Tuesday, October 2, 2012

هل يقي الكتاتني جماعة الاخوان شبح تكرار انفجار النور


في اول تجربة تنافسية داخل تنظيم الاخوان اعلن القياديين البارزين بالجماعة الدكتور عصام العريان والدكتور محمد سعد الكتاتني ترشيحهما لرئاسة حزب الحرية والعدالة وهو الذراع السياسية للإخوان 
لم يعرف التنظيم الإخواني هذه الفكرة التنافسية من قبل ، حيث لم يعتد أفراد الاخوان أو قياداتهم علي تقديم انفسهم للقيادة وفقا للمبدأ الإسلامي المعروف لدي التنظيمات الإسلامية " لا نعطيها لمن طلبها " 
ورغم ان تنظيم الاخوان من الكيانات القليلة التي كان يصعد قياديها وفق عملية انتخابية بداية من أصغر قطاعاتها التنظيمية المعروفة بالشعبة " الحي السكني " الي مكتب الارشاد ، 
إلا أنها انتخابات بلا مرشحين معينين .. فأعضاء مكتب الارشاد الذي يتم انتخابهم من بين أعضاء مجلس شوري الجماعة الذي يقدر بحوالي ١٠٥ عضو لا يقدم فيها أحدا نفسه للترشيح 
ولكن الكل مرشح وبلا برامج ولا وعود انتخابية ولا استراتيجيات يمكن تطويرها للشخص الذي يتم انتخابه 
الأعضاء كلهم مرشحون ويحصل علي عضوية مكتب الارشاد من يتجاوز نسبة معينة من الأصوات حسب لائحة الجماعة 
إلا ان انتخابات حزب الحرية والعدالة وهي الأولي بعد إنشاء الحزب في العام الماضي تكسر هذه العادة والعرف الإخواني 
لكن دوما تحوم الشكوك حول اليه تسيير المظهر الديمقراطي الذي تتخذه جماعة الاخوان في ادارة شئونها الداخلية 
فكما أسلفت ففي انتخابات مكتب الارشاد لا يتقدم احد لترشيح نفسه إلا انه دوما يأتي أعضاء المكتب من جناح ما يعرف بالمتشددين أو المحافظين في الجماعة .. بل في الآونة الأخيرة تم تصعيد مجموعة من جيل الوسط في الاخوان للمكتب ولكن من المعروف في التنظيم ان لهم علاقات شخصية وولاء تجاه شخص معين هو من نسميه الرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر .. فهو يفخر دوما انه هو الذي ضم د محمد مرسي الي مكتب الارشاد 
كما انضم للمكتب عدد من الشخصيات التي تربطهم علاقات خاصة بالشاطر مثل المهندس محمد إبراهيم قيادي الاخوان بالاسكندرية والدكتور عصام الحداد أيضاً السكندري والذي استقال مؤخراً من منصبه الإخواني بعد تعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية ، كما ضم الدكتور حسام أبو بكر أكثر الشخصيات التي صعدت ريبة حيث أتي به الشاطر من المنصورة وجعله مسئولا عن حي مدينة نصر بالقاهرة حتي صعد الي عضوية المكتب 

هذا العملية كنت من أكثر المهتمين بمتابعتها ومراقبتها حسب المعلومات والمصادر بدقة شديدة لا تتم بعملية تزوير إطلاقا .. ولكن تتم بثقافة ربما تتنافي مع السلوكيات الإسلامية وهي " التربيط المسبق " حيث ينشط احد المتشددين من أصحاب الثقة وغير مرشح بين أعضاء الجمعية العمومية لمجلس شوري الجماعة يحثهم علي التصويت لأناس بعينهم بما يوفر للعمل الدعوي استقراره وانتظامه 

والسؤال هنا هل يتم استخدام هذا الأسلوب في انتخابات حزب الحرية والعدالة .. ولصالح من يمكن استخدامه
ربما لن تشهد هذه الانتخابات شخصيتين متنافستين قدر العريان والكتاتني ، ربما يتقدم للترشيح آخرين من محبي الشهرة  فقد اعلن اليوم أيضاً النائب البرلماني السابق احمد أبو بركة تفكيره في الترشح 
ولكن يبقي التنافس الحقيقي بين القطبين الأساسيين ، العريان بتاريخه الذي لا يغيب عن احد كأحد رواد التأسيس  الثاني لجماعة الاخوان في مطلع السبعينات وكونه كان من الشخصيات التي لها علاقات جيدة مع كل القوي السياسية والوجه المألوف الذي تقدمه الجماعة من اجل إجراء ائتلافات مع التيارات الأخري وهو الذي كان يعرف بآرائه الإصلاحية ' والذي صعد قبيل الثورة الي مكتب إرشاد الجماعة بعد خلاف داما قرابة العام نظرا لان العريان لم يكن وقتها محسوبا علي ما يعرف بتيار الصقور الذي كان ومازال يقوده محمود عزت امين عام الجماعة سابقا وخيرت الشاطر نائب المرشد والذي كان في السجن وقتها  

والقطب الثاني هو الدكتور سعد الكتاتني والذي لم يعرف للجمهور الإخواني سوي مع برلمان ٢٠٠٥ حيث حصلت الجماعة فيه علي ٨٨ مقعدا فكان المفاجأة ان قدمه صقور التنظيم ليكون هو رئيس كتلة الجماعة في البرلمان 
وهو استاذ جامعي من المنيا وكان مسئولا عن الاخوان في هذه المحافظة وظهوره كان إيجابيا للجماعة فهو أيضاً اصبح وجها تقبله التيارات السياسية وقاد كتلة الاخوان في أكثر فترة حراك سياسي شهدتها مصر قبل الثورة والمعروفة بسنوات المخاض وهو يتمتع بعلاقات طيبة مع قيادات الجماعة حتي تم تصعيده عضوا بمكتب الارشاد عام ٢٠٠٨ في انتخابات تكملية تمت بسرية شديدة صعدت ٥ أفراد جدد للمكتب وبعد الثورة استقال من مكتب الارشاد ليكون من أبرز المؤسسين واختاره مجلس شوري الجماعة ليكون أمينا للحزب وبعد انتخابات البرلمان اختاره الجماعة والحزب ليكون رئيساً لمجلس الشعب 

المنافسة بين العريان والكتاتني ليست سهلة وحسمها لن يكون  تبعا بالأمر الهين ، فالاثنين لديهم شعبية كبيرة بين أفراد التنظيم وأعضاء الحزب ، وعملية التصويت تتم بين ألوف من أعضاء الجمعية العمومية للحزب مما يجعل فكرة التربيط التي كان يستخدمها صقور التنظيم أمرا فيه صعوبة 
لكن إذا نظرنا لخريطة ادارة حزب الحرية والعدالة وأسلوب إدارته التي تتم فعليا من مكتب الارشاد ومحليا من المكاتب الإدارية للإخوان في المحافظات 
سيكون الأفضل للقيادة التي تحكم التنظيم الاخواني ان يكون الكتاتني هو رئيس الحزب حتي تستمر آلية إدارته المشتركة بين القيادات الرسمية المسجلة لدي لجنة شئون الأحزاب وأعضاء مكتب الارشاد 
بينما دوما العريان مسار قلق وعدم ثقة لقيادات التنظيم ودوما ما تجد التنظيم يقدم عليه من هو اقل خبرة  او تاريخا في الجماعة ، رغم ان العريان فعليا خذل ما يعرف بالتيار الإصلاحي داخل الجماعة ولم يخض في أي معركة تنظيمية بين الجناحين ، ومع ذلك لم يحصل ثقة الصقور 

كما ان ترشيح الكتاتني نفسه لرئاسة الحزب ومن اول يوم لفتح باب الترشيح فاجأ القيادات الوسيطة داخل الحرية والعدالة التي كانت تعد فعليا للتصويت العريان الذي كان سينجح بسهولة وفق تصورهم ، ونظا ان الجماعة كانت تود ان تحافظ علي الكتاتني لتقديمه مجددا في البرلمان القادم ليكمل عمله كرئيسا لمجلس الشعب 

حالة الإرباك التي أحدثه الكتاتني بترشيح نفسه او ربما بمعني اخر بتقديمه ليكون هو المرشح علي رئاسة الحزب تجعلنا نفكر ان الاخوان يخشون من استنساخ تجربة انفجار حزب النور السلفي التي مازالت مستمرة حتي اليوم فقررت الجماعة الدفع بمن لا تشك فيه ولو لحظة ان يحذو حذو عماد عبدالغفور رئيس حزب النور الذي قرر ان ينقلب علي مشايخ الدعوة السلفية التي خرج من محضنها هذا الحزب 

ومع ذلك لا اعتقد ان حسم هذه المعركة سهلا ولن تفيده التنبأت لأن العريان والكتاتني كما قلت لهما حضورا كبير علي الصف الإخواني وأعضاء الحزب وفي ظل الحالة التنافسية الأولي بين قيادات الاخوان لن تجعل حسم الاسم الأوفر حظا للحصول علي هذا المنصب  ، ومما لا شك فيه أننا سنتابع عملية انتخابية هامة داخل أكبر حزب وتنظيم في مصر تكون مثيرة وسنخرج منها بدلالات تنسج جزءا مهما من الحياة السياسية في مصر 

ملف كامل لمتابعة انتخابات الاخوان الداخلية في عام ٢٠٠٩ و ٢٠١٠