البوست من عند إيمان
في حجرة الزيارات بسجن المحكوم ميزه زيه الأبيض كمعتقل سياسي من بين المئات البدل الزرقاء .. وبمجرد أن وقفت عليه أعيينا حتى بادرنا متسائلا " أخبار الناس بره أيه ..أخبار والدي وصحته ..أخبار البلد ...و.. و"عشرات من الأسئلة التي طرحها عبد المنعم محمود أو رويتر الإخوان " ومنعنا وجه الشاحب وحزنه العميق وضعف بدنه الواضح واحمرار وجه برؤية أمه من الإجابة عليها ..
منعم كما يناديه أصدقائه ..هو الصحفي والمدون الذي تم اعتقاله قبل ثلاثة أسابيع علي خلفية قضية طلاب معهد التعاون بشبرا الخيمة
بدموع متحجرة وصوت أنهكه الأنين ... جلست الأم القادمة من الإسكندرية تنتظر أمام باب المحكوم ..السماح لها بزيارة ابنها ..تاركة زوجا يعاني سكرات الموت
" الله يسمحك يا بلد .. مفيش حاجة هتتغير ..بس أنا بدعي ربنا ان محمود ميموتش إلا بعد أن يري ابنه "
عبارات ظلت تكرارها والدة عبد المنعم على مدار 8 ساعات كاملة انتظرتها جالسة على الرصيف ..تمر عليها الثوان كأنها دهر .. حتى جاءت دقات ال3 عصرا ليعلن الأمن عن موافقته السماح لها بالدخول " أفرجتوا عني أخيرا " قالتها الأم علي بعد خطوات من بوابة السجن الرئيسية وقفت الأم مستسلمة للتفتيش الذاتي وقبل أن تسلم هاتفها المحمول بعدما أغلقت مكالمة جاءها فيها نبأ وفاة ابن أخيها قائلة "الله ينتقم من الظلمة واللي حبسوا ابني .. سنين وأنا متبهدلة .وأبوه أعصابه أتحرقت لحد لما وقع وبيموت ".
11/11 /2003 تاريخ لا تنساه "أم رويتر" ولا عبد المنعم فهو يوافق أول إصدار قرار اعتقال صدر بحقه .. وكان في ذلك الوقت منعم المسئول الإعلامي لكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية وطالبا بالفرقة الرابعة بها .. لم تكن الوقفة بسبب انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين فقط ولكن كما يقول " كنت احضر لوقفة تضامن مع الشعب العراقي .. ولكن تحولت بين يوم وليلة إلى النزيل 25 وهو رقمي كمعتقل بسجن طره ..قضيت به أربعة شهور كاملة وعرفت خلالها قيمة الحرية .. وايجابية ما أقوم به "
"أهلا بكم ..أحب أن أعرفكم أين انتم ..انتو هنا في جوانتناموا مصر!! بس إحنا هنا عذابنا اعتي ..انتم هنا علشان تعرفوا ..انتم مين بالضبط يا ولاااااااااد ...فاكرين نفسكم جماعة بحق وحقيقي انتم هنا كلاب "
كلمة رددها عبد المنعم واصفا حفل استقباله(كما يطلق عليه)بالمعتقل وفي منتصف ابريل الماضى اعتقل منعم مرة أخري بعدما تم إنزاله من على متن الطائرة المتجه إلى الخرطوم سأل عن تهمته فلم يجد من يجيبه "ذهبت الي نيابة شبرا الخيمة رغم القاء القبض علي بمطار القاهرة !!ووكيل النيابة الذى عرضت عليه لم يكن يعرف شي عن القضية ..اخذ يجري عشرات الاتصالات حتى جاءته التعليمات بحبسى ضمن قضية طلاب معهد التعاون ثم حولت إلى امن الدولة وهناك تعملوا معي بشكل غير أدامي إلى إن وصلت لهنا وسط المجرمين والجنائيين ".
الإنتماء إلى جماعة محظورة والمشاركة فى الأنشطة الطلابية وقياداتها داخل الجامعات المصرية هي التهمة الموجه دائما لمنعم ..إلا أن هذه المرة الغموض الذى يطل من القضية وترك ملفها مفتوحا لضم أسماء جديدة كنوع من تصفية الحسابات بين جماعة الإخوان والنظام كما يري المحللون .
دفعنا لمعرفة حقيقة الاتهامات فقال منعم " تخيلوا أني إرهابي .. وجهت إلى تهمة الإرهاب .. وإدارة جماعة محظورة .. وتمويل الأنشطة الطلابية التي تهدف إلي تعطيل العملية الدراسية ..لأكون بذلك أول ضحايا قانون الإرهاب ..بعدما عانيت من قانون الطوارئ"
300 متر هي المسافة بين باب السجن وحجرة الزيارة مشهد لا تشاهده إلا في الأفلام ..بدل زرقاء بالمئات .أصوات عالية ..ومواد مخدرة تتبادل علنا بين الجنائيين وأسرهم ..اتفاقيات وصفقات تعقد .. ومن خلف الأسلاك الموجودة بنهاية الغرفة يتحدث المعاقب لأهله ، صورة تصيبك بالصدمة ..تبحث خلالها عن نظرة أمان تهديك إلى منعم ..الذي لم نعرفه من شحوب وجه والحزن العميق الذي يطل من عينيه ..ولولا صوته الذي قدم ألينا مبادرا أمه بسؤال "أبي عامل إيه ..طمنيني عليه .. الناس بره أخبارها إيه "
تحبس الأم دموعها لترسم ابتسامة شاحبة قائلة "أبوك بخير .. وبيقولك أنه راضى عنك.. وفخور بك "
(12-13-25-3)ليست أرقام الآلة الحاسبة ولكنها عناوين زانزيين مفرغة من هواء الحياة .احتضنت عبد المنعم وكبت حلمه لكنها لم تقتل حبه لوطنه ولا حبه للغير وإيثارهم علي نفسه.
"في زنزانة "3" نجلس الآن أو بمعني اصح نقف 25 بحجرة واحدة جدرانها تآكلت من الرطوبة ..هواءها هرب من كثرة الرواح المخدرة بها بالإضافة إلى جردل الحمام ..(نظرا لعدم وجود حمام " ..ففي مساحة لا تتعدى 7×2 لا نري النور إلا نصف ساعة فقط .نحرم خلالها من الراحة فمعنا مجرمون يحرمونا النوم ..يعتدوا على الطلبة الصغار
بالضرب والتجريح .. معهم أسلحة بيضاء..كأنهم مسلطون علينا ..فأعيننا لا تعرف النوم أو يتسرب الينا الأمان ..
طلبنا بتقديم بلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بالإفراج عن الطلبة المعتقلون معه أو السماح لهم بدخول الامتحانات حتى لا يضيع مستقبلهم
مناشدة طلبنها منعم في الوقت الذي يفترض أن يدخل فيه هو الأخر إلى امتحان الفرقة الثانية بدبلوم الإعلام بجامعة القاهرة – أبوه يعانى من تليف كبدى كامل وتضخم بعضلة القلب والمرارة والبروستاتا يرقد بغرفة العناية المركزة – ورغم ذلك لم يطالب منعم بالإفراج عنه من اجل والده بل طالب بالإفراج عن الطلبة .
"أنا إخوان " كان عنوان دخول منعم إلى عالم التدوين ..بتلك الكلمة التى تعكس اعترافه الصريح بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين – لم يكن هذا هو اعترافه فقط فدائما عندما تتحدث إليه يعرف نفسه انه إعلامى من الإخوان المسلمين – علاقة الطيبة بكافة التيارات ومصادره الوثيقة بوكالات الإنباء الأجنبية والصحفيين المصرين والعرب خلقت منه رويتر كمصدر نشط لنشر أخبار الجماعة – ومن هنا أطلق عليه لقب "رويتر الإخوان "..
ورغم انه ينتمي إلى جماعة محظورة أيدلوجيا بالإضافة إلى حظرها السياسي من قبل النظام "انه شرف لا أدعية وأنا فخور بإنتمائى للإخوان " .
إلا أن عبد المنعم استطاع أن يكسر القاعدة فجعل من نفسه ممثل يحمل رؤى جديدة عن الإخوان المسلمين لدي التيارات الأخرى خاصة في الأوساط الشبابية والمدونين "
" ليت كل الإخوان زي منعم " هكذا وصفته نورا يونس بكلمات عبرت عن تضامنها وعشرات المدونين مع مدون أنا أخوان الذي استطاع أن يقلب صورة الإخوان .بشكل يعكس وجود بعض التيارات والانشقاقات داخل جماعة الإخوان ومنهم منعم ..رغم أن تهمته الانتماء إليها إلا أن عبد المنعم كان سعيدا بهذا الوصف " لسنا تيارات منشقة ..فنحن كجماعة لا نعاني الديكتاتورية أو فرض الآراء فنحن ندرك مفهوم الشورى ونطبقه جيدا .. نعم نعاني عيوبا ..ولدينا إخفاقات .. ونحن نعلن ذلك صراحة ..كشباب ننتمي إلي الجماعة ..فنحن لا ندعى القداسة ولكن فى الوقت نفسه نحن أفراد مصريين – لدينا تحركاتنا .. وأنا عبد المنعم من جماعة الإخوان
" دايب في حب مصر ونفسي أشوفها حرة من الفساد والطغيان "كلمات عرف بها عبد المنعم نفسه علي المدونة التى اتخذها طريق للبوح بما يحمل من أسرار وما تابع من أخبار وتقرير
وجود عبد المنعم من المدونة حلم بعدما كان يحلم بوكالة عربية للأخبار ولكن حلمه أنطفي بعدما منعت الموافقات الأمنية تحقيق حلمه فجعل من أنا أخوان رغم عمرها القصير منبر للدفاع عن حقوق الإنسان في مصر – وكان أخر تقاريره عن مؤتمر منظمة العفو الدولية الذي أقيم مؤخرا وكان منعم احد منسقيه .
بعض قصاصات ورقية ردت إلى أمه – لأنها تحمل مشاعر التضامن من أصدقاءه – وكذلك راديو صغير يسمع من خلاله أغاني فيروز التى يعشقها ...
حجبت عن عبد المنعم – كما حجبت عنه حياته "كما يصف" والمتمثلة في اللاب توب والموبيل والكاميرا "وميك الحوار"
" تعرفوا أن ميك الحوار وحشني قوي – ياريته معي الآن ..اصف به المهزلة البشرية التي تحث بسجن المحكوم –هذا السجن الجنائي الذي جينا إليه كمعتقلون سياسيون كنوعا من العقاب كان نفسي اكمل بالميك ملف الحريات الذي بداته من مصر وتبنته منظمة العفو الدولية – لينتهي به المطاف الي كل وطن عربي مسلوبه حريته "
" علي فكرة ملف الحريات وتغطية تقرير منظمة العفو الدولية هي تهمتي الحقيقية – فانا ليس لي علاقة على الإطلاق بقضية الطلبة وأول مرة اعرفهم في الزنزانة ولكني سعيد بمعرفتهم "
بمناسبة الحريات هناك 9 منظمات حقوقية أصدرت بيانات إدانة لاعتقال عبد المنعم محمود والحكم علي المدون عبد الكريم عامر أول مدون يحكم عليه بعقوبة جنائية لاتهامه بازدراء الأديان رغم التناقض والتباين في المواقف والاتجاهات
" أنا سعيد بان صوتي نجح في الخروج وصل إلي تلك المنظمات وكوني أنني اختلف في الآراء مع كريم لا يجعلني اختلف أبدا في إدانة التعامل الأمني معه ومعاقبته علي أرائه الشخصية "
نفسي أشوف والدي قالها منعم بانكسار رهيب وصوت باكي ..وهو واقفا يطلب قلما ويكشف عن يد والدته معصمها (نظرا لمنع دخول الأوراق إليه ) ليكتب رسالة إلي أبيه قائلا
"أبي سامحني أني لست معك الآن ..سامحني انك لا تشد على يدي من شدة ألمك ..سامحني أنني لم أحملك وتركت لأيدي الغرباء يحملوك إلي المستشفى يطعمونك الدواء ويسمحون دموعك ودمائك اقسملك يا أبي أنني توسلت أن يتركوني أراك – صرت مطارد حتى أصل إليك – لكنهم هزموني وعاقبوني ببعدي عنك الآن .. جعلوا من ابنك إرهابي ..حولوا من نبتك بداخلي حب الوطن ..جريمة أحاسب عليها – انتظرني يا أبي حتى أتي إليك ..لا تموت ..انتظرني وأنت رافع راسك ..بأنني حبيس من اجل حريتك ..وحبي لوطني ..فارضي عني" ...
في حجرة الزيارات بسجن المحكوم ميزه زيه الأبيض كمعتقل سياسي من بين المئات البدل الزرقاء .. وبمجرد أن وقفت عليه أعيينا حتى بادرنا متسائلا " أخبار الناس بره أيه ..أخبار والدي وصحته ..أخبار البلد ...و.. و"عشرات من الأسئلة التي طرحها عبد المنعم محمود أو رويتر الإخوان " ومنعنا وجه الشاحب وحزنه العميق وضعف بدنه الواضح واحمرار وجه برؤية أمه من الإجابة عليها ..
منعم كما يناديه أصدقائه ..هو الصحفي والمدون الذي تم اعتقاله قبل ثلاثة أسابيع علي خلفية قضية طلاب معهد التعاون بشبرا الخيمة
بدموع متحجرة وصوت أنهكه الأنين ... جلست الأم القادمة من الإسكندرية تنتظر أمام باب المحكوم ..السماح لها بزيارة ابنها ..تاركة زوجا يعاني سكرات الموت
" الله يسمحك يا بلد .. مفيش حاجة هتتغير ..بس أنا بدعي ربنا ان محمود ميموتش إلا بعد أن يري ابنه "
عبارات ظلت تكرارها والدة عبد المنعم على مدار 8 ساعات كاملة انتظرتها جالسة على الرصيف ..تمر عليها الثوان كأنها دهر .. حتى جاءت دقات ال3 عصرا ليعلن الأمن عن موافقته السماح لها بالدخول " أفرجتوا عني أخيرا " قالتها الأم علي بعد خطوات من بوابة السجن الرئيسية وقفت الأم مستسلمة للتفتيش الذاتي وقبل أن تسلم هاتفها المحمول بعدما أغلقت مكالمة جاءها فيها نبأ وفاة ابن أخيها قائلة "الله ينتقم من الظلمة واللي حبسوا ابني .. سنين وأنا متبهدلة .وأبوه أعصابه أتحرقت لحد لما وقع وبيموت ".
11/11 /2003 تاريخ لا تنساه "أم رويتر" ولا عبد المنعم فهو يوافق أول إصدار قرار اعتقال صدر بحقه .. وكان في ذلك الوقت منعم المسئول الإعلامي لكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية وطالبا بالفرقة الرابعة بها .. لم تكن الوقفة بسبب انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين فقط ولكن كما يقول " كنت احضر لوقفة تضامن مع الشعب العراقي .. ولكن تحولت بين يوم وليلة إلى النزيل 25 وهو رقمي كمعتقل بسجن طره ..قضيت به أربعة شهور كاملة وعرفت خلالها قيمة الحرية .. وايجابية ما أقوم به "
"أهلا بكم ..أحب أن أعرفكم أين انتم ..انتو هنا في جوانتناموا مصر!! بس إحنا هنا عذابنا اعتي ..انتم هنا علشان تعرفوا ..انتم مين بالضبط يا ولاااااااااد ...فاكرين نفسكم جماعة بحق وحقيقي انتم هنا كلاب "
كلمة رددها عبد المنعم واصفا حفل استقباله(كما يطلق عليه)بالمعتقل وفي منتصف ابريل الماضى اعتقل منعم مرة أخري بعدما تم إنزاله من على متن الطائرة المتجه إلى الخرطوم سأل عن تهمته فلم يجد من يجيبه "ذهبت الي نيابة شبرا الخيمة رغم القاء القبض علي بمطار القاهرة !!ووكيل النيابة الذى عرضت عليه لم يكن يعرف شي عن القضية ..اخذ يجري عشرات الاتصالات حتى جاءته التعليمات بحبسى ضمن قضية طلاب معهد التعاون ثم حولت إلى امن الدولة وهناك تعملوا معي بشكل غير أدامي إلى إن وصلت لهنا وسط المجرمين والجنائيين ".
الإنتماء إلى جماعة محظورة والمشاركة فى الأنشطة الطلابية وقياداتها داخل الجامعات المصرية هي التهمة الموجه دائما لمنعم ..إلا أن هذه المرة الغموض الذى يطل من القضية وترك ملفها مفتوحا لضم أسماء جديدة كنوع من تصفية الحسابات بين جماعة الإخوان والنظام كما يري المحللون .
دفعنا لمعرفة حقيقة الاتهامات فقال منعم " تخيلوا أني إرهابي .. وجهت إلى تهمة الإرهاب .. وإدارة جماعة محظورة .. وتمويل الأنشطة الطلابية التي تهدف إلي تعطيل العملية الدراسية ..لأكون بذلك أول ضحايا قانون الإرهاب ..بعدما عانيت من قانون الطوارئ"
300 متر هي المسافة بين باب السجن وحجرة الزيارة مشهد لا تشاهده إلا في الأفلام ..بدل زرقاء بالمئات .أصوات عالية ..ومواد مخدرة تتبادل علنا بين الجنائيين وأسرهم ..اتفاقيات وصفقات تعقد .. ومن خلف الأسلاك الموجودة بنهاية الغرفة يتحدث المعاقب لأهله ، صورة تصيبك بالصدمة ..تبحث خلالها عن نظرة أمان تهديك إلى منعم ..الذي لم نعرفه من شحوب وجه والحزن العميق الذي يطل من عينيه ..ولولا صوته الذي قدم ألينا مبادرا أمه بسؤال "أبي عامل إيه ..طمنيني عليه .. الناس بره أخبارها إيه "
تحبس الأم دموعها لترسم ابتسامة شاحبة قائلة "أبوك بخير .. وبيقولك أنه راضى عنك.. وفخور بك "
(12-13-25-3)ليست أرقام الآلة الحاسبة ولكنها عناوين زانزيين مفرغة من هواء الحياة .احتضنت عبد المنعم وكبت حلمه لكنها لم تقتل حبه لوطنه ولا حبه للغير وإيثارهم علي نفسه.
"في زنزانة "3" نجلس الآن أو بمعني اصح نقف 25 بحجرة واحدة جدرانها تآكلت من الرطوبة ..هواءها هرب من كثرة الرواح المخدرة بها بالإضافة إلى جردل الحمام ..(نظرا لعدم وجود حمام " ..ففي مساحة لا تتعدى 7×2 لا نري النور إلا نصف ساعة فقط .نحرم خلالها من الراحة فمعنا مجرمون يحرمونا النوم ..يعتدوا على الطلبة الصغار
بالضرب والتجريح .. معهم أسلحة بيضاء..كأنهم مسلطون علينا ..فأعيننا لا تعرف النوم أو يتسرب الينا الأمان ..
طلبنا بتقديم بلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بالإفراج عن الطلبة المعتقلون معه أو السماح لهم بدخول الامتحانات حتى لا يضيع مستقبلهم
مناشدة طلبنها منعم في الوقت الذي يفترض أن يدخل فيه هو الأخر إلى امتحان الفرقة الثانية بدبلوم الإعلام بجامعة القاهرة – أبوه يعانى من تليف كبدى كامل وتضخم بعضلة القلب والمرارة والبروستاتا يرقد بغرفة العناية المركزة – ورغم ذلك لم يطالب منعم بالإفراج عنه من اجل والده بل طالب بالإفراج عن الطلبة .
"أنا إخوان " كان عنوان دخول منعم إلى عالم التدوين ..بتلك الكلمة التى تعكس اعترافه الصريح بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين – لم يكن هذا هو اعترافه فقط فدائما عندما تتحدث إليه يعرف نفسه انه إعلامى من الإخوان المسلمين – علاقة الطيبة بكافة التيارات ومصادره الوثيقة بوكالات الإنباء الأجنبية والصحفيين المصرين والعرب خلقت منه رويتر كمصدر نشط لنشر أخبار الجماعة – ومن هنا أطلق عليه لقب "رويتر الإخوان "..
ورغم انه ينتمي إلى جماعة محظورة أيدلوجيا بالإضافة إلى حظرها السياسي من قبل النظام "انه شرف لا أدعية وأنا فخور بإنتمائى للإخوان " .
إلا أن عبد المنعم استطاع أن يكسر القاعدة فجعل من نفسه ممثل يحمل رؤى جديدة عن الإخوان المسلمين لدي التيارات الأخرى خاصة في الأوساط الشبابية والمدونين "
" ليت كل الإخوان زي منعم " هكذا وصفته نورا يونس بكلمات عبرت عن تضامنها وعشرات المدونين مع مدون أنا أخوان الذي استطاع أن يقلب صورة الإخوان .بشكل يعكس وجود بعض التيارات والانشقاقات داخل جماعة الإخوان ومنهم منعم ..رغم أن تهمته الانتماء إليها إلا أن عبد المنعم كان سعيدا بهذا الوصف " لسنا تيارات منشقة ..فنحن كجماعة لا نعاني الديكتاتورية أو فرض الآراء فنحن ندرك مفهوم الشورى ونطبقه جيدا .. نعم نعاني عيوبا ..ولدينا إخفاقات .. ونحن نعلن ذلك صراحة ..كشباب ننتمي إلي الجماعة ..فنحن لا ندعى القداسة ولكن فى الوقت نفسه نحن أفراد مصريين – لدينا تحركاتنا .. وأنا عبد المنعم من جماعة الإخوان
" دايب في حب مصر ونفسي أشوفها حرة من الفساد والطغيان "كلمات عرف بها عبد المنعم نفسه علي المدونة التى اتخذها طريق للبوح بما يحمل من أسرار وما تابع من أخبار وتقرير
وجود عبد المنعم من المدونة حلم بعدما كان يحلم بوكالة عربية للأخبار ولكن حلمه أنطفي بعدما منعت الموافقات الأمنية تحقيق حلمه فجعل من أنا أخوان رغم عمرها القصير منبر للدفاع عن حقوق الإنسان في مصر – وكان أخر تقاريره عن مؤتمر منظمة العفو الدولية الذي أقيم مؤخرا وكان منعم احد منسقيه .
بعض قصاصات ورقية ردت إلى أمه – لأنها تحمل مشاعر التضامن من أصدقاءه – وكذلك راديو صغير يسمع من خلاله أغاني فيروز التى يعشقها ...
حجبت عن عبد المنعم – كما حجبت عنه حياته "كما يصف" والمتمثلة في اللاب توب والموبيل والكاميرا "وميك الحوار"
" تعرفوا أن ميك الحوار وحشني قوي – ياريته معي الآن ..اصف به المهزلة البشرية التي تحث بسجن المحكوم –هذا السجن الجنائي الذي جينا إليه كمعتقلون سياسيون كنوعا من العقاب كان نفسي اكمل بالميك ملف الحريات الذي بداته من مصر وتبنته منظمة العفو الدولية – لينتهي به المطاف الي كل وطن عربي مسلوبه حريته "
" علي فكرة ملف الحريات وتغطية تقرير منظمة العفو الدولية هي تهمتي الحقيقية – فانا ليس لي علاقة على الإطلاق بقضية الطلبة وأول مرة اعرفهم في الزنزانة ولكني سعيد بمعرفتهم "
بمناسبة الحريات هناك 9 منظمات حقوقية أصدرت بيانات إدانة لاعتقال عبد المنعم محمود والحكم علي المدون عبد الكريم عامر أول مدون يحكم عليه بعقوبة جنائية لاتهامه بازدراء الأديان رغم التناقض والتباين في المواقف والاتجاهات
" أنا سعيد بان صوتي نجح في الخروج وصل إلي تلك المنظمات وكوني أنني اختلف في الآراء مع كريم لا يجعلني اختلف أبدا في إدانة التعامل الأمني معه ومعاقبته علي أرائه الشخصية "
نفسي أشوف والدي قالها منعم بانكسار رهيب وصوت باكي ..وهو واقفا يطلب قلما ويكشف عن يد والدته معصمها (نظرا لمنع دخول الأوراق إليه ) ليكتب رسالة إلي أبيه قائلا
"أبي سامحني أني لست معك الآن ..سامحني انك لا تشد على يدي من شدة ألمك ..سامحني أنني لم أحملك وتركت لأيدي الغرباء يحملوك إلي المستشفى يطعمونك الدواء ويسمحون دموعك ودمائك اقسملك يا أبي أنني توسلت أن يتركوني أراك – صرت مطارد حتى أصل إليك – لكنهم هزموني وعاقبوني ببعدي عنك الآن .. جعلوا من ابنك إرهابي ..حولوا من نبتك بداخلي حب الوطن ..جريمة أحاسب عليها – انتظرني يا أبي حتى أتي إليك ..لا تموت ..انتظرني وأنت رافع راسك ..بأنني حبيس من اجل حريتك ..وحبي لوطني ..فارضي عني" ...
ثمن الحرية غالى
ReplyDeleteربنا يفك أسره .. انا عايز اقول ان ذنب الناس دى فى رقبة الساكتين .. لانهم بيسيبوهم يدفعوا ثمن الحرية لوحدهم
لا أجد التعليق المناسب
ReplyDeleteغير حسبي الله ونعم الوكيل
ربنا معاك يامنعم ويشفى والدك
ReplyDeleteنعم .. وبشر الصابرين
ReplyDeleteالذين اذا اصابتهم مصيبة قالو
"انالله وانااليه راجعون"
فلا نملك الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل
فاصبر واحتسب فانها لثمن الجنة
الا تستحق الجنة لكى نضحى من اجلها