تعرفت عليه في يوم الأربعاء 1/ 1/ 2003 حين قابلته لأول مرة في موعد تنسيقي لقسم الطلاب لبحث رد الطلاب علي الضربة الأمريكية المحتملة للعراق في ذلك الوقت , لكن حكم العسكر لم يمهلنا أن نستكمل موعدنا حتي سمعنا أصوات رصاص وفجأة وجدنا ملثمين فوق رؤسنا تطالبنا بالانبطاح أرضا وأيدينا للخلف ليقيدوها بقيد بلاستيكي يستخدمه اليهود لتقييد أفراد المقاومة في فلسطين ,
وما أن دخل محسن عبدالعال ظابط أمن الدولة حتي انفجر فيه توبيخا قائلا له : " عيب عليكوا تدخلوا بيوت الناس بالشكل ده انتو لو خبطوا علي الباب ولا حتي اتصلتم بينا وطلبتم إننا نحضر لحد النيابة بنفسنا كنا رحنا "
انه ايمن أحمد عبدالغني من مواليد محافظ الشرقية عام 1964 , والده كان من الرعيل الأول الذي تعرف علي الأستاذ حسن البنا وانتسب لجماعة الإخوان المسلمين ,عاد من السعودية عام 81 ودخل كلية الهندسة وبرز نشاطه حتي أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب بالكلية وقائد لطلاب الإخوان بجماعة الزقازيق حتي أنه عشق العمل الطلابي وهو ما أهله أن يكون أمينا لقسم الطلاب ( وهو لجنة نوعية تقوم بالتنسيق من طلاب الإخوان في الجامعات المختلفة ) وهو النشاط الذي عرضه للاعتقال للمرة السابعة في حياته
ففي عام 1986 تم احتجاز بمقر أمن الدولة بالزقازيق لعدة أيام
وفي عام 1992 اعتقل لمدة شهرين بعد أحداث القبض علي قيادات محافظ الشرقية
وفي عام 1994 صدر قرار إداري باعتقاله لمدة ستة أشهر
وفي عام 1998 وبعد زواجه بشهور تم القبض عليه وحبسه ستة أشهر
وفي عام 2003 تم القبض عليه معنا لكنه كان أخر من خرج بعد ستة أشهر
وفي نوفمبر 2003 تم القبض عليه مرة أخري ليمكث أربعة أشهر
وفي عام 2006 قبض عليه معي أيضا وكان من حظي أنني كنت أخر من خرج معه بعد اعتقالنا ستة أشهر
ولم ينتهي العام حتي اعتقل في ديسمبر الماضي وتمت إحالته للقضاء العسكري
حنون
تعجبت من حنانه ففي اللحظة الرهيبة التي اقتحم الأمن اجتماعنا السلمي في عام 2003 ورغم صعوبة الموقف وجدته منشغلا بنا يريد أن يبث فينا الطمأنينة فكان حريصا أن ينظر لكل عين فينا يملئها ودا كانت عيناه هي التي تتحدث تقول لنا أهدئوا ولا تخافوا , أقسم لكم كانت رسائل عينه في هذه اللحظة أشبه بالأم التي تحتضن أبنائها لتأمينهم من أي خطر يطولهم
وفي السجن كان أسرع الناس في خدمتنا وتلبية احتياجاتنا , فكان الواحد منا لا يدخل المطبخ إلا في يوم خدمته بينما هو لا يكتفي بيومه فيكون دوما هو ثالث من في الخدمة مقدما مساعدته سواء في الطهي أو تنظيف الأواني
كان لا يتركنا ننشغل بهمومنا فدائما تجده مقتحما لحظات الصمت والكآبة مقدما نصائحه ودعابته حتي يخرجك من هذا الجو
لا أنسي له موقفه اليومي لحظة غلق باب الزنزانة وهي لحظة قاسية تشعرك يوميا بظلم السجان حينما يمنع عنك الهواء والشمس ويذكرك بأن أسير وعاجز حتي أن تري السماء الواسعة , وقتها ينادي أيمن بنفسه علي شاويش العنبر بكل سخرية لهذه اللحظة " يلا يا عم فاروق تعالي احبسني هو أنا فاضي ليك ولا إيه ورنا حبس يا أستاذ "
كان يصر أن يقول أنه هذا السجان يحبس نفسه بينما نحن نلتقي داخل هذه الغرفة الكئيبة لنستمتع بحريتنا في أن نكون أصحاب فكرة إصلاحية
يعشق دعوته
أول مرة يخرج مع زوجته بعد عقد قرانهما يقول لها أرجو أن تعرفي أنكي ستكونين الشخصية الثانية في حياتي !!!
فالدعوة وانتمائه للجماعة والعمل الإصلاحي كانت هي كل ما يشغل حياته , فهي التي من أجلها تأخر زواجه حتي بلغ 34 عاما منشغلا بتوسيع مسارات العمل الطلابي والدراسة الميدانية لفكرة الإصلاح والتغيير
انه انشغل عن زوجته وأطفاله الصغار بالطلاب الذين يلاحقونه في كل مكان للاستفادة من خبراته حتي أنه كان يسافر في الأسبوع الواحد مرة أو مرتين للمحافظات المختلفة تلبية لطلب المساعدة أو الاستشارة
أسرة صابرة
هدية الله لي هي زوجتي ..كان دائما ما يقول ذلك ويعترف بتقصيره في حقها وحق أبنائه سارة وأنس وسلمان وحبيبه
زوجته هي السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء محمد خيرت الشاطر والتي كانت امتداد له وهو في السجن في تقديم الخدمات لأهالينا وتوصيل استقبال الخطابات المتبادلة ورسائل الطأمنينة للأمهات
حتي أثناء زيارتها لزوجها بالسجن كان يوجد وقت كبير مستقطع عن أحولنا وأحوال من هم في الخارج
وكان لها دور شديد البأس وهو تأتي بأطفالها الصغار إلي السجن دونما تشعرهم بأنه سجن بل كانت حتي عام 2003 تقول لسارة الابنة الكبري أنهم في زيارة لشغل بابا حتي لا تجرح تنشئة الأطفال بكلمات السجن والظلم
لكن للأسف من كثرة مشاهدة أبناء أيمن لقوات أمن الدولة وهي تقتحم بيتهم وتعتقل والدهم أصبح السجن مكون أساسي في حياة أطفال لا يزيد عمر أكبرهم عن 6 سنوات ,
انس صرخ في وجه الضابط عندما قبضوا علي أبوه في المرة قبل الأخيرة من أمام مدرسته قائلا له " انتو بتعملوا كده ليه في بابا , انتو ترضوا حد يعمل كده مع بابكم "
أيمن عبدالغني نزيل في سجن طره للمرة السابعة في حياته وفي هذه المرة ينتظر حكم بالحبس من الحاكم العسكري لمجرد أنه يحمل فكرة تخالف هذا الحاكم
هل تنشأ حبيبه البالغ عمرها عامين علي زيارة والدها داخل أسوار السجن , ويمتلاء عقلها بصور العسكر والأسوار وسلك الزيارة
وما أن دخل محسن عبدالعال ظابط أمن الدولة حتي انفجر فيه توبيخا قائلا له : " عيب عليكوا تدخلوا بيوت الناس بالشكل ده انتو لو خبطوا علي الباب ولا حتي اتصلتم بينا وطلبتم إننا نحضر لحد النيابة بنفسنا كنا رحنا "
انه ايمن أحمد عبدالغني من مواليد محافظ الشرقية عام 1964 , والده كان من الرعيل الأول الذي تعرف علي الأستاذ حسن البنا وانتسب لجماعة الإخوان المسلمين ,عاد من السعودية عام 81 ودخل كلية الهندسة وبرز نشاطه حتي أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب بالكلية وقائد لطلاب الإخوان بجماعة الزقازيق حتي أنه عشق العمل الطلابي وهو ما أهله أن يكون أمينا لقسم الطلاب ( وهو لجنة نوعية تقوم بالتنسيق من طلاب الإخوان في الجامعات المختلفة ) وهو النشاط الذي عرضه للاعتقال للمرة السابعة في حياته
ففي عام 1986 تم احتجاز بمقر أمن الدولة بالزقازيق لعدة أيام
وفي عام 1992 اعتقل لمدة شهرين بعد أحداث القبض علي قيادات محافظ الشرقية
وفي عام 1994 صدر قرار إداري باعتقاله لمدة ستة أشهر
وفي عام 1998 وبعد زواجه بشهور تم القبض عليه وحبسه ستة أشهر
وفي عام 2003 تم القبض عليه معنا لكنه كان أخر من خرج بعد ستة أشهر
وفي نوفمبر 2003 تم القبض عليه مرة أخري ليمكث أربعة أشهر
وفي عام 2006 قبض عليه معي أيضا وكان من حظي أنني كنت أخر من خرج معه بعد اعتقالنا ستة أشهر
ولم ينتهي العام حتي اعتقل في ديسمبر الماضي وتمت إحالته للقضاء العسكري
حنون
تعجبت من حنانه ففي اللحظة الرهيبة التي اقتحم الأمن اجتماعنا السلمي في عام 2003 ورغم صعوبة الموقف وجدته منشغلا بنا يريد أن يبث فينا الطمأنينة فكان حريصا أن ينظر لكل عين فينا يملئها ودا كانت عيناه هي التي تتحدث تقول لنا أهدئوا ولا تخافوا , أقسم لكم كانت رسائل عينه في هذه اللحظة أشبه بالأم التي تحتضن أبنائها لتأمينهم من أي خطر يطولهم
وفي السجن كان أسرع الناس في خدمتنا وتلبية احتياجاتنا , فكان الواحد منا لا يدخل المطبخ إلا في يوم خدمته بينما هو لا يكتفي بيومه فيكون دوما هو ثالث من في الخدمة مقدما مساعدته سواء في الطهي أو تنظيف الأواني
كان لا يتركنا ننشغل بهمومنا فدائما تجده مقتحما لحظات الصمت والكآبة مقدما نصائحه ودعابته حتي يخرجك من هذا الجو
لا أنسي له موقفه اليومي لحظة غلق باب الزنزانة وهي لحظة قاسية تشعرك يوميا بظلم السجان حينما يمنع عنك الهواء والشمس ويذكرك بأن أسير وعاجز حتي أن تري السماء الواسعة , وقتها ينادي أيمن بنفسه علي شاويش العنبر بكل سخرية لهذه اللحظة " يلا يا عم فاروق تعالي احبسني هو أنا فاضي ليك ولا إيه ورنا حبس يا أستاذ "
كان يصر أن يقول أنه هذا السجان يحبس نفسه بينما نحن نلتقي داخل هذه الغرفة الكئيبة لنستمتع بحريتنا في أن نكون أصحاب فكرة إصلاحية
يعشق دعوته
أول مرة يخرج مع زوجته بعد عقد قرانهما يقول لها أرجو أن تعرفي أنكي ستكونين الشخصية الثانية في حياتي !!!
فالدعوة وانتمائه للجماعة والعمل الإصلاحي كانت هي كل ما يشغل حياته , فهي التي من أجلها تأخر زواجه حتي بلغ 34 عاما منشغلا بتوسيع مسارات العمل الطلابي والدراسة الميدانية لفكرة الإصلاح والتغيير
انه انشغل عن زوجته وأطفاله الصغار بالطلاب الذين يلاحقونه في كل مكان للاستفادة من خبراته حتي أنه كان يسافر في الأسبوع الواحد مرة أو مرتين للمحافظات المختلفة تلبية لطلب المساعدة أو الاستشارة
أسرة صابرة
هدية الله لي هي زوجتي ..كان دائما ما يقول ذلك ويعترف بتقصيره في حقها وحق أبنائه سارة وأنس وسلمان وحبيبه
زوجته هي السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء محمد خيرت الشاطر والتي كانت امتداد له وهو في السجن في تقديم الخدمات لأهالينا وتوصيل استقبال الخطابات المتبادلة ورسائل الطأمنينة للأمهات
حتي أثناء زيارتها لزوجها بالسجن كان يوجد وقت كبير مستقطع عن أحولنا وأحوال من هم في الخارج
وكان لها دور شديد البأس وهو تأتي بأطفالها الصغار إلي السجن دونما تشعرهم بأنه سجن بل كانت حتي عام 2003 تقول لسارة الابنة الكبري أنهم في زيارة لشغل بابا حتي لا تجرح تنشئة الأطفال بكلمات السجن والظلم
لكن للأسف من كثرة مشاهدة أبناء أيمن لقوات أمن الدولة وهي تقتحم بيتهم وتعتقل والدهم أصبح السجن مكون أساسي في حياة أطفال لا يزيد عمر أكبرهم عن 6 سنوات ,
انس صرخ في وجه الضابط عندما قبضوا علي أبوه في المرة قبل الأخيرة من أمام مدرسته قائلا له " انتو بتعملوا كده ليه في بابا , انتو ترضوا حد يعمل كده مع بابكم "
أيمن عبدالغني نزيل في سجن طره للمرة السابعة في حياته وفي هذه المرة ينتظر حكم بالحبس من الحاكم العسكري لمجرد أنه يحمل فكرة تخالف هذا الحاكم
هل تنشأ حبيبه البالغ عمرها عامين علي زيارة والدها داخل أسوار السجن , ويمتلاء عقلها بصور العسكر والأسوار وسلك الزيارة
يا اخي طول عمري بابص للمهندس ايمن باعتباره شخصية تنظيمية ودعوية لا تملك مساحات كافية للمشاعر والعواطف خاصة في ظل القرف المتواصل اللي الطاغية حسني واعوانه من مباحث امن النظام
ReplyDelete. . ولكن بعد تدوينتك انت ومجدي بدأت احس بحيرة شديدة وواضح اني محتاج اعيد التعرف عليه عن قرب
نشأة الأطفال والوالد كثير الزيارات إلى السجون
ReplyDeleteتؤثر وللأسف فى تربية الطفل
ربنا يطمئن باله على أبنائه ويعين زوجته على هذا الحمل
انا لله و انا اليه راجعون
ReplyDeleteفك الله أسر سجناء الرأي في هذا البلد
ReplyDeleteوجزى الله الإخوان المسلمين وعائلاتهم خير الجزاء لتحملهم نيابة عنا كل هذا البلاء
أرق تحياتي
يا استاذ عبدالمنعم هم دول المعتقلين كلهم والمهندس ايمن مثال
ReplyDeleteوالله يا سيدي تعاملنا مع الدكتور ضياء فرحات احد المحالين للمحكمة العسكرية
فعلا مثال للرجل المحترم بكل ما تحمل الكلمة من معان
تحياتي .. لك
ولمصر دعاء
بصراحة بعد ماقرأته عن المهندس ايمن منك ومن الاستاذ مجدي...شعرت اني صغيرة اوي...في رجالة بجد .. و في رجالة نص نص .... و في عيال زيي كده ...
ReplyDeleteربنا يصبرهم و يثبتهم و ياخذ بايدينا يمكن نبقى حاجة..
حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين المجرمين
ReplyDeleteيارب ارنا فيهم يوم أسود كيوم عاد وسمود
طيب انا بس عايزه حد يفهمني الناس الظلمه دول حيقفوا قدام ربنا يقولوا ايه بس
ReplyDeleteجزاك الله خيرا يا استاذ عبدالمنعم علي هذا المقال
ReplyDeleteوان كان قد اتعبنا واجهدنا , لعجزنا عن تقديم اي شئ لهذا الرجل واسرته
حرام يا ناس حتي عشان خاطر الاولاد الصغيرين دول
ReplyDeleteولا زالت الايام يوما بعد يوم تكشف لنا عن جوانب اخرى جديدة إنسانية فى حياة مثل تلك الشخصيات العظيمة، والتى على اكتاف امثالها يكتب التاريخ.
ReplyDeleteأبعاد تزيدنا حنقا وسخطا يوما بعد يوم على الظلم والاستبداد والقهر
تحية نضالية جهادية من داخل منضمتنا العتيدة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب .. و تحية صمود و إباء للأخ المناضل المجاهد أيمن... تقبل الله منكم و بارك في زوجكم و أولادكم... و دمتم للنضال و إعلاء كلمة الحق أوفياء.. و العز لكم إن شاء الله و لكافة المسلمين.. و عجل الله لكم بالفرج آمين
ReplyDeleteيقول الحق عز وجل ( من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) .. جعلنا الله و إياكم من المجاهدين الصادقين الثابتين على الحق و الدين
حسبنا الله ونعم الوكيل
ReplyDeleteالعيب عيب شعوبها خانت طريق كفاحها فقاد هاجلادها
لا أرى لهذا الكرب من زوال الا بتحرك الشعب كله لا تحرك فئة نيابة عن الشعب
وجزى الله خيرا الاخوان المسلمين على ما يتحملون نيابة عن شعب سلبى
الاهات حبيسه
ReplyDeleteولا اعرف ماذا افول ؟؟؟؟؟
دعونا نغير من انفسنا ليغير الله مابنا
ويكفي اولئك المشوهون عذاب الله ودعوات النساء في وسط الليل
والله انا من نبت المهندس ايمن وعايز اقولكم ان اللى قاله منعم حاجة بسيطة قوى عن انسان اقل مايوصف به انه رجل صدق الله فصدقه الله وان شاء الله لن يضيعه اقول له من باع حياته لله فحسبه الله وان ظلمته الدنيا كلها والموعد عند مليك مقتدر
ReplyDelete