Friday, August 20, 2010

الحلقة 19 من مسلسل حسن البنا رحلة لم تنتهي الذي ينتجه الإخوان


منذ عام ونصف نشرت في الدستور الحلقة ال 19 من مسلسل حسن البنا رحلة لم تنتهي والذي يقوم علي انتاجه جماعة الإخوان المسلمين والتي روجت لدي عدد من الصحف أنها انتهت من كتابة الحلقة ال22 منه وهي ثرثرة ترددها الجماعة منذ فترة طويلة لم تنزل الي حيز الواقع حتي الان ووقتها أخذت هذه التصريحات من النائب محسن راضي قيادي الجماعة وعضو مجلس الشعب وصاحب الشركة التي من المفترض أنها تقوم بعملية الانتاج حيث قال أن المسلسل سيتناول سيرة حياة حسن البنا في شكل مسلسل درامي كامل سيخرج في 30 حلقة حيث كشف محسن راضي القيادي في الجماعة وعضو كتلتها البرلمانية في مجلس الشعب أنه انتهي من مراجعة 20 حلقة من مسلسل "حسن البنا رحلة لن تنتهي " وذلك بالتعاون مع سيف الإسلام نجل البنا والذي تقدر تكلفته بنحو 20 مليون جنيه مصري وأنه مازال يبحث عن ممول مؤكدا أنه سيستمر في متابعة كتابة الحلقات العشر الأخيرة , وقال راضي أن نظرا للظروف الأمنية والسياسية في علاقة الجماعة والنظام المصري سيتم تصوير العمل بشكل كامل في المملكة المغربية واذا تعذر سيكون التصوير في بلد أوربي رفض ذكر اسمه موضحا أن تكلفة الإنتاج في الوقت ستتضاعف وأوضح راضي أن المسلسل ليس هدفه تمجيد شخص البنا بل عرض تاريخ مصر من خلال الحقية التي عاش فيها مؤسس الجماعة ودوره في هذه المرحلة والذي ارتبط بحركة الشعب المصري وأحزابه والقصر الحاكم آنذاك مرت سنة ونصف وأخرج الكاتب وحيد حامد مسلسله الكوميدي عن الجماعة ولم نري من الإخوان أنفسهم إلا الثرثرة فهل بعد كل هذا تقوم فعليا بأنتاج عمل فني يوضح صورتها للمجتمع اترك لكم تحميل الاسكريبت الكامل للحلقة 19 من مسلسل حسن البنا رحلة لم تنتهي حمل من هذا الرابط

Monday, August 16, 2010

ابتسم أنت في أمن الدولة .. عن جماعة وحيد حامد أتكلم

" ابتسم يا أخي أنت في أمن الدولة " شعار جديد لأهم جهاز في وزارة الداخلية ربما لن تسمعه إلا مكانين مسلسل "الجماعة " الذي يعرض حاليا علي شاشات التليفزيون المصري أرضي وفضائي والمكان الثاني هو مستشفي المجانين حيث يردد الشعار أحد المرضي المحولين من أمن الدولة بعد تعرضه لوصلة تعذيب وحشية أفقدته عقله وأحدثت له اضطرابات عصبية ونفسية مضاعفة فقرر أن يهرب من واقعه ويتخيل واقع وهمي لمعاملة أمن الدولة معه كالذي يراه في أوربا والدول المتقدمة أو في أفلام ومسلسلات الكاتب الكبير وحيد حامد وعليه ربما يكون المشهد هكذا.
يأتي رجال أمن الدولة في زيارة ليلية حتي لا ينزعج الجيران ويدخل من بابا العمارة فيعتذر الضابط للبواب لأن تزيقة فتحة الباب أيقظته فيقوله أسفين جدا ارتاح ونام كما كنت ويصعد الضابط لشقة المتهم بمنتهي الهدوء عشان بقية العمارة لا تستيقظ ويخبط علي الباب ويظهر للمتهم إذن النيابة – التي رفضت أن تصدر هذا الإذن إلا بالتحقيق الموسع في محضر تحريات أمن الدولة – ويطلب منه بكل ود أن يأتي معهم في استضافة صغيرة لمقر الجهاز القابع في مدينة نصر المزود بكل الأدوات التكنولوجية الحديثة ومزود بمقهي عالمي يقدم أفخر أنواع القهوة والمشروبات الساخنة " جدا جدا " , وقبل أن يبدأ التحقيق يسألك الضابط تحب تشرب شاي يا أخ فضل , فتضع قدما علي قدم في وجه الضباط وتقوله أيوه طبعا ويكون فتلة والسكر بره ,
ويستكمل الضابط تحقيقه مع الرجل في أمان وبدون أي توترات عصبية أو تدخلات "عبدالمعطي " الكهربائية أو "القفيانية" ويستأذن الضابط من المتهم أن يتوجه لرئيسه في العمل الذي يسأله بدوره أيه الأخبار .. فيرد الضابط الصغير كله تمام يا فندم .. ويسأل الباشا الكبير : أهم حاجة الناس قدمت لهم واجب تحية الزيارة .. فيرد عليه طبعا يا فندم أنت عارف الخدمة عندنا ولا الفنادق الكبيرة, فيضيق الباشا ويقوله حرام عليك بلاش مبالغة احنا الخدمة عندنا مميزة بس.
هذه صورة "يوتوبية"- قادمة من عصر المدينة الفاضلة الخيالية- ومن الصعب- قل من المستحيل- أن يصدق واحد في مصر أن يصدق أن ضابط أمن الدولة يكون بهذه الصورة فوق المثالية، خاصة وأن ضباط أمن الدولة قد "تفاعلوا" مع مواطنين كثيرين وتحديدا أولئك الذين ينتمون إلى "جماعة المعارضة".. وحينها يصبح رجال أمن الدولة هم "الجماعة التانين".
منذ سنوات بعيدة وتحمل المعارضة في كل فترة من الزمن اسما مغايرا، فكانت في السابق الحزب الوطني الذي أسسه طبعا مصطفي كامل ثم حزب الوفد بزعامة سعد زغلول ومن سبقهم في تاريخ مصر من زعامات وطنية كالشيخ محمد عبده وعبدالله النديم ورشيد رضا إلي أن أصبحت "جماعة" الإخوان الآن هي الأكثر شعبية وتنظيما الآن, أما عن الجماعة التانيين التي لا تكف عن مواجهة المعارضة فكانت "جماعة" أمن الدولة.
والأمر لايقف فحسب عند مواجهة الجماعة، وإنما دور جماعة أمن الدولة توغل وتوحش فأصبح يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد والأكثر عنفا في مواجهة النشطاء والسياسيين والأكثر توغلا في كل مسارات الحياة الاجتماعية والسياسية، فأمن الدولة الحاضر والهاجس الأول في تعيين عمداء ورؤساء الجامعات وفي اختيار المعيدين وحتي في موضوعات البحث العلمي ومناقشات الدرجات العلمية العليا مثل الدكتوراة والماجستير
و"جماعة" أمن الدولة هي الحاضر الأول والمشارك الأكثر فعالية في إعطاء أو منع التصاريح عن الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وإنشاء الشركات الجديدة وأيضا في اختيار الموظفين في الهيئات العليا، إذ أن تقرير الأمن ورقة أساسية في الوظائف الكبري في مصر بل بانحدار الحياة السياسية أصبح تقرير الأمن يحدد لأبنك في المدرسة من سيكون المدرس الذي يلقنه ويعلمه دروسه , فانهيار التعليم في مصر ليس ببعيد عن هذا الجهاز الذي أصبح كل العاملين فيه من أصغرهم إلي أكبرهم شخصيات سيادية يخشي منها الجميع حتي زملاؤهم من ضباط الشرطة الذين لا يعملون في هذا الجهاز.
وهكذا تحولت شهادة أو مذكرة تحريات جماعة أمن الدولة عن المواطن بمثابة شهادة أهم من كل أوراقه الرسمية التي تتقدم به إلي أي جهة حكومية أو غير حكومية لتصبح جماعة أمن الدولة رغم تبعيتها إدارياً لوزارة الداخلية، غير أنها تمتع بقدر من الخصوصية والسرية رغم أنه لا يوجد قانون خاص ينظم عملها ورغم أنها أقدم جهاز من نوعه في المنطقة العربية، وتغير اسم هذا الجهاز عبر الحقب التاريخية بداية من "القسم المخصوص" إلى "القلم السياسي" إلى "المباحث العامة" إلى "مباحث أمن الدولة"، حتى تغير اسمه إلي "قطاع مباحث أمن الدولة ثم "جهاز أمن الدولة"، والعجيب إنه رغم مرور الزمن واختلاف الحكومات من ملكية إلي جمهورية إلا أن جماعة أمن الدولة دوما وعلي طول الخط هم أقرب الجماعات إلي نظم الحكم مهما تغيرت , وأكبر دليل علي أهمية هذا الجهاز أن وزير الداخلية الحالي اللواء حبيب العادلي هو الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة وهو الوزير الذي جلس أكبر فترة علي كرسي هذه الوزارة منذ الثورة حيث عينه الرئيس مبارك خلفا لحسن الألفي في عام 1997 وتغيرت وزارات ورؤساء وزراء وهو باق مستقر في مكانه رغم كل حوادث الإرهاب والعنف التي حدثت في عهده إلا أن القيادة السياسية تثق فيه ثقة كبيرة ربما لأنه منح النخبة الحاكمة الشعور بالأمان الذي لم يستطع وزيرا من قبل أن يوفره للنظام الحاكم .
وتمتع جماعة أمن الدولة بتنظيم قوي يشبه كثيرا تنظيم جماعة الإخوان المسلمين مع الفارق في الهدف والسلطة ، فجهاز أمن الدولة له تقسيمات إدارية وفنية ونوعية وفكرية ومقسم لشعب أساسية أولها وربما أهمها شعبة "مكافحة النشاط الديني" ويندرج تحتها فروع عدة مثل الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية والبهائيين والقرآنيين والشيعة والأقباط أيضا تابعون لنفس هذه الشعبة ولعل جنازة وكيل جهاز أمن الدولة الذي كان مسئول مكافحة النشاط الديني كشفت عن طبيعة وخطورة عمله حيث حضر الجنازة والعزاء قيادات الإخوان علي رأسهم مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع وكذلك كل قيادات الجماعة الإسلامية علي رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم وأيضا حضور قيادات الكنيسة المصرية علي رأسهم الأنبا أرميا سكرتير البابا شنوده والأنبا يؤنس سكرتيره الشخصي والأنبا بطرس أحد أعضاء سكرتارية البابا ليقدمون واجب العزاء فيه في نفس يوم وصولهم من أمريكا في رحلة علاج البابا الأخيرة , وهذا الحضور مختلف الأطياف يكشف حجم قوة وسلطة هذا الجهاز.
كما أن هناك شعب أخري بداخل جهاز "جماعة" أمن الدولة كلها معروفة بمكافحة النشاط السياسي مثل مجموعة متابعة الأحزاب ومتابعة النشاط الشيوعي ومتابعة النشاط الإعلامي والفكري والمختصة بالصحفيين والمفكرين وأصحاب الرأي ودور نشر الكتب ويضاف إلي ذلك مجموعة مكافحة نشاط النقابات , وكل هذه الشعب بها عدد من الضباط المتابعين للملف باعتبارهم متخصصين في مجالاتهم .
وإذا كان لا أحد يستطيع أن ينكر حق جهاز الأمن في أن يكون مستيقظا وواعيا بكل ما يحدث في البلاد حفاظا علي الاستقرار لكن أن يتحول هذا الجهاز من خدمة المواطن إلي جهاز مكافحة النشاط السياسي وكأنه هذا النشاط مخدرات ويجب توقيف حركته فهو ما يستحق الوقوف عنده، لمعرفة كيف خرج هذا الجهاز خرج عن دوره وهدفه الأساسي من جهاز خاص للمحافظة على الأمن إلي جهاز بطش وتعذيب وعصا غليظة لمواجهة معارضي النظام.
ولعل ما كشف عنه حزب الكرامة -تحت التأسيس- برئاسة النائب حمدين صباحي –قبل عدة أشهر- عن وجود وثائق تثبت تجسس "جماعة" أمن الدولة علي عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وعلي رأسهم حمدين نفسه والدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد والدكتور محمد البرادعي والسيد عمرو موسي.، يكشف أي دور يلعبه الجهاز في الشأن السياسي المصري لكن بكل تأكيد الدور لايقف عند حدود المتابعة والمراقبة وكتابة التقارير فحسب.
وإذا كان البعض قد يشكك في الكلام المرسل أو المنقول عن مصادر غير محددة، فإن ما سنورده في السطور القادمة هي تجربة حية لكاتب هذه السطور عندما تعاملت معه أجهزة "الجماعة التانين" في مقرها الرئيسي بمدينة نصر الذي أصبح – في نظر كثيرين ممن ذاوقوا العذاب بداخله-الي سلخانة كبيرة ليس فقط للمصريين المعارضين بل أيضا مكانا للتعذيب بالوكالة لصالح المخابرات الأمريكية في إطار حملتها المعروفة بالحرب علي الإرهاب وما هو أوردته منظمات حقوقية دولية في حادثين شهيرين .
والقصة تعود إلى أول يناير من عام 2003 حيث عاش كاتب هذه السطور ومعه 13 ناشطا من الإخوان أقسي أيام الرعب والخوف والإهانة والإذلال في حياتنا، 13 يوما في مقر أمن الدولة بمدينة نصر مطلوب منك فيها أن تنسي أنك انسان من الأساس , حيث تم القبض علينا في لقاء تنظيمي لقيادات العمل الطلابي في جامعات مصر لمناقشة التهديدات الأمريكية بإحتلال العراق وما الدور الذي يمكن أن يقوم طلاب الإخوان للاحتجاج السلمي علي هذا العدوان المنتظر في هذا الوقت , فتم اقتحام اجتماعنا بشكل أشبه بأفلام العصابات والكاو بوي الأمريكية حيث طلب منا بأن ننبطح أرضا ثم قيودنا من الخلف، ثم تم توجيهنا لنيابة أمن الدولة بتهمة الانتماء لجماعة على خلاف القانون ( الإخوان المسلمين ) وقررت النيابة حبسنا 15 يوم حبس احتياطي علي ذمة التحقيقات بسجن مزرعة طرة.
وفي صباح 14 /1/2003 تم توجيهنا من جديد للنيابة لتأمر باستمرار حبسنا 15 يوما جديدا , وصعدنا لسيارة الترحيلات التي أخذتنا لمنطقة سجون طره إلا أنها توجهت لسجن أخر داخل المنطقة وهو سجن الاستقبال
وقال لنا الضابط المسئول عن ترحيلنا : أننا سنضطر لاحتجازكم بهذا السجن الجديد ليلة واحدة فقط نظرا لوجود تفتيش علي سجن مزرعة طره...ولم أتعجب فأنا لا أعرف ما هو المنتظر !!
و دخلنا السجن الجديد الذي من المفترض أن نقضي به ليلة واحدة , وفي حوالي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل دخل علينا مأمور سجن الاستقبال الزنزانة وطالبنا بالاستعداد للخروج , فسألناه هل سنعود لمحبسنا الأساسي
فرد قائلا : لا أنتم ذاهبين لمشوار بسيط ساعة وسوف تعودون هنا من جديد ولكن كل واحد منكم يأخذ شئ ليدفئ به رقبته من البرد , ولأني لم أكن أفهم شئ ولم يكن الجو باردا لهذه الدرجة فخرجت من الزنزانة بدون أضع شئ علي رقبتي , ففاجأني مأمور السجن قائلا : يا ابني خذ شيئا نظيفا عصب به عينيك بدلا ما يعصبوا عينيك "بحاجة وسخة " .. فتعجبت ..!! أعصب عيني ....!!! لماذا ؟ إلي أين سنذهب ؟ وكانت هذه العملية معروفة بأننا "مسحوبين" وهذا السجن مشهور عنه هذا الاجراء غير القانوني حيث يتم نقل السجين من محبسه الأساسي ليسحب من هذا السجن لمقر التعذيب ويظل مدونا في الدفاتر الرسمية أنه مسجونا في محبسه الأصلي.
عندما خرجنا لصالة السجن الرئيسية بصحبة عساكر من السجن فوجئنا بأصوات غليظة تطالبنا بعدم التحدث مطلقا وبترك أي متعلقات لنا في السجن , فقلت لصاحب الصوت الغليظ : ليس معي غير المصحف وسبحة
فرد علي قائلا : لا يا روح أمك أنت مش محتاج لهم في حاجة , ثم استلمني صاحب الصوت الغليظ وقيد يدي من الخلف بقيد حديدي
وأركبني سيارة لم أكن أعلم ما هو شكلها لأن معصوب العينين، وطالبني بالجلوس , فجلست في مكان وقوفي علي أرض السيارة ظنا مني أنها سيارة ترحيلات , ففوجئت بصفعة شديدة في وجهي ( ضربة ملاكم ) قائلا : أنت مش شايف الكرسي يا ابن ...... فقلت سرا بالتأكيد : كيف أري و أنا معصب العينين وكنت خائف جدا , وانطلقت بنا السيارة التي علي يبدو كانت أتوبيسا كبيرا وذلك بعدما وضعوا رؤسنا تحت الكراسي وغطونا ببطاطين ،وفجأة وقف الأتوبيس ثم انحدر انحدار شديدا في مكان يبدو أنه تحت الأرض ثم أنزلونا من السيارة بكل عنف وهو يوجهون لنا أقذر الشتائم ثم قاموا بصفنا متجاورين.
ثم جاءنا رجل بصوت جهوري وغليظ وعرفته من صوته أنه العقيد ( م- ع ) يستقبلنا قائلا : أهلا بكم أحب أن أعرفكم أين أنتم ..أنتو هنا في جوانتنامو مصر مضيفا : إحنا هنا عذبنا اعتي عتاة القاعدة ..انتم هنا عشان تعرفوا انتو مين بالضبط يا ولاد الكلب ..فاكرين نفسكم جماعة بحق وحقيقي ..انتو هنا كلاب"، وهذا- كما واضح- اعتراف رسمي من أحد ضباط الجهاز بعمليات التعذيب بالوكالة.
ثم أضاف: أنتم هنا مش بني آدمين انتم هنا أرقام ويا ويله اللي اسأله هو مين ويقولي اسمه.
وعليه كان يجب أن أنسي اسمي وأتذكر فقط أني لست سوى النزيل " 25 " , وإذا سألني أحد أنت مين لابد وأن أقول له أنا 25 يا فندم , ومن ينسي ويقول اسمه الحقيقي تناله وصلة من الضرب المبرح لنسيانه اسمه الكودي بمقر التعذيب
ثم تمت مطالبتنا بخلع أحذيتنا وجواربنا لنظل حفاة طوال فترة إقامتنا بهذا المكان التي وصلت لـ 13 يوم ,وفي حفل الاستقبال بالجهاز وجوهوا رؤوسنا للحائط وظللنا واقفين علي أقدامنا حفاة علي أرض من السيراميك لمدة زادت عن الـ14 ساعة ومن يقع علي الأرض يتم إعادته واقفا بعد أن يتم سحله.
وبعد مرور الساعات الأربعة عشر أدخلونا زنازين انفرادية لا تزيد مساحتها عن مساحة القبر متر أو مترين في متر ونصف ليس بها سوي مصطبة أسمنتية وحمام بلدي وحنفية مياه ,
وبعد أن دخلت الزنزانة وأغلق الباب اجتهدت حتى نزعت العصابة من علي عيني ظنا مني أنني سأخلعها أثناء وجودي بالزنزانة , وفجأة فُتح الباب ....شاهدته وشاهدني ...يبدو أنه أحد حراس المكان شخص ضخم الجثة شديد البأس , وواجهني بعدة لكمات شديدة في وجهي وهو يسبني ويسألني : " مين اللي قالك تشيل الغماية "
ومن ساعتها لم ترفع تلك العصابة من علي عيني مدة الـ 13 يوم حتى أني لو شعرت أنها ستسقط أثناء التحقيق كنت أطلب من المحقق أن يربطها جيدا فهو يخاف أن أراه وأعرفه و أنا أيضا أخاف أن ينالني لكمات جديدة بسببها.
الزنزانة التي احتوتني طيلة الـ 13 يوم قضيت فيها وقتي أنام وأصلي أستعمل الحمام وأنا مقيد اليدين من الخلف إلا فقط وقت الطعام يغير الحرس الكلابشات للأمام
وكان مطلوبا مني أنا أظل علي هذه المصطبة الأسمنتية طيلة الوقت حتي الصلاة كنت أصليها عليها لعدم طهارة الأرض , وظللت طوال الفترة بدون غطاء رغم كوننا في شهر يناير وهو من شهور الشتاء شديدة البرودة وكانت لنا ثلاث وجبات في اليوم
الإفطار : ويشمل رغيف عيش واحد عليه قطعة جبنة صغيرة جدا وقطعة حلاوة أصغر أو خمس إلي عشر حبات من الفول أوقطعة صغيرة من المربي , وهي نفسها وجبة العشاء
أما وجبة الغداء فكانت رغيف عيش واحد عليه كمية بسيطة جدا من الأرز وقطعة صغيرة من اللحم أو الدجاج
وكان يمر علينا طبيب يوميا في الصباح والمساء ليداوي أي جراح تظهر ويعطينا أقراص دواء يطالبنا بابتلاعها وكنت ألقيها بعين الحمام فور خروجه
وكان يمر كل ساعتين أو ثلاث أحد الحرس وكنت مطالبا أول ما أشعر بفتحه الباب أن أقف سريعا وإذا تأخرت لحظة أو ثانية واحدة في الوقوف ينالني وجبة دسمة من الضرب والسباب القذر
النوم في هذه الزنزانه كان مستحيلا أولا لأن معظم التحقيقات كانت تبدأ في منتصف الليل حتي الفجر , وأيضا لأن طوال الليل الحراس يتناولون الحشيش ويسبون بعضهم البعض بأقذر الشتائم بصوت عالي ومزعج للغاية .
في أول ليلة دخلت فيها للمحقق وهو ضابط أمن دولة بالطبع كنت مقيدا من الخلف ومعصب العينين وحافي القدمين , صرخ الضابط المحقق في الحرس وقال له : يا حمار لما يدخل هنا التحقيق قيده أمامي
وفي البداية تعامل معي المحقق بأسلوب مهذب قائلا : إحنا متأسفين يا عبدالمنعم علي الأسلوب ده بس ده شغلنا وده نظام المكان , ثم قال :" أنت واضح أنك ولد محترم وابن ناس وملكش في البهدلة " فأكيد حتساعدني ولن تكذب عليً , وأنا لا أتكلم استمع فقط لثرثرته ومحاولته التأثير عليً لأتحدث , وفجاءة سكت المحقق ...ثم جاء صوت صراخ من خارج الغرفة ....رجل يصرخ بشدة من التعذيب ويقول : " خلاص حتكلم ..حقول كل حاجة ...ويزداد صراخه "
ثم تحدث المحقق من جديد وقال لي : أجلس أنت تعبان , بالفعل جلست علي الأرض،ثم تحدث مرة أخري عارف ده صوت مين يا عبدالمنعم ! – (وكنت صامتا لا أتحدث لأني كنت خائف للغاية- لكنه أضاف" ده صاحب البيت اللي اعتقلناكوا منه أصله بيكذب ومش عايز يتكلم"
فشعرت أنه يخيفني ويهددني لأتحدث بكل ما عندي من معلومات عن الإخوان , وفجاءة فُتح الباب ودخل الرجل ذو الصوت الجهوري الغليظ ( م- ع ) الذي استقبلنا وصرخ في وجه المحقق قائلا : " إيه يا فندي ده أنت مقعده ناقص تعزمه علي شاي... – واخد بالك من شاي دي - ثم وجه لي شتائم قذرة ثم قال له : " قوم علقه أحسن " في إشارة لبدء التعذيب ،فرد المحقق عليه : " معلش يا باشا عبدالمنعم ده ولد غلبان وطيب وحيتكلم وحيقول كل اللي عنده "
فشعرت وقتها أن هذا سيناريو معد لمحاولة إرهابي والتأثير عليً نفسيا , ودارت التحقيقات معي لمدة ثمانية أيام متواصلة مرتين خلال اليوم، يسألني فيها عن كل شئ أقوم بعمله في حياتي ويواجهني بكل ما قمت بعمله أثناء الجامعة ( وكانت معلومات دقيقة ) وعندما أنفي الكلام أو أرفض الحديث يتم ضربي من خلال الحرس الموجود بشكل مبرح من ضرب وصفع وركل وسباب بالطبع وكان هذا بشكل يومي خلال فترة التحقيق .
وانتهي التحقيق معيَ بعد ثمانية أيام وظللت الخمسة أيام المتبقية لا أخرج من الزنزانة لزيادة الضغط النفسي ولكن كان يصلني أصوات صراخ زملائي أثناء ضربهم والاعتداء عليهم كما كان يصلهم صوت صراخي
وانتهت التحقيقات مع المجموعة كلها وأخرجونا من الزنازين في منتصف الليل وأعطونا الأحذية الخاصة بنا وصعدنا لسيارة يبدو أنها نفس الأتوبيس الذي أتي بنا لكنهم في العودة وضعوا رؤسنا تحت الكراسي ثم غطونا بالبطاطين مجددا.
مرت هذه الأيام.. لكن أقسي ما اتذكره منها هو هذا الرعب الذي صاحبنا حتي خرجنا من هذا السجن السري الذي يتعرض فيها المئات من النشطاء للتعذيب بكافة الأشكال، وفي الوقت نفسه لم أكن في هذا المكان ولمدة 13 يوما سوى رقم.." أنا 25 يا فندم".. ذلك الرعب الذي أنساني أني إنسان.
والآن قد يسخر مني الأصدقائ حينما يباغتني شخص فجأة في الطريق فأشهق شهقة الخوف، لكنها صارت عادة لي لا أعرف التخلص منها، منذ ذلك الوقت الذي كنت في القبر المسمي بالزنزانة عندما اسمع صوت الباب يفتح كان مطلوبا مني أن أفزع من مكاني واقفا وإلا تعرضت للضرب المبرح حتي لو من العامل الذي يأتي لمسح الزنازنة .
وما حدث مع كاتب هذه السطور، يمكن أن أصفه بأنه أقل بكثير مما حدث مع قضايا اخوانية أخري مات فيها علي سبيل المثال مسعد قطب في مقر أمن الدولة بالجيزة ومات فيها أكرم زهيري بعد تجاهل اصابته بكسر في الحوض وارتفاع نسبة السكر بجسمه وربما ما يحدث مع الإخوان أيضا أقل بكثير مما يحدث مع أعضاء الجماعات الإسلامية والمتهمين في قضايا السلفية والجهادية، لكن في كل الأحوال هذه بعض من سطور الرعب في سجلات أمن الدولة.. سجلات "الجماعة التانين"!

Wednesday, August 11, 2010

شهادة عمرو عبدالله مصور أحداث جامعة الأزهر عن اليوم

هذه الشهادة طلبتها ايمان عبدالمنعم من عمرو عبدالله مصور جريدة المصري اليوم في حينه 2006 عن شهادته فيما صوره من صور لطلاب لجامعة الأزهر فيما سمته جريدة المصري اليوم ب " مليشيات جامعة الأزهر " وأراد عمرو أن يقول كلمة حق فيما صورته عدسته المميزة وادعت المصري وقتها أنها مليشيات واستخدمها وحيد حامد في مسلسه المستفز " الجماعة " وسبق للطلاب والجماعة قد اعتذرا عن العمل الصبياني في بيان سبق علي حملة الاعتقالات التي طالت الطلاب وقيادات الجماعة

شهاده حق
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من قراء هذه الرسالة أن يعرفوا إلي أي مدي السوء الذى أعانيه نفسيا من جراء نشر تلك الصور فمنذ يوم الاثنين عندما نشرت جريدة المصري اليوم خبر( ميلشيات الأزهر ) أحسست بضيق في صدري لما سوف يأتي بعد ذلك ولمن كل ذلك، كان خوف ولكن لم اشعر أن كل ذلك سوف سيحدث .
الله واحده يعلم أنني كنت أؤدي عملي فقط وان ما الآمر لا يستعدي كل هذه الضجة ولا ما ترتب عليها من أحداث واعتقالات فما حدث يوم الأحد كان مجرد فقرة رغم غرابته إلا أن حواراي مع الشباب تأكدت انه لايحمل اى مضمون أو هدف بالإضافة أن عدد الطلبة لم يكن يتجاوز 2% من قوات الأمن الموجودة على أبواب الجامعة فمن الذي يقوم بالاستعراض ؟ .

بالرغم من أن يوم الأحد الماضي كان يوم أجازتي، كما أنه نفس اليوم الذى حددته لجنة نقابة الصحفيين للمثول أمامها، و لكن بمجرد معرفتي و تبليغي من احد أعضاء اللجنة الإعلامية من الاتحاد الحر الخاص بطلاب جامعة الأزهر بأن هناك وقفه وعرض خاص من الاتحاد خلال الاعتصام المفتوح الذى عزم الطلاب على إقامته بسبب أخبار رجال الحرس الجامعي “بأن خروج الطلبة في اى مظاهرة أو وقفة أو اعتصام سوف يضرب بالجزمة “وهذا على حد وصفهم
ولذلك اخبرني عضو اللجنة الإعلامية بأنه سوف يكون هناك اعتصام يتخلله فقرات حتى يعلم الأمن أنه لايحكمنا داخل الجامعة بل نقوم بالأنشطة التى تخصنا المساس بنا .

وفكرت بان اذهب أولا إلى الجامعة ولكن قررت أن اذهب إلي المكتب أولا حيث
أضع البدله الخاصة باللجنة التى سوف اعرض عليها صباحا .

ثم توجهت إلى المدينة الجامعية ولاحظت أن كل مداخل الجامعة كأنها ثكنة عسكريه وتوجهت
إلي باب المدينة الجامعية حيث لاحظت انه مفتوح علي جانبيه والأمن يحاصره تماما

كما وجدت مجموعه من الطلاب واقفين في صفوف وكان كل وجهم ملثم
ماعدا عيونهم ويقوموا بحركات من الثبات وبدأت الصيحات تعلوا منددة بتدخل
الأمن في أحوال الجامعة.

ثم بدا الاستعراض الخاص بالكاراتيه و الكونغفو ، وفي الحقيقة بأنني قد فوجئت بما شاهدته مع العلم بأنها لم تكن المرة الأولى لإقامة مثل هذه العروض التى سمعت عنها قبل ذلك
ولكن عندما شاهدته قبل ذلك كان اسكتشات عن المقاومة و إسرائيل ولكن هذه
المرة كانت هناك علامات استفهام كثيرة وأنا أقوم بالتصوير ولم يكن هناك
أي ضيق من قيامي بالتصوير ولم يعترض احد علي ذلك، وهذا أنه ليس استعراض سرى كما وصف بل استعراض علني ،أن وسائل الإعلام ستعرضه

كما أن العروض الرياضية لم تكن قوية بل تدل على مجرد استعراض فقط –كما أن الشباب لم يستخدموا اى نوع من الأسلحة البيضاء بالإضافة إلى تجنبهم التام للاحتكاك مع قوات الأمن .

ثم استكمل الطلاب عرض أخر بعدما انقسم الشباب إلى فريقين
ثم بدءوا بالمرور داخل أروقه الحرم الجامعي و وقفت مجموعة أمام مكتب رئيس الجامعة في وقفه
ثابتة دون تحرك .

و المجموعة الاخري بدأت في السير داخل كليه الطب ليصلون إلي مكتب وكيل الكلية ليعرضوا مطالبهم والتي لم يكن لها أى رد فعل من قبل الوكيل ، ثم بدا الاثنان في التجمع مره أخري أمام مكتب رئيس ثم وقفوا متراصين أمام مبنى الإدارة وظلوا صامتين حتى أذان الظهر ،ثم استعدوا إلي الصلاة
والتي لم استطع أن أصورها لارتباطي بالذهاب إلي الجريدة وذلك أولا لإرسال
الصور إلي الجريدة، وكذلك لكي الحق بالذهاب إلي النقابة لان اليوم كما قلت
ميعاد الالتحاق بنقابة الصحفيين .

وبعد ذلك أرسلت الصور إلي مديري التحرير و عن تقرير ما حدث منذ بداية
اليوم لكتابه ولكي لا رصد أي شيء خطا أصررت علي أن يقوم احمد البحيرى المحرر بالجريدة حتى يتأكد من كافة ما قامت برصده من أحداث، وذلك حتى لا ارتبط بأي شي خطا قد أسئل عليه.

ثم قمت بعد ذلك برصد وقفة الاعتذار وما أبداه الطلبة من ندم على تلك الفقرة التى لم يشاهدها احد داخل سياقها الطبيعي إلا وأكد أنها مجرد فقرة رياضية أخذت شكل غير تقليدي ولا تتعدى ذلك .
هذا كل ما حدث في ذلك اليوم وأرجو من يكن بداخله أي ضيق مني لفعلي أي شيء
قد أسيء إليه أن يعفو عنى.

لآني في الحقيقة والله لم اقصد أن اسييء لآي شخص لأني كما حدث لي قبل ذلك وتم تكسير الكاميرات الخاصة بي أيام أزمة القضاة وقامت النقابة بتكريمي .

أنني كنت أؤدي عملي واخلص له لا أقف مع احد ضد احد والله علي ما أقوله شهيد

عمرو عبد الله
المصري اليوم.

Wednesday, August 4, 2010

البلتاجي والحسيني قياديا الإخوان في ندوة الدستور:ندعو الوفد لأن يقود الحركة الوطنية.. رغم أن البدوي قال للمرشد " إنه ملتزم بعدم التحالف مع الإخوان "

الحراك الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الحالي يدفع كل مراقب يسأل الجماعة هل ستفعلها هذه المرة , هل ستقود مواجهة هذا النظام الذي كتم أصوات المصريين طوال العقود الماضية ؟ الجماعة تجري مؤتمرات وتحالفات وتدعم حركة البرادعي ,, ومرشد الجماعة يدعو القوي السياسية لمناقشة مستقبل الحكم في مصر
الدستور حرصت أن تدير حوارا ونقاشا طويلا مع الجماعة حول هذا الحراك السياسي الواسع لها خلال الفترة الماضية وللتعرف علي مستقبل هذا النشاط , لهذا استضفنا اثنين من القياديين ذو التأثير في حراك الجماعة علي المستوي التنظيمي والسياسي . وهما المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد وعضو مجلس الشعب والدكتور محمد البلتاجي أمين الكتلة البرلمانية للجماعة وعضو الجمعية الوطنية للتغيير
ولأول مرة نكتشف أن جماعة الإخوان تظهر مدي حاجتها إلي التحالف والإستناد إلي القوي السياسية الرسمية وذلك في إصرارها علي التنسيق مع حزب الوفد ليس في الانتخابات المقبلة فحسب , ولكن التنسيق علي مستوي العمل الوطني لمواجهة النظام الحالي وإلي ما كشفه قياديا الجماعة في ندوة الدستور
الدستور : دعا مرشد الجماعة لاجتماع مع القوي الوطنية وغالبيتهم شركائكم في الجمعية الوطنية للتغيير فما جدوي المشاركة وهل يسعي الإخوان لتشكيل إئتلاف خاص بهم؟
سعد الحسينى :مبدأ التعاون عند الإخوان مع كافة القوي السياسية مبدأ أصيل ويمثل استراتيجية أساسية لديها تقوم على مد والجسور مع كافة قوى المجتمع والوطنية بجميع أنواعها واشكالها مهما ضاقت أجندة الاتفاق ، ونحن علي يقين أن الإصلاح لا يستطيع شخص واحد أو جهة بمفردها القيام به مهما كانت شعبيته، كما أننا نعيش اليوم طامة كبري تحتاج إلى تكاتف كافة القوي الوطنية في إطار أوسع وكان من الطبيعي أن يدعو المرشد لهذا اللقاء بسبب الحالة الحرجة التي تعيشها مصر وهي مرحلة انتقال سلطة وتوريث وارتباك والكل يتطلع إلى ما ستشهده الفترة القادمة، وبالتالي فهذا اللقاء كان لصالح مصر كما أنه عكس مناخ المصالحة والمصارحة بين القوي السياسية وهذا هو المطلوب أن يتكلم الكل -ومن الأولي للمعارضة أن تتصالح ووتفاهم حول مواقف محدده لصالح مصر .

الدستور : ما هي مساحة الأختلافات والتوافقات التي شهدها تلك الاجتماع خاصة وأنه شهد حالة من التبرئ من قبل بعض الأحزاب والتأكيد أنها لم يك لها ممثلون في اللقاء؟
د.محمد البلتاجي :نحن نتحرك في إطار الجمعية الوطنية للتغيير
الدستور :حتي لقاء القوي السياسية مع المرشد كان في هذا الأطار ؟
البلتاجي: نعم الجمعية أصبحت المظلمة الكلية التي تجمع العديد من الأطياف والتيارات كان بينها في وقت سابق خلافات ولكن اليوم أصبحت هذه المطالب محل اتفاق بعيدا أي جدل ، إلا ان بحر التغيير أوسع من الجمعية الوطنية للتغيير، ونحن في لحظة حرجة في تاريخ مصر ، والمطالب أصبحت واضحة ومحل اتفاق وزياراتنا للأحزاب خارج الجمعية مازالت مستمرة , وبالتالي جاء لقاء المرشد ضمن هذه الفعاليات ونحن نحن أمام تحد كبير ونسعي إلي أمرين رئيسين..
الأول: هو كيف نجعل المعركة السياسية -التي رأينا معالم تعامل النظام معها في انتخابات الشوري والمحليات – إلى موقف موحد لكل الأحزاب والقوي السياسية دون أن نغرق في اختلافات وتفاصيل حتي نحسم هذه المعركة مع النظام.
الأمر الثاني: هو كيف نحول هذه المعركة من معركة نخبوية إلى معركة جماهيرية واسعة وبالتالي جاءت حملة التوقيعات، وهذا لا يعني أننا سنتحرك في إطار قانوني أو دستوري فحسب وإنما يعني أن المعركة مع النظام أصبحت شعبية.
الدستور: بعض المشاركين في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له المرشد نفت أحزابهم أن يكونوا ممثلين لهم.. مثلما حدث مع حزب التجمع مثلا؟
البلتاجي: إذا لم يكن حضور أنيس البياع ـ نائب رئيس حزب التجمع ـ وعبدالغفار شكر ـ كقيادي بارز ـ تمثيلا لحزب التجمع يبقي أنت بتتكلم عن حاجة ثانية، والدكتور أشرف بلبع جاء عن الوفد والدكتور السيد البدوي قال أنا الذي أرسلته إلي لقاء الإخوان وإن كان غيري لا يعلم.
الدستور: ما هي القضية الأساسية التي توقفتم عندها في هذا اللقاء وهل حدث بينكم أي خلاف؟
البلتاجي: نحن كإخوان جلسنا نستمع لكل المناقشات التي دارت في خلال ثلاث ساعات والمرشد قال للمجتمعين، أنه سيعرض كل ما خرج به الاجتماع علي مؤسسات الجماعة لتتخذ القرار المناسب فيه، والقضية الرئيسية التي كانت مطروحة هي الموقف من الانتخابات وكان هناك تباين كبير في بداية اللقاء بين المؤيدين للمشاركة والمطالبين بالمقاطعة، وإن لم يكن هناك اختلاف في الهدف بين المطالبين بالمقاطعة أوبالمشاركة واللقاء جاء كرد مناسب لكل من يروج أن القوي السياسية لن تتوافق مع بعضها ولن تفلح في تنسيق أجندة مشتركة من ثم لن تكون قادرة علي مواجهة النظام وبالتالي ليس في الإمكان إلا ما هو قائم وهي رسالة سلبية خطيرة.
الدستور: المتابع لمعظم لقاءات الإخوان مع القوى السياسية يجد أن الانطباع الأول لحظة الاجتماع يكون إيجابيا ثم عندما ينفض الطرفان يختلف الأمر.. مثلما حدث مع حزب الوفد الذي خرج في ثاني يوم اللقاء بالجماعة ليؤكد أنه لن يتحالف مع الإخوان؟
سعد الحسيني: كنت حاضرا مع الدكتور سيد البدوي في لقائه بالمرشد وهو قال أنا ملتزم بقرار مؤسسات الحزب الذي مازال هو عدم التحالف مع الإخوان ، لكن يجب ألا يذكر هذا التصريح الموضوعي في سياق آخر، ونحن احترمنا كلامه.
الدستور: هل وارد في الانتخابات المقبلة أن يحدث بينكم وبين الوفد أوغيره من القوى الوطنية تنسيق وليس تحالفا؟
محمد البلتاجي: لم نحدد حتى هذه اللحظة الموقف من الانتخابات حتي نحدد التنسيق أو التحالف سواء مع الوفد أو غيره من القوي لأن قرار الجماعة وقرار الوفد لم يحسم بعد بالمشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، ولكننا متوافقين مع الجميع سواء في مظلة الجمعية الوطنية للتغيير أو خارجها، و نطالب بضرورة تنسيق موقف موحد سواء كان المقاطعة أو المشاركة ، وبعد انتخابات الشوري الماضية لابد أن يعرف الجميع أن كل القوي السياسية لابد أن تقف في موقف واحد، وذلك لأننا نعي جيدا سعي النظام لاختراق القوي السياسية لعقد صفقات مع الأطراف الموجودة في الساحة، والكل يعلم أن إقصاء الإخوان يعني تقسيم الملعب علي شركاء جدد ونحن نسعي أن نوصل رسالة للجميع بأن مصداقيتكم أمام الجماهير أهم من مقاعد سيوفرها النظام لكم.
وبالتالي نقول لهم احرصوا علي موقف موحد تحصلوا فيه علي مقاعد البرلمان من خلال الجماهير وليس من خلال الصفقة مع النظام.
وحتي الآن فإن موقف الوفد وحديثه عن ضمانات هو جزء من السياق الذي تناقشه جمعية التغيير رغم أن الوفد ليس عضواً فيها، والحديث عن الضمانات المطلوبة في الانتخابات هو الذي سيحدد المشاركة الفاعلة وليس كديكور يستخدمه النظام،وفي كل الأحوال يمكن استغلال الفترة الانتخابية بالمشاركة في تفعيل الشارع للمطالبة بنزاهة الانتخابات والالتفاف حول مطالب الإصلاح ثم يمكن في آخر لحظة أن نعلن المقاطعة، ونحن فعلنا ذلك في انتخابات المحليات في 2008، حيث قررنا الانسحاب قبل إجراء الانتخابات بيوم واحد ودعونا الجماهير لمقاطعتها ولكن فارق كبير أن أعلن المقاطعة اليوم والناس تقعد في بيوتها الـشهور الأربعة المقبلة ونفقد جولة أساسية من جولات التفعيل السياسي والالتفاف الجماهيري حول مطالب الإصلاح وفارق بين تستمر في هذه المعركة ثم وفقاً للمستجدات نقرر عدم المشاركة لأنه يقينا لن نكون ضمن مسرحية هزلية أو ديكور النظام يكمل به شكله.
وهكذا هناك فارق بين أن نقاطع المعركة ونقعد كلنا في البيوت ونشعر باليأس وبين أن نظل في تفعيل مستمر من خلال حملة التوقيعات من خلال حملة ضد التزوير التي سنطلقها قريباً من خلال المشاركة الانتخابية إذا قررنا بها حتي آخر لحظة، وبالتالي فإن الموقف النهائي مرتبط بالمستجدات والتغيرات التي التي قد يكون بها مستجدات "قدرية آلهية" وقد يكون فيها رضوخ لمطالبنا وبالتالي فإن قرارنا قابل للتعديل أو التغيير حتي آخر لحظة.
الدستور: ولكن إذا دخلنا في قناعة جماعة الإخوان نفسها هل تريدون المشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، المشاركة أم أنكم مقتنعون بقرار المقاطعة؟
سعد الحسيني: المبدأ العام عند الإخوان هو المشاركة في كل الانتخابات العامة، والتوجه العام عند قطاعات كبيرة عند الجماعة هي المشاركة في الانتخابات المقبلة ، لكن القرار عند الإخوان لا يصدر بالحماسة والانطباعات ولكنه يصدر بالثبات والشورى، التي تأتي من رفع آراء مجالس شوري المحافظات ، لتوضع أمام مكتب الإرشاد الذي يصيغ مشروع قرار يعرضه على مجلس شوري الجماعة ليتخذ القرار النهائي، وهذه الإجراءات نحن علي وشك الانتهاء من مراحلها الأخيرة. لذلك أي شخص يتحدث عن أن الإخوان سيشاركون أم لا مايقوله مجرد تخمينات، ولكن الذي أؤكد عليه أننا سننازل النظام ونعيش معه معركة قوية سواء بقرار التوحد على المقاطعة أو بالتوحد علي المشاركة، وأملنا أن تتوحد القوي السياسية في القرار وهذا الأمر سيكون في صالح مصر أما لوحدث تفرق بيننا فسيكون هذا شيء مؤسف وأقول للأحزاب التي ستسلم لهذا أنها سوف تقضي على مستقبلها السياسي، وإذا كان بعض الأحزاب سيرضيها المكسب القليل من بعض المقاعد فإنها بذلك ستقضي علي مصداقيتها نهائياً وتحكم على نفسها بالفناء السياسي، وتصبح أداة من أدوات الفساد والاستبداد ويشار إليه بوصفها من الأحزاب التي صنعها النظام.
الدستور: لكن إذا كان قرار الإخوان بالمشاركة أو المقاطعة سيكون معتمدا على قرار مؤسساتها الداخلية ومجلس شوري الجماعة كما قلت أم علي قرار القوي الوطنية كلها؟
سعد الحسيني: هناك معطيات من اللقاءات التي تمت بين القوي السياسية واجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير نحن نضعها أمام مؤسسات وقواعد الجماعة لتتخذ قرارها.
الدستور: هل ستعرضون مشروع قراركم علي الجماعة بعد قرار القوي السياسية أم قبله؟
الحسيني: ما ستتوافق عليه القوي السياسية سيكون أمام مجلس الشوري لاتخاذ القرار، وإن كان رأي الجماعة أن القيمة في هذا القرار سيكون في الموقف الموحد.، لانه لن يكون هناك قيمة في أن تتفق الجمعية الوطنية علي المقاطعة ثم نجد مثلاً الوفد والتجمع أعلنوا المشاركة، هنا فقدت المقاطعة قيمتها.
الدستور: ماذا لو اتفقت وأجمعت القوي السياسية علي المقاطعة في حين أن رأي مجلس شوري الجماعة المشاركة.. كيف سيكون القرار النهائي للإخوان؟ نتمنى أن نعرف الإجابة بوضوح شديد؟
البلتاجي: عندنا هذا الأسبوع قرار داخلي سيصدر في هذا الشأن، وهذا القرار من ضمن الاعتبارات فيه رأي القوى السياسية والاجتماع الأخير الذي دعا له المرشد، بالإضافة إلي أنه لدينا عدد من الاجتماعات في الجمعية الوطنية للتغيير حول نقطة الانتخابات وأيضاً لدينا مؤتمر الوفد المزمع عقده الأحد القادم 8/8 وعنوانه الرئيسي ضمانات الانتخابات ، والإخوان قالوا أنه من حيث المبدأ لو توافقت القوي الوطنية علي رأي بالاجماع ستلتزم به حتي لو كان هذا مخالف لقرارنا الداخلي.
الدستور: هل تنتظرون قرار القوي الوطنية بالاجماع أم الأغلبية؟
البلتاجي: أكيد بالإجماع، ولكن الجميع يدرك معني الاجماع وهي الأطراف الرئيسية في الحركة.
الدستور: لكن التجمع قال بوضوح أنه سيشارك وأعلن عن معظم مرشحيه أيضاً?
البلتاجي: لا أريد أن أدخل في مشكلات مع أطراف معية، ولكن الجميع يدرك أن الجمعية الوطنية للتغيير تضم طرفين رئيسيين.
الدستور: هل تقصد الإخوان والوفد؟
ـ البلتاجي: الإخوان بواقع تجربتهم وبواقع قواعدهم، والوفد بتاريخه و باعتباره القوي الرسمية الحزبية الموجودة ، وبسبب أيضا حركة التغيير التي تمت خلال الشهور الماضية فيه وهي مصدر مصداقية لدي الشارع ، إضافة إلى أن النظام يحتاج إلى من يستكمل به صورة ديكور الديمقراطية في حالة إقصاء الإخوان، وبالتالي فإن موقف الوفد سيكون حاسما في إفشال هذا المخطط من النظام، وهو ما يعني أن إجماع الإخوان والوفد سيكون محل تقدير من القوي الرئيسية الفاعلة بالكامل وسيكون أدعي إلي الاجماع.
الدستور: وما هي الضمانات المطلوبة في رأيكم من أجل المشاركة في الانتخابات؟
الحسيني: المطالب نفسها هي التي أيدناها في المطالب السبعة من إشراف قضائي والرقابة علي الانتخابات والتصويت بالرقم القومي وتصويت المصريين في الخارج.
الدستور: هل يخشى الإخوان الموافقة على ترشيح أو دعم الدكتور محمد البرادعى للرئاسة حتى لا يدخلون فى مواجهة مباشرة مع نظام الرئيس مبارك.؟
الحسيني: أولاً ليس بيننا وبين البرادعى تحالف خاص، ولكن علاقتنا به تأتى فى إطار الجمعية الوطنية للتغيير وحملة المطالب السبعة، والأمر لا يتعلق بخشية، الأمر هو أننا لم نعلن موقفنا من انتخابات الرئاسة حتى الآن ومن المبكر أيضاً الإْعلان عن موقفنا من الرئاسة الآن وليس هذا وقته، فعندما تحين الانتخابات الرئاسية ويترشح من يترشح ساعتها سننظر فى برامج المرشحين ونختار. الدستور: لماذا لا تدفعون وراء ترشيح شخص مستقل للرئاسة سواء البرادعى أو غيره لتفعيل الحياة السياسية كما تقومون بذلك من خلال مجلس الشعب ليلتف المعارضة والشعب حوله من الآن؟ الحسيني: همنا الأساسى وجمعية التغيير هو انتخابات مجلس الشعب القادمة وعندما نعدى من انتخابات الشعب اسألونا هذه الأسئلة. الدستور: لكن هل يمكن أن تقبلوا البرادعى مرشح للرئاسة؟ الحسيني: نقولها بوضوح لما نعدى انتخابات الشعب اسألوا هذه الأسئلة والكلام عن الرئاسة سابق لأوانه.
الدستور: بافتراض أن القوى السياسية توحدت في موقفها من الانتخابات القادمة.. كيف تجبرون النظام علي تحقيق هذه المطالب؟
البلتاجي: بتوحد القوي السياسية ، قلت للدكتور السيد البدوي في زيارته الأخيرة للمرشد، الوفد أمام مسئولية تاريخية أمام الجماهير للسنين القادمة.
الدستور: ولكننا أمام نظام مستبد لم يخضع لمطالب أحد إلا بالضغوط الخارجية ولا يحترم الأحزاب المعارضة له، حتي التوقيعات رغم الانزعاج الذي سببته للنظام إلا أنها لم تجبره على شيء حتى الآن.. فما هي الأدوات العملية لدي المعارضة وأنتم علي رأسها للضغط علي النظام؟
البلتاجي: أول شيء انتخابات الشعب غير انتخابات الشوري و المحليات لاعتبارات متابعة الخارج لها، وعدد المستقلين الذين يخوضونها، إدراك ومتابعة الجماهير لأهمية هذه الانتخابات.
الأمر الثاني هو إدراك الجميع لحاجة النظام إلي إقصاء الإخوان عن الحياة السياسية لهذا النظام أصبح في حاجة ماسة إلي الأحزاب، وبخاصة الوفد للقيام بهذا الدور وقد صارحت الزملاء في الوفد بهذا التحليل.
الدستور: و هل أدرك حزب الوفد هذه الرسالة.. وهل يريد الاستفادة منها؟
الحسيني: من حقه أن يستفيد منها ولكن السؤال استفادة من أي اتجاه؟
البلتاجي: وهذا موقف تاريخي للوفد سيحسب له أو عليه، لكن حاجة النظام للأحزاب وللوفد بصفة خاصة ليكمل به مكان الإخوان أصبحت حاجة شديدة لهذا الدكتور سيد البدوي يمكن أن يكون أقوي رجل في المعارضة في مصر، ويستطيع الوفد أن يكون ذلك ويقود مستقبل معارضة حقيقية في المرحلة القادمة وهذا امتحان صعب موضوع فيه حزب الوفد الآن.
ورداً علي سؤال حنعمل إيه مع النظام أقول لو توحدت القوي السياسية، وتحديداً مع الإخوان في قواعدهم ومع الجماهير، فإن النظام لن يكون طرفا وحيداً في معركة الانتخابات وسيجد فعلاً من يقف أمامه وينافسه بالإضافة إلى حملة التوقيعات التي كسرت حاجز الخوف لدي مئات الآلاف الذين وقعوا علي بيان التغيير والذين يحضرون مؤتمرات الجمعية الوطنية للتغيير، لو توحدت القوي السياسية ولم تترك أي فرصة لمنهج فرق تسد فإن كل هذا يمكن أن يؤثر في الانتخابات القادمة بشكل واضح.
الدستور: نفهم من كل ما قيل أن الإخوان وقوي سياسية أخري تمارسان عملية ضغط علي حزب الوفد حتى لايتجه نحو التحالف أو إجراء صفقات مع النظام؟
البلتاجي: بوضوح شديد نحن نقول إن الجميع أمام مسئولية تاريخية في هذه اللحظة ومواقفه ستكون محل مصداقية وتقدير وشعبية أو محل حكم عليه.. الإخوان مثل الوفد يتحملون مسئولية تاريخية أمام الجماهير، وأمام التاريخ في هذه اللحظة.
الدستور: لكن عدد من المراقبين يرى أنه لو جاءت لجماعة الإخوان الفرصة لإجراء صفقة مع النظام سيقومون بها ويبيعون الكل؟
البلتاجي: نزول الإخوان برقم تجاوز الـ150 مرشح في انتخابات 2005 اعتقد أن هذا عدد يشير إلى سقف تهديد ومواجهة مع النظام ولا أعتقد أن نائب واحد فقط من نواب الجماعة الـ88 جاء برضا من النظام.
الحسيني: كيف نقول يمكن أن يحدث أو تحدث صفقة مع الإخوان وفي انتخابات 2005 قتل 14 مصريا حرصوا على المشاركة ونزاهة العملية الانتخابية إزاي يكون فيه صفقة والناس بتموت بالشكل ده خلافاً لـ3000 واحد من الإخوان تم اعتقالهم و900 مصاب تبقي فين هنا الصفقات؟
الدستور: بلاش نقول الإخوان بيعملوا صفقات وإنما يفهمون رسائل الضغط التي بيعثها لهم النظام من اعتقالات ومحاكم عسكرية فتتراجع الجماعة وتقلل من عدد مرشيحها؟
سعد الحسيني: لن يكون هناك مساومة علي مبادئ ولا علي صالح مصر ولا شيء ضد صالح مصر ولا ضد مبادئنا.
الدستور: الوفد يروج أنه سيحصل علي 20 مقعداً في البرلمان القادم فيبدو أنه توصل بالفعل لمساحة مشتركة مع النظام، خاصة وأنه قبل وصول البدوي لرئاسة الحزب تردد عن صفقه إجراها الوفد مع النظام ليحصل علي جزء من مساحة الإخوان في البرلمان القادم؟
محمد البلتاجي: الدكتور السيد البدوي صحح هذه المعلومة وقال في اجتماعات لاحقة أن الوفد سيصل إلي 20 مقعداً في الدورة الحالية لمجلس الشعب بعد انضمام عدد من النواب المستقلين للوفد وعدد آخر من الأحزاب الأخري علي أساس أن يحصل في ختام دورة مجلس الشعب الحالية إلي 20 مقعداً، ونحن نحسن الظن بحزب الوفد
الدستور: يعني الإخوان ليس لديهم أي شكوك أو تخوفات من حزب الوفد أن يراعي مصالح شخصية أو حزبية علي حساب الجماعة ويسحب البساط السياسي من تحت أقدام الإخوان؟ خاصة وأن الوفد تقدم بمشروع مباشرة الحقوق السياسية الذي سبق وطالب به الإخوان؟
البلتاجي: نحن في هذه اللحظة التي نعيشها نقدر أهمية إجراء توافق بين الوفد والإخوان تحديداً حتي نلم شمل القوى السياسية، ونحن نسعي أن نجعل الجميع أمام هذه المسئولية التاريخية ولا حرج عندنا أن قانون مباشرة لحقوق السياسية الذي عملنا عليه وقدمنا في الدورة السابقة بالمجلس كنواب إخوان وكحركة مصريون من أجل انتخابات نزيهة أن يعيد الوفد التقدم به إلي رئيس الجمهورية مباشرة، بل نحن ندعو الوفد أن يقود الحركة الوطنية بصفته الرسمية في هذه المرحلة، لكن كل ما يهمنا أن يصب ذلك في صالح الوطن وليس تجميل صورة النظام ويسعدنا أن يكون هناك عشرات من النواب يمثلون الوفد في المجلس القادم، على أن يكونوا نموذج مثل علاء عبدالمنعم وطاهر حزين ومصطفي شروي، لا أن يكونوا من نماذج رجال الأعمال بتوع الحزب الوطني الموجودين في المجلس فإذا زاد عدد الوفد علي حساب الإخوان وكان هذا في صالح مجري التغيير والضغوط علي النظام لا يضايقنا هذا في شئ.
الحسيني: بالإضافة لذلك أنا أري أنه إذا كان الوفد يتبني مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي تقدمنا به فهذا نجاح لنا ولحلمنا ، مع الإشارة بأنهم وهم اختصروا مشروع القانون من 100 مادة إلى 20 مادة وذلك بتوافق منا لضمان الحد الأدني لنزاهة الانتخابات.
الدستور: تمدون أيديكم إلي الوفد والتجمع وغيره من القوي السياسية في حين نري أنكم بعيدون عن أقرب الناس إلي أفكاركم وهم مجموعة حزب الوسط تحت التأسيس والدكتور يحيي الجمل في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له مرشد الإخوان انتقد تجاهل الجماعة دعوة حزب الوسط للمشاركة في هذا الاجتماع؟
البلتاجي: الأمر له علاقة بموقف خاص بالأستاذ عصام سلطان ومشاركته في مؤتمر المنصورة حيث إنه كان يريد المشاركة في هذا المؤتمر رغم أن المجموعة الوطنية للتغيير كانت قد حددت أسماء المشاركين وجدول عمل المؤتمر في وقت سابق على طلبه. أما ما يخص الوسط، فقد ناقشنا عدد من قيادات جمعية التغيير في مشاركة الوسط لنا في الفاعليات التالية وذلك أثناء غيابهم وسألونا هل لديك أي حساسيات من مشاركتهم وأكدنا بالعكس علي الترحيب بهم لأننا لسنا أوصياء نقرر من يشارك من عدمه بالعكس نحن نسعي لزيادة عدد القوي التي تشاركنا حركة التغيير، أما عدم دعوة أيا من ممثلي الوسط في المؤتمر الذي دعا له مرشد الإخوان أقول إنه كان هناك حساسية أن نوجه لهم الدعوة بعد الأزمة التي حدثت بسبب عدم مشاركة الأستاذ عصام سلطان مؤتمر المنصورة ومع ذلك ففي مؤتمر الفيوم في مقر كتلة الإخوان شارك معنا الأستاذ محمد السمان جالسا إلي جواري ممثلا حزب الوسط بدون أي حساسيات.
الدستور: الجماعة استطاعت جمع أكثر من 350 ألف توقيع خلال 25 يوما في حين أن جهية التغيير لم تجمع سوي 85 ألف خلال 6 شهور مضت إذن لماذا تعولون علي غيركم ؟
سعد الحسيني: التعاون مع القوي الأخري استراتيجية عندنا وفي خطتنا التنظيمية وإن كنا نحن القوي الأكثر تأثيراً كما تقول إلا أننا لسنا وحدنا في هذا الشارع السياسي وإن كانت الإحزاب ضعيفة بالفعل لكن في إجمالهم ينتجون واقعا سياسيا لا يجب تجاهله وقد كان هناك 12 نائبا يمثلون هذه الأحزاب في البرلمان ونحن نريد تقويتهم وليس اضعافهم وليس من مصلحتنا كإخوان أن نظهر وحدنا في الشارع وليس من مصلحة مصر إجمالاً أن يظهر الإخوان وحدهم ليكرس النظام نظرية الاستقطاب الثنائية «الإخوان والوطني» حيث يطرح النظام أن بديله هو الإخوان والحقيقة أن البديل حياة ديمقراطية وحريات فالنظام يتغطي بهذه الفكرة ويروجها والنظام العالمي لا يقبل هذا لموقفه من الإسلاميين وبالتالي هذا ليس من مصلحة مصر ولا من مصلحة الإخوان.
الدستور: هل هذا يعني أن الإخوان قلقون ويعتبرون أنفسهم «بطحة» يتم ترهيب الناس منها وكذلك النظام العالمي؟
الحسيني: من المهم أن نعترف بالواقع العالمي لكن كل المصريين ضحايا استبداد النظام مسلمين ومسيحيين. , البلد تكاد تغرق وعلي الجميع محاولة انقاذها وليس لمصلحة أحد أن يتفرد كتفرد الحزب الوطني.
*الدستور : ولكن ماذا عن نظرة العالم للإخوان المسلمين ؟
البلتاجي :المعادلة الموجودة الأن تؤكد أن الإخوان هم الفصيل الرئيسي الشعبي في الحياة السياسية المصرية ولكنه غير قادر علي صناعة التغيير وحده في الوقت الراهن وحاجة الإخوان للقوي السياسية الأخري كحاجة القوي السياسية للإخوان
الدستور :هل أنتم بحاجة لشرعية القوي السياسية لذلك تلجئون للتحالف معهم ؟
البلتاجي : نحن بحاجة لتغيير معركة النظام مع الإخوان المستمرة بشكل ثنائي منذ خمسة سنوات إلي معركة بين المجتمع المصري والنظام وكجماهير وليس كقوي سياسية فقط وطالما المعادلة بين الإخوان والنظام فهي محسمومة بشكل ما.
الدستور : ولكن هل نجح الإخوان في تحريك القوي السياسية خاصة وأننا نري أن التيارات الجديدة غير الرسمية هي التي تحرك الشارع في الفترة الأخيرة وليس الأحزاب؟

البلتاجي :حجم التوافق بيينا وبين هذه التيارات وكذلك الأحزاب كحزب الجبهة والكرامة والغد والوسط متزايد تحت مظلة الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها ونحن نسعي لزيادة هذه المساحة مع الجميع وحجم التوافق بيننا وبين شخصيات داخل بعض الأحزاب التي تعارض الاخوان في تصريحاتها الاعلامية متزايد ومستمر وهذا يعطي أمل .
الدستور : نحن أمام مجتمع يعزف عن المشاركة في الانتخابات في ظل ارهاب النظام وترسيخه للسلبية فكيف ستحركون الجماهير؟
الحسيني : الجماهيربدأت تتحرك بالفعل ... جمع التوقيعات ليس إلكترونيا فقط وإلا كنا جمعنا توقعيات بالملايين ولكنها حملة حراك وتوعية وحوار وناقش شعبي حقيقي مع الناس واقناع بأن مستقلبهم سيضيع ، وهذا هو التحدي. النظام يبث اليأس والأحباط والقنوت وأنه علي كل شىء قدير ونحن والمعارضة ندعو للتوحد وألتحام الصف وعلينا إلا نفقد الأمل حتي نكسر المعادلة من خلال توحد موقف المعارضة والقوي السياسية بما فيها الإخوان سواء بالمشاركة أو المقاطعة بما يمثل وقفة قوية يضطر النظام بسببها إلي التراجع أو تغيير حسابته وهذا ممكن والمناخ العام يشير إلى ذلك، ليس كل الانتخابات ستكون كالشوري التي استفزت الجميع لأن التزوير كان غبيا والكل يؤكد أن انتخابات الشعب القادمة ستكون "مميتة".
الدستور : ما هي خطة الجماعة للتعامل مع الظرف الحالي في ظل عدم وجود ضغط دولي للتغيير؟
البلتاجي :نحن ندعو لتفعيل الضغط الداخلي فهذا هو الرهان الرئيسي والتحدي لتغيير النظام ونحن نعمل لذلك من خلال حملة التوقعيات والجمعية الوطنية للتغيير ودعوات التوحد بين القوي السياسية كما أننا سنطلق حملة مع القوي السياسية خلال الفترة القادمة لمناهضة تزوير الانتخابات والمطالبة بضمانات حقيقة لاجراء انتخابات نزيهة .

الدستور: في فترات كثيرة طالب الإخوان بإشراف دولي علي الانتخابات.. فهل لازالتم متمسكون بذلك؟
البلتاجي : الإشراف الدولى علي الانتخابات مطلب من المطالب السبع لبيان التغيير ومطالب الجمعية الوطنية للتغيير ولا حساسية لدينا من هذا المطلب واللي خايف من مراقبة العالم له يكون مبيت النية للتزوير.
الدستور : بعد دخولكم البرلمان بـ88 نائب لم يلمس الشارع المصري تغييرا أو وقوفا حقيقيا لمنع عدد من التشريعيات التي تصب في مصلحته أو منع قوانين كالطوارئ والاحتكار وغيرها؟
البلتاجي : وقفنا وبكل قوة .. ولكن دوري كمعارضة أن أقف ..لكن النتيحة أنا غير مسئول عنها وهذا ما أعرفه قبل الدخول في انتخابات 2005، لأن النتيجة مرتبطة بالأغلبية ولكن هل طالما أنا أدرك كمعارضة أني لأن أؤثر في النتيجة هل أقدم استقالتي وانسحب؟ لابد من التفرقة بين واجبي الذي أقوم بأدائه وبين النتيجة التي تحسمها الأغلبية.
الدستور: لماذا إذن تصرون علي دخول معركة مع النظام من أجل الانتخابات إذا كنتم تعرفون أن النتائج محسومة لصالحه؟
البلتاجي :المعارضة في العالم كله ليست صناعة القرار وإنما كشف المفاسد وتقديم البديل وأن تواجه الفساد ببدائل تشريعية وأدوات برلمانية ورقابية .
الحسيني : كما أن الإخوان استطاعوا في البرلمان الماضي أن يحققوا بعض النجاحات الملموسة مثل تعديلات قانون الحبس الاحتياطي ، كذلك قانون الطوارئ وما حدث فيه من تغيير في التشريع ، كما نجحنا في وقف قطار الخصخصة ورفع سعر الطاقة في الصناعات الثقيلة ، وقدمنا استجوابات خاصة ببيع أراضي الدولة ، واتخذنا موقفا من قضية خالد سعيد وكل هذا تراكم لجهود المعارضة وكفاح طيلة سنوات طويلة ولكن مازال أمامنا وقتا لنكون كالمعارضة في بريطانيا وغيرها من الدول الديمقراطية.
الدستور : ولكن لماذا لم يمتد تأثير ذلك علي الأداء السياسي والاصلاحي والحريات العامة ؟ لماذا لا نري معارضة مصرية وعلي رأسها الإخوان كتلك التي نشهدها في ايران وتايلاند واليونان واوكرنيا رغم تسلط الأنظمة الحاكمة لديهم واستبددها ؟
البلتاجي :نحن نتحرك في إطار محدد، يوم ما سنجحح لتكوين رأي عام مناصر لفكرة الإصلاح وسيكون معنا- كتيار معارضة وليس كإخوان فقط- رأي عام ومحتشد ومعبأ لفكرة الإصلاح التغيير .
الدستور: لماذا يبدو موقف الجماعة من النظام موقفا رماديا.. فهل يريد الإخوان تغيير النظام تغييرا سلميا ..أم تريد منه فقط منح مزيد من الحريات ؟
البلتاجي : التغيير أصبح محل اتفاق بين جميع القوي السياسية وليس محل جدل ونحن أكثر من دعونا له ،و النتيجة الواضحة بعد 30 سنة أنه لا أمل في إصلاح النظام القائم والكل اليوم يريد تغيير كاملا، نحن نتحدث عن حريات عامة ..وإنهاء لحالة الطوارئ ومجتمع مدني قوي ورفع الوصايا الأمنية عن مؤسسات الدولة واستقلال السلطة القضائية ومنح وظائف الدولة لاصحاب الكفاءات والتخصص وليس بالمحسوبية إلي جانب وجود فصل حقيقي بين السلطات فهل هناك أمل لأحد بأن تتحقق هذه المطالب علي يد من هم داخل النظام الحاكم؟ إذا نحن نتحدث عن تغيير كامل للنظام
الدستور: لماذا يخشي البعض أن تتخد الجماعة موقف سلبيا لحظة التغيير الوشيكة للنظام ؟
الحسيني :هذا سيناريو افتراضي لن ولم يحدث خاصة من طرف الإخوان -فالنظام كان ولا يزال دائما يضغط علي الإخوان ونحن كجماعة سنقبل بأى نظام يأتي به الشعب عن قناعة واختيار واردة حرة بل سنكون سعداء بذلك لأن الأمة هي مصدر السلطات ونرفض أي نظام يأتي جبرا علي الشعب، علي جانب آخر نحن لن نقبل بالتدخل الخارجي في شئون مصر ونحن نريد وندعم التغيير من الداخل.
الدستور : ولكن لماذا ترفض الجماعة الضغوط الخارجية؟
الحسيني :لأننا على قناعة الآن بأن المنظومة العالمية ضد الديمقراطية في مصر ويرون أن هامش من الديمقراطية يحمي مصالحهم في مصر لأن تغيير النظام سوف يضر بمصالحها ومصالح اسرائيل ونحن كإخوان لسنا طرف في هذه المصالح والغرب هو من يتكلم عن خطورة صعود الاخوان للحكم وخطورة غياب رجل كحسني مبارك.
الدستور: وإذا كان الغرب لديه مخاوف من صعود الإخوان لماذا لا ترسلون له رسائل تطمنية على غرار حزب العدالة والتنمية التركي ؟
الحسيني : ماذا تريدون أن نفعل هل نضع أيدينا في يد اسرائيل ..المشكلة ليست في الإخوان ولكنها في غياب منظومة التعددية وحرية الانتخابات ونحن نريد شيء واحد كتركيا وهو اجراء نتخابات حرة ونزيهة واحترام اردة الشعب –أما الحديث عن وضعية الإخوان لتصبح نموذجا لحزب العدالة والتنمية فهذا حديث فيه نوع من الترف في وقت لا تجري فيه انتخابات نزيهة حرة .
الدستور :كيف تقرأ الجماعة سيناريو مشروع التوريث ؟
الحسيني :الموضوع شائك ويخضع للاستقراء من داخل مصر أو خارجها مصر، وسواء أتى الرئيس بابنه في حياته أو بعد رحيله أو سواء جاء شخص من داخل النظام أو المؤسسة السيادية مثل عمر سليمان فسنظل في حالة توريث النظام لنفسه وستنقل نفس المنظومة لتحكم مصر 6 سنوات أخري فالنظام يسعي لتوريث نفسه بسيناريوهات مختلفة وهذا أمر شبه مؤكد، أما ما هو مؤكد أن الأمور لن تظل كما هي ولن يعود الشعب المصري للوراء .
الدستور: هل تتوقعون اجراء تعديلات دستورية قبل الانتخابات ؟
البلتاجي :هذا وارد ونحن تعودنا علي ذلك قبل ذلك قالوا أنه لايوجد تغيير أو تعديل ثم فؤجئنا بالرئيس يطالب بتعديل مواد في الدستور ولكن نحن مطالبنا باقيه ومعركتنا باقية ما بقيت هذه المطالب بلا استجابة.

الدستور : ولكن هل ستسعون لابرام اتفاق مع القادم لكرسي الرئاسة لتحقيق الصالح العام ؟
البلتاجي: نحن مستمرون في معركتنا من أجل تحقيق مطالب الشعب ولست في حاجة لانتظار من يعقد معي صفقة مادام هناك توافق والتفاف شعبي حول تلك المطالب فنحن مستمرون في جهدنا لتحقيق المطالب التي تعكس رغبة الشعب.
الدستور: هل ما سيتم إقراره من قبل مؤتمر حزب الوفد حول ضمانات نزاهة الانتخابات سيكون الشكل النهائي للضمانات وكيفيتها ؟
البلتاجي :هذا مؤتمر يعقده حزب الوفد ونحن حريصون من خلال لقاءات الجمعية الوطنية للتغيير القادمة ولقاء المرشد مع القوي السياسية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان أن يلتف الجميع حول موقف موحد وفي حالة المشاركة في الانتخابات سنفرض ضمانات النزاهة .

الدستور : في حالة توافق القوي السياسية علي المشاركة في الانتخابات ما هي نسبة مشاركة الإخوان ؟
البلتاجي : التوافق مع القوي السياسية والتنسيق معها قد يغيير من نسبة مشاركة الجماعة التي اعتادت عليها الجماعة خاصة أنه لم يتم الاستقرار بعد عما إذا سيكون هناك تنسيق أم قائمة موحدة ..ونحن كجماعة الإخوان نسعي لموقف موحد مع القوي السياسية ولو علي حساب نسبة مشاركة الإخوان في الانتخابات وهذا ما تعهد به فضيلة المرشد خلال لقاءه مع القوي السياسية .
الدستور : وهل ستقوم الجماعة بدفع بنوابها الحاليين كمرشحيين للانتخابات القادمة؟
هذا أمر متروك لمؤسسات الجماعة والمحافظات وتقيم الكتلة البرلمانية لاداء النواب –فالمحافظات هي التي تقدم المرشحين وهي التي تحدد الدوائر التي ستخوض فيها الجماعة الانتخابات وليس بالضرورة ترشيح كل النواب الحاليين أو بعضهم.
الدستور: فى خطتكم عام 2004 - 8-200 ذكرتم أن هناك تصورا لتقديم برنامج حزب سياسى وقدمتهم برنامج سياسى دون الخوض فى تفاصيله لكن فى استكمال الخطة لأعوام 2008 - 2012 ذكرتم أن الهدف الاستراتيجى الأول هو الحفاظ على شعار «الإسلام هو الحل» ألا يعد هذا تراجعا سياسيا؟
الحسيني: المقصود هنا الاستمرار على المنهج وذلك بعد التعديلات الدستورية التى حظرت النشاط الدينى وحظرت المرجعية الدينية فى إنشاء الأحزاب فقررنا أن نضع هذه النقطة فى خطتنا للتأكيد على استمرارنا على نفس المنهج الإسلامى المعتدل ، ثم أننا فى ظرف سياسى فرضته ظروف استبدادية يقصد هذا الشعار وما وراءه فنحن فى مرحلة صمود ونضال .
الدستور: لاتعتر ذلك ذلك تراجعا سياسيا؟

الحسيني: ليس تراجعا سياسيا وإنما دفاعا عن الهوية.
الدستور: الاتعتقدون أن الإخوان ضيعوا فرصة تاريخية للتقدم إنشاء حزب سياسى بنواب الجماعة الذى أصبح لهم شرعية قانونية وجماهيرية بحكم علمهم السياسى ؟.

سعد الحسيني: الفرصة ستكون تاريخية لو أننا سنخسر كثيراً، لكن الإخوان لايزالون يحظون بإقبال متزايد من الشعب ، و قضية التقدم بحزب محسومة لدى الإخوان، بل أكدنا عليها فى خطتنا أننا نريد تكوين حزب ليكون واجهة سياسية للجماعة، ولكن الأمر مازل فى حوار داخل الجماعة. نعم وجود حزب سياسى للإخوان له فوائد لكن ربما ليس هذا وقته، نحن ننتظر الوقت والظرف السياسى المناسب لأن التجأنا للجنة أحزاب عبثية بهذا الشكل يضرنا.
الدستور: لو افترضنا أن الظرف السياسى تم تعديله وأصبحنا فى مناخ حرية كاملة يسمح باستثناء الأحزاب الدينية هل تتحول الجماعة كلياً إلى حزب سياسي؟

الحسيني: ساعتها سننشأ حزب سياسى كواجهة للجماعة لكن تحويل الجماعة لحزب أمر لا يناسبنا لأن العمل السياسى جزء من عملنا الإخوانى لأننا جماعة إسلامية جامعة تعمل لإسلام فى العالم كله، فلا يمكن أن تختزل الجماعة فى حزب داخل مصر، لكن أن يكون للتنظيم المصرى للإخوان واجهة سياسية عبارة عن حزب فلا مشكلة في ذلك.