محرز مات .. محمد محرز .. محرز اللي نعرفه من مظاهرات ٢٠٠٥ ضد مبارك ومن لقاءات المدونين .. محرز استشهد في سوريا فعلا
آخر مرة قابلت محرز كانت قبل شهور أثناء العدوان الإسرائيلي علي غزة قابلته علي معبر رفح الحدودي من الجهة المصرية يرنو الي الي محاولة لدخول القطاع المحاصر ومعه عدد من النشطاء من تيارات مختلفة
طلبت من محرز ومجموعة النشطاء ان أسجل معهم مقابلة تليفزيونية للقناة التي اعمل معها
وأخذتهم من امام المعبر لأقرب نقطة حدودية بين رفح المصرية والفلسطينية حيث بوابة صلاح الدين
فوجئت الشباب أنهم استطاعوا رؤية فلسطين فازدادت عزيمتهم للدخول الي القطاع التي تدكه إسرائيل امام أعينهم وقرروا العبور عبر نفق
استنكرت عليهم المحاولة خوفا علي حياتهم ولعدم قانونية هذا السلوك وأيضاً لشعوري أنهم يودون ممارس نوع جديد من السياحة .. سياحة الكوارث وقلت لهم ذلك
إلا اني لم استطع ان امنع أحدا منهم سوي محمد محرز
والذي رافقني حتي مساء هذا اليوم يبكتني اني منعته من الدخول معهم خاصة بعد ان عام بوصولهم سالمين
وتحدث معي عن رغبته بل محاولته الالتحاق بصفوف الجيش الحر في سوريا
وأيضاً ناقشته ربما نقاش سطحي عن عدم جدوي مشاركة غير أبناء البلد ومسائل شرعية ملتبسة .. وأيضاً تحدثت اليه بسخرية لا اعرف كيف أراجع نفسي فيها ان هذه رغبة فيما سميته سياحة الكوارث لا أكثر
ومنذ علمت بخبر استشهاد محرز لا اعرف كيف امحي عن نفسي وخذ هذا الذنب
وزاد الألم بعد ان نشر الصديق محمد رفعت محادثة خاصة بينه وبين محرز حول هذه الرغبة وهو يستنكر هذه الرغبة السياحية
محرز كان يتحدث ليفعل وانا أتحدث لأتحدث
شعور الفقد اليم وشعور ان تفقد شخص وانت مدين له ليس بمال تسطيع ان تسديه لأهله
ولكنه دين لا يرد
محرز الذي لم يغب عن حدث معنا لكنه كان من الذين حضروا لم يعرفوا لانه لم يكن من ذوات الكلام مثلي ولكنه من الرجال الذين تكون كلماتهم فعلا