جزي الله خيرا الأستاذ نادر بكار المتحدث الإعلامي بحزب النور التابع لمدرسة الدعوة السلفية بالإسكندرية فالرجل مشكورا اكد عبر حسابه علي الفيس بوك عن المشاركة في الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهيد سيد بلال التي قتل غدرا تحت تعذيب ضباط جهاز أمن الدولة " المنحل اسما " اثر محاولة دفعة الاعتراف كذبا بتفجير كنيسة القديسين
اعادني الاستاذ نادر بتصريحه بالمشاركة في الوقفة الي أحداث عام مضي شاركت في تغطيتها وكشف أسرارها
وتبدأ القصة عندما كنت أغطي قداس عيد الميلاد بكنيسة القديسين بعد من مرور اسبوع علي حادث التفجير الآثم الذي راح ضحيته ٢٤ قبطيا مصريا
وقرب انتهاء القداس بدأالدكتور أيمن نور يكتب عبر حسابه علي تويتر عن شاب سلفي قتل اثناء التعذيب في مقر امن الدولة بالإسكندرية ويدعي سيد بلال وبدأت اقوم بتكرار تغريدات الدكتور نور علي حسابي علي تويتر
ظنا أن الخبر منشور في أيا من وسائل الإعلام فوجدت صحفيين زملاء يتساءلون عن الحادثة ومدي مصداقيتها ، فقمت بالاتصال بالدكتور ايمن نور وسألته عن مصدر معلوماته وفي أي منطقة تسكن أسرة هذا الشاب
فرد علي انه من منطقة رمل الإسكندرية فقلت له أنا من رمل الإسكندرية وهي منطقة كبيرة جداً تضم أحياء كثر
فقالي نصف ساعة أحاول أعود للمصدر وارجعلك ،
أثناء الفترة كتبت علي حسابي علي تويتر أن الخبر مجرد أنباء غير مؤكدة لكن احد المغردين
علي تويتر ويدعي " @Tamimhamd " ظل يؤكد أن القصة حقيقية بعد الثورة عرفت صاحب هذا الحساب الذي يغرد علي تويتر سرا من محبسه بسجن الاستقبال بطره وعرف بمقتل بلال من زملاؤه الذين رحلوا علي السجن في نفس الليلة
وقتها عدت مجددا للدكتور ايمن نور وابلغني ان اسرة بلال من منطقة في شارع الظاهرية وابلغني باسم الشارع وان المصدر الذي ينقل له المعلومات لا يود ان يعرفه احد ويتصل به بصعوبة - بعدها عرفت ان تميم وهو اسم حركي كان يتحين الفرصة لاستخدام هاتف محمول هربه الي السجن -
بمعرفتي العنوان كان الوقت تجاوز الواحدة والنصف بعد منتصف الليل قررت الان أنام دون الوصول للمعلومة
وذهبت للشارع الذي ذكره لي الدكتور ايمن نور وعندما بدأت اسأل عن شاب اسمه السيد بلال بدأت العيون تترقبني وكانرد الفعل ما بين ردود خائفة تنفي سريعا معرفتها بالشاب وبين ردود اخري تقول وانت مالك وماله بس إحنا منعرفش عنه حاجة ، وكان اسم الشارع الذي أعطاني اياه الدكتور خطأ ولكن بلال من نفس المحيط وبدأت ادخل الشوارع الجانبية حتي عثرت علي شاب في مطلع العشرينات نادني وقالي انت عايز سيد بلال في إيه فقلت له سمعت انه مات واتيت لأخضر العزاء فسألني : " يعني انت مش مباحث " قلت له أنا صحفي وسمعت ان بلال ده مات بطريقة غريبة . فحكي لي الشاب عن سيد بلال وانه قبض عليه يوم ١ يناير وفجأة اتصلت الشرطة بأهله لاستلام جثته ووصف لي الشاب مكان منزل اسرة بلال بدقة رافضا اصطحابي مطلقا للشارع خوفا من مخبري قسم الرمل اللي مرشقين المنطقة حتي لا يصل أحد الي أسرته
ودخلت الشارع الذي تسكن به اسرة بلال وهو شارع ضيق جداً ملاصق لسور محطة قطار الظاهرية وكان الوقت قد قارب الثالثة فجرا ودخلت الشارع حتي منتصفه فمشي ورائي ثلاثة رجال وبادرني احدهم قائلا .. برشام يا باشا - طلع تاجر صنف - فأجبته بعفوية شديدة لا سيد بلال فارتاب الرجل وقالي طيب ارجع بسرعة احسن الحكومة واقفة عند بيته - طبعا يقصد الشرطة اللي كانت مستعدة لمنع وصول اي حد لأسرة القتيل لكن لا تمنع أخينا ده من بيع البرشام - واصطحبني الشاب علي أني زبون له - وكان هذا عامل أمان لي - الي محل منجد كراسي قبل منزل بلال بعقارين والذي حكي لي بعض التفاصيل ونصحني بالعودة في الصباح افضل لان الاسرة شبه محاصرة بعدما اجبرو علي دفن جثة بلال ظهر يوم ٦ يناير
وعند خروجي من الشارع تبعني احد المخبرين حتي بعدت عن الشارع المخيف اصلا ووصلت لبيتي ودونت كل ما توصلت اليه من معلومات في تقرير علي موقع الدستور الاصلي الذي كان أول من رصد الواقعة
وعدت في الصباح لمنزل الاسرة وكان يوم جمعة وصليت معهم في مسجد ملاصق للمنزل ثم قابلت زوجة شقيقة بلال ومحاميه الذي اطلعني علي ما حدث مع بلال حيث تم استدعاؤه لأمن الدولة بالإسكندرية بعد تفجير كنيسة القديسين حتي اتصلت بهم احد المستشفيات تطالبهم باستلام جثة بلال الي ان أجبرهم ضباط امن الدولة علي الدفن سريعا وأعطاني نسخة من فيديو صوره عبر تليفونه المحمول لاثار التعذيب علي جثة بلال
ما انهيت لقائي مع المحامي حتي وصله احد المخبرين يطالبه بالحضور لرئيس المباحث علي ناصية الشارع وعرفت بعدها ان الضابط وبخه وهدده لانه تحدث مع احد الصحفيين
المفاجأة التي اكتشتفتها اثناء المتابعة ان الشيخ ياسر برهامي القيادي السلفي الأشهر وقتها ونائب رئيس الدعوة السلفية حاليا هو من صلي صلاة الجنازة علي بلال ومعه نحو ١٠٠ من شباب الدعوة السلفية في الاسكندرية - لعل الاستاذ بكار كان منهم لا اعرف - إلا ان الشيخ برهامي لم يكلف نفسه نشر خبر وفاة بلال علي موقع السلفيين الشهير " أنا السلفي "
تعجبت من صمت السلفيين و قمت بالاتصال بالدكتور برهامي وهو يعرفني قلت له كيف لا تنشروا خبر تعذيب وقتل بلال وان كانت عليكم ضغوط من الأمن وكان فعلا واقع عليهم لماذا لم تحاول تسريب الخبر فقالي ظروف وضغوط
ولما انتشر الخبر واذاعت قناة الجزيرة الانجليزية تقريرا عن الحادثة وكانت اول قناة تليفزيونية تتحدث عن مقتل بلال بعد نشر موقع الدستور الاصلي للتفاصيل
بدأ الشباب السلفي في التعبير عن غضبهم ودعي عددا منهم عبر الانترنت الي تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بالتحقيق في مقتل بلال كتلك الوقفات الاحتجاجية التي نظمها النشطاء لخالد سعيد الذي لقي حتفه علي يد اثنين من أمناء الشرطة في الاسكندرية أيضاً
إلا ان قيادة الدعوة في السلفية في الاسكندرية رأت ان تدعو شبابها للصبروعدم النزول في الوقفات الاحتجاجية لمقتل بلال ، وقال وقتها الدكتور محمد إسماعيل القيادي بالتيار السلفي في محاضرة له يوم بمسجد أبو حنيفة أنهم لن يشاركوا في المظاهرات وأرجع ذلك حسب قوله : "إننا لسنا جماعة ولن نقوم بمظاهرات لأنها غير جائزة شرعاً"، وأيده أحد الحاضرين قائلا: "تضمن لي منين إن نعمل مظاهرة وتيجي واحدة علمانية وتقف معانا".
بل قام الدكتور برهامي بسلسلة محاضرات ودروس في المساجد التابعة للتيار السلفي بالإسكندرية تحض الشباب السلفي علي الصبر، قائلا : لا يلزم أن يكون هناك عمل مباشر في مواجهة الظلم والاعتداء إذا لم يكن مقدورا علي، وأن هناك وسائل عديدة لمعالجة الأمر وأعظمها اللجوء إلي الله والدعاء ،أما اتخاذ موقف غير ذلك سؤدي إلي سفك دماء أكثرمضيفا انهم في انتظار وعد الله بأن من عذب سيعذبه الله في الدنيا والأخرة
- ولا اعرف هل كان الاستاذ نادر كان حاضرا لهذه الدروس التسكينية ام لا -
وتعرضت اسرة بلال لضغوط شديدة لسحب بلاغها ضد ضباط امن الدولة واتهامهم بتعذيبه حتي الموت حتي ان تدهورت صحة شقيق بلال التوائم من كثرة الضغوط مما اصابه بحالة شلل في قدميه لفترات قال الاطباء انها حالة نفسية من جراء الضغوط التي تعرض لها ، ولعل صمت الدعوة السلفية وقتها كان شريكا عن غير قصد للضغوط التي تعرضت لها الأسرة
ووقتها اطلقوا في موقع الدستور الأصلي مبادرة لمواساة والدة سيد بلال ودعمها للاستمرار من ملاحقة قاتليه حتي تم فتح التحقيق في القضية مجددا بعد الثورة بينما لا يزال الضباط المتهمين بقتل بلال أحرارا ومنهم من يعمل في جهاز الأمن الوطني المتحول اسمه فقط من جهاز امن الدولة
ومازال التحقيق في القضية مفتوح كما لازالت الضغوط علي الاسرة مستمرة للتنازل .. الي ان فاجأني تصريح الاستاذ نادر بكار للمشاركة في مظاهرة من المفترض ان تكون تمت امس الجمعة امام مسجد القائد ابراهيم للمطالبة بالقصاص من قتلة السيد بلال
وأنا هنا لا اوجه اي لوم شخصي للاستاذ نادر بكار ولكن ألوم علي التيار السلفي تأخره عام كامل للمطالبة بمحاسبة قتلة سيد بلال وألوم علي هذا التيار تسكين شبابه وتخديره في عهد المخلوع مبارك واتمني ان يتعلموا من هذا التأخير والذي تبعه مباشرة تأخرهم عن المشاركة في الثورة وأن المواقف الحقيقية تؤخذ في وقتها وليس بعد مرور السنين
No comments:
Post a Comment
abdoumonem@gmail.com