وهي كلمات حق وصيحة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح، لقد تذهب غداً بالأوتاد … عبدالرحمن الكواكبي
Sunday, August 31, 2008
Wednesday, August 27, 2008
قصة الجيش المسلم لجماعة الإخوان المسلمين 2
لمتابعة الحلقة الأولي
الجيش المسلم الذي أنشأته جماعة الإخوان المسلمين والذي أطلق عليه " التنظيم الخاص " كاسم حركي جني علي الجماعة وعلي أفرادها وعلي قياداتها جناية لا تغتفر فقد جني علي الأفراد بأن فرض أسلوبه عليهم وعلي مسلكهم ومستقبلهم فأودي بحياة ومستقبل الكثير منهم وجني علي الجماعة بأن صبغ وجهها بالدم , وجني علي قادتها فذهب الإمام المؤسس ضحية تصرفات السندي الذي خانه غروره وظن نفسه المرشد السري للجماعة .
وهذا ما أدركه حسن الهضيبي المرشد الثاني للجماعة والذي اختاره عدد من القيادات المدنية في التي رافقت البنا مشوار دعوته في محافظات مصر وكانت تعلم أن البنا ادخر الهضيبي الذي كان يعمل في القضاء ليكون مستشارا للدعوة ,
الهضيبي أدرك بحث القاضي فيه ما لم يمهل القدر حسن البنا تداركه فقرر حل التنظيم الخاص ولكن بشكل تدريجي , حيث استطاع مساعدوه استمالة سيد فايز القيادي في التنظيم الخاص ليتعرفوا علي أسرار التنظيم التي أخفاها عبدالرحمن السندي عن البنا نفسه , وقرر الهضيبي إعادة تشكيل التنظيم من داخل الجماعة ودخل في صدام مع الجهاز الخاص وقياداته الذين قام بتغيير معظمهم ودمج النظام الخاص في أجهزة الدعوة العلنية حيث سكن أعضائه داخل الوحدات الإدارية الإخوانية وقام بتوحيد قيادة الجماعة حيث أصبح المسئول الحقيقي عن هذا التنظيم هي المكاتب الإدارية في الإخوان
وشعر السندي بتقليص صلاحياته فقرر الانقلاب علي الهضيبي وتنصيب صالح عشماوي أحد قيادات التنظيم الخاص وقامت مجموعة من التنظيم بزيارة الهضيبي في بيته وطالبوه بالاستقالة وعندما رفض واحتد عليهم رفع محمود زينهم مسدسه في وجهه لإرغامه علي الاستقالة واحتلت مجموعة أخري منهم المركز العام للجماعة وذلك بعد أن أصدر المرشد قرارا بفصل كل من عبدالرحمن السندي وأحمد عادل كمال ومحمود الصباغ وأحمد زكي التي لم يضع الهضيبي لها أسباب إلا أن عدد كبير من الإخوان أكدوا أن هذا الاستقالة ردا علي قتل سيد فايز الذي تعاون مع الهضيبي ليكشف له أسرار التنظيم فعاجله السندي بقتله وإن كانت وسائل الإثبات عجزت عن إثبات .
وفي نفس الوقت كانت قد اشتد الخلاف بين الجماعة ورجال الثورة الذين كانوا يتابعون الأحداث عن بعد وروايات الإخوان تشير أن عبدالناصر أيد مجموعة السندي في انشقاقها
فالجماعة كانت تري أن رجال الثورة جزء منها وأنهم بايعوا الهضيبي علي ذلك إلا أنهم تنكروا لبيعتهم بعد الانقلاب وتصاعد الخلاف بين شخصي عبدالناصر والهضيبي الذي كان يريد ممارسة دوره كمرجعية لهؤلاء الإنقلابيون وذلك حسب البيعة إلا أن الخلاف اشتد عندما أصدر مجلس الثورة قرارا بحل الجماعة في يناير 1954 وبدأ الإخوان يشعرون بحجم الموقف وترددت في أوساطهم أن الخلاف بين الإخوان وعبدالناصر على تفاصيل المفاوضات الجارية بين رجال الثورة والإنجليز لتحقيق الجلاء عن مصر. إلا أن علي عشماوي أحد قيادات الإخوان في 65 يري أن اختلاف الإخوان في هذا الأمر كان نابعاً من إحساسهم بخروج عبدالناصر ومن معه على قيادتهم. وقد تم اختيار هذا الموضوع ليكون سبباً للصدام لما له من ثقل وطنى في حس الناس، مما يعطى للإخوان تأييداً شعبياً في صدامهم مع رجال الثورة.
ويتفق مع حسن دوح أحد خطباء الجماعة المشهورين في هذا الوقت أن الخصومة لم تصدر عن مفهوم إسلامي موحد متجرد أو من منطلق وطني يستهدف الحرية والتحرر من الاستعمار ولكنه كان مزيجا غير محدد من هذا وذاك
وتم ترتيب مظاهرة فى القاهرة أمام قصر عابدين واستدعي لها أكبر عدد من أعضاء الجماعة للاشتراك فيها والترتيب لها. وكانت هناك أصوات كثيرة تنادى بوجوب تسليح بعض المجموعات داخل المظاهرة للرد على اى اعتراض من الحكومة. فقد كانت المشاعر ملتهبة خاصة بعد حل الجماعة والقبض على مجموعة منهم. لكن الهضيبي رفض إلا أن تكون مظاهرة سلمية إلا أن هذا اليوم كان شاهدا علي نهاية أي علاقات طيبة بين الإخوان ورجال الثورة وانتهت المظاهرة حينما دعي الرئيس محمد نجيب المستشار عبدالقادر عودة ليهدأ الجماهير الذي وعد بإطلاق الحريات واحترام المواطنين
واعتبر هذا اليوم مثاراً لنقاش كثير حول مصير رجال الثورة لو أن الإخوان ـ معززين بهذه الجموع الغفيرة ـ اقتحموا القصر وقبضوا على رجال الثورة. لو أنهم فعلوا ذلك لأنتهي الأمر منذ ذلك التاريخ. وكان هذا أحد الحوارات الكثيرة التي دارت بين الإخوان بعد ذلك وقيل إن الأستاذ عبدالقادر عوده قد تم إعدامه لما وقع ذلك اليوم.
وفي هذه الأحداث قرر فصيل في الجماعة الصدام مع رجال الثورة والإعداد لمحاولة قتل عبدالناصر وتم إعادة تشكيل النظام الخاص بقيادة يوسف طلعت الذي لم يستطع هو الأخر أن يسيطر علي التنظيم الخاص في لحظات اعتقل كل من له شبهة بالإخوان إضافة للحماسة التي ألهبت قلوب المتحمسين لدعوتهم من الانتقام من عبدالناصر الذي خالف البيعة
حتى أن الفصيل الذي قرر أن يصطدم مع رجال الثورة آخذو يعدون رجال النظام الخاص نفسيا وماديا لهذه العدة وتذكر الشهادات أن كمال السنانيري والذي اتهم بعد ذلك بأنه حلقة الاتصال بين الإخوان والجماعات واتهم الإخوان نظام مبار بقتل في السجن في الثمانينات توجه لأحد خلايا التنظيم في الجيزة وقال لهم "إن دعوة الإخوان هي دعوة إلى البذل والتضحية والفداء وأنه قد آن الأوان لوضع ما تعلمناه وعشنا له موضع التنفيذ، وأن الجماعة مقبلة على معركة مصيرية مع رجال الحكم العسكري الذين تنكروا لقياداتهم وأداروا ظهورهم لبيعتهم"
كما استعدت خلايا التنظيم الخاص لهذا الصدام والذي تركزت خطته علي تأمين وتحييد الجيش من تحرك سيقوم به أعضاء النظام الخاص والقبض علي الشخصيات المهمة في الدولة وقيام
جموع الإخوان بالاستيلاء علي مقار البوليس في كل المحافظات وأن ينظم قسم الطلاب مظاهرة مشابهة لمظاهرة عابدين وتحاصر القصر الجمهوري وتقوم بالاستيلاء عليه وعلي المنشآت الحكومية .
هذا التدبير الذي قام عليه رجال التنظيم الخاص للتخلص من عبدالناصر يقول حسن دوح أن الهضيبي كمرشد للجماعة رفضه بشده واستنكره .
إلا أن الطرفين المؤيد والرافض للصدام فوجئوا بحادث المنشية وما أشيع أن محمود عبداللطيف أحد أعضاء التنظيم الخاص أطلق ثماني رصاصا علي عبدالناصر أثناء القاءه لخطبة في الإسكندرية أمام الجماهير
ويقول علي عشماوي الذي تشكك الجماعة في شهادته خاصة عن تنظيم 1995 أن الجماعة فوجئت بهذا الحادث ورغم ترتيبها لمحاولة اغتيال عبدالناصر إلا أنها لم تفعل ولم تقدم علي هذه المحاولة وذهب عشماوي أن هذه المحاولة لم تزد عن تصرف فردي قامت به مجموعة قد ذهبت بها الحماسة إلى آخر المدى، ولم تعد قادرة على الانتظار أو التحكم مع "الشحن" المستمر. ووجود السلاح بين أيديهم، فلم ينتظروا أمراً ولا خطة. وبهذا يكون موقف "هنداوى دوير" رئيس منطقة إمبابة فى ذلك الوقت والذي أصبح بحكم التنظيم الجديد متحكماً فى أفراد النظام التابعين لمنطقته وأسلحتهم، قد أعطى الأمر ورسم الخطة، وقد كان الأمر والخطة على قدر جهده وعلمه بتلك الأمور .. أما "محمود عبداللطيف" .. فقد كان من جنود النظام المدربين، ولكنه كان وقبل كل شئ ـ بسيطاً ينفذ الأمر فقط، فلم يفكر فى تفاصيل الموضوع. وأنا شخصياً أرتاح لهذا الرأي لأنه يتسق مع حالة التفسخ والضياع التى كان فيها أفراد الجماعة فى هذا الوقت.
وهو نفس ما أورده الشيخ يوسف القرضاوي في مذكراته أن هنداوي دوير اختار محمود عبد اللطيف، وأوهمه أنه مكلف من قيادة الإخوان باغتيال عبد الناصر. ودوير هو رئيسه في شعبة إمبابة، وله عليه حق السمع والطاعة.
وكرر النظام الخاص ضربة قاضية أخري في حق الجماعة حيث وجد الرئيس عبدالناصر ضالته في ضرب الجماعة فأمر بالقبض علي جميع أعضاءها بما فيهم الهضيبي وتم إحالتهم للقضاء العسكري الذي قرر إعدام 15 منهم وسجن المئات بأحكام متفاوتة إلا أن ضغوط عربية علي عبدالناصر جعلت أحكام الإعدام تتوقف عند محمود عبداللطيف وهنداوي دوير ويوسف طلعت وإبراهيم الطيب وعبدالقادر عودة ومحمد فرغلي وخفف أحكام الإعدام إلي السجن عن الهضيبي ومهدي عاكف المرشد الحالي للجماعة وآخرين
ويحمل عدد كبير من أعضاء الجماعة الذين رفضوا الصدام مع الثورة رقاب الذين علقوا علي المشانق علي ما فعله أعضاء التنظيم الخاص الذي استشري بهم العنف والجهل بمعاني الإسلام الحقيقية , ويقول حسن دوح أننا كنا نعتبر العدوان علي الجماعة أو علي قيادتها يعدل العدوان علي الإسلام والمسلمين والشرع ويضيف " بل أننا ذهبنا إلي أن العدوان علي أفراد الجماعة يعدل العدوان علي الإسلام "
وهو ما اعتبره كثير من الإخوان المنصفين أنه خروج عن روح الإسلام وشرعه وعن الحكمة والتروي وأنه كان يصدر استجابة لهتاف الجماهير وتنفيذا لإرادة لم تكن علي مستوي الفهم والإدراك الكافيين .
وانطفأت شمعة الإخوان وانزوت حركتها وأفكارها علي الصراع مع الدولة مبتعدة كل البعد عن أفكار حسن البنا في دعوته الوسطية التي أولي لها كل شئ فما عرف حسن البنا إلا من دعوته للناس وما عرف التنظيم الخاص إلا من أنه أقض كل علاقة حسنة وطيبة لهذه الدعوة .
وسيق الآلف من الشباب والرجال والشيوخ إلي سجون عبدالناصر والتي ذاقوا فيها صنوف العذاب وقتل منهم من قتل تحت سياط التعذيب فقد حمل عبدالناصر جرائر القلة المخطئة علي الجماعة ومحبيها والمتعاطفين معها .
وفي أركان السجن اختلطت المفاهيم وكثرت الأسئلة وازداد الحنين إلي فكرة الدعوة الوسطية التي بدأها الإمام المؤسس ويقول الراحل محمد الصروي في مذكراته أن الأسئلة أكلت عقول هؤلاء الشباب في السجون ...
التنظيم الخاص ... هل هذه الفكرة خطأ من أساسها.
هل يمكن أن تعيش الجماعة بدون تنظيم خاص
هل يمكن أن يكون هناك تنظيم خاص بلا سلاح .
ثم عبد الناصر ...
ماذا نفعل معه ؟
هل ننتقم منه ونقتله فعلا ... انتقاما لشهداء الإخوان ... وهل قتل عبد الناصر ... يصلح أن يكون هدفا مستقلا لتنظيم جديد ... وهل سيكشف عبد الناصر هذا التنظيم ؟ .. ثم يعاود الكرة من جديد ...
وفي أحد هذه الأركان كان هناك ثلاثة من الإخوان المسلمين .. يستمعون .. ويستمعون .. وينصتون طويلا لهذه الحوارات ...
هؤلاء الثلاثة هم مهندس محمد عبدالفتاح رزق شريف 40 سنة والشيخ عبدالفتاح إسماعيل طالب أزهري دون الثلاثين وعوض عبدالمتعال عوض 19 سنة هؤلاء القادة المؤسسين لتنظيم ( 65 )
وقرر الثلاثة أنهم بعد قرارات الإفراج عنهم سيفحصون الإخوان ويختارون منهم أصحاب العزيمة في الاستمرار بدعوة الإخوان وذلك في صمت حتي لا يلفتوا إليهم الأنظار .
عوض عبدالمتعال أحد المؤسسين لهذا التنظيم الجديد يقول أن القدر ساقه
إلي محمد عبد الفتاح وعبد الفتاح إسماعيل , وجمعهم بداخل المعتقل في السجن الحربي عام 1955 وقال أنهم قرروا التخلص من عبدالناصر بقتله وبعد خروجهم من السجن بدأوا يتحدثون عن البداية والإخوان الموجودون في المحافظات ليسوا مرتاحين لأية فكرة لتجميع للإخوان فيقول أنهم وضعوا هدفا قريبا وآخر بعيدا , الهدف القريب كان إيقاظ الإخوان بعيدا عن الإخوان المسئولين والهدف البعيدكان التخلص من عبد الناصر , أنهم فكروا في تكوين مجموعة فدائية حوالي(50) فردا وهؤلاء يدربون تدريبا معينا وبشكل معين ليقتلوا عبد الناصر .
والتقت هذه المجموعة بمجموعة أخري من إخوان مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية والتي كانت تستعد لهذين الهدفين وكانت تضم علي عشماوي وأمين شاهين ومجدي عبدالعزيز وعبدالمجيد الشاذلي
وحاول التنظيم الجديد أن يبحث لنفسه عن الشرعية فتوجه عبدالفتاح اسماعيل إلي زينب الغزالي التي لها صلات جيدة بالمرشد الهضيبي الذي خرج من السجن واحتجب في بيته وطلبوا منها أن تستأذنه لبداية هذا النشاط فذهبت وعادت تقول علي لسان الهضيبي : " أن العمل لا يحتاج الإذن "
إلا أن عبدالفتاح شريف توجس من هذا الرد وذهب لزيارة الهضيبي بنفسه وكلمه إلا أنه لم يستطع أن يقول ماذا يريد بالضبط ويقول عوض عبدالمتعال فالاستئذان لم يكن عاما ولا كافيا ويقول فريد عبدالخالق أن الهضيبي لم يأذن لهم بشئ فزينب الغزالي لم تتحدث معه في أكثر أنها تدير نشاط دعوي لتحفيظ ومراجعة القران وتدبر الإسلام وهو ما لم يرفضه الهضيبي .
وحاولت المجموعة الناشئة تبحث عن شرعية من قيادة سابقة في الإخوان تقودهم فتواجهوا إلي فريد عبدالخالق الذي رفض ويقول أحمد عبدالمجيد أحد أعضاء التنظيم الجديد أنهم تلقوا رفضا شديدا وخاصة من صلاح شادي ومنير الدلة بل بدؤا في محاربتهم وتحذير الإخوان منهم .
ويورد الصروي الذي انضم للتنظيم في وقت متأخر أن أهدافه كانت
إيقاظ مجموع الإخوان في المحافظات فيما عدا أصحاب فكر ( تنظيم بلا تنظيم ) .. فالجماعة .. والتعارف والتفاهم والتكافل فكر أساسي لتنظيم 65 .. والعمل الجماعي ضرورة حتمية في فكر الإخوان المسلمين
جمع الاشتراكات من الإخوان قدر الاستطاعة والتربية الإيمانية على التضحية بالمال
الاستعداد لضرورة التخلص من جمال عبد الناصر .. ولكن كيف يتم عمل ذلك هذا موضوع حوار طويل دار في أروقة التنظيم وكانت هناك أكثر من وجهة نظر في هذا الموضوع .. والأمر لم يكن محسوما تماما كما يظن الكثيرون .
وأنهم فور خروج سيد قطب من السجن في 1964 وجدو أنه الأولي بقيادتهم حيث أثرت فيهم كتابته داخل السجن وكانت هي المعين الأساسي لتثقيفهم والتي بدأه بكتب " هذا الدين والمستقبل لهذا الدين " ويقول الصروي وخاصة كتابة معالم علي الطريق الذي أصبح دستور هذا التنظيم الجديد ويؤكد الصروي في كتابه " تنظيم 65 الزلزال والصحوة " أن هذه الكتب كانت رسائله التنظيم الجديد , ويضيف أن سيد قطب من الناحية الفكرية يمثل قمة النضج الفكري عند " الإخوان المسلمين " , بحيث يمكن أن يعتبر ظاهرة خاصة , لها طابعها المميز , ولا يعتبر مجرد استمرار لمدرسة البنا الفكرية , أو تلميذا متخرجا منها
وهنا إشارة هامة تعد اعترافا بأن ما عرف باسم تنظيم 65 لم يكن يمثل فكر جماعة الإخوان المسلمين الوسطي المعتدل
ومع قيادة قطب للتنظيم تكون بالفعل قيادة تضم جميع الإخوان الموافقين علي الأهداف الموضحة في معظم محافظات مصر وتولي فيها علي عشماوي التمويل والتسليح وكان يتولى الشئون التنظيمية الشيخ عبدالفتاح اسماعيل وتفرغ قطي للإشراف ولإعداد منهج ثقافي مميز لإعداد نخبة اسلامية تكون قادرة علي القيادة والحركة منزهة عقديا عما اهتم به الأخوين محمد وسيد قطب جاهلية المجتمع .
واستمر التنظيم الواعد يدشن للمعركة القادمة عسكريا وعقائديا إلا أنه لم يقدم علي أكثر من الإعداد ولم يقم بأي جرم علي أرض الواقع بالفعل
حتي أن أعضاء القيادة العليا بما فيها سيد قطب اختلفوا حول خطة المواجهة واغتيال الشخصيات الكبيرة بل كان التنظيم لا يضع في حسبانه مع تقويض سلطة عبدالناصر من الذي سوف يثب إلى الدولة فيحكمها.ويقول علي عشماوي لم يكن ذلك فى حسبان أحد، وكأننا من ضيقنا أردنا أن ننفجر، ولكنه انفجار غير منظم.
ويضيف عشماوي أنه في أحد الاجتماعات وضعنا خطة للشخصيات التى كانت عرضة للاغتيال، شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، وشخصية المشير، وزكريا محي الدين، وبعض المنشآت التى ورد أنها لابد أن تحطم أو تدمر، ومنها مبنى الإذاعة والتليفزيون، ومحطات الكهرباء، لإحداث إظلام يمكن أن يفيد التحرك. وهدم القناطر الخيرية وبعض هذه الأمور التى كانوا يدرسونها بالتفصيل. ولما تم الاتفاق على أن يتم التنفيذ فى هذه الحدود، طلب أن نؤجل البت النهائي حتى نلتقى بالأستاذ سيد قطب، ونعرض عليه الخطة للتنفيذ فى المواجهــة المقبلة والمتوقعة مع الحكومة إذا هم بدأوا بضرب الحركة الإسلامية التى كنا نعمل فيها. اعترض الأستاذ سيد قطب على اغتيال شخصيات أخرى غير جمال عبدالناصر ولكنه رأي أن علي صبري أولي بالاغتيال من شخصية مثل المشير عامر .
ولم يكن يدرك هؤلاء الشباب أن كتابات سيد قطب وخاصة معالم علي الطريق التي انتشرت قد كشفت لرجال الثورة والمخابرات بل مخابرات دول مثل أمريكا وفرنسا أن جماعة الإخوان قد أعادت ترتيبها من جديد وأنه بصدد تنظيم انقلاب جديد في مصر وبدأت السلطات تتبع الخيوط حتي استطاعت أن تقف علي التنظيم لتحل بالجماعة ضربة ثالثة في تاريخها ولكنها قد تكون اكثر إيلاما اذ تم اعتقال كل أعضاء التنظيم بما فيهم زينب الغزالي وتعرضوا للتعذيب المبرح حتي أصبحت الأسرار القديمة متاحة وواضحة أثناء تحقيقات السجن الحربي وتم إحالة القضية للقضاء العسكري مرة أخري والذي أصدر حكمة بإعدام ستة من أعضاء التنظيم وهم سيد قطب عبدالفتاح اسماعيل محمد حواش .
وإلي علي عتبة المشنقة تنتهي سلسلة أخري من مصائب العمل السري الذي فرض علي الجماعة أسلوب التخفي والسرية والعجيب رغم أن الكثير من الذين كانت لهم علاقة بالتنظيم الخاص أو تنظيم 65 لا تزال آثار الماضي عالقة في أذهانهم ليست آثار السجن والتعذيب ولكنها آثار السرية صحيح أنها تختلف عن الماضي في الإيجابية والقدرة علي العمل ولكنها تتفق معها في الرغبة في فرض السرية في أمور قد تكون علانيتها أفضل من سريتها ولكن يبدو أن شخصية هؤلاء الإخوان تستمد وجودها من السرية فإذا افتقدتها انكشف غطائها .
أقرأ
قصة الجيش المسلم لجماعة الإخوان المسلمين 1.
المصادر
الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبدالحليم
صفحات من التاريخ ..حصاد العمر لصلاح شادي
حقيقة التنظيم الخاص لمحمود الصباغ
النقاط فوق الحروف لأحمد عادل كمال
الإخوان المسلمون بين إرهاب فاروق وعبدالناصر لعلي صديق
25 عاما في جماعة الإخوان المسلمين لحسن دوح
التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين لعلي عشماوي
تنظيم 1965 الزلزال والصحوة لمحمد الصروي
أيام من حياتي لزينب الغزالي
حلقات شاهد علي العصر من قناة الجزيرة مع محمد فريد عبدالخالق
Tuesday, August 26, 2008
النقد الخالد
يعتبر النقد من أهم الأدوات التي تتقدم بها الأمم، وترتقي بها الحضارات، فهو أداة تقويم وتوجيه وتصحيح مسار، وكلما ارتفع وعينا بأهميته، واتسعت صدورنا له؛ كلما كان ذلك مؤذناً بحلول نهضتنا واستعادة حضارتنا.والنقد هنا نعني به التحليل الموضوعي للسلبيات والإيجابيات والبحث في الجذور والأسس المنتجة للمشاكل وربما اكتشاف الحلول والمسارات البديلة ...بحيث توضع أمام ناظري أصحاب المشاريع والمؤسسات والمبادرات ليستفيدوا منها ويتطوروا في ضوئها.. وربما كان هذا الكلام مفهوماً ومقبولاً.. لكن.. ترى هل يمكن أن يكون هناك نقداً لا يشتمل على ذكر السلبيات والإيجابيات معاً؟؟ أي يركز فقط على السلبيات؟؟ وهل من المقبول أن يكون هذا النقد علناً أمام الملأ؟؟لقد رأيت في قرآننا نوعاً نقدياً يتفاعل مع الأحداث، ولا يستحي من إبراز هذا النقد على الملأ، وفي هذا السياق لن أتحدث عن نقد القرآن للصحابة، بل سأتناول ما هو أهم، نقد القرآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك النقد الذي اتسم بسمتين أساسيتين:أما السمة الأولى فهي حديث ينقد بعض الممارسات اتجاه وقائع بعينها، دون أن يثني بالضرورة في نفس الآيات على مكرمات الرسول في ذات السياق. والسمة الثانية أنه نقد علني، يمكن أن نسميه النقد الخالد، لأنه خُلد إلى يوم القيامة رغم انتهاء الحدث.فإذا تتبعنا بعض الآيات القرآنية التي وجه فيها الله سبحانه وتعالى نبيه توجيهاً نقدياً لوجدنا أن موقفنا من النقد يتطلب إعادة نظر، فها هو الله يخاطب نبيه قائلاً في قرآن يتلى على مسامع الدنيا مسلمها وكافرها."يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك. تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم" {التحريم: 1}، إنها في عرف اليوم "قضية رأي عام"، ربما يجد الكفار منها ثغرة للنيل من المصطفى، لكن القرآن يؤسس لمشروع النقد الذي كان يجب أن يستمر، فلا يستثني كبيراً أو صغيراً.وإذا عشنا مع مشاعر الرسول، ووضعنا نفسنا مكانه لنتخيل شعورنا تجاه هذه الآيات لوجدنا عجباً، فهذا ليس تأنيباً في جريدة لا تلبث أن يخبو صيتها، بل هي آيات نقدية إلى قيام الساعة تتلى رغم انتهاء المواقف، لقد كان بالإمكان أن يوحي الله إلى نبيه هذا النقد بغير طريق القرآن، أن يُسر إليه به بدلاً من أن يتلى إلى قيام الساعة. وكان من الممكن بعد عتاب النبي أن يذكر الله مكرماته حتى لا يستغل الكفار النقد للنفاد إلى شخصه والنيل منه، لكنها جرعة نقدية مركزة، يذوب تأثيرها إن اقترنت بمديح.وإذا رأينا نموذجاً آخر من النقد الخالد وهو قول الله تعالى: "وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"{الأحزاب: 37} أي نقد هذا، وأية عظمة تلك في ذلك الدين العلي، الذي يؤسس فلسفة النقد.ربما لو كنا مكان الرسول لقلنا ما جدوى استمرار الآيات رغم انتهاء الأحداث، ما جدوى أن يردد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها "عبس وتولى"، بل وتسمى السورة "عبس"، ترى كيف ستكون نفسيتنا؟!.. كنا سنقول لقد انتهى الحدث ولا داعي لاستمرار التذكير به على هذا النحو، والنصيحة لا يجب أن تكون على الملأ.إننا يجب أن نميز بين نقد الأشخاص بعيداً عن شخصيتهم الاعتبارية وهذا يفضل أن يكون في الإسرار، وبين نقد الشخصيات باعتبارها قيادات، وهذا يسعه أن يكون في العلن، فالنقد موجه للشخص باعتباره قائداً. ويمكن القول بأن نقد الأفعال والأقوال مطلوب، بينما نقد الأعيان يجب التحرز منه. فشتان بين نقد القول والفعل العلني خاصة فيما هو من قضايا رأي عام وبين الفضاء الشخصي الذي يحسن ان يكون شخصياً وخاصاً ...إن هذا النقد العلني الخالد للرسول عليه افضل الصلاة والسلام شاهد على عظمة هذا الدين، الذي يرسخ مفهوم النقد ولو كان موجهاً لخير أهل الأرض، وممن؟؟ من رب السماوات العلى. ويوم أن يحي المسلمون بذور النقد العلمي ونظرية النقد المنهجي يكونون قد أحيوا تلك الإشارات القرآنية من رب العزة والموجهة للمبدأ الذي هو أهم مقومات الحضارة الانسانية.إننا حين ننظر للنقد في القرآن نجده شاملاً للبشر... للمسلم والكافر وللصالح والطالح...ونجده شاملاً للزمان ينقد ما مضى من الأحداث ويعقب عليها، وينقد ما هو قائم، ويحذر مما سيكون ... إن مطلب القرآن النقدي ومنهجه واضح فهل استفاد منه المسلمون وحولوه إجرائيا؟ أم التفوا عليه وحوروه هرباً من استحقاقاته؟
Saturday, August 23, 2008
يا بتوع الحريقة سجنتوا رفعت ليه
Thursday, August 21, 2008
قصة الجيش المسلم لجماعة الإخوان المسلمين في مصر (1)
بهذه الصورة يرسم محمود الصباغ الطالب في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول شعوره خلال لقاءه الأول بالإمام حسن البنا في عام 1939عندما ساقه زميله في الكلية مصطفي مشهور للتعرف علي الإمام .
وكيف ساقه هذا اللقاء للتفكير بالوسائل التنفيذية لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ،والتي تجلت واضحة في مقاتلة العدو ! من خلال "جيش مسلم " سيتحقق له النصر مؤكدا له لو صدق ما عاهد الله عليه )
ويقول الصباغ همست بما يجول بخاطري لمصطفي مشهور ، فعرفني علي أخي في الله المرحوم الأستاذ عبدالرحمن السندي بصفته المسئول عن إعداد "جيش المسلمين "في تنظيم الإخوان المسلمين
هكذا يروي أحد قادة التنظيم الخاص الذي أنشأه الإمام حسن البنا في مطلع القرن الماضي ويقول الصباغ أن " النظام الخاص " لجماعة الإخوان المسلمين هو الاسم الحركي لجيش مسلم يلتزم بأحكام الله في كل ما يصدر عنه من أعمال .
وأني أنبه القارئ أننا سنغوص معا في حقبة تاريخية صعبة وشديدة الوعورة ذلك للطبيعة السرية التي يتصف بها هذا الجهاز خلافا للظرف الزمني الذي اتسمت به هذه الفطرة , إذ سنحتاج ونحن نصدر حكما علي هذه الحقبة ونحن نتحسس مساراها في بيوتنا أن نرتدي نظارة مكبرة تطلعنا علي أسرار هذا الزمن الذي لم ينكشف منه سوي القليل .
تكوبن النظام الخاص
تختلف روايات الجماعة عن تاريخ نشأة هذا التنظيم فمنهم من يقول أن البنا أنشأه في عام 1936 وفريق آخر يؤكد أن النظام الخاص بدأ عام 1940 حين دعا البنا خمسة من الثقاة حوله وهم صالح عشماوي وحسين كمال الدين وحامد شريت وعبدالعزيز أحمد ومحمود عبدالحليم .
وأين كان موعد ولادة هذا التنظيم الخاص إلا أن هذه المرحلة كانت تمثل منعطفا هاما في تاريخ البلاد حيث كانت تعاني مصر من الأمية العسكرية وضعف البناء العسكري للجيش المصري في الوقت الذي كان يتخلص فيه المصرين من الجهادية أو الجندية مقابل دفع عشرون جنيها ،بينما كانت البلاد تقع تحت نيران الاحتلال الإنجليزي
وأدرك البنا كما أدرك الكثيرون من أبناء هذا الوطن سيناريو التوطين للاحتلال الإنجليزي في مصر ودعمه لليهود بفلسطين وزاد من دفع البنا في هذا الاتجاه طلب أمين الحسيني مفتي القدس آنذاك مسانده في حربه علي عصابات اليهود التي تتسلل إلي فلسطين .
وهنا أدرك البنا أن قضية فلسطين هي قضية جماعة الإخوان المسلمين وأن الإنجليز بتواطئهم مع اليهود لن يتركوا مصر ولا فلسطين , ومع شعوره بضعف الحكومات العربية وهزل الجيش المصري في هذا الوقت فكان هذا حافزا آخر لتكوين " النظام الخاص " الذي يقع دوره علي إعداد نخبة منتقاة من الإخوان للقيام بمهمات خاصة والتدريب علي العمليات العسكرية وذلك لمصلحة مصر ضد العدو الخارجي وليس الداخلي وذلك حس ما أجمع عليه جميع قادة الإخوان إلا أنهم اختلفوا حول هدف آخر وهو أن يكون من أهداف هذا الجهاز هو حماية الدعوة من المكائد الحزبية والمحاولات التي كانت بعض الأحزاب تقوم بها لإيقاع الضرر بالدعوة ورجالها , ونقل هذا الهدف عن عدد قليل من رجالات هذا النظام منهم الحاج فرج النجار الذي اضطلع بأدوار لهذا النظام في محافظة المنوفية ويعد هذا الهدف نقطة خلافية بين أعضاء بالجماعة رغم أن النظام الخاص لم يكن بدعًا عند الإخوان، فكل القوى السياسية الموجودة بالساحة في الوقت كان لديها أجهزة عسكرية سرية مثل "الوفد" و"السراي" و"مصر الفتاة" وعرف وقتها أصحاب اليقات الزرقاء والحرس الحديدي حتى أن " الضباط الأحرار " كان تنظيما سريا في هذا الوقت .
ومع ذلك فقد نقلت أحكام قضية " السيارة الجيب " عام 1948 والتي عثر وقتها البوليس السياسي علي سيارة بها جميع أسرار النظام الخاص لجماعة الإخوان ومن بينهم أوراق التكوين والأهداف وقدمتها حكومة النقراشي وقتها لمحكمة الجنايات فقد اضطلعت المحكمة علي أهداف النظام وقالت في حكمها الذي برأة معظم المتهمين أن من ضمن المضبوطات ورقة جاء فيها : " كن فدائيا ورب نفسك وصبحك علي أعمال الفدائيين التي ثبت فائدتها أثناء الاحتلال الألماني لأوربا وكان أثرها أن اختل نظام القيادة العسكرية الألمانية وحدثت خسائر جسيمة في قوات الاحتلال "
ورأت وقتها المحكمة نبل مقصد هذا النظام وقالت في حكمها عن المدانين منهم : " إن المدانين كانوا من ذوي الأغراض السامية التي ترمي أول ما ترمي إلي تحقيق الأهداف الوطنية لهذا الشعب المغلوب علي أمره . "
وعهد حسن البنا قيادة التنظيم الخاص إلي صالح عشماوي وكان آنذاك وكيلا للجماعة وحظي محمود عبدالحليم بمساحة تنفيذية واسعة في بداية إنشاء هذا التنظيم حيث يقول " عند مباشرة عملية الإنشاء وجدت نفسي أشبه بالعضو المنتدب لهذه القيادة " فهو كان مندوبا عن الطلبة في القاهرة واستطاع أن يجعل من الطلاب العنصر الأساسي في تكوين هذا التنظيم العسكري الذي تم تقسيمه لمجموعات عنقودية صغيرة لا تعرف بعضها مع تلقينهم برنامجا إيماني وروحي مكثف إضافة غلي دراسة مستفيضة للجهاد في الإسلام وكذلك التدريب علي استعمال الأسلحة والأعمال الشاقة والمبالغة في السمع والطاعة في المنشط والمكره وكتمان السر .
ويقول صلاح شادي -الذي نصبه البنا رئاسة " قسم الوحدات " وهو جهاز سري آخر يضم رجال البوليس – : " إن آثار المبالغة كانت احدي ثغرات الفهم التي ترتب عليها أخطاء أثرت علي نجاح كثير من العمليات الفدائية التي قام بها النظام "
وظل محمد عبدالحليم مسئولا تنفيذيا عن النظام حتي اضطرته ظروفه إلي الانتقال من القاهرة إلي محافظة البحيرة فطلب منه البنا أن يستخلف شخصا آخر يباشر الإشراف علي أعمال التنظيم .
فعرض عبدالحليم قيادة النظام علي طالب كان يسكن في نفس المبني الذي يعيش فيه وكان هو عبدالرحمن السندي الذي كان وقتها طالبا في السنة الأولية بكلية الآداب وكان مريضا بالقلب , حيث رأي فيه عبدالحليم الصلاح لقيادة هذا الجهاز العسكري والذي اختار أن يترك دراسته ويكتفي بالبكالوريا " الثانوية العامة " وعمل موظفا بوزارة الزراعة , وعرض عبدالحليم أمر السندي علي البنا الذي وافق عليه حيث بايعه علي أن يقود النظام ولكن ألا يقدم علي أية خطوة عملية إلا بعد مراجعة القيادة العليا للتنظيم والبنا شخصيا .
وكانت أول أعمال التنظيم في عهد السندي في عام 1945 حينما رأي إخوان النظام أن يعملوا علي بث الخوف في قلوب الجنود الإنجليز العابثين الذين كانوا يقتلون الأبرياء ويهتكون الأعراض ويحطمون واجهات المحالات يوميا وهم سكاري , فقرر النظام الخاص أن يلقوا علي النادي البريطاني قنبلة في ليلة عيد الميلاد وهي لم تقتل أحدا ولكن بثت في قلوب الإنجليز الرعب في هذا الوقت , وتلت هذه العملية وضع قنابل غير متفجرة في ستة من أقسام الشرطة بالقاهرة في عام 1946 لإجهاض مشروع معاهدة صدقي بيفن التي استقالت علي إثرها حكومة إسماعيل صدقي باشا .
أسلوب التربية في النظام الخاص
ويروي محمود الصباغ أنه بعد أن عرفه مصطفي مشهور بالسندي المسئول عن إعداد الجيش المسلم في تنظيم الإخوان المسلمين حيث كان الأسلوب في ذلك الوقت هو أن يُربط الأخ الجديد بالسندي وكان أول ما يتعاهد عليه هو أن تميز " الجيش " عن الدعوة العامة بالسرية وكان أول ما يختبر به العضو الجديد فيما يعلن من رغبته في الجهاد في سبيل الله أن يكلف بشراء مسدس علي نفقته الخاصة والذي لم يكن يزد ثمنه في هذا الوقت عن ثلاثة جنيهات .
ولم يكن الانضمام للنظام الخاص بالأمر اليسير فالشخص المرشح يمر بسبع جلسات بمعرفة " المكون " وهو يعني الشخص الذي يقوم بتكوين أعضاء النظام وتبدأ هذه الجلسات بالتعارف الكامل علي المرشح ثم جلسات روحية تشمل الصلاة والتهجد وقراءة القرآن ثم جلسة للقيام بمهمة خطرة وتكون بمثابة الاختبار حيث يطلب من الشخص كتابة وصيته قبلها ويستتبع ذلك مراقبة هذا المرشح وسلوكه ومدي نجاحه في المهمة التي كلف بها حتي يتدخل الشخص المكون في آخر لحظة ويمنع الشخص المرشح من القيام بالمهمة ويستتبع ذلك جلسة البيعة التي كانت تتم في منزل بحي الصليبة حيث يدعي المرشح للبيعة والشخص المسئول عن تكوينة إضافة للسندي حيث يدخل الثلاثة لغرفة البيعة التي تكون مطفأة الأنوار فيجلسون علي فرش علي الأرض في مواجهة شخص مغطي جسده تماما من قمة رأسه إلي قدمه بر داء أبيض يخرج يداه ممتدتان علي منضدة منخفضة " طبلية " عليها مصحف شريف , ويبدأ هذا الشخص المغطي بتذكير المرشح بآيات القتال وظروف سرية هذا " الجيش " ويؤكد عليه بأن هذه البيعة تصبح ملزمة التي تؤدي خيانتها إخلاء سبيله من الجماعة ويخرج هذا الشخص مسدسا من جيبه ويطلب من المرشح تحسس المصحف والمسدس والقسم بالبيعة وبعدها يصبح المرشح عضوا في " الجيش الإسلامي "
ويقول محمود الصباغ في كتابه " حقيقة التنظيم الخاص " أنه عندما ترقي للقيادة في هذا التنظيم اكتشف أن الشخص المغطي كان هو صالح عشماوي وكيل الجماعة الذي كان يأخذ البيعة عن المرشد .
وبعد البيعة يمر عضو النظام الجديد علي أربع مراحل تستغرق كل واحدة 15 أسبوعا يتلقي فيه برنامجا قاسيا في التربية العسكرية والجهادية إضافة إلي الجانب التعبدي والروحي المتشدد
قيادة التنظيم
وكان النظام الخاص يتشكل وفقا لمجاميع عنقودية متسلسلة حيث يتكون المجموعة القيادية من خمسة أفراد يتولي كل منهم تكوين مجموعة من خمسة آخرين ويظل الأمر مسلسلا إلي ما لا نهاية
ومن هذا التسلسل يكون الأفراد الذين يقومون بالتواصل مع بعضهم ويعرفون بعض لا يزيدون عن ثمانية أفراد , وكانت القيادة العليا للتنظيم تتكون من عشرة أفراد خمسة منهم المجموعة العنقودية الأساسية والتي كانت مشكلة حسب الترتيب التنظيمي من عبدالرحمن السندي ومصطفي مشهور ومحمود الصباغ وأحمد زكي حسن و أحمد حسنين أما الخمسة الآخرون فكانوا صالح عشماوي ومحمد خميس حميده والشيخ محمد فرغلي وعبدالعزيز كامل ومحمود عساف .
وقد سار عبد الرحمن السندى سيرا حسنا موفقا نال به رضاء القيادات والأفراد في النظامين الخاص والعام في الإخوان المسلمين وخاصة الدور الهام الذي قام به أعضاء هذا النظام في حرب فلسطين ومساعدة الثوار الفلسطينيين ومشاركة الجيش المصري هناك إضافة لدورهم في قض مضاجع الإنجليز في القاهرة ومحافظات مصر , ولكن ثمة تغيرات ظهرت على شخص السندي بدأت تقود لتيار مخالف عن نهج المرشد حسن البنا
ويقول عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة " بانتشار وازدياد قوة النظام الخاص أحس عبد الرحمن السندى رحمه الله بقوته وسلطانه وكان يتصرف في بعض الأحيان تصرفات لا يقرها الأستاذ الامام "
وبدأ البنا يتلمس سطوة ونفوذ السندي فقرر أن يخفف من أدوار النظام الخاص بتقسيمه حيث زاد عدد الأعضاء المنتسبين إليه من رجال البوليس ورجال الجيش المصري فقرر البنا إنشاء قسم " الوحدات " وعهد به إلي صلاح شادي الذي كان ضابط بوليس وانضم للجماعة في وقت مبكر وكان هدف هذا القسم تجميع العسكريين والعمال علي هدف الإسلام وكان فرع "البوليس" في هذا القسم يتناول عمله لتعريف الضباط وصف الضباط والجنود بعملهم وكيفية القيام به بإخلاص دون الاعتداء علي الناس وإهدار كرامتهم والتجسس عليهم إلا نشاط القسم بدأ بالتطور خاصة وأن أعضاءه عسكريين حيث أججت الفكرة الإسلامية لديهم الحماسة للرد علي انتهاكات الإنجليز علي أرض مصر ويذكر صلاح شادي أن الإخوان الذين معه في سلاح الصيانة طلبوا منه أن يكون لهم دور في هذا المجال .
وحاول البنا أن يجري تنسيقا بين القسمين ففي احدي اجتماعات النظام الخاص التي كانت بمنزل السندي حضر البنا واصطحب معه شادي وظهر علي وجه السندي وقتها الكراهة والامتعاض وقال للمرشد أنه كان يجب عليه إخطاره قبل أن يفاجأه بهذا الضيف ويروي صلاح شادي أن الحوار بين الرجلين كان نديا ولم يتصور أن يكون هذا شكل الحوار بين المرشد العام للجماعة ورئيس أحد أقسامها .
وزاد قلق البنا دون أن يتحدث مع أحد فقرر أن يباشر الإشراف علي العسكريين الذين ينتمون للجيش شخص ثالث واختار وقتها الصاغ محمود لبيب وهو متقاعد من الجيش ونصبه البنا بمثابة وكيل الجماعة في الشئون العسكرية وأدخله أيضا في تدريب المدنين في النظام الخاص , وبهذا التقلص أصبح السندي لا يتكون جهازه الخاص سوي من المدنين .
النظام الخاص يقضي علي الجماعة
إلا أن القدر لم يمهل البنا الزمن الكافي لإجراء التغيير الذي حدده فدخلت الجماعة بفعل النظام الخاص وحرب فلسطين شوط من الاحتكاك السياسي مع النظام الملكي والوزارة بدأ عندما قرر السندي اغتيال المستشار أحمد الخازندار أمام منزله في حلوان صباح يوم ٢٢ مارس ١٩٤٨وهو متوجه إلي عمله، علي أيدي شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبدالحافظ، وذلك لمواقف الخازندار المتعسفة في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم علي جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في ٢٢ نوفمبر ١٩٤٧.
وأثار هذا الحادث حفيظة البنا بشكل كبير وخرج عن وقاره المعتاد حتي يروي محمد فريد عبدالخالق أحد أعضاء الهيئة التأسيسية للجماعة " أن البنا شد شعر رأسه وقال أنا أبني وهم يهدمون "
ويذكر عبدالعزيز كامل أحد قيادات الجماعة آنذاك في مذكراته أنه نشب خلاف كبير بين البنا والسندي الذي برر مقتل الخازندار عندما علق المرشد علي حكم حبس الشابين قائلا : هو «لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه» أو «لو حد يخلصنا منه» وقال البنا أنه لا يتحمل مسئولية قتل الرجل والشباب الذي دفعوا إلي ذلك أمام الله في الوقت نفسه رفض السندي تحمل المسئولية وألقي بالمسئولية علي البنا قائلا : " عندما يقول الأستاذ إنه يتمني الخلاص من الخازندار فرغبته في الخلاص منه أمر " فرد عليه البنا :" أنا لم أقل لك ولا أتحمل المسؤولية"،فأعقبه السندي: "لا.. أنت قلت لي وتتحمل المسؤولية"
إلا أن الأمر انتهي بلوم السندي وتشكيل لجنة كبار المسؤولين عن النظام الخاص، بحيث لا ينفرد السندي برأي أو تصرف وأن تأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة من البنا نفسه .
وتسارعت خطوات القدر حيث وقعت الحكومة علي صيد " السيارة الجيب " في 21 /11 / 1948 التي كشفت كل أسرار التنظيم الخاص واعتقل علي إثرها قيادات التنظيم بالكامل بما فيهم السندي واستغل النقراشي وقتها هذا الحادث فقرر حل الجماعة في 8 / 12 / 1948
وعقب قضية السيارة الجيب عين البنا سيد فايز مسئولية النظام الخاص الذي قرر وفقا لروية محمود الصباغ أن ينتقم من الحكومة التي تحارب الإسلام وتحارب دعاة الله الذين ذهبوا للجهاد في فلسطين فكون " سرية " لمجموعة من أفراد النظام والذي استطاع أن ينفذ العملية كان عبدالمجيد أحمد حسن الطالب في كلية الطب البيطري آنذاك
وزيادة وتيرة العنف لدي أعضاء النظام الخاص حينما قرر عبدالرحمن السندي من داخل السجن محاولة نسف دليل الحكومة في قضية السيارة الجيب فأرسل إلي شفيق إبراهيم أنس موظف بوزارة الزراعة وكان عمره 22 عاما وطلب منه نسف مستندات القضية في محكمة الاستئناف وذهل الشاب في 12يناير 1949 وترك حقيبة به مواد ناسفة في غرفة أرشيف المحكمة وخرج إلا أنها لم تنفجر وتم القبض عليه هو الأخر
وهنا فشلت كل محاولات حسن البنا السيطرة علي النظام الخاص الذي يبدو أن السندي استطاع وحده السيطرة عليه حتي من داخل سجنه , فأصدر البنا عقب هذين الحادثين بيانين لاستنكار هذه الحوادث الأول أطلق عليه بيان للناس يرفض فيه أعمال العنف والثاني بعد مقتل النقراشي ووصل به الحد أن يقول أن الذين قاموا بهذه الجريمة " ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين "
إلا أن هذه المواجهات التي سببها النظام الخاص ورجاله أوردت الجماعة المهالك حتي أودت بحياة حسن البنا نفسه . فهو لم يكن ليدرك خطورة سيطرة شاب في عمر السندي علي شباب لم تزد أعمارهم في هذا الوقت عن 25 عاما لأكبرهم ألهبهم الحماس للدعوة الإسلامية ورأوا أنفسهم حماة للإسلام خاصة بعد مشاركتهم في حرب فلسطين فشعروا بأنهم حماة للدين نفسه وأن الاعتداء علي جماعتهم اعتداء علي الدين ,
بل تم توجيه هذا الشباب الذي انضم للتنظيم الخاص أنهم هم أعضاء الجماعة الحقيقيين وأن إخوانهم المشتغلين في الدعوة العامة مع البنا هم أقل منهم درجة فهم كانوا يحملون صفة تربوية عرفها البنا لهم " بالأخ المجاهد " بينما المشتغلين مع حسن البنا في الدعوة العامة كانوا يعرفوا " بالأخ العامل "
ويقول صلاح شادي في مراجعاته عن التنظيم الخاص أن هذا النظام لم يكن يعيبه الهدف ولا أسلوب التوجيه وإنما عابه أخطاء التربية التي كانت صارمة وشديدة خاصة في مساحة السمع والطاعة المبالغة
ولعل هذا المبالغة التي بدأت من البيعة لشخص مجهول جعلت أعضاء هذا التنظيم لا يسمعون سوي للسندي , ويروي الصباغ أنه عندما علم بأن صالح عشماوي هو الشخص الملثم الذي أخذ البيعة حكي هذا الأمر لأحد أعضاء التنظيم في بورسعيد يدعي حامد المصري فقال أن تأثر تأثرا شديدا وقال له : " يا أخي لم تضيع مني جانبا من جوانب سعادتي , فقد كان من جوانب سعادتي بالبيعة أنني لم أعرف اسم من أخذتها عليه حيث استمر في مخيلتي وكأنه ملاك رحمة يأخذ بأيدنا إلي طريق العز والخلود "
هذه الدرجة العالية من الثقة والطاعة العمياء محت من عقول هؤلاء الأعضاء المخلصين التفكير في عواقب عدم استخدامهم عقولهم ليميزوا بين دورهم في الجهاد علي أرض فلسطين وبين تسلط قائدهم السندي الذي أظهر نديته للمرشد الجماعة وأخفي عنه أسرار هذا الكيان فهو يري في نفسه حارسا للمعبد وهو الحريص علي أمور الدعوة وهو الأدري بمصلحتها وشكل بنفسه ميزانا يزن به الأمور حتي أنه انقلب علي المرشد الجديد حسن الهضيبي وطالب أعضاء التنظيم بمحاصرته في بيته وإرغامه علي الاستقالة بعد أن رفع أحد الأعضاء المسدس في وجه الهضيبي .
Tuesday, August 19, 2008
Wednesday, August 13, 2008
القاهرة تودع محمود درويش علي أوتار نصير شمه بالشموع والدموع
كنت اسمع عن فلسطين من أهلي وعندما بدأت أعرفها عرفتها من روايات غسان كنفاني ولكني وجدتني أستطيع زيارتها عندما قرأتها في شعر محمود درويش
هكذا يحكي محمود وهو شاب من أبوين فلسطينيين يعيش في مصر جاء إلي بيت الهراوي بمنطقة الحسين ليضئ شمعة علي روح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش
محمود يقول " أن فلسطين هي كل قصيدة لدرويش ومن بيت صغير في شعره أستطيع أن أعبر كل الحواجز وأزور وطني المحتل "
محمود لم يأتي ليأبن درويش وحده بل كان واحد من عشرات الشخصيات التي لبت دعوة عازف العود العراقي نصير شمه لإقامة حفل تأبين لشاعر الأرض الفلسطينية محمود درويش في ساحة بيت الهراوي بمنطقة الحسين
عندما وصلت لمدخل شارع الأزهر المؤدي لمنطقة الحسين الأثرية أخذت عيني تنظر لجمال هذه الإبداع العربي فوجدت درويش يتحدث
أنا الأرض ... و الأرض أنا
خديجة! لا تغلقي الباب ..لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
وبجوار الجامع الأزهرفي أحد أزقة شوارع المعز لدين الله الفاطمي وصلت لساحة منزلي زينب خاتون وبيت الهراوي الذي تؤجرهما وزارة الثقافة لفنانين مصريين وعرب لعرض أعمالهم فيها
حيث اجتمع عدد كبير من محبي الشاعر محمود درويش وبجوار لوحة كبيرة عليها صورته كتبوا عليها في حضرة غياب محمود درويش وقف أصدقائه يحملون الشموع ويتذكرون أشعاره حتي أن مجموعة من الفلسطينيين والعراقيين اللاجئين في مصر جاءوا ينعون غربتهم وينشدون كلمات درويش
أحنُّ إلى خبز أميوقهوة أمي...ولمسة أميوتكبرُ فيَّ الطفولةيوماً على صدرِ يوموأعشق عمري لأني،إذا مُتُّ!أخجل من دمع أميوبعد وقفة صامتة بالشموع دعي نصير شمه الحضور لدخول قاعة بيت الهراوي حيث عزف علي عوده مقطوعة حزينة فكانت أوتار العود تبكي أنغاما علي رحيل درويش , وكلما لامس شمه وتر عوده لامس درويش أوتار قلوب الحاضرين حتي شارك الحضور بهنات بكائهم أوتار العود حزنا علي شاعر فلسطين .
الممثلة المصرية محسنة توفيق التي لم تستطع أن تحبس دموعها خلف نظارة سوداء ترتديها قالت : أنها تبكي فلسطين في وفاة محمود درويش لأن كلماته كانت منفذ الانتصار علي العدو , وإذا كان فراقه يحزننا إلا أنه شعره يشكل كل يوم ميلاد جديد للقضية الفلسطينية في عقولنا وقلوبنا
نصير شمه غاصت عيناه علي باب البيت الأثري الذي علق عليه أبيات شعرية رثي فيه درويش نفسه
وهذا الاسم لي ولأصدقائي ,
أينما كانوا ,
ولي .. جسدي المؤقت
حاضرا أم غائبا
متران من هذا التراب
سيكفيان الآن...
لي مترا
و75 سنتيمترا
والباقي لزهر
فوضوي اللون ,
يشربني علي مهل
ولي ما كان لي :
أمسي وما سيكون لي ,
غدي البعيد
وعودة الروح الشريد
كأن شيئا لم يكن
.. أما أنا
وقد امتلأت
بكل أسباب الرحيل
فلست لي
أنا لست لي
أنا لست لي
عينا شمه لم تفارقهما الدموع التي تجمدت في جفونه وهو يقول لدرويش يا صديقي هنا اجتمعنا في حي الحسين ذلك المكان الذي كنت تحبه وأضاءنا الشموع من أجل روحك ..أصدقائك الذين أحببتهم وأحبوك لتكون هذه لمسة حب لا رثاء نعبر فيها عن مشاعرنا تجاهك حيث تضئ القاهرة الشموع من أجل روحك , القاهرة التي أحببتها وأحببت الزخم العربي الذي ساند قضيتك قضية فلسطين فيها أضاءوا الشموع لك ولإبداعك وخلقك عرفان لما زرعته فيهم من وجدان وقيمة ومقاومة الشعب الفلسطيني .
نصير شمه حتي الآن مصدوم ويشعر بأوجاع الفراق فهو كان علي تواصل معه حتي دخل غرفة العمليات حتي انهي عندما أنهي عزفه الحزين في نعي درويش لم يستطع أن يقف بين محييه فصعد سريعا لغرفته ليكفكف دموع الفراق
تأبين شاعر الأرض محمود درويش
محبي وأصدقاء محمود درويش يشعلون الشموع في حفل تأبين أقامه صديقه عازف العود المميز نصير شمه
أنا الأرض
و الأرض أنا
خديجة! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطوي
لسنطردهم من هواء الجليل
Tuesday, August 12, 2008
مكتبة الكونجرس تعتمد علي مدونات عربية
Monday, August 11, 2008
يا سيادة النائب العام مطلوب منك التصدي لشائعة مصر المخروسة
وأنا لا تعقيب لي علي أمر النائب العام بالتحقيق مع الصحفيين فيما نسب لهما فهما أقدر بالدفاع عن نفسيهما
ولكن أني أوجه رسالة عاجلة إلي النائب العام من منطلق خوفي علي مصلحة البلاد وخوفا من انتشار شائعة جديدة قد تودي بالبورصة المصرية أو أن تنساق وراءها الجرائد فتعمل علي نشرها وهي أن المتهم في القضية 249 لسنة 2008 طلب تسليم مجرمين قد انتحر صباح أمس الاثنين بمقر احتجازه أو أنه يستعد للانتحار فأرجوا من النائب العام أن يقف أمام هذه الشائعة "الكاذبة" بالمرصاد وألا يكون شريكا في نشرها بين المصريين الذي يتبادلون الشائعات كما يمضغون اللبان فهو الذي يستطيع أن يصدر بيانا يطلع فيه الرأي العام المصري ووسائل الإعلام التي تحترم قراره بحظر النشر علي مجريات القضية وعن تفاصيل التحيقيات مع المتهم الذي يعمل مديرا لأمن فندق كبير في شرم الشيخ ويملكه رجل الأعمال الشهير هشام طلعت مصطفي وما هي الاعترافات التي أدلي بها المتهم لسلطات التحقيق , وهل رجل الأعمال الشهير نسبت له أي تهم في هذه القضية كما زعم المغرضون
ونرجوا من النائب العام أن يسرع في صد هذه الشائعة والتي تبعها شائعة " كاذبة " وخطيرة أن قرار حظر النشر ليس حرصا علي سرية التحقيقات بل حرصا علي رجل الأعمال المقرب من أمين عام لجنة سياسات الحزب الوطني السيد جمال مبارك
يا سيادة النائب العام إن شائعة خطيرة تدور الآن عن زواج شاذ بين أصحاب السلطة وأصحاب المال في بلادنا " المخروسة " و " المحظور " فيها تداول المعلومات ان شائعة خطير تقول أن رجال السلطة أصبحوا بمثابة " بودي جارد " لرجال الأعمال يقومون بحمايتهم من أي أذي يطولهم ويعمدون عل تغطية جرائمهم إن الشائعة " الكاذبة " تقول أن رجال الدولة تدخلوا في قضية نائب مجلس الشعب هاني سرور وعضو الحزب الوطني ورجل الأعمال لتبرئته من قضية تلويث دم المصريين والشائعة " الكاذبة " تردد أن رجال الدولة حالوا بين نائب مجلس الشورى وعضو الحزب الوطني ممدوح إسماعيل رجل الأعمال المشهور وحكم في جنحة قتل ما يزيد عن ألف مواطن
حتى تفاعلت الشائعة الأخيرة " الكاذبة :من سابقتيها " الكاذبتين " أن رجال الدولة تدخلوا ويتدخلون في التحقيقات مع المتهم وأنه سيقوم بالانتحار ليغلق ملف القضية بهذا الشكل
يا سيادة المستشار هذه الشائعات " الكاذبة " تنتشر بين الناس فقد سمعتها اليوم من سائق التاكسي وزملائي في العمل ومن أصدقائي الذين اتصلوا بي ليعرفوا تفاصيل هذه القصة " المختلقة" باعتباري صحفي
أعتقد يا سيادة المستشار أن هذه الشائعات تحتاج تدخل عاجل منك للتصدي لها بأن تعلنوا علينا الحقيقة وما مدي شرعية زواج السلطة بالمال في مصر " المخروسة " وما مدي حقيقة أن الحظر والمنع والتكتيم والتعتيم أصبحوا شعارات رجال النظام الحاليين حتي ازدهرت شائعة " كاذبة " اسم بلادنا الحبيبة تغير من مصر المحروسة إلي مصر المخروسة
اخوان العسكرية يطعنون علي الحكم أمام المحكمة العليا للطعون العسكرية
وتؤكد على استمرار نضالها إزاء ما جرى من إحالة المدنيين إلى القضاء العسكري وإصدار أحكام قاسية بحقهم وذلك من أجل تعزيز استقلال السلطة القضائية وانفرادها بمهمة الفصل في المنازعات والخصومات, على اعتبار أن القضاء لا يمكن أن يؤدي رسالته في تأكيد سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان وكفالة حرية المواطنين... إلا باستقلاله.
Sunday, August 10, 2008
النائب العام قد يطلب التحقيق مع إبراهيم عيسي في قضية نشر جديدة
وذلك بناء علي قرار أصدره المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بحظر النشر في التحقيقات التي تجريها مصر حول احتمال تورط مصريين في قتل المطربة اللبنانية
ونفي المصدر الرسمي لوكالة أنباء الشرق الأوسط ما تردد عن مصادرة عدد الدستور ليوم الأحد
فيما نفي إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الدستور أن يكون قد وصل للجريدة أي إخار من النائب العام بحظر النشر في هذه القضية
وقال منصور لوكالة رويترز للأنباء : "لم يصل الينا أي اخطار رسمي بمصادرة العدد. علمنا بالمصادرة من اتصالات القراء ومراسلي الصحيفة في المحافظات الذين قالوا إن النسخ لم تصل الى الموزعين هناك." وأضاف "أعتقد أن سبب المصادرة هو الخبر المنشور فيها عن احتمال تورط شخصية كبيرة في قتل سوزان تميم."
فيما أكدت مصادر قانونية أن حظر النشر في الجرائم الذي يصدره النائب العام لابد أن يتم تسليمه لرئيسي تحرير الجرائد عبر محضر قضائي مختوم بخاتم الدولة وتوقيع النائب العام وهو ما لم تتسلمه إدارة تحرير الجريدة من أي هيئة رسمية تفيد بمنع النشر
وقالت مصادر قضائية إن حظر النشر متصل بتحقيقات مع رجلي أمن بفندق يمكن أن يكونا شاركا في قتل المغنية اللبنانية بتحريض من الشخصية المصرية التي سبق أن ربطتها علاقة بالقتيلة
بينما قالت الدستور في روايتها التي نشرت بالجريدة وعرضتها علي موقعها علي الإنترنت إن قضية تميم قنبلة جديدة انفجرت في الساحة المصرية السياسية والاقتصادية... خاصة أنها ترتبط باسم شخصية مصرية نافذة التأثير في عالم السياسة والمال وقريبة ان لم تكن لصيقة بدوائر الحكم." وقالت الصحيفة ان قرار حظر النشر "كان الهدف منه هو التكتم علي التحقيقات الجارية في القاهرة مع ضابط شرطة سابق متهم بقتل المطربة اللبنانيةوأنه أثناء التحقيق أدلي باعتراف أذهل الجميع وهو أنه قد قتلها لحساب شخصية مصرية وقالت الدستور ان أحد المقبوض عليهما اعترف بالحصول على مليوني دولار مقابل قتل سوزان تميم.
هذا وقد نشرت صحيفة العربي الاسبوعية الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي العربي الناصري التي تصدر يوم الاحد من كل أسبوع تقريرا في صدر صفحتها الاولى بعنوان "اتهام ملياردير مقرب من جمال مبارك بالتحريض على قتل المطربة سوزان تميم." ولم تذكر وكالة انباء الشرق الاوسط ما اذا كانت النيابة العامة تحقق أيضا حول ما نشر في صحيفة العربي عن التحقيقات الجارية حول احتمال تورط مصريين في مقتل المطربة اللبنانية.
مصادر : هشام طلعت مصطفي يصادر جريدة الدستور من البائعين
وقال "صدرت تعليمات بمنع توزيع العدد بعد طبعه وشحن نسخ منه في قطار متجه الى جنوب البلاد مساء أمس (السبت)."
ومضى قائلا لرويترز انه لا يعرف سبب مصادرة العدد
Tuesday, August 5, 2008
شادي حميد مدير برنامج الديمقراطية في الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية يتحدث عن الإخوان والأمريكان
ناقشت لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي في الأيام الماضية برئاسة جوزيف ليبرمان الجذور الفكرية التي تؤدي إلي التطرف والعنف عند الإسلاميين والدور الواجب علي الولايات المتحدة القيام به للحد من تأثير التطرف علي العالم وأوصي الكونجرس بوجوب دارسة الأفكار الإسلامية حتى تتمكن أمريكا من التصدي للأفكار العنيفة والمتطرفة
وفي نفس الوقت حضر إلي القاهرة الباحث الأمريكي المصري الأصل شادي حميد الذي يعكف علي دراسة العلاقات بين أمريكا والعالم العربي وإمكانية الحوار مع الإسلاميين , شادي الذي ولد من أبوين مصريين هاجرا إلي الولايات المتحدة في بداية السبعينات ويعمل مديرا لمركز أبحاث برنامج الديمقراطية في الشرق الأوسط وهو عضوا بالحزب الديمقراطي الأمريكي , شادي يتحدث بلغة عربية ضعيفة ويقول أنه للأسف رغم أصوله المصرية فإن يحتاج لتقوية اللغة العربية جاء إلي القاهرة ليكمل دراسة بحثية عن مشاركة الإسلاميين في العمل السياسي ومدي إمكانية تواصل الإدارة الأمريكية مع الإسلاميين " الدستور " التقطه وكان لنا معه هذا الحوار
في خلال مناقشات الكونجرس الأمريكي لأسباب التطرف قدم ستيفن أمرسون الخبير الدولي في شئون الإرهاب ورقة تطالب أمريكا باتخاذ جماعة الإخوان المسلمين عدو استراتيجيا نظرا لأنها منبع الأفكار المتطرفة فهل تنظر بالفعل الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان علي أنها متطرفة ؟
معظم الباحثين والليبراليين في الولايات المتحدة الأمريكية والمفكرين في الحزب الديمقراطي يعرفون الفارق جيدا بين الإسلاميين المتطرفين والإسلاميين المعتدلين الذي يرفضون استخدام العنف وخرجت أوراق بحثية كثيرة تشيد باعتدال التجربة الإسلامية في تركيا و حزب العدالة والتنمية في المغرب وكذلك جماعة الإخوان المسلمين في مصر
لكن أعضاء الحزب الجمهوري لازالوا يضعون الإسلاميين جميعهم في كفة واحدة فهم ينظروا لحزب الله والإخوان والقاعدة علي أنهم مدرسة واحدة وهذه مشكلة مع المحافظين الجدد أنهم لديهم خوف من الإسلاميين
لكن في الأربع سنوات الأخيرة اهتمت مراكز بحثية كبيرة مثل " كارنيجي " و " بروكنيجز " بكيفية ادراج الإسلاميين المعتدلين في اللعبة السياسية , وأعتقد أن دوائر صناعة القرار في واشنطن حاليا تدرك الاختلاف بين القاعدة والإخوان
لكن أنا أتحدث عن الإدارة الأمريكية وليس مراكز البحث هل تستطيع أن تدرك الاختلاف ؟
أكيد فكثير من المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية متفهمين ولديهم خبرة في العالم العربي وهم يعلموا أن جماعة الإخوان المسلمين لا تستخدم العنف , لكن المشكلة أنهم لديهم خوف حتى الآن من الإسلاميين المعتدلين, فصناع القرار في الولايات المتحدة خائفون علي المصالح الأمريكية الإستراتيجية التي تتمثل في الملف الإسرائيلي والحصول علي النفط ومحاربة الإرهاب وليس بشكل كبير علي الحريات كما تشير المراكز البحثية
لكن صناع القرار في أمريكا يتغيرون كل أربع أو ثماني سنوات وفقا للانتخابات الأمريكية لذلك فهم لا يضعون خططا طويلة المدى , ويرون وفقا للحظة الراهنة أن التحالف مع الحكام المستبدين في المنطقة العربية أكثر أمانا لتحقيق مصالحهم , ولكنهم لا يفكرون في نتيجة هذا التحالف مع المستبدين بعد أربعين سنة ,
بل أعتقد أن صناع القرار في أمريكا ليست لديهم رؤية استراتيجية لما سيحدث بمصر بعد خلافة مبارك سوي لابنه جمال أو لغيره
لكن إدارة الرئيس بوش قامت بممارسة ضغوط علي مصر وأعلنت بقبول صعود الإسلاميين !!
إدارة بوش كانت راضية بمشاركة الإسلاميين في العملية السياسية في أعوام 2004 و2005 , حتي المحافظون الجدد وافقوا علي هذه المخاطرة فهم كانوا يرون أن الإسلاميين سيستفيدوا من الإصلاح السياسي في المنطقة لكنهم لم يدرسوا ولم يتخيلوا أن الإسلاميين سينجحوا لهذه الدرجة ونقطة التحول بشكل جزئي كانت بحصول جماعة الإخوان المسلمين علي 88 مقعد في البرلمان المصري , إلا أن نقطة التحول المهمة التي حدثت هو صعود حماس في فلسطين وكان مفاجأة لوزارة الخارجية الأمريكية وهنا وقف الضغط الأمريكي بعد يناير 2006 وتراجعت إدارة بوش عن المطالبة بالإصلاح السياسي .
هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية صادقة في نواياها نحو الإصلاحي السياسي في العالم العربي ؟
كان يوجد اختلافات داخل الحكومة الأمريكية خول هذه القضية لكن كان يوجد أناس صادقين ومؤمنين بمهمة الإصلاح السياسي في العالم العربي وكانوا يتفهمون خطورة الاستبداد في العالم العربي وكان فيه شخصيات مثل السيناتور والف مهتمين بهذه القضية خلافا لرامسفيلد وديك شيني اللذان كانا مهتمين بشكل كبير بالمصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة
هل تري أن الولايات المتحدة وسياسة بوش نجحت في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
أكيد تنظيم القاعدة حاليا أضعف مما قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكن للأسف انتشرت أفكار الراديكاليين التي ينتمون فكريا فقط للقاعدة في أماكن مختلفة ولا يتلقون أوامر من أسامة بن لادن أو الظواهري
لكن أنا أنظر لمحاربة التطرف بشكل أبعد من القاعدة , فأخاف علي العرب والمسلمين العاديين الذين يتابعون تطور الإسلاميين المعتدلين في المشاركة السياسية والإيمان بالإصلاح السياسي والديمقراطية في الوقت الذي تزداد فيه قمع الحكومات العربية واستبدادها علي هؤلاء الإسلاميين المعتدلين
والخوف أن قاعدة الإسلاميين أو قاعدة الإخوان في مصر مثلا أن تسأل عن فائدة المشاركة والانتخابات في الوقت الذي يزداد استبداد النظام بهم
ولاحظنا ذلك بشكل واضح في الأردن في انتخابات 2007 حيث حرص الحمائم علي المشاركة في انتخابات البرلمان والمجالس المحلية رغم تأكدهم من تزويرها ليؤكدوها علي مدي اقتناعهم بالعمل السياسي السلمي
لكن بعد تزوير الإنتخابات تصاعد خطاب الصقور في جبهة العمل الإسلامي وتسائلوا عن مدي فائدة ما قام به الإصلاحيين وحدث انقلاب داخلي من خلال الانتخابات الداخلية التي صعدت المتشددين لقيادة الجبهة
أنت بهذا تعتبر أن الاستبداد هو الذي يصنع الإرهاب ؟!
من أكبر المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة هي الأنظمة الحكومية المستبدة التي تعمل علي تضييق الساحة السياسية في بلادهم علي المواطنين والمعارضين .
لذلك أنا اختلف مع من يرون أن الحكام المستبدين هم الحليف الوفي للولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مصالحها الإستراتيجية لأنه علي النظرة المستقبلية إذا استمر الاستبداد السياسي في العالم العربي ربما لعشر سنوات قد يتخلي المعارضون عن النهج السلمي ويتجهوا لاستخدام العنف لذلك هناك معادلة طردية كلما ضعفت الديمقراطية كلما زاد الإرهاب
هل تري ضرورة أن تفتح الإدارة الأمريكية حوارا مع الجماعات المعارضة في العالم العربي ؟
من وجه نظري أن هذه من أهم الأوليات التي يجب أن يقوم بها صناع القرار في أمريكا في أن يبنوا حوار مشتركا مع الإسلاميين خاصة في العالم العربي , فيوجد مصالح مشتركة جيدة بين الإسلاميين المعتدلين والولايات المتحدة الأمريكية , فالإخوان في مصر يحتاجون انفتاح سياسي أكثر ويحتاجون لتداول السلطة وأمريكا في مصلحتها أن تحاول أن تبني أنظمة سياسية مفتوحة ومن المستحيل أن يحدث إصلاح سياسي حقيقي في الوطن العربي بدون الإسلاميين لأنهم أكبر قوي معارضة في المحيط السياسي فمن مصلحة أمريكا أن تدير معهم نقاشات موسعة
في اللحظة الراهنة من الذي عليه أن يبدأ بمد جسور هذا الحوار الأمريكان أم الإخوان ؟
الإخوان في مصر جاهزين للحوار ورأينا ذلك في قبول محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان والذي أصبح عضوا بمكتب الإرشاد دعوة السفير الأمريكي السابق فرنسيس ريتشاردوني والسانتور هوير عندما زار مصر
وأري أن الإخوان المسلمين الآن يدركون قيمة سمعتهم وشكلهم لدي الغرب لذلك سعت الجماعة إلي إنشاء موقع " إخوان ويب " باللغة الإنجليزية وكذلك المقالات التي نشرتها قيادات الجماعة في صحف غربية
لكن جماعة الإخوان ليس لديها القوة لدعوة أمريكا للحوار لذلك يتوجب علي أمريكا أن تظهر نية حقيقة لإجراء الحوار , وأعتقد إن كانت أمريكا جادة و مستعدة للحوار الحقيقي فالإخوان سيقولون " يلا إحنا جاهزين "
وأظن أن مبادرة الإصلاح التي أعلنت عنها الجماعة في 2004 كانت رد فعل علي الضغوط الأمريكية والكلام عن الديمقراطية في هذا الوقت .
من سيسمع الإخوان في أمريكا ؟
يوجد اتصال جيد بين الإخوان والباحثين الأمريكيين لكن الأهم بالطبع دوائر صناعة القرار في وزارة الخارجية والبيض الأبيض , وأنا أعرف من أناس صناع السياسة في أمريكا في إدارة بوش تحدثوا عن حوارات بين الإدارة والإسلاميين في العالم العربي , وإدارة بوش أبدت تأييدها لتجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا وتؤيد انضمام تركيا بزعامة هذا الحزب للإتحاد الأوربي .
لكن أمريكا قد تدعم الإسلاميين في تركيا أو حتي في المغرب لكنها يقل عن وزن دعمها للإسلاميين في مصر والأردن !!
هذا صحيح فدعم المعارضة في مصر والأردن صعب لأن الولايات المتحدة تري النظام المصري والأردني الحاليين مهمين بالنسبة لها في الصراع العربي الإسرائيلي , وهم يرون دور النظام المصري الحالي المهم في التواصل بين فتح وحماس وصناع القرار يخشون من صعود الإسلاميين في مصر حتي لا يقوموا بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل
أنت تتحدث تطور خطاب الإسلاميين فما تقيمك لبرنامج الحزب الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين في مصر ؟
صراحة أن فوجئت بهذا البرنامج فالجماعة خلال ال15 عاما الماضين كانت تتجه للاعتدال من خلال وثيقة المرآة والتعددية السياسية مبادرة الإصلاح والبرنامج الانتخابي والخطوات السياسية الايجابية
لكن مع إصدار البرنامج في 2007 لاحظت أنا وباحثين غربيين تراجع الجماعة وهو يشير لتراجع دور الإصلاحيين داخل الجماعة .
ما هو تقيمك لرؤية الإخوان ورؤيتها للديمقراطية ؟
أنا مش بحب هذا السؤال مع إن كل الناس في الغرب بتسأل عن مدي إيمان الإخوان بالديمقراطية وبيتم عقد الندوات والمؤتمرات من أجل هذا السؤال , وأنا أري أن التركيز علي هذا السؤال غريب جدا فأمريكا تتعامل مع الحكومات العربية وهي متأكدة أنها غير ديمقراطية وتسأل في نفس الوقت عن مدي إيمان الإسلاميين بالديمقراطية في المستقبل
اللحظة الحالية لا تحتاج هذا السؤال بل يجب أن نسأل الحكام أولا عن الديمقراطية
وقد تعلمنا في العلوم السياسية ألا نبحث عما في قلب السياسي وهو يتحدث سواء كان علماني أو إسلامي وأنا أري أن جماعة الإخوان المسلمين وخطابها العام تبدي أنها متمسكة بالشكل الديمقراطي وان كان ليس بما تعبر عنه الليبرالية ولكن تبدي موافقتها علي الأصول العامة مثل المشاركة والتعددية السياسية , لكن لا أحد يستطيع الإجابة علي سيطبق الإخوان الديمقراطية عندما وصولهم للحكم , فالحالة المصرية تعطي حزب الأغلبية سلطات واسعة في السلطة التنفيذية والتشريعية والذي يمتلكها قد يمارس أعمال ضد الديمقراطية وهذه الفرضية لا تخص تيار فكري بعينة بل ترجع للحالة السياسية والدستورية للبلاد .
ماذا يدور في واشنطن عن ملف التوريث في مصر فهل تساند الإدارة شخص معين لخلافة مبارك ؟
من الصعب الحكم الآن عن نية الإدارة الأمريكية نحو ملف انتقال السلطة في مصر فأمريكا بصدد تغيير صناع القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية مع انتخاب رئيس جديد لأمريكا واعتقد أن أوباما لديه أفكار مختلفة عن الشرق الأوسط ستختلف عن إدارة بوش
لكن أعتقد أن أوباما والحزب الديمقراطي سيركزوا علي ملف حقوق الإنسان في العالم العربي .
لكن ألا يوجد لدي أوباما أي أفكار عن علاقته بمصر كدولة ذات ثقل استراتيجي في المنطقة ؟
أعتقد أن الرئيس الأمريكي القادم سواء كان أوباما أو ماكين لن يهتم بمسألة الديمقراطية وانتشارها لأن هذا الأسلوب أعطي الأمريكيين صورة ذهنية سيئة في إدارة بوش فهو ذهب للعراق لنشر أفكار الديمقراطية ولكن استنزف معه القوة الأمريكية لذلك لن تهتم الولايات المتحدة بشكل كبير بمسألة التوريث
هل سيختلف سياسة المرشح الجمهوري ماكين عن سياسة بوش ؟
لن يأتي لحكم أمريكا من هو أسوأ من بوش لذلك " مفيش حاجة في الدنيا أسوأ من بوش " أي حد غير بوش سيكون أفضل منه وهذا شئ ليس ايجابي " لأن المفروض أن أي حد في الدنيا أحسن من بوش " , ماكين سيكون لدية فكر ناضج في السياسة الخارجية الأمريكية لأنه شارك في صنع هذه السياسة خلال الثلاثين عاما الماضية , ولكن للأسف هو يستند لفكرة القوة العسكرية وهذه مشكلة الحزب الجمهوري بشكل عام حيث يقدمون الحل العسكري عن الحل الدبلوماسي .
وهل ستختلف السياسة الخارجية لأوباما عن ماكين ؟
أنا أعتقد أنا أمريكا ستشهد نمطا جديدا في السياسة الخارجية إذا أصبح أوباما هو الرئيس
لكن إذا تحدثنا عن قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن نري فرق كبير لكن أوباما سيدعم الحوار بشكل أفضل مما شارك فيه بوش , لكن لو العرب منتظرين نقطة تحول في الصراع الإسرائيلي هذا لن يحدث في هذا الوقت لأن أمريكا وإسرائيل أصدقاء وحلفاء وهذا سيستمر
يواجه أوباما حملة دعائية بأن له خلفيات إسلامية وعربية بينما يرد علي هذه الحملة بتأكيد حبه لإسرائيل
هل هذا هو المعيار الذي ستسير عليه سياسته في الشرق الأوسط ؟
المشكلة أننا ننظر للأمور أما أن يكون معنا أو علينا وهذه الدعاية تطلب من أوباما إما أن يدعم إسرائيل أو يدعم القضايا العربية لكن من وجهة نظري أن هذه لا تمثل مشكلة لأوباما فهو حريص علي صداقته وحليفته إسرائيل وهو في نفس الوقت يتفهم القضية الفلسطينية ويدرك أهمية أن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة فهو حريص علي دولة إسرائيل كما هو حريص علي قيام دولة مجاورة لها للفلسطينيين
أنت تتحدث عن نمط جديد للسياسة الخارجية في عهد أوباما وهو سيهتم بالحوار فهل سيقبل
بالحوار مع حكومة حماس الفلسطينية ؟
لا
لماذا ؟
هذا موقف خطير لكل من يعمل داخل دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية أن يتحدث ويقول أن يريد أن يدير حوارا مع حركة " حماس المسلحة " التي لازلت مدرجة علي قوائم الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية , " لأنهم ماز لوا يستعملون العنف ويقتلون الأبرياء " !!
لكن الحكومة الأمريكية من الممكن أن تدعم حوار غير مباشر مع حماس عن طريق الحكومة المصرية وإدارة الرئيس بوش كثيرا ما تعطي مصر الضؤ الأخضر للقيام بهذا الدور .
وماذا عن تبشير الديمقراطيين بالانسحاب من العراق في الوقت الذي لم يطرحوا أجندة لهذا الانسحاب ؟
الانسحاب من العراق لن يكون سهلا والديمقراطيين وأوباما مصرين خروج الجنود الأمريكيين من العراق ولكن هذا الانسحاب سيحتاج إلي وقت وأوباما قال أنه سينسحب بعد 16 شهر من دخوله البيت الأبيض .
هل تتحكم سياسة البيت الأبيض في سياسة الرئيس أم يصنع الرئيس سياسة البيت الأبيض ؟
المحيط السياسي مرتبط بالمتاح والسياسة هي فن المتاح وداخل المحيط السياسي ليست كل الأمور متاحة
والشعور الذي نحمله في قلوبنا يختلف عن الممارسة السياسية ونحن نتحدث مثلا عن الإسلاميين الذين يكنون لإسرائيل العداء ولا يرغبون في وجود دولة إسرائيلية في الشرق الأوسط لكنهم لو وصولوا للحكم لن يستطيعوا الحكم بمشاعرهم فيوجد سياق دولي عليهم أن يتعاملوا معه بواقعية .
هل تعتقد أن صعود الإسلاميين وحماس للحكم هو فقط الذي جعل الإدارة الأمريكية التوقف عن ممارسة ضغوط علي الحكومات العربية من أجل الإصلاح السياسي ؟
هذا جزء مهم ولكن يوجد أسباب أخري ففي عامي 2004 و2005 كان وضع العراق أفضل من الوقت الحالي وكانت تجري انتخابات في العراق الذي كان يسير في تطور ايجابي ولكن بعد تصاعد العنف وأداء المعارضة العراقية كان لابد علي أمريكا أن تركز علي الاستقرار في العراق ولذلك وجدوا أنفسهم محتاجين لحكومات العالم العربي لتساعدهم علي هذا الاستقرار ولمواجه نفوذ إيران المتزايد
لذلك توجهت جهود السياسية الخارجية بشكل شبه كامل تجاه الملف العراقي والإيراني , وهذين الملفين يحتاجون مشاركة من الحكومات العربية المستبدة فليس من الطبيعي أن تطالبهم الولايات المتحدة بالضغط عليهم لإجراء إصلاح سياسي .
لكن توجد تحليلات تشير أن أوباما سيتحالف مع المستبدين في العالم العربي ليتمكن من تنفيذ خطة الإنسحاب من العراق !!
أي رئيس لابد أن يتعامل مع الحكومات الموجودة حاليا لأنه لا يوجد خيار آخر في اللحظة الراهنة فنحن لن نري تداول للسلطة في المنطقة العربية بعد 4 سنوات لذلك فهو يجب عليه أن يعمل مع الحكام الموجودين في المنطقة لكن يجب علي الحكومة الأمريكية ممارسة الضغط علي الحكومات المستبدة في مصر من خلال المعونة الأمريكية من خلال شروط سياسية واضحة منها احترام حقوق الإنسان ووجود انتخابات نزيهة وحرة واحترام حقوق المعارضة
ويجب علي الولايات المتحدة الأمريكية أن تعلن بشكل واضح عن رفضها اعتقال المعارضة المصرية سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين .
أقرأ أيضا
الدكتور رفيق حبيب رؤية مختلفة حول مدارس الإخوان
ومن الضروري التأكيد على الفرق بين وجود آراء واتجاهات، وبين وجود تيارات وأجنحة، فالاختلاف في الآراء والاتجاهات موجود بالفعل، وكما قلنا هو طبيعي، وأكثر من ذلك، فهو يمثل ظاهرة صحية، أما وجود أجنحة فهذا أمر آخر؛ لأنه يعني أن بداخل تنظيم الإخوان تنظيمات وتكتلات متباينة، وينضم لكل منها عدد من أعضاء الجماعة، وتعمل بشكل منظم ومخطط، ومعنى ذلك أننا أمام تنظيمات داخل جماعة الإخوان تدير معركة داخلية، وربما تخطط ضد بعضها البعض، أو حتى تتآمر على بعضها.
وتلك الصورة ليست دقيقة، ولا تتناسب مع الوضع الداخلي للتنظيم، فالواقع هو وجود اتجاهات بينها تباين في الرؤى، وتلك الاتجاهات توجد لدى عدد من الأشخاص، ومن الطبيعي أن يكون موقف الأشخاص المنتمين لاتجاه معين، أو أصحاب الرؤى المتقاربة، يسند بعضه بعضا، ولكن تنظيميا هناك جماعة لها مؤسساتها، والكل يعمل من خلال هذه المؤسسات، وبالتالي فكل الاتجاهات تبرز وتتحاور وربما تشتبك أيضا، داخل نفس المؤسسة، وطبقا لقواعد عملها.
Monday, August 4, 2008
قانون الإرهاب
وواحد صاحبي قالي ان لو عسكري المرور وقفه ولم يجد التصريح حيسحب منه العروسة