منذ فترة طويلة أحاول أن أدير حوارا مع نفسي في مرة يطول أو يضيق الوقت له , فكثرة الهموم والمشاكل والمشاغل تنسف مثل هذه الحوارات , إلا أنني قررت أن أقتنص أحد هذه الحوارات و أدونه, لعله يكون من المفيد أن يقرأه عابر فيقدم نصيحة أو يسفيد من تجربة أو حتي يسب ويلعن , فقد اعتدت أن انتقد يمين وشمال وخاصة ما أدونه من انتقادات عن جماعتي الأم الإخوان المسلمين علي إعتبار أني ممن يُطلق عليهم " الإصلاحيين " الحلوين طبعا الذين ينتقدون " المحافظين " الوحشين طبعا , وحتي أكون واقعيا وحتي لا ينخدع قارئ بهذه المقدمة أن هذا تراجع عن خط أو توبة عن ذنب كما يظن البعض أنه ذنب , ولكنها دردشة ربما لا أعرف تحديدا ما هي نهايتها وإلي أين يشتد قوس هذا النص وأين سيقع سهمه لعله يصيبني شخصيا أو يصيب أصدقاء وأساتذة نحبهم ونتفق معهم في أفكارهم أو أصدقاء وأساتذة نحبهم ونختلف معهم في أفكارهم .
ففي ندوة كانت تناقش الدين والسياسة وجدت فيها حضورا اصلاحيا من "الحلويين" طبعا وجدتهم منبهرين بكل ما قيل في النقاش ولا عيب في ذلك فالنقاش كان راقي وموضوعي بنسبة كبيرة , إلا أني وجدت من هذه المجموعة أو شعرت شعورا – لعله خطأ- حرصا علي أن يقدموا أنفسهم أنهم الإسلاميين "الحلوين " وترتفع رؤسهم فرحا عندما يشار إليهم أنهم يمثلون " لاهوت التحرير " في الحركة الإسلامية التقليدية التي يسيطر عليها المحافظين " الوحشين " وازذددت كآبة عندما أشار المتحدث إلي اسمي شخصيا علي اعتباري أحد رواد هذا التيار " الحلو " إلا أن رأسي انكفأت أرضا فظن المحاضر أنه تواضعا مني و بينما لم يعلم هو والحاضرين أن حواره زادني حزنا وحسرة علي تمثيل التيار الإصلاحي في الحركة الإسلامية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين في شخوصنا التي لازالت عالقة علي سلم الفهم تحاول أن تصيغ أفكارها وتحدد وجهتها ولكن ليس لديها مشروع واضح المعالم ولكن لديها رغبة واضحة في العمل العام المفتوح بعيدا عن التضيقات التنظيمية وتداخلات الدعوة علي السياسة تحت اسم أو اسماء عديدة "العمل المدني ذو المرجعية الإسلامية" متطورا لدي البعض إلي " الإسلاميين الإصلاحيين " ليتطور أيضا إلي ما أطلق عليه آخرين " الإسلامين الليبراليين " ربما تتساوي الأسماء في الأداء والأفكار المنفتحة والرغبة في رفع غطاء السرية التي اشتهرت به الحركات الإسلامية مما أدي إلي أن تتسم بالغموض لدي قطاعات كبيرة من المجمتع حتي المتعاطفة معها
لكن أشعر أن " الحلوين " الجدد هؤلاء بما فيهم العبد لله ليس لديهم الأفكار المتكاملة عن المشروع الحضاري الإسلامي الذي ينسبون أنفسهم إليه وأكبر دليل علي ذلك أحد الأصدقاء الذي وصف نفسه هو ومجموعة من اخوانه بأنهم " اسلاميين ليبراليين " هكذا دون مقدمات ولا تفكير , ربما أفكارنا الإسلامية الوسطية المعتدلة لا تختلف كثيرا مع الليبرالية أو العلمانية , إلا أن فضل ذلك يعود لثقافتنا الإسلامية التي نعتز بها ولا يجب أن نخجل منها فنطلق عليها أنها ليبرالية أو علمانية , ربما أنا شخصيا لست مهتم بالمسميات بقدر الأفعال لكن المشروع يجب أن يكون واضح المعالم لا يتخفي وراء مسميات هذا الأداء " الحلو " آداء وأفكار إسلامية من نهج نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا الحنيف والتي شرحها وفسرها واجتهد فيها المفكرين والمجددين القدماء منهم والمحدثين والذي يأتي علي رأسهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا ويوسف القرضاوي وعبدالوهاب المسيري ومحمد العوا وطارق البشري وغيرهم كثير .
إلا ان عدم وضوح المشروع دفع أحد هؤلاء الذين شغلهم واشغلتهم المكينة الإعلامية وخاصة الغربية عندما يسمعوا لإجتهادته ويقولوا له أنت كده مش إسلامي أنت ليبرالي فحاول أن يبحث عن معني الليبرالية التي بات يتصف بها فراح يبحث عن معناها علي " موسوعة الويكبيديا " فاختلط عليه الأمر وتعقدت أفكاره فتعطل أو عطل نفسه عن التفكير عن مثل هذه القضايا فليس لديه مرجعا في طريقه الجديد
ففصيل من جماعته بات ينبذه لأنه يفكر في في تجديد خطاب الحركة الإسلامية ساخرين منه , وفصيل آخر من أبناء الجماعة الذين نصفهم بالإصلاحيين والمفكرين الإسلاميين تركوه وحيدا في تتطلامه " أمواج التغيير " للأسف تركوه هؤلاء حفاظا علي ما يسمونه " تاريخهم الدعوي " والتوازنات الداخلية في التظيم خادعين أنفسهم أن سيأتي اليوم الذي يسيطرون كاملا علي التنظيم فيغيروا من أفكاره في لحظه
فلا هم امتلكوا الجرأة التاريخية أن يطرحوا أفكارهم صريحة جريئة في وجه المحافظين الذي أصبحت شرعيتهم أقوي بفعل التاريخ والواقع والقوي التنظيمية والتأثير العقائدي علي أفكار القواعد .
ولا هم حاولوا احتواء هؤلاء الشباب وأن يكونوا مرجعا ومرشدا لهم , بل وصل الأمر أن يتنكر هؤلاء الإصلاحيين من هؤلاء الشباب مما دفع قيادي إصلاحي بارز " حلو " عندما سأله عدد من الإخوان عن أحد الشباب الذي أحدث ضجه عبر انتقادته للجماعة بأنه لا يعرفه ولم يلتقي به من قبل وذلك بدافع " ميحرقش نفسه مع واد مجنون "
لا أستطيع أن ألوم نفسي وأصدقائي الذين باتوا يكتبون تعريفات خاصة بهم أو ما يطمحون أن يصلوا هم إليه أو جماعتهم " إسلاميون ولكن " بقدر ما يجب أن ألوم أناس بأعينهم يعرفون أنفسهم جيدا ويعرفون دورهم كما يعرفون أنهم لا يقوموا بهذا الدور .
أعتقد ونحن سعداء وأسمائنا تتصدر الأوراق البحثية التي تتابع حركة التجديد داخل الإخوان ونصدر التصريحات الصحفية للواشنطن بوست والتايم والفورين بوليسي باعتبارنا جيلا جديد داخل الجماعة علينا أن نوجه انتقادتنا لهؤلاء الإصلاحيين الصامتين ونسألهم متي تتحملون المسئولية عن صياغة مشروع حضاري للحركة الإسلامية ؟ متي تتحملون المسئولية وأنتم تفقدون هذه النواه من هؤلاء الشباب ؟ , يا أستاذتنا هل تعرفون أن جيلا أحبطته سلوكياتكم فقرر أن ينعزل عن هذا العالم تماما لينشغل بلقمة العيش وحسب , ألا تشعرون أن تيارات آخري تحاول جذب هذه النواه التائهة والتي باتت تبحث جديا عن بديلا وطريقا ثالثا للسير فيه ليستعوب طاقتهم ويجيب عن تساؤلاتهم
هل بقي من أعماركم أكثر مما مضي حتي تتحركوا نحو نهضة حقيقية لهذه الأمة ولهذه الجماعة التي تتحمل مسئولية الرهان عليها ومسئولية تغيير وإصلاح المجتمع قبل الدولة .
في هذا المقام يجب أن أشير وبقوة للدور الذي كان يقوم به المهندس خيرت الشاطر فك الله أسره داخل الجماعة رغم اختلافنا الشديد مع أسلوبه وإدارته إلا أنه كان لديه الشجاعة والجرأة أن يجمع مفكرين ومهمومين بقضية تغيير خطاب الحركة الإسلامية صغارا وكبارا لصياغة مشروع جديد لهذه الحركة ولم يخشي أن يقال عنه أن يصنع جيبا ولعله يدفع اليوم فاتورة هذه الجرأة سبع سنوات من عمره في سجون المستبدين .
قبل أن اكتب هذا السطر الأخير وعلي غير عادة راجعت ما سبقه فوجدته ربما عصبيا وسيغضب منه أصدقاء وأحباء إلي قلبي ولعله أيضا يبخس من أدوار من انتقدتهم لكني وجدتني مصرا علي نشره فاعذروني .
روابط ففي ندوة كانت تناقش الدين والسياسة وجدت فيها حضورا اصلاحيا من "الحلويين" طبعا وجدتهم منبهرين بكل ما قيل في النقاش ولا عيب في ذلك فالنقاش كان راقي وموضوعي بنسبة كبيرة , إلا أني وجدت من هذه المجموعة أو شعرت شعورا – لعله خطأ- حرصا علي أن يقدموا أنفسهم أنهم الإسلاميين "الحلوين " وترتفع رؤسهم فرحا عندما يشار إليهم أنهم يمثلون " لاهوت التحرير " في الحركة الإسلامية التقليدية التي يسيطر عليها المحافظين " الوحشين " وازذددت كآبة عندما أشار المتحدث إلي اسمي شخصيا علي اعتباري أحد رواد هذا التيار " الحلو " إلا أن رأسي انكفأت أرضا فظن المحاضر أنه تواضعا مني و بينما لم يعلم هو والحاضرين أن حواره زادني حزنا وحسرة علي تمثيل التيار الإصلاحي في الحركة الإسلامية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين في شخوصنا التي لازالت عالقة علي سلم الفهم تحاول أن تصيغ أفكارها وتحدد وجهتها ولكن ليس لديها مشروع واضح المعالم ولكن لديها رغبة واضحة في العمل العام المفتوح بعيدا عن التضيقات التنظيمية وتداخلات الدعوة علي السياسة تحت اسم أو اسماء عديدة "العمل المدني ذو المرجعية الإسلامية" متطورا لدي البعض إلي " الإسلاميين الإصلاحيين " ليتطور أيضا إلي ما أطلق عليه آخرين " الإسلامين الليبراليين " ربما تتساوي الأسماء في الأداء والأفكار المنفتحة والرغبة في رفع غطاء السرية التي اشتهرت به الحركات الإسلامية مما أدي إلي أن تتسم بالغموض لدي قطاعات كبيرة من المجمتع حتي المتعاطفة معها
لكن أشعر أن " الحلوين " الجدد هؤلاء بما فيهم العبد لله ليس لديهم الأفكار المتكاملة عن المشروع الحضاري الإسلامي الذي ينسبون أنفسهم إليه وأكبر دليل علي ذلك أحد الأصدقاء الذي وصف نفسه هو ومجموعة من اخوانه بأنهم " اسلاميين ليبراليين " هكذا دون مقدمات ولا تفكير , ربما أفكارنا الإسلامية الوسطية المعتدلة لا تختلف كثيرا مع الليبرالية أو العلمانية , إلا أن فضل ذلك يعود لثقافتنا الإسلامية التي نعتز بها ولا يجب أن نخجل منها فنطلق عليها أنها ليبرالية أو علمانية , ربما أنا شخصيا لست مهتم بالمسميات بقدر الأفعال لكن المشروع يجب أن يكون واضح المعالم لا يتخفي وراء مسميات هذا الأداء " الحلو " آداء وأفكار إسلامية من نهج نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا الحنيف والتي شرحها وفسرها واجتهد فيها المفكرين والمجددين القدماء منهم والمحدثين والذي يأتي علي رأسهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا ويوسف القرضاوي وعبدالوهاب المسيري ومحمد العوا وطارق البشري وغيرهم كثير .
إلا ان عدم وضوح المشروع دفع أحد هؤلاء الذين شغلهم واشغلتهم المكينة الإعلامية وخاصة الغربية عندما يسمعوا لإجتهادته ويقولوا له أنت كده مش إسلامي أنت ليبرالي فحاول أن يبحث عن معني الليبرالية التي بات يتصف بها فراح يبحث عن معناها علي " موسوعة الويكبيديا " فاختلط عليه الأمر وتعقدت أفكاره فتعطل أو عطل نفسه عن التفكير عن مثل هذه القضايا فليس لديه مرجعا في طريقه الجديد
ففصيل من جماعته بات ينبذه لأنه يفكر في في تجديد خطاب الحركة الإسلامية ساخرين منه , وفصيل آخر من أبناء الجماعة الذين نصفهم بالإصلاحيين والمفكرين الإسلاميين تركوه وحيدا في تتطلامه " أمواج التغيير " للأسف تركوه هؤلاء حفاظا علي ما يسمونه " تاريخهم الدعوي " والتوازنات الداخلية في التظيم خادعين أنفسهم أن سيأتي اليوم الذي يسيطرون كاملا علي التنظيم فيغيروا من أفكاره في لحظه
فلا هم امتلكوا الجرأة التاريخية أن يطرحوا أفكارهم صريحة جريئة في وجه المحافظين الذي أصبحت شرعيتهم أقوي بفعل التاريخ والواقع والقوي التنظيمية والتأثير العقائدي علي أفكار القواعد .
ولا هم حاولوا احتواء هؤلاء الشباب وأن يكونوا مرجعا ومرشدا لهم , بل وصل الأمر أن يتنكر هؤلاء الإصلاحيين من هؤلاء الشباب مما دفع قيادي إصلاحي بارز " حلو " عندما سأله عدد من الإخوان عن أحد الشباب الذي أحدث ضجه عبر انتقادته للجماعة بأنه لا يعرفه ولم يلتقي به من قبل وذلك بدافع " ميحرقش نفسه مع واد مجنون "
لا أستطيع أن ألوم نفسي وأصدقائي الذين باتوا يكتبون تعريفات خاصة بهم أو ما يطمحون أن يصلوا هم إليه أو جماعتهم " إسلاميون ولكن " بقدر ما يجب أن ألوم أناس بأعينهم يعرفون أنفسهم جيدا ويعرفون دورهم كما يعرفون أنهم لا يقوموا بهذا الدور .
أعتقد ونحن سعداء وأسمائنا تتصدر الأوراق البحثية التي تتابع حركة التجديد داخل الإخوان ونصدر التصريحات الصحفية للواشنطن بوست والتايم والفورين بوليسي باعتبارنا جيلا جديد داخل الجماعة علينا أن نوجه انتقادتنا لهؤلاء الإصلاحيين الصامتين ونسألهم متي تتحملون المسئولية عن صياغة مشروع حضاري للحركة الإسلامية ؟ متي تتحملون المسئولية وأنتم تفقدون هذه النواه من هؤلاء الشباب ؟ , يا أستاذتنا هل تعرفون أن جيلا أحبطته سلوكياتكم فقرر أن ينعزل عن هذا العالم تماما لينشغل بلقمة العيش وحسب , ألا تشعرون أن تيارات آخري تحاول جذب هذه النواه التائهة والتي باتت تبحث جديا عن بديلا وطريقا ثالثا للسير فيه ليستعوب طاقتهم ويجيب عن تساؤلاتهم
هل بقي من أعماركم أكثر مما مضي حتي تتحركوا نحو نهضة حقيقية لهذه الأمة ولهذه الجماعة التي تتحمل مسئولية الرهان عليها ومسئولية تغيير وإصلاح المجتمع قبل الدولة .
في هذا المقام يجب أن أشير وبقوة للدور الذي كان يقوم به المهندس خيرت الشاطر فك الله أسره داخل الجماعة رغم اختلافنا الشديد مع أسلوبه وإدارته إلا أنه كان لديه الشجاعة والجرأة أن يجمع مفكرين ومهمومين بقضية تغيير خطاب الحركة الإسلامية صغارا وكبارا لصياغة مشروع جديد لهذه الحركة ولم يخشي أن يقال عنه أن يصنع جيبا ولعله يدفع اليوم فاتورة هذه الجرأة سبع سنوات من عمره في سجون المستبدين .
قبل أن اكتب هذا السطر الأخير وعلي غير عادة راجعت ما سبقه فوجدته ربما عصبيا وسيغضب منه أصدقاء وأحباء إلي قلبي ولعله أيضا يبخس من أدوار من انتقدتهم لكني وجدتني مصرا علي نشره فاعذروني .
د . عبدالمنعم أبو الفتوح : المشروع الإصلاحي للإسلاميين.. التصورات والتحديات
مصطفي النجار : اسلاميون ولكن