Monday, October 4, 2010

الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح: الإخوان في حاجة إلي قرار شجاع بعدم المشاركة في الانتخابات ومشاركتنا استثناء ولو حصلنا علي المشروعية سنتفرغ للدعوة

تنظيم الإخوان مرتبك بسبب ضغوط النظام عليه .. ومن يقدم مصلحة الجماعة عن الوطن انحرف عن خطنا.....مجلس شوري الإخوان لم يجتمع منذ عام 1994 وما حدث تغيير قيادة الجماعة لا يمكن اعتباره انتخابات ..... بيننا قلة منحرفة من أصحاب المصالح الشخصية والذاتية حاولوا يركبوا للاستفادة منها معنويا أو ماديا .... لن أنضم لحزب الوسط ولا لأي حزب آخر لأن مكاني الطبيعي بين جمهور الإخوان النقي

هل يمكن للإخوان المسلمين أن توقف مسلسل صراعها مع النظام الحاكم الذي جعل البلد بين شقي رحي الجماعة والنظام المستبد، لينفرد الاثنان بمصير هذا البلد؟، وهل يمكن أن تعي هذه الجماعة التاريخية أنها تؤدي أكبر خدمة للحزب الوطني بكونه المنافس الوحيد.. هذه الجماعة أجبرتها ظروفها التاريخية أن تظل بعيدة عن المشروعية القانونية رغم شعبيتها وجماهيريتها.
هذا ما طرحناه علي الدكتور «عبدالمنعم أبو الفتوح» قيادي الجماعة التاريخي وعضو مكتب الإرشاد السابق والذي فتح النار كعادته داعياً قيادة الجماعة الحالية لإصدار قرار شجاع بعدم خوض الانتخابات القادمة، مجدداً مبادرته بالانسحاب من المنافسة الانتخابية لمدة 20 عاماً وأن تعود لهدفها الأساسي كجماعة إصلاحية ودعوية الذي أسسها عليه مرشدها الأول حسن البنا، أبو الفتوح أكد أن دعوته ليس معناها انسحاب الجماعة من الحياة السياسية أو الهروب من الصدام مع النظام ولكنها دعوة وطنية مخلصة للتخلص من ثنائية صراع الجماعة والنظام.
الحوار مع الدكتور أبوالفتوح مرهق فهو يحاول أن يحافظ علي شعبيته بين صفوف أبناء الجماعة التي يضايقها أن تسمع أطروحات كفصل العمل الدعوي عن الحزبي، فيمزج الرجل النظري بالعملي، مبرراً الوضع المربك في الجماعة في الوقت الذي يدعوها فيه لتعديل تصوراتها....وإلي الحوار

طرحت مبادرة في وقت سابق أن ينعزل الإخوان عن الحياة السياسية لمدة 20 سنة هل مازلت متمسكًا بها؟
ـ لا أنا مقلتش كده أنا قلت تمتنع الجماعة عن دخول الانتخابات لمدة 20 عاما وبررت ذلك بأن النظام المصري أحد الأسباب الرئيسية لاستمراره ومساندة الغرب له وحماية هذا النظام رغم فساده واستبداده هو نحن الإخوان المسلمين، ومن المعروف عند الجميع أن البديل للنظام هو الإخوان رغم أننا منذ نشأة الجماعة علي يد الأستاذ حسن البنا لسنا في حالة منافسة علي السلطة في مصر، ليس من باب الخوف من الصدام مع السلطة لأننا فعليا في صدام مع هذه السلطة، لأننا جماعة إصلاحية ونتعامل مع سلطة فاسدة ومنحرفة فنحن في صدام معها، ولكن ليس دور الإخوان المنافسة علي السلطة، فالأستاذ البنا لو كان هدفه الوصول إلي السلطة لكان أنشأ حزباً سياسيا بدلاً من إنشاء هيئة إسلامية دعوية عامة هى الإخوان المسلمين.
رفض يعمل «حزب» عشان كان له مواقف معادية من الأحزاب وليس موقفًا معاديا من السلطة؟
ـ لا الأستاذ البنا في نهاية حياته بدأ يفكر في إنشاء الحزب وحصل لقاء بينه وبين الأستاذ فتحي رضوان - رئيس الحزب الوطني آنذاك - وقال إن هذا الحزب من الممكن أن يكون المظلة التي من يريد أن ينافس علي السلطة يكون من خلال هذا الحزب، لكنه بقي علي الجماعة لأنها جماعة إصلاح سواء للمجتمع أو السلطة، لذا أنا ضد من يقول فصل العمل الدعوي عن السياسي، أنا ممكن كجماعة الإخوان أن أتصدي لتزوير الانتخابات وأنظم مظاهرات وفعاليات لمواجهة التزوير لكن هذا الحراك لا يكون مبنيا علي أن لي مرشحين وأحاول دعمهم لكن أواجه التزوير لأنها قيمة سلبية خطيرة تهدد المجتمع ولكن أفصل العمل الدعوي عن الحزبي والترشيح للانتخابات.

لكن هل مازلت متمسكا بهذه المبادرة وحريصا عليها؟
ـ نعم أنا متمسك بهذه الدعوة بعدم خوض الانتخابات ليس من باب المقاطعة التكتيكية ولكن لأنها تفريع من موضوع رئيسي وهو لصالح الوطن جميعا هو فصل العمل الدعوي عن العمل الحزبي وهذا واجب لصالح الوطن، ولكن الناس تقابل هذه الفكرة ربما بسطحية أننا لا نريد أن نصطدم مع السلطة وهذا غير صحيح لأن الدعوة في صدام مع كل مستبد منذ عهد الرسول - صلي الله عليه وسلم -، وستظل الدعوة الإسلامية في صدام مع المنحرف والمستبد.
كيف يمكن للإخوان المسلمين في مصر أن يفصلوا بين الدعوي والحزبي؟
ـ الجماعة منذ نشأت علي يد الأستاذ البنا في عام 1928، وفي عهد الأستاذ عمر التلمساني وحتي الآن فالجماعة إصلاحية شاملة تعمل في كل المجالات في السياسية والاقتصاد دون أن تنافس علي السلطة، وأعلم عندما نقول الفصل الحزبي يقال لنا كيف ونحن نعمل وفق مفهوم الإسلام الشامل، أقول له نعمل في السياسة في كل المجالات دون أن ننافس علي السلطة , وهذا مل تعلنه الجماعة أننا لا نبغي الحكم ولكن نبغي اصلاح الحكم والمجتمع .
لماذا لا تنافسون علي السلطة.. إيه المشكلة في ذلك؟
ـ هذه الدعوة لمصلحة الوطن، فالذين يدعون إلي الدين سواء كان الدين إسلاميا ولا مسيحيا لهم سلطة معنوية علي الجماهير فإذا أضيف للذين يملكون السلطة المعنوية علي الناس السلطة السياسية بمعني أنهم الحكام أيضا يصبح ذلك كارثة لأن الفصل واجب ومطلوب ومفيد ، الأمر الثاني أن الدعوة تظل كدعوة قيمية لها رسالة ومبادئ بعيدة عن الممحكات من ناحية وبعيدة عن مساحات المسكوت عنها، حيث أن السلطة والعمل الحزبي يفرضان عليك مساحة من المسكوت عنه ، فماذا يحدث وأنت رجل صاحب دعوة وتمارس السياسة ومطلوب منك أن تسكت عن بعض المسائل إذن من يتحدث وينصح الناس ويقول لهم الحق؟.
الأمر الثالث والمهم أنه علي مدار التاريخ الإسلامي لم تربط السلطة بالدعوة إلا في عهد سيدنا محمد والصحابة الأربعة من خلفائه الذين حكموا من بعده فقط وباقي التاريخ الإسلامي طوال الـ14 قرنًا لم ترتبط الدعوة بالسلطة.
بالتالي فصل السلطة الدعوية عن السلطة الحزبية يحدث حالة من التوازن لصالح الوطن بحيث لو حدث أن انحرف السلطان عن القيم الأساسية للمجتمع ، العلماء يقفون له ويحرضون ويجيشون الشعب ضده حتى يعود للصواب وهذا ما حدث طوال التاريخ الإسلامي.
طيب لما الإخوان عندهم هذه القناعة لماذا لا تطبقونها وتفصلون الدعوي عن الحزبي؟
ـ أنا ما قلته هو الأساس الفكري الذي يجب أن يكون عليه المجتمع لكن لو أتينا لنطبق هذا الأساس علي حالة الإخوان في مصر أقول لك إننا لن نطيقها ولا نستطيع أن نفصل بين العمل الحزبي والدعوي.
لماذا؟
ـ لأننا نعيش في ظل نظام مريض(مجتمعاتنا تمر بظروف استثنائيه من بعد خروج الاحتلال)، هذا الكلام علي المستوي الفكري أنا مؤمن به وأدعو إليه، لكن علي المستوي العملي في الحالة المرضية التي نحن عليها مينفعش!
والأستاذ عمر التلمساني والأستاذ مصطفي مشهور وكل قيادات الجماعة عندما قالت إن الإخوان لا يستهدفون الوصول إلي السلطة كانوا صادقين في ذلك.
طيب السؤال المنطقي هنا: لماذا أنتم حريصون علي خوض انتخابات مجلس الشعب، هذه منافسة علي السلطة؟
ـ نحن فعلا نخوض انتخابات مجلس الشعب من سنة 1984 لأنني محاصر ومحروم من الشرعية ومسلوبة حقوقي كتنظيم مدني فلا أجد وسيلة غير الانتخابات لأحصل علي مشروعيتي.
حضرتك كده بتخلط بين الدعوة والسياسي أنت تقول إنك جماعة قيمية لماذا تقحم الانتخابات، لكن قيادات كثيرة من الإخوان قالت إن الجماعة تخوض الانتخابات لأنها مناخ جيد لنشر فكر الجماعة ودعوتها بغض النظر عن المقاعد وهنا خلط الدين بالسياسة؟
ـ لا أنا لا أقول أنشر دعوتي فقط ولكن أقول إنه في حالة حرماني من المشروعية وحرماني من العمل الرسمي أحاول أن أكتسب شيئًا من المناعة لممارسة عملي الدعوي، والعمل الدعوي لا يمارس في مجلس الشعب، ونحن عرضنا علي ناس مسئولين في الدولة حتي وقت قريب وقلنا لهم اعطونا المشروعية حتي نمارس عملنا الدعوي وإحنا لا شأن لنا بالمنافسة على السلطة.
يعني لو أخذت هذه المناعة وأصبح وضع تنظيم الإخوان قانونيا لن تنافس علي السلطة في مصر وستظل جماعة دعوية فقط؟
ـ نعم سأظل جماعة دعوية فقط بمفهوم الدعوة الشاملة .
والعمل الحزبي الذي تتحدث عنه؟
ـ لن أشارك فيه لأن مشاركتي فيه طارئة، نحن نمارس هذا العمل الحزبي ونخوض الانتخابات منذ عام 1984 فقط وهذا استثناء، فمنذ نشأت الجماعة في عهد البنا لم تقم الجماعة بالمشاركة في الانتخابات وبشكل جماعى، وبعد خروج الإخوان من السجون في عهد السادات لم نشارك في أي عمل حزبي، حتى سنة 1984.
وماذا عن المبادرات السياسية التي أطلقها الإخوان كمبادرة الإصلاح السياسي والبرنامج الانتخابي وبرنامج الحزب، كل هذه المبادرات التي خرجت في السنين الأخيرة ولا ترغبون في العمل الحزبي؟
ـ أنا أقول لا نمارس عملاً حزبيا أدعو لعدم المنافسة علي السلطة ولكن أمارس العمل السياسي فأنا كإخوان مسلمين وكتنظيم قيمي وإصلاحي ورسالي أدعو مثلا إلي مظاهرة لوقف تزوير الانتخابات رغم أنني ليس لي مرشحون لأن مصلحة الوطني العليا تجعل التزوير خطرًا علي مستقبل الوطن.
يعني العمل الحزبي يتوقف علي المشاركة في الانتخابات والمنافسة علي السلطة أليس ما تتحدث عنه أيضًا عملاً سياسيا؟
ـ أنا لست ضد عمل الإخوان المسلمين في السياسة وأنا حريص أن أقول فصل الحزبي عن الدعوي وليس فصل العمل السياسي عن الدعوي، لأن الحزبي أحد تجليات العمل السياسي بمعني أدق ليس من وظائفي كجماعة الإخوان المسلمين المنافسة علي كرسي الحكم أو السلطة وهذا ليس معناه أنه محرم علي، ولكن لأن وظيفتي الدعوية ألا أنشغل بهذا الجزء، وآخرون من المخلصين للفكرة وللوطن يقومون بهذا الواجب ولكن ليس كفرع إداري من الإخوان ولكن كمستقلين والتجربة التركية نجحت في هذا الجانب وهذا ما انتهى الية الاستاذ البنا بعد تجربة عشرين عاما.
يعني تريد أن تحول جماعة الإخوان المسلمين كجماعة ضغط في المجتمع؟
ـ نعم صحيح سأمارس عملي كجماعة ضغط، أنا اصلي جماعة إصلاحية وأنا أسعي كجماعة الإخوان المسلمين المؤسسة علي مبادئ وقيم الإسلام، ومن هذا المنطلق أري هل لن ينصلح الوطن في ظل الاستبداد، لابد أن أواجه الاستبداد، ولن ينصلح الوطن في ظل غياب حقوق الإنسان وانتشار المعتقلات والعمل بقانون الطوارئ، لابد أن أواجه الطوارئ، ولن ينصلح الوطن في وجود اللصوص الذين يسرقون ثرواتنا فلابد أن أواجه الفساد وهذا لصالح الوطن، ولن أقوم بهذا العمل لكوني منافسا يطرح نفسه ولا من أجل الجماعة لأن الذي يتحرك من أجل مصلحة الجماعة حتي لو اصطدمت بمصلحة الوطن هذا انحراف عن خط الإخوان فالإخوان منذ أن قامت فهي تتحرك لمصلحة الدين و الوطن.
في ظل الحالة المرضية الموجودة في المجتمع كيف أصف تنظيم الإخوان حاليا؟
ـ كل ما تحدثت عنه هو الأصل النظري الذي يجب أن تسير عليه الجماعة، لكننا في اللحظة الراهنة تنظيم مرتبك بسبب الحالة العامة وبسبب أن السلطة حريصة أن نظل في حالة الارتباك،لهذا أكثر نقطة يستخدمها هذا النظام الفاسد ضد الإخوان هو حرمانها من المشروعية.
لكن أنت عُرض عليكم المشروعية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات أن تتحولوا إلي جمعية والأستاذ عمر التلمساني مرشد الجماعة في حينها رفض؟
ـ يقال خطأ إن السادات عرض علي الإخوان أن يكونوا حزبًا ورفضوا وهذا خطأ.
لا أنا دقيق في سؤإلي، السادات عرض عليكم أن تتحولوا إلي جمعية وتمارسوا العمل الدعوي من خلالها وتبتعدوا عن العمل السياسي، والجماعة رفضت؟
ـ الجمعية في ظل قانون الجمعيات وقتها وحتي الآن يصادر حق المجتمع المدني في العمل، هذا لا يعطي الإخوان ولا غير الإخوان حقهم , يجب أن يعود قانون الجمعيات لما كان علية قبل الثورة وفى ظل دستور 1923 الذى يعطى لتنظيمات المجتمع المدتى حق العمل والحرية دونما تدخل إلا من السلطة القضائية .
يعني تأخذون نصف مشروعية ولا تظلون بلا مشروعية خالص؟
ـ هذا كلام يحتاج إلي تقدير، وفي تقديري الشخصي أن المشروعية المنقوصة خير من اللامشروعية خالص، أنا الآن أوافق علي هذا وقبل هذا الوقت كنت موافقًا أيضًا لأن غياب المشروعية مفسدة للدعوة، وهذا ما يحدث الآن فيه إفساد، لكن حتي لا نطلق الكلام علي عمومه فإن مبرر رفض الجماعة وقتها كان له منطقه وهو أن قانون الجمعيات يمنعني من العمل السياسي، وهذا غير مقبول وهذا القانون كان سيحصر عملي في تحفيظ الناس القرآن فقط وهذا هو سبب ومبرر رفض الإخوان وقتها، لكن ليس صحيحا أن جماعة الإخوان ترفض المشروعية والعلنية، يمكن يكون عندنا أفراد في الجماعة يحبون ذلك من عدم المشروعية لأنها تحقق له رؤية اتصور انها خطأ وهذا استثناء داخل الجماعة ، لأن جمهور الإخوان والعقلاء يرون أن من مصلحة الجماعة والوطن أن نكون مشروعين.
ما هو الشكل الذي تراه مناسبا لتصبح جماعة الإخوان كيانًا مشروعًا؟
ـ الشكل الذي كان عليه قانون الجمعيات قبل الاستبداد ما يضع يده علي الوطن، فالبنا عندما أنشأ الجماعة أنشأها رسميا جمعية، وقانون الجمعيات حينها كان يسمح لها كمؤسسة مدنية ممارسة جميع الأنشطة بما فيها النشاط السياسى عدا النشاط الحزبي الذي هو المنافسة علي السلطة حيث أن ذلك من وظيفة الأحزاب، وهذا ما أريده نعمل قانون جمعيات زي باقي العالم وتمارس فيها كل أنشطتك بشكل علني عدا المنافسة علي السلطة وده اللي يجب أن يكون عليه قانون الجمعيات.
طيب قانون الجمعيات لا يسمح ومؤشرات القانون الجديد تشير إلي تضييق عمل الجمعيات فماذا تفعلون؟
ـ طيب نفضل زي ما احنا حتي تنتهي الأجواء المرضية التي صنعتها السلطة تزول وهذه نتيجة مفروضة علي الإخوان.
طيب في ظل حالة الارتباك الحالية ما الذي يجب أن يقوم به الإخوان؟
ـ أنا أري وفق هذا الظروف المربكة أن ينسحب الإخوان من مجال العمل الحزبي لأن هذا يحقق مصلحة السلطة، ونمارس عملنا كحركة إسلامية دعوية شاملة ونمارس جميع أنشطتنا وفقا لقانون الجمعيات الطبيعي وليس وفق هذا القانون الاستثنائي، ونمارس عملنا الدعوي بشكل واقعي، وهذا يؤدي إلي حرمان السلطة من ذريعة تزوير الانتخابات من أجل مشاركة الإخوان.
يعني توقفك عن العمل الحزبي معناه ألا تقدم مرشحين في الانتخابات؟
ـ آه انسحب من الانتخابات لأن هذا الأمر ليس وظيفتي مش لأنه عيب وساعتها أحرض الناس علي ترشيح الناس الوطنيين وأدعمهم وأعطيهم أصواتي.
قيادات الجماعة في تصريحات متكررة رفضت طرحك بعدم خوض الانتخابات، تظن ما هو سبب رفض هذه المبادرة؟
ـ لسببين الأول سوء فهم لمن تصور أن هذا انسحاب من العمل السياسي والجزء الثاني بسبب حالة الإرباك التي نعيشها زي ما قلنا لأن الجماعة تستفيد من فترةالسماح في الانتخابات بالتواصل مع الجماهير.
متي تنهي جماعة الإخوان هذه الحالة المرتبكة من طرفها هي؟
ـ هذا يحتاج إلي قرار شجاع بعدم خوض الانتخابات، لأن في هذه الحالة السلطة مصرة علي حصار الجماعة لتظل رافع راية المنافسة رغم أن الإخوان لا يقصدونها من الأساس، فيظل النظام يشير للقوي الخارجية. إن الإخوان هي البديل للنظام، الحالي إذا حدث ديمقراطية وتداول للسلطة، وهي صناعة سلطوية أمنية تحقق مصلحة النظام علي مصلحة مصر وهذا يحتاج قرارًا شجاعًا من الإخوان أن ننسحب من هذه الانتخابات ونظل نعمل في ساحة العمل العام كجماعة إصلاحية نعمل في السياسة والفكر والثقافة والتربية كأمر واقع لحين استرداد الديمقراطية والحرية لمصر، أيا كانت التضحيات لأننا سنبذل تضحيات لأن عددًا من الذين عندهم قدر قليل من الفهم يحسب هذا الانسحاب طلبا للأمان وهذا غير صحيح لأنني سأناضل، لكن هذا النضال سيكون من أجل مصر
قلت إنكم عرضتم علي قيادات في الدولة أنكم تتركون العمل السياسي وتهتمون بالدعوة في مقابل الحصول علي المشروعية متي تم هذا وعلي أي مستوي داخل الجماعة؟
ـ هذا تم خلال العشر سنوات الأخيرة وعرضنا ذلك كقيادة الجماعة وليس مبادرة فردية وكانت تصلنا ردود بأن هذا الكلام حلو ثم محدش بيرد علينا.
هل كان التفاهم مع قيادات أمنية أم سياسية؟
ـ لا يهم المستوي الذي تم معه الحوار فقد كان علي العديد من المستويات، ولعل لأول مرة أكشف عن هذا الأمر أنه قبل القبض علي في شهر أكتوبر عام 1995 جاء لنا طلب، هل عندكم استعداد في أن نتفاهم في موضوع انتخابات مجلس الشعب، نتفاهم هنا ليس معناه صفقة ، وقالت الرسالة أن يكون الرد من ثلاثة في الجماعة هم مصطفي مشهور ومأمون الهضيبي وعبد المنعم أبو الفتوح، فدعانا الحج مصطفي وناقشنا الأمر من أجل التفاهم من أجل مصلحة الوطن ورحبنا بالتفاهم لأنه سيكون في مصلحة الوطن، وبعد ما وصلنا الرسالة ذهب الوسيط ولم يعد، ويبدو أنه كان اللي جايب الرسالة كان ينتظر عشان نرفض التفاهم ولم يكن يتوقع منا هذا الرد .
هل تري أن تجربة حزب الوسط كانت حلا لفكرة المشروعية للإخوان؟
ـ الدافع لتكوين حزب الوسط كان هذا تقديره، وكان هدفًا نقيا ولكن السلطة قابلته بشكل آخر وهو تحويل هذه المجموعة لمحكمة عسكرية.
الإخوان الذين تراجعوا عن تلك المشاركة في تأسيس حزب الوسط ألا يعد هذا تمسكا بحالة اللامشروعية حفاظا علي الشكل التنظيمي؟
- بكل إخلاص الذبن تركوا مشروع الوسط لا يعني هذا أن الإخوان يرفضون المشروعية ولكن الأمر كان به قدر من الاختلافات الداخلية وانتهي بردود فعل النظام من احالة اصحاب المشروع للمحكمة العسكرية ويضاف الي ذلك سؤالا مهما هل أعطت السلطة المشروعية لحزب الوسط بعد مرور 14 عاما
لماذا لم ينضم عبدالمنعم أبو الفتوح لحزب الوسط؟
ـ لم أنضم له لأنني كنت في السجن أثناء تأسيسه وهي تجربة كنت أتمني لها النجاح ـ ولكنني أري أنني في مكاني الطبيعي الراضي عنه ومقتنع به وأري أن جمهور الإخوان النقي الطيب الطاهر كله هو صاحب الفضل علي في أفكاري وتاريخي وسأظل وفيا لهذا الجمهور ولا أعبء بأى انحراف.
تكرر كثيرا الحديث عن القلة المنحرفة في الإخوان أفهمنا من هؤلاء؟
ـ نحن لسنا تجمعًا من الملائكة -فالإخوان تجمع بشري جمهوره الغفير والغالب جمهور طاهر ونقي ونبيل وهناك قلة من أصحاب المصالح الشخصية والذاتية حاولوا يركبوا الجماعة بل ويتواجدوا فيها من أجل مصالحهم الشخصية وهم قلة منحرفة حذر الإمام البنا منهم معنويا أو ماديا.),وقال هناك ناس يحملون الدعوة وناس تحملهم الدعوة)
نفهم في الإخوان الاستفادة المعنوية لكن مفيش استفادة مادية؟
ـ لا واستفادة مادية أيضا
ما هي هذه الاستفادة المادية ناس بتبيع مجلات وكتب مثلا للإخوان؟
ـ هذه تفاصيل بغض النظر كيف الاستفادة، والذي يوجد في جماعة رسالية يجب أن يتجرد لرسالته -لكن أن يوجد لأجل منصب أو ذات مصلحة مادية فهذه خطر علي الدعوة ويجب أن يحذر منه وتوضع نظم ولوائح وآليات وإداريات للدعوة لإيقاف مثل هذه الأمور.
لماذا سعد المراقبون بتجربة الانتخابات والتغيير داخل حزب الوفد وحزنوا من الانتخابات التي جرت داخل الإخوان بداية العام الحالي؟
ـ هذا بسبب غياب المشروعية فانتخابات الوفد جرت في إطار مشروع علني وهو اجتماع جمعية عمومية ولجنة للإشراف علي الانتخابات من خارج الوفد وناس بتصوت علنا مش بتصوت من وراء بعض ولو سألت يقولك لو مش قادر اعمل اجتماع لمجلس شوري الإخوان، وذلك بسبب أن أحد قيادات أمن الدولة قال «أموت ويجتمع مجلس الشوري» ورغم ذلك أنا أقول لازم يجتمع الشوري هذا العام ويتفرس بتاع أمن الدولة براحته حتي ولو قُبض علي مجلس الشوري كله ويكمل اجتماعه في «أبو زعبل» فهذا أشرف للإخوان وأنقي - فإذا كنت تدخل انتخابات مجلس الشعب ويقبض ساعتها علي 10 آلاف من الإخوان المسلمين فالأهم الانتخابات الداخليةواجتماع مجلس الشوري أمور الجماعة وممارسة أعماله -فمجلس الشوري العام للجماعة لم يجتمع منذ عام 1994 حتي الآن لذلك لا يجوز لأحد أن يتحدث عنه فمجلس الشوري معناه الاجتماع والنقاش للوصول إلي قرار وأي وسيلة أخري غير ذلك فلا يسمي مجلس شوري.
هل هذا يعني أن ما شهدته الجماعة في الفترة الماضية من اختيار مرشد جديد وأعضاء مكتب إرشاد لا تعدها أنت انتخابات؟
ـ نعم ما حدث ليست انتخابات - ولكن تجد من يقول هنعمل إيه دي الظروف وهو مخلص فيما يقول وهناك أيضا يقول من ذلك وهو مغرض ولكني لم أتدخل في نية أحد - ولكن ما يحدث هو نتاج وامتداد لحالة الإرباك التي يفرضها النظام الحاكم وإرباك الإخوان وسحب المشروعية عنها لعدم تجويد أدائها.
أنت متابع أيضا للشأن العام كيف تري مسلسل تغيير السلطة في مصر؟
ـ أتصور أن الغرب الذي يحمي النظام حريص علي استمراره علي المدي المتوسط، بالرغم من أن كتابات المراكز البحثية الغربية التي تري أن هذا النظام يمثل خطرًا علي مصر وعلي مصالح الغرب إذا استمر علي المدي البعيد.
هل تري أن لجمال مبارك فرصة لخلافة أبيه علي كرسي الحكم في مصر؟
ـ أستبعد أن يأتي جمال مبارك رئيسا في حياة والده وأكبر عقبه أمامه في هذا الأمر هو والده نفسه - فجمال مبارك فرصته الوحيدة أن يأتي للحكم في حياة والده ، ولكن الرئيس مبارك كرر كثيرا أنه لن يترك الحكم طالما فيه نفس ينبض وهذا حتي ولو لابنه، والرئيس مبارك يتعرض لضغوط مختلفة حتي يسمح بمجيء نجله في حياته وفي عهده، ولكنه لن يوافق ولو ذهب الرئيس مبارك فلن يأتي جمال مبارك .