Saturday, September 13, 2014

تقدير موقف من قرار قطر بإبعاد الاخوان ... الدوحة لم تغير مواقفها

 
قرار إبعاد عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من قطر يعد نتيجة طبيعة لما أشارات اليه التحليلات الخليجية بشد فتيل القنبلة بين الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع الذي تم في جدة في الخامس والعشرين من شهر أغسطس الماضي والذي أعلنت فيه انفراج العلاقات بين الثلاثي السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة الأخري

حديث الابعاد بدأت الاشارة اليه منذ تدخل الكويت كوسيط بين الجانبين الخليجيين لتخفيف التلاسن وعودة السفراء في مقابل إبعاد قيادات الاخوان والشخصيات التي وجهت نقدا وسبا بحق آيا من الثلاثي الخليجي المؤيد للإطاحة بنظام الاخوان في يوليو من العام الماضي وتخفيف خطاب قناة الجزيرة والتي بالفعل قامت بإلغاء نشراتها وبرامجها المحلية وعلي الرآس منها “ المشهد المصري “ وفي مقابل طلب إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر قالت المصادر المتطابقة أن قطر ستخفف من لهجاتها تجاه النظام المصري الحالي لكنها لن تغلق الجزيرة مصر إلا بإغلاق مقابل لعدد من القنوات المصرية التي تدعمها دولة الامارات ولها حصص في رآسمالها
 
ومن جهتها سعت الدوحة إلي توفير اقامة آمنة للقيادات المرحلة وذلك بالتنسيق مع تركيا التي طلبت تأجيل الخطوة لما بعد الإنتهاء من الانتخابات الرئاسية التركية واستقرا رجب طيب إردوغان وحكومته الجديدة 
هذا وتؤكد المصادر القطرية أن إبعاد قيادات الإخوان لن يغير من سياسات الدوحة الداعمة للجماعة وهـذا الابعاد لا يعني قطع الصلة او منع هذه القيادات من دخول قطر او الظهور علي شاشة الجزيرة 
ولكنه مجرد ايقاف أي عمل منظم ضد النظام المصري القائم من داخل الأراضي القطرية 
في نفس الاطار اشارات مصادر اخوانية ان قيادات عليا في الجماعة كانت ترتب خلال الاشهر الماضية اقامات آمنة لها في عدد من البلدان الاخري علي رآسها تركيا وماليزيا وعدد من العواصم الآوربية
 
يذكر أن قطر تعرضت من قبل الي ضغوط غربية لإبعاد المكتب السياسي لحماس انتقل اليها بعد ابعاده من الاردن في عام ١٩٩٩ الي أن تمت الضغوط علي الامير حمد ال ثاني لابعاد المكتب من الدوحة ، فوفر لهم اقامة في سوريا ابان الحلف المعروف حينها “ الممانعة “ الذي كان يضم قطر وايران وسوريا وحزب الله 
ولكن لم تغير الدوحة آيا من سياستها للمقاومة الفلسطينية ولا تجاه حركة حماس الي ان عادت واستقبلت قيادات حماس من جديد بعد انطلاق الثورة السورية وتفكك ما يعرف بحلف الممانعة .
 
وهنا تجدر الإشارة أن الدوحة تآوي الآن المئات من الأسر والعائلات الاخوانية او المتضامنة مع الاخوان ،
بينماقائمة المبعدين لم تضم فعليا غير أربعة من قيادات الإخوان اثنين منهم فقط يمكن اعتباراهم من قيادات الصف الأول وهما الدكتور محمود حسين أمين عام الجماعة ، والدكتور عمرو دراج الوزير السابق في حكومة الإخوان والقيادي البارز في حزب الحرية والعدالة الذي صدر قرار من محكمة ادارية بحله اما أشرف بدر الدين و جمال عبدالستار المبعدين أيضا لا يعدا من القيادات العليا للجماعة ، كما ضمت القائمة وجدي غنيم وحمزة زوبع وعصام تليمة وهم فضلا أنهم لا يمثلون أي كادرا تنظيمي داخل الاخوان وآن غنيم نفسه ليس له أي علاقة تنظيمية بالجماعة منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما ، إلا أن ابعادهم ربما يأتي بسبب مشاركاتهم التليفزيونية اللاذعة التي وصل عدد منها إلي مرحلة السباب المباشر لأطراف خليجية داعمة للإنقلاب في مصر 
وسبق للجهات الأمنية في الدوحة أن طلبت ابعاد شابا قريب من الاخوان رغم انه غير معروف اعلاميا قد وجه سبابا حادا للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز
 
 
المصادر لا تستبعد أن تصدر الدوحة قائمة جديدة من المبعدين الآخرين خلال الفترة القادمة ربما تكون أقل تأثيرا علي أن تكون هذه القوائم انذارا غير مباشرا للمئات الذين وجدو في هذه البلد مكان آمنا للحركة ومناهضة نظام عبدالفتاح السيسي ، بينما لا تمانع الدوحة أن تكون حاليا مكان آمنا للعيش فقط نظرا للضغوط الخليجية عليها ، وذلك لموازنة ضغوط أخري هذه المرة عربية وغربية لابعاد قيادات حماس هي الآخري

Sunday, August 10, 2014

الثورة يوسف

 
الفقد هو الإحساس الأكثر ألما في حياتنا اليومية .. ان تفقد أبا كان هو سندك في الدنيا .. أن تفقد حبيبا فتحت له قلبك وشعرت أنه سيشاركك عمرك .. أن تفقد جزءا من جسدك في حادث أليم .. أن تفقد طفلك الذي ارتسم المستقبل في مولده .. أن تفقد ثورتك التي رسمت لك صورة جديدة من إنسانيتك
في الطريق الي الحياة فقدت يوسف وكان هو الألم الذي لم يبلغه ألم قدر ما فقدت الثورة ...
عندما تبدأ حياتك الجديدة وتنتظر مولودوك الأول وترسم له مستقبله في خيالك ، ويداعبك الخيال عن صورته شكلي ولا شكل أمه حيشتغل ايه ويتجوز مين ثم يأتي وتصرخ الدنيا بصراخه فرحا بها أهلا يوسف
كانت سورة يوسف أحب سور القرآن الي قلبي .. أفرح حين اقرأها ألوم أخوته علي ظلمه ... أفزع عندما تراوده زليخه ان يضعف .. أبكي حين يستعيذ بالله من ان تغويه.. أشعر بالفخر عندما جاءه اخوته ويبصر أبيه من جديد
أنا يوسف يا أبي ... ساعة او ساعات .. يوم .. ودخل يوسف ابني جب لم يعد منه .. دخل جب رحمة الله واختياره
لن يعرف الألم الا من فقد وأعوذ بالله لكم أن تفقدوا .. يكاد نفسي يتوقف وانا استلمه لاواريه التراب بدلا من اشتري ملابس السبوع .. احتضن جسده الصغير والصغير جداً في طريقي به الي القبر وليس الي البيت ..
تقل الأنفاس واحدا تلو الآخر أنا أضع وأهيل عليه التراب بدلا من أرشح عليه الملح ...
لكن سيشتد بك الألم ويخنقك الوجع كأنما لديه يدين قويتان تقبضان علي رقبتك لتمنع عنك الهواء عندما تفقد طفلا قد ولد وعشت معه عام واثنين ثم في لحظة يدخل جب يوسف
نفس المشاعر التي راودت خيالي ويوسف في بطن أمه وكان حملها ثقيلا .. والثورة في في حملها .. عمر من الألم ... ذل وظلم وسجن وبعد وفقد ثم يأتي النور لحظة المخاض في كل الميادين أرحل أرحل ..
وكانت ولادة قيصيرية حجب الجنين عن أهله فيها سنوات .. يا حرية فينك فينك
قالوا حجبت الحرية عن هذا البلد ٣٠ سنة وربما يعود الحجب لحكم العسكر نفسه أي لأكثر من خمسين سنة
والآن كانت لحظة الميلاد .. تنحي بعد ٣٠ سنة ظلم وقهر و وجع ... لن أستطيع أبدا أن أنسي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ في ميدان التحرير وأنا أبكي من الفرح .. أبكي لأغسل كل سنين الظلم التي مرت .. أمحي أيام التعذيب في أمن الدولة بمدينة نصر
أغسل بها فترات السجن .. أقول لأبويا أنا أسف اني وجعتك من سجن الي سجن لحد ما اتقهرت ومت
كنت بصرخ وبقول له اخدت تارك من اللي قهروك علي ابنك لحد القهر ما موتك .... حرية حرية حرية ...
نوارة بتزغرد وتعيط من الفرحة .. مفيش كسرة نفس تاني مفيش ذل تاني مفيش خوف تاني مفيش ظلم تاني
تاني فقد تاني وجع .. يقف العادلي يقول علي الفرحة دي مؤامرة .. يقف القاتل يقول علينا عملاء
قهر تاني وظلم تاني وسحل وسجن وانتهاك شرف وقتل تاني ... يا حرية فينك فينك
{ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ }
تاني نحط التراب بدل ما نرش الملح .. يا رب الوجع أكثر احنا شفنا وعيشنا وحسينا بالحرية ... كمان اخوتنا وناس شاركتنا الفرحة هما يشاركوا أخوات يوسف ويخططوا لإنهاء الثورة او القاؤها في جب العسكر

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }
...
يوسف مات بعد يوم من الولادة وبعد تسعة أشهر من التعب والحلم والخيال .. أنا وأمه لا ننساه رغم أننا نتحاشي ان نتحدث عنه ، اسم يوسف عندما يقال أمامنا تشق قلوبنا بالسكاكين
لكن الثورة ولادتها كانت صعبة ٣٠ سنة يا رب الحمل في الحرية كان كلها وجع والمولود يجي ونعيش معاه سنة واتنين ونفرح بيه يضيع تاني ... { وَقَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
الثورة بالنسبة لي كانت الفرحة والأمل والمستقبل الثورة كانت كل حلم شفته في يوسف وضياعها والغدر بيها فيه كل مشاعر فقد يوسف
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

Sunday, May 11, 2014

حكمة السيدة كييل ..عن سر البهجة والسعادة


خرجت وصديقان الأسبوع الماضي خارج لندن بحثا عن إجازة أسبوعية مختلفة
أرشدنا الناصحين هذه المرة الي الجنوب حيث مدينة " بورنموث " وهي خلافا لعادات المدن الجنوبية فهي مدينة منفتحة جدا ومليئة بالبهجة ، استقلبنا يومنا الأول فيها بفرقة موسيقية مبهجة من موسيقاهم وايقاعهم المفرح علي الآلات والأرواح
حاولت ان أبحث عما يميز المدينة فوجدت علي صفحات الويكيبديا ان أهل مدينة بورنموث هي حسب إستطلاع أجري في العام 2007 هم أسعد وأبهج سكان بريطانيا دون توضيح للسبب
وإن بدت السعادة فعليا علي أهلها الذين جروا الي شاطئ المدينة الذي وصفته صفحات الويكيبديا أيضا بأنه أجمل شواطئ بريطانيا - وهو قريب الشبه جدا بمصيف جمصة في مصر -
بينما في المساء ينطلقون مرحين في الشوارع وترتدي البنات شارات وتيجان ملكات الجمال ، كنت أظن ان مناسبة ما تستدعي ارتداء البنات لهذا الزي المميز ، ولكن أتضح أن هذا سلوك احتفالهن الدائم بالإجازة الأسبوعية
في اليوم التالي قررنا أن نخرج الي غابة في أطراف المدينة ، واستقلينا تاكسي كانت تقوده سيدة في نهاية الاربعينات او مطلع الخمسينات ، كييل وهو اسمها، كانت البهجة تنثر من وجهها وضحكاتها الصاخبة النقية تكاد تسمع اهل المدينة ، السيدة بدأت بتحفزينا للغابة وتدلنا علي معالم البهجة والاستمتاع فيها
طلبنا من السيدة كييل ان تعود إلينا في نهاية اليوم لإعادتنا الي وسط المدينة حيث نسكن
وفي رحلة العودة كانت مثل الأم التي تستقبل صغارها تسألهم عن رحلتهم واستمتاعهم ، كانت سيدة شديدة الصدق والبساطة
وفي محاولة لجذب أطراف الحديث سألها أحد أصدقاؤنا هل هي متابعة لما يحدث في مصر فأجابت بالنفي ، فألح الصديق هل لديكي أي انطباعات عن مصر وما جري فيها بشكل عام خلال السنوات الماضية
فردت بضحكاتها المميزة أنها غير مهتمة بالسياسة في بريطانيا حتي تهتم بمتابعة مصر
فسألها صديقنا الثالث عن سر هذه البهجة التي تميزها ، كانت اجاباتها بسيطة جدا مثلها ، قالت أنا لا أهتم بأمور السياسة او الدين
قدر ما كانت كلماتها الصادقة بسيطة ولكنها لمعت جدا في أذني وأنا وزملائي عملنا في الصحافة يغمسنا في السياسة ، وفيما يخص الدين فنحن من بيئة محافظة ومهتمة بأمور الدين
مما يعني أننا أبعد الناس عن بهجة كييل
نعيش ونبتسم ولكننا لا نملك حقيقة سعادة كييل التي تعمل علي التاكسي ما يقرب من 12 ساعة يوميا وهو مما لا شك عمل مجهد
ولكنها كتلة من البهجة بل أنها تكاد تنقل لنا هذه العدوي النافعة
أسبوع مر وأنا أفكر في حكمة السيدة كييل
وازددت تأملا في حكمتها وأنا أشاهد للمرة الأولي الفيلم اللبناني " وهلأ لوين " الذي يناقش الأزمة الطائفية في لبنان وسعي سيدات احدي الضيع اللبنانية أن يثنين أزواجهن وأبناؤهن عن المزاج الطائفي
في سياقي دراماتيكي حتي وصل بهن الحال ان يقطعن طريق فرقة رقص اوكارنية ليمكثن في قريتهن لتغيير مزاج الرجال ، بل وضعن حشيش في الحلويات لسطل الرجال عن واقع الخلاف ، وفي جانب مؤلم كتمت أم وفاة أحد أبناؤها في تراشق طائفي واصابت قدم أبنها الآخر برصاصة حتي لا يخرج للانتقام لأخيه ويشعل فتيل فتنة في الضيعة
هنا عادت الي حكمة كييل في سعي شخصيات الفليم إبعاد رجالهن عن السياسة والخلافات المذهبية
إن السعادة تكمن في الإبتعاد عن السياسة والدين
بلا شك ليست هذه دعوة والعياذ بالله للإلحاد أو حتي السلبية والإنضمام لحزب الكنبة
ولكنها دعوة ﻷن نحيا بشرا بلا تمييز ، دعوة للانتماء للحالة الإنسانية المجردة التي ولدنا عليها وعشنا رضع وأطفالا نبتسم لمن يبتسم لنا دون وعي منا ونصرخ عندما نري ما يشبه انه يخفينا ، نعودة لفطرة طفولتنا التي تشبه بهجتها صورة السيدة كييل في ربما بلغت عقدها الخامس
ليست دعوة للكفر مطلقا ، لكن اليقين أن إيماننا بالله ووطنيتنا لا يكمنان في الكراهية والحقد والكآبة
أيها الفرقاء خذوا سعادتكم من كييل :)

Sunday, April 6, 2014

حاجة المجتمع لوثيقة من الاخوان لنبذ العنف



ان قلت ان عضمي ولحمي يختلط بهما جماعة الاخوان ربما سيكون هذا وصف أقل من
الحقيقي ، وقلتها مرارا لم أندم علي ساعة واحدة عشتها داخل الجماعة ولم
أندم أيضاً علي ساعة واحدة تركتها فيها ، مختلفا مع اداراتها ولست مختلفا
كثيراً مع أفكارها

نشأت " شبلا " وهو مصطلح يعبر عن الأطفال في بداية علاقتهم بالإخوان المسلمين ، تربيت في مسجد مجاور لبيتي في الاسكندرية بوازع كبير من أمي التي كانت تحضني علي الالتزام بالصلاة وحفظ القرآن الكريم
وكان مسجد سمية أم عمار المحضن الأول ونقطة الإنطلاق .
اذكر في اثناء دراستي بمرحلة الإعدادية اثناء شدة موجة عنف الجماعة الإسلامية في التسعينات
وكان بدأت تسري في أوصاري مشاعر الخوف ، كنت أخشي أن أقتل في أيا من حوادث العنف
وكنت دوما احضر نفسي لمواجهة الشخص الذي يود أن يمارس العنف أني طفل صغير وملتزم بالصلاة وحفظ القرآن فلماذا تريد أن تقتلني .
حينها صارحت الشيخ الذي كان يحفظنا القرآن والذي عرفت في مرحلة متقدمة من عمري أنه لم يكن عضوا تنظيميا في جماعة الاخوان حينها

صارحت شيخي بمشاعر الخوف من الموت علي يد الإرهابيين الذين يقتلون العاطل
بالباطل ، فأجابني شيخي مبررا القتل أن هؤلاء الأخوة يقتلون من يعتدون علي
المسلمين والملتزمين مبررا بمنطق قبلي وليس حتي شرعيا أنه من قتل يُقتل
وهؤلاء الضباط قتلوا وعذبوا أولياء الله ولذلك يحق علي الأخوة قتلهم

حينها استمع الي طرف الحديث شاب كان طالبا بالجامعة وكان أحد الرموز الطلابية للإخوان في جامعة الاسكندرية في فترة التسعينات
استوقفني هذا الشاب وقال لي أنه استمع الي حواري مع الشيخ ولم يعجبه رده ،

وقال لي أن جماعة الاخوان المسلمين جماعة ربانية دورها هو الدعوة الي
الله ودعوة الناس الي الهداية والأخلاق الحميدة وليس دورنا أن نكون قضاة
نكون علي الناس بدون علم أو حتي علم وقال لي نحن دعاة وليس قضاة

وكانت
أول استمع الي هذه الجملة التي تبينت مع نضجي أنها وثيقة تأسيسية في شكل
كتاب كتبه القاضي حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان المسلمين ، الذي أصدره
في وقت اشتدت فيه المحنة علي الاخوان في عهد عبدالناصر وسعي عددا من شباب
الجماعة الي التفكير في موجة عنف في مواجهة من رأوهم غير مسلمين لاعتدائهم
علي الدعاة الي الله

نشأت وتربيت داخل الإخوان محبا وفردا ومنتميا وقياديا طلابيا وكادرا داخل التنظيم حتي قررت تركه في عام ٢٠٠٨

اذكر جيدا في انتخابات الإعادة الشهيرة في دائرة الرمل التي تمت عام ٢٠٠٢
والتي كان مرشحا عن الاخوان فيها أول سيدة تقدمها الجماعة جيهان الحلفاوي


وكانت الشرطة تواجهنا بأعداد كبيرة من البلطجية الذين كانوا لا يتورعون عن
الاعتداء علي السيدات والبنات حتي أني احدي أشهر البلطجيات في الاسكندرية
شقت وجه احدي الأخوات في هذه الانتخابات

فطلبنا فتوي من الاستاذ محمد
حسين الذي كان مسئولا عن المكتب الاداري للإخوان في الاسكندرية وكان رجل
صاحب علم شرعي لذلك طلبنا منه فتوي ان نستخدم اسبراي الدفاع عن النفس في
حيال ظهور بلطجية أمامنا وليس معنا سلاح ولا قوتنا الجسمانية تسمح بمواجهتم

فقال هذا الرجل حينها نحن دعاة وليس هذا من الاسلام وافتي بحرمة هذا
الفعل وقال من اعتدي عليكم ردوه بأيديكم او حتي بالحجارة ولا تحملوا سلاحا
أبدا

كان من حسن حظي أني تربيت في الاخوان بين أناس عظموا موقف
الاستاذ عمر التلمساني عندما جاءه خبر وفاة عبدالناصر فدعا له بالرحمة وكان
مازال محتجزا بسجنه

منذ تركت الإخوان اختلفت كثيراً وانتقدت أكثر أسلوب إدارتهم للتنظيم وتحول التنظيم الي غاية فوق أي شئ
لكن ما لم اختلف معه أن الاخوان كانوا علي الأقل بالنسبة لي هم الحصن المنيع المواجه لأفكار العنف
اكتب هذه الكلمات وأعتبر نفسي الخبير في شأن هذه الجماعة وتنظيمها

وأري أفرادها وقياداتها أرتدو وشاح المحنة من جديد بعدما أقدم عليه النظام
الجديد من جرائم عنف وقتل وانتهاك للحريات والأعراض لم تشهده في مصر في
عصرها الحديث

وظهر في مواجهة عنف الدولة شديد القسوة عمليات عنف مضادة
من تيارات عنف مراهقة جديدة مثل أنصار بيت المقدس وجند الله وما خفي من
تيارات متشددة لا تجد مناخا للنمو أفضل من مناخ استبداد الحاكم وبطشه


واري محاولات النظام الفاشل وصحبته من قوي ليبرالية فاشية تود إلصاق العنف
بالإخوان كون مرتكبيه يمارسونه كرد فعل علي انتهاكات النظام للإخوان
ومؤيديهم

أكتب من وازع الخبرة والمعرفة والأمانة ان ما أعرفه عن
القوام الصلب للإخوان أنها جماعة ضد العنف بلا أنها لا تقوي من الأساس علي
استخدام العنف ، أكتب وأنا أعلم أصدقاء علي الارض يتظاهرون ولا يحملون غير
أفكارهم ومطالبهم التي ربما لا اتفق مع الكثير منها ، أكتب وأنا أعلم
أصدقاء وزملاء تلقوا رصاص الغدر من السلطة بصدور عارية

أكتب وأنا أري
عمليات العنف التي تعلن عنها جماعات بيت المقدس وجند الله ولا يستفيد أبدا
منها سوي السلطة الحالية التي تريد ان تصرف نظر العالم عن حق التظاهر
السلمي الي عمليات المراهقين دينيا وعقائديا وسياسيا

أكتب وأخشي من
اليأس يدب في هؤلاء الطلاب الذين يرون زمليهم وقد فُجر مخه كاملا أن يلجئوا
لشيخ يبرر لهم عن جهل استخدام العنف كرد فعل علي اجرام لا ينكره الا من
لا ضمير له

كتبت حول هذه الأفكار وخضت جدلا من أصدقاء اخوان حول حتمية
إصدار جماعة الاخوان وثيقة تأسيسية جديدة ضد العنف والتأكيد علي النضال
السلمي

لا أنكر حق استخدام العنف كوسيلة رد فعل لمواجهة النظام المستبد القاتل ، لكنه ليس خيارا مناسبا للحالة في مصر

فهو خيار لا تجمع عليه قوي المجتمع حتي المعارضة للانقلاب خلافا لحالة
الانقسام المجتمعي الذي تعيشه مصر بفعل أخطاء الاخوان في إدارة حكم مصر
وايضاً لما قام به الاعلام من حالة شيطنة للجماعة لدي المجتمع

بخيار
مقاومة المستبد علي الأقل يجب ان تجمع عليه كل قوي المعارضة بعد استنفاذهم
كل الخيارات السلمية المتاحة والممكنة وغير الممكنة أيضاً

لذا في هذه
اللحظة اري انه واجباً تاريخي علي الاخوان إصدار هذه الوثيقة التي تؤكد علي
المواجهة السلمية واستمراريتها قبل ان ترفض وتتبرأ من كل من يستخدم العنف
أو يبرر له

واجب علي الجماعة ان تحمي شبابها المخلص المتظاهرين في
الشوارع من ان يجره اليأس لينحرف ويؤسس تنظيما عسكريا مختلا كالذي تأسس في
عام ١٩٦٥

واجب علي الجماعة بدورها الدعوي والتنويريفي حقل العمل
الاسلامي وحق المجتمع ان تبين من جديد عدم شرعية استخدام العنف ليس فقط من
خلال استنكارات وبيانات سياسية ولكن بتأصيل شرعي واجتماعي وسياسي حماية
للمجتمع من هذا الخطر

كثيراً ما تعرضت الجماعة ملحن وسجون وكثيراً ما
أصدرت وثائق تأسيسية لتؤكد علي مسار هي بالفعل تقوم به ، فالجماعة ومرشدها
في الستينات حسن الهضيبي اصدر كتابه " دعاة القضاة " في مواجهة أفكار الغلو
والتطرف الذي انتشر داخل السجون

وأصدرت الجماعة في ١٩٩٤ وثيقتهم الشهيرة عن قناعتها بالدوري وحق المرأة في المشاركة السياسية
وأصرت الجماعة أيضاً في ٢٠٠٥ مبادرة الإصلاح التي أكدت فيها علي إيمانها بقيم الديمقراطية والتغيير السلمي

والآن يحتاج المجتمع ومعه التنظيم الإخواني هذه الوثيقة لقطع الطريق علي
سلطة العنف استدام عنف المراهقين لتشويه مسار النضال السلمي .. هذا هو واجب
الوجب الوقت قبل فوات الأوان

Sunday, March 23, 2014

أسئلة إلي من يهمه الأمر من الإخوان المسلمين


عزيزي القارئ اسمحلي أشرح لك طبيعة مهمتي ، أنا بشتغل صحفي ووظيفتي الأساسية هي طرح الأسئلة من أجل اظهار او اكتشاف أكبر قدر من المعلومات
والأسئلة مش معناه آني أسآل عن عدد الفراخ اللي في العشة بتعتك ، الأسئلة في سعيها لاجلاء الحقائق ربما تكون نقدا مفيد لاستفزاز المصدر اللي عايز يستعبطنا فنرغمه يجاوب عدل
احنا مش قسم لا حعزبه ولا حكهربه ، بس لو استعبط الاسئلة حتحرجه
هذه المقدمة اللي ملهاش أي لازمة لقارئ بعينه ربما لا ينشغل بما بعدها وسيعتبرها تخوينا وانقضاضا علي جريح في وقت المعركة
بص صراحة عزيزي القارئ اياه ، أيوه حضرتك أنت تقول الوقت تحب تبقي مظلوم حتي وانت في الحكم برده كانت الاسئلة والنقد بيزعجوك فلذلك نصيحة لا تهتم بالمقال ولا تشغل بالك وتوجع قلبك بمتابعته
هذه السطور لقارئ يريد أن يعمل عقله ويكون منطقيا ويبحث عن اجابات حقيقة عن هذه الاسئلة
طولت آوي المقدمة دي
تابعت بشغف تصريحات الدكتور محمد جمال حشمت الذي كنا نعتاد ان نصفه بالقايادي الاصلاحي بجماعة الاخوان المسلمين - بالمناسبة انا باعتذر بشدة عن كل سطر كتبته بعمل فيه هذا التقسيم الغير صحيح -
بدأت أنتبه لخطاب الدكتور حشمت في حوار للزميل محمد ماهر عقل علي الجزيرة مباشر قال فيه “ أن هناك حدثا قريبا إن شاء الله قبل هذه الإنتخابات سوف تعكر صفو الانقلابيين وتقلق مضاجعهم في الداخل والخارج “
فسأله المذيع : أي حدث تقصد يا دكتور
حشمت أجاب : “ حدث ما سوف يثير ويربك الانقلابيين في الداخل والخارج لست مخولا للحديث عنه الان ولكن هذا قريب ان شاء الله “
وكانت اشارات الرجل الي يوم ١٩ مارس الذي اختارته القوي المعارضة للانقلاب بأنه موجه ثورية جديدة بينما كان يوما عاديا في اقبال الشباب علي التظاهر رفضا للانتهاكات المستمرة في حق المصريين
بدأت اتابع الدكتور حشمت واهتم لخطابه أكثر عن أقرانه الذين يظهرون علي الجزيرة حشوا للهواء دونما ان يكون لخطابهم أي نفع فلا هم يقدمون تحليلا سياسيا ولا استراتيجية وانما حشوا في وسائد من الهواء
قلت وقتها لا يبدو الدكتور حشمت بتجربته السياسية وموقعه التنظيمي لديه وعي أكثر وفطنة
ثم قرأت تغطية وكالة أنباء الاناضول عما اعتبرته مبادرة اخوانية علي لسان الدكتور حشمت التنازل عن الدكتور محمد مرسي في مقابل التفاف ثوري جديد
ومن ثم عدت الي الي حواره مع الجزيرة مباشر مصر الذي قال فيه القضية ليست عودة الدكتور مرسي و أن الاخوان يمكنهم التنازل عن بعض المكاسب الانتخابية التي اكتسبتها الجماعة عبر الصناديق دونما توضيح اي مكاسب انتخابية هذه التي يمكن التنازل عنها سوي ما اعتبره الكثيريين تنازلا عن عودة مرسي رئيسا لمصر - ان كان هذا مقبولا اصلا او واقعيا - وقال حشمت ان هذا التنازل من أجل وحدة الامة وديمقراطية تشاركية حقيقية ، معتبرا ان خطابه مراجعة تقدمها الجماعة لمواقفها السابقة
وليس لي أي غضاضة علي خطاب الدكتور حشمت سوي أنه متأخر ، لكن لمرة ثانية يكرر القيادي الاخواني ان حدثا كبيرا سيحدث وفي هذه المرة قال انه سيكون في شهر أبريل القادم وهنا فقط يثير تحفظي ما يوحي للخطاب غير الدقيق لمصطلح “ الانقلاب يترنح “ بينما الواقع انه يثبت اقدامه رغم استمرار التظاهر ضده

عموما حرصت ان اضع لك عزيزي القارئ موجز دقيقا لتصريحات الدكتور حشمت التي اثارت لدي الاسئلة التي ادعوك أن تفكر فيها بشكل واع ، وهي أسئلة صحفية مني تبحث عن اجابات واضحة وايضا أسئلة ناقدة للادارة التنظيمية لجماعة الاخوان والتحالف المؤيد لمرسي وأيضا هي أسئلة تحريضية من شخص ليس في حاجة أن يوضح موقفه من انقلاب ٣ يوليو وجرائمه في حق المصريين ، بموازة تحميل قيادة الاخوان التي آمنت للعسكر علي حسب الثورة واعتبرت ان نجاحها عبر الصناديق معناه ان تعود الثورة الي مخادعها

السؤال الرئيس الذي سأبدأ منه وسأنتهي ايضا إليه

هل ما قدمه الدكتور جمال حشمت مما قال أنه مراجعات يعبر عن جماعة الإخوان أم أنها أمنيات شخصية ربما يخرج الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين كعادته من كل المبادرات المطروحة ويقول أنها لا تعبر عن الجماعة

ان كانت هذه استراتيجية فعليا هل تعترفون أنها جاءت متأخرة وأن تأخرها يدخلكم في مسئولية ما عن مجازر فض رابعة والنهضة وما تبعها من جرائم للساطة الجديدة في حق المصريين
هل استراتيجية التراجع عن المكاسب الانتخابية بما يفهم منه أنكم لن تتقدموا لانتخابات رئاسية جديدة مرة أخري يتواكب مع خطابكم الي الشارع المعارض ، الذي يلهبه خطابتكم التليفزوينة عن الاحداث التي ستغير مسار الانقلاب وما شباهه من تصريحات لا تخرج عن كونها أمنيات و حماسة خطابية

ما هو تقديركم الاستراتيجي في حال توحد القوي الثورية او ما تبقي منها لمفهوم كسر الانقلاب ،
هل تستطيعون منع اجراء انتخابات الرئاسة او مبايعة السيسي واجبار المؤسسة العسكرية علي التراجع وتقديم قياداتها للمحاكمة

ام هل مراجعتكم تعني عودتكم لمربع المشاركة السياسية وتقديم مرشح تجمع عليه هذه القوي الثورية لمواجهة السيسي كمرشح رئاسي

هل لديكم خيار التنازل عن اسم جماعة الاخوان المسلمين التي اخطآت كثيرا خلال الثلاث أعوام الماضية وتم شيطنتها أكثر من قبل دولة المصالح التي تعاونتم معها آملا في استخدامها لصالحكم او بحسن نية آملا في اصلاحها
هل تقدمون تجربة بديلة عن الاخوان مثلما فعلت مجموعة أردوغان التي تشيدون بها حاليا بشكل موسع ، عندما انفصل عن أربكان بعد الانقلاب عليه وشيطنته ايضا ، وانشعل الحزب الجديد بطرح لبناء تركيا وليس البكاء علي التنظيم

هل يمكن ان تخرجوا وتعلنوا في يوم من الأيام عن وثيقة تأسيسية لاخطائكم وتحاكموا سياسيا القيادات التي دمرت الدولة والتنظيم الاخواني معا

بالعودة للسؤال الرئيسي هل لديكم استراتيجية من الأساس تدرك الواقع علي الأرض والمكاسب والخسائر خلافا للخطاب الشعبوي الذي تصدرونه في أحاديث تليفزيونية وخطابية لا واقع لها

وللامانة يبقي لدي سؤال ساخر ولن يقبله مني حتي من اظنهم عقلاء ويقبلون الاسئلة السابقة ، لكن في اجابته بشفافية وصدق ستضح لي حتي علي المستوي الشخصية فهمكم لمعني الاسئلة الاستراتيجية

هل أنت مقتنع بعودة الدكتور مرسي رئيسا لمصر يستكمل مدته الرئاسية كما يردد الكثير من المتظاهرين المخلصين في الشارع بحماسة وقوة ويرون في الأحلام والرؤي الدكتور مرسي مرة أخري في قصر الاتحادية .

أنتهت الأسئلة وعلي الله القصد وأتمني أن ينشغل العقلاء بالاجابة عنها او مناقشتها لتشكل استراتيجية حقيقة لعودة الديمقراطية التي نتمناها
وعلي السادة الذين لن يرو هذه السطور الا التخوين والعمالة وما شابه ألا يهتموا بهذه السطور ان دعاهم الفضول لاستكمالها وليستمروا في اجتماعاتهم ولقائتهم مع الملائكة والنبيين بزعامة الدكتور مرسي في الأحلام والرؤي

Monday, February 3, 2014

رسائل الي بنتي يسر عن شقيقيين قد رحلا..يوسف والثورة


فكرت كثيرا أن الكتابة الي ابنتي الغالية يسر التي اتمت عامها الثالث عصر أمس  سيكون أفضل كثيرا من أن تقرأ عن هذه الأيام من مضللين ومرتزقة باتوا يزيفون تاريخنا الذي عشناه ورآيناه بعيوننا
 

يسر يا حبيبيتي الغالية أتدرين أن هذا اليوم شهد موقعة الجمل التي حث فيها رجال نظام مبارك البلطجية الذهاب الي ميدان التحرير لتفريغه من لثوار
 

يسر اعتذر اليك واروي لكي انه كان يوجد ثورة اسمها ثورة الخامس والعشرين من يناير
 

واعود بك الي الوراء قليلا يا درة عيني ..في بداية زواجي لم أكن أدرك معني الآية الكريمة " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " وكنت أود تأجيل موضوع الأولاد حتي يفتح الله علينا بابا افضل للرزق
 

ولكن شاء الله ان يرزقنا بأخيكي الأكبر يوسف الذي استرد الله آمانته بعد يوم واحد من ولادته .. فحزنت أنا وأمك حزنا شديدا وترك في قلبينا غصة الوجع حتي ما ان نسمع اسم يوسف وكآن جرحا قد اشتد ألمه من جديد
 

لكن شاء الله عز وجل ان يعوضنا سريعا بأن حملت أمك فيكي لكنها عندما علمت بأن الجنين الذي في بطنها بنتا حزنت - ارجوكي لا تغضبي من امك - كانت تتمني ان الجنين الذي يتحرك في أحشاؤها ان يكون ولدا ونسميه يوسف .. فهونت عليها وقلت لها المثل الشهير أن البنا تأتي برزقها .. وقد كان يا وش الخير … كانت خيرا ورزقا واسعا من الله
 

كنا قد قررنا أن نسميك مريم حبا في أمنا البتول مريم العزراء .. إلا وأن في أيام حملك الأخيرة دعا شباب صادق محب لوطنه النزول الي الميادين ضد نظام بغي وتجبر - لعلي في رسالة اخري ساروي لكي ما تجبر به هذا النظام علي ابيكي نفسه -
 

ولبي الناس الدعوة الصادقة وخرجوا الي الميادين يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام
 

واشتعلت هذه الثورة في يوم الثامن والعشرين من يناير .. حينها نزل ثلاثتنا الي الميدان انا وامك وأنت التي كنت حينها في بطنها وشاركنا في يوم الغضب بدءا من مسجد الاستقامة في الجيزة مع الدكتور محمد البرادعي الذي كان حلما ومضي والي جواره من كنا في يوم نصدقهم ونضعهم في مراتب المخلصين
 

واعتدي علينا رجال النظام بالقنابل المسيلة للدموع والمياه والضرب بالعصي وانا امشي اي جوار أمك كالهراوات التي يحملها العسكار ادفع عنها اي شئ فأنا أخشي مجددا وجع الفقد يا حبيبتي .. كنت أفرغ علي وجه أمك زجاجات المياة الغازية التي تكشفنا انها تضيع اثر القنابل المسيلة الدموع كنت افرغها علي وجهها كصنبور منفجر
 

واستمر الناس في الميادين وأمك " المجنونة " لا تبرح أن تنزل وسط الناس حتي ان أن شب بيننا خلافا كبيرا كاد ان يعصف بحياتنا الزوجية أنا أخشي عليها وعلي الحمل الذي بقي له أقل من أسبوع ويستقر وهي تريد إسقاط النظام مع الناس ، وظلت أمك في الميدان حتي ليلة ولادتك واضطرت الي الذهاب الي المستشفي في صبيحة يوم الثاني من فبراير حتي الموعد وأن نراكي
 

حينها قررنا أن نغير اسمك من مريم الي يسر .. تمنيا في قول الله عزو جل " إن مع العسر يسرا " فرأينا فيك يسر الله الآول ورأينا في الثورة وعد الله باليسر الثاني
 

فالثورة يا يسر هي شقيقيتك … الثورة هي توأمك .. هكذا رآينها
 

في هذا اليوم الذي لم نستطع أن نزل فيه الي الميدان شن بلطجية النظام معركة تعود في صورتها للقرون الأولي حيث ركبوا البغال والحمير والجمال الي الميدان اتفريغه من الثوار وظللنا نتابع أنا وأمك ما يجري ونعتصر خوفا من فقد قد جربناه .. نخشي ان نفقدك ونخشي ان فقد الامل الذي لاح الينا نخشي ان فقد الثورة
 

وفي عصر هذا اليوم صرختي الي الدنيا ثائرة .. وكان الي جوارك صرخات الميدان المخلص .. حتي أن أمك وهي الإفاقة وتهذي من المخدر كانت تتحدث عن الميدان وقلها علي التوأم .. قلقة علي الثورة وبين أن تسأالني عنكي وتسألني عن حال الناس في الميدان
 

وخرجنا في صباح الثالث من فبراير من المستشفي واودعتك وأمك بيت جدك .. واعذريني يا حبيبتي تركتك بعدها بساعات شوقا الي الميدان
 

وأنا علي أعتابه كان مازال " المواطنين الشرفاء " يحاصرونه فوجدت شابة في مقتبل العمر يتجمع حولها مدعون الشرف هؤلاء ورجال من الشرطة العسكرية وهي تصرخ فيها حادخل بكل اللي معايا وهم يسبونها ويسبون الميدان .. كانت تحمل كارتونة بها مياة وطعام للميدان الذي قرر مبارك ورجاله محاصرته .. قلقا علي البنت وفي محاولة من تخليصها قدمت نفسي وكأني مع الشرفاء وصرخت فيها " بصي عايزة تدخلي حندخلك بس تسيبي الأكل وأنا حوصلك بنفسي " والبنت تصرخ في وترفض فحاولت أن غمز ٌليها بطرف عيني علها تفهم أو تطمئن حتي فهم من حولها وهي تأبي أن تتنازل حتي استطعت اقناعها بترك الطعام ودخلنا الي الميدان وسألتها : " أنتي من ٦ أبريل .. فقالت لي أنها ليست عضو في أي حركة سياسية وأنها أول مرة في حياتها تنزل لتشارك في تظاهرات .. فقلت لها هذه ليست تظاهرات هذه ثورة .. فأجابت لهذا أنا نزلت لأولد من جديد معها
 

الميلاد الجديد يا يسر كان رفيقا لمولدك .. شعر الجميع انهم يولودن معك يبدأون حياتهم معك في نفس سنك رغم ما هرموا ورأوا في هذه الدنيا
 

ومرت الثامني عشر يوما ونجحت الثورة أن تطيح برأس النظام الذي كان أشبه بالفراعين الذين لا يموتون ومرت الثورة بمخاضات كثيرة لعل ميلادك دوما كان حاضرا فيها … لكن كانت الثورة حتي وقت غير بعيد هي الابنة المدللة في عيون الكثيريين مثلك تماما يا حبية بابا .. ورغم كل المخاض كان صوت الثورة قوي في ذكري مولدك الاول أقمنا حفل عيد الميلاد في جريدة التحرير عندما كانت آو كنا نظن أنها الينا أقرب وكتبنا علي الثورتة " يسقط حكم العسكر " هكذا كنا نهتف جميعا ضد العسكر الذين كانوا يحاولون من أول يوم أن يختطفوا الثورة ويقتلوا وسيجنوا زهرة شبابها .. في عيد ميلادك الثاني ابتعدت المسافات كثيرا لكنا كتبنا أيضا علي التورتة " يسقط حكم العسكر "
 

في عيد ميلادك الثالث الذي احتلفنا به علي عجل وفي بلد غريب بعيد عن مصر بعد أننا قررت أن أهرب بك كي لا أفقدك كما فقدت يوسف وكما فقدت الثورة كتبنا علي ورقة مستعملة بجوار تورتة صغيرة أيضا " يسقط حكم العسكر " الذي قتل الثورة ونهش كل جميل فيها وشاركه في ذلك الطامعين والكارهين والأغبياء
 

أكتب اليك يا حبة عيني لتعرفي أنه كان لك شقيق أكبر اسمه يوسف قد فقدناه في طريق الحياة وأننا فقدنا الثورة آيضا توأم مولدك نصف اليسر الذي رأينها وعشناه وحلمنا به  … ونشعر بنفس الغصة والوجع الذي شعرناه بنبأ فقدان يوسف ..
 

لكن أملي أن تكون الثورة كنبي الله يوسف وليس كشقيقك الذي لا استطيع أن أعيده
 
لدي أمل أن الثورة بعد أن ألقي بها الأشقاء قبل الأعداء في غيابة الجب أن تعود من جديد تهزم وجعنا وتهزم كل من غدر بها وسلمها رهينة للعسكر

Monday, January 13, 2014

انت سيسي ولا اخوان

انت تبع مين .. يعني انت سيسي ولا اخوان ... هذا هو اختزال المشهد في مصر من قبل الطرفين ... ان انتقدت القتل والوحشية وانتهاك الحريات والكرامة اصبحت من الاخوان ... ولو نقدت ادارة الاخوان للبلاد وادارة تنظيمهم فانت عميل لامن الدولة وكلب بيادة ...
الكثيرين حتي من اصدقاؤنا القلة اصحاب المبادئ اصبحوا يضعون هذه المسطرة المنحرفة من الاساس في تقيمهم
لا انا اكيد اري ما حدث في مصر انقلاب وما قامت به السلطة الفاشية العسكرية من مجازر ان مرت في الدنيا بلا حساب ولن تمر فهي لن تمر يوم يقف الخلائق بين يدي الله عز وجل في يوم لن ينفعك فيه صيت ولا غني ولا سلطة ولا مسكنة ايضا
كما انا ضدي هذه المجازر ومتعاطف مع كل من يتعرض لها وقلبي يدمي لاصدقاء عشت واكلت معهم ان اراهم يقتلوا ويشردوا بهذا الشكل لكن انا احتفظ ايضا موقف الناقد لاخطاء جماعة الاخوان وسؤ اختياراتها لبوصلتها السياسية واداراتها لمصر مع وضع في الاعتبار لكل المؤامرات
لا تحاول ان تحسبني علي طرف ابدا .. ولا تظن رغم اي ظرف اني لن اكسر اصنام العجوي من المدعين من اي طرف
كان الكثيرين يسعدون بمقالات وتحقيقات نشرتها في الدستور عن الاخوان ونقدي العنيف لهم رغم عمري الذي قضيته في هذه الجماعة غير نادم عليه كما اني غير نادم علي تركها ايضا .. كنت حينها بطل ومغوار وشجاع في نظر اصنام اليوم يجب ان تسقط لانها باعت مبادئها او ظهرت علي حقيتها انها كانت بلا مبادئ وانما هي تجارة بالديمقراطية والليبرالية لا تختلف كثيرا عن التجارة بالدين
من الذين شملهتم فضل ثورة الخامس والعشرين من يناير ولم اكن ممن قاددوا هذه الثورة ولا عو في اي من ائتلافتها ولا مشاركا في ايا من تنسيق لها الثورة الصادقة .. انا من المفضول عليهم بهذه الثورة .. فهي التي علمتنا كسر الاصنام ... فلا يلومن احد نفسه اذا كفر بها 

Sunday, January 12, 2014

هارب


كتبت هذه السطور علي متن طائرة الخطوط البريطانية المتجهة الي لندن يوم ٢٣ اغسطس ٢٠١٣ .. بعد ان استطعت أن أبلغ والدتي اني تركت مصر .. اجلت نشرها كثيرا وجلست اقرآها مرارا كلما اشتقت لأمي ولحضنها الذي لا يعوضها اي راحة في الدنيا
وانشرها اليوم وقد زادني الشوق والوجع الي حضن أمي  ، انشرها الان بعد عودة رجال امن الدولة وسؤالهم عني من جديد انشر هذه السطور بعد نكسة من كنا نظنهم ليبراليين انشره بعد الشعور بالوجع الذي  نراه واقولها بلا اي خجل بعد انشره بعد هربي مما تعيش فيه مصر

مش حشوفك يعني تاني ... هذه الجملة المفزعة التي تلقيتها من أمي عندما علمت بنبأ سفري المفاجئ .. فهي تزور أخي خارج مصر .. وأنا لملمت ما استطعت من ملابسي هاربا .. نعم هارب لم اعد احتمل أنا أعود لأيام ما قبل يناير .. وليست لدي الطاقة أقف انافح عن قناعتي برفض الدولة العسكرية التي انقلبت و انتقمت من ثورة ٢٥ يناير
نعم أنا هارب لم اعد هذا الصعلوك الذي يتحمل السجن وبهدلته .. هارب لأني خائف حتي أن احتملت السجن أن أموت مخنوقا أو مغدورا بي في قبر متحرك يدعي سيارة الترحيلات
أنا هارب من شماتة الناقمين علي هذه الثورة .. هارب بعد يوم واحد م إطلاق سراح مبارك بينما هو يختار مكان إقامته .. هارب بعد أيام من عودة البرادعي - الذي كان حلما - الي فينا .. هارب بعد أن فتحت السجون أبوابها من جديد للرافضين لدولة العسكر .. هارب بعد أنا رأيت بعيني عشرات قتلوا غدرا ولم يكتفوا بقتلهم بل أحرقوا جثثهم حتي باتت رمادا
هارب من الخوف والحصار والسجن والموت الذي لحق بالمئات من دوني واخشي أن يلحق بي أو بابنتي التي مثلت بسمة هذه الحياة لي
هارب يا أمي .. حتي لا أفقدك انت الأخري كما فقدت والدي الذي مات بحسرته علي ابنه الذي عرف طريق السجن والتعذيب مبكرا
هارب يا أمي خشية أن تقوليها مكررا " منك لله " عندما بات أبي جثة حية تتوق لرؤية ابنه الأكبر يرعاه في مرضه بينما هو لا يستطيع
هارب يا أصدقائي لأني لم اعد املك من الشجاعة التي تملكونها للمواجهة المباشرة لهذا النظام العسكري القاتل .. والذي ان لم يقتلكم بذخيرته .. قتلتكم ألسنة وأقلام صحفيين وإعلاميين قذرة مخنثين باعوا كل المبادئ التي كانوا يتاجرون بها من قبل
هارب لأني لا املك سلاحا حقيقا سوي الكتابة التي تقلصت مساحتها حتي باتت ١٤٠ حرفا لكنهم أيضاً تحت الرصد والتهديد والإرهاب من سلطة فاشية
هارب من صور الشهيد أسامة الدسوقي الذي كان زميل الدراسة الأساسية واستطعت أن اضمه الي هذا التنظيم الحديدي بينما تركته أنا بعد زمن عن قناعة غير نادم .. ولكن صور هذا الصديق الذي تتلخص فيه سمات الرجال لا تفارقني أبدا
هارب واخشي علي بنتي الي يصل بها حال أطفال سوريا الذين يستيقظون يتحسسون أجسادهم اهم مازالوا أحياء .. ونحن الآن أعتاب جرائم سلطة لن تقل إجراما عن شبيحة الأسد
هارب يا أمي حتي استطيع أن اراكي واقبل يديك ولكن خارج الإسكندرية بل وخارج مصر كلها

الطبق الطائر الذي أعاد عيسي الي محاكمة مبارك


هذه الصورة في جريدة عيسي حينما كان مختطفا معنا في كوكب تاني عبر الاطباق الفضائية

أعرف أني اخطأت بشدة من  السخرية بخبر ظهور أطباق فضائية في سماء مدينة الغرقة .. اعتذر بشدة للأطباقالطائرة ولوزيرة البيئة التي طلبت تحقيقا في ظهور هذه الأطباق في المدينة السياحية
ولربما أجدني اليوم واجب علي الإعتذار للعالمةالروحية الكبيرة الشيخة ماجدة التي سخرنا من حديثها عن المراكب الشراعية التي أنزلتجنود الحرس الثوري الايراني وحزب الله وحماس أمام مبني ماسبيرو لقتل الشباب المتظاهرفي ميدان التحرير الذين كانوا يسمون أنفسهم ثوار ..ربما كانت مراكب شراعية فضائية !
الشيخة ماجدة قالتها في بث مباشر عليقناة الجزيرة حينها أن السيد الرئيس حسني مبارك واولاده السيد علاء مبارك والسيد جمالمبارك ووزيرة الداخلية  أبرياء من هذه التهمةوهم لم يقوموا بهذه التهم التي وجهت إليهم
لا تتعجب عزيزي القارئ لقد ثبت لدي باليقينالذي لا يقبل شك صحة ما قالتها الشيخة ماجدة اليوم .. من خلال شهادة الاستاذ الذي شربناصنعة الصحافة وهو يدلي بشهادته اليوم امام محكمة الجنايات التي تحاكم أشراف مصر مباركوأبناؤه ووزير داخليته ومدير قطاع أمن الدولة
صدقني عزيزي القارئ عد من جديد لمقطعاليوتيوب الذي تتحدث فيه الشيخة ماجدة عن هذه الأحداث وراجع ما نشر حتي الان عن شهادةالاستاذ إبراهيم عيسي ستجد ان الحقيقة اطلقها الله علي لسانها من قبل هذه النخبة
حتي مذيع القناة الصهيونية في قطر حاولأن يسخر من العالمة الجليلة وهي توثق للتاريخ حقائق هذه الثورة .. عندما كشفت له عندور ايران وحزب الله وفلسطين وقطر في قتل الثوار،فحاول ان يسخرمنها ويقول لها والسعودية ملهاش دور في قتل الثوار ، فترد الشيخة ماجدة وتقول له :" السعودية مالهاش دخل والسعودية واقفة جنبينا "
وكأنها كانت تتنبأ بما سيردده ايضا زمليناالصحفي الكبير بحق اشقاؤنا في السعودية ودعمهم لثور ٣٠ يونيو المجيدة
الاستاذ ابراهيم الذي تطوع عقب "هوجة ٢٥ يناير " بأن يدلي بشهادته حول ما تردد عن قتلالمتظاهرين المتهم فيها مبارك ورجاله وقف اليوم امام المحكمة وهو يقسم بالله ويرويلهيئة المحكمة جزءا من سيرته المهنية والوطنية وقال أنه لم يتحقق من طبيعة  الاصابات والقتلي في جمعة الغضب بسبب الزحام  ،لكنه شاهد أحد المتظاهرين يحاول الاعتداء على جندي، فطلب منه عدم فعل ذلك، ومن جانبه ترك المجند السيارة وقام بخلع ملابسه الشرطية.
واضاف في توثيق هام لهذه الهوجة قبل ان تكون شهادة للمحكمة :" ولم أرى فى ميدان التحرير أي إطلاق نار من قبل الشرطة فى منطقة كوبرى قصر النيل وسمع من بعض المتظاهرين حول إطلاق النار وكنت أرى أجساد تحمل على الأكتاف ومصابين وقتلى برصاص حي ولم ارى الرصاص والأجساد ولكن كنت اسمع وكنت اسلم بصحتها لأنى كنت أرى غاز ومواجهات أمنية ولم أكن فى موضع المحقق أو الخبير أو الصحفى الذى يجرى تحقيق استقصائي لأثبت صحة ما يقال وكنت أرى قوات تحمل أسلحة لكنى لا أعرف أي أسلحة وما رأيته هي بندقية تشبه بندقية الصيد” .
بالعودة للاطباقالفضائية التي ظهرت في الغردقة ولماذا بدأت به هذا المقال ، اني تأكدتان يوم ٢٨ يناير عام ٢٠١١ قد اختطفني انا وزوجتي التي بقي لها اسبوع واحد علي موعدولادتها .. اختطفنا طبق طائر الي كوكب مجهول جرت فيه اشتباكات بين متظاهرين وشرطة هذاالكوكب أودت بحياة عشرات القتلي والمصابين في هذا اليوم  وكادت تودي بحياة زوجتي الحامل في أخر اسبوع لحملهاوانا اغرق وجهها بالمياة الغازية حتي تتآثر بقنابل غاز هذا الكوكب او رصاصه الحي الذيكاد ان يقتلنا سويا..
ويبدو ان خيالنا الضعيف صور لنا انهلا يوجد شئ اسمه اطباق فضائية  وهذاالخيال الضعيف صور لناأن ما رأيناه في هذا الكوكب يحدث في بلادنا مصر المحروسة بينما الحقيقة انه حدث عليارض هذا الكوكب البعيد عن الأرض
حتي انا خيالنا المريض الذي جعلنا نحتفلبذكري اول عام لمولدتنا في جريدة التحرير بحضور الاستاذ عيسي الذي اخذ عده صور معناومع التورته التي كتبنا عليها يومها يسقط حكم العسكر الث،رة مستمرة … هنا عرفت ان كلهذه الآحداث كانت لمواجهة عسكر الكوكب البعيد عن الأرض وليس مصر
ويبدوان الاستاذ عيسي كان قد اختطف معنا في هذا الطبق الطائر الذي اعاده الينا سالما قبلاسبوع اثر هذا الظهور المفاجئ لهذه الأطباق في سماء الغردقة وعرف الحقيقة التي غيرتمن شهادته اليوم امام المحكمة ،  ولربما اعادت الأطباق معه عدد من الكائنات الشريفةالتي رعت اقتصاد هذا الوطن مثل رجل الأعمال النزيه حسين سالم وفي القريب العاجل يبدوسنكتشف مزيدا من الاخبار عن عودة الشخصيات التي اختطفتها هذه الأطباق

Saturday, January 4, 2014

السيسي رئيسا لمصر

السيسي أعاد عبادة الأصنام في مصر

لا تتعجب من العنوان هذه أمنية لا أستطيع أن أخفيها أدعوا الله بها في كل صلاة ، ومع كل صباح وأنا يمر من غربة شبه اجبارية أن يحكم مصر السيسي وبدون انتخابات رئاسية ،
أيوه يا حاجة كده دعواتك معانا وأن يكمل السيسي جميله ويقود هذا البلد وبدون انتخابات وطوابير وفلوس ورقابة وكلام الناس التعبانة بتاعة التمويل الأجنبي ،
ولا تتعجب أخي القارئ اذا تقدم الفريق السيسي للانتخابات الرئاسية سيكتسح حتي لو قرر أبله " أبله يعني عبيط مش أبلة فاهيتا مليش في الشفرات أنا "
تخيل من الأبله الذي يرضي أو يستطيع أن يخوض معركة انتخابات رئاسية أمام السيسي ، بلا أدني شك سيكون عميلا أمريكيا صهيونيا حماساوي من حزب الله
الفريق السيسي جاهز تماما لحكم مصر والنخبة  " الليبرالية " متهيأة تماما لتأيده والتخديم علي حملته الإنتخابية التي يرفع المواطنين الشرفاء لوحاتها فوق رؤسهم من فوق كما رفعوا بيادة الفريق فوق الرؤس من قبل
الفريق السيسي متهيأ تماما للحكم ليس فقط لما رواه للكاتب الصحفي ياسر رزق ونشره له فريق رصد الإخواني أنه رأي في منامه انه يرتدي الساعة الاوميجا والسيف الأحمر
روي لي صديق ان أستاذا أمريكيا أشرف له علي رسالة الدكتوراة الخاصة به وحكي  انه درس للسيسي في كلية الحرب الأمريكية وقال له أن الفريق السيسي كان دوما يداعب سكرتيرة الأستاذ الأمريكية ويقول لها احفظي هذا الاسم " أبدالفتاه السيسي " كان ينطقها لها بالانجليزية وقال لها احفظي هذا الاسم سيكون له شأن في المستقبل
الراجل لديه الطموح وفكرة الجاذبية منذ زمن بعيد
كما لا يفوتك الوضع الأمني الذي لا يستطيع أحد السيطرة عليه سوي الفريق السيسي حين يصل لمنصب الرئاسة هكذا رأت وكالة الأنباء العالمية رويترز ففي عدة تقارير صحفية وتحليلات سياسية تشعر أنها تخرج من الشئون المعنوية وليس من وكالة أنباء تنقل لنا الأخبار والصور فحسب نص تحليل رويترز " إن تصاعد وتيرة العنف يقلل من ثقة السيسي ومن حوله بأحد غيره في سدة الحكم "
اذن عزيزي القارئ المتفاجئ .. حاول أن تتوقف عن دهشتك ودعك من السخرية التي ربما تكون سخيفة في السطور السابقة
 لا أقول لك شارك في حملة كمل جميلك الذي بات يقودها أصدقاء واساتذة كم ادعوا لنا أنهم ليبراليين ومتمسكين بمدنية الدولة
لكن وفقا لقراءة كاتب هذه السطور ان خارطة طريق الإنقلاب ستستمر بدعم من قوي عربية تراهن علي قوتها المادية في المنطقة بنجاح هذا الإنقلاب ،
 كما أن خارطة الطريق ستنقذ الإدرات الغربية من انتقاداتها الوهمية لسقوط الديمقراطية في مصر يجب أن يعود الشكل الديمقراطي من خلال هذه الخريطة
وخريطة الطريق التي تمر علي جثث المحتجين وفوق زنازين المعتقلين .. ستمر لإن الإنقلاب المدعوم بالسلاح والقوة ومليشيات البلطجية من المواطنين الشرفاء ومليشيات التضليل في التلفزيونات المصرية التي جعلت شعب السيسي يصدق أن إعلان آبله فاهيته شفرة اخوانية وان مراسلي الجزيرة الانجليزية الأجانب ومنهم غير المسلمين خلية إخوانية
ونحن لا نملك السلاح المواجه ولا نريد ان نملك القوة العسكرية المواجهة لأن النموذج السوري بات مفزعا
اذن ستمر خارطة طريق السيسي الذي سيخلق شكلا  ومسار ديمقراطيا صوريا ، الخارطة ستخلق شكلا صندوقراطيا جديدا وحتي لو تسيل من فتحاته دماء المعارضين .. لكنه شكله ديمقراطي
ولن يتقدم لهذا المسار سوي نماذج " الطراطير الليبرالية والقومية " التي ترضي أن يحكمها الفريق السيسي أو أيا من المؤسسة العسكرية من وراء " طرطور "
وهي نظرية سياسية أصل لها أساتذة علوم سياسية وخبراء " استراتيجيين " لعل أبرزهم الدكتور معتز بالله عبدالفتاح الذي قال في احدي شروحاته أن نماذج الحكم المتوقعة أن تكون المسائل السيادية في البلاد للمؤسسة العسكرية علي أن تحافظ علي ظهور شكل مدني " خيال مآتة "  باختصار
أمنيتي ودعواتي بأن يتقدم لمنصب الرئيس الفريق عبدالفتاح السيسي هو يقيني أن المقاومة السلمية الرافضة لعسكرة الدولة والتي تقاوم بشكل حقيقي لنقل ادارة هذه البلد لشكل مدني حقيقي بعيدا عن الفاشية الدينية والفاشية العسكرية .. هذه المقاومة والنضال السلمي لن يتوقف .. بل ان عجلات قوته ستزداد وتقوي وتتسارع بأن يكون علي رأس هذا البلد سوهارتو أو برويز مشرف جديد
فالثورة  التي اطاحت برأس نظام مبارك وعلي بدأت نشاطها علي غير ادارك  منذ عام ٢٠٠٣ وعام ٢٠٠٤ لن تنتظر مجددا عشر سنوات  لتتدير موجة ثورية جديدة حقيقية وقوية
السيسي الذي يرغب في منصب الرئيس الأن بشبق متجاوز ليس لاحلام المراهق العسكري التي عاش فيها طوال عمره ولكن شبق يزداد خشية عندما يأتي "خيال المآته" ان يدير صفقة جديدة مع قيادات عسكرية
فيتم الاطاحة به ككبش فداء أو في أحسن تقدير آن يحصل علي قلادة النيل التي حصل عليها سابقه ، وكان السيسي نفسه شريك في مثل هذه التمثلية التي أطاحت بحسين طنطاوي وعنان كما أطاحت بجرائمهما أيضا
السيسي يخشي نفس المآل الذي شارك فيه من قبل ، وربما لا يحصل في هذه المرة علي القلادة فجرائمه باتت أفدح فربما يقدم شخصه للمحاكمة في سبيل الحفاظ علي سيطرة المؤسسة العسكرية في ادارة هادئة للبلاد
ان مواجهة هذا المراهق العسكري الشبق لكرسي الرئاسة لهي أسهل ألف مرة من معارضة خيالات المآته وهم كثر بأسماء وتيارات سياسية بلا حصر
ربما تشعرك هذه السطور بالإحباط أو السلبية  .. لكني علي يقين ان عدالة انتقالية ستحدث في هذا البلد وسنحاكم اعلاميين رواندا الي جوار قبل ان نحاكم حكام شعب الهوتو المتطرفين .