Tuesday, January 15, 2008

أيام الرعب


مرت علي ذكري مؤلمة يوم 14 يناير وهي الذكري الخامسة لتعرضنا للتعذيب بجوانتانوا مصر والتي كتبت عنها العام الماضي تحت عنوان ذكري تعذيب النزيل 25 بمقر أمن الدولة وقد سردت فيها ما تعرضنا له بداية من اعتقالنا في أول أيام العام حيث كنا مجموعة من قيادات العمل الطلابي بجامعات مصر واجتمعنا لبحث التهديدات التي توجهها الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق بزعم امتلاكها أسلحة دمار شامل فاقتحمت قوات مباحث أمن الدولة اجتماعنا السلمي بقيادة العقيد محسن عبدالعال واسمه الحقيقي محمد عبدالوهاب برفقة المقدم عاطف الحسيني حيث اقتحمت الشقة كتبة من القوات الخاصة يرتدون ملابس ملكية وملثمي الوجوه ويحملون رشاشات وطالبوا منا الإنبطاح أرضا وقاموا بتقيدنا أيادينا من الخلف وبعدا تم احالتنا لنيابة أمن الدولة العليا وأمرت بحبسنا خمسة عشر يوما وفي 14 يناير تم عرضنا للمرة الثانية علي النيابة التي أمرت باستمرار حبسنا وبدلا من أن نتوجه لسجن مزرعة طره تم احتجازنا الي منتصف ليل هذا اليوم بسجن الإستقبال حتي سلمنا مأمور لسجن لمجهولين بعد أن طلب منا أن نعصب أعيننا بأنفسنا وتم اقتيادنا لمقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر تعرضنا للتعذيب فيها لمدة 13 يوم حتي تم اعادتنا لمقر حبسنا الأساسي بسجن مزرعة طره ومن بعدها استمر حبسنا حتي خرج اخرنا بعد ستة أشهر كان اسمي بمقر التعذيب النزيل 25 لأنك بالطبع لست انسان
أقسي ما اتذكره من هذه الأيام هو الرعب الذي صاحبنا حتي خرجنا من هذا السجن السري الذي يتعرض فيها المئات من النشطاء للتعذيب بكافة الأشكال
في الوقت الذي تفاعلنا مع هؤلاء الزبانية عندما يسألني من أنا فأقول له أنا 25 يا فندم الرعب الذي أنساني أني إنسان
قلد يضحك علي أصدقئي حينما يباغتني شخص فجأة في الطريق فأشهق شهقة الخوف لكنها صارت عادة لي لا أعرف التخلص منها ففي الوقت الذي كنت في القبر المسمي الزنازنة عندما اسمع صوت الباب يفتح كان مطلوبا مني أن أفزع من مكاني واقفا وإلا تعرضت للضرب المبرح حتي لو من العامل الذي يأتي لمسح الزنازنة كنت مطلوب مني أن أكون يقظا طوال ال 13 يوم كنت أطلب من الحراس أن يشدو بأيديهم علي عصابة عيني حتي لا تسقط فالرعب جعل العصابة علي عيني أفضل من العذاب الذي لاقيته عندما تسقط مني سهوا
لا أعرف لماذا لا يستطيع النائب العام التفتيش علي هذا المقر الذي صرح لنا العقيد محسن عبدالعال الذي عرفته من صوته الجهوري وهو يستقبلنا في هذا المكان وهو يقول أن هذا المكان هو جوانتاموا وأنهم عذبوا أعتي عتاة القاعدة فيه
لكن حقي أنا واخواني لن يضيع ولن يسقط فإن لم نحصل عليه في الدنيا فالله عزوجل لم يبخسنا حقنا يوم العرض عليه
ذكريات النزيل 13 طارق عبدالجواد

شركاء أيام الرعب مجموعة ال 14 قضية 56 حصر أمن دولة عليا لعام 2003

مهندس أحمد شوشه-48 سنة محال للقضاء العسكري حاليا

المهندس احمد محمود- 51 سنة مهندس كهرباء

مهندس طارق صبحي 49 سنة القاهرة- رجل أعمال

مهندس أيمن عبدالغني 39 سنة - مهندس مدني - محال للقضاء العسكري حاليا

مهندس عبدالمجيد مشالي 32سنة

مهندس أمين عبدالحمديد 35 سنة ا - كيميائي

دكتور محمد القاضي سنة35 أستاذ بجامعة حلوان

إبراهيم الديب 36سنة- محاسب

محمد نجم 36 القاهرة- محاسب

عبدالله إبراهيم 25 سنة ا- محاسب

مصطفي اسماعيل 25 سنة - صيدلي

طارق عبدالجواد 23 سنة أ- مدير تسويق

محمد صقر 34 سنة ا - مدير مبيعات

6 comments:

  1. الاخ/ منعم
    انا لفت نظري كلام صاحب التعليق رقم2 علي هذا الموضوع وخصوصا في جزئية هواة الصمت...طبعا دول السواد الاعظم من الشعب المصري ومش عايز حد يعمللي فيها وطني ويقوللي هذا شعب عظيم وووو..انا هاطرح عليكم مسألةوعايز لها تفسير..عندنا في الصعيد لو مرت حماره بجوار زرعة فلاح واكلت عودين برسيم صاحب الارض ممكن يتهور علي صاحب الحماره ويطخو عيار يمت فيها وهو يعلم ان السجن مصيرة والثأر مستنيه بعد ما يخرج وممكن يخرج يلاقي اخوه أو ابن عمه مقتول وبعد خروجه اذا فلت من ايدي خصومه بيعيش في رعب كل لحظه لأنه متوقع القتل في اي لحظة هذا بالاضافه الي الخسائر الماديه....طيب لما بيروح القسم والظايط يهري قفاهضري ويقلله قول انا عيشه انا نفوسه(اي ان مره)بيطلع من القسم ولا حاجه بل قد يتباهي بكمية التعذيب التي تعرض لها...علي ما تجاوبني اقولك ان هناك ارث لعين في الشحصية المصريه ألا وهو تأليه الحاكم والخضوع لمن يحكم حتي لو كان جبار وطاغية...علي فكرة كل الذين احتلوا مصر لم يرحلوا بالمقاومة ولكن بالنهاية الطبيعية لكل احتلال..والشعب مريح نفسه ومنتظر النتيجه الطبيعيه...شعب لم يتعلم كيف يثور اوعي تفتكر المناضلين الحقيقين في مصر يمثلوا اكثر من كام الف ...علي فكره ده مش يأس لكن لازم تحط ايدك علي الجرح وتعرف مكان الالم ومتنتظرش المقاومه الطبيعية للجسم..لأن واضح ان عندنا ايدز في مقاومة الطغاة.
    م/ الحسيني لزومي( صاحب مدونة ضد الشعب)
    www.moatnondedelsh3ab.blogspot.com

    ReplyDelete
  2. يعني .. لا يسعني الا ان اقول اولا .. حسبنا الله و نعم الوكيل
    اعزكم الله جميعا و اثابكم بخير الثواب و الجزاء
    اذا كان هذا الضابط ال... قد تفاخر بانه قد عذب اعتى عتاة القاعدة فليسمح لي ان اقول له او لا يسمح مش هتفرق كتير
    ان الله تبارك و تعالى قد اذلك بتعذيب اعتى عتاة الحق حضرتك و من كانوا معك
    فله ان يتخيل لو طفل حكيت له الحكاية اول سؤال هيسأله هذا الطفل .. طب مش الضباط دول الصح و هم الاقوياء ليه خايفين و بيغموا عنين التانين ؟؟ واذكر قول الله تبارك وتعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر " جعلنا الله جميعا ممن ينتظر
    اعزكم و اعزنا الله .. مرة اخرى

    ReplyDelete
  3. معلش نسيت اقول حاجة
    عظيم اوي هدوء حضرتك اثناء الحديث يعني لم تكن ثائرا و غاضبا و صوتك عالي و خلاص و هذا ان دل على شئ فيدل على ثقافة التضحية اللي حضرتك فاهمها كويس .. ربنا يثبتك و يثبتنا جميعا

    ReplyDelete
  4. حسبنا الله ونعم الوكيل

    احب ان اذكرك ايضا اخي الحبيب منعم وان كنت غير شاهدا علي وقائع الظلم الذي تعرضت له
    ولكننى اشد ما كان يؤلمني في مثل هذه الفترات ما كنت اسنعه من غيرنا نحن الاخوان
    فمهما كان وحدث فالتعذيب الذي يلاقيه غير الاخوان تشيب له الوجدان
    وخصوصا في جوانتامو مصر
    واقرب نموذج لذلك معتقلي احداث طابا وسيناء
    والله يا منعم الواحد كان جسمه بيقشعر لما كانوا بيحكوا اللي كان بيحصلهم وان كانوا برده مش بيحكوا كل حاجه
    والله الذي لا الاه الا هو واحد اقسملي انه فضل متعلق من رجليه 3 اشهر كامله بينزلوه ينام فقط وغيره وغيره
    حسبنا الله ونعم الوكيل

    ReplyDelete
  5. حسبنا الله ونعم الوكيل

    نتفق مع الأخوان أو نختلف معهم الا ان ذلك لا يمنعنا من القول أنهم بالفعل هم وحدهم الأن في هذا الوطن الذين يتحملون مشقه وتبعات مبدأ هم مؤمنون به وعازمون علي تحقيقه فعلا مهما نالوا من صعاب ، بكل الوضوح وبكل الصراحه هذا شئ يجب ان يحترم ويجب أن نرفع له جميعا القبعات هذا في الوقت الذي نشاهد فيه موت كل الأحزاب المصريه أو صمتها وتقاعسها عما نراه من مهازل تحدث في هذا الوطن ، تحيه الي كل الشرفاء الذين نالوا ما نالوا من تعذيب واهانه ومع ذلك متمسكين بالحق مؤمنين به حتي الموت

    تحياتي وتقديري لك ولأخوانك

    ReplyDelete
  6. عظم الله أجركم وأثابكم وأخلص نياتكم

    ReplyDelete

abdoumonem@gmail.com