في الوقت نفسه ينال اوباما امتعاضا من مؤيدي الحزب الجمهوري الذين يستاءون من أصوله العربية بل وصل الأمر لتشكيك في وطنيته الأمريكية طبعا والسؤال أليس من حق الأمريكيين التأكد من الشخص الذي سيحكم العالم من البيت الأبيض أنه ينفذ الأجندة الأمريكية بعيدا عن مواقفنا نحن ولماذا ننذعج نحن العرب من حملات التشويه التي يقوم بها الحزب الجمهوري لتاريخ أوباما ونشر صور له وهو يرتدي الملابس التي يرتديها المجاهدين الأفغان والعمامة الشهيرة التي يرتديها أسامة بن لادن زعيم حركة القاعدة , لا أعتقد بالمرة أننا نتضامن مع أوباما من منطلق الحرية وحقوق الإنسان ولكن من منحي عاطفي ليست له أصول واقعية من أن أوباما فعلا مسلم ويخفي اسلامه وأنه سيكون صلاح الدين الذي سيحرر المسجد الأقصي ويغير سياسة الولايات المتحدة لتكون إسلامية
لكن بنفس المنطق العاطفي سيكره العرب والمسلمون أوباما لو اكتشفوا أنه يهودي أو أنه من أصول يهودية فهم متعاطفين معه وهو مسيحي بكل تأكيد لأن أصوله عربية ولكن الموقف سيتبدل بالمرة لو أكتشفوا مثلا أن أصوله يهودية رغم أنه مسيحي بكل تأكيد
ووقتها ستنتشر الحملات علي الإنترنت وتعلوا الأصوات الحنجورية لرفض المرشح ذو الأصول اليهودية بل قد يدخل علي الخط من يقول للأمريكيين كيف ترضون بأوباما الأسود أن يكون رئيس لكم
ففي الانتخابات الأمريكية التي صعدت بوش الإبن رئيسا للولايات المتحدة في عام 2000كان ينافسه المرشح الديمقراطي آل جور الذي شن العرب والمسلمون عليه حملات عنيفة لأنه اختار السينتور جو ليبرمان اليهودي نائبا له في حيال فوزه برئاسة أمريكا
وفضلوا عليه بوش الابن دون دراسة حقيقية لبرامج وشخصيات وسياسات أيا منهما لكن الرفض كان عاطفي والنتيجة ما جناه بوش علي العالم والولايات المتحدة نفسها , وهو ما قد يتكرر لمجرد استخدام العاطفة رغم أن الواقع يقول أن رجل البيت الأبيض لا يستطيع أن ينفذ سوي سياسات هذا البيت مهما كانت أصوله أو ديانته , سياسة البيت الأبيض هي سياسة المصلحة وخيارها الإستراتيجي هو الحفاظ علي أمن إسرائيل , اذن المطلوب أن يجتمع العالم العربي والإسلامي ليكون له صوت واحد لمواجهة الغطرسة الأمريكية بدلا من الميل العاطفي لفلان أو علان .
وخلال اليومين الماضيين كشفت وكالة أمريكا إن أربيك مفاجئة عندما عرضت لنتائج سلسلة من استطلاعات الرأي أجرتها مؤسسة جالوب كشفت أن السيناتور باراك أوباما، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يحظى بتأييد حوالي 75% من الناخبين اليهود الأمريكيين، أمام منافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين، وكشف الاستطلاع أيضًا تزايد التأييد اليهودي لأوباما مع تصاعد الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأظهرت سلسلة من الاستطلاعات أجرتها مؤسسة جالوب بين اليهود الأمريكيين خلال الشهور الأخيرة تزايد الدعم الذي يحظى به أوباما بين الناخبين اليهود؛ حيث كشفت نتائج الاستطلاعات، التي أن نسبة تأييد أوباما بلغت60% خلال شهر يونيو ووصلت إلى 69% في سبتمبر.
كما كشف الاستطلاع الأخير تزايد التأييد الذي يحظى به أوباما بين الناخبين اليهود خلال شهر أكتوبر ليصل إلى 74% بسبب الأزمة الاقتصادية.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن نسبة تأييد اليهود الأمريكيين لباراك أوباما جاءت متطابقةً مع نسبة تأييدهم لكلٍّ من جون كيري وجون أدواردز في الانتخابات الرئاسية لعام 2004م والتي بلغت أيضًا 74%، بينما تعد هذه النسبة منخفضة بشكلٍ طفيفٍ مقارنةً بالتأييد الذي حصل عليه كل من آل جور وجو ليبرمان (80%) في انتخابات عام 2000.
ويحظى أوباما بتأييد أعلى بين كبار السن اليهود مقارنةً بالشباب ومتوسطي العمر، بحسب الاستطلاع؛ حيث بلغت نسبة مساندة أوباما 67% في مقابل 29% لجون ماكين بين الشباب اليهودي ( 18 إلى 34 سنة)، و68% لأوباما في مقابل 28% لماكين بين الفئة العمرية من 35 إلى 54 سنة، بينما بلغت 74% لأوباما مقابل 19% لماكين بين كبار السن من اليهود.
فهل ستتغير عاطفة العرب والمسلمين من أوباما لمجرد أنه النسبة الأكبر من يهود أمريكا يؤيدونه .