تابعت وجهة نظر الصديق تامر وجيه في ترشح سامي عنان بعدم التسرع في اعتباره بديلا مناسبا من داخل أروقة الدولة يصلح أن نستفيد منه للإطاحة بالسياسي
والحديث بالفعل منطقي وخاصة في مسألة عدم التسرع رغم أني عملت بخلاف كلامه اللي له كل تقدير عندي لكن في تقديري فيه جانب نظري وحالم ، وعاتبني أكثر من صديق بإحترام شديد علي تسرعي في الحكم علي موقف سامي عنان وهنا أوضح لهم تقديري
وكلامي وتعليقي هنا باعتباري من عوام المؤمنين بالثورة ، أنا شايف أن فيه فرصة يمكن استغلالها في ترشح سامي عنان بس زي ما هي مش محتاجة تسرع زي كلام تامر ،
لكن أيضا تحتاج إلى دراسة فرص استغلالها وليس بالتكبر عليها والنظر لها بفوقية حالمة لا أرض لها
صحيح كلمة أو منطق " لو كلب بلدي جه مكان السيسي الوضع حيبقى أفضل " ليست في محلها السياسي ولا التاريخي تبعا لتجاربنا نحن منذ الثورة وتجارب الآخرين أيضا ،
وتجربة عصر الليمون لدعم محمد مرسي والإخوان بدلا من أحمد شفيق لها أخطائها القريبة لينا كلنا
لكني مرة أخرى سأتكلم بمنطق العوام المؤمنين بالثورة والمجروحين من قهرها وتحكم نظام مجرم بكل المقاييس فيها ، لكن الثورة لم يجرحها هذا النظام فقط لكن كمان جرحها وأضر بها نخب و قيادات محسوبة على الثورة ، سواء من مراهقة أفعالهم أو سوء تقديراتهم في مشهد الثورة في ٢٠١١ والذي يمكن أن يقبل نظرا للمفاجآة التي لم نكن نتخيلها جميعا بسقوط رأس النظام ، لكن تكررت الأخطاء والمراهقة في مشهد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وأنا هنا مش بتكلم عن المشاركة في ٣٠ يونيو زي ما الإخوان ما بيتكلموا
أنا أتحدث عن نخبة كان يتوجب عليهاك أن تتعلم من درس ٢٠١١ ومن مشهد انتخابات ٢٠١٢ قبل أن تدير الرأي العام تجاه موقف غير مدروس ولم يخوضوا في تفاوض
مع القوى الكبيرة الحقيقة في مشهد ٣٠ يونيو التي استفادت من " النكهة الثورية المخلصة " لتثبيت دعائم انقلاب علي ثورة يناير وليس فقط على حكم الإخوان المسلمين
وبالتالي وبكل صراحة يجب على من تبقى من هذه القوي ( يسار - ليبراليين - مستقلين ) أن يتخلصوا .. لا أريد أن أكون قاسيا وأقول من المراهقة السياسية ولكن التخلص من الجانب التطهري الحالم والنظري للثورة والحراك الديمقراطي ، وأن يستفيدوا من نفس تجارب التاريخ الذي يشير إليها صديقنا تامر ، وأن يضعوا لأنفسهم مكانا حقيقيا على أرض الواقع ، وألا ينتظروا أن تحسم معركة تكسير العظام بين طرفي مؤسسة النظام ،
بل أقول أن هذه القوى يجب أن تستفيد من صراع القصر ومحاولة الإنقلاب الداخلية التي تدور بين أجهزته من خلال " معركة الإنتخابات " ، وليس انتظار الحراك الجماهيري الذي يمكن أن ينشأ من الأوضاع الراهنة السيئة
فهذه المعركة لو حسمت دون تدخل " الطرف الثوري " حتى ولو لشخص عنان فلن يلتفت لأي مطالب ديمقراطية أو ثورية وربما ننتظر وقتها نسخة أكثر خطرا من النظام الحالي ،
وأنا هنا أفترض في هذا الطرف الثوري أن له ظهير شعبي يقوي من مسار استغلاله لهذا الصراع
ليتحول الواجب الحقيقي الأن هو أن تفرض القوى الثورية نفسها على هذا الصراع بحجم قوتها ـ كبيرا كان أم صغيرا ـ وتدخل في تفاوض على مطالبها التي يجب أن تكون مدروسة وفق الواقع الجديد الذي نعيشه مع الطرف الذي يحتمل أن يمثل حالة تغيير ولو جزئي في " المعركة الإنتخابية " أو حتى بعدها ولو لم يستطيع أن النجاح فيها
وفي قناعتي أن سامي عنان قدم خيطا يبنى عليه في هذا الإطار بوضع كلا من هشام جنينه و حازم حسني في صدارة حملته ليغازل هذا الطرف الثوري تحديدا ، وتشير خلفيات عنان والتغييرات الطارئة التي حدث في المخابرات وأدارة ملف الإعلام أن يمثل عنصر قلق حقيقي لنظام السيسي .
لذا يجب على " الطرف الثوري " الأن أن يأخذ المبادرة ويضع شروطه وطلباته - مكررا وفق حجمه - ويقوي به شوكة كلا من جنينة وحسني أو يحركهما بهذه المطالب حتى لا يكونا في النهاية مجرد صورة يتم استخدامها لتجميل وجه سيسي جديد مثلما حدث في ٣٠ يونيو باستخدام البرادعي
عن نفسي قبلت بخوض معركة التوكيلات لخالد علي لإحياء صوت ثورة يناير ولتكون التوكيلات أقرب إلى بيان التغيير في لحظة كنا على قناعة أن هذه ليست انتخابات حقيقية ورغم الإتهامات السخيفة بأن خالد يقوم بدور المحلل ، والأن أرى ببرجماتية شديدة أن تتويج حملة جمع التوقيعات يجب أن يكون بالدخول في تفاوض مع أحد أقطاب صراع القصر متمثلا في سامي عنان بشكل يضمن توازن مصالح الناس اللي فوق كما سماهم تامر ومطالب التغيير التي تجعلنا ننتقل من قاع البركة التي نعيش فيها جميعا إلي سطحها على الأقل
اذا كنا نشتكي ونسخر من الإخوان الذين مازالوا حتي الأن يرفعون شعارات "مرسى رئيسي" ولا يدركون الواقع الذي حدث ، فعليه لا يجب أن نستخدم هذه السخرية باسم الثورة التي ستشتعل مجددا ، في وقت أن لدينا فصائل من الطرف الثوري لم تستطع أن تجمع ٥٠٠٠ توكيل لإنشاء حزب سياسي بعد ثورة يناير رغم رخاوة هذه اللحظة .
ولأكون شديد الصراحة حملة معركة التوكيلات التي لم تنتهي بعد ولم نعرف نتيجتها يتوجب عليها أن تحصد عشرات الآلاف وليس مجرد ٢٥ ألف توكيل مازلنا قلقين من قدرتنا على جمعهم رغم عدم عرقلة النظام هذا المسار حتى اليوم
هذه قناعتي كما أقول وأكرر من شخص هو من عوام المؤمنين بثورة يناير وكصحفي مراقب للشأن العام وليس باحثا في العلوم السياسية التي ليس لها أي واقع عملي على ممارسة السياسة في مصر ، وفي نفس الوقت عقلي منفتح على أي قراءات أو تصورات أو استراتيجيات هدفها أن توقف دائرة العنف التي يعمل بها النظام الحالي ، وتعطي أمل في ممارسة السياسة وإعادة إحياء المجال العام .