التنظيم الدولي فكرة ساذجة ودخيلة علي أفكار الإخوان وأرفض أن يوجهني أحد من إخوان الخارج
إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان "استعباط سياسي ولا يمكن أن تصدقه الإدارة الأمريكية
تثير القضية الأخيرة التي تم فيها إلقاء القبض على عدد من قيادات الإخوان الكثيرة من الأسئلة المرتبطة بتوقيت هذه القضية الذي يسبق زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر، بالإضافة إلى تخطيها تلك الفكرة المتعلقة بتجنب اعتقال أعضاء في مكتب الإرشاد، إلى جانب ربط القضية بفكرة إحياء التنظيم الدولي للجماعة من جديد.حاورت د.عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وسألته عما إذا كان يملك تفسيرا أو إجابات لبعض هذه الأسئلة، ولمعرفة توقعاته عن مستقبل تلك القضية التي يرى كثيرون أنه بمثابة "تهديد" أو رقة ضاغطة على الإخوان للفوز بمكسب ما أو بتنازل محدد.
الحوا لجريدة الدستور وأنشره علي المدونة كاملا حيث قمت باختصاره علي صفحات الجريدة لدواعي المساحة
ما تعقيبك علي القضية الأخيرة الخاصة بإحياء تنظيم الإخوان الدولي؟
هذه القضية تأتي في سياق علاقة الرئيس مبارك بجماعة الإخوان المسلمين وهي علاقة تعتمد علي التحجيم كما يمارسعلي المجتمع المدني وذلك بوسائل مختلفة منها اصراره علي عدم اعطاء مشروعية للإخوان سواء كهيئة أو حزب رغم أننا جماعة ذات أهداف ووسائل مشروعة, كما يمارس مبارك التحجيم علي الإخوان باستخدام قانون الطوارئ لصنع قضايا مضروبة مثل هذه القضية, كما يمارس سياسته بالتحجيم من خلال تخويف المجتمع منهم عن طريق الصحافة الأمنية التي تكتب كل يوم عن قضايا واعتقالات للجماعة
وبلاشك فإنه عندما يري عموم الناس قد يحجمون عن الجماعة وأنشطتها، لكن في نفس الوقت قد يأتي هذا بردود فعل عكسية تقوي الجماعة, ومبارك يمارس التحجيم علينا من خلال الإحالة للقضاء العسكري الإستثنائي والأعتداء علي الأموال الشخصية وهو ما لم يفعله الرئيس عبدالناصر مع الإخوان رغم خصومته لهم. عموما هذه القضية مثل عشرات القضايا التي لفقها جهاز أمن الدولة دون أدلة وقرائن ثم يخرج هؤلاء الإخوان بعد شهرين أو ثلاثة فهي قضية عادية.
لكن كل المؤشرات وطبيعة الإتهامات توحي بأن القضية في طريقها للقضاء العسكري كسابقتها؟
هذه التحليل ليس في محله لأن كل القضايا التي قدمت للمحاكمات العسكرية لم تكن ذات طبيعة خاصة ولكنها شكل من أشكال الهوي عند متخذ القرار لإحالة هذه القضية لمحكمة عسكرية , فلا توجد مؤشرات بعينها تستنج منها أن قضية تذهب للقضاء العسكري وغيرها لن يذهب , وعندما تم إحالة نقابي الجماعة للمحاكمة العسكرية لم نكن نتوقع هذه الإحالة لأن هذا يرجع لهوي متخذ القرار لأن الأمور لا ترجع إلي أي شئ قانوني أو قضائي.
اذن ما تحليلك لصنع هذه القضية في الوقت الحالي ؟
أتصور أن القضية هي "قربان" بين يدي زيارة أوباما اضافة إلى أنه رد فعل على حالة الفزع التي أصابت النظام مما كتبه باحثين وصحفيين أمريكين ينصحون فيه الرئيس الأمريكي بالتواصل مع كل القوي المعارضة في مصر وفي القلب منها الإخوان المسلمين رغم أن الرئيس مبارك حينما يزور أمريكا يلتقي المعارضة الأمريكية فلماذ يفزع النظام عندما يأتي مسئولي أمريكي أو غربي ويطلب لقاء المعارضة في مصر , بالعكس لو كان النظام المصري مستقر عليه أن يسعي لانجاح هذه اللقاءات لأن المعارضة قد تضغط علي الرئيس الأمريكي في اتخاذ مواقف عادلة من القضية الفلسطينية أو تدفع للأفراج عن الأبحاث العلمية والتقنيات الحديثة المحرومة منها بلادنا ويكون اللقاء هدفه الأساسي صالح البلاد .
باحثين مصريين استبعدوا أن تكون الحملة الأمنية الأخيرة لمنعكم من لقاء أوباما ولكن وراءها رسالة قوية عليكم الاستجابة لها سريعا؟
هذا الأسلوب البوليسي العصابي للتعامل مع قوي المعارضة ثبت أنه أسلوب فاشل فلا يمكن التفاهم مع الآخر بالعصا الغليظة، هذا لن يجدي معنا لكن التفاهم والحوار هو الأسلم، وحينما يريد النظام أن يبعث برسالة للإخوان ويستخدم هذا الأسلوب العصابي فإن هذا ثبت فشله مع الإخوان وغيرهم من القوي السياسية الذين يجب أن يتحاور معهم باعتبارهم أبناء وطن واحد.
هل يمكن أن تكون الرسالة المقصودة منعكم من المشاركة في انتخابات 2010 أو الضغط عليكم للقبول بالتوريث أو الأقل عدم الإعتراض عليه ؟
بعد انتخابات 2005 صعد النظام من مواجهته الأمنية للجماعة سواء من اعتقالات ومحاكمات عسكرية , لكن هذه القضية بعينها لا تعبر عن رسالة محددة ولكنها ضمن حالة المواجهة الطويلة ، وعما تردد أن شخصا جاءنا وطلب منا عدم خوض الإنتخابات القادمة فكل هذه شخصيات بسيطة ليس لديها صلاحيات بل تحمل أمنيات
لكن للأسف لا يوجد قناة اتصال محترمة بيننا وبين النظام سواء رسمية أو سياسية , وغياب قناة اتصال بين كل القوي وبينهم الإخوان والنظام شئ غير صحي, ولكن لشذوذ أسلوب النظام الحاكم فهو يقطع حبل الإتصال بينه وبين أبناء وطنه في الوقت الذي يتحاور فيه مع أعداء الوطن والصهاينة ومع الغرب .
حرص النظام علي ربط الجماعة بحزب الله اللبناني وتدريب الجماعة لأفرادها علي حمل السلاح والصاق تهمة الإرهاب بها هل تنجح هذه المحاولات في تشويه صورتكم لدي الغرب؟
علي مستوي "الإستعباط السياسي" هذا يصلح مع الحكومات سواء في مصر أو الغرب لكن علي مستوي احترام المعلومات الصحيحة والتي أصبحت متاحة عن أي تنظيم سياسي مثل الإخوان المسلمين أصبح من الصعب علي النظام أن ينجح في نشر خيالاته بل أصبحت مثل هذه القضايا سبة في حق النظام لأن الدنيا أصبحت مفتوحة ويعلم الجميع أن الإخوان جماعة سلمية ولا تعترف باستخدام العنف.
لكن هل يمكن أن تقتنع الإدارة الأمريكية بمثل هذه الإتهامات ؟
لا يمكن لا الإدارة الأمريكية ولا أي إنسان يحترم نفسه يمكنه أن يصدق هذه المعلومات الكاذبة
لكن ما المشكلة أصلا أن تكونوا علي علاقة بالكيانات المذكورة في تحريات أمن الدولة أليست هذه المؤسسات لها شرعية في بلادها سواء في الخليج أو أوربا ؟
هذا من ضمن العبث الأمني عندما تترك المجال للجهاز البوليسي وهو جهاز غير سياسي وطبيعته ضيق الأفق ولا يحسن إلا استخدام الآليات البوليسية فيكتب هذا العبث الذين يثير الضحك علينا في أن يقول أن الإخوان المسلمين متصلين بالمؤتمر القومي العربي والإسلامي أو متصلين باتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي هذه مسائل نفخر بها بأننا حركة مصرية وطنية لنا صلات بهذه الكيانات الكبيرة التي تناصر قضايانا كمسلمين وتدعم مصر كوطن ودولة , لكن هذه الصلات تسير في مصلحة وطنا
ولكن يمكن أن نقول أن الإخوان قدموا هذه القضية علي طبق من ذهب للأمن المصري فأنتم لديكم لوائح ووثائق تتحدث عن التنظيم الدولي وقيادتكم له وأنه لديكم أمينا لهذا التنظيم الدولي هو إبراهيم منير الذي يعيش في لندن؟
أؤكد أن كلمة التنظيم الدولي ليست صحيحة ولكن يوجد تنسيق وتواصل بين الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية حول العالم وهو تحت سمع وبصر كل الدنيا , لان هذه الكلمة مع الحركات الإسلامية تستخدم وكأن هناك تنظيم حقيقي وقيادة واحدة تصدر تعليماتها لبقية التنظيمات وهذا غير صحيح بالمرة , ليس لأنه عيب أو غير عيب ولكن المعلومات تقول غير هذا فموقف الإخوان المسلمين في العراق يختلف معنا في مصر في قضية العملية السياسية , موقف الإخوان المسلمين السوري في تحالفهم مع عبدالحليم خدام مخالف لموقفنا , موقف الإخوان في الأردن كان يختلف عنا في حرب الخليج , موقف ما يسمي اخوان الجزائر مختلف أيضا عنا إذن أين هذا التنظيم التي تخالف كل الفروع في المواقف؟ , أما أن الإخوان مدرسة اسلامية وسطية التي يعتمد العمل الوسطي السلمي في التغير فإننا نفتخر أن هذه المدرسة انتشرت أفكارها في كل أرجاء العالم وأننا جزء من هذه المدرسة ونتواصل مع هذه التيارات فكريا وثقافيا ونتقابل في المحاضرات والمؤتمرات فهذا لاشئ نفخر به
إن هذه المدرسة هي أكبر خدمة قدمتها لعالمها الإسلامي أنها استطاعت محاصرة الفكر المسلح والعنف والتغير المسلح وأصبح لا يمثل إلا جزء صغير من الحركة الإسلامية وصار الجسم الرئيسي هو المؤمن بالعملية الديمقراطية وهذا انجاز مدرسة الإخوان ويجب أن يعتز به
رغم اختلاف المواقف كما تحدثتم إلا أننا وجدنا بعد الإنشقاق في حركة حمس الجزائرية التي تعبر عن فكر الإخوان كل طرف فيها حاول أن ينصب نفسه مرشدا في بلاده مستقويا بمهدي عاكف؟
هذا يترجم ما أقول أن هناك مدرسة اخوانية تتبادل الأفكار وأن هناك حالة من الود العاطفة تجاه المدرسة الأمة في مصر , الأمر الأهم أن الدولة الحديثة لم تعد تسمح ولا يجب أن تسمح لأي تنظيم دولي أن يخترق حدودها وهذا يخالف كرامة الإنسان أصلا , فنحن كإخوان مصر لم نسمح بأن يصدر لنا أي تنظيم في الخارج تعليمات أنفذها فكيف نقوم نحن بما نرفضه .وهذا التنظيم وهمي ولا وجود له أما عن مكتب لندن الذي يترأسه إبراهيم منير فهو مكتب إعلامي للجماعة يصدر نشرة إعلامية ويتواصل مع المدرسة الفكرية حول العالم
لكن المرشد العام له لائحة خاصة لاختيار أعضاء مجلس شوري التنظيم الدولي في كل الأقطار كيف يكون هذا وهم ؟
هذا كله تراث وكانت طموحات علي أرض الواقع ولم يستطع أحد تنفيذه والدليل علي ذلك أن مرشد عام الجماعة منذ نشأة الحكرة مصري وسيظل مصريا , كون الحركات الإسلامية تحمل اعزازا وتقديرا وارتباطا عاطفيا وفكريا للإخوان المصريين هذا شئ يفتخر به كل مصر في أن تنظيمه الإسلامي وحركته الإسلامية المصرية لها هذا الثقل وهذا الإحترام وهو مكسب كبير لمصر يجب أن تحافظ عليه الدولة المصرية وليس هذا السلوك العبيط والمتخلف الذي تتعامل به معنا من خلال مجموعة الطابور الخامس التي تريد أن تضيع صدراة هذا البلد وهم في الحقيقة كارهين لمصر
المرشد أعلن أنه لن يرشح نفسه لدورة جديدة كيف تترجم هذا الكلام من خلال أسلوب الإختيار الذي سيتم ترشيح به مرشد جديد للجماعة في مطلع العام القادم ؟
الذي يقوم اختيار المرشد العام هو مجلس شوري الجماعة وهو المحروم من الإجتماع منذ عام 1995
أي مجلس شوري فيهم المصري أم الدولي ؟
مجلس الشوري المصري الذي يختار ولو حدث توافق عالمي عليه فما المشكلة؟ لكن لم يحدث مطلقا أن تم ترشيح غير مصر لهذا المنصب أو أن تقدم أحد له غير المصريين، كل المرشدين السابقين من الأستاذ البنا وحتى عاكف مصريين , بل ان الأستاذ البنا عندما أنشأ قسما باسم الإتصال بالعالم الذي نتهم بإحياءها في هذه القضية كان هدفه الأساسي فكرة الأتصال بالعالم الإسلامي لنشر الفكرة الإسلامية وهذا القسم هدفه التواصل مع الحركات الإسلامية في الأفكار الوسطية وعقد المؤتمرات العلنية لنشر فكر الإسلام المعتدل وهو من مصلحة مصر والغرب نشر فكرة الإسلامي الوسطي لمحاصرة فكر العنف والتكفير
بهذا الشكل من أين أتت فكرة التنظيم الدولي ؟.
هذه فكرة دخلية علي الإخوان المسلمين وفدت علينا في فترة الثمانينات وهي فكرة ساذجة وسطحية ولا يمكن تحقيقها علي أرض الواقع , وهي بدأت بالفعل كشكل من أشكال الدفاع عن الهوية الإسلامية ولكنها فكرة بسيطة وساذجة فشلت وأعتقد أني أوضحت كل دلائل فشلها , وأثبتت الحركات الإسلامية الناضجة أنها لا يجب أن تنصاع لتعليمات أحد من الخارج بما يخل دساتير بلادها, وهذا لا أقبله علي نفسي فأنا كرجل مسئول في الإخوان المسلمين في مصر لا أقبل أن تعطيني أي جهة غير مصرية تعليمات لأنفذها.
ولكن المرشد العام كان لها نائب ثالث من الخارج هو السوري الراحل حسن هويدي؟
هذا من بقايا التراث القديم وهذا شئ رمزي.
يعني لم يحدث أن محمد سعد الكتاتني قد سافر إلي لندن لتسمية إبراهيم منير نائبا لشئون الخارج ؟
هذا لم يحدث وهذا كلام إعلامي , إبراهيم منير شخص مصري محب لبلده يتمني أن يعود إلي بيته وأهله لولا أجهزة الأمن في المطار متربصة له للقبض عليه فهو مخير أما أن يعيش في لندن أو أبو زعبل , ويا ليت النظام المصري والرئيس مبارك يدعوه أن يعيش في بلده .
أنت من أقدم أعضاء مكتب الإرشاد منذ بداية الثمانينيات ويتردد أنك عضو فيما يسمي مكتب الإرشاد العالمي؟
أنا لست عضو في هذا الكيان وأنا أؤكد لك أن التنظيم العالمي انتهي لا وجود له وكنت من أشد المعارضين لهذا التنظيم حينما بدأ في الثمانينات عندما شاركت في تقيمه والحمد لله فرض هذا الواقع .
هذا الواقع متربط ببأحداث الحادي عشر من سبتمبر حتي لا يتم وضعكم علي قوائم الإرهاب ؟
لا واقع الممارسة هو الذي أنهي هذه التنظيم .
هل الضغط الأمني علي الإخوان هو تهئية لمرحلة انتقال السلطة في مصر حتي تكون انهكت الجماعة فلا تبدي معارضةو تكتفي بالأداء الإعلامي؟
أتصور أن قوي المعارضة في مصر عليها أولا أن يكون لها تأثير شعبي حتى تكون صاحبة قرار مؤثر في تداول السلطة في مصر , وبالتالي فالنظام المصري غير مشغول بما يمكن أن تقوم به قوي المعارضة في مسألة التغيير أو التوريث أيا كان شكله , وأنا أستبعد مسألة حدوث التوريث العائلي أما التوريث السياسي حدث في مصر السادات ورث حكم عبدالماصر وميارك ورث السادات وسيرث شخص من ضمن نخبة الحكم مع الرئيس مبارك الرئاسة من بعده , وهذا طالما تحكم مصر بنظام فردي ولا يقوم علي إرادة شعبية.
قلت أنه من الخطأ عدم وجود قناة حوار بينكم وبين النظام فهل سعيتم أنتم لإنشاء مثل هذه القناة ؟
نحن سعينا وليس سرا أنه كان لدينا شكل من أشكال التواصل السياسي بيننا وبين النظام حتي عام 1992 عن طريق أسامة الباز ومصطفي الفقي عندما كان سكرتيرا لمعلومات الرئيس وأنا كنت أشارك شخصيا في مثل هذه اللقاءات وكان الإتصال معنا وغيرنا مثل إبراهيم شكري ومصطفي كامل مراد وفؤاد سراج الدين إلا أن النظام هو الذي قطع هذا الخط .
هل سألتم لم أوقف النظام الإتصال معكم ؟
سألنا ولم نجد إجابة , وأصبحت محاولات الإتصال الجديدة مع القوي السياسية هي لشق صفها وهذا هو الأسلوب الأمني حيث ترك التواصل مع القوي السياسية للأمن وليس للسياسيين .
ما الذي كان يدور بينكم وبين النظام أثناء تواصلكم معه ؟
كانت حوارات ليفهم كل منا الأخر كمحاولات للمعرفة والتطمين , ثم في النهاية الذي يأخذ القرارالنظام فلماذا يخشي الحوار
ولكن ألم تحاولوا إجراء محاولة جديدة للإتصال مع النظام في الفترة الحالية ؟
يسأل عن هذا أعضاء مجلس الشعب وأيضا الأطراف التي سعت لهذا لكن النظام رافض التواصل سواء معنا أو مع الأحزاب الرسمية فأنت اذا سألت أحد هذه الأحزاب عن علاقته بالنظام ستجدها مختصرة في ضابط أمن دولة صغير يتصل بهم .
هل حاولتم التواصل مع جمال مبارك تحديدا ؟
نتصل به بأي صفة؟
تتصلون به بصفته أمين لجنة السياسات أو بما يتناقل بأن الوريث أو مرشح لأن يرث حكم مصر ؟
هذا لم يحدث فاذا كان النظام المصري نفسه يرفض الإتصال بنا فما فائدة الإتصال بأحد أعضاء الحزب الوطني الذي ليس لهم دور أو المفروض ألا يكون لهم دور
لماذا لم تشملك حملة الإعتقالات رغم أنك أحد المتهميين الأساسيين في القضية ؟
هذا كلام عبث يكتبه ضابط أمن دولة صغير.
لكن هذا العبث اعتقل علي اثره قيادات للجماعة منهم عضو مكتب إرشاد مثلك فهل كونك أمين عام اتحاد الأطباء العرب منحك حصانة سياسية ؟
لو تتكلم عن أن اتحاد الأطباء العرب عضو في منظمات جامعة ادول العربية ويتمتع بنفس الحصانات التي تفرضها برتوكولات جامعة الدول العربية ربما، لكني لست مشغولا باعتقالي بقدر انشغالي باعتقال هؤلاء الشرفاء الـ13 في هذه القضية أو غيرهم ممن يعتقل يوميا من أبناء الجماعة في الوقت الذي يعلم النظام المصري أن هناك قيادة لجماعة الإخوان المسلمين وأنا يشرفني أنا أكون أحدها فعليه أن يتواصل معنا وعليه اذا غضب من الإخوان أن يقبض علي هذه القيادة نفسها وعلي رأسها محمد مهدي عاكف ومكتب الإرشاد عليه أن يقبض علينا ويضعنا في السجن لا أن يعتقل قواعدنا وأنا أحد هؤلاء القيادات لأننا نحن المسئولين عن جماعة الإخوان والنظام يعلم هذا.
لماذا يمكن أن نصف ردود فعل الإخوان بالفاتر تجاه كل البطش الذي يحدث معهم ؟
أنت تقول هذا وأشاركك هذا الرأي جزئيا ولكنك تواجه نظام يجند مليون ونصف من عساكر الأمن لمواجهة هذه المعارضة وبالتالي كيف تواجه هذه القوة الباطشة؟ , هل تلومني أنا أم تلوم هؤلاء الباطشين , أنا أدعوا الإعلام والنخب والإعلاميين والكتاب أن يصبوا جام غضبهم علي الظالمين وأن يصبوا كتاباتهم علي المستبدين والذين
ينتهكون حرمة المواطن المصري والذين لا يحترمون قواعد حقوق الإنسان والحريات بدلا من أن نقول الإخوان ساكتين ليه .
هل لديك تعليق علي تجاهد الجرائد القومية وكتاب النظام عن أخبار حملة الإعتقالات الأخيرة ؟
أنا أظن أن هذه القضية من القضايا اليومية التي يقوم بها النظام والجرائد القومية لم تتجاهل ولكن لم تأتها التعليمات الأمنية للنشر وهذا يدل أن هذه القضية فرقعة إعلامية قبل زيارة أوباما لمصر .
الصورة للزميلة أميرة نور الدين المصورة الصحفية بالدستور
ما تعقيبك علي القضية الأخيرة الخاصة بإحياء تنظيم الإخوان الدولي؟
هذه القضية تأتي في سياق علاقة الرئيس مبارك بجماعة الإخوان المسلمين وهي علاقة تعتمد علي التحجيم كما يمارسعلي المجتمع المدني وذلك بوسائل مختلفة منها اصراره علي عدم اعطاء مشروعية للإخوان سواء كهيئة أو حزب رغم أننا جماعة ذات أهداف ووسائل مشروعة, كما يمارس مبارك التحجيم علي الإخوان باستخدام قانون الطوارئ لصنع قضايا مضروبة مثل هذه القضية, كما يمارس سياسته بالتحجيم من خلال تخويف المجتمع منهم عن طريق الصحافة الأمنية التي تكتب كل يوم عن قضايا واعتقالات للجماعة
وبلاشك فإنه عندما يري عموم الناس قد يحجمون عن الجماعة وأنشطتها، لكن في نفس الوقت قد يأتي هذا بردود فعل عكسية تقوي الجماعة, ومبارك يمارس التحجيم علينا من خلال الإحالة للقضاء العسكري الإستثنائي والأعتداء علي الأموال الشخصية وهو ما لم يفعله الرئيس عبدالناصر مع الإخوان رغم خصومته لهم. عموما هذه القضية مثل عشرات القضايا التي لفقها جهاز أمن الدولة دون أدلة وقرائن ثم يخرج هؤلاء الإخوان بعد شهرين أو ثلاثة فهي قضية عادية.
لكن كل المؤشرات وطبيعة الإتهامات توحي بأن القضية في طريقها للقضاء العسكري كسابقتها؟
هذه التحليل ليس في محله لأن كل القضايا التي قدمت للمحاكمات العسكرية لم تكن ذات طبيعة خاصة ولكنها شكل من أشكال الهوي عند متخذ القرار لإحالة هذه القضية لمحكمة عسكرية , فلا توجد مؤشرات بعينها تستنج منها أن قضية تذهب للقضاء العسكري وغيرها لن يذهب , وعندما تم إحالة نقابي الجماعة للمحاكمة العسكرية لم نكن نتوقع هذه الإحالة لأن هذا يرجع لهوي متخذ القرار لأن الأمور لا ترجع إلي أي شئ قانوني أو قضائي.
اذن ما تحليلك لصنع هذه القضية في الوقت الحالي ؟
أتصور أن القضية هي "قربان" بين يدي زيارة أوباما اضافة إلى أنه رد فعل على حالة الفزع التي أصابت النظام مما كتبه باحثين وصحفيين أمريكين ينصحون فيه الرئيس الأمريكي بالتواصل مع كل القوي المعارضة في مصر وفي القلب منها الإخوان المسلمين رغم أن الرئيس مبارك حينما يزور أمريكا يلتقي المعارضة الأمريكية فلماذ يفزع النظام عندما يأتي مسئولي أمريكي أو غربي ويطلب لقاء المعارضة في مصر , بالعكس لو كان النظام المصري مستقر عليه أن يسعي لانجاح هذه اللقاءات لأن المعارضة قد تضغط علي الرئيس الأمريكي في اتخاذ مواقف عادلة من القضية الفلسطينية أو تدفع للأفراج عن الأبحاث العلمية والتقنيات الحديثة المحرومة منها بلادنا ويكون اللقاء هدفه الأساسي صالح البلاد .
باحثين مصريين استبعدوا أن تكون الحملة الأمنية الأخيرة لمنعكم من لقاء أوباما ولكن وراءها رسالة قوية عليكم الاستجابة لها سريعا؟
هذا الأسلوب البوليسي العصابي للتعامل مع قوي المعارضة ثبت أنه أسلوب فاشل فلا يمكن التفاهم مع الآخر بالعصا الغليظة، هذا لن يجدي معنا لكن التفاهم والحوار هو الأسلم، وحينما يريد النظام أن يبعث برسالة للإخوان ويستخدم هذا الأسلوب العصابي فإن هذا ثبت فشله مع الإخوان وغيرهم من القوي السياسية الذين يجب أن يتحاور معهم باعتبارهم أبناء وطن واحد.
هل يمكن أن تكون الرسالة المقصودة منعكم من المشاركة في انتخابات 2010 أو الضغط عليكم للقبول بالتوريث أو الأقل عدم الإعتراض عليه ؟
بعد انتخابات 2005 صعد النظام من مواجهته الأمنية للجماعة سواء من اعتقالات ومحاكمات عسكرية , لكن هذه القضية بعينها لا تعبر عن رسالة محددة ولكنها ضمن حالة المواجهة الطويلة ، وعما تردد أن شخصا جاءنا وطلب منا عدم خوض الإنتخابات القادمة فكل هذه شخصيات بسيطة ليس لديها صلاحيات بل تحمل أمنيات
لكن للأسف لا يوجد قناة اتصال محترمة بيننا وبين النظام سواء رسمية أو سياسية , وغياب قناة اتصال بين كل القوي وبينهم الإخوان والنظام شئ غير صحي, ولكن لشذوذ أسلوب النظام الحاكم فهو يقطع حبل الإتصال بينه وبين أبناء وطنه في الوقت الذي يتحاور فيه مع أعداء الوطن والصهاينة ومع الغرب .
حرص النظام علي ربط الجماعة بحزب الله اللبناني وتدريب الجماعة لأفرادها علي حمل السلاح والصاق تهمة الإرهاب بها هل تنجح هذه المحاولات في تشويه صورتكم لدي الغرب؟
علي مستوي "الإستعباط السياسي" هذا يصلح مع الحكومات سواء في مصر أو الغرب لكن علي مستوي احترام المعلومات الصحيحة والتي أصبحت متاحة عن أي تنظيم سياسي مثل الإخوان المسلمين أصبح من الصعب علي النظام أن ينجح في نشر خيالاته بل أصبحت مثل هذه القضايا سبة في حق النظام لأن الدنيا أصبحت مفتوحة ويعلم الجميع أن الإخوان جماعة سلمية ولا تعترف باستخدام العنف.
لكن هل يمكن أن تقتنع الإدارة الأمريكية بمثل هذه الإتهامات ؟
لا يمكن لا الإدارة الأمريكية ولا أي إنسان يحترم نفسه يمكنه أن يصدق هذه المعلومات الكاذبة
لكن ما المشكلة أصلا أن تكونوا علي علاقة بالكيانات المذكورة في تحريات أمن الدولة أليست هذه المؤسسات لها شرعية في بلادها سواء في الخليج أو أوربا ؟
هذا من ضمن العبث الأمني عندما تترك المجال للجهاز البوليسي وهو جهاز غير سياسي وطبيعته ضيق الأفق ولا يحسن إلا استخدام الآليات البوليسية فيكتب هذا العبث الذين يثير الضحك علينا في أن يقول أن الإخوان المسلمين متصلين بالمؤتمر القومي العربي والإسلامي أو متصلين باتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي هذه مسائل نفخر بها بأننا حركة مصرية وطنية لنا صلات بهذه الكيانات الكبيرة التي تناصر قضايانا كمسلمين وتدعم مصر كوطن ودولة , لكن هذه الصلات تسير في مصلحة وطنا
ولكن يمكن أن نقول أن الإخوان قدموا هذه القضية علي طبق من ذهب للأمن المصري فأنتم لديكم لوائح ووثائق تتحدث عن التنظيم الدولي وقيادتكم له وأنه لديكم أمينا لهذا التنظيم الدولي هو إبراهيم منير الذي يعيش في لندن؟
أؤكد أن كلمة التنظيم الدولي ليست صحيحة ولكن يوجد تنسيق وتواصل بين الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية حول العالم وهو تحت سمع وبصر كل الدنيا , لان هذه الكلمة مع الحركات الإسلامية تستخدم وكأن هناك تنظيم حقيقي وقيادة واحدة تصدر تعليماتها لبقية التنظيمات وهذا غير صحيح بالمرة , ليس لأنه عيب أو غير عيب ولكن المعلومات تقول غير هذا فموقف الإخوان المسلمين في العراق يختلف معنا في مصر في قضية العملية السياسية , موقف الإخوان المسلمين السوري في تحالفهم مع عبدالحليم خدام مخالف لموقفنا , موقف الإخوان في الأردن كان يختلف عنا في حرب الخليج , موقف ما يسمي اخوان الجزائر مختلف أيضا عنا إذن أين هذا التنظيم التي تخالف كل الفروع في المواقف؟ , أما أن الإخوان مدرسة اسلامية وسطية التي يعتمد العمل الوسطي السلمي في التغير فإننا نفتخر أن هذه المدرسة انتشرت أفكارها في كل أرجاء العالم وأننا جزء من هذه المدرسة ونتواصل مع هذه التيارات فكريا وثقافيا ونتقابل في المحاضرات والمؤتمرات فهذا لاشئ نفخر به
إن هذه المدرسة هي أكبر خدمة قدمتها لعالمها الإسلامي أنها استطاعت محاصرة الفكر المسلح والعنف والتغير المسلح وأصبح لا يمثل إلا جزء صغير من الحركة الإسلامية وصار الجسم الرئيسي هو المؤمن بالعملية الديمقراطية وهذا انجاز مدرسة الإخوان ويجب أن يعتز به
رغم اختلاف المواقف كما تحدثتم إلا أننا وجدنا بعد الإنشقاق في حركة حمس الجزائرية التي تعبر عن فكر الإخوان كل طرف فيها حاول أن ينصب نفسه مرشدا في بلاده مستقويا بمهدي عاكف؟
هذا يترجم ما أقول أن هناك مدرسة اخوانية تتبادل الأفكار وأن هناك حالة من الود العاطفة تجاه المدرسة الأمة في مصر , الأمر الأهم أن الدولة الحديثة لم تعد تسمح ولا يجب أن تسمح لأي تنظيم دولي أن يخترق حدودها وهذا يخالف كرامة الإنسان أصلا , فنحن كإخوان مصر لم نسمح بأن يصدر لنا أي تنظيم في الخارج تعليمات أنفذها فكيف نقوم نحن بما نرفضه .وهذا التنظيم وهمي ولا وجود له أما عن مكتب لندن الذي يترأسه إبراهيم منير فهو مكتب إعلامي للجماعة يصدر نشرة إعلامية ويتواصل مع المدرسة الفكرية حول العالم
لكن المرشد العام له لائحة خاصة لاختيار أعضاء مجلس شوري التنظيم الدولي في كل الأقطار كيف يكون هذا وهم ؟
هذا كله تراث وكانت طموحات علي أرض الواقع ولم يستطع أحد تنفيذه والدليل علي ذلك أن مرشد عام الجماعة منذ نشأة الحكرة مصري وسيظل مصريا , كون الحركات الإسلامية تحمل اعزازا وتقديرا وارتباطا عاطفيا وفكريا للإخوان المصريين هذا شئ يفتخر به كل مصر في أن تنظيمه الإسلامي وحركته الإسلامية المصرية لها هذا الثقل وهذا الإحترام وهو مكسب كبير لمصر يجب أن تحافظ عليه الدولة المصرية وليس هذا السلوك العبيط والمتخلف الذي تتعامل به معنا من خلال مجموعة الطابور الخامس التي تريد أن تضيع صدراة هذا البلد وهم في الحقيقة كارهين لمصر
المرشد أعلن أنه لن يرشح نفسه لدورة جديدة كيف تترجم هذا الكلام من خلال أسلوب الإختيار الذي سيتم ترشيح به مرشد جديد للجماعة في مطلع العام القادم ؟
الذي يقوم اختيار المرشد العام هو مجلس شوري الجماعة وهو المحروم من الإجتماع منذ عام 1995
أي مجلس شوري فيهم المصري أم الدولي ؟
مجلس الشوري المصري الذي يختار ولو حدث توافق عالمي عليه فما المشكلة؟ لكن لم يحدث مطلقا أن تم ترشيح غير مصر لهذا المنصب أو أن تقدم أحد له غير المصريين، كل المرشدين السابقين من الأستاذ البنا وحتى عاكف مصريين , بل ان الأستاذ البنا عندما أنشأ قسما باسم الإتصال بالعالم الذي نتهم بإحياءها في هذه القضية كان هدفه الأساسي فكرة الأتصال بالعالم الإسلامي لنشر الفكرة الإسلامية وهذا القسم هدفه التواصل مع الحركات الإسلامية في الأفكار الوسطية وعقد المؤتمرات العلنية لنشر فكر الإسلام المعتدل وهو من مصلحة مصر والغرب نشر فكرة الإسلامي الوسطي لمحاصرة فكر العنف والتكفير
بهذا الشكل من أين أتت فكرة التنظيم الدولي ؟.
هذه فكرة دخلية علي الإخوان المسلمين وفدت علينا في فترة الثمانينات وهي فكرة ساذجة وسطحية ولا يمكن تحقيقها علي أرض الواقع , وهي بدأت بالفعل كشكل من أشكال الدفاع عن الهوية الإسلامية ولكنها فكرة بسيطة وساذجة فشلت وأعتقد أني أوضحت كل دلائل فشلها , وأثبتت الحركات الإسلامية الناضجة أنها لا يجب أن تنصاع لتعليمات أحد من الخارج بما يخل دساتير بلادها, وهذا لا أقبله علي نفسي فأنا كرجل مسئول في الإخوان المسلمين في مصر لا أقبل أن تعطيني أي جهة غير مصرية تعليمات لأنفذها.
ولكن المرشد العام كان لها نائب ثالث من الخارج هو السوري الراحل حسن هويدي؟
هذا من بقايا التراث القديم وهذا شئ رمزي.
يعني لم يحدث أن محمد سعد الكتاتني قد سافر إلي لندن لتسمية إبراهيم منير نائبا لشئون الخارج ؟
هذا لم يحدث وهذا كلام إعلامي , إبراهيم منير شخص مصري محب لبلده يتمني أن يعود إلي بيته وأهله لولا أجهزة الأمن في المطار متربصة له للقبض عليه فهو مخير أما أن يعيش في لندن أو أبو زعبل , ويا ليت النظام المصري والرئيس مبارك يدعوه أن يعيش في بلده .
أنت من أقدم أعضاء مكتب الإرشاد منذ بداية الثمانينيات ويتردد أنك عضو فيما يسمي مكتب الإرشاد العالمي؟
أنا لست عضو في هذا الكيان وأنا أؤكد لك أن التنظيم العالمي انتهي لا وجود له وكنت من أشد المعارضين لهذا التنظيم حينما بدأ في الثمانينات عندما شاركت في تقيمه والحمد لله فرض هذا الواقع .
هذا الواقع متربط ببأحداث الحادي عشر من سبتمبر حتي لا يتم وضعكم علي قوائم الإرهاب ؟
لا واقع الممارسة هو الذي أنهي هذه التنظيم .
هل الضغط الأمني علي الإخوان هو تهئية لمرحلة انتقال السلطة في مصر حتي تكون انهكت الجماعة فلا تبدي معارضةو تكتفي بالأداء الإعلامي؟
أتصور أن قوي المعارضة في مصر عليها أولا أن يكون لها تأثير شعبي حتى تكون صاحبة قرار مؤثر في تداول السلطة في مصر , وبالتالي فالنظام المصري غير مشغول بما يمكن أن تقوم به قوي المعارضة في مسألة التغيير أو التوريث أيا كان شكله , وأنا أستبعد مسألة حدوث التوريث العائلي أما التوريث السياسي حدث في مصر السادات ورث حكم عبدالماصر وميارك ورث السادات وسيرث شخص من ضمن نخبة الحكم مع الرئيس مبارك الرئاسة من بعده , وهذا طالما تحكم مصر بنظام فردي ولا يقوم علي إرادة شعبية.
قلت أنه من الخطأ عدم وجود قناة حوار بينكم وبين النظام فهل سعيتم أنتم لإنشاء مثل هذه القناة ؟
نحن سعينا وليس سرا أنه كان لدينا شكل من أشكال التواصل السياسي بيننا وبين النظام حتي عام 1992 عن طريق أسامة الباز ومصطفي الفقي عندما كان سكرتيرا لمعلومات الرئيس وأنا كنت أشارك شخصيا في مثل هذه اللقاءات وكان الإتصال معنا وغيرنا مثل إبراهيم شكري ومصطفي كامل مراد وفؤاد سراج الدين إلا أن النظام هو الذي قطع هذا الخط .
هل سألتم لم أوقف النظام الإتصال معكم ؟
سألنا ولم نجد إجابة , وأصبحت محاولات الإتصال الجديدة مع القوي السياسية هي لشق صفها وهذا هو الأسلوب الأمني حيث ترك التواصل مع القوي السياسية للأمن وليس للسياسيين .
ما الذي كان يدور بينكم وبين النظام أثناء تواصلكم معه ؟
كانت حوارات ليفهم كل منا الأخر كمحاولات للمعرفة والتطمين , ثم في النهاية الذي يأخذ القرارالنظام فلماذا يخشي الحوار
ولكن ألم تحاولوا إجراء محاولة جديدة للإتصال مع النظام في الفترة الحالية ؟
يسأل عن هذا أعضاء مجلس الشعب وأيضا الأطراف التي سعت لهذا لكن النظام رافض التواصل سواء معنا أو مع الأحزاب الرسمية فأنت اذا سألت أحد هذه الأحزاب عن علاقته بالنظام ستجدها مختصرة في ضابط أمن دولة صغير يتصل بهم .
هل حاولتم التواصل مع جمال مبارك تحديدا ؟
نتصل به بأي صفة؟
تتصلون به بصفته أمين لجنة السياسات أو بما يتناقل بأن الوريث أو مرشح لأن يرث حكم مصر ؟
هذا لم يحدث فاذا كان النظام المصري نفسه يرفض الإتصال بنا فما فائدة الإتصال بأحد أعضاء الحزب الوطني الذي ليس لهم دور أو المفروض ألا يكون لهم دور
لماذا لم تشملك حملة الإعتقالات رغم أنك أحد المتهميين الأساسيين في القضية ؟
هذا كلام عبث يكتبه ضابط أمن دولة صغير.
لكن هذا العبث اعتقل علي اثره قيادات للجماعة منهم عضو مكتب إرشاد مثلك فهل كونك أمين عام اتحاد الأطباء العرب منحك حصانة سياسية ؟
لو تتكلم عن أن اتحاد الأطباء العرب عضو في منظمات جامعة ادول العربية ويتمتع بنفس الحصانات التي تفرضها برتوكولات جامعة الدول العربية ربما، لكني لست مشغولا باعتقالي بقدر انشغالي باعتقال هؤلاء الشرفاء الـ13 في هذه القضية أو غيرهم ممن يعتقل يوميا من أبناء الجماعة في الوقت الذي يعلم النظام المصري أن هناك قيادة لجماعة الإخوان المسلمين وأنا يشرفني أنا أكون أحدها فعليه أن يتواصل معنا وعليه اذا غضب من الإخوان أن يقبض علي هذه القيادة نفسها وعلي رأسها محمد مهدي عاكف ومكتب الإرشاد عليه أن يقبض علينا ويضعنا في السجن لا أن يعتقل قواعدنا وأنا أحد هؤلاء القيادات لأننا نحن المسئولين عن جماعة الإخوان والنظام يعلم هذا.
لماذا يمكن أن نصف ردود فعل الإخوان بالفاتر تجاه كل البطش الذي يحدث معهم ؟
أنت تقول هذا وأشاركك هذا الرأي جزئيا ولكنك تواجه نظام يجند مليون ونصف من عساكر الأمن لمواجهة هذه المعارضة وبالتالي كيف تواجه هذه القوة الباطشة؟ , هل تلومني أنا أم تلوم هؤلاء الباطشين , أنا أدعوا الإعلام والنخب والإعلاميين والكتاب أن يصبوا جام غضبهم علي الظالمين وأن يصبوا كتاباتهم علي المستبدين والذين
ينتهكون حرمة المواطن المصري والذين لا يحترمون قواعد حقوق الإنسان والحريات بدلا من أن نقول الإخوان ساكتين ليه .
هل لديك تعليق علي تجاهد الجرائد القومية وكتاب النظام عن أخبار حملة الإعتقالات الأخيرة ؟
أنا أظن أن هذه القضية من القضايا اليومية التي يقوم بها النظام والجرائد القومية لم تتجاهل ولكن لم تأتها التعليمات الأمنية للنشر وهذا يدل أن هذه القضية فرقعة إعلامية قبل زيارة أوباما لمصر .
الصورة للزميلة أميرة نور الدين المصورة الصحفية بالدستور