الزيارة التاريخية التي قام بها المشير حسين طنطاوي أمس في وسط القاهرة وهو يرتدي بدلة مدنية مصافحا المارة في شارع قصر النيل بكل ود وتباسط وتواضع وخفة حركة , بالتأكيد ستغير مسار الحراك السياسي في مصر خلال الشهور القادمة
"غزوة بدلة المشير " ربما تكون فاتحة خير علي خياطي وسط البلد اللذين يبيعون بدل رخيصة الثمن يدلل عليها صبيانهم في الشوارع بأن يحيكو بدلة مشابهة " رخيصة " وتكون بعد ذلك بدلة " سينيه " ماركة المشير
وربما يزف هؤلاء الصبيان في الشوارع أن البدلة ماركة " المشير " تساعدك علي الترشح للرئاسة حتي لو كنت " عسكري " , وتٌنسي الجمهور شهادتك "الزور " أمام المحاكم , وتداري البلاوي أيام " المخلوع "
وستيعيد بدلة المشير الخط التعبيري التي أبتدعه أحد رؤساء تحرير الأهرام خاصة وأن أحد زملاؤها في مهنة " التعريض " عبر علي الهواء مباشرة أن دلالة نزول المشير بالزي المدني أن المشير طنطاوي يصلح قيادة مصر في الزي المدني , لكن المحلل التعبيري لم يوضح لنا ماذا لو اضطر السيد المشير أن يرتدي بدلته الرسمية في العيد مثلا فهل ستحدث أزمة دستورية أن البلاد ستخلو من رئيس ببدلة مدني
كما ستفتح بدلة المشير شهية مرشحي الرئاسة للتعرف علي مصدر البدلة التي ارتداها سيادته أثناء جولته فهل هي تفصيل أم جاهزة أم أنه استأجرها من مكوجي المجلس عشان يقضي بيها السبوبة
وربما يكف هؤلاء المرشحين عن التجوال في مدن مصر ونجوعها ويحلو جميعا ضيوفا علي وسط القاهرة لتدشين حملاتهم الانتخابية من عند أبو طارق أو حتي فلفلة أو حتي قهوة البورصة التي سعي رجال المشير الي الحصول عليها بعد استيلائهم علي " الصينية "
وسيكون الشغل الشاغل لكل السياسيين المصريين البحث عن بدلة " مدنية " استعمال مشير لعلها تكون فاتحة خير عليهم وان لم تصل بيهم الي كرسي الرئاسة فربما تقودهم الي كرسي البرلمان أو حتي كرسي معسل من قهوة بورصة " المشير "