلاميين المعتدلين يقفون في وجه رمز الوسطية والإعتدال في العالم الإسلامي كله

العجيب أن الجميع يضع رأسه في الرمل حينما يتحدث عن الشيعة وانا لست من يحبذون الخطاب الطائفي فلكل واحد أن يذهب لأي فكر يريده كما يشاء فإن الإسلام لن يخسر شئ ممن يهربون منه , لكني أنا أنظر للشيعة بالمنظور السياسي , فحسب كلام الأستاذ الكبير فهمي هويدي وهو يقول للشيخ القرضاوي


إن احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا علي صورته ومقامه ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصاً أن مراجعتنا له تتم علي أرضية السياسة، وليس علي أرضية العلم والفقه الذي نعلم أنه فيها لا يباري وليس لمثلي أن يراجعه في شيء منهما.

لذلك انا لا أعني اطلاقا بمسألة حرية التشيع كل واحد حر وربنا هو اللي يحاسبه

لكن المسألة أن النفوذ الإيراني التي تحاول إيران فرضه علي المنطقة بداية العراق يبدأ من نشر ثاقافتها ..ثقافتها الشيعية مليش دعوة بدينهم ايه ايران تستغل اسم الإسلام وأنها دولة إسلامية والغرب يحاول أن يضرب الإسلام فيها لنشر نفوذها علينا في المنطقة

ايران من خلال نشر ثقافتها الشيعية تحاول أن تقف كقوة عالمية ثالثة ليس دفاعا عن أحد ولا عن الإسلام ولكن من أجل نفوذ إيران

التي تحالفت مع الشيطان الأكبر في العراق ضد الشعب العرقي المطحون بهجمات الإبادة من قوات الإحتلال وسهام الفتنة التي تبثها إيران

أنا قرأت كلام الشيخ القرضاوي عن الشيعة بهذا الشكل يا أستاذ فهمي

المخطئون حقيقة يا أستاذ فهمي أولا تلامذة الشيخ الذين تركوه للألسنة الشيعة ( ألسنة الفتنة ) والخطأ الثاني هو صمت علماء المسلمين وعدم توحدهم مثلما توحد كل علماء الشيعة حتي الذين نطلق عليهم الشيعة المعتدلون

الآن الجميع يري القرضاوي هو مشعل الفتنة ونسي الجميع دوره عندما رفض فتاوي علماء السعودية السفيهة التي كفرت حزب الله ودعت لعدم مناصرته في حربه ضد اسرائيل ووقف القرضاوي لهم بالمرصاد مطالبا بوحدة الأمة والوقفوف مع المقاومة اللبنانية أيا كان دينها وفكرها

لكن اليوم نسي الناس دور الشيخ ورجمه المقربون منه وتلامذته بألسنة إيرانية حادة مصداقا لتوازناتهم

ولعني أذكر أن العالم الوسطي المعتدل الذي نحبه واي حب و الذي رفض التعليق علي تصريحات القرضاوي حصل العام الماضي علي جائزة خاصة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نظرا لإعتداله ومواقفه من الشيعة

أعوذ بالله من دماغي اللي بتروح بعيد أكيد أكيد هذا العالم الفاضل لم يدير شئ في حساباته وهو لا يريد الوقوف مع الشيخ في مذبحته

أخطأ نحن يا أستاذ فهمي حينما لم نتوحد مثل توحدت الدولة الإيرانية الشيعية التي نرفض أي إعتداء عليها وعلي أراضيها وعلي خصوصيتها الثقافية وادينية مثلما نرفض اعتدائها ونشر ثقافتها الطائفية في المنطقة

نحن المخطئون يا أستاذ فهمي عندما نسير طوال حياتنا وفقا للموازنات وهي لا عيب فيها ولكن لا تصبح هي ديننا الذي نسير وفقا له

مخطئون أننا دفنا رؤسنا في الرمال وتركنا رمز الوسطية تذبحه ألسنة الطائفية

Sunday, September 14, 2008

بعد كارثة الدويقة.. مصريون "نَسَتْهُم" الحكومة

"إحنا مش بشر ولا موجودين أصلا".. كلمات عبر بها أحد شباب منطقة الدويقة عن حاله وعن حال كثيرين غيره لم يفيقوا بعد من تأثير كارثة سقوط أجزاء من جبل المقطم على منازلهم السبت الماضي؛ ليجدوا أنفسهم "خارج حسابات الحكومة" التي قالت إن منازلهم الآيلة للسقوط غير مسجلة، وغير مدرجة بخريطة المكان من الأساس، وبالتالي لن يستفيدوا من معونات الحكومة.

Tuesday, September 9, 2008

بشري لأهالي الدويقة ..دماك حلتها


لم أستطع أن أعبر عن فرحتي عندما قرأت إعلانا جديدا لشركة دماك للعقارات حيث أعلنت في عدد من الصحف عن مرحلة جديدة لإنشائتها بأسعار مميزة فالشركة فيما تبدو وكأنها قررت أن تساعد أهالي الدويقة المنكوبين

رغم أني حاصل علي مؤهل جامعي اضافة إلي دراسات عليا في الصحافة والإعلام إلا أني اضطررت إلي عد الأصفار حتي أعرف قيمة الفيلا الواحدة التي اتضح لي بعد العد علي أصابع يدي الإثنين أن الرقم واحد ومضاف له ستة أصفار بالعافية عرفت أن ثمن الفيلا مليون واربعمائة وتسعين ألف جنيه يعني ممكن نقول مليون ونص

الناس الرخيصة

أهالي الدويقه لا يشعرون بالانتماء فالأحياء منهم لا يحملون من الأساس أوراق تثبت أنهم بشر



انهيار صخرة المقطم علي سكان منطقة الدويقة حادثة جديدة تنضم إلي سجل طويل في ملف الإهمال والفساد وعدم الاكتراث بالمواطن المصري الفقير في نظام الرئيس محمد حسني مبارك
المشهد مؤلم للغاية فرغم كل ما تناقلته كاميرات الفضائيات وعدسات المصورين وأقلام الصحفيين لا يستطيع أن يعبر عن الموقف سوي الوقوف علي الحدث و المشاهدة الطبيعية لحياة نصف مليون إنسان يعيشون في هذه المنطقة قبل حدوث الكارثة نفسها
فحياة هؤلاء الناس من الأساس كارثة دونما أن تسقط عليه هذه الصخرة التي سلطت الأضواء علي حياة هذا "النوع البشري " من المصريين ولربما أن هذه الصخرة كانت رحمة من الله عز وجل أن يعفوا عنهم من هذه الحياة الكئيبة المزرية
لم أستطع أن أصل مكان الحادث سوي في اليوم الثاني وفي الطريق منعني أحد ضباط الشرطة من الدخول كنت أظنه حريصا علي حياتي إلا أنه لديه تعليمات مشددة بمنع دخول الصحفيين والمصورين حتي لا ينقلوا مأساة رجال الإنقاذ النائمون علي الطريق وجماهير أهالي الدويقة التي تنبش الجبل بيديها وهي تصرخ وتحاول أن تعثر علي ذوييهم سواء كانوا أحياء أو أموات
تصرخ سيدة مسنة في بداية العقد السابع من عمرها : "عيالي صحيت الصبح أروح اسعي علي رزقي رجعت ملتقش بيتنا يا ناس حد يغتني يطلعوا انشالله جثث بس أشوفهم يا ناس "
رأيت السيدة تنبش بيدها في صخور الجبل عسي أن تجد أثرا فهي تشعر أن أحد أبنائها لازال علي قيد الحياة ويعجز أن يصرخ لإنقاذه
رأيتها بعد أن دلني أحد سكان المنطقة علي طريق داخلي بين البيوت الضيقة أوصلني لحافة الصخرة التي سقطت
في الطريق وبجوار الجبل رأيت أناس لم نعرفهم ولم نرهم في حياتنا حتي الآن , فهم نوع بشري آخر شديد الفقر إلي أقصي درجة لأول مرة في حياتي أري بيتا متسقا مع حافة الجبل وكأنه محفور في هذا الجبل سقفه هو أحجار الجبل
سألتهم "عايشين ازاي" تعجبوا من السؤال " طب ونعمل إيه " وإلي جوار الصخرة نفسها التي سقطت ماتزال عددا غير قليل من العشش الصفيح تحوي عشرات الأسر رافضين أن يتحركوا فالموت أرحم لهم من التشرد هكذا يظنون أنفسهم أحياء في هذه العشش , يقف صبي صغير يلعب بالحجارة التي مازالت تتساقط علي قرب منزله
قالي " أيوه بيتنا أه " دي عشه يا حبيبي قال " ده بيتنا يا باشا واحنا سبع اخوات وأمي وأبويا "
الطفل الذي لا يزيد عمره عن 10 سنوات لم يخف من هذه الحجارة " مش أول مرة تسقط علينا بس دي كبيرة شويه "
فقد تعود أهل هذه المنطقة علي هذه الحياة الغريبة
وفي مواجهة الجبل يسكن عم سالم في بيت مبني من الطوب الأبيض قال : "أنا معاي عقد تمليك من المحافظة أحنا مش مشردين وعندي مياه وصرف"
عم سالم يقول" الحي كان بيضحك علينا " مضيفا أن الحي آتي لهم بمقاول بدعوي أنه سيقوم بتهذيب الجبل حتي لا يتساقط عليهم إلا أن المقاول وتكسيره في الجبل الذي مازالت حباله معلقه في أطراف الجبل كان الأساس في جذر هذه الصخرة لتنكسر من الجبل وتسقط علي أربعين منزل
عم سالم يقول " اربعين بيت دول هنا يعني الأسرة الواحدة أكثر من عشر أنفار " وتقاطعه جارته " ياعم سالم دول كانوا جايبنه عشان يخلصوا منا عشان شكلنا مضايق البشوات اللي بيبنوا قصور فوق علي المقطم "
شركة " إعمار " الإماراتية تدخل طرف في المأساة حيث تبني الشركة تجمع من القصور والمنازل الراقية لأثرياء هذا البلد فوق جبل المقطم
خالد علي المحامي بمركز هشام مبارك للقانون يتهم "إعمار " بأنها وراء هذه الكارثة حيث تقوم الشركة بتسريب مياه الصرف في هذه المنطقة التي تتكون من الأحجار الجيرية التي تحللت من المياه مما أدي إلي انفصال الكتلة الصخرية عن الجبل وسقوطها في منطقة الدويقة

خالد الذي تابع مركزه تباطؤ الحكومة في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض التي يختفي تحتها مئات من البشر يقول أنه قد يكون مات معظمهم ويري أن أجهزة الدولة قد تحللت ولم تعد قادرة علي خدمة المواطنين ويضيف أنه للمرة الثانية في أقل من شهر تضطر الأجهزة المدنية الاستعانة بالقوات المسلحة لتدارك الأمر مشيرا إلي حادث حريق مجلس الشورى في نهاية الشهر الماضي
وفي الطريق وجدت عددا من رجال الإنقاذ نائمين بجوار السكة الحديد التي تم قطعها لتعبر إلي الحادث الرافعات الكبيرة إلا أن بجوار الصخرة نفسها يتجمع العشرات من الأسرة في أمكان متفرقة ينبشون بأنفسهم عن ذوييهم
وبجوار صراخ مراد الذي اتصل به أخيه محمد من تحت الأنقاض بعد الحادثة بدقائق وهو يناشده أن يأتي أحد ويرفع عنه قالب من جدار البيت يحتمي به تحت الصخرة
مراد مناديا ضباط الإنقاذ : " يا باشا هنا محمد حي والله اتصل بي امبارح حرام عليكم زمانه مات " ولما يأس من رجال الإنقاذ كان سيشتبك مع أحد الضباط : " حرام عليكم إحنا مش بشر زيكم دي أرواح يا ناس ربنا خلقها وانتم بتفرطوا فيها بالساهل كده "
وتجمع عدد كبير من الأهالي لمساعدة مراد حيث أحضر أحد الجيران عرق خشبي وأدخلوه من بين الصخور آملين أن يحملوا الصخرة وهم يستغثيون بشكل جماعي " يا رب ... يا رب " إلا أن العرق الخشبي انكسر وكسر معه أمل مراد أن يري أخيه حتي ميتا
التواجد في مكان الانهيار كان مؤلم كنا نسير علي الأنقاض ونحن متأكدين أن تحتها ضحايا يحالون التشبث بالحياة تحت أقدامنا التي كانت تحثث الخطي لا تقع في احدي نقر الجبل
الجملة الشائعة بين أهالي الدويقه الذين اشتعل سخطهم علي الحكومة بشكل كبير وعلي سوزان مبارك بشكل خاص كانوا يرددون " يا ست سوزان أصلنا ناس رخيصة ملناش ثمن "
السخط الذي اشتعل بين الناس لشعورهم بشئ كبير من المهانة بعد أن أعلن رئيس الوزراء تعويض للمتوفي 10آلاف جنيه وللمصاب 4 آلاف جنيه قال أحده " برده إحنا من غير ثمن " أهالي الدويقه لا يشعرون بالانتماء فالأحياء منهم لا يحملون من الأساس أوراق تثبت أنهم بشر يعيشون علي هذه الأرض
سبق أن أعطى الرئيس مبارك تعليماته بإزالة المنطقة بالكامل وبنائها من جديد في حادثة مماثلة وقعت في تسعينيات القرن الماضي. إلا أن الخطة أتت بعد ذلك بتطوير جزء من هذه المنطقة وإزالة وإعادة بناء الجزء الآخر المتمثل في منطقة الدويقة بحجة عدم توافر الإمكانيات المادية.
ومنذ ذلك الحين يعانى سكان منطقة الدويقة الأمرين، حيث أنه بالرغم من حلمهم بالسكن في مسكن آدمي، إلا أن ما حدث للعديد من السكان من عدم منحهم مسكن بديل بعد هدم منازلهم، أو منحهم مساكن ليست في نفس المكان بل في أماكن أخرى في وسط الصحراء مثل مدينة بدر والتي تفصلهم عن أماكن عملهم مما يهدد مصدر رزقهم، جعلهم يعيشون في قلق دائم من فقد منازلهم البسيطة دون الحصول على مسكن بديل. كما أن عمليات البنية التحتية التي تجرى في المنطقة كانت ومازالت تهدد الكثير من هذه المنازل بالانهيار.
وتسائل عدد كبير من المراقبين وزملاء صحفيين لماذا لا يزور الرئيس مبارك هذه المنطقة ويتابع المأساة كما تابع حريق مجلس الشورى ويري بنفسه حالة هؤلاء البشر أم أنهم بالفعل ناس لا ثمن لها والرئيس مبارك وبرامجه الانتخابية لا تعتبر نفسها مسئول عن هؤلاء الناس
ولماذا لم يصدر قرارا حتي الآن بإقالة المحافظ ورئيس الحي ووزير الإسكان ولم يطلب فتح التحقيق مع وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان نائب مجلس الشعب عن هذه المنطقة الذي كان يحصل علي أصواتهم وهو يمنيهم ويعدهم بشقق آمنة بديلا عن هذه المنطقة .

Monday, September 8, 2008

قصة الحروب الصليبية باكورة انتاجي علي شاشة الحوار

برنامج الحروب الصليبية باكورة انتاجي علي شاشة الحوار يقدمه الدكتور راغب السرجاني ويذاع يوميا في شهر رمضلن علي قناة الحوار

Sunday, September 7, 2008

أحياء أو جثث أهالي الدويقة يبحثون عن ذوييهم بين الأنقاض

حتي الأن أهالي منطقة الدويقة يبحثون عن زوييهم بأنفسهم بين الأنقاض

ورجال الإنقاذ عاجزون فاشلون مفيش خطة ..مفيش امكانيات

Wednesday, September 3, 2008

طبق فول


أكتب هذه التدوينة وبجواري طبق فول أعددته لسحور اليوم الرابع في شهر رمضان الكريم بينما وأنا أعد هذا الطبق لمعت عيني فيه وتذكرته

وقت أن يتسرب من بيننا في صلاة الليل متجها نحو المطبخ ليعد لنا السحور , كان يقوم بهذا العمل رغم ان اليوم ليس دوره في الخدمة , بل يستيقظ من قبلنا يتابع دماسة الفول ويهدأ لها النار ويضع مزيدا من المياة الباردة فقد اعتدنا ونحن في طره صيام يومي الإثنين والخميس

وجودنا في منطقة طره لم يكن اخنياري بل كان قسريا حيث كنا في سجن مزرعة طره

تذكرته في هذه اللحظة لأني استشعرته يقوم بهذا الأمر الأن نعم هو الأن في سجن مزرة طره للمرة التاسعة أو العاشرة لم أعد أتذكر

المهندس أيمن عبدالغني شخصية ودودة لأقصي حد ممكن رغم أنه قد يبدو صعبا في أعماله إلا أنه بداخله طفل صغير به البراءة والصفاء وداخله أيضا أبا كبير يحمل العطف والرحمة لكل يتعرف عليه

المهندس أيمن يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات عن محكمة عسكرية استثنائية الأن في سجن مزرعة طره فهو من كوادر جماعة الإخوان المخلصين المميزين المحبين لعملهم ودعوتهم والصابرين علي البلاء

البلاء سمة من سمات أسرته وقت أن توفي والده وهو في الثانوية العامة والبلاء عرف بيتهم ولم يتركه حتي الأن فهو ضيف دائم علي سجون الرئيس مبارك منذ عام 1994 والبلاء نال أخيه الأكبر أيضا الدكتور محمد الذي قضي ثلاث سنوات متصلة عن حكم عسكري أيضا في عام 1995 وكثيرا ما تقابل الإثنين في السجن حيث يحرص ضباط أمن الدولة أن يجمعا شمل العائلة داخل السجن والبلاء قد نال في وقت مؤخر أخيه الأكبر أيضا المهندس عمر فقد ضمتهما الأسوار الحديدية المتباعدة

تعرفت عليه لأول مرة في حياتي في يوم 1 يناير 2003 حيث كنا في أحد اللقاءات المركزية بالقاهرة وتعارفنا في بداية اللقاء ولكني سريع النسيان فبعد التعارف بمدة نسيت اسمه وما إن مرت 30 دقيقة لا أكثر حتي اقتحمت قوات الشرطة علينا اجتماعنا السلمي الذي كنا نتشاور فيه ما الدور الذي يقوم به طلاب الإخوان لمواجهة العدوان الأمريكي المنتظر علي العراق في هذا الوقت

الإقتحام كان مرعبا للغاية في لحظة كسر باب الشقة ووجدنا ملثمين يرتدون ملابس مدنية ويحملون الرشاشات فوق رؤسنا ويطالبونا بالإنبطاح أرضا الكل نزل علي الأرض وسلم يديه للخلف لتقيد إلا هو ظل ينظر إلينا ويلقي بنظرة عطف ومودة حتي أن أحد هؤلاء الملثمين ضربه بظهر رشاشه علي رأسه حتي ينبطح , وبعد أن تم تقيدنا وقمنا علي أقدمنا كانت عينه تبث في كل واحد فينا نظرة اطمئنان كانت عينيه تتحدث وتقول اطمئنوا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حتي الأن لا أستطيع أن أنسي نظرته التي لم أجد حنو من أحد قدر ما وجدت من هذه النظرة نظرته كانت يد طيبة تربت علي كتفي وتنطق اتشجع وخليك راجل

في السجن كان خير خادم لنا فمعظمنا كان هذا أول اعتقال له ولا نعرف في أدب السجون وكان هو المبادر الأول في خدمة الجميع داخل السجن وزوجته الصابرة المحتسبة في خدمتنا خارج السجن من الإتصال بأسرنا وطمأنتهم علينا

وفي ذات الحبسه تم اقتيادنا للتعذيب في مقر أمن الدولة بمدنة نصر وطلب منا أن نعصب أعيننا بأنفسنا أهدني وقتها قميصا أعصب به عيني وقالي اثبت واستعن بالله فنحن مقبلون علي محنة كان لا يعبأ إلا بنا رغم ان سنه لا يوحي إلا بأن يكون أخ أكبر لكنه كان الأب

قدر لي أن أسجن معه للمرة الثانية حيث وضع أحد ضباط أمن الدولة اسمينا في قضية علي اثر ضبط موعد مشابه وذلك في مارس 2006

ذهبت إليه وأبلغته نحن مطلبون في قضية جديدة قالي انا لا أهرب قلت له وانا معاك وقررنا أن نتقدم للنيابة بتسليم أنفسنا لم يمهله القدر وساقه ضباط أمن الوطن من أمام مدرسة أطفاله الصغار وهو يودعهم حتي يلقي مصيره وتقابلنا في النيابة

ليكمل هو مسيرة خدمته

حظي أني كنت معه في الخدمة رغم أنه كان متعب للغاية فقد كان حريص أن يقدم كل ما في وسعه أن يخدم اخوانه بكل ما لديه من عزم ولكني كنت احب أن اعمل معه رغم اني لا اجيد الطبخ

كان بيحب يضع علي الفول قطعة بصل وعدس وأرز وطمامطم

أنا مبحبش الحاجات دي انا بحب الفول سادة

يقولي أعملك شويه لوحدك

في نهاية يوم الخدمة يكون مطلوب مننا أن ننظف المطبخ والحمام ويا ويحي من تنظيف المهندس أيمن كان فك الله سجنه يحرص أن يغسل أرضية الحمامات بنفسه بفرشاة صغيرة كان مخلصا للغاية كان بيقول الأمراض تأتي من هذا المكان عايزين نحافظ علي صحة اخوانا

دائما هو المبادر بمساعدة باقي الناس في أيام خدمتها

كنا ننام بعد العشاء ومطلوب من خدمة اليوم التالي ان يظل مستقظ ليتابع دماسة الفول حتي لا تفور علي السخان الكهربائي الذي نستخدمه في السجن وكان دائما ما يقوم هو بهذا الدور كل ليلة

أعتقد أنه الأن قد قام بفرش الأرض بمفرش الطعام ووضع عليه أطباق الفول فقد أوشك الفجر والسحور قد آن موعده

قد تختلف مع المهندس أيمن في التفكير كثيرا لكن لا تختلف أبدا في أن تحبه حبه كثيرا

أشعر بشوق كثير لأن أراه وأسلم عليه فاللهم يا الله يا كريم يا منان يا رحيم يا قادرأدعوك في هذه اللحظات التي تنزل فيها من السماء الدنيا وتسمع دعوانا أن تبلغ أخي أيمن عبدالغني مني السلام هو وكل من معه في السجن

ويارب أقسم بك عليك وانت الرحيم يارب أدعوك وانت القادر يا منان أبتهل اليك وانت أعلم ما في نفسي أن تفرج عنهم جمعيا وترجعهم لبيوتهم واولادهم وزوجاتهم في أقرب وقت وانت قادر علي ذلك

يارب وانا مؤمنون بقدرك ومحبون وصابرون علي بلاءك ان كنت يا ربي قد أردت لهم أمرا غير ذلك وأنت أعلم بالخير لنا أن تخفف عنهم حبسهم وتهونه عليهم وعلينا يارب وأن تبسط لها سحائب رحمتك وكرمك وأن تغفر لنا جميعا وتلحقنا بسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم


تقرير من العام الماضي عن العيد في بيوت المعتقلين من منزل المهندس أيمن عبدالغني

ولسوف يعطيك ربك فترضي

Tuesday, September 2, 2008

صلاة التراويح في الإسكندرية

دعاء الوتر للشيخ حاتم فريد بمسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية