Monday, January 1, 2018

في أول تصريح رسمي بحقيقة " إيجل كابيتال" المدير التنفيذي لإعلام المصريين : الشركة صندوق استثماري كبير بتمويل حكومي


لاتزال صفقة بيع مجموعة إعلام المصريين لشركة " إيجل كابيتال " التي  ترأسها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد هي أكثر قصص نهاية العام المنصرم  إثارة ، في الوقت الذي لم تكشف الشركة الجديدة  بعد عن تمويلها والمساهمين فيها بشكل علني حتى الأن  .

صندوق حكومي

و مع إلحاح وفضول صحفي واتصالات عن كثب  بعشرات المصادر  أجابنا المهندس حسام صالح المدير التنفيذي لمجموعة إعلام المصريين كاشفا عن تمويل الشركة الجديدة
وقال صالح في عدد من الرسائل النصية المتتالية بعد اعتذار مهذب عن عدم قدرته التواصل عبر مكالمة هاتفية أن "إيجل كابيتال صندوق استثماري جديد  " واصفا إياه " بأنه كبير تم إنشاءه حديثا "  ،  وبسؤاله عن الملاك والممولين الرئيسين لصندوق إيجل كابيتال قال صالح  "أنه تمويل حكومي مع ممولين أخرين  ” وكانت نص إجابته في الرسالة بإنجليزية مختصرة “ Gov fund ، and other funds “ ، رافضا الكشف عن طبيعة التمويل الحكومي والممولين الآخرين
فسألته مجددا هل التمويل الحكومي جاء عبر المخابرات العامة ، فأجاب بالانجليزية أيضا " أنه لايعرف ما تتحدث عنه الصحافة  عن المخابرات " مضيفا " نحن نعمل حاليا مع إيجل وهم المالك الجديد ونواصل عملنا المعتاد "
وبعد محاولات اتصالات  ومراسلات عديدة مع الوزيرة السابقة داليا خورشيد ، أجابت على  اتصال هاتفي إلا أن فور علمها أني صحفي أعتذرت عن الاستمرار في المكالمة ، واجهتها سريعا بتصريح المدير التنفيذي لإعلام المصريين فأغلقت الهاتف ، لكن حرصت أن أترك لها السؤال في رسالة نصية ولم يصلني رد منها حتى الأن .

وكان تقرير  صحفي للصديق حسام بهجت نشر في موقع مدى مصر كشف أن إيجل كابيتال صندوق استثماري مملوك لجهاز المخابرات العامة المصرية ، كما أكد الإدعاء نفسه الكاتب الصحفي محمد السيد صالح رئيس تحرير جريدة المصري اليوم مشيرا لمصدر صرح لجريدته أن الدولة لا تريد احتكار الإعلام ولكن استحواذها الحالي على عدد من المؤسسات هو مؤقت وستخرج بشكل تدريجي عبر طرح هذه الشركات في البورصة
وجهاز المخابرات العامة هو الجهاز الأمني الأهم في مصر والذي دائما ما يتم وصفه ب " الجهاز السيادي " وهو  تابع  لرئاسة الجمهورية ويقسم رئيس الجهاز عند تعيينه بالإخلاص لمصر والولاء المباشر لرئيس الجمهورية

الإدارة المباشرة

تقارير صحفية متعددة نشرت خلال العاميين الماضيين عن تقاسم جهازي المخابرات العامة والمخابرات الحربية ملكية عدد كبير من وسائل الإعلام المصرية ،
إلا أن صفقة بيع إعلام المصريين كان مفاجأة للجميع  إذ ذكرت هذه التقارير  أن الجهازين الأمنيين السياديين يديران هذه المؤسسات عبر رجال أعمال ثقات ٬من بينهم أحمد أبو هشيمه الذي يعمل في  الأساس في مجال صناعة الحديد وفجأة انتقل لصناعة الإعلام في العام ٢٠١٣
 المثير هو تغير سياسة جهاز المخابرات العامة وتوجهه للإدارة المباشرة وليس عن تم طريق هؤلاء الرجال الثقات
الخطوة التي تبدو سريعة وغير مخطط لها حيث ظهر ذلك من أول تصريح أدلى به المهندس أسامة الشيخ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب الجديد لإعلام المصريين الذي عينته إيجل كابيتال حيث قال لجريدة الشروق المصرية في اليوم التالي للإعلان عن الصفقة إنه عاد من العمل بالسعودية "بأوامر من مصر"، مؤكدا «أنا سلمت نفسى لمصر، وسأعمل لصالحها، ولا أملك إلا تلبية النداء»، فحتى لو كان المقابل المادى فى الخارج أضعاف ما أتقاضاه فى مصر لم يكن واردا على الاطلاق خيار رفض هذا النداء “
ورفض الشيخ  حينها الإدلاء بأي معلومات عن الصفقة أو الشركة الجديدة  قائلا أنه يدرس الأمور المتعلقة بها
تصريحات الشيخ التي تظهر فيها فكرة الاستدعاءالسريع تؤكد ما كشفه  لي مصدر  في شركة “برومو ميديا”  وهي الشركة التي تتملك حقوق الدعاية والإعلان لمؤسسات إعلام المصريين ، حيث قال المصدر في اليوم التالي للإعلان الذي وزعته إيجل كابيتال على الصحافة أنهم علموا بهذا الصفقة عبر وسائل الإعلام ولم يتمكنوا من الرد علي المعلنين حينها عن طبيعة عملية البيع ولا تأثيرها على إعلاناتهم
وهو نفس ما ذكره لي موظف كبير في مجموعة إعلام المصريين أن عملية البيع والاختفاء المفاجئ لأحمد أبوهشيمة  من سوق الإعلام  لم يكن متوقع في الوقت الذي كان يعلن فيه  عن طموحات إعلامية جديدة .
وقال الموظف الكبير  في ” إعلام المصريين ”يوم زيارة داليا خورشيد وأسامة الشيخ لمقر الشركة لأول مرة أنهم ليس لديهم أدنى معلومة عن الشركة الجديدة ولا حتى مقرها في القاهرة.

السباق الإنتخابي

كل هذه التحركات السريعة والمفاجأة ليست بعيدة عن اقتراب موعد فتح باب للترشح لرئاسة الجمهورية و الاعلان المفاجئ للفريق أحمد شفيق عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية ومنافسته للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي من الإمارات وأنه محتجز في أبو ظبي ،وما سسبه ذلك الإعلان من إرباك وقلق  لمؤسسة الرئاسة وصل إلى إلى ترحيل  شفيق قسرا إلى القاهرة ووضعه تحت الإقامة  شبه الجبرية في أحد الفنادق المصرية تحت حراسة عناصر أمنية تمنع أي تواصل معه .

ويبدو أن الرئيس السيسي ومعاونوه الذين يتحكمون في وسائل الإعلام  قلقون من دعم رجال الأعمال لترشح الفريق شفيق  ، ويخشون أن تنقلب وسائل الإعلام في هذه المعركة لصالح شفيق وهو ابن الدولة المصرية والأقرب إلى رجال الأعمال الذين تم تهميشهم اقتصاديا لصالح القوات المسلحة .
في الوقت نفسه يحظى شفيق باحترام واسع في دوائر الدولة المختلفة من جيش وشرطة وقضاء مما سيصعب مواجهته اذا ما تمكن من ايجاد منصات إعلامية ترعى نشاطه الدعائي  لقصر الإتحادية
وقد نقل  عدد من الصحفيين المقربين من الرائد أحمد شعبان - ضابط المخابرات الحربية الذين يعاون اللواء عباس كامل في مكتب الرئيس - قلقه من انقلاب عدد من الإعلاميين عليهم .
وأطلعنا مصدر طلب الحفاظ علي سرية الأسماء  على  صورة من منشور في  مجموعة مغلقة على الفيس بوك في الرابع من ديسمبر ٢٠١٧ ، يبدي أحد المقربين من شعبان قلق مكتب الرئيس من انقلاب اعلاميين عليهم لدعم الفريق أحمد شفيق في الفترة القادمة وطالب كاتب المنشور زملاؤه التشكيك في نوايا شفيق خاصة بعد ظهور رسائله عبر قناة الجزيرة القطرية
 هذا وعمل الرئيس السيسي ومكتبه منذ أن كان وزيرا للدفاع على تدجين وتوجيه وسائل الإعلام والتأثير علي الإعلاميين   ، وظهر ذلك جليا في التسريبات التي نشرتها قناة مكلين في يناير ٢٠١٥ للواء عباس كامل مدير مكتب السيسي والذي اشتهر بتسريب “ الأذرع الإعلامية “ ووكان عباس  يوجه فيها مساعده في ذلك الوقت العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري السابق  لخطة إعلامية  لـ "تهييج" الناس لمصلحة السيسي، حين كان مرشحاً للرئاسة.

وكانت منظمة ” مراسلون بلا حدود ” قد أبدت قلقها في سبتمبر الماضي من وقوع عدد من المؤسسات الإعلامية في أيدي رجال أعمال مقربين من الحكومة وأجهزة المخابرات ، موضحة أن استحواذ السلطات المصرية على المشهد الإعلامي متواصل بشكل مطرد ويطال حتى وسائل الإعلام المقربة من النظام .

No comments:

Post a Comment

abdoumonem@gmail.com