Friday, September 4, 2009

الدكتور محمود عزت أمين تنظيم الإخوان في ندوة الدستور : اختيار المرشد العام للإخوان يتم بأصوات «التنظيم الدولي»ويجوز نظريًا اختياره من خارج مصر

قضية التنظيم الدولي هدفها افساد علاقة الإخوان غير المصريين بنظم بلادهم وسنعلن اسم نائب المرشد لشئون الخارج قريبا من أحد الأقطار العربية
مع اقتراب نهاية ولاية المرشد الحالي لجماعة الإخوان المسلمين بحلول عام 2010 وإقرار لائحة جديدة تنظم عمل مؤسسات الجماعة وتقصر مدة المرشد علي فترتين، كما تحدد مدة عضوية مكتب الإرشاد ومجلس الشوري أيضاً، في الوقت الذي ترددت أنباء عن أن انتخابات مجلس الشوري الخاص بالجماعة أوشكت علي الانتهاء، وهو الأمر الذي استفز أجهزة الدولة وجعلها تستخدم عصا الأمن بصورة مبالغ فيها وبطريقة غير مسبوقة في تاريخ الصراع الطويل بين الدولة والإخوان.. كان لابد أن نلتقي بالدكتور محمود عزت - أمين عام الجماعة - والذي يوصف بأنه الدينامو المحرك لهذا التنظيم الكبير والذي تلتقي عنده خيوط كثيرة بحكم كونه الأمين العام لأكبر تنظيم ديني وسياسي في العالم استضافته الدستور ليرد علي جميع التساؤلات المثارة علي الساحة ليوضح ويشرح أموراً كثيرة تخص الجماعة وعلاقتها بالدولة وأشياء أخري كثيرة.

> ما تعليقكم علي التصعيد الأمني غير المسبوق ضد الإخوان في القاهرة والمحافظات؟
- في البداية يجب أن نسأل أنفسنا عن المستفيد من هذه الهجمة علي فصيل وطني من فصائل الشعب المصري هو جماعة الإخوان المسلمين.. هذه الهجمة لا تصب في مصلحة أمن مصر، خاصة أن الإخوان هم صمام أمان في هذا البلد.. كما لا تخدم هذه الهجمة الأمنية المنافسة السياسية إذا كان النظام يري أن الإخوان منافسون سياسيون له، فالنظام يخسر كثيراً من هذه الهجمة، خاصة أن الإخوان متمسكون بمبادئهم ومنهجهم ولن يتخلوا عن هذه المبادئ مهما كان الثمن، وإذا كان النظام يتصور أن هذه الهجمة الأمنية ستجعل الإخوان يخافون أو يتراجعون عن أهدافهم، فإنه جرب الجماعة قبل ذلك مرات عديدة ووجد أن أبناء هذه الجماعة ثابتون علي مبادئهم.. المستفيد الوحيد من هذه الهجمة هو العدو الصهيوني لأن النظام الحاكم غير مستفيد من التصعيد الذي يحدث حالياً، خاصة أنه يواجه ضغوطاً من أمريكا وإسرائيل ولا سبيل أمام هذا النظام لمواجهة الضغوط الصهيونية والأمريكية إلا أن يكون هناك عمل شعبي قوي، ولذلك أعود وأذكر أن التصعيد الحالي لا يصب في مصلحة النظام في مواجهة الضغوط التي تمارس عليه ولا يتصور أحد أن الصهاينة يريدون أن تكون لمصر دور أو أن تكون قوية سواء كان يحكم البلاد عبدالناصر أو السادات أو حسني مبارك.

> هل التصعيد الحالي ضدكم سببه فقط مساندتكم للمقاومة خاصة بعد حرب غزة أم أن التصعيد له أسباب داخلية؟

- لا شك أن هناك أسباباً داخلية لهذه الحملة، خاصة أن هناك حالة من التزاوج بين الثروة والسلطة.

> ما أسباب خوف النظام الحاكم وتوجسة الدائم من الإخوان؟

- النظام يفتقد لأي سند شعبي ويفتقد التأييد الجماهيري ولا يملك إلا العصا الأمنية لحمايته وبعض المساندات التي يحصل عليها من جانب بعض القوي العالمية، وأي نظام لا يمكن أن يكون قوياً بدون سند شعبي.

> هل الضربات الأمنية المتتالية والمتصاعدة ضد الإخوان تهدف لتحييد وتحجيم الجماعة بوصفها أكبر قوة سياسية وجماهيرية لتمهيد الأرض للتغيير المنتظر وإتمام ملف التوريث؟

- هذا السلوك يحظي بموافقة القوي العالمية، ولكن المسألة لها أبعاد أخري، خاصة أن جماعة الإخوان لها مشروع فكري ونهضوي مستمد من الإسلام ولن يحقق هذا المشروع سوي الشعب، ولذلك فإن التوجه الحقيقي للجماعة هو للشعب المصري لأن نجاحنا الحقيقي هو في قدرتنا علي اجتذاب الشعب وتفعيل دوره لتنفيذ هذا المشروع النهضوي، وأنا أؤكد أن الشعب يمتلك وعياً عالياً جداً بدليل أننا في انتخابات عام 2000 حققنا 17 مقعداً في مجلس الشعب، ثم جاء عام 2005 حين سمحت الظروف في هذا الوقت للشعب المصري أن يعبر عن نفسه ويختار النواب الذين يعبرون عنه ويمثلونه تمثيلاً حقيقياً وكان أبلغ تعبير عن وعي الشعب وإصراره علي التمسك باختياره هو صورة السيدة التي تصعد السلم لتدخل اللجنة الانتخابية من الشباك لتدلي بصوتها بعد أن منعها الأمن من دخول اللجنة من الباب، ثم إن هؤلاء السيداتي اللاتي ظهرت صورهن هن سيدات فلاحات بسيطات ولا يتمتعن بدرجة ثقافة وتعليم عال، فهؤلاء السيدات ذهبن وأصررن علي دخول اللجان الانتخابية بصعود السلم والدخول من الشباك، مما يؤكد إصرارهن علي التمسك بموقفهن والدفاع عن أصواتهن، ثم جاءت انتخابات الشوري وكان التوجه الحكومي هو محاصرة الإخوان ومنعهم من الترشح، ورغم ذلك كان مرشحو الجماعة يتم استقبالهم من جانب المواطنين في بيوتهم ويرحبون بهم رغم منعهم من الترشيح، وهو الأمر الذي يؤكد التفاف الشعب حول الإخوان، ثم تكرر نفس السيناريو في انتخابات المحليات رغم صدور أكثر من 6 آلاف حكم قضائي لصالح مرشحي الإخوان، وتجدر الإشارة هنا إلي أن القوي الحقيقية في الشارع هي التي تستجيب لرغبات الناس ومطالبهم التي تتركز في المشروع النهضوي المبني علي الروح الإسلامية التي هي موجودة عند الشعب المصري بالفطرة، وهذا يؤكد لنا أن الإخوان والشعب شيء واحد وجسد واحد، خاصة أنك أصبحت لا تستطيع أن تفرق بين المرشح الإخواني وباقي الموطنين الذين يلتفون حوله، والناس تلتف حول الإخوان لأنهم يعرفون أن الإصلاح لن يتم إلا من خلال المشروع النهضوي المبني علي الإسلام، ودعني أؤكد أننا لا نخدع أنفسنا ولا نخدع الناس حين نؤكد أن التغيير والإصلاح لن يتم إلا من خلال الناس وأذكر أن الإخوان علي استعداد للتضحية، كما سبق وأن ضحوا حيث قتل منهم من قتل وسجن من سجن وشرد من شرد، ورغم ذلك فهم مصممون علي الاستمرر والمضي نحو تحقيق هدفهم الإصلاحي والنهضوي، وأعود لأشير إلي أنه مهما زور النظام الانتخابات ومنعوا الإخوان من الترشيح فإن العالم كله يعرف من الذي معه الشرعية، وهم مهما زوروا فالقاصي والداني يعرف ما يحدث والأمريكان أنفسهم يعرفون أن أركان هذا النظام يكذبون ويفتقدون الشرعية، ونحن من جانبنا متأكدون أن الأمة تسير في طريقها الصحيح رغم أن هذا السير بطيء نتيجة العقبات الشديدة.

> ما هو التغيير الذي تنشدونه؟

- إذا كنت تملك إرادة للتغيير فعليك أن تسلك كل الوسائل الممكنة التي تساعدك للوصول لهدفك في التغيير، رغم أن الناس الذين يحملون لواء التغيير عددهم قليل جداً، بسبب الظروف المعيشية والمصاعب الحياتية والمشكلات التي لا حد لها، بالإضافة إلي حملات التخويف والترهيب وتهديد الناس في أرزاقهم وأنت لن تستطيع أن تحارب الفساد المنتشر في المجتمع إلا إذا نجحت في إيجاد فئة من الناس لديها الاستعداد لمواجهة المفسدين.

> هل تخشي الجماعة دعوة الجماهير للخروج لإحداث التغيير وتبني هذا الموقف بصورة واضحة وعلنية لمواجهة فساد النظام؟

- لا... ولكن دعني أوضح أن جميع الشعوب تطلب وتنشد الحرية وهناك حكام مستبدون يقفون أمام طموحات الشعوب ورغبتهم في الحرية، لكن متي تنتصر الشعوب، تنتصر إذا كانت إرادة التغيير عندها أقوي من استبداد الحكام، حينها يحدث هذا التغيير، وإذا انتقلنا إلي الواقع الذي نعيشه في مصر فإن الدافع لإحداث التغيير هو الدافع الوطني والإسلامي، كما أن الليبراليين وغيرهم من القوي الوطنية الأخري لديهم رغبة في التغيير، ونحن نحاول التعاون مع الجميع لنشكل تياراً عاماً وقوياً لإحداث التغيير والإصلاح، ورغم تأكيدي أن المنتمين للتيارات والقوي لديهم رغبة في التغيير إلا أن الذين يطالبون بالتغيير بناء علي عقيدة وخلفية إسلامية فإن موقفهم أشد قوة وصلابة لأن موقفهم يقوم علي موقف عقائدي، حيث سيظل هؤلاء الناس ثابتين وصامدين أمام الاستبداد حتي يأتي الظرف المناسب للتغيير، ونحن نعتبر أن الوقوف أمام الظلم والاستبداد واجب علي كل فرد من أبناء الشعب المصري سواء كان مسلماً أو مسيحياً، وسواء كان ناصرياً أو ليبرالياً أو ينتمي للإخوان المسلمين، ودعني أشير إلي أن الولايات المتحدة تحاول بين الوقت والآخر أن تظهر في صورة المساندة والمؤيد للتغيير والإصلاح وأنها غير راضية عن الأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية حتي تجمل وجهها، وأؤكد أن أمريكا لن تستطيع أن تظل في موقفها المؤيد للأنظمة المستبدة، وأحياناً نجد أمريكا تأمر هؤلاء الحكام المستبدين بأن يتيحوا قدراً أكبر من الحريات لشعوبهم لأنها تعلم أن هذا من مصلحتها ولتخفيف حدة الكراهية والسخط الشعبي ضدها، وليس حباً في الشعوب الأخري التي تعاني من فساد واستبداد حكامها، وأذكر أن القوي العالمية ستجد نفسها مضطرة للتدخل للتخفيف من الضغط الموجود، وربما تتخلي عن هؤلاء الحكام عندما تجد أن هؤلاء الحكام أصبحوا عبئاً عليها، ورغم هذا أذكر أننا لا نأمل خيراً في أمريكا أو في غيرها من القوي الكبري إلا أننا نؤكد أن هناك سنناً كونية نعرفها جيداً.. وأعود لأذكر أن الإخوان المسلمين لن يمالئوا الولايات المتحدة علي حكامنا مهما كان هؤلاء الحكام ولن نتخلي عن موقفنا ضد الصهاينة والرافض للعولمة ولفساد الحضارة الغربية التي أغرقت أمريكا والعالم في أزمة اقتصادية عنيفة جعلت أقوي دولة في العالم تعجز عن إيجاد حلول لها، وهو ما يؤكد كذب مقولة أن القوة الأمريكية والحضارة الغربية لا يمكن أن تقهر وأن أمريكا والغرب سيظلون مسيطرين علي العالم بصفة مستمرة وأن المستبدين سيظلون في مواقعهم إلي الأبد.

> إلي أين وصلت اتصالاتكم مع أمريكا والغرب وماذا تهدفون من وراء هذه الاتصالات؟

- أولاً أريد أن أوضح معني كلمة اتصالات، نحن أصحاب رسالة ودعوة نريد أن نوصلها إلي كل الدنيا بما فيها القوي الغاشمة المتغطرسة التي تنحاز هذا الانحياز الشائن والسافل للصهاينة أعداء البشرية ونحن حريصون علي أن نوصل رسالتنا ووجهة نظرنا للجميع بشرط أن يحدث هذا بشرف وبكرامة ورجولة، أليس من حقي أن أخاطب الدنيا كلها، وماذا ينقص عضو البرلمان المصري عن عضو الكونجرس الأمريكي، نحن نعتبر أن عضو البرلمان المصري لديه رسالة سامية يريد أن يوصلها للآخرين، وأقول إن كل عضو برلمان بل إن كل مواطن مصري له الحق في أن يشرح وجهة نظره ورسالته للآخرين، ونحن في جماعة الإخوان بداية من فضيلة المرشد إلي أي واحد من إخواننا نتعامل مع الذين يتصلون بنا أو يقابلوننا بمنتهي الوضوح والصراحة ونقول لهم إننا أصحاب رسالة ومصرون علي أن نقوم بواجبنا.

> يتردد أنكم تهدفون من وراء هذه الاتصالات إلي إرسال رسالة تطمينات للغرب بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة في حالة وصولكم للسلطة؟

- مسألة أننا نريد أن نرسل لهم رسالة تطمينات أو رسائل إيجابية نتبعها مع الجميع وليس مع أمريكا فقط، بل نفعله مع أبسط واحد من أبناء الشعب المصري لأننا نريد أن يعرف الناس مضمون الرسالة التي نحملها، وعندما يتحدث إلينا أحد من الأمريكيين أو غيرهم فإنني أقول لهم أننا ناس وطنيون ونحترم بلادنا وأي حوار يتم يكون حواراً علنياً وبعلم الحكومة، حيث إنني أحترم الحكومة رغم أنها لا تحترمنا ونحن لا نخص الأمريكيين وحدهم بهذه الاتصالات، لكننا نتصل بالجميع بهدف أن يعلم الجميع بوجهة نظرنا ومضمون الرسالة التي نحملها.

> الأمريكيون يرجع لهم الفضل في وصول 88 نائباً إخوانياً للبرلمان لأن ضغوطهم هي التي ساعدت في إحداث حالة الحراك السياسي عام 2005؟

- عندما قابل السفير الأمريكي السابق ريتشارد دوني الدكتور محمد مرسي - رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في الدورة السابقة وكان موجوداً في هذا اللقاء بقية القوي السياسية، قال السفير الأمريكي للدكتور مرسي أنكم تحتاجون للأمريكيين لإجراء الإصلاح والتغيير فرد عليه مرسي قائلاً له:

إذا كانت أمريكا تفعل ذلك فإنها ليست جمعية خيرية، فهي تفعل ذلك من أجل مصلحتها هي وليس من أجل مصلحة الشعب المصري، كما أنك تحصل علي مرتبك كسفير من الشعب الأمريكي مقابل أن نخدم مصالحه ولا تعمل من أجل مصالح الشعب المصري، وأنا أذكر أن الأمريكان إذا قاموا بممارسة أي ضغوط علي النظام الحاكم، فهذا من أجل مصلحتهم وإحنا فاهمين هذا جيداً وإحنا كلامنا مع أي جهة مبني علي نظرة دقيقة وصحيحة، كما أن الارتباط الكبير والانحياز اللامحدود من الأمريكان لصالح الكيان الصهيوني يجعلنا لا ننتظر أبداً أن هؤلاء الأمريكيين سيفعلون شيئاً في مصلحة أمتنا، كما أن أمريكا لن تسمح بوجود نظام حاكم في مصر يقوم بإحداث نهضة في مصر حتي ولو كان هذا النظام نظاماً ليبراليا لأن معني قيام نظام جاد وقوي في مصر فإن هذا يعني القضاء علي الكيان الصهيوني والأمريكان والغرب لن يسمحوا أبداً بالقضاء علي الكيان الصهيوني، فالأمريكان حددوا خياراتهم وأهدافهم في المنطقة التي نعيش فيها وهي أن تظل إسرائيل متفوقة علي جميع الدول المحيطة بها وأن تقود هي جميع دول المنطقة.

> لماذا أنتم قلقون من الاتصال والحوار مع الأمريكان؟

- إحنا مش قلقانين.

> لماذا تشترطون أن يكون حواركم مع الأمريكان بعلم وزارة الخارجية المصرية؟

- لأننا نعرف نتيجة هذا الحوار مقدما،ً كما أنني يجب أن أقوم بتوصيل رسالة للأمريكيين مضمونها:- أن ما أقوله عن النظام الحاكم في مصر هو ما سأقوله خلف الأبواب المغلقة، وأن ما نقوله في أي مكان ومع أي جهة هو نفس ما نقوله في جلساتنا واجتماعاتنا وهدفنا من وراء ذلك هو أن ييأس الأمريكان من الإخوان المسلمين ولا يتصورون ولو للحظة أن الإخوان سيكونون هم الذين يقومون بالفوضي وعدم الاستقرار، وسأضرب لك مثلاً لتوضيح وجهة نظري.. فجميع الحكام الذين حكموا باكستان سواء جاءوا بالانتخابات أو جاءوا من خلال انقلاب عسكري ماذا كان يريد الأمريكان منهم دائما.. كانوا يريدون أن يضرب الباكستانيون بعضهم بعضاً وهو ما يحدث حالياً ونحن في جماعة الإخوان المسلمين لن نحقق لهم هذا الحلم أبداً.

> هل ترفضون أية ضغوط غربية أو أمريكية علي النظام الحاكم ليلتزم بالإصلاح السياسي؟

- أنا لن أمنع الضغط الغربي علي النظام ولكنني في الوقت نفسه لن أطالب الغرب أو أمريكا بممارسة أية ضغوط علي هذا النظام لإجباره علي الإصلاح، ولكن إذا قام الغرب بممارسة هذه الضغوط فليفعل ويتحمل النظام الحاكم نتيجة عمله وأنا لست مسئولاً عن تصرفات النظام الحاكم.

> أنت تقول إنكم لن تطالبوا الغرب بالضغط علي النظام ولكن هل أنتم تنتظرون أن تقع هذه الضغوط دون أن تطلبوها؟

- كما سبق وقلت إن الأمريكان يمارسون الضغوط علي النظام من أجل مصلحتهم ولكن إذا تحقق لي فوائد من وراء هذه الضغوط فهذا أمر وارد ولكنني أعود وأكرر أننا لسنا معنيين بممارسة هذه الضغوط لأننا في جماعة الإخوان حددنا أهدافنا بوضوح حيث لنا قضية أصلية وهي قضية الكيان السرطاني الذي تم زرعه في جسد الأمة للقضاء عليها، ونحن حددنا موقفنا من هذه القوي العالمية بناء علي هذه القضية كما أنني أحدد موقفي من هذه القوي أيضاً بناء علي موقفهم من قضية الحريات.

> ما الرهان الذي تراهنون عليه حالياً هل رهانكم الأكبر علي تحرك الشارع المصري أم علي الضغوط الغربية؟

- رهاننا الأساسي هو علي الشعب.

> ما ملامح التغيير السياسي عند الإخوان المسلمين الذي يقدمونه للشعب المصري؟

- الحرية، وأن يتم تقديم المصلحة العامة علي المصالح الشخصية وهذا يحتاج إلي جهود كبيرة وعدم الاكتفاء بتنظيم المظاهرات لأن المظاهرة تهدف فقط إلي تنبيه الناس بالإضافة إلي العصيان المدني وغيرها من وسائل الضغط الشعبي المتاحة لدي الأمة ومن أجل أن يستمر الشعب في طلب هذه الحرية لابد أن يكون هذا الأمر نابعاً من داخله ولا يقف الأمر علي مجرد التخلص من الاستبداد والفساد فحسب أو تحقيق بعض المنافع ولكن يجب أن يكون هناك دافع قوي يجعل الشعب يصبر ويستمر في ممارسة الضغوط وعندما يتحرك الناس من أجل المصلحة العامة نستطيع أن نقول حينها إنك تمتلك قوة حقيقية تستطيع أن تحدث هذا التغيير الذي ننشده.

> كيف سيحدث التغيير في الوقت الذي لا يوجد أي قوة سياسية في مصر بما فيها الإخوان المسلمين تمتلك استراتيجية للتغيير وتحريك الناس؟

- استراتيجيتنا في التغيير تراهن علي عنصر الوقت كما تعتمد علي تربية المجتمع.

> هل تتوقع تحويل قضية أبو الفتوح وزملائه للعسكرية علي غرار الشاطر؟

- لو أننا نتعامل مع عاقل تستطيع أن تتوقع تصرفاته لتوقعت ما سيحدث ولكن كل شيء وارد مع هذا النظام، وأؤكد أن النظام لابد أن يعلم أن هذا لن يمنعنا من الاستمرار في طريقنا.

فالناس بيوتها تخرب وأموالها تصادر ويحصلون علي أحكام براءة ثم يعتقلون والغريب أن نجد الإعلام يساهم في الحرب ضدنا وتشويه صورة الإخوان ولا يدافع عن الحقيقة.

> ماذا عن رد فعل الإخوان ودورهم الإيجابي في استنكار تلك الهجمات قبل اللوم علي الإعلام فأين تحركاتكم ضد وحشية الهجمات الأمنية ليقوم الإعلام برصدها؟وأين رد الفعل القانوني؟

- نحن في كل لحظة تنتهك حقوقنا القانونية والقضائية لكنني أري رغم كل ما يحدث أن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في تلك القضية بأن يواجه الظلم و تلك الممارسات بكل شجاعة

> لكن الإخوان أنفسهم لم يفعلوا شيئًا أمام هذه القضايا؟

-الإخوان يتخذون الخطوات القانونية لكننا أمام شيء صعب وأري أن كل تحركات الإخوان لم تغير من موقف النظام فهو مستمر علي ما هو عليه

> ما المطلوب من الإعلام إذا لم ير منك موقفًا فالإعلام يتعاطف مع موقف الضعيف؟

- الأداء القوي هو الأداء الذي يستمر ولا يتخلي عن دوره، أما الأداء الضعيف فهو الذي يسهل استفزازه ويقدم علي مسببات نهايته. كل إخواني مستعد أن يضحي بروحه ولكن المعركة ليست في الشارع لكن معرفتنا بميدان المعركة وسياستها هو الذي يفرض علي الإخوان هذا الأداء.

> هل لديكم أي استراتيجية للتحالف مع القوي السياسية وهل هناك بوادر لذلك؟

- كل وسيلة مشروعة يسعي إليها الإخوان ومع القوي الموجودة.الإخوان مارسوا التحالفات منذ 1984ونحن نري أن كل القوي السياسية الموجودة رغم محاولات تفتيتها وتشويه صورتها واستدراجها بالإغراء، نحن مستمرون في ذلك ولكن كل واحد حسب طاقته - رغم ضعف الطاقات .

> لكن الأحزاب القائمة بالفعل لن تتحالف معكم فهي تنتظر المساحات التي سيوزعها عليها الحزب الحاكم؟

- نحن لا نحمل أحداً فوق طاقته ومعظم القوي السياسية منهكة ولكن أي حد لديه بقية الخير فنحن لن نيأس من مد أيدينا إليه.

> بعض القوي السياسية تطالب بالإشراف الدولي علي الانتخابات فما رأيكم ولماذا لم يعلن الإخوان انضمامهم لتلك المطالبات؟

- ما قيمة الإشراف الدولي، وهل هذا سيلغي السيناريو المرسوم للانتخابات لكن الإخوان لن يطالبوا بالإشراف الدولي لأننا نعلم أنه لا قيمة له ولا وزن-ولا أعول عليه -ولن يكون وسيلة لنزاهة الانتخابات، فالقضاة كانوا موجودين وزورت الانتخابات.. فماذا يملك الإشراف الدولي لمنع ذلك؟

> هل يخشي الإخوان من المطالبة بالإشراف الدولي استفزازا للنظام؟

- لا ولكن لا وزن له.

> هل المرشد هو الذي يقود العمل التنظيمي داخل مصر أم أن هناك مراقبًا عامًا؟

- هذه مسألة ترتيبات داخلية، لكن عموما المرشد هو الذي يقوم بذلك.

> علمنا أن هناك محاولات لمراجعة المرشد حول رغبته في ولاية ثانية؟

- نعم وهناك عدد كبير من الأقطار طالبت المرشد بالرجوع عن رأيه إلي جانب المطالبات الداخلية المصرية.

> وهل استجاب لتلك الدعوات؟

- المسألة ستحسم في وقتها، لكن واضح من الأحداث التي تجري ورغبة الإخوان.

في ممارسة الديمقراطية كنوع من التحدي للاستبداد، وعلي هذا الأساس تكال الاتهامات ويتحدثون عما يسمي أسرار التنظيم العالمي رغبة في تشويه صورة الإخوان ولا يعلم النظام المصري أنه يسيء لعلاقته بالأقطار الأخري ويسيء لنفسه بتشويه صورة الإخوان.

> نود أن نعرف منك بدقة باعتبارك الأمين العام للجماعة كيف يتم اختيار مرشد الإخوان؟

- يتم اختياره وفق اللائحة الداخلية الخاصة بنا.

> أي لائحة لديكم، ما تسمي بلائحة التنظيم الدولي أم لديكم لائحة أخري تخص التنظيم في مصر؟

- نعم هناك لائحة عالمية وأخري محلية تنظم اختيار المرشد، وحيث تطلب من الأقطار كلها بما فيها مصر أن ترشح مرشدا عاما وهذه الأقطار تتخذ إجراءات داخلية لاختيار المرشد ثم يتم عرضها علي مجلس شوري الجماعة.

> مجلس الشوري هذا التابع للتنظيم الدولي؟

- صحيح الذي يضم جميع الأقطار .

> طيب بهذا الشكل، هل وارد أن يختار مجلس شوري التنظيم الدولي مرشدًا عامًا للجماعة غير مصري؟

- هذا بالطبع يجوز من الناحية النظرية وفقا للائحة ممكن أن يرشح كل قطر مرشدًا.

> لكن هذا لم يحدث طوال تاريخكم ومعروف أنكم رسختم أن يكون المرشد مصريا منذ بيعة المقابر التي أعلنتم فيها اختيار المرشد السابق مصطفي مشهور في جنازة الراحل محمد حامد أبو النصر؟

- لا، الاختيار يتم وفق اللائحة ولكن نظرا لريادة الدور المصري يتوافق الجميع علي اختياره من مصر.

> هل في مصلحة الإخوان أن يكون المرشد غير مصري؟

- نحن لا ننظر بشكل المصلحة في هذه القضية لكن الإخوة التي تجمعنا هي الفيصل في مواقفنا واختياراتنا، والنقلة التي تمت بكلمة الإخوان وقوة دعوتها وجابت الأقطار هي التي ميزت الجماعة والمصلحة في أن تكون هذه القوي هي الأعلي والأسمي _فمصلحة

الإخوان هي الدعوة والأخوة لا في التعصب القبلي إلي جانب أن طبيعة مصر ومكانتها في العالم الإسلامي هي التي تجعل الأقطار تختار مرشدا مصريا لأن قيمة المرشد من حب الناس له ولذلك عندما يطرح ترشيح مرشد تفكر الأقطار في مصر.

> لماذا توجد مساحة ضبابية لدي الإخوان وعدم الوضوح والشفافية في إجراءاتهم الداخلية حتي علي قواعدهم رغم كونهم كياناً عاماً، مما يعطي مساحة لاتهامهم بأنهم تنظيم سري؟

- نعم نحن كيان عام ولا توجد ضبابية فكل مستوي إداري في الإخوان يعلم تخصصاته، والإخوان لديهم لوائح تنظم عملهم لكن هناك أوضاعًا شاذة من قبل أفراد قلة، فعلي سبيل المثال انتخابات أعضاء مكتب الإرشاد أثارت حالة من الجدل، فهناك من يقول نعم أجريت وهناك من ينفي رغم ان مجلس شوري الجماعة هو الأعلم بها لأنه القائم عليها.

نحن نريد أن تكون معلنة ويتم إجراؤها في أحد الفنادق الكبري ولكن لا يسمح -فاليوم إذا قلنا نريد تنظيم إفطار، يقولون الحقوا الإخوان هيعملوا إفطار ويتم التنبيه علي الفنادق برفض طلبنا، كل المعلومات موجودة عند كل من يخصه تلك المعلومات؛ فمبدأ الإخوان هو الشوري والديمقراطية.

> متي تخرجون من هذه الدائرة الضيقة؟

-ألا تري الحملات الأمنية الموجهة ضدنا.

> لكن الحملات الأمنية لم تتوقف في عهد الرئيس مبارك منذ عام 1992؟

-أنا لا أستطيع أن أقول إن الإخوان ستقوم بإجراء تلك الانتخابات رغم أنف النظام والحملة الأمنية الأخيرة باعتقال إخوان السويس وقيادات المكاتب الإدارية في القاهرة جاءت وراء عزمنا إجراء انتخابات مجلس شوري الجماعة.

> ما تعليقك علي ما يتردد عنك بأنك صاحب القبضة الحديدية في الجماعة وأحد قادتها المحافظين والرجل القوي الذي يمسك زمام كل الأمور بيده لاختيار المرشد المقبل؟

- الحقيقة لو هناك من يتصور أن أحدًا يحكم الإخوان غير ضميرهم فهو مخطئ، والإخوان المسلمون تربطهم الأخوة في الله وإلا كان قد استطاع عبد الناصر تفريطهم، وما دخلنا الإخوان إلا حبًا لتلك الرسالة، وهي التي تحركنا.

> لكن أنت تقوم بتربيطات لتأتي بمن تريد؟

-التربيطات شيء غير أخلاقي، وتلك الصفة لا تحدث داخل الإخوان وسيتأكد الجميع أن كل فرد فينا لا يتحرك إلا خشية في الله تعالي، ولا يريد سلطانًا.

> لكن ما نقصده هو سلطان الإخلاص والحب والثقة من قواعد الجماعة لكم كقيادة تاريخية ومصلحة الدعوة من وجهة نظرك؟

-لا يمكن أن تخدع الناس، هذه جماعة بها علماء وفقهاء وسياسيون وأصحاب فكر فكيف تخدع وتكذب مثل هذه الصفوة .

> لماذا لم يتم تسمية النائب الثالث للمرشد المختص بشئون الخارج خلفا للراحل حسن هويدي؟

-نيابة المرشد لها أهميتها واختياره هو من صلاحيات المرشد ومع ذلك سنعلن اسم النائب الثالث قريبا وسيتم اختياره من أحد الأقطار العربية. ولعل ما تردد فيما يسمي بقضية التنظيم أدار الندوة- عبد المنعم محمودالدولي هو أعدها للنشرلتعطيل الإعلان عن النائب الثالث > هناك محاولات دولية ومصرية لتنحية «عاكف» عن قراره بعدم الترشح لولاية ثانية علي منصب المرشد > من يتصور أن هناك أحداً يحكم الإخوان غير ضميرهم فهو خاطئ وإلا استطاع عبد الناصر القضاء عليهم في السجون > قضية التنظيم الدولي هدفها إفساد علاقة الإخوان غير المصريين بنظم الحكم في بلادهم.. وسنعلن اسم نائب المرشد لشئون الخارج قريبًا من أحد الأقطار العربية
ولذلك استهدفت التحريض الواضح للإخوان غير المصريين في دولهم وإفساد العلاقة ما بينهم وبين نظم الحكم في هذه البلاد.

أدارها وحررها : عبدالمنعم محمود وصبحي عبدالسلام وايمان عبدالمنعم

5 comments:

  1. السلام عليكم

    ماشاء الله بجد
    التوبيك طويل جداااااااا
    حقراه علي مراحل بإذن الله

    شكرا للإفاده
    تحياتي
    سلمي

    ReplyDelete
  2. يامعلم البيبسي اللى قدامكم ده فى الصوره فيه مادة اساس التركيبه بتاعتها امعاء الخنزير

    ReplyDelete
  3. بصراحة الدكتور محمود عزت اجاب عن كل شئ وبصراحه حتي لايكون هناك مجال لأحد للتشكيك واللخبطة

    ReplyDelete
  4. شكرا للقاء الجيد
    اجابات منطقية

    ReplyDelete
  5. السلام عليكم
    كل عام و أنتم بخير
    عيد سعيد ...

    ReplyDelete

abdoumonem@gmail.com