الكتاتني: ننتظر لقاء الإخوان والبرادعي القادم للبدء في التحرك المشترك دون دعمه كمرشح للرئاسة
عمار على حسن: البرادعي لايبحث عن تحالفات والإخوان يعتقدون أن مشروعه يفتقد التنظيم ويدركون عواقب دعمه
رفيق حبيب: الإخوان على استعداد لدفع ثمن تحالفهم مع البرادعي لأن مطالبهم في الإصلاح السياسي واحدة
عصام سلطان: البرادعي لايزال يتعرف على الحياة السياسية في مصر وموقفه من الإخوان لايزال محل دراسة بالنسبة له
أثارت التصريحات المتكررة للدكتور محمد البرادعي عن جماعة الإخوان المسلمين حالة من الجدل بين المتابعين للشأن الإخواني خاصة وأن التصريحات كانت تعطي صورة ايجابية عن الجماعة الأكثر جدلا في مصر وأدلي بها البرادعي لصحف غربية قد لا تستطيع مجتمعاتها أن تفرق بين حركة اسلامية وسطية مثل الإخوان وحركات التشدد الإسلامي كالقاعدة ونظيراتها
, التصريحات التي وصفتها صحف غربية بأنها "مغازلة لأكبر فصيل سياسي مصري" كان أبرزها ما عرضه البرادعي في برنامجه السياسي الذي تضمن مطالبه في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر حيث أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير على حق الإخوان المسلمين في تأسيس حزب سياسي ذي مرجعية دينية مبررا ذلك من خلال تساؤله : " كيف يمنع الدستور الإخوان من تأسيس حزب علي أساس ديني وهو ينص علي أن المصدر الرئيسي للتشريع هو الشريعة الإسلامية "
كما دعي البرادعي الي دمج الإخوان في الحياة السياسية في حوار أجراه معه موقع "القنطرة " الألماني حين طلب منه المحرر التعليق علي خشية بعض الناس أن تتسبب الديمقراطية في مصر في وصول الإخوان المسلمين إلي السلطة
فكان رد البرادعي أن الإخوان جزء من المجتمع، ولهم الحق في المشاركة فيه موضحا : " ليس من الضروري أن نتفق مع الإخوان المسلمين فكريًا، لكنهم جزء من المجتمع، ولهم الحق في المشاركة فيه، معتبرا أن من يرى في جماعة الإخوان المسلمين حلفاء أسامة بن لادن «محض هراء»، موضحا:"إنهم محافظون دينيًا، وهذا حقيقي، ولكنهم لا يتسمون بالعنف، كما أنهم لا يحاولون حتي الوصول إلي السلطة، وعلي الرغم من أن لديهم 20 % من المقاعد في البرلمان، فإنهم غير معترف بهم كحزب، وهذه سياسة وضع الرأس في الرمال".
ودعا البرادعي لدمج الجماعة في الحياة السياسية قائلا : " يجب دمج الإخوان بشكل أكبر في العملية السياسية نظرًا لما يتمتعون به من مصداقية كبيرة، كما أن هيكلها التنظيمي الممتاز يمكنها من فعل الكثير لتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب: كالرعاية الصحية والتعليم والمساعدة في حالات الطوارئ " , ويبدو من تصريحات البرادعي أن اعجابه بالإخوان يعود الي قوتهم التنظيمية وقدرتهم على التأثير في الجماهير وهو ما دعا مجلة المحلل الأمريكي " ايلان بيرمان " إلي اتهام البرادعي بمغازلة الإخوان في مقال كتبه لمجلة الفورين بوليسي وقال إيلان في تحليله : " لجأ البرادعي إلي مغازلة الإخوان عندما وجد نفسه في مواجهة مع العديد من الصعوبات التي تواجهه في مصر فضلا الشروط الصعبة التي يشترطها الدستور للترشح لمنصب الرئاسة وهو ما يفتقر اليه البرادعي ، وهو مادفعه لدعوة الإخوان لجمعية التغيير ومنذ ذلك الإجتماع الذي حضره ممثل الجماعة الدكتور محمد الكتاتني وقادة الإخوان يظهرون تأيدهم لبرنامج الدكتور البرادعي ونقلت الفورين بوليسي عن الكتاتني تصريحا بعد اللقاء قال فيه : " مطالب الإخوان والبرادعي بشأن الإصلاح السياسي متقاربة "
وعلقت الفورين بوليسي أن " هذا التقارب ربما يمثل بالنسبة للبرادعي صفقة جيدة، وفق المعايير التجارية، حيث إن الجماعة تسيطر على 20 % من مقاعد مجلس الشعب، إلى جانب تمتعها بنفوذ سياسي قوي في المجتمع المصري " وأنهي المحلل الأمريكي تعليقه قائلا أن تحالف الإخوان مع البرادعي سيمنحه طريقا جديدا بأن يكون مخلص المعارضة الإسلامية في مصر
البرادعي يبدو أنه لم يهتم باتهامه بمغازلة الإخوان وقال في حوار له مع مجلة الباري ماتش الفرنسية حين سألته عن الحوارات التي دارت بينه وبين الإخوان ، ردَّ قائلاً: "إن الإخوان هم القوة السياسية الأولى في مصر، وعلى الرغم من القيود المفروضة عليهم فإنهم تمكنوا من حصد 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري، ولها باعٌ كبير في خدمة الفقراء، ويقومون بتعليمهم ورعايتهم بالمساجد".
وأضاف في حواره: " إنني مقتنعٌ بأن الدولة العلمانية هي السبيل لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية.. لقد أخبرتهم أن بإمكانهم ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة بهم مثل الملبس الذين يرغبون في ارتدائه، وكذلك الحال مع النقاب، ولكن عليهم أن يحترموا حقَّ الآخرين في العيش على نحو مختلف "
وفي الفورين بوليسي نفسها التي اتهمت البرادعي بمغازلة الجماعة رد فيها الأكاديمي المصري سامر شحاتة الأستاذ أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية حيث قال في مقال له : " إن البرادعي مستقل ويلتقي شرائح عريضة من أحزاب وجماعات المعارضة المصرية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وليس هناك دليل علي أنه يخطط للانضمام لجماعة الإخوان المسلمين أو أنه يفضلها علي غيرها من الجماعات السياسية في الجمعية الوطنية من أجل التغيير التي تهدف لتعديل الدستور.
واشار شحاتة الذي درس الإخوان دراسة مطولة إلي أن الجماعة ليست خطرًا متطرفًا كما يصورها البعض. لافتًا إلي أن مزاعم تقرب البرادعي من الإخوان المسلمين، والتحذير من التقرب اليهم نابعة من الجهل بالسياسة المصرية والاحتمالات المعرضة لها.
وأكد شحاتة أن العديد من الأحزاب والجماعات السياسية أيدت البرادعي علانية والتقت به، وعليه فإن الادعاء بأن حضور رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان محمد سعد الكتاتني لاجتماعه دليل علي انضمام البرادعي للإخوان، أو حتي تفسيره علي أنه تعميق للعلاقات «مضلل».
إلا أن لغة البرادعي في الحديث عن الإخوان والتي بدي فيها واثقا من الجماعة كانت أقوي من نفي التقارب الظاهر بينه والإخوان
الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم الجماعة قال للدستور تعليقا علي تصريحات رئيس البرادعي بأنه يدرك معالم الواقع السياسي وأن الإخوان هي القوة الأكثر تأثيرا في مصر
موضحا أن الذين يلتفون حول البرادعي عدد من الشخصيات الاعتبارية التي يحترمها الجميع لكنها لا تملك قوي تنظيمية ومعه أيضا ثلاث قوي سياسية وهم التيار الناصري المتمثل في حزب الكرامة تحت التأسيس بقيادة حمدين صباحي والذي أعلن أن سيرشح نفسه للرئاسة والتيار الثاني حزب الغد بزعامة أيمن نور والذي وهو أيضا أعلن عن نيته للترشح علي الرئاسة والتيار الثالث وهو الإخوان والذي لا يرغب في المنافسة علي كرسي الرئاسة
وأضاف العريان أنه بدا للبرادعي أن الإخوان هم الذين يمثلون الرقم الصعب في الشارع المصري ، وكشف العريان أن الإخوان ينتظرون زيارة من البرادعي للدكتور محمد الكتاتني ممثل الجماعة في جمعية التغيير لمناقشة المساحات المشتركة بينه وبين الجماعة موضحا أن اللقاء سيكون بعد انتخابات الشوري وحسب التفهمات التي سيناقشها البرادعي والكتاتنني ستطلق الجماعة مشاركة واسعة في حملة التوقيعات علي بيان جمعية التغيير حيث أن الإخوان موافقون علي البنود السبعة للبيان وهي
• إنهاء حالة الطوارئ
• تمكين القضاء المصرى من الاشراف الكامل على العملية الانتخابية برمتها.
• الرقابة على الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدنى المحلى والدولى.
• توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
• تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية.
• كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية اتساقاً مع التزامات مصر طبقاً للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة على فترتين.
• الانتخابات عن طريق الرقم القومي. ويستلزم تحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور في أقرب وقت ممكن.
وأوضح العريان أنه حدث هذا التفاهم ستشارك قواعد الجماعة – المنتشرة في جميع أنحاء مصر في جمع التوقيعات
وهو ما أكده الكتاتني في اتصال هاتفي مع الدستور قائلا أنه ينتظر زيارة من البرادعي لمناقشة لمساحات المشتركة والتأكيد علي أن دعم الإخوان له ليس كمرشح للرئاسة وأن حملة التوقيعات هي حملة للإصلاح السياسي وليس موجهة لشخص بعينه واذا ما تم الاتفاق أكد الكتاتني الجماعة ستشارك مشاركة كبيرة في حملة جمع التوقيعات
ورغم التصريح الواضح لقيادات الجماعة عن نيتهم تفيعل مشاركتهم مع البرادعي إلا أنها مازالت محل شك وتفتح اجابة الجماعة الواضحة باب الشك هل هذا التقارب الذي يبدو غريبا لكثير من المتابعين- حقيقا وصادقا خاصة وأن تاريخ الجماعة في مواجهة النظام بشكل مباشر ودعمها لشخص ينافس الرئيس مبارك علي كرسي الرئاسة مشكوك في جديته , فالإخوان خلال عهد مبارك كانوا دائما يتخذون موقف سلبيا من انتخابات الرئاسة وخاصة بالمقاطعة وفي أول انتخابات تنافسية علي الرئاسة في 2005 رفضت الجماعة اعلان تأيدها لأحد المرشحين بشكل واضح
إلا أن الدكتور عصام العريان يرد علي هذه النقطة قائلا : " أسالوا أيمن نور مين دعمه " موضحا أن الجماعة رفضت فقط أن تظهر موقفها ودعمها بشكل يستفز النظام إلا أنهم أعطوا أصواتهم بالفعل لنور .
الغزل صار متبادلا بين الجماعة والبرادعي فمن يريد الأخر ؟ هل تريد الجماعة أن تتحصن بقيمة البرادعي الدولية ليصحح صورتها المغلوطة في الغرب , أم يريد البرادعي أن يقود المعارضة من باب الإخوان المسلمين وهل ستقف الجماعة فعليا وراء البرادعي أم أن أنها ستخشي مواجهة النظام الأمني الذي دوما ما يبطش بها
الدكتور عمار علي حسن مدير البحوث والدراسات في وكالة أنباء الشرق الأوسط يري أن البرادعي لا يغازل أحد و لأنه يقول ما يعتقد أنه يعبر عن ثقافته وقال عمار : " البرادعي شخص ليبرالي حقيقي يتعامل مع الجميع بنفس المنطق.. الأقباط مثل الإخوان , ويتعامل مع الملف الإخواني بهذا الشكل , فكثير من المثقفين المصريين حذروه من الإخوان بأنهم غير مقتنعين بالدولة المدنية وأنهم طرف سياسي غير مؤتمن ، إلا أن البرادعي لم يعتن بمثل هذا الكلام لأنه لا يبحث عن تحالفات , فهو مؤمن بتشكيل دولة مدنية بها حقوق متساوية لكل الأطراف بغض الطرف عن وضعهم الاجتماعي ماداموا يعملون في شكل سلمي "
وأضاف عمار أن البرادعي يري أن أفضل طريقة لمعالجة ملف الاخوان هو دمجهم في العملية السياسية واعطاءهم المشروعية في الحركة والعمل العام وليس حصارهم وتقيدهم , لان حصار الجماعة لا ينتج سوي المتشددين
وعلي النقيض يري عمار أن جماعة الإخوان لن تشارك فعليا في مساندة البرادعي ويقول : أن الإخوان غير مقتنعين بمشروع البرادعي لافتقاده الي التظيم والجماهيرية " , ويري عمار أن الإخوان لو أيدوا البرادعي بشكل حقيقي سينتقم منهم النظام , لأن الإخوان لو شاركوا فعليا في مشروع البرادعي سيضخوا فيه الدماء والجماهيرية وبذلك سيغضب منهم النظام مما يحملهم أعمال قسرية ستواجهم بها السلطة التنفيذية
ويري عمار أن الإخوان يريدون أن يحافظوا علي شعرة معاوية التي بينهم وبين النظام , لأن لا يكلوا ولا يملوا من خطب ود النظام وطرق أبوابه ومحاولة الحوار معه على حد تعبيره
ويخشي عمار أن تستخدم الدولة جماعة الإخوان اذا ما قويت شوكة البرادعي وارتفعت جماهيريته بعيدا عن الجماعة والأحزاب لمواجهته حيث سيغض النظام وقتها الطرف علي الجماعة لينافس بجماهيرتهم البرادعي ،إلا أنه يؤكد أن الدولة مقتنعة أن البرادعي ليس لدية القوة الكافية لمواجهته وليس لديه ما يخيفها
الدكتور رفيق حبيب الباحث السياسي والمقرب من جماعة الإخوان يقول أنه يتفهم تصريحات البرادعي في سياق فهمه للواقع المصري ورؤيته أن عملية الإصلاح السياسي لا يمكن أن تقوم علي اقصاء تيار سياسي وخاصة وان كان هذا التيار مؤثر مثل الإخوان ويري حبيب أن إقصاء هذا التيار سيلقي رفض شعبي كبير
ويري حبيب أنه يوجد فهمين للديمقراطية فالتيار العلماني يري أن الديمقراطية لابد أن تشمل جميع التيارات بما فيها التيار الإسلامي , بينما يري تيار علماني أخر أن الديمقراطية يجب أن تقتصر علي العلمانين وحدهم ، ويوضح حبيب أن البراعي من أنصار التيار الأول وهو ما يعبر عن ايمانه الحقيقي بالليبرالية التي لا تقصي أحد
ويقول حبيب : من الواضح أن البرادعي تعرف علي الإخوان بشكل جيد من خلال لقائه مع ممثل الجماعة في جمعية التغيير الدكتور سعد الكتاتني , ويعد هذا اللقاء أول حوار مباشر للبرادعي مع الإخوان وبالتالي رأي صورة غير الصورة التي يروج لها اعلاميا حيث رأي الجماعة متفقة معه علي نفس برنامج الإصلاح السياسي وايمانهم بالديمقراطية وأن الأمة مصدر السلطات
وأوضح حبيب أن البرادعي لم يكن معني بمناقشة أفكار المشروع الإخواني بقدر ما كان معني بالتعرف علي مواقفهم من عملية الإصلاح السياسي والديمقراطية وعن رؤية الجماعة للبرادعي وأفكاره يقول حبيب : " جماعة الإخوان تلقت أفكار البرادعي بأنه يريد تحقيق الحرية المجتمع المصري وتجاهلت الجماعة مكوناتته الفكرية التي قد تختلف معها الجماعة , ووجدوا أنهم يلتقون مع البرادعي في نقاط مشتركة في برنامج الإصلاح السياسي ، يضيف حبيب أن الإخوان ليس لديهم اعتراض علي سيناريو الإصلاح والتغيير السياسي ولم ينظروا للبرادعي كمرشح للرئاسة
ويتوقع حبيب أن الجماعة ستحرك قواعدها مع البرادعي في نطاق الإصلاح السياسي من خلال جمعية التغيير كطرف ضمن باقي الأطراف عندما تتضح رؤية البرادعي ولن تسعي الجماعة للاستحواذ علي الجمعية وأنه كلما توافقت مع البرادعي ستقوم بالدور المطلوب منها باعتبارها طرف
ويختلف حبيب مع عمار علي حسن في أن الجماعة من الممكن أن تستخدم لمواجهة البرادعي اذا زادت جماهيرته وصار يمثل عامل يخيف النظام لان مطالبهم واحدة في الإصلاح السياسي وكلما توسع أي طرف منهم في المكتسبات السياسية سيتفيد منها الطرف الآخر بشكل تلقائي
ويري حبيب أن الجامعة ستتحمل ضغوط النظام بمساندة البرادعي في مطالبه لان تدفع ثمن مطالتها بالإصلاح سواء بحركتها الخاصة بها أو من خلال تحالفتها مع القوي الأخري
عصام سلطان قيادي حزب الوسط وعضو جمعية التغيير يري أن مواقف البرادعي تغيرت من الناصريين والإخوان من نقد التيارين إلي التحفظ علي التعليق علي الناصريين والي الإطراء الزائد في الإخوان ويري سلطان هذا جزء من تكوين البرادعي الذي لم يخرج كل أفكاره وآراؤه في قضايا هامة فهو مازال يتعرف علي الحياة السياسية المصرية ، ومتحفظ عن الإدلاء بآرائه في قضايا تشغل ذهن النخبة والقوي السياسية مثلا من حركة الإحتجاج في الشارع ومواقفه من معاهدة السلام مع اسرائيل وكذلك غياب تعليقاته لما يحدث في الأراضي الفلسطينية .
كثيرون من أعضاء جمعية التغيير باتوا متحفظين من بطء حركة البرادعي وكثيرون منهم لديهم تحافظاتهم علي جماعة الإخوان وربما تصريحات البرادعي الايجابية كشفت عن خلافات داخلية بين أعضاء جمعية التغيير الذي لا يثق عددا منهم في قدرة الإخوان علي المشاركة القوية في معركة التغيير
مجلة التايم الأمريكية نقلت عن الباحث الأمريكي جوشوا ستاكر المتابع الجيد للشئون المصرية والحركة الإسلامية أن جمعية التغيير ليست في حاجة إلى اليساريين أو الناصريين ولكنها تحتاج الإخوان موضحا أنه لايمكن أن تكون هناك حركة تدفع من أجل الإصلاح السياسي أو التغيير في مصر بدون جماعة الإخوان .
وهكذا لو اعتبرنا أن البرادعي كان يحاول مغازلة الإخوان فإن الكثيرين يعتقدون أن هذا الغزل لن يكون في مصلحته, حيث تخشي الدوائر الغربية من دعم وصول الإسلاميين للسلطة بعد تجربة نجاح حماس في غزة والتضييق السياسي الذي مارسه العالم عليها وهو ما قد يقلل فرص أي دعم خارجي أو ضغط علي مصر لإتحاحة الفرصة لمرشح مثل البادعي أن ينافس منافسة حقيقية
والجانب الآخر الذي يمكن وضعه في الاعتبار هو الرسائل الصامته المتبادلة بين الإخوان والنظام , فالجماعة لا تجري صفقات مع النظام ولن تبيع البرادعي بمقعد في مجلس الشعب فليس هذا من سلوكياتها ولكنها من الممكن أن تقف في المساحة الرمادية كعادتها بعد أي ضغط يمارسه عليها النظام , حيث يعتبر عدد كبير من المحللين أن الضغوط اتي مارسها نظام مبارك علي الإخوان في الفترة الأخيرة وخاصة من خلال المحكمة العسكرية التي أقصت الرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر لمدة 7 سنوات كانت رسالة قوية لتحييد حركة ودور الإخوان لحظة التغيير في انتخابات الرئاسة في 2011 , فمن السهل أن تعود الجماعة أدراجها وتتوقف عن عن دعم البرادعي والذي لم يحدث فعليا حتي الآن بأول ممارسة استبدادية علي الجماعة , وكأنهم يرون بأنه الأفضل لكل الطرفين "البرادعي- الإخوان" أن يتحرك في مساره دون أن يعتمد أيا منهم علي الآخر حتي تستفيد الحركة السياسية من جهد كل طرف, حتي ولو كان جهد المقل