لا أحد يستطيع أن يغفل أو يجهل ما قامت من اجله وبسببه ثورة ال 25 من يناير , كما ان أحدا لا يجب أن يجهل أو يغفل كيف نجحت ثورة ال25 من يناير
تراكم الفساد في مصر حتي بلغ ذروته وبلغ الظلم والاستبداد والتعذيب والفقر والاهانة منتهاهة بالمصريين في نهاية عهد الرئيس المخلوع , ولعل مشهد برلمان 2010 والمخلوع يستفز المصريين كلهم قبل أن يستفذ القوي السياسية التي تم اقصاؤها وهو يقول ردا علي المطالبات بإعادة انتخابات البرلمان وتشكيل برلمان شعبي مواز فقال قولته الماجنة: " خليهم يتسلوا "
فازداد غضب جموع المصريين الذين باتوا قلقين علي مستقبل أبنائهم مع إدارة المخلوع العجوز وزوجته التي تخشي الخروج من القصر والوريث المشتاق الي كرسي أبيه
شعر المصريين بالمهانة في هذا العهد البائد عندما احترق قطار الصعيد بفقرائهم , وغرقت العبارة المنكوبة بهذه الطبقة المطحونة , وسقطت احجار الجبل علي هؤلاء المنسيين الأكثر قحطا وفقرا , وانتحر عائلي الأسر وقتلوا أولادهم خشية املاق وجوع وفقر وقتلت الشرطة الشباب واعتدت علي كرامة وعزة وهيبة الرجال وباتوا يبكون كالنساء لانتهاك أعراضهم
فلما وقع الكرسي بأولهم في تونس علم الناس وتذكروا قول الله عزوجل عن نبيه الحاكم الصالح سيدنا سليمان بن داود عليه السلام : " فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين "
خرج الناس كل الناس يفكون قيد العبودية عن الفرعون يهتفون بسقوط النظام , وما كان ليسقط هذا النظام حتي يعلم هؤلاء الناس أنهم لبثوا في العذاب المهين فرفعوا شعار الثورة " حرية , كرامة , عدالة اجتماعية "
ولعلنا نسينا أن أول مطلب للثورة بعد رحيل الفرعون كان هو حل البرلمان المزور وانتخاب برلمان جديد يعبر عن إرادة الثورة ,
وجاء البرلمان المنتخب بعد قرب عام من ذكري الثورة , لكنه لم يأتي لا بالسهل ولا اليسير , لكنه جاء بمواجهات مضنية مع سلطة جديدة سيطرت علي حكم البلاد بزعم أنها فترة مؤقتة وبدا منها أنها تريد أن تخلف المخلوع في استبداده وسطوته علي البلاد
جاء البرلمان بعد أن ازهقت هذه السلطة المستبدة ارواح المئات واصابت الالف وفقد العشرات نور عيونهم من أجل أن يأتي هذا البرلمان لعبر ويطالب ويقنن ما ضحت به هذه الأرواح الطاهرة
جاءت كراسي هذا المجلس مخضبة بدماء مينا دنيال وعلاء عبدالهادي والشيخ عماد عفت ومن سبقهم من الشهداء الذين أرادوا لهذا البرلمان أن يلجم رغبات العسكري الطامح في كرسي الفرعون وأردوا هم لنا ولهذا البلد الحرية والكرامة والعزة
الثورة أحدثت معادلة يجب أن تعيها كل الأطراف التي شاركت فيها او استفادت منها أو تريد أن يكون لها دور في المرحلة القادمة , الثورة التي قلبت موازين الحاكم المستبد من أجل تضع معادلة جديدة للسلطة في مصر الجديدة
المعادلة تتكون من دفتي الدولة وهما السلطة التنفيذية التي تدير شئون البلاد والسلطة التشريعية التي تراقب اعمال السلطة التفيذية وتضع التشريعات التي تخدم المجتمع والدفة الثالثة التي ابدعتها ثورة ال25 من يناير هي الميدان الثائر الذي يمثل لوبي ضغط لتحقيق مبادئ الثورة التي تؤسس لدولة جديدة في مصر
برلمان ..ورئيس .. وميدان هي المعادلة التي تحكم مصر وتؤسس لدولة العدل والقانون والحرية والنماء , لا يجب أن يفرط أيا منهم علي الاخر , كما لا يجب أن يقلل أيا منهم من دور الاخر , لن يتوقف دور الميدان الثائر أبدا ولا يجب ان يتوقفه او يوقفه أحد كما لا يجب أن يزايد أو يخون هذا الميدان البرلمان بل يدعمه ويدفعه للانتماء للثورة ولمطالب الجماهير وذلك مهما اختلفنا سياسيا مع من اختارتهم الجماهير لتمثيلها
وكذلك يجب أن يعي البرلمان وممثلوا الشعب فيه أن الميدان داعم لدورهم في مواجهة السلطة التنفيذية التي كانت تشذ في الماضي عن القانون والعدل وتستخدم للمصالح الشخصية , ولا يجب علي ان يحاجج نواب البرلمان بأنها أصبحو هم الشرعية الوحيدة لحصولهم علي اصوات الجماهير ,
يجب ان يعي الجميع ان الشرعية الجديدة في مصر تتكون من هذا المثلث الميدان الثائر والبرلمان المنتخب والرئيس الحاكم .