مرسي كان يثق بشدة انه مسيطر علي الأمور من خلال وزيري الدفاع والداخلية |
يزداد المشهد تعقيدا ساعة بعد أخري .. انقلاب عسكري علي رئيس ضعيف جاء بانتخابات حرة
حشود كبيرة من مؤيدي الرئيس الضعيف لا تغادر الميدان تطالب بعودته ، وحشود تكاد تُجمع يوم ولا يستطيع من يحاول حشدها أن يبث فيهم الصمود ليحتشدوا ساعة أخري
شارع منقسم علي نفسه لا يذهب الي رابعة العداوية أو ميدان التحرير ولكن هواه منقسم بين الميدانيين
الانقلاب العسكري الذي قام به الفريق السيسي بغطاء من قوي ليبرالية بعد يومين فقط من التظاهرات للمعارضين لمرسي يؤكد أن الأمر مدبر بليل وانه كان في طريقه للانقلاب ولكن كان يسعي لهذا الغطاء الشكلي الذي أدرك أنه لن يصمد أبدا أكثر من هذين اليومين فاعلن الانقلاب سريعا
بينما تشير سرعة وسهولة إجراء الانقلاب إلي أن الذين كان يحكمون مصر من قصر الاتحادية ليسوا أكثر من هواه يديرون دولة وهي الكلمة التي ابداها موظفين كبار من الإخوان من الذين عملوا في قصر الرئاسة مع مرسي في الشهر الأخير قبل الانقلاب
فحسب كلامهم أن مرسي كان يثق بشدة انه مسيطر علي الأمور من خلال وزيري الدفاع والداخلية اللذان كثيرا ما وصفهما اعلاميين وصحفيين انهما اخوانيين متسترين
بينما كانا هما اول من انقلبا عليه
لم يدرك الرئيس الضعيف والهواه الذين كانوا يعملون معه ويسمون أنفسهم مساعدين ومستشارين أن السيسي عقد العزم علي الانقلاب مبكرا حين ظهر بين عددا من الفنانين والإعلاميين الكثير منهم كان كارها لثورة ٢٥يناير يتحدث عن القوات المسلحة ويقسم أنها لم تمتد يدها أبدا علي المصريين
لم يدرك هواه قصر الاتحادية بكاء المغني محمد فؤاد للسيسي وهو يقول له : " خلي بالك من مصر يا فندم " فيرد عليه السيسي في دراما أكثر صخبا : " متخافوش علي مصر "
وظل " هواة الاتحادية " يديرون الأزمة ببرود لا يعقل حتي يوم واحد قبل بيان الانقلاب تحدثت الي احد المساعدين في الاتحادية ويقول لي أنهم الآن يتفاوضون مع السيسي " القلق " حسب وصف المسئول من تكرار سيناريو الجزائر وان المؤسسة العسكرية لن ترضي عن هذا المصير
بينما في الوقت نفسه مساعد أخر لمرسي يتصل بقيادات الافرع للجيش يحاول استقطابهم ويتعرف علي موقفهم من بيان السيسي الذي امهل الأطراف السياسية وقتا للتفاوض
يتصل مساعد مرسي بقيادات الجيش ظنا منه أنهم إدارة حقيقية تدير البلد بينما هو ورئيسه تحت حصار المؤسسة العسكرية التي أطاحت بهم وكأنهم ورقة توت ساقطة علي مجري نهر سيار
في نفس الوقت كان السيسي يزداد قوة فقبل الانقلاب هدد الرئيس المنتخب مثله مثل باقي الأطراف السياسية ، وهو مطمئن أو مجهزا الي حشود من الكارهين للجماعة وقوي سياسية محتجة علي أسلوب إداراتها ستجتمع ليوم أو يومين في الميادين تهتف اغلبها له " اضرب يا سيسي " واعلام شريك في الانقلاب يحذر من كل من سيهتف ضد حكم العسكر
وحدث الانقلاب ببيان من السيسي لم يذكر حتي كلمة واحدة فيه انه عزل مرسي وكأنه لم يكن من الأساس ، بل نصب رئيساً مؤقتا وأوقف الدستور منصبا نفسه حكما علي الديمقراطية في مصر
وعندما وعت جماعة الرئيس المعزول الخطب احتشدت في الميادين غاضبة بينما تركت الجماهير المؤيدة للانقلاب ميادينها إلا من خيام ضئليلة أعمدتها أكثر من المحتشدين بداخلها
فاصبح رأس الانقلاب أكثر توحشا قلقا علي رأسه فقد أدخل الجيش معترك السياسة للانقلاب علي شرعية دستورية وانتخابات ديمقراطية قامت من اجلها ثورة
فأصبح أكثر توحشا فأغلق وسائل الإعلام المعارضة للانقلاب وأوقف اعلاميين بتهم كيدية بل وصل به الأمر الي إيقاف مراسلين أجانب أثناء بثهم المباشر لقنواتهم ، واعتقل قيادات معارضيه واطلق رصاص المؤسسة العسكرية علي عشرات المحتجين ع انقلابه
حتي اتضح يوما بعد الآخر منذ الانقلاب انه ليس انقلابا علي الإخوان ورئيسهم الفاشل ولكنه كما أوضح لنا بجلاء المستشار طارق البشري انه انقلاب علي العملية الديمقراطية وعلي ثورة ٢٥ يناير
هذا الانقلاب لمواجهة شرعية ٢٥ يناير التي كادت أن تنهي ما يسمي " شرعية يوليو " التي بمقتضاها يري العسكر أنهم فقط حكام مصر
ولو عدنا للأيام الأخيرة لمظاهرات الضغط علي المجلس العسكري لإنهاء المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة يناير
فقد قال احد أعضاء المجلس العسكري لناشط شهير واحد ايقونات هذه الثورة : " ستندمون علي هتافكم بسقوط العسكر وسيأتي اليوم الذي تطلبون فيه منا العودة ولكن وقتها سنعود بشروطنا "
هذه هي المعادلة الحقيقية لما يعرف بحراك يونيو الذي يريد أن يمحي ثورة يناير ولكن اين المخرج من هذا المشهد المعقد .. لا يجب أن يكون المخرج القبول بالانقلاب وما سيعطينا من فتات الحرية التي كنا تواقين لها وان اعطانا أصلا إياها
وأيضاً ليس المخرج في عودة مرسي الذي اتضح مدي ضعفه هو وفريقه وجماعته التي كانت تبني أعمدة تمكينها علي السحاب
نحتاج الي مبادرة جديدة تعود بنا الي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ لتصحح كل الأخطاء التي تلت هذه الفترة
وتصحيح جرم الانقلاب علي أن يتولي هذه المبادرة مجموعة من الحكماء غير المنتمين للأحزاب المتصارعة ومن غير أصحاب المصالح في الترشح لمناصب في الدولة
والمبادرة في ذهني أن تعلن جماعة الاخوان قبولها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما كانت تطالب الحركة الغاضبة من سياسات مرسي " تمرد " علي أن تتعهد جماعة الاخوان بعدم الدفع بمرشح لها في هذه الانتخابات علي أن يخرج قياديها من السجون والاحتفاظ بحزبها السياسي
وفي المقابل أن يتم ابعاد رأس الانقلاب عن المؤسسة العسكرية التي احرجها بهذا التدخل غير الدستوري وغير المقبول في النظم الديمقراطية المحترمة لتعود المؤسسة الي دورها الوطني الأساسي الي غير عودة الي السياسة
وان تصيغ مجموعة الحكماء إعلانا دستوريا جزئيا يكون جزءا من دستور دائم يضع السلطة القضائية في محلها الحقيقي بعد أن حولت نفسها الي طرف سياسي منافس وخرجت عن الحيدة والهيبة المنوطان بها وابعادها كليا عن العمل السياسي , ويصيغ هذا الاعلان موادا تتيح إجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان في وقت متزامن لتعود الدولة الي محضن المؤسسات والارادة الشعبية الحقيقية
وبعدها تنشأ لجنة الحكماء لجنة مصالحة سياسية بين الجميع الاطراف لتضع وثيقة عمل سياسي مشترك يقوم علي المنافسة السياسية وعدم ادخال مؤسسات الدولة كالقضاء والجيش في الصراع السياسي
حشود كبيرة من مؤيدي الرئيس الضعيف لا تغادر الميدان تطالب بعودته ، وحشود تكاد تُجمع يوم ولا يستطيع من يحاول حشدها أن يبث فيهم الصمود ليحتشدوا ساعة أخري
شارع منقسم علي نفسه لا يذهب الي رابعة العداوية أو ميدان التحرير ولكن هواه منقسم بين الميدانيين
الانقلاب العسكري الذي قام به الفريق السيسي بغطاء من قوي ليبرالية بعد يومين فقط من التظاهرات للمعارضين لمرسي يؤكد أن الأمر مدبر بليل وانه كان في طريقه للانقلاب ولكن كان يسعي لهذا الغطاء الشكلي الذي أدرك أنه لن يصمد أبدا أكثر من هذين اليومين فاعلن الانقلاب سريعا
بينما تشير سرعة وسهولة إجراء الانقلاب إلي أن الذين كان يحكمون مصر من قصر الاتحادية ليسوا أكثر من هواه يديرون دولة وهي الكلمة التي ابداها موظفين كبار من الإخوان من الذين عملوا في قصر الرئاسة مع مرسي في الشهر الأخير قبل الانقلاب
فحسب كلامهم أن مرسي كان يثق بشدة انه مسيطر علي الأمور من خلال وزيري الدفاع والداخلية اللذان كثيرا ما وصفهما اعلاميين وصحفيين انهما اخوانيين متسترين
بينما كانا هما اول من انقلبا عليه
لم يدرك الرئيس الضعيف والهواه الذين كانوا يعملون معه ويسمون أنفسهم مساعدين ومستشارين أن السيسي عقد العزم علي الانقلاب مبكرا حين ظهر بين عددا من الفنانين والإعلاميين الكثير منهم كان كارها لثورة ٢٥يناير يتحدث عن القوات المسلحة ويقسم أنها لم تمتد يدها أبدا علي المصريين
لم يدرك هواه قصر الاتحادية بكاء المغني محمد فؤاد للسيسي وهو يقول له : " خلي بالك من مصر يا فندم " فيرد عليه السيسي في دراما أكثر صخبا : " متخافوش علي مصر "
وظل " هواة الاتحادية " يديرون الأزمة ببرود لا يعقل حتي يوم واحد قبل بيان الانقلاب تحدثت الي احد المساعدين في الاتحادية ويقول لي أنهم الآن يتفاوضون مع السيسي " القلق " حسب وصف المسئول من تكرار سيناريو الجزائر وان المؤسسة العسكرية لن ترضي عن هذا المصير
بينما في الوقت نفسه مساعد أخر لمرسي يتصل بقيادات الافرع للجيش يحاول استقطابهم ويتعرف علي موقفهم من بيان السيسي الذي امهل الأطراف السياسية وقتا للتفاوض
يتصل مساعد مرسي بقيادات الجيش ظنا منه أنهم إدارة حقيقية تدير البلد بينما هو ورئيسه تحت حصار المؤسسة العسكرية التي أطاحت بهم وكأنهم ورقة توت ساقطة علي مجري نهر سيار
في نفس الوقت كان السيسي يزداد قوة فقبل الانقلاب هدد الرئيس المنتخب مثله مثل باقي الأطراف السياسية ، وهو مطمئن أو مجهزا الي حشود من الكارهين للجماعة وقوي سياسية محتجة علي أسلوب إداراتها ستجتمع ليوم أو يومين في الميادين تهتف اغلبها له " اضرب يا سيسي " واعلام شريك في الانقلاب يحذر من كل من سيهتف ضد حكم العسكر
وحدث الانقلاب ببيان من السيسي لم يذكر حتي كلمة واحدة فيه انه عزل مرسي وكأنه لم يكن من الأساس ، بل نصب رئيساً مؤقتا وأوقف الدستور منصبا نفسه حكما علي الديمقراطية في مصر
وعندما وعت جماعة الرئيس المعزول الخطب احتشدت في الميادين غاضبة بينما تركت الجماهير المؤيدة للانقلاب ميادينها إلا من خيام ضئليلة أعمدتها أكثر من المحتشدين بداخلها
فاصبح رأس الانقلاب أكثر توحشا قلقا علي رأسه فقد أدخل الجيش معترك السياسة للانقلاب علي شرعية دستورية وانتخابات ديمقراطية قامت من اجلها ثورة
فأصبح أكثر توحشا فأغلق وسائل الإعلام المعارضة للانقلاب وأوقف اعلاميين بتهم كيدية بل وصل به الأمر الي إيقاف مراسلين أجانب أثناء بثهم المباشر لقنواتهم ، واعتقل قيادات معارضيه واطلق رصاص المؤسسة العسكرية علي عشرات المحتجين ع انقلابه
حتي اتضح يوما بعد الآخر منذ الانقلاب انه ليس انقلابا علي الإخوان ورئيسهم الفاشل ولكنه كما أوضح لنا بجلاء المستشار طارق البشري انه انقلاب علي العملية الديمقراطية وعلي ثورة ٢٥ يناير
هذا الانقلاب لمواجهة شرعية ٢٥ يناير التي كادت أن تنهي ما يسمي " شرعية يوليو " التي بمقتضاها يري العسكر أنهم فقط حكام مصر
ولو عدنا للأيام الأخيرة لمظاهرات الضغط علي المجلس العسكري لإنهاء المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة يناير
فقد قال احد أعضاء المجلس العسكري لناشط شهير واحد ايقونات هذه الثورة : " ستندمون علي هتافكم بسقوط العسكر وسيأتي اليوم الذي تطلبون فيه منا العودة ولكن وقتها سنعود بشروطنا "
هذه هي المعادلة الحقيقية لما يعرف بحراك يونيو الذي يريد أن يمحي ثورة يناير ولكن اين المخرج من هذا المشهد المعقد .. لا يجب أن يكون المخرج القبول بالانقلاب وما سيعطينا من فتات الحرية التي كنا تواقين لها وان اعطانا أصلا إياها
وأيضاً ليس المخرج في عودة مرسي الذي اتضح مدي ضعفه هو وفريقه وجماعته التي كانت تبني أعمدة تمكينها علي السحاب
نحتاج الي مبادرة جديدة تعود بنا الي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ لتصحح كل الأخطاء التي تلت هذه الفترة
وتصحيح جرم الانقلاب علي أن يتولي هذه المبادرة مجموعة من الحكماء غير المنتمين للأحزاب المتصارعة ومن غير أصحاب المصالح في الترشح لمناصب في الدولة
والمبادرة في ذهني أن تعلن جماعة الاخوان قبولها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما كانت تطالب الحركة الغاضبة من سياسات مرسي " تمرد " علي أن تتعهد جماعة الاخوان بعدم الدفع بمرشح لها في هذه الانتخابات علي أن يخرج قياديها من السجون والاحتفاظ بحزبها السياسي
وفي المقابل أن يتم ابعاد رأس الانقلاب عن المؤسسة العسكرية التي احرجها بهذا التدخل غير الدستوري وغير المقبول في النظم الديمقراطية المحترمة لتعود المؤسسة الي دورها الوطني الأساسي الي غير عودة الي السياسة
وان تصيغ مجموعة الحكماء إعلانا دستوريا جزئيا يكون جزءا من دستور دائم يضع السلطة القضائية في محلها الحقيقي بعد أن حولت نفسها الي طرف سياسي منافس وخرجت عن الحيدة والهيبة المنوطان بها وابعادها كليا عن العمل السياسي , ويصيغ هذا الاعلان موادا تتيح إجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان في وقت متزامن لتعود الدولة الي محضن المؤسسات والارادة الشعبية الحقيقية
وبعدها تنشأ لجنة الحكماء لجنة مصالحة سياسية بين الجميع الاطراف لتضع وثيقة عمل سياسي مشترك يقوم علي المنافسة السياسية وعدم ادخال مؤسسات الدولة كالقضاء والجيش في الصراع السياسي