
أحاول متابعة رد فعل جماعة الإخوان المسلمين علي أحكام المحكمة العسكرية التي أصدرت أحكام مشددة علي 25 من قيادات وكوادر الجماعة إلا أن الصادر عن الجماعة لم يبلغ سوي بيانات وردود إعلامية تؤكد أن الجماعة لن تنكسر وأنها مصرة علي الإصلاح التدريجي وتبث رسالة تخديرية لأعضائها الغاضبين أن هذا هو قدر الله ولابد من الصبر علي المحن , واتبع هذه الردود الرسمية كتابات علي موقع الجماعة الرسمي اخوان أون لاين تسير علي نفس الخط حيث كتب أحد هؤلاء الكتاب تحت عنوان " انتقام الإخوان المسلمين " متهكما من هذه الكلمة أن الانتقام الحقيقي هو مزيدٌ من الصبر والثبات والعمل الدءوب لكسب رجال ونساء جدد لدعوة الله المباركة.وأضاف إن كل شاب يبكِّر لصلاة الفجر ويثبت قدمه في الصف الأول يشكِّل صفعةً ساخنةً جدًّا على قفا ضابط أمن الدولة العريض، والذي ظنَّ أنه بخدمته لسيده في سَجْن هؤلاء الكرام البررة والحيلولة بينهم وبين دعوتهم لصلاح البلاد والعباد يحوز رضا سادته وينال ترقيةً أو علاوة وكتب آخر وهو عضو في البرلمان : أيها الإخوان إني على يقين من أن هذه الأحكام العسكرية الظالمة لن تلين لكم قناة، ولن تهن لكم عزمًا، فمهما كثرت العقبات، وعظمت التضحيات نراكم صابرين على مشاق الدعوة، ومتاعب السير في طريقها.
وكتب ثالث لن تنكسر دعوتنا.. ما دام فيها قيادة حكيمة راشدة؛ تحتمل الصعاب والضغوط، وتقف في وجه الظالمين، وتمضي بالقافلة غيرَ عابئةٍ بظلمهم وجبروتهم،
وما زاد من تعجبي وأصابني بحالة من الذهول أني وجدت شخصا يكتب تعليقا قائلا أن هذا صراع عقائدي بين الأمن والجماعة
وهكذا صارت الكتابات والتعليقات عليها والتي يندس بها رائحة الخنوع والسلبية واللامبالاة وغياب التفكير الإستراتيجي
فاذا كنا مأمورين بالصبر والثبات فإن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب وطالبنا بالعمل للحصول علي النتيجة
وبداية أعقب أن الصراع أبدا ليس عقائديا وأصر أن هذا الخطاب يحمل بين طياته نغمات التكفير والإستعلاء فالصرع سياسي من الدرجة الأولي فهذا النظام الغبي المستبد الإنفرادي يحارب كل من يرفع صوته مطالبا بالحرية وأعتقد أن أيمن نور زعيم حزب الغد ليس اسلاميا بل شخصية ليبرالية وهو الأن في السجن يدفع ثمن خياله بمنافسة مبارك فأين الصراع العقائدي هنا و وكذلك معتقلي كفاية في اضراب 6 إبريل والشابة اسراء عبدالفتاح فهؤلاء يساريين وليبراليين ومع ذلك يدفعون نفس الضريبة التي يدفعها الإخوان فما دخل العقيدة بهذا الصراع
وبالمناسبة أذكر في أول مرة تم اعتقالي بها وكنا في لقاء خاص بقسم الطلاب واقتحم الأمن علينا اجتماعنا السلمي وبعد الإعتداء علينا وتكبيلنا من الخلف صرخ قائد قوة القوات الخاصة التي اقتحمت المنزل حرام عليكم ضيعتكم علي صلاة المغرب جماعة وحتضعيوا العشاء كمان فما بال العقيدة إذن
وكنت أود أن ننظر جدياا لرسائل النظام للجماعة والتي تركزت في ثلاث منها قوية أولها انتخابات مجلس الشوري وما حدث فيه من اقصاء وثانيها انتخابات المحليات والتي وصل فيها الأمر لإعتقال المرشحين والثالثة هي الحكم القاسي والمشدد علي الشاطر واخوانه
وهي رسائل تؤكد أن النظام قرر إقصاء الجماعة بشكل تام عن الحياة السياسية بل قام بقلب الطاولة تماما لنصبح نحن الأن في الهواء بل سقف ولا أرض ومستندا في ذلك بتغاضي الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الإنتهاكات في مقابل المصالح التي يقدمها نظام مبارك لأمريكا , وهذا يظهر في تشديد عقوبة الشاطر وهو الذي كان يستطيع التحاور مع " الجهات الأمنية " وكان هو حلقة الحوار بين الجماعة والأمن باعتبار النظام شأن الإخوان ملفا أمنيا فهنا تظهر رسالة النظام أنه لم يعد في حاجة إلي أي حوار مع الجماعة وأنه لن يسمح لها بأي مشاركة سياسية قادمة خاصة بعد التعديلات الدستورية التي تم اجراؤها وابعاد القضاة عن الإشراف علي أي انتخابات
اذن يجب علي الجماعة مراجعة خطابها واستراتيجية عملها فخطاب أن الجماعة مصرة علي الإصلاح التدريجي غير واقعي لأن الطاولة انقلبت كيف سيتم من الأساس الإصلاح رغم انك الان محروم من استخدام الياتها التي تؤكد الجماعة أن خيارها سلمي من خلال التغيير باستخدام آليات الدولة ( البرلمان - المجالس المحلية - النقابات - الإتحادات الطلابية - الجمعيات الأهلية ) هذا هو منهج الجماعة
كيف يحدث هذا الإصلاح وهذا التغيير الذي تنشده الجماعة وهي محرومة من امتلاك هذه الآليات
إذن الرد علي الحكم المشدد علي المحكمة العسكرية ليس ردا إعلاميا خطابيا ولا حتي رد جماهيري انتقاميا كما يظن البعض وانما يجب علي جماعة الإخوان المسلمين التمهل في الحركة وتوقف التصريحات العشوائية التي يستدرجها الإعلام للخوض فيها وذلك ليس خوفا ولكن لكي توفر وقتها وجهدها لإعادة تفكيرها وخططها بشكل استراتيجي من أجل التعامل مع الوضع الجديد وذلك حتي يستطيع قيادات الجماعة الإجابة وبشكل عملي علي سؤال ماهي آليات الإصلاح التدريجي ووسائله في الوقت الحالي ؟