Friday, July 12, 2013

إبعاد مرسي والسيسي

مرسي كان يثق بشدة انه مسيطر علي الأمور من خلال وزيري الدفاع والداخلية

يزداد المشهد تعقيدا ساعة بعد أخري .. انقلاب عسكري علي رئيس  ضعيف جاء بانتخابات حرة
حشود كبيرة من مؤيدي الرئيس الضعيف لا تغادر الميدان تطالب بعودته ، وحشود تكاد تُجمع يوم ولا يستطيع  من يحاول حشدها أن يبث فيهم الصمود ليحتشدوا ساعة أخري
شارع منقسم علي نفسه لا يذهب الي رابعة العداوية أو ميدان التحرير ولكن هواه منقسم بين الميدانيين
الانقلاب العسكري الذي قام به الفريق السيسي بغطاء من قوي ليبرالية بعد يومين فقط من التظاهرات للمعارضين لمرسي يؤكد أن الأمر مدبر بليل وانه كان في طريقه للانقلاب ولكن كان يسعي لهذا الغطاء الشكلي الذي أدرك أنه لن يصمد أبدا أكثر من هذين اليومين فاعلن الانقلاب سريعا
بينما تشير سرعة وسهولة إجراء الانقلاب إلي أن الذين كان يحكمون مصر من قصر الاتحادية ليسوا أكثر من هواه يديرون دولة وهي الكلمة التي ابداها موظفين كبار من الإخوان من الذين عملوا في قصر الرئاسة مع مرسي في الشهر الأخير قبل الانقلاب
فحسب كلامهم أن مرسي كان يثق بشدة انه مسيطر علي الأمور من خلال وزيري الدفاع والداخلية اللذان كثيرا ما وصفهما اعلاميين وصحفيين انهما اخوانيين متسترين
بينما كانا هما اول من انقلبا عليه
لم يدرك الرئيس الضعيف والهواه الذين كانوا يعملون معه ويسمون أنفسهم مساعدين ومستشارين أن السيسي عقد العزم علي الانقلاب مبكرا حين ظهر بين عددا من الفنانين والإعلاميين الكثير منهم كان كارها  لثورة ٢٥يناير  يتحدث عن القوات المسلحة ويقسم أنها لم تمتد يدها أبدا علي المصريين
لم يدرك هواه قصر الاتحادية بكاء المغني محمد فؤاد للسيسي وهو يقول له : " خلي بالك من مصر يا فندم "  فيرد عليه السيسي في دراما أكثر صخبا :  " متخافوش علي مصر "
وظل " هواة الاتحادية " يديرون الأزمة ببرود لا يعقل حتي يوم واحد قبل بيان الانقلاب تحدثت الي احد المساعدين في الاتحادية ويقول لي أنهم الآن يتفاوضون مع السيسي " القلق " حسب وصف المسئول من تكرار سيناريو الجزائر وان المؤسسة العسكرية لن ترضي عن هذا المصير
بينما في الوقت نفسه مساعد أخر لمرسي يتصل بقيادات الافرع للجيش يحاول استقطابهم ويتعرف علي موقفهم من بيان السيسي الذي امهل الأطراف السياسية وقتا للتفاوض
يتصل مساعد مرسي بقيادات الجيش ظنا منه أنهم إدارة حقيقية تدير البلد بينما هو ورئيسه تحت حصار المؤسسة العسكرية التي أطاحت بهم وكأنهم ورقة توت ساقطة علي مجري نهر سيار

في نفس الوقت كان السيسي يزداد قوة فقبل الانقلاب هدد الرئيس المنتخب مثله مثل باقي الأطراف السياسية ، وهو مطمئن أو مجهزا الي حشود من الكارهين للجماعة وقوي سياسية محتجة علي أسلوب إداراتها ستجتمع ليوم أو يومين في الميادين تهتف اغلبها له " اضرب يا سيسي " واعلام شريك في الانقلاب يحذر من كل من سيهتف ضد حكم العسكر

وحدث الانقلاب ببيان من السيسي لم يذكر حتي كلمة واحدة فيه انه عزل مرسي  وكأنه لم يكن من الأساس  ، بل نصب رئيساً مؤقتا وأوقف الدستور منصبا نفسه حكما علي الديمقراطية في مصر
وعندما وعت جماعة الرئيس المعزول الخطب احتشدت في الميادين غاضبة بينما تركت الجماهير المؤيدة للانقلاب ميادينها إلا من خيام ضئليلة أعمدتها أكثر من المحتشدين بداخلها
فاصبح رأس الانقلاب أكثر توحشا قلقا علي رأسه فقد أدخل الجيش معترك السياسة للانقلاب علي شرعية دستورية وانتخابات ديمقراطية قامت من اجلها ثورة
فأصبح أكثر توحشا فأغلق وسائل الإعلام المعارضة للانقلاب وأوقف اعلاميين بتهم كيدية بل وصل به الأمر الي إيقاف مراسلين أجانب أثناء بثهم المباشر لقنواتهم ، واعتقل قيادات معارضيه واطلق رصاص المؤسسة العسكرية علي عشرات المحتجين ع انقلابه
حتي اتضح يوما بعد الآخر منذ الانقلاب انه ليس انقلابا علي الإخوان ورئيسهم الفاشل ولكنه كما أوضح لنا بجلاء المستشار طارق البشري انه انقلاب علي العملية الديمقراطية وعلي ثورة ٢٥ يناير
هذا الانقلاب لمواجهة شرعية ٢٥ يناير التي كادت أن تنهي ما يسمي " شرعية يوليو " التي بمقتضاها يري العسكر أنهم فقط حكام مصر
ولو عدنا للأيام الأخيرة لمظاهرات الضغط علي المجلس العسكري لإنهاء المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة يناير
فقد قال احد أعضاء المجلس العسكري لناشط شهير واحد ايقونات هذه الثورة : " ستندمون علي هتافكم بسقوط العسكر وسيأتي اليوم الذي تطلبون فيه منا العودة ولكن وقتها سنعود بشروطنا "

هذه هي المعادلة الحقيقية لما يعرف بحراك يونيو الذي يريد أن يمحي ثورة يناير ولكن اين المخرج من هذا المشهد المعقد .. لا يجب أن يكون المخرج القبول بالانقلاب وما سيعطينا من فتات الحرية التي كنا تواقين لها وان اعطانا أصلا إياها
وأيضاً ليس المخرج في عودة مرسي الذي اتضح مدي ضعفه هو وفريقه وجماعته التي كانت تبني أعمدة تمكينها علي السحاب

نحتاج الي مبادرة جديدة تعود بنا الي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ لتصحح كل الأخطاء التي تلت هذه الفترة
وتصحيح جرم الانقلاب علي أن يتولي هذه المبادرة مجموعة من الحكماء غير المنتمين للأحزاب المتصارعة ومن غير أصحاب المصالح في الترشح لمناصب في الدولة
والمبادرة في ذهني أن تعلن جماعة الاخوان قبولها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما كانت تطالب الحركة الغاضبة من سياسات مرسي " تمرد " علي أن تتعهد جماعة الاخوان بعدم الدفع بمرشح لها في هذه الانتخابات علي أن يخرج قياديها من السجون والاحتفاظ بحزبها السياسي
وفي المقابل أن يتم ابعاد رأس الانقلاب عن المؤسسة العسكرية التي احرجها بهذا التدخل غير الدستوري وغير المقبول في النظم الديمقراطية المحترمة لتعود المؤسسة الي دورها الوطني الأساسي الي غير عودة الي السياسة
وان تصيغ مجموعة الحكماء إعلانا دستوريا جزئيا يكون جزءا من دستور دائم يضع السلطة القضائية  في محلها الحقيقي بعد أن حولت نفسها الي طرف سياسي منافس وخرجت عن الحيدة والهيبة المنوطان بها وابعادها كليا عن العمل السياسي  , ويصيغ هذا الاعلان موادا تتيح إجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان في وقت متزامن  لتعود الدولة الي محضن المؤسسات والارادة الشعبية الحقيقية
وبعدها تنشأ لجنة الحكماء لجنة مصالحة سياسية بين الجميع الاطراف لتضع وثيقة عمل سياسي مشترك يقوم علي المنافسة السياسية وعدم ادخال مؤسسات الدولة كالقضاء والجيش في الصراع السياسي

Saturday, June 29, 2013

اذا نجح حراك يونيو !



انا مختلف مع النزول يوم 30 يونيو .. ربما لأني  مقتنع بشرعية الصندوق رغم اختلافي مع السلطة الحاكمة ولكن ايضا مختلف مع عمليات التصالح السياسي مع من قامت ضدهم الثورة وهو ما فعله ويفعله رموز السلطة ورموز المعارض ايضا في حراكهم الي 30 يونيو
هذا الحراك الذي اري انه يصنع ويقوم  في جانب كبير منه علي عمليات كراهية وتعصب وطبقية فكرية ... ويمكن لهذه الحالة غباء وسلطوية السلطة وكثير من مواليها
.. لكن هذه القناعة لا تمنعني أبدا من اليقين  بارادة الجماهير التي صٌنعت وصنعت 25 يناير , والتي ربما تصنع تغييرا جديدا حتي  وان اختلفت مع اسلوبه وآلياته  ..  لكن الذي لن اختلف عليه ابدا ان ايا كان  هذا التغيير,
 فهو لا يجب أن يكون بعودة الماضي البغيض .. لن يكون بعودة الاستبداد .. لن يكون بعودة ارامل العسكر والمخابرات  ... عبدالله كمال وأحمد شفيق وحسام بدراوي وما شابه الذين يقفون اليوم مؤيدين لهذا الحراك وكأنهم ثوار  ...
لكن الذي اثق فيه ايضا ان نجح  هذا الحراك ليس لشفيق ولا للعسكر مكان ولا مجال بيننا .. لا مجال لعودة ضباط الشرطة الثائرين الان ... لان ثورتهم حاليا هي ضد ثورتنا من الاساس
اذا نجح هذا الحراك ... يجب ان يكون اول نجاحاته هي تطهير واعادة هيكلة جهاز الشرطة ...
اذا نجح هذا الحراك فيجب ان يعيد بشكل ثوري حق شهداء هذه الثورة ..  ويعود القتلة الي السجون .. يعود زكريا عزمي وسرور وصفوت الشريف وحسن عبدالرحمن الي السجون
اذا نجح هذا الحراك يجب ان تُغل كليا صلاحيات العسكر التي جعلته في لحظات الاستقطاب الحالية أقوي من السلطة والمعارضة
اذا نجح هذا الحراك بوصفه ثوريا يجب ابعاد فوري لعناصر الدولة العميقة والفاسدة التي استمرت في عهد مرسي  أيضا بينما هو يتباطئ او يتغاضي عن التعامل معها
اذا نجح هذا الحراك بوصفه ثوريا يجب ان يعيد كل الاطراف السياسية من جديد للسعي لكسب قناعات الناس عن طريق الاحزاب والمنافسة
اذا نجح هذا الحراك بوصفه ثوريا  يجب ان يعيد البلاد مرة اخري ايضا الي شرعية الصندوق بدستور مدني يتيح للجميع المشاركة السياسية
اذا نجح هذا الحراك بوصفه ثوريا يجب ان يعود بمصر بنقاء ثورة يناير  بلا اجراءات استثنائية بلا قتل ودماء المختلفين سياسيا
اذا  نجح هذا الحراك ثوريا نقيا .. وانا المختلف معه لكني سأرضي بشرعيته ونتائجه

Tuesday, May 28, 2013

الباب الخلفي للإنقلاب العسكري



قبل أقل من عام في شهر يوليو من العام الماضي وتحديدا في ذكري ثورة يوليو كتبت ان ثورة يناير هدمت حيطان  يوليو .. وأنهت ثورة الشعب حكم عسكرة هذه الدولة وتوريثها من البكباشي الي الفريق ، لتنتهي أسطورة الخلافة العسكرية في مصر

يناير الذي كسر خوف المصريين وجعلهم ينفكون من سحرة يوليو ويتمردون علي تلمود العسكر " الحيطان لديها ودان "

ولذا لم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير فقط لإنهاء حكم مبارك الفاسد الذي طال أعمار هذا الجيل ولكن كان إنهاءا تاما لتوريث العسكر ، لثوار يناير وقفوا امام المتعسكريين الذي حاولوا إحلال عمر سليمان مكان مبارك ورفضوا التفاوض معه وشانوا من شارك في مثل التفاوض حتي شركاء الثورة الذين خانتهم اللحظة وجلسوا الي جوار سليمان

لم تسقط ثورة يناير مبارك فحسب أسقطت معها حيطان الخوف التي صنعها عسكر يوليو وأسقطت معها الخلافة العسكرية وهتف الثوار في الميادين يسقط حكم العسكر وطالبوا ان تعود المؤسسة العسكرية لعملها الوطني والفني والمتخصص في حماية هذا البلد دون ان تتدخل في الشأن السياسي من جديد

إلا ان العقيدة العسكرية المستترة في نفوس قيادات هذه المؤسسة حاولت وحاولت ان تجهض هذه الثورة التي كفرت بعقيدة الخلافة العسكرية ، فسعت قيادات المؤسسة العسكرية لعقد الصفقات مع الجميع من التيارات السياسية الانتهازية من إخوان وسلفيين وليبراليين ، ولكن لم تقوي حقيقة علي المواجهة بعقيدتها الضالة المتمثلة في إرادة حقيقية بالاستمرار في خلافة حكم مصر

الي ان أجريت اول انتخابات رئاسية حقيقية ونجح فيها شخص مدني لأول مرة في تاريخ مصر الحديث وان لم يحصل علي الأغلبية التامة او حتي الرضا عنه وهو يحكم ، لكن يظل نجاحه وصعود تياره نابعا من إرادة الثورة بإنهاء عقيدة الحكم العسكري

بينما سعت أطياف من المتعسكريين الي استغلال ضعف او أخطاء الاخوان ، فسعوا لاستعادة الآلهة العسكرية بانها الوحيدة القادرة علي السيطرة علي هذا البلد ،ورأينا من كانوا يقفوا الي جوارنا في ميدان التحرير يهتفون يسقط يسقط حكم العسكر رأيناهم يقدمون القرابين ويبكون طنطاوي وعنان ويدفعون السيسي الي طريقهم

حتي جاءت مفاجئة المحكمة الدستورية العليا  التي اصبحت خصما سياسيا واضحا برفضها قانون مباشرة الحقوق السياسية لعدم إعطائه حق التصويت في الانتخابات لأفراد الشرطة والجيش ، في وسط صمت مريب من القوي المدنية والليبرالية عن موقف المحكمة

بينما هي الكراهية الي تدرك ان الخصم الحقيقي الذي يستطيع منافسة الاخوان والإسلاميين هو تنظيم قوي آخر لديها حالة التماسك التنظيمي القوي الذي لا ولم يتوافر في أي قوي او أحزاب سياسية سوي للإخوان وللمؤسسات العسكرية

فكأنما تقدم المحكمة الدستورية الحل لكل القوي السياسية المعارضة الضعيفة الحل لمنافسة قوة تنظيم الإسلاميين

وهي النزول بكتلة العسكر التي ستضيف الي المعارضة كتلة تصويتية قوي وموحدة وكارهة للسلطة الإخوانية لتاريخهم وماضيهم السئ منذ ثورة يوليو

بينما هي محاولة للانقلاب العسكري من باب خلفي ليعود العسكري يجلس علي كرسي خلافة مصر وينتقم من هذه الثورة وليس من الاخوان ، ينتقم من هذه الثورة التي أهانت عقيدته في السيطرة والحكم

موقف المحكمة الدستورية المسيس هو خنجر حقيقي في خصر الثورة التي لم تكتمل بعد

الكارثة هو الصمت المريب من القوي المدنية ومن شخصيات وان اختلفنا معها ما كنا لنختلف علي حراستها لمدنية هذه الدولة ، إلا انه يبدو ان الكراهية والاستقطاب قد أعما الأبصار وتركت تقدير الموقف وقيادة المعارضة للمتعسكرين يعودون بدينهم وآلهم الأرذل وبعقيدتهم الفاسدة لتسيطر علي هذا الوطن من جديد وكأن ثورة لم تقم

Wednesday, May 22, 2013

من سياحسب المؤسسة العسكرية عن اخطائها الفنية والمهنية


أعادت عملية خطف السبع مجندين المصريين بسيناء ملف الاهمال والاخطاء الفنية والمهنية للمؤسسة العسكرية ، بأي عقل نقبل او نتصور ان يخطف جنود مصريين تابعين مباشرة للقوات المسلحة او يعملون تحت امرتها كقوات الشرطة التي تعمل في سيناء لعملية خطف من مجموعة من المسلحين وذلك علي الحدود المصرية ، في مناطق من المفترض ان تقرض الوزارة سطوتها الكاملة عليها باعتبهارها مناطق
يمكن ان تتعرض للخطر الخارجي من خلالها
وهو نفس الخطأ الفني والاهمال في التدريب والحفاظ علي امن وحياة القوات التي تعرض ١٦ منهم لمجزرة بشعة دون ان يطلق أحد منهم رصاصة للدفاع عن نفسه
انشغلت المؤسسة العسكرية بالانغماس في الحياة السياسية واغفلت دورها الفني والامني الاساسي في حماية البلاد .
عندما انشغل المشير حسين طنطاوي  وزير الدفاع السابق وساعده الايمن الفريق سامي عنان بمنافسة القوي المدنية علي السلطة في مصر ، انشغلا عن الدور الفني المنوط بهما فحدثت مجزرة رفح التي راح ضحيتها ١٦ جنديا مصريا علي الحدود الملاصقة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ، ومازال التحقيق جاريا فيها دون نتائج في النيابة العسكرية ، ومازلت عملية عسكرية ( نسر ) تزعم انها مستمرة في سيناء لتعقب الجناة لاكثر من عام دون نتيجة واضحة ، حتي تم اختطاف الجنود السبعة في ظل قيادة وزير دفاع جديد كان يشغل قبل ذلك قيادة المخابرات الحربية التي لم يظهر لنا انها قدمت اي نتائج عن المجزرة الدامية لجنود مصر
وهاهو الوزير الجديد الذي بدأ سعيدا بنفسه وهو يظهر بين الفنانين في تدريب عسكري ، لا نعلم سر وجودهم الي جواره في مثل هذا التدريب ولا سر استدعاءه لهم في مثل هذا العمل ، سوي انه سعي لبروجندا لا تخفي ولعه بالمنافسة السياسية في وقت لاحق
وكانت الرسالة سريعة ، كلما انشغلت المؤسسة العسكرية وقياداتها عن عملها الاساسي كلما أهدرت كرامة هذه المؤسسة  ، وأي اهانة والجنود يظهرون في فيديو يطلبون الغوث والمساعدة
من يثق في هذه المؤسسة بعدما يخطف جنودها ويقتلوا من دون ان تكون لديهم ملكات الدفاع عن النفس من علي بوابة البلد الشرقية وهي البوابة الاخطر التي يرقبها العدو الذي قوض الامن القومي لهذه المنطقة عبر اتفاقية كامب ديفيد
المؤسسة التي يتغافل المطنطون لها عن اخطائها لم تعد تبالي بمثل هذا الكوارث ، لأنهم وجدوا فيمن يزعمون الليبرالية ومدنية الدولة خير مدافع عن اخطائهم المهنية
والسؤال هنا بعدما اصدر الجميع التباريك والتهاني وعلي راسهم الرئيس نفسه .. هل سيحاسب أحد هذه المؤسسة عن هذه الاخطاء .. هل سنري اي برلمانيا من اي تيار سياسي سيقدم طلب استجواب سياسي للوزير بصفته السياسية لسؤاله عن تقصيره المهني
السؤال الاكثر تعقيدا للرئيس نفسه الذي لطالمال طالب هو وجماعته قبل ان يصلوا الي كرسي الحكم بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد
هل يجرؤ الرئيس ان يخرج ليخاطب المصريين بكل صراحة ان المعوق الرئيسي في تنمية سيناء والحفاظ علي أمن البلد القومي من خلال هذه المنطقة ينطلق من اجراء تعديلا جوهريا علي الاتفاقية التي تعوق انتشار القوات المسلحة في هذه المنطقة
هل سنري قيادات الاخوان المسلمين يطالبون الرئيس في بيان صحفي علي الاقل باجراء تعديل علي هذه الاتفاقية ، كما كانوا يفعلون ويطالبون في أوقات سابقة ؟
حادث اختاف الجنود والافراج عنهم بعد اسبوع يطلق العديد من الاسئلة ،
أين خاطفوا الجنود ومن سيعاقبهم علي جريمتهم
ألم ترفض المؤسسة العسكرية التفاوض مع جهادي سيناء مع اعلان استمرار العملية المزعومة نسر
لماذا قبلت هذه المؤسسة هذه المرة بالحوار والتفاوض مع هؤلاء الخارجين عن القانون
هل تعي قيادات الؤسسة العسكرية أن أي انحراف عن الدور الاساسي للمؤسسة سيعرض الوطن لكوارث خطيرها وأخطرها هو اهدار هيبة هذه االمؤسسة
ننتظر اجابات صريحة وشفافة علي هذه الاسئلة بما يتناسب مع حالة التغيير السياسي وكسر تابوهات الخوف وصناعة الوهم عما نسميه المؤسسات السيادية .

Sunday, April 28, 2013

صحافة " المقاليع" .. تشويه للثورة وليس الاخوان


الخيال التافه الذي نشرته صحيفة المصري اليوم التي يرأس تحريرها المحرر العسكري ياسر رزق ويرأس مجلس اداراتها مفكر الحزب الوطني عبدالمنعم سعيد , هذا الخيال الذي لم يجتهد مندوب الداخلية او محرر الصحيفة في توسيعه ليخرج علينا بسبق المقلاع  - النبلة - الرابض خلف المتحف , لم يكن الهدفه منه ابدا الاساءة لجماعة السلطة او سلطة الجماعة وانما كان ضربا مباشرا في الثورة تصغيرا وتحقيرا منها
هذه الثورة التي اعد لها الاخوان المسلمين بالاتفاق مع حركة حماس من يوم 21 يناير 2011 ورتبوا لاحتجاجات ومواجهات يومي 25 يناير و 28 يناير بشكل مسبق , وولعل الخيال الضعيف للمحرر او مندوب امن الدولة سيقول لنا ان صفحة خالد سعيد وحركة 6 ابريل هما من الخلايا النائمة للاخوان ولم يكونا اكثر من واجهة لهذه الثورية الاخوانية الحمساوية , الم يكن أحمد ماهر ووائل غنيم من عاصري الليمون ومؤيدين للسجين الهارب محمد مرسي
ولما لا فالدكتور محمد البرادعي ليس ايضا أكثر من " تويتات نائمة "  للسلطة الحاكمة عندما قاد مظاهرات جمعة الغضب في خروج نادر لم يقم به من قبل ولا بعد, ألم يجمع له الاخوان التوقيعات لمواجهة مبارك
وكل الشباب الذين لقوا ربهم شهداء في الاسكندرية والسويس والقاهرة لم يكونوا أكثر من كومبارس في مسرحية الثورة الاخوانية
الصحيفة التي يرأسها المحرر العسكري ويقود افكارها المحرر المباركي ويكتب اخبارها المحرر الامنجي  خيالهم الضعيف لم يقف عند اتهام حماس بمحاولة اقتحام السجون رغم ان المعروف انهم بالفعل اقتحموا سجنا واحد الذين كان محتجز فيه عددا من كوادرها المعتقلين اداريا بلا تحقيق او امر ننيابة ولا رقابة القضاء , لعل المحرر لو قصر خياله الضعيف علي فكرة اقتحام السجون لكانت القصة مرت
الا انه اصر علي الابداع وهو يزعم تفريغه للمكالمات بين قياديا اخوانيا ( م ب) ولا تكشفوا سره وهو يتحدث عن محمد بديع مرشد الاخوان  وقيادي حمساوي مش عارف ليه لم يضع حروفه بالمرة أكيد اسماعيل هنية
وفي التفريغ القيادي الاخواني يلح علي الحمساوي  ويقول له ارجوك قولي انت فين .. فيرد القيادي الحمساوي :" إحنا ورا المتحف وبنجهز المقلاع " وذلك يوم معركة الجمل واخد بالك  حيث كان يربض حراس الوطن من القوات المسلحة عند المتحف  الذين فتحوا الاسلاك الشائكة من جوار " المقلاع "  للجمال والبغال والحمير " الوطنية "  لتنقض علي المعتصمين  المخربين  من عناصر الاخوان وحماس
" المقاليع " عبدالمنعم سعيد وياسر رزق اللذان كانا ينظران لقتل المصريين اثناء الثورة لاحتراما وتقديرا للرئيس المضهد المظلوم صاحب الضربة الجوية , والمحرر الأمنجي الذي كان ينقل قصص الكنتاكي و ال 50 يورو من نفس مصدره في الداخلية  ارادوا ان يكتبو ويأرخوا لنا تاريخ الثورة التي عشناها يوما يوما وولكن ربما كنا تحت تأثير التنويم المغناطيسي الذي خيل لنا انها ثورتنا فعمت بصائرنا عن زوارق ايران وحزب الله التي رست امام مبني ماسبيرو كما روت لنا العالمة النافذة الشيخة ماجدة .. والتي ربما انها هي اتي اطلعت الصحيفة علي تفريغ المكالمات فهي نافذة وواصلة
وكأني وزوجتي وابنتي يسر التي كانت في بطن امها يوم 28 يناير ونحن نسير خلف البرادعي كنا تحت تأثير هذا التنويم ربما كان هذا بديع  او ملك من السماء عن خيرت الشاطر الذي كان مسجونا حينها هو الذي يقودنا
وكأن الملايين من المصريين الذيم لم يرهبهم بلطجية النظام وقتلته يوم معركة الجمل فنزلوا حشودا الي ميادين مصر ويكسروا حصار البلطجية عن ميدان التحرير كأنهم كانوا " فوتوشوب "
كأن يوم معركة الجمل الذي ولدت فيه ابنتنا لم يكن من الاساس وكان زوجتي التي كانت تبكي وتصرخ ليس من ألم الولادة ولكن علي القتل العلني علي الهواء كأنها كانت تحلم
كأني 3 فبراير اليوم التالي لمعركة الجمل وانا اودع زوجتي ورضعيتي لدي بيت حماي وانزل الي التحرير لاجد فتاة اقل من عمري بعشر سنوات تصارع البلطجية وقوات الجيش التي كانت تشارك في حصار الميدان لتعدو بكارتونة مياة وكيس طعام وهم يتحشرشون بها ويصدونها وهي تصرخ انها ستدخل الطعام الي الميدان كأنه سراب خادع
" المقاليع " اعداء الثورة منظري قتل شهداؤنا و المدافعين عن حبيب العادلي أرادوا ان يصيغوا ثورتنا من جديد في شكل معارضة ومناكفة الاخوان , لكن الحقيقة هو عداء وبغض لهذه الثورة ودفاعا مستميتا بالتزوير عن قواديهم , حتي خرج علينا قواد قديم تابع جمال مبارك  كان يرأس احدي المطبوعات القومية الصفراء يرد علي مدير تحرير الصحيفة عبر تويتر ان هذه التفريغ هو يمثل دليل مادي علي براءة مبارك
" المقاليع " أرادوا ان يستغلوا الخلاف السياسي وحالة الكراهية لدي السلطة الاخوانية الحاكمة ليطعنوا الثورة نفسها ليخرجوا غلهم وحقدهم وكراهيتهم لهذه الثورة , لينفث القوادين السابقين انفساهم فرحا لهذا التشويه المتعمد
هل سنجد من يحاسب هؤلاء " المقاليع " عن هذا لاجرم الاخلاقي والاجتماعي والسياسي والجنائي ايضا , ام سنري سنجد الداعمين لنشر هذا الخيال التافه .

Saturday, March 23, 2013

مصر بين شرعية صندوق الانتخابات وزجاجة الملوتوف

شابا من انصار القوي " المدنية " يسحل مواطنا ينتمي للاخوان ام مقر الجماعة



أسوأ أيامي هي التي أشاهد فيها هذا العنف يستشري بين الفرقاء سياسيا ، ولكن الأسوأ منه هو أن اري مدعيين الديمقراطية
والليبرالية الذين لم يكتفوا بالاستفادة بالغنف خلال الشهور الماضية لتحسين اوضاعهم السياسية او لاضعاف منافسهم السياسي ،
ولكن الامر تطور اكثر بالتحريض علي العنف الي ممارسته تحت اسم الثورة والنضال وكلامات كبيرة في غير محلها بل تستخدم في اقذر محالها
لعل اسؤا ايامنا في الثورة كانت ما تعرض له الثائرون علي كوبري قصر النيل في ٢٨ يناير ٢٠١١ وما تلاه من معركة الجمل وما تلاه من أحداث عنف السلطة العسكرية في ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود ثم في عهد السلطة الحالية في أحداث الاتحادية
ليكون يوم أمس هو من هذه الايام التعيسة يوم معركة " الجبل " او " المقطم "
الذي شاهدنا فيه لم نشاهده او لم اشاهده أنا اثناء الثورة ان يرفع شخص مطواه ليشق بها رأس شخص معتدي عليه وتسيل منه الدماء او اخر يندس بين من يحاولون وقف الاعتداء علي شاب فيفتح مطواته وبالبلدي " يغزه " ثم يغلقها ويسير في منتهي الطمأنينة ، ورد فعل الناس عليه " ليه بس كده كفاية " علي اعتبار انه لم يقم باقل وصف قانوني جنحة ولكن الامر عادي
الأسوأ ان تري مشاهد متعددة لسحل شباب ورجال شبيه بسحل المواطن حماده صابر
بينما لا تجد تعليقا او ردة فعل مناسبة كالتي حدثت من أجل حماده صابر
الأسوأ والانكي ان بعد ان ينتهي " النشطاء " من معركة الاعتداء والبلطجة ويعودوا الي
عالمهم السيبري ينظرون لاستخدام هذا العنف ، وعندما تعترض علي هذا العنف يقول لك احدهم بكل جهل : " العنف وحرق مقار الحزب الحاكم والاقسام كان سبب نجاح الثورة "
وهذا غير صحيح بالمرة لأن الثورة نجحت بتوافد الظهير الشعبي الذي قدره الكثيريين بانه تجاوز ١١ مليون مصري ومصرية شاركوا في هذه الثورة سلميين ، ولولا هذا الظهير الشعبي السلمي لاكمل قيادات الجيش بقيادة طنطاوي حينها الاجهاز علي النشطاء والقوي الداعية لتظاهرات ٢٥ و٢٨ يناير
الظهير الشعبي الذي كان يصل الي ميدان التحرير يحمل الي المعتصمين الاكل والدواء لا الملوتوف ولا الخرطوش ، ما الذي نراه حاليا من مدعين الديمقراطية والليبرالية والمدنية
أو كما يقوم عدد من  القلة الفاشية الغير مقتنعين بالأساس بفكرة الدولة ووجدوا المناخ مناسبا لبث افكارهم الشاذة ، متحصنين او مستفيدين ايضا بقوي البلطجة المنظمة التي تندس بينهم عيانا بيانا انتقاما من هذه الثورة .
استنفار القوي المدنية تجاه العنف صمتا وتأيدا كان فيه محاولة لاستدراج الاسلاميين لمعارك جديدة شبيهة بالاتحادية ، لاستخدم تاريخ الحركات الاسلامية العنيفة ابان نهاية الثمانينات والتسعينات علي انه مستمر ، خاصة بعد تأكد هذه القوي صعوبة تنفيذ انقلاب عسكري لانتهاء هذه الموضة من التغيرات السياسية وخاصة بعد الربيع العربي ، وايضا لصعوبة حصولهم علي دعم غربي حقيقي للانقلاب علي مفهوم الانتخابات
مما سعي البعض اليه ان يستدرج الاسلاميين للعنف لنقترب اما من النموذج السوري حاليا او نموذج الجزائر في مطلع التسعينات

المنصف فينا وقف وانتقد ما مارسه ابناء التيارالاسلامي في احداث جمعة كشف الحساب في ميدان التحرير وبعدها في احداث الاتحادية بداية من اول اعتداء علي خيم المعتصمين وايضا لاستدعاء الرئيس لجماعته أو تنظيمه كبديل عن الشرطة والقوات النظامية ، وذلك رفضا للعنف ايا كان مرتكبه سلطة او جماعة بعينها وايضا رفضا ان يتحول الخلاف السياسي الي عصابات ومليشيات تحارب بعضها
وانتقد المنصف فينا هبل وخلل المجانين من الطرفين من اصحاب نظريات " بزاز السلطة وكلوتات المعارضة "

لكن الفجيعة تأتي في محورين أساسسين

الأول هو التحول عن الفكرة الليبرالية التي لا تعرفهم معني استخدام العنف او تبريره او توظيفه في الخلاف السياسي ، فان رأينا من الاسلاميين ما هو سلبي عن هذه الأفكار لأنهم لا يفهموها او غير مؤمنين بها الأساس لكن الكارثة تأتي من أصحاب الأفكار الراقية الذين يتحدثون ليل نهار عن خشية من الانقضاض علي مدنية الدولة تجدهم هم أيضا شركاء هتك هذه المدنية بالصمت عن هذا العنف أو توظيفه في خلافهم السياسي
حتي أصبح من الطبيعي ان تكون مانشيتات صحف يزعم ملاكها ورؤساء تحريرها ايمانهم بالافكار الليبرالية والمدنية بينما هم يحثون الناس حثا علي هذا العنف دون خجل

المحور الكارثي الثاني هو هذه السلطة الضعيفة التي تقود البلد بعقلية التنظيم السري الذي عاش مضطهدا لعقود وحين وصل الحكم ادار البلاد بعقلية الشخص المضطهد ايضا ، فيصنع او تنصع له أفكار المؤامرة عليه ، فيستدعي تنظيمه او حزبه ليحل محل
مؤسسات الدولة
وحتي لا يكون الكلام جزافا فقد سألت أحد رجال القصر الجديد عن حقيقة المؤامرة التي تحدث عنها الرئيس فقال لي وبالحرف الواحد ان جهاز الامن الوطني نقل له تقريرا مكتوبا عن اجتماع لعدد من القوي السياسية في مكتب احد المحامين للاعداد لاستخدام المحكمة الدستورية في الانقضاض علي سلطة الرئيس
سألت المسئول الاخواني في قصر الرئاسة هل جاءكم التقرير مشفوع بتسجيل مصور او حتي مسموع عن هذه المؤامرة فقال نصا : " الاغبياء - الامن الوطني - لم يسجلوا "
سألته : وهل صدقتم هذا التقرير فأشر الي الي بالايجاب طبعا
سألته وهل تعتقد شخص مثل مرتضي منصور يقود انقلابا بهذا الشكل ، فقالي الناس اللي فهمت الرئيس يتحدث عن مرتضي منصور ولكنه كان يقصد شوقي السيد محامي شفيق
هذا باختصار حال السلطة الضعيفة التي تحكمنا صنعت اعلانا دستوريا كارثيا بناء علي تقرير من الامن الوطني ، لتعطي الفرصة ليس فقط للمختلفين سياسيا ولكن لانصار الثورة المضادة والطامعين في كرسي الاتحادية لممارسة هذا العنف المستشري في البلاد
سلطة قررت ان تستخدم نفس ادوات الرئيس المخلوع … امن وشرطة يفبرك ويوهم الرئيس بالخطر وهو نفسه الجهاز الذي يكفر برئيس من الاخوان علي سدة حكم مصر !

وحتي يكتمل المشهد .. أنا علي قناعة تامة بالمسئولية السياسية والجنائية للداعين لمظاهرات الامس علي نتيجة ما وصل اليه هذا اليوم من عنف وبلطجة اذاء شباب وابناء وقواعد جماعة الاخوان المسلمين
لكن أيضا يتحمل معهم المسئولية قيادة هذه الجماعة التي حشدت وجيشت انصارها المخلصين وكأنهم يجيوشهم لحرب مع اسرائيل ، فبعد الشحن العاطفي والديني لقيادات الجماعة ، رفع هؤلاء المساكين المصحف في وجه المتظاهرين السلمي منهم والعنيف وكأنهم كفار وكأن المعركة علي الدين وكتب الشباب منهم علي صفحاتهم علي الانترنت " لبيك اسلام البطولة .. ولتسكب منا الدماء " وكأنها حرب عقيدة لا دفاع شرعيا عن مبني
غابت قيادته عن الصورة كليا ولو حتي بمنطق القائد القدوة الذي يقف بين جنوده

هذا هو ملخص المشهد قيادات دينية تتجار باسم الدين حفاظا علي كرسي الحكم وشرعية الصندوق ، وقيادات مدنية وليبرلية تتاجر باسم الديمقراطية طمعا في كرسي بلا صندوق
ليختصر الطرفين معادلة الحراك السياسي في مصر بين شرعيتين الاولي صندوق الانتخاب والثانية زجاجة الملوتوف .. متجاهلين ما بين الشرعيتين ان جاز اصلا اعتبارهما اساسا للحكم وحدهما دون ما بينهم من مشاركة لا مغالبة وحوار وثقة وتنازلات سياسية من اجل بناء هذا البلد واستقراره

Monday, March 4, 2013

مصر بين سندان بزاز السلطة وكلوتات المعارضة

كتبت امبارح  ان  لدينا معارضة ونخبة  تفكر بعقلية ممدوح حمزة و لدينا سلطة غبية و تفكر بعقلية احمد المغير
وفيديو الهارلم شيك المتبادل بين الطرفين يضع مصر فعلا  بين سندان بزاز السلطة وكلوتات المعارضة
 

Wednesday, February 13, 2013

محرز مات ؟ !!


محرز مات .. محمد محرز .. محرز اللي نعرفه من مظاهرات ٢٠٠٥ ضد مبارك ومن لقاءات المدونين .. محرز استشهد في سوريا فعلا
آخر مرة قابلت محرز كانت قبل شهور أثناء العدوان الإسرائيلي علي غزة قابلته علي معبر رفح الحدودي من الجهة المصرية يرنو الي الي محاولة لدخول القطاع المحاصر ومعه عدد من النشطاء من تيارات مختلفة
طلبت من محرز ومجموعة النشطاء ان أسجل معهم مقابلة تليفزيونية للقناة التي اعمل معها
وأخذتهم من امام المعبر لأقرب نقطة حدودية بين رفح المصرية والفلسطينية حيث بوابة صلاح الدين
فوجئت الشباب أنهم استطاعوا رؤية فلسطين فازدادت عزيمتهم للدخول الي القطاع التي تدكه إسرائيل امام أعينهم وقرروا العبور عبر نفق
استنكرت عليهم المحاولة خوفا علي حياتهم ولعدم قانونية هذا السلوك وأيضاً لشعوري أنهم يودون ممارس نوع جديد من السياحة .. سياحة الكوارث وقلت لهم ذلك
إلا اني لم استطع ان امنع أحدا منهم سوي محمد محرز
والذي رافقني حتي مساء هذا اليوم يبكتني اني منعته من الدخول معهم خاصة بعد ان عام بوصولهم سالمين
وتحدث معي عن رغبته بل محاولته الالتحاق بصفوف الجيش الحر في سوريا
وأيضاً ناقشته ربما نقاش سطحي عن عدم جدوي مشاركة غير أبناء البلد ومسائل شرعية ملتبسة .. وأيضاً تحدثت اليه بسخرية لا اعرف كيف أراجع نفسي فيها ان هذه رغبة فيما سميته سياحة الكوارث لا أكثر
ومنذ علمت بخبر استشهاد محرز لا اعرف كيف امحي عن نفسي وخذ هذا الذنب
وزاد الألم بعد ان نشر الصديق محمد رفعت محادثة خاصة بينه وبين محرز حول هذه الرغبة وهو يستنكر هذه الرغبة السياحية
محرز كان يتحدث ليفعل وانا أتحدث لأتحدث
شعور الفقد اليم وشعور ان تفقد شخص وانت مدين له ليس بمال تسطيع ان تسديه لأهله
ولكنه دين لا يرد
محرز الذي لم يغب عن حدث معنا لكنه كان من الذين حضروا لم يعرفوا لانه لم يكن من ذوات الكلام مثلي ولكنه من الرجال الذين تكون كلماتهم فعلا