وهي كلمات حق وصيحة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح، لقد تذهب غداً بالأوتاد … عبدالرحمن الكواكبي
Tuesday, February 10, 2009
حسن البنا : 60 عاما علي اغتيال رجل لا يريد أن يموت
في الثامنة والثلث مساءا صلي صلاة العشاء الأخيرة بعد أن دعوه إلي مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس للتفاوض وحين لم يحضروا طلب من موظف في الجمعية أن يوقف له تاكسي ليعود إلي بيته ولكن القدر ويد الجبناء لم يدعاه إلي العودة سوي علي نعش خشبي لتصلي عليه وتشيعه النساء ووالده المسن إلي قبره، ففي هذا التاريخ وتحديدا في مساء 12 فبراير عام 1949 أطلق مسلحين النار علي حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين بعد أن استدرجته حكومة إبراهيم باشا عبدالهادي آنذاك بدعوي اجراء مفاوضات حول أوضاع الجماعة بعد قرار حلها بينما كانت الدعوة للتخلص من هذا الفرد " الأمة " بعد أن اُعتقل كل أنصاره ليلقي حتفه وحيدا ولتموت معه دعوته التي بدأها قبل هذا التاريخ بنحو 21 عاما، ظنوا وقتها أنهم قد استطاعوا إنهاء هذه الدعوة التي أحيت قلوب المصريين إلي الإسلام الوسطي البعيد عن البدع وطنطنة الشيوخ.
مات حسن البنا منذ 60 عاما بينما ذكراه حية في أفكاره ودعوته وجماعته، ولاسيما الجماعة أو التنظيم الذي ذاع صيته من أقصي الدنيا إلي أقصاها «الإخوان المسلمين» اسم لم يعد في حاجة للبحث عن تاريخه ولكنه في حاجة للتعرف علي أفكاره التي تتاروح بين يوم وآخر مع أفكار الإمام المؤسس ليكون حسن البنا في ذكري استشهاده حيا بهذه الأفكار وميتا ليس علي يد أعدائه فقط بل قد يموت في ذكراه علي يد أتباعه أيضا.
حسن البنا الذي ألهبته العاطفة الإسلامية منذ صغره فمر بدروبها متصوفا وسلفيا حتي وقف عي روح الإسلام وقرر أن يركب قطار تيار الإحياء والتجديد الإسلامي في العصر الحديث الذي بدأ علي يد جمال الدين الأفغاني الذي سعي إلي إنشاء الجامعة الإسلامية وتلميذه الإمام محمد عبده والذي يسميه المفكر الإسلامي محمد عماره مهندس حركة التجديد الفكري الإسلامي، لتمتد الحركة التجديدية بالشيخ محمد رشيد رضا والذي حمل رسالة هذا التيار عبر مجلته «المنار» ومن ثم سلم رضا الأمانة لتلميذه حسن البنا ليكمل الطريق والذي واصل إصدار المنار وتفسير القرأن الكريم من حيث انتهي رشيد رضا.
قطار التجديد الذي بدأه الأفغاني مستهدفا تحرير العقل المسلم من أغلال الجمود والتقليد لمواجهة التخلف الذي أورتثه الحقبة المملوكية والعثمانية رافعا شعار «الإصلاح بالإسلام» في مواجهة المشروع الحضاري الغربي، ثم واصل الإمام محمد عبده السير علي طريق أستاذه مزكيا روحا اليقظة الإسلامية والمشروع النهضوي للإسلام بإعتباره دين الوسطية، وامتدت حركة الإمامين علي يد الشيخ رشيد رضا ومدرسته «المنار» التي وضعت الأسس للمشروع الحضاري الإسلامي، وهنا يأخذ الإمام حسن البنا الراية من الأئمة السابقين لبسير علي نهجهم ليصبح هو وبحق عميد مدرسة الإحياء والتجديد الإسلامي حيث استطاع الشاب الذي لم يزد عمره وقتها عن 24 عاما أن ينقل هذه المدرسة التجديدية من نطاق الصفوة والنخب إلي الجماهير، حيث انشغل بهم الأمة ووحدتها وخاصة سقوط الخلافة الإسلامية وسعي أن تكون هذه لهذه الحركة التجديدية أرجل تسير بها بين المسلمين لتبصرهم بمشروع حضاري مدني إسلامي مهموم بوحدة الأمة وتحرير عقلها وفق «إسلام الإخوان المسلمين» الذي قال عنه البنا في رسالة المؤتمر الخامس: «نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنظم شئون الناس في الدنيا والآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي يخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف» مؤكدا أنه لا يعني إسلاما غير الذي جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم بل يشير علي قضية فهم الإسلام بمعناه الشامل ووقتها قد استطاع البنا أن تصل جماعته لقري ونجوع مصر ويصل أعضائه إلي عشرات الآلاف وتضم كل فئات المجتمع من عمال وأفندية وشيوخ وطلاب ونساء.
فقد استطاع البنا وفق شخصيته الكريزمية أن يقوم بما لم يستطع القيام به الأفغاني وعبده ورضا، حيث فكك البنا أفكارهم ونظرياتهم في كلمات بسيطة حفظها الشباب عن ظهر قلب لينقلوها إلي زملائهم في الجامعات والمصانع دون جمود مما دفع الكاتب الصحفي آنذاك إحسان عبدالقدوس أن يكتب في مجلة روزليوسف هؤلاء الشباب عندما زار مقر الإخوان في الحلمية عام 1945 قائلاً: «هم شباب مودرن لا تحس فيهم الجمود الذي امتاز به رجال الدين وأتباعهم ولا تسمع في أحاديثهم التعاويذ الجوفاء التي اعتدنا أن نسخر منها، بل إنهم واقعيون يحدثونك حديث الحياة لا حديث الموت، قلوبهم في السماء ولكن أقدامهم علي الأرض، يسعون بها بين مرافقها ويناقشون مشاكلها ويحسون بأفراحها وأحزانها».
هذا هو الجيل الذي صنعه البنا ولكن ربما لو نظرت إلي إخوان اليوم هنا قد يشعرك عدد غير قليل منهم أن البنا مات فعليا وخاصة وأنت تطالع أحد الكتب التي تقوم الجماعة بتدريسها للإخوان «العاملين» وهي الفئة التنظيمية داخل الصف الإخواني وهي تنعت رواد فكر التجديد بأنهم تغريبيون حيث جاء في كتاب «من أخلاق المؤمنين» أن جمال الدين الأفغاني هو أحد أقطاب هذه المدرسة التي سعت إلي صبغ حياة المسلمين بالأسلوب الغربي وقال الكتاب عنه أنه انضم للمحافل الماسونية.
لقد مات حسن البنا وماتت أفكاره علي يد أتباعه حينما يورد الكتاب الذي هو الركيزة الأساسية في المنهج الثقافي الذي يتدارسه الإخوان «العاملون» عندما يقول: «كان الشيخ محمد عبده من أبرز تلاميذ الأفغاني وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقي وكانت له صلة باللورد كرومر والمستر بلنت، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعوا إلي مهاجمة التقاليد كما ظهرت لهم فتاوي تعتمد علي أحد تأويل النصوص بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلي إدخال العلوم العصرية إلي الأزهر لتطويره وتحديثه».
لم يبقي هذا الكتاب غير اسم حسن البنا نفسه ليكي يدرجه ضمن هؤلاء التغريبين حينما يورد اسم رشيد محمد رضا أستاذ البنا المباشر بأنه تغريبي رغم أن العمق السلفي الذي اكتسبه البنا قد توارثه عن رضا ومجلته المنار التي قادها البنا بنفسه بعد وفاة الأستاذ.
أدرك البنا من خلال تجربة الرواد الثلاثة أن الأفكار الكبيرة والعميقة لا تتفاعل معها الجماهير، فرغم حرصه أن ينشر تيار فكري داخل المجتمع فقد كان أشد حرصا أن يكون هذا التيار حركيا يتحدث به وينشره المواطن البسيط والمثقف والعامل والطالب، وذلك من خلال الدعوة والتي شكلت رافدين دعوة لتجنيد أعضاء لإعددهم لدعوة الشعب المصري والجماهير المسلمة لتبني هذا التيار الفكري التي يشمل مناحي الحياة وفق المرجعية الإسلامية.
لذلك اهتم البنا في عملية نشر فكرته من خلال «التربية» حيث عمد إلي تكوين قسما خاصا بالجماعة لهذا الأمر حتي تترسخ الأفكار في وجدان أعضاء الجماعة لذلك حرص ألا يطلق عليه لفظ «رئيس الجماعة» ولكن «المرشد» أي المربي والموجه مستفيدا في ذلك بخبرته كمدرس ومتأثرا بعلاقته بالصوفية في صغره فكان الأعضاء كالمريدين لشيخهم ولكن خارج نطاق الدروشه.
والتربية عند حسن البنا لم تكن قاصرة علي الجانب الديني والشرعي فحركته لا تتوقف عند الجماعة الدينية بل هي حركة تغيير شاملة حتي يجد فيها كل مهتم ضالته فعرف الإخوان المسلمين بأنهم دعوة سلفية وطريقة سنية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.
وهو ما قد يثير لبسا لدي المطلع علي هذه الجماعة وقد اعترف البنا بذلك قائلاً: «هكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً ومن هنا كان كثير من مظاهر أعمال الإخوان يبدو أمام الناس متناقضاً وما هو بمتناقض».
لذلك قام البنا بتقديم منهج ثقافي يدرسه الإخوان ليرتقي بفهمهم بهذه الدعوة واشتمل هذا المنهج جوانب شرعية وفقهية وسياسية وثقافية عامة وكان يتم تدارس هذا المنهج بشكل أسبوعي في حلقة تضم أربعة إلي ستة من أعضاء الجماعة وحرص البنا أن يتم تجميعهم من طبقات مختلفة سواء دراسية أو طبقية ليربي هذا الصف علي التلاحم.
ولعل أهم ما يميز دعوة حسن البنا هي التدرج في الخطوات وعدم استباق الخطي ووضع التدرج كأحد أهم خصائص دعوة الإخوان المسلمين لذلك أكد في رسالة المؤتمر الخامس التي كانت أشبه بوثيقة تعريفية جامعة قائلاً: «طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده. ولست مخالفاً هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها. إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات . ومن صبر معي حتي تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي الله».
والتدرج هي ميزة الدعوات الناجحة لذلك رفض البنا منطق الإنقلابات العسكرية والثورات مؤكدا أن الإخوان لا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها، لأنه كان يريد أن يحدث تغييرا جذريا يبدأ بالفرد ثم الأسرة ثم المجتمع وصولا للحكومة المسلمة بل العالمية.
ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين ترفض تقديم مراجعة فكرية لتواكب بها العصر الحديث ومقتضياته ورغم انصياعهم لهذه العصرنه دون أن يعربوا عن مراجعتهم، فقد خالف الإخوان نهج التدرج الذي شدد عليه البنا عندما تحالفوا مع ثورة يوليو أملا في نشر فكرتهم عن طريق الحكم وفي هذا أكد الدكتور عصام العريان مسئول القسم السياسي للجماعة في ورقة بحثية حملت عنوان «الوفاء لنهج البنا» أنه نشأت داخل الإخوان مدارس جديدة في الفهم تختلف عن مدرسة البنا بعد استشهاده ضاربا المثال بالمدرسة التي أطلق عليها مدرسة «التعجل وعدم التدرج» التي رأت في استمرار النهج التربوي تأخيراً عن الوصول إلي ثمرة العمل، وهي إصلاح الحكم، فتعجلوا الوصول عبرالانقلاب العسكري عام 1952م فكانت النتائج المأساوية علي مصر والعرب والإخوان.
كما أعرب العريان أن مدرسة جديدة نشأت في الفهم الإخواني وهي «مدرسة التشددوالغلو».
معتبرا أن من ساهم في صياغة أفكار هذه المدرسة سنوات السجن الطويلة والتعذيب البشع الذي مورس ضد الإخوان في سجون عبدالناصر.
لكن العريان لم يفصح بشكل كامل عن رائد هذه المدرسة ومنظر أفكارها، إلا أن الشهيد سيد قطب يعد هو المنظر الأساسي حيث بلور نظريات البنا لشمول الإسلام بالحاجة إلي أن إعادة البيئة التي انتشرت فيها الدعوة الإسلامية علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة والمدينة ورسم قطب منظورا آخر للمجتمع علي أنه «جاهلي» وأن الفئة المؤمنة التي استطاع هو تكوينها في ما يسمي «بتنظيم 65» هي التي ستحاول إعادة هذه المجتمع فاتحا بابا شديد الخطورة حتي يومنا هو «تكفير المجتمعات» والذي اتخذته الجماعات الإسلامية زريعة لاستخدامها السلاح والعنف في وجه الحكومات والشعوب في العالم الإسلامي، لنجد أن أفكار سيد قطب قد خالفت المنهج المتدرج لحسن البنا بل خالفت قاعدة أساسية وضعها في أصوله العشرين «لانكفر مسلما نطق بالشهادتين» فكانت أحداث وأفكار إخوان 54 و65 ضربة قاسية لأفكار البنا الذي أستشهد وماتت أفكاره السمحه في هذه الفترة، إلا أن الفكرة الطيبة لا تزول فقد سعي المرشد الثاني للجماعة حسن الهضيبي تصحيح مسار هذا النهج المخالف من خلال الوثيقة الهامة التي أصدرها عقلاء الجماعة داخل سجون عبدالناصر في كتاب «دعاة لا قضاة» والتأكيد علي أن التكفير والعمل العنيف والإنقلاب ليس من أدبيات الإخوان ومن يخالف ذلك يعتد خارجا عن الجماعة.
وهنا يقول العريان: «صدور كتاب» دعاة لا قضاة «الذي كانت عليه مفاصلة تامة لإعادة الاعتبار إلي نهج حسن البنا المعتدل والوسطي وفاء للإمام ولفكره الواضح في الحكم علي المسلمين والحكام وغيرهم».
لقد وضع البنا أسسا لمشروعه الفكري الإسلامي الوسطي السلمي من خلال تأكيده علي البعد عن مواطن الخلاف وخاصة الفقهي حيث أكد أن الإختلاف موجود منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وعهد صحابته الكرام وهي سنة كونية لكنه دعا الإخوان لنبذ التعصب للرأي والحجر علي عقول الناس وآرائهم، لذلك رفض البنا أن يختار للجماعة آراءا فقهية بعينها تاركا الباب مفتوحا حسب الأصول العامة للإسلام وهو ما أكد عليه أيضا من خلال الأصول العشرين التي تركها لتكون أشبه بميثاق فكري للإخوان ولأي حركة إسلامية تنشد الوسطية.
رؤية البنا لشمولية الإسلام لم تمنعه من التأكيد علي مدنية إدارة الدولة ورفضه للمفهوم الثيوقراطي مؤكدا أن الإخوان وفق فهمهم للإسلام يرون الحكومة ركنا من أركان الإسلام، وهنا يؤكد أن دور المصلحون أو الدعاة وفق هذه الرؤية تدعيم الحكومة من خلال اصلاحها وألا يكتفوا بالنصح ووالوعظ.
بل وضع البنا أسس نظريته الشاملة وفق متطلبات العصر حين أكد أن أن نظام الحكم الدستوري هو أقرب نظم الحكم القائمة في العالم كله إلي الإسلام ويشرح نظريته قائلاً: «أن الباحث حين ينظر إلي مبادئ الحكم الدستوري التي تتلخص في المحافظة علي الحرية الشخصية بكل أنواعها، وعلي الشوري واستمداد السلطة من الأمة وعلي مسئولية الحكام أمام الشعب ومحاسبتهم علي ما يعملون من أعمال، وبيان حدود كل سلطة من السلطات هذه الأصول كلها يتجلي للباحث أنها تنطبق كل الانطباق علي تعاليم الإسلام ونظمه وقواعده في شكل الحكم.
لم يترك البنا مجالا تتسع من خلاله رقعة الدعوة إلا وخاضه حتي الفن رأي أنه سيسهم في هذه الفكرة الشاملة وأسس مسرحا للإخوان أشرف عليه شقيقه عبدالرحمن وتخرج منه عددا من الأسماء التي لمعت في سماء الفن وكانت أول مسرحية قدمها الإخوان هي «جميل بثينة» قد شارك في التمثيل فيها حسب دراسة الباحث أحمد زين عددا من الأسماء الكبيرة مثل جورج أبيض وأحمد علام وعباس فارس ومحمود المليجي وأيضا من العناصر النسائية فاطمة رشدي وعزيزة أمير.
البنا حاول أن يقدم مشروعا حضاريا متكاملا جمع فيه العناصر المختلفة التي لم تستطع أن تجتمع مع بعضها إلا في حياته، ورغم أن الإخوان لا يرغبون في ممارسة مراجعة فكرية لمشروع الجماعة الذي تخطت الثمانين عاما فهم بحاجة لدراسة عميقة وواسعة لمشروع حسن البنا ومراجعة آدائهم السياسي والدعوي الحالي بهذا المشروع الذي تخطي وفقا لزمنه آداء ونشاط الجماعة وتراجعها في ثوب التنظيم أكثر من عباءة المدرسة الفكرية لذلك وجدنا عددا غير قليل نفر من ثوب التنظيم الضيق متشحا بعباءة المدرسة الفكرية الواسعة والتي انتشرت وتخطت الحدود والبحار لتكون رغم قدمها أساس العمل الإسلامي الوسطي في العالم.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
تحياتي يا منعم
ReplyDeleteانزلت الرجل منزلته؛ الحقيقة ان الإمام الشهيد البنا قد أحدث ثورة فكرية وحركية لا تقل عن الحركة التنويرية الضخمة التي قام بها الإمامين الجيلاني و الغزالي والتي كان ابرز افرازاتها عماد الدين زنكي زنور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي وكلهم قادة عظام يجمعهم غير انهم حملوا لواء تحرير أراضي الأمة السليبة ان جميعهم تخرجوا من المدارس الجيلانية
وهكذا هو البنا نكاد لا نجد احداً من رموز العمل الإسلامي الدولي المتمنهج بالوسطية والتدرج النابذ للعنف إلا وتتلمذ على افكار البنا ومن تلوه
ويكفي الإمام فخراً انه كان أول من بدأ بشكل عملي وضع لبنات مشروع حضاري فكري إسلامي متكامل وهو المشروع الذي لم يقدر له ان يكتمل تحت وطأة خيانة القصر الملكي والإستعمار الدولي ولكنه لم ينهار
وأظن أيضاً ان أشد ما أصاب هذا المشروع بشروخ هو المشروع الفكري للأستاذ الشهيد سيد القطب والذي أطلق مشروعه من نفس منطلق مشروع البنا ولكنه كان مضاداً له في الإتجاه عبر تبنيه لفكرة التميز وألفضلية الغير مبررة ولزرعه حالة من العزلة الشعورية عن المجتمع مما أوجد حالة من الجفاء مع المجتمع ورغبة محمومة في اثبات هذا التميز وهو ما اتخذ مظاهر مثيرة للجدل مثل الإصرار على ظهور مصطلحات تمييزية تؤكد على اسلامية المظهر دون التأكد من وجود معنى حقيقي لهذا التميز من عينة الفن الإسلامي والإقتصاد الإسلامي مروراً بالأدب الإسلامي والإعلام الإسلامي وانتهاء بشركات الدواجن الإسلامية
رحم الله الإمام البنا وجمعنا به في جنة الخلد تحت راية الرسول الهادي الأمين
سلمت يمينك يا اخ عبدالمنعم, لقد اجتهدت في توضيح أفكار الامام حسن البنا وكيف انها كانت نقلة جبارة في تغيير المفاهيم الجامدة التي كانت مسيطرة علي العامة والخاصة إبان ظهور الامام والدعوة
ReplyDeleteلكن ألا تري أن فكر الامام يحتاج للكثير من المقالات والمقارنات لاعادة إظهارة وذلك بعد سيطرة فرق التشدد او التعجل علي حركة جماعة الاخوان وكذا سيطرة فرق الكره لكل ماهو اسلامي علي امخالفين للفكرة الاسلامية
ولعل النسب للقيام بهذا التوضيح هو رجال يؤمنون بالفكرة الاسلامية ومتحررين من ضيق التنظيم
والشكر موصول لك
الحديث معك يطول
ReplyDeleteوقد كتبت على مدونتى تعليق عل موضوعك ارجو ان يتسع صدرك و وقتك لقراءته
عن مدونة انا اخوان اتحدث
الامام البنا رحمه الله تعالى
ReplyDeleteدعوة الله باقية بإذن الله
جعلنا الله عناوين صحيحة لدعوته
ودمت بخير
الاخ الكريم
ReplyDeleteاعتقد ان المراجعات بتتم والمناظرات تتم والكلام ده وضحه الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح فى اخر لقاء له مع الدستور
ومش معنى انى اعمل مراجعات انى لازم الم الصحفيين ووسائل الاعلام او انى اطلع بعد ما اخلص واقول انا عملت مراجعات ووصلت لكذا وكذا
ومش لازما المراجعات بتاعتى تبقى على هوى اللى مش عاجبهم التنظيم ومش عاجباهم الجماعة
ومش لازم المراجعات بتاعتى تبقى بالنص زى ما كتب او قال او حدد الامام حسن البنا احنا كلنا لنا اصل بنرد له كل حاجه عندنا وهو القران والسنة وفيه امور جدت وامور راحت والاصل لازم يكون واضح علشان الحاجات دية
وكلا يؤخذ من كلامه ويرد عليه الا النبى صلى الله عليه وسلم
والامام لم يكن معصوما وان كان قمة من قمم الاصلاح فى تاريخ الاسلام
والتعديلات التى من الممكن ان تجرى على بعض ما اراد وقال ليس معناه اننا نترك منهجه لا بالعكس بل ان هذا هو عين منهجه وروحه وليس مجرد قراءة له
والاساتذه السابقون من الشيخ جمال الدين الافغانى والامام محمد عبده والشيخ رشيد رضا لم يكونوا معصومين ولهم من الفضل والسبق ما ليس لغيرهم ودورنا ان نناقش ما ورد عنهم وان نراجعه فى ظل احترام شديد لاشخاصهم وتقدير اشد لمجهوداتهم ومعرفة بفضلهم وسبقهم
والانتقاد ليس موجه لهم وانما للافكار التى طرحوها
تحياتى واحترامى
تحقيق جيد عن الإمام الشهيد .
ReplyDeleteوإذا كانت الجماعة قد خفت بريقها ، وابتعد نهجها عن رسالة الإمام ، فهناك غيرها سيقوم محلها ، لأن الإمام لم يكن الأول فى دعوته ولن يكون الأخير .
في رايي أن جميع من يسعى لخير هذه الأمة إعادة قراءة تراث الإمام حسن البنا بمنظور عصري يتواكب مع حداثة العصر ...
ReplyDeleteفي ظني كثيرا من تكلم عن البنا وكثيرا ممن شرح كلام البنا وتناقله الشباب
لكن الشباب بحاجة لقراءة تراث البنا قراءة متأنية لأن كتاباته مزيج جمع بين الأدب أسلوبا والمنطق طريقة والشريعة منهجا والوضوح شعارا ...
أدعوا الجميع وأولهم انا أن نعيد قراءة هذا التراث ليس عن طريق من شرح رغم جهدهم الكبير ولكن كتب الامام البنا نفسه
لأنه في ظني أن الامام البنا ظلم من العدو والحبيب وأن النموذج الذي اراده لم يظهر بالكلية حتى الآن
بارك الله فيك وكل من يسعى لدينة
ReplyDeleteالنقد سهل هيا ننقد الصحابة بموقعة احد
وحديث العصر ليس ببعيد
عبد الله
ياعبدالله هو انتو في الإخوان بتسوا بينكم وبين الصحابة
ReplyDeleteالنقد سهل هيا ننقد الصحابة بموقعة احد ثانيا هو النقد ايع عيبه
ما تراجع اخطائكم أحسن
جزاك الله خير يا أستاذ عبدالمنعم
ReplyDeleteنحن نحتاج بالفعل لمثل هذه المراجعات ولنري هل نحن علي درب المؤسس وان كنا خالفناه وهو ليس بمعصوم ولكن مخالفتنا هل هي تقدم علي أفكاره أو تراجع وجمود
رحم الله امامنا ومرشدنا
ReplyDeleteرحم الله شهيد الأمة والإسلام
رحم الله الأستاذ البنا
يا خبر اسود ومهبب بقي رشيد رضا تغريبي
ReplyDeleteيا نهار مهببب
ده فيه كتابات عربية وغربية عايز تحذف اسم رشيد رضا من مفكرين الإصلاح
لنزعته السلفية
منعم يعود من جديد ويشتم فى الجماعة وباساليب رخيصة كما بفعل الكتاب العلمانيين الذين كان فى القريب يعيب عليهم
ReplyDeleteبداية لا اعيب عليك اختلافك مع الاخوان لان الاختلاف سنة كونية
لكن لابد ان تكون تمتلك ادبيات واخلاق الخلاف
لا ان تلتمس فى كل مناسبة ان تلصق اتهامات وتلصق كل نقيصة بالجماعة التى تربيت فى احضانها والتى صنعت منك اعلاميا ناجحا فارجو الا تقابل تلك اليد التى اعطت لك كل شيى بان تقطعاه
اختلف كما تريد ولكن لا تحاول ان تلصق فى كل مناسبة اتهامات لا اساس لها من الصحة
وانا هنا لن ارد على كلامك فى المقال
لانه يبدو انك تزداد انتعاشا وابتهاجا وتشعر بتحقيق النصر الكبير كلما كتبت مقالا وشعرت ان الناس ترد عليك فعندها تشعر بالانتعاش والنصر
ومن هنا لن ارد عليك
حى لا تصل الى تلك الدرجة مرة اخرى
منعم ارجك راجع نفسك جيدا وابحث عما تريده وما تتمنى ان تكونه ولكن احذر ان يكون ذلك على حساب اساتذتك وقاداتك قديما
السلام عليكم
ReplyDeleteهو والله انا مش عارفه الاخوان دول فكرهم ايه بالظبط ولا حتى الطلبه اللى كنت بلاقيهم فى الكليه كانوا عارفين هما بيقولوا ايه
بس بجد بعد الموضوع دا هحاول اعرف عن بدايات الاخوان يمكن يكونوا احسن من اللى موجودين دلوقتى
ربنا يوفق الكل واللى فيه الخير للبلد دى هو اللى يكون
اخى الكريم منعم
ReplyDeleteقرأت تعليقك على الموضوع الذى كتبته حول مقالك وسعدت جداً بردك عن علاقتك بالإخوان وان كنت ارجو ان توضحه على مدونتك لان الشكل الحالى يعطى نفس الانطباع الذى وصلنى
اما عن كلامك عن مراجعة المناهج وواضعيها وخلفياتهم فأعدك انى سوف اسعى لمعرفة ذلك
وارجو ان يكون بيننا لقاء قريب
رغم اختلافي معك في مسأله جمال الدين الافغاني .. فهو فعلا تدور حوله الشبهات ولدي مراجع وكتب فيها وثائق له مع الماسونية .. واصبحت في حيره كبيره من امره .. الا ان باقى المقال رائع جداا واحيك عليه .. اقدر اقولك جبت من الاخر .. تحياتي
ReplyDeleteنفسى ياعبد المنعم بجد تبقى متوازن اكتر فى قراراتك واحكامك على الناس يعنى عشان جمله وردت فى كتاب خلاص يبقى الاخوان خرجوا عن نهج حسن البنا ويبقى هوه مات طب انت اهو كنت من الاخوان ايه التجديد اللى ضفته انا لااقصد الاساءه ارجو الاتصدر احكاما على فترات لم تعرفها ولم تعشها ولم تدرك ظروفها انا لست مع اى فريق يلقى باللوم على ذلك الرجل الرائع سيد قطب الذى هو ابن حقيقى من ابناء حسن البنا عقيده راسخه وقوة ايمان وتجرد فلم يقبض ثمنا لمواقفه البطوليه سوى اعدامه نعم هذا كان الثمن كون فئه من الناس فهمت افكاره فهما خاطئا فهذا شانهارحم الله الشهيد السعيد سيد قطب ورحم الله استاذه حسن البنا ياليتنا نكون مجددين حقا مثلهم لاهادمين لما جددوه حاتم ثابت
ReplyDeleteالله يرحمه انا مش اخوانى وكنى صوفى
ReplyDeleteبس بحب
الاستاذ الامام حسن البنا الله يرحمه
جهل بين
ReplyDeleteالرجل مات ودعوته باقية لكن ليست علي أيد أمثالك