Sunday, July 26, 2009

استمرار احتجاز المدونين مجدي سعد وعياش يهدد سلطة وسيادة القانون في مصر

مرت ستة أيام علي احتجاز المدونين مجدي سعد وعبدالرحمن عياش بمقار أمن الدولة دون أن يتم تحويلهما إلي أي جهة تحقيق وذلك عقب عودتهما من تركيا في منتصف ليل الثلاثاء الماضي حيث تم احتجازهما بمكتب أمن الدولة بمطار القاهرة الجديد لمدة 40 ساعة ثم تحويلهما إلي فروع أمن الدولة التابع لمسكنيهما في محافظات القاهرة والدقهلية ليظلا رهن الإحتجاز غير القانوني وغير المبرر حتي اليوم وهو ما يخالف قانون الإجراءات الذي لا يسمح للسلطات التنفيذية احتجاز الأشخاص أكثر من 24 ساعة دون عرضهم علي جهة تحقيق يضاف إلي ذلك أن مقار أمن الدولة ليست مقارات احتجاز رسمية ليتم وضعهما فيها اذ أنه معروف عن هذه المقار سؤ السمعة لتعرض الكثير من الأشخاص للتعذيب والإهانة بل للموت أيضا
ان احتجاز المدونين الشابين في هذه الأماكن يسئ إلي سمعة سيادة وسلطة القانون والدستور في مصر كما يشوه صورتها في الخارج حيث استنكرت منظمات دولية عديدة تعرض المصريين في مقار أمن الدولة للانتهاكات وكان آخرها استنكار لجنة حماية الصحفيين احتجاز سعد وعياش ودعت الحكومة المصرية أمس لتوضيح سبب اعتقالهم هذا الأسبوع دون توجيه اتهام.
ويعرف سعد وعياش بأنهما من أشهر مدوني جماعة الإخوان المسلمين في مصر حيث يحرر الأول مدونة " يلا مش مهم " والثاني مدونة " الغريب " وكان لآرائهما الإصلاحية صدي واسع داخل الوسط الإسلامي المعتدل في جماعة الإخوان والحركة الإسلامية بشكل عام وأبرزت كتابتهما مبادئ الديمقراطية والمواطنة والتعددية السياسية وحقوق الأقليات الوطنية في المشاركة السياسية واعتقالهما يضاف إلي حملة مواجهة الإصلاحيين داخل جماعة الإخوان المسلمين التي سبقها اعتقال القيادي البارز الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بالجماعة وهو ما يشكل رسالة من النظام البوليسي لتخويف هذه الأصوات الحرة ويبرز مدي قلقه من تأثيرهم السلمي علي الحياة السياسية في مصر فيلجأ إلي إجراءات غير قانونية لمواجهتهم وتصفية حسابته السياسية معهم .
ويضاف إلي اعتقال سعد وعياش اختفاء المدون أحمد أبو خليل محررمدونة " البيارق " عقب اعتقاله صباح الثلاثاء الماضي من منزله دون أن يعرف مكان احتجازه حتي اليوم وهو مدون مستق لا ينتمي إلي أي تيار
هذه الإجراءات اللاعقلانية والغير قانونية والمخالف لنصوص الدستور المصري توجب علي النائب العام سرعة التحقيق في احتجاز المدونين الثلاثة والقيام بدوره في التفيش علي مقار الإحتجاز ومقار الشرطة للتعرف بنفسه علي المخالفات القانونية الجسيمة التي يتعرض لها المصريين في هذه الأماكن سيئة السمعة خاصة وخوفنا من تعرض مجدي سعد للتعذيب في مقر أمن الدولة بلاظغولي حيث سبق أن تعرض في عام 2000 لعملية تعذيب مبرحة علي يد أحد ضباط الجهاز الموجودين حاليا علي رأسه
مما يوجب سرعة تحرك النائب العام حفاظا علي أرواح هؤلاء الشباب وحفاظة علي كرامة وسيادة القانون والدستور
ونحن مجموعة من المتضامنين مع المدونين الثلاثة ندعوا جميع المدونين والناشطين والمهتمين بقضايا الحريات وحقوق الإنسان إعلان تضامنهم في هذه القضية ومخاطبة السلطات المصرية والنائب العام بسرعة التحرك للإفراج عنهم .

لمراسلة النائب العام عبر الفاكس 0225774716

Wednesday, July 22, 2009

احتجاز المدونين عياش وسعد بمكتب امن الدولة بمطار القاهرة

مكتب امن الدولة بمطار القاهرة الجديد يحتجز المدونين مجدي سعد وعبدالرحمن عياش عقب عودتهما من تركيا في منتصف ليل امس الثلاثاء
سعد صاحب مدونة "يلا مش مهم " وعياش صاحب مدونة " الغريب " وقد كان الاول في رحلة عملوالثاني مشاركا في احد المؤتمرات العامة في تركيا وحتي الان لم توضح سلطات الامن سببا قانونيا لاحتجازهما يذكر ان الاثنين من شباب الاخوان الاوائل الذين انشئوا مدونات تناقش القضايا الاصلاحية في جماعة الاخوان والحركة الاسلامية بشكل عام

Sunday, July 19, 2009

ابنة أبوالفتوح:هناك مخطط لقتل والدي بمنع الأطباء من متابعة حالته

حذرت ابنة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، من وجود مخطط لقتله بمستشفي قصر العيني الفرنساوي في ظل فرض الحراسة المشددة عليه والتعنت الشديد من قبل قوات الحراسة الملازمة لأبوالفتوح بالمستشفي.
وقالت الدكتورة يسرا أبوالفتوح، الطبيبة بالمستشفي ذاته، الحراسة المشددة تعتقل والدي داخل حجرته بالمستشفي وتمنع عنه دخول الأطباء ولا تسمح إلا لطبيبة واحدة ـ تخصص قلب ـ للدخول له مرة واحدة في اليوم ـ بينما أصيب طاقم التمريض بحالة من الذعر في ظل التفتيش الذي يتم لهم.
كما تمنع دخول أي تخصصات أخري لمتابعة حالة والدي رغم حالته المرضية الشديدة التي تحتاج لمتابعة من قبل تخصصات باطنة وجراحة ومخ وأعصاب، وأكملت كما منعت الحراسة والدي من أداء صلاة الجمعة بمسجد المستشفي وتعنتت معه في دخول الأطعمة، كما تمنع عنه جميع الزيارات وهو ما سبب له ضيقاً شديداً.
وقالت: والدي وضعه أسوأ مما كان عليه في السجن، فمنذ حضوره للمستشفي وتعنت الحراسة معه سبب له توتراً شديداً ليرتفع ضغطه ليصل إلي 180/120 وهو ما يعرض حياته لخطر حقيقي.
وتضيف: عندما نتحدث مع العميد المسئول عن الحراسة يقول: «عندي تعليمات مشددة بالتضييق علي الدكتور»، كما أن المتهم ليست له حقوق , وكان أبوالفتوح قد تقدم بطلب بتغيير الحراسة المرافقة له بالمستشفي والسماح لأحد أبنائه بمرافقته نظراً لمرضه الشديد، وبالفعل تم التغيير لمدة يوم واحد ثم عادت الحراسة الأولي أكثر تعنتاً من ذي قبل ـ بحسب ابنة أبوالفتوح.
وحول موقف أبوالفتوح من ذلك قالت: أبي يحتاج لمجموعة من الفحوصات الطبية والتحاليل قبل رجوعه إلي السجن لكني أخشي علي حالة والدي التي تتعرض للخطر يوماً بعد يوم.

Thursday, July 9, 2009

الألفة أبوالفتوح .. الرجل الذي عارض أفكار سيد قطب واختلف مع مشهور ووقف في وجه السادات والنزيل الدائم لسجون مبارك!


"الخطاب الإصلاحي الإسلامي هو خطاب بشري وليس خطابا مقدسا , إنما اجتهاد بشري في فهم نصوص الإسلام , وبالتالي فمن يختلف معنا فهو يختلف مع فهمنا , ولا يختلف مع الإسلام " كلمات مختلفة ترسم شخص إنسان مختلف داخل جماعة اسلامية صاحبة تاريخ عريق وهي الرائدة في الحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي
عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني المختلف الذي استطاع هو وأبناء جيله من طلبة السبعينات أن يعيدوا بناء جماعة الإخوان المسلمين بعدما غيبت أفكارها السجون سنوات طويلة وعملوا علي دمج التيار المعتدل من الحركة الإسلامية ضمن التيار الإخواني الذي أعاد شمله عمر التلمساني المرشد السابق للجماعة والذي أعطي شباب الحركة آنذاك مثل أبو الفتوح وعصام العريان
وحلمي الجزار وإبراهيم الزعفراني وأبوالعلا ماضي زمام قيادة العمل الإسلامي
أبو الفتوح وإخوانه الشباب الذين لم تتعد أعمارهم في مطلع السبعينات عن العشرينات استطاع تقديم دعوة الإخوان من جديد للمجتمع كدعوة إسلامية سلمية وسطية سمحة ترفض العنف والتعصب بل جاهد أبو الفتوح وإخوانه أن يحافظوا علي الشباب المصري من أن ينجرف في المنهج العنيف الذي انتهجته حركات أخري
وقد سمعت من قيادات وكوادر حركات الجهاد والجماعة الإسلامية في السجون أنهم لو استمعوا لأبوالفتوح في وقت مبكر لما سفكت دماء المصريين باسم الدين ولا وصل بهم الحال أن يقضوا زهرة أعمارهم داخل السجون
عبدالمنعم أبو الفتوح عبدالهادي أبو شعث مواليد شارع محمد سباق في الملك الصالح بمصر القديمة في 15 أكتوبر 1951 , تربي أبو الفتوح في بيت متدين فكان أبوه أحد دعاة جماعة أنصار السنة المحمدية والدته كانت سيدة بسيطة متدينة بالفطرة وكان متأثرا بها لدرجة كبيرة , ونشأ أبو الفتوح في جامعة أبو جنوب في مصر القديمة وكان تابعا للجمعية الشرعية
أبو الفتوح كان " الألفة " دائما بين أقرانه في شبابه الحكيم و شيخوخته الشابة فكان أول من سبق جيله نحو العمل الإسلامي في السبعينات كما كان أول من تعرف علي أفكار ودعوة الإخوان المسلمين عندما كان طالبا في القصر العيني حين كان يستقبل كبار الإخوان المسجونين في مستشفى القصر العيني عند تلقيهم العلاج وتعرف وقتها عن أفكار هذه الجماعة التي طالما سمع عنها من أحد رجالها الأوائل وهو الحاج فتحي رفاعي
ولأنه كان " الألفة " فكان أول من دفع زملاؤه للاشتراك في اتحاد الطلبة وبدأ نشاطه هو عصام العريان وحلمي الجزار باسم " الجمعية الدينية " في كلية الطب وسرعان ما قاموا بتغيرها إلي" الجماعة الإسلامية" بعدما تعرفوا علي أفكار علي المودودي في باكستان ورأس اتحاد طلاب الكلية عام 1973 ثم اتحاد طلاب جامعة القاهرة عام 1975
كل هذه العوامل دفعت أبو الفتوح أن يقود جيله المتميز ودفعت قيادات جماعة الإخوان التي خرجت من السجون في بداية السبعينات أن تضمه قياديا ضمن صفوفها في وقت لم يتجاوز عمره فيه عقدين من الزمان
" الألفة" كان جريئا حين دعا أنور السادات مجلس اتحاد طلاب مصر ليناقش معهم أحداث الانتفاضة الشعبية والتي سماها ( انتفاضة الحرامية ) ويشرح رؤيته في بناء مصر فوقف له عبدالمنعم أبو الفتوح الطالب بكلية الطب ورئيس اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة وسأله بكل شجاعة وحماسة الشباب "إزاي حضرتك بتقول دولة علم وإيمان ودولة ديمقراطية ويطلع علينا الأمن المركزي يضربنا عشان خرجنا في مظاهرة سلمية للاعتراض علي التنكيل بالشيخ الغزالي الذي منع من الخطابة في جامع عمرو وحنط في وزارة الأوقاف مما أضطره للسفر في الخارج ولم يتبقي في مصر إلا الناس اللي بتنافق السلطة وبتنافقك يا ريس " ووقتها ثار السادات عليه بشدة وطالبه بالسكوت في حالة درامية من السادات وهو يوقف كلام " الألفة" بقوله اقف مكانك فكان من أبو الفتوح إلا أن يرد جريئا " ما أنا واقف يافندم "
أبو الفتوح كان قد روي لي هذه الشهادة بعد مرور ما يزيد عن ثلاثين عاما وهو عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان وعلق بأنه لم يكن أحد قبل الرئيس السادات يلتقي مع الطلاب بهذا الشكل ويستمع لمعارضتهم له ولم يأت أحد بعده يقوم بهذه التجربة وقال بعد بعد هذه الحادثة أشيع أن الحكومة قد قتلتني رغم أن أحدا لم يمسني سوي بمنعي من التعيين في هيئة تدريس الجامعة رغم أني من أوائل الكلية
الجميع اكتشف قدراته وذكاءه وجرأته فعمد عمر التلمساني مرشد الجماعة في ذلك الوقت ضمه إلي مكتب إرشاد الجماعة الذي كان يضم كبار رجال الإخوان وذلك في محاولة لتقريب شباب الجامعات الذي بدأ يتحرك باسم الإخوان في الجامعات فتدخل الدكتور أحمد الملط وأنشأ مكتب بهؤلاء الشباب عرف باسم " مكتب مصر " وكان يساعده أبو الفتوح وضم جيل الطلبة وشباب الحركة آنذاك مثل الدكتور محمد حبيب والدكتور حلمي الجزار والمهندس أبو العلا ماضي وبعد سفر الملط خارج مصر تولي أبو الفتوح قيادة هذا المكتب وحاول التلمساني أن يضم هؤلاء الشباب لمكتب الإرشاد لتوحيد القيادة وطلب من أبو الفتوح الانضمام إليه إلا أنه رفض ورشح له الدكتور حبيب وبعد إلحاح من التلمساني انضم أبو الفتوح لمكتب الإرشاد في بداية الثمانينات ليكون أول أبناء جيله في صف قيادة الجماعة
" الألفة " لم يكن راضيا عن انضمامه للمكتب بهذا الشكل وكان من أوائل من دعوا إلي وجود لائحة تنظم شئون الجماعة وأن يكون اختيار القيادات بالإنتخاب وهو التطور الذي حدث بالفعل في بداية اتسعينات لكن لأنه " الألفة " سبق اسمه في عضوية مكتب الإرشاد قيادات لها جهد وتاريخ عريق داخل الجماعة مثل الدكتور محمود عزت أمين الجماعة حاليا والمهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد والمسجون حاليا علي ذمة محكمة عسكرية
أبو الفتوح عرف السجن في وقت مبكر من حياته حيث شمله قرار السادات بالتحفظ علي آلاف من قيادات الرأي من القوي المختلفة في سبتمبر 1981 حتي نهاية أغسطس 1982 ,
ورغم السجن الذي جمع بينه وبين نظيره خريج كلية الطب أيضا أيمن الظواهري إلا أن أبو الفتوح قابل تعسف النظام له باعتدال خلافا للظواهري الذي آمن بأن العنف هو الحل لمواجهة الاستبداد , بل قاد ابو الفتوح ورفاقه داخل سجنه المناقشات والمناظرات مع قيادات أعمال العنف والتكفيريين محاولا إقناعهم بتبني الفهم المتسامح للفكر الإسلامي ووقف أبو الفتوح كحائط صد داخل سجنه ضد الأفكار المتشددة للمحافظة علي صورة التيار الإسلامي المعتدل .
قدرة أبوالفتوح علي التأثير علي شباب الدعوة وعلاقته بالتيارات المختلفة مكنته من ترشيح نفسه علي مقعد مجلس نقابة الأطباء في عام 1984 وكانت مبادرة فردية منه ليصبح أمينا مساعد لمجلس النقابة ثم أمينا عام للجنة الإغاثة الإنسانية – نقابة أطباء مصر من عام 1986 وحتى عام 1989إلي أن تم انتخابه أمينا عاما لنقابة أطباء مصر من عام 1988 إلى عام 1992 ولم يتوقف الأمر علي نشاطه المهني داخل مصر بل توسعت نشاطتها داخلي الوطن العربي أصبح أمينا عاما مساعدا لإتحاد الأطباء العرب ثم الأمين العام للإتحاد منذ عام2004 وكانت أبو الفتوح هو صاحب السبق والمبادرة في دفع الإخوان للعمل النقابي الذي يعد أحد أهم علامات الإخوان في نهاية التسعينات
وكان لأبو الفتوح دورا هاما في تحريك العجلة السياسية للجماعة ومشاركتها الأولي في انتخابات برلمانية بتحالفها مع حزب الوفد عام 1984 وفي الوقت رفض هذا التحالف معظم القيادات التاريخية للجماعة فاستعان التلمساني بأبوالفتوح لإقناعهم بأهمية المشاركة السياسية في هذه المرحلة , كما أنه كان مهندس انتخابات 1987 وكان هو المسئول التنفيذي عن مشاركة الإخوان في هذه الإنتخابات والتحالف مع حزب العمل وخاض الكثير من الحوارات حتي استطاعت الجماعة انشاء أكبر تحالف سياسي لها في تاريخها مع حزبي العمل والأحرار وحصلت وقتها الجماعة علي 36 مقعدا من أصل 60 مقعد للتحالف
أبو الفتوح يمثل حالة من التوازن داخل الجماعة والحركة الإسلامية بشكل عام فرغم انتمائه المبكر للتيار الإسلامي إلا أنه حرص علي الانفتاح علي المجتمع والتيارات الأخرى وكان يوظفه التلمساني للتفاوض باسم الجماعة مع التيارات والأحزاب الأخرى , كما ساهم أفكار علماء ومفكرين وسطيون مثل الشيخ محمد الغزالي والدكتور يوسف القرضاوي علي اجتهاداته ورؤيته لتجديد الخطاب الدعوي مما جعله يساهم في وثيقة تعد من أهم ما طرحته الجماعة في فترة التسعينات وهي " بيان للناس " والذي أكدت علي قبول الإخوان بمبدأ التعددية الحزبية وحق المرأة في الترشح للمجالس النيابية , كما ساهم أبو الفتوح ورفيق عمره عصام العريان في توسيع رقعة العمل العام والنشاط السياسي داخل الجماعة الدعوية وارتبط اسميهما وآخرين من أبناء نفس الجيل في المحافظات الأخرى بالانفتاح والحراك الذي قامت به الجماعة في النقابات المهنية في أوج نشاطها في التسعينات إضافة للعمل الاجتماعي الذي برز بشكل كبير في نشاط لجان الإغاثة التي بدأت في نقابة الأطباء أثناء الزلزال الذي أصاب مصر في عام 1992 , مما دفع النظام لترصد نشاطه وتقديمه للمحاكمة العسكرية عام 1995 التي أقامها النظام لمئات من قيادات الجماعة التي شاركت في اجتماع لاختيار أعضاء مكتب الإرشاد في مقر الجماعة القديم بالتوفيقية وحكمت المحكمة العسكرية عليه بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوا بتهمة قيادة جماعة الإخوان المسلمين
كما ساهم أبو الفتوح بوسطيته في تأصيل فكرة مدنية الدولة ورفض صورة الدولة الدينية الثيوقراطية
والتي ظهرت في " مبادرة الإصلاح " التي أطلقتها الجماعة في مارس 2004 والتي أكدت علي إيمان الجماعة باليات الديمقراطية الحديثة بالإقرار بأن الأمة هي مصدر السلطات واحترام مبدأ تداول السلطة، عبر الاقتراع العام الحر النـزيه وحرية الاعتقاد الخاص وإقامة الشعائر الدينية الخاصة بكل دين والاعتداد بمبدأ المواطنة وحق الأقباط في الممارسة السياسية والحصول علي المناصب القيادية في الدولة .
الجرأة التي اتسم بها أبو الفتوح لم تكن حركية فقط , فقد كانت لدية الجرأة الفكرية في تجديد الخطاب الإسلامي وإعادة قراءة النصوص وتجديدها حسب تطورات العصر ليكون بحق مفكرا تجديديا جرأيئا وبدأت شجاعتة الفكرية حين اختلف مع أفكار سيد قطب الذي ينظر لها جموع الإخوان والحركات الإسلامية علي مستوي العالم نظرة قد تصل إلي التقديس , فأبدي أبو الفتوح اختلافه مع أهم نظريتين لقطب وهما الحاكمية وجاهلية المجتمعات والتي توسع فيها قطب رحمه الله واستطرد علي حدود محرجة علي حد وصف أبو الفتوح قائلا أن من يقرا الظلال والمعالم قراءه كاملة لا يسعه إلا أن يصل إلى حقيقة أن المجتمعات كلها قد أصبحت(جاهلية).جاهلية السلوك وجاهلية العقيدة وهو الكلام الذى يقرب صاحبه من فكره(التكفير) حيث أن هذه المجتمعات لم ترضَ بحاكميه الله تعالى وأشركت معه آلهة أخرى استوردت من عندهم الأنظمة والقوانين والقيم والأفكار والمفاهيم واستبدلوا بها شريعة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأبدي أبو الفتوح اختلافه مع هذه الأفكار موضحا أن مقاربة قطب فى تشخيص وفهم الواقع لم يقل بها أي من الدعاة والمصلحين من قبل ناهيك عن الأستاذ البنا نفسه والذى كان قد وضع أسس العمل الإسلامي على قاعدة أن(المجتمع مسلم) ينقصه بعض قيم وأخلاقيات الإسلام وهذا دورنا وحقه علينا ومن ثم كانت الدعوة..وان(الدولة مسلمة)ولكن عليها الاقتراب اكثر من الأحكام والتشريعات التى تقيم العدل والحرية والحياة الكريمة الآمنة لمواطنيها..ومن ثم كانت النصيحة الدائمة والتواجد القوى فى المؤسسات التشريعية والرقابية والنقابية.
وكلف هذا الإختلاف أبو الفتوح الكثير من المشاكل التي تعرض لها داخل التنظيم الذي هو أحد أهم قياديه حيث وصفه عدد من المحافظين داخل الجماعة بأنه مارق بل وصل الأمر إلي أن وصفه أحد دعاة الجماعة علي منبر صلاة الجمعة بأنه مارق وما يقوله خارج عن نطاق الإسلام , بل وصل الأمر أن وصف الشيخ محمد الخطيب عضو مكتب إرشاد الجماعة ومفتيها آراء أبو الفتوح بأنها باطلة لا أساس له من الصحة ولا تلزمنا لأنه آراء غريبة حين استفتها أحد أفراد الجماعة عن رأيه الشرعي فيما قاله أبو الفتوح أنهم لا يختلفون مع رواية مثل وليمة لأعشاب البحر وكان الخلاف الذي أثاره نواب الجماعة في مجلس الشعب لانها تم طباعتها علي نفقة الدولة فرد الخطيب هذا القول الذي سمعته أو قرأته من أن البعض ضد منع روايات الإلحاد وإشاعتها،، هذا القول باطل لا أساس له من الصحة ولا يلزمنا لأنه غريب علينا فالمنكر آياً كان مرض ضار للأمة كلها وأعلى درجات المنكر تسويغ الإلحاد من خلال روايات ما أنزل الله بها من سلطان
معارك " الألفة أبو الفتوح " كانت واسعة النطاق داخل الجماعة ولعل أشهرها انتقاده لما قام به المستشار مأمون الهضيبي بعد وفاة محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للجماعة فأعلن الهضيبي البيعة لمصطفي مشهور مرشدا رابعا في المقابر أثناء دفن أبو النصر فأرسل أبو الفتوح وغيره من جيل السبيعنات اعتراضه علي هذا الموقف الذي يخالف مبدأ الشورى ويخالف اللائحة التي تسلزم اختيار المرشد بالإنتخاب , وخاض أبو الفتوح معاركه داخل السجن حتي أنهي أصابته في جسده حينما ثار خلاف بينه وبين الدكتور محمود عزت الذي كان يراجع رسائل الإخوان داخل السجن فاهترض أبو الفتوح عليه واتهمه بأنه يدير " جوستافوا " داخل السجن حتي سقط أرضا مصابا بأزمة قلبية حادة
كان تفكير أبو الفتوح يسبق خطوات الجماعة عشر سنوات حيث أن أفكاره التي ترفضها الجماعة في حينها تتبها وتفهما بعد ما يزيد عن عشر سنوات وتعدها وقتها من مفاخرها , إلا أن هذه الجرأة الفكرية والحركية دفعت قيادات المحافظين داخل الجماعة أن تطوق نشاطه التنظيمي وتمنعه من التواصل مع قواعد الجماعة فمن المعروف أنه ممنوع استقبال عبدالمنعم أبو الفتوح في أي من الشعب والمناطق حيث تم تصويره علي أنه شخص غير دعوي ويهتم بالعمل السياسي فقط وله أطماع في السلطة وشبهته مصادر متطرفة داخل الجماعة بأنه أردوغان مصر الذي تمرد علي أستاذه أربكان وانشق عنه مؤسسا حزب العدالة والتنمية ,
ورغم كل ما تعرض له أبو الفتوح داخل الجماعة إلا أنه لم يغير رأيه في رهانه عليها وعلي التغير الذي سيحدث فيها وصبره علي الأذي كما كان يقول بل حرصه اللا محدود علي تحسين صورة الجماعة لدي الدوائر الغربية التي تحترمه وتطلب منه أوراقا بحثية وفكرية عن معني الإسلام السياسي , فكان دائما مبشرا بالدور الإصلاحي الذي يلعبه الإخوان وهذا هو مربط الفرس في اعتقاله الأخير ضمن مجموعة التنظيم الدولي للإخوان رغم أنه من الشخصيات القليلة التي تنفي وجود هذا التنظيم كليا ونرفض فكرته من الأساس وله تصريحات مشهورة في السياق لعل أشهرها ما صرح به " للدستور " في حوار مطول قبل اعتقاله بشهر أنه لا يقبل أن يدير شئون شخص من خارج مصر تحت مسمي التنظيم الدولي
لعل الوصف الذي لم يختلف عليه جيل أبو الفتوح وأصدقائه المقربون أنه انسان صاحب أخلاق عالية حتي ما المختلفين معه سياسيا لديه بر ليس بأهله فقط بل أباء أصدقائه , حتي وأنا أتحدث مع المهندس أبو العلا ماضي مؤسس حزب الوسط والذي انشق عن الإخوان في التسعينات وله من الخلاف والسجال مع الجماعة تطول له الصفحات إلا أن قال لي أن أقرب شخص إلي قلبي في الدنيا كلها هو عبدالمنعم أبو الفتوح
" الألفة أبو الفتوح " ريما سيدفع من حياته وحريته وصحته سنوات جديدة في سجون مبارك لرهانه علي الإخوان وربما أيضا لتوازناته التي دفعته أن يقوم بدور المحلل لجماعة ترفض أن تسير علي نهج مؤسسها من التغيير الحقيقي للمجمتع وأن تكون جماعة هدفها العمل العام المفتوم لا انشاء تنظيم مغلق علي نفسه حتي وهو يتعرض لأقصي وأقسي الضربات الأمنية التي شهدها تنظيم سياسي في مصر