Wednesday, October 28, 2009

مركزية تنظيم الإخوان والضغوط الأمنية لنظام مبارك

تعد هذه الدراسة من أهم وأجرأ ما كتب عن الحالة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين ونشاطها العام وزاد من أهميتها أنها كتبت من داخل الجماعة ومن شخصية مستنيرة مثل الدكتور عصام العريان
دراسة الدكتور العريان نشرتها الدستور في عددها الأسبوعي وناقش فيها ببحث مميز قضايا شديدة الحساسية داخل الجماعة لعل أهمها تفكيك مركزية التنظيم وإطلاق الجهود الفردية لأعضاء الجماعة بعيدا عن التمثيل الرسمي لها وإلي نص الدراسة

لاشك ان هناك عقلاً أمنياً وسياسياً يخطط لتلك الحملات البوليسية الأمنية والإعلامية ضد الإخوان المسلمين والمستمرة منذ أكثر من 17 سنة .
ولابد أن تلك العقول تحسب حساب الخسائر والمكاسب فى تلك الحملات المتوالية والتى لم تنقطع بل تصاعدت مع مرور السنوات.
وفى الإجمال نجد أن النتائج المتوقعة لم تكن كما يريد المخططون، وأن التداعيات السلبية على النظام السياسى فى مجمله وعلى المجتمع المصرى وعلى البيئة السياسية من أحزاب وقوى سياسية وحراك اجتماعى وثقافى لم تكن فى الحسبان تقريباً.
وفى النظر السريع نجد الحصيلة على الأرض هى:
- تنامت قوة الإخوان السياسية خلال الربع قرن الماضى، فعد أن كانت حليفاً ضمن حلفاء وقوة بين قوى إذا بها تصعد لتكون قوة منفردة تحصد 20 % من مقاعد البرلمان فى انتخابات شبه حرة بها قدر من النزاهة وتكسب تأييد قرابة 35 – 40 % من أصوات الناخبين فى الدوائر التى خاضت بها الانتخابات .
- فى المقابل ضعفت القوى السياسية الأخرى وضمرت تماماً حتى أصبحت هياكل لا روح فيها خاصة الأحزاب الرسمية المعارضة.
- تصاعد الخطاب الإسلامى السلفى فى مواجهة الخطاب "الإخوانى المعتدل الوسطى وبدت ظواهر اجتماعية نتيجة ذلك الخطاب محل الاهتمام وبدأت معارك جديدة حول النقاب واللحية والشكل العالم للمسلم والمسلمة بديلاً عن المعارك الأخرى حول الإصلاح والحريات والعدل والشورى والديمقراطية ونزاهة الانتخابات وتداول السلطة.
- ساد التعامل الأمنى البوليسى فى كافة الملفات : سياسية واقتصادية وعلمية وتعليمية وإدارية .. الخ ، وغاب فى المقابل التعامل السياسى الإدارى وفق قواعد عامة مجردة واختفت بذلك دولة القانون وتحولت مصر الى دولة بوليسية.
- تضخم التنظيم الإخوانى وكسب أنصاراً جدداً غالبيتهم من الشباب والفتيات وازداد امتداده خاصة فى المحافظات بالدلتا والصعيد وليس فى القاهرة والجيزة والمدن الكبرى التى تقوى فيها قبضة الأمن وتشتد .
وتلك الحصيلة توحى بأن المكاسب الأكبر كانت للإخوان ، ولكن هل يعنى ذلك عدم وجو آثار جانبية أصابت الإخوان كفكرة أو جسد تنظيمى.
وإذا سلمنا بأن أى حملة أمنية بوليسية لابد لها من آثار جانبية وخسائر، فيكون السؤال : كيف يمكن تدارك تلك الخسائر وتحويل بعضها إن لم يكن كلها إلى مكاسب ؟
توقع المراقبون والمحللون عدّة آثار جانبية وفق مناهج البحث والتحليل الاجتماعى والسياسى، ووفق خبرات تراكمت من متابعة تطور الحركات الاجتماعية والسياسية كان أهمها :-
1] النزوع إلى الغلو والتشدد والتطرف بدلاً من المرونة والوسطية والاعتدال.
2] الاتجاه إلى العنف بديلاً عن الحلول السلمية والنزوع إلى العمل السرى.
3] الإحباط والشعور بعدم جدوى المشاركة السياسية بسبب انسداد طريق الإصلاح السلمى المتدرج .
4] ترييف الجماعة بتضخم الجسد التنظيمى فى الريف الذى يقل فيه الضغط الأمنى ويقل دوره فى الإسهامات السياسية والفكرية.
5] فقدان العقل الاستراتيجى الذى يوظّف كافة طاقات الجماعة فى حال السلم لتحقيق أهدافها المرحلية وأهدافها النهائية تحت الضغط الامنى المتواصل.
6] حدوث انقسامات فى الجسد التنظيمى الذي يتعرض للضربات الأمنية ويفتقد كل فترة ذوى الخبرة والحنكة التربوية والإدارية بتغييبهم وراء الأسوار.
7] فقدان الثقة فى القيادة التى لم تستطع الخروج من المأزق الأمنى والسياسى.
هناك توقعات أخرى لا يتسع لها المجال ولا ترقى لأهمية تلك التوقعات السابقة ، وإذا نظرنا نظرة إجمالية سنجد أنه مع طول فترة الضربات الأمنية وصعوبة تحقيق أهداف سريعة لها وإدراك العقل الأمنى والسياسى أنه لا أمل فى إلغاء أو شطب الإخوان من المجتمع المصرى ، وكذلك صعوبة – أو قل عدم الرغبة – فى إقصائهم تماماً من الساحة السياسية لأهداف يريدها النظام فإن قدرة الإخوان المسلمين على احتواء تلك الضربات وامتصاص آثارها الجانبية الخطيرة مثل الاستفزاز والاتجاه إلى العنف أو الإحباط واليأس من الإصلاح والقعود عن العمل والنشاط ثم المضى قدماً فى تحقيق أهداف الإصلاح والتغيير وبناء جسد الجماعة وتجديده باستمرار وتعويض الكفاءات الغائبة بغيرها والإصرار على الوجود العلنى الصريح للإخوان ومساهمتهم بقدر الإمكان فى النشاط العام البرلمانى والنقابى وتواصلهم مع بقية القوى السياسية، هذا كله أدّى إلى تقليص حجم تلك التوقعات التى لو صحت لدمرت بنية الإخوان المسلمين وشوّهت فكرتهم الإصلاحية ولأصاب المجتمع المصرى منها ضرر كبير.
كان للمنهج الذى اتبعه الإخوان لمواجهة تلك الحملات المتوالية أثر كبير فى تقليل حجم الخسائر على ذلك المستوى.
هذا المنهج يمكن تلخيصه فى "الصبر الإيجابى والتضحية والثبات" .
وقد استفاد الإخوان من تجاربهم السابقة فى مواجهة حملات الحكومات المصرية سابقاً وأهمها حملتان :
الأولى: قامت بها حكومة الأقلية السعدية فى أعقاب حادث اغتيال النقراشى باشا وأسفرت عن اغتيال مؤسس الإخوان الإمام الشهيد حسن البنا فى 12/2/1949 بعد حل الجماعة ومصادرة أموالها وممتلكاتها ومقارها واعتقال غالبية قياداتها.
وكانت النتيجة بعد عودة الإخوان إلى الساحة أن شاركوا فى انقلاب يوليو 1952 مشاركة كبيرة رغم تحفظ وعدم موافقة المرشد الجديد الذى لم يكن أحكم سيطرته على القرار ولا مؤسسات الإخوان، وكان هذا فى تقدير المراقبين خروجاً على نهج الإخوان التدريجى السلمى الإصلاحى التربوى، ونزوعاً إلى رغبة عارمة فى تغيير الأوضاع من أعلى وليس كما يقول الإخوان من أسفل أى من المجتمع.
أثمر ذلك التغيير الفوقى نتائج مأساوية على الإخوان لأنهم أصبحوا شركاء فى سلطة رفضوها وباتوا منافسين على مغانم لم يسعْوا إليها وصاروا قوة كبيرة لا يستطيع أحد أن يقف فى وجهها فكان لابد للسلطان الجديد أن يزيحهم من الساحة تماماً وأن يحاول الإجهاز عليهم والقضاء على الجماعة.
الثانية: ما قام به عبد الناصر خلال حكمه بدءاً من 1954 وحتى وفاته عام 1970 من تغييب كامل للإخوان عن الساحة مما أدى فى البداية إلى نزوع بعض الشباب إلى التفكير فى عمل عنيف أيضاً للانتقام أو للتغيير حتى خرج الشهيد سيد قطب من السجن ليصحح مسيرة هؤلاء الشباب إلا أنه لم تكتمل له الفرصة فبعد شهور انكشف التنظيم وسيق الشهيد البرئ إلى حبل المشنقة ولكن بعد أن أدرك الإخوان أن طريق العنف مسدود وأن مواجهة الاستبداد باتت الفريضة الكبرى وأن العودة إلى نهج البنا وإعادة قرائته من جديد يصحح مسيرة الإخوان ويعيد الرونق الى فكرتهم بعد ما اصابها من تشويه متعمد طوال الحقبة الناصرية.
لذلك كان الإخوان منذ بداية خروجهم فى عهد السادات واكتمال الإفراج عنهم عام 1975 وإلى يومنا هذا يؤمنون بالحقائق التالية:
- عدم جدوى العنف فى التغيير وأهمية الالتزام بالمنهج الوسطى المعتدل الذى يمزج بين الدعوة والتربية والمشاركة الاجتماعية والسياسية والفكرية.
- الصبر وعدم اليأس او الإحباط وأن الوقت جزء هام من العلاج.
- العلنية فى العمل والنشاط وعدم الاتجاه إلى السرية والاختباء .
- المشاركة مع بقية القوى الإسلامية والسياسية وعدم الانعزال عنها وفق القاعدة الذهبية : نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.
- أهمية التواصل مع أجيال الشباب وبناء تنظيم اجتماعى قوى يمتد فى كل القرى والبلاد وتصحيح المفاهيم المتشددة برفق وتؤدة.
- ولعب الدور الاكبر فى هذه المرحلة المغفور له الاستاذ عمر التلمسانى واخوانه الذى كسبوا ثقة الشباب وصححوا مفاهيمهم وربوهم على التجرد والصبر والاخلاص والثبات.
وكان من نتائج ذلك أن الإخوان كانوا – وما زالوا – بعيدين عن كل تنظيمات العنف وأنقذوا آلاف الشباب من الانخراط فى تلك التنظيمات ، وحاولوا – مع آخرين – تصحيح المفاهيم لدى المتحمسين والمتهورين.
وأيضاً أسهم الإخوان فى الحياة السياسية المصرية ببطء وتدرج رغبة فى الانخراط السلمى فى عملية إصلاح شاملة لبنية النظام المصرى السياسى وتعاونوا وتحالفوا ونسقوا مع كل الأحزاب والقوى السياسية من حزب الوفد إلى العمل والتجمع والناصريين والشيوعيين وبقية القوى السياسية والمفكرين.
وشارك الإخوان – مع آخرين – فى التأسيس لخطاب إسلامى معتدل يمزج بين ثوابت الدين ومتغيرات الحياة، ويقدم الإسلام كمنهج حياة للأفراد والمجتمعات لا يعوق تقدم المجتمع بل يدفعه لمزيد من التطور والانفتاح على معطيات العلم والتكنولوجيا وثقافات العالم ويؤسس لتعاون أوثق مع بقية حضارات العالم حتى لا ينقطع المسلمون عن الانخراط فى تعاون بناء من أجل مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.
واحتفظ الإخوان بثقتهم فى قيادتهم وجماعتهم رغم ما أصابهم من وهن وضعف فى الاتصالات ورغم تنوع الآراء والاجتهادات.
وظل الجسد الإخوانى متماسكاً رغم الضربات الأمنية ولم تحدث انقسامات أو تصدعات وحاول البعض – كما فى تجربة حزب الوسط – التأسيس لمشروع جديد كان يمكن أن يكون إضافة إلا أن عناد النظام وشكوكه وتصلبه ورفضه لأى إصلاح سياسى أدّى فى النهاية إلى فشل أى مشاريع سياسية أو غيرها مما أضاف إلى قوة الجسد الإخوانى ولم يضعفه.
ونزح كثير من الإخوان إلى القاهرة والعاصمة ليقيموا فيها ويحتاجون إلى وقت ليتكيّفوا مع مجتمع جديد لم يألفوه، ويظل الجسد الأكبر مقيماً فى الريف محتفظاً بنقائه الفطرى ومحافظاً على مكتسبات المجتمع الصغير فى ظل انهيارات كبيرة أصابت القاهرة والمدن الكبرى بسبب النمو المتزايد للعشوائيات وما يسودها من انحرافات سلوكية وخلقية واجتماعية.
هل يعنى ذلك أن الإخوان أفلتوا من الآثار الجانبية للحملة البوليسية الأمنية ؟
وهل يمكن القول أنهم حولوا تلك الخسائر المتوقعة إلى مكاسب ؟
أعتقد أن ذلك يصعب التسليم به، فقد دفع الإخوان ثمناً غالياً من حرياتهم وأموالهم واستقرار بيوتهم وتنشأة أولادهم فى جو آمن مستقر للحفاظ على منهجهم الوسطى وخطابهم المعتدل وقدرتهم على الإصلاح السلمى المتدرج .
لم يستفزهم عنف النظام للوقوع فى دائرة الاستفزاز وفخ العنف.
ولم تقعدهم الضربات عن مواصلة طريقهم والمشاركة السياسية والمجتمعية .. ولكن كانت هناك آثار جانبية أخرى لا يمكن إغفالها والتقليل من شأنها.
أهم تلك الآثار الجانبية الخطيرة التى أعاقت تقدم الإخوان وتطورهم وأبقت عليهم فى نفس الدائرة ونفس الموقع – أو كما يقال : "محلك سر" – هى :
1] الاتجاه إلى المحافظة فى الرأى أو الجمود على المواقف وعدم الاستعداد والجرأة على التجديد والاجتهاد رغم ضرورة ذلك وأهميته والحاجة إليه .
2] عدم القدرة على الابتكار فى أساليب العمل السياسى والمجتمعى لمواجهة حال الحصار المفروض على الجماعة ولمواجهة حال الانسداد السياسى التى أصابت التطور السياسى فى مقتل وردته إلى الخلف وللخروج من حال العزلة التى فرضها النظام على المنافذ الرئيسية التى تحرك فيها الإخوان كالنقابات والجمعيات والمساجد والهيئات الخيرية.
3] الارتباك التنظيمى المتواصل نظراً للغياب المتقطع للقيادات العليا والوسيطة مما خلق حالة من الانقطاع وعدم تراكم الخبرات .
4] الفشل الجزئى فى إنجاز الخطط والبرامج الموضوعة وتحقيق نسب متواضعة جداً فى الأداء الدعوى والتربوى والمجتمعى، وحصول الأمن باستمرار على تلك الخطط مما يُضخّم النظرة الأمنية للجماعة على غير الحقيقة ويساعد القيادات الأمنية على الإيعاز للقيادة السياسية بضرورة تشديد القبضة الأمنية ولا أدل على ذلك من أن بداية الحملات البوليسية كانت بسبب الأوراق التى تم ضبطها فى قضية "سلسبيل" وهى أوراق – كما كل ما يتم ضبطه من بعدها – لا تعكس الواقع الحقيقى للإخوان بل تعكس تمنيات وآفاق رحبة لم ينفذ الإخوان منها إلا القليل ، وهى كلها مفخرة للإخوان لو تم قراءته بنفس سليمة وعقل سديد لأنها تصب فى صالح الوطن وإصلاحه وتطوره وتقدمه.
5] منع الإخوان من النشاط الاقتصادى الواسع خاصة فى مجالات معينة ومحاربتهم فى أرزاقهم وغلق شركات أفراد الاخوان الخاصة الكبرى والمتوسطة فى محاولات دؤوبة لتجفيف الموارد المالية للأفراد وبالتالى ينعكس ذلك على الجماعة التى وإن قامت على الأفكار والمبادئ إلا أنها لا تستطيع كأى هيئة تضخمت أن تستغنى عن المال الذى هو عصب الحياة خاصة مع توسع النشاط السياسى والبرلمانى والمجتمعى.
وذلك ينعكس على قرة أفراد الإخوان الاقتصادية وإقبال الآخرين على الاستثمار معهم ومشاركتهم فى المشاريع الواسعة رغم ثقتهم بأمانتهم وكفاءتهم ثم ينعكس على قدرة الجماعة بعد ذلك على توفير الدعم المالى اللازم للأنشطة الواسعة مثل الانتخابات، وهذا كان هو السبب المباشر للهجمة الأمنية الواسعة الأخيرة فى قضية المهندس خيرت الشاطر وغيرها حيث صاحبت كل حملة إغلاق لعدد من الشركات المتنوعة فى مختلف مجالات النشاط الاقتصادى مما سبب خسائر فادحة لأفراد الإخوان ومحاولة خبيثة لتجويع بيوت عفيفة.
6] خلق حالة من الخوف لدى الجماهير من الإخوان وفرض لون من العزلة التنظيمية على الإخوان، ولولا الانتشار الجماهيرى الواسع خاصة فى الريف والأحياء الشعبية لأثمر ذلك الخوف قطيعة بين الشعب والإخوان ولكن الانتخابات المتوالية أثبتت عقم ذلك الأسلوب وقدرة الإخوان على تجاوز آثاره السلبية .
7] تشويه إعلامى متعمد للإخوان والعمل على زرع صورة نمطية عبر الإلحاح الإعلامى فى برامج معينة لتضخيم خطر الإخوان وبث الشك حول نواياهم وبرامجهم الإصلاحية وقدراتهم السياسية، والحرص على منع الإخوان من المشاركة فى تلك البرامج وحجبهم تماماً فى السنتين الأخيرتين – باستثناء بعض النواب – عن كافة البرامج والفضائيات حتى تلك الحرة والمستقلة والخاصة حتى تسود حالة من الصمت حول أخبار الإخوان أو يتلقى المشاهدون رأياً واحداً مع الحرص على تحويل أى لقاء مع نائب إلى حالة من الصخب و الضجيج دون إناقة الفرصة لحوار جاد وموضوعى ويسثتى من ذلك فقط الاخبار التى تصب فى غير صالح الاخوان.
8] إبعاد القوى السياسية الحزبية عن الإخوان المسلمين فى محاولة لعزل الإخوان وعرقلة أى إمكانية لتحالفات سياسية جديدة مثل تلك التى شهدتها الثمانينات فى ظل غموض النظام الانتخابى القادم وتغيره باستمرار.
وفى الحقيقة فإن الخاسر الأكبر فى ذلك هو تلك القوى الحزبية نفسها أكثر من الإخوان لأن شعبية الإخوان هى التى حملت حزب الوفد ثم حزب العمل إلى التمثيل البرلمانى وتلك الشعبية تزايدت ولم تنقص فى آخر انتخابات 2000، 2005 وإذا كانت الرخصة القانونية التى تتمتع بها الأحزاب هامة فإن الأهم منها هو الانتشار الشعبى والقدرة على الحشد والتعبئة والتنظيم.
ويظل الإخوان حريصون على التواصل مع تلك القوى و زيارة مقراتها ودعوة قياداتها إلى لقاءات وحفلات ويحجم هؤلاء عن تلبية الدعوات أو رد الزيارات مما يجعلهم فى موضع الانتقاد لأن السبب هو إما خوفهم من النظام وخشيتهم على هياكل أحزابهم أومشاركتهم للنظام وتأييدهم له ضد الإخوان مثل قيادة حزب التجمع اليسارى.
9] حصار الإخوان محلياً ومنع قياداتهم ورموزهم من السفر للخارج للمشاركة فى حوارات وندوات ومؤتمرات دولية وعالمية هامة حول القضايا الرئيسية للأمة العربية والإسلامية مثل قضايا الإصلاح السياسى والدستورى مما يحجب رأى الإخوان ومواقفهم عن المشاركين ويمنع تبادل الرأى والمشورة ، او قضايا العنف والإرهاب وكيفية مواجهته وحرمان الإخوان من تصحيح التشويه المتعمد والخلط المقصود بينهموبين تيارات التشدد والغلو والعنف، وأيضاً قضايا الاستقلال ومواجهة الاحتلال مثل فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها مما يعزل الإخوان فى مصر عن قضايا الأمة من الاحتكاك بالآخرين والاستفادة من المشاركة، ويحرم الإخوان من تقديم وتمرين رموز وقيادات تكتسب المزيد من الحنكة والخبرة السياسية الدولية.
10] منع تواصل الإخوان وقياداتهم ورموزهم مع المجتمع الدولى والدبلوماسيين والسياسيين خاصة أمريكا والدول الغربية التى لها رأى هام وموقف خطير فى أى تطور سياسى فى مصر والمنطقة ويظن البعض أن رأيهما هو الحاسم فى التقدم نحو الإصلاح الدستورى والسياسى من أجل الحفاظ على مصالحهم.
وهنا يتم حرمان الإخوان – وبقية القوى السياسية المعارضة – من طرح وجهة نظرهم فى الإًصلاح مع الحفاظ على الثوابت الوطنية مثل الاستقلال الوطنى وحماية الثروات المصرية والقدرة على حفظ الاستقرار والأمن وحل مشكلات المجتمع المصرى ونظرتهم إلى قضايا المنطقة العربية والإسلامية.
11] حرمان الإخوان المصريين من لقاء بقية الإخوان فى العالم وتبادل الرأى والمشورة معهم واكتساب الخبرات المتبادلة فى ظل ظروف متشابهة، وتعقيدات مشتركة وهذا يمنع من تنسيق المواقف تجاه قضايا الإصلاح والتقدم قدماً نحو المزيد من النشاط والعمل بعد مرحلة أثمرت توجهاً للمشاركة السياسية النشيطة والدفع نحو تمثيل برلمانى جيد وتشكيل أحزاب سياسية فى أكثر من بلد عربى وإسلامى وبناء قاعدة جماهيرية عريضة مما أفقد الإخوان زخم تلك المرحلة والتقدم نحو مرحلة جديدة قد تصل بهم إلى المشاركة فى الحكم بعد تقييم تجارب قليلة فى الجزائر واليمن وغيرها.
هذه أهم تداعيات الحملة البوليسية الأمنية والحصار السياسى والتشويه الإعلامى للإخوان المسلمين والتى مارسها النظام المصرى طوال السنوات الماضية، والتى نجح خلالها فى إعاقة تطور الإخوان وقدرتهم على التجديد والاجتهاد وحرمانهم من اكتساب الخبرات ومنع تراكم النجاح الذى حققوه خلال الربع قرن الماضى.
ولكن هل أمكن للإخوان أن يقللوا من هذه الخسائر المحققة ؟
وهل يمكن لهم مستقبلاً تجاوز تلك المرحلة وخاصة أنها مرشحة للاستمرار ؟
إذا كانت الجهات التى عمل النظام وقبضته الأمنية الغليظة من خلالها على تعويق الإخوان وحصارهم هى :
- البناء التنظيمى .
- الساحة الإعلامية .
- الحضور السياسى وبناء التحالفات السياسية.
- التواصل الخارجى.
- الحرب على الأرزاق وتجفيف الموارد المالية، أو الحصار الاقتصادى
فإن الإخوان يمكنهم اتباع سياسة مرنة تقلل حجم تلك الخسائر التى وقعت حتى الآن والتى يمكن أن تتوقع فى المستقبل القريب.
تقوم تلك السياسة على عدة محاور :
أولاً: البعد عن المركزية التنظييمة الشديدة مما يقلل حاجة الإخوان إلى الأبنية التنيظمية المعقدة والمتشابكة.
ثانياً: اعتماد أسلوب إدارى جديد يقلل حجم اللقاءات المركزية والوسيطة.
ثالثاً: إطلاق جهود الأفراد فى العمل والنشاط والإبداع و التجديد والاجتهاد وعدم تقييدهم بقيود منهجية صارمة أو قيود إدارية مكبلة أو قيود تنظيمية معوقة.
رابعاً: تشجيع الكفاءات الإعلامية الفردية ودعمها ، ودعم شباب المدونيين وعدم الالتفات إلى الأصوات التى تطالب بتقييد حريتهم، والدفع بشباب الإخوان إلى خوض تجارب إعلامية مهنية بعيداً عن المنابر التقليدية لاكتساب الخبرة المهنية اللازمة، وتحمل الأخطاء المتوقعة نتيجة خوض هؤلاء الأفراد فى الساحة الإعلامية كأفراد بحيث لا تتحمل الجماعة أخطاءهم .
خامساً: الدفع بالكفاءات الدعوية بعيداً عن الالتزام التنظيمى، بل التقليل من وجودهم التنظيمى ورعايتهم بصورة منفردة بعيداً عن الهياكل التى قد تتسبب فى إعاقتهم بسبب الملاحقات الأمنية، وإمدادهم بدعم معنوى ومادى يكفل لهم الاستقلال والقدرة على تنمية مهاراتهم بصورة فردية أو فى حلقات ضيقة بعيداً عن المتابعة الأمنيةً ، وتشجيعهم على البحث والدرس والاجتهاد وتجديد الخطاب الدعوى واعتلاء المنابر المسجدية والإعلامية بخطاب وسطى معتدل يوازن كفة الخطاب المتشدد الذى يسود الساحة الآن على أن يمتنعوا تماماً عن الخوض فيما يخص الإخوان من قضايا أو إشكالات مع الدولة.
سادساً: إطلاق حرية المواهب السياسية والبرلمانية للاحتكاك المباشر بالتيارات الفكرية والسياسية بعيداً عن تمثيل الجماعة أو التحدث باسمها ، وتشجيع الكفاءات البحثية فى العلوم الاجتماعية والسياسية وإعطائهم أجازة مفتوحة من العمل التنظيمى حتى يصقلوا موهبتهم ويستكملوا بحوثهم مع متابعة عن بعد وبصورة منفردة ويمكن تخصيص منح مالية دراسية لهم مع كفالة استقلالهم العلمى.
سابعاً: اعتماد سياسة تركز على أهمية وأولوية الإصلاح السياسى والدستورى وإطلاق الحريات العامة وحماية حقوق الإنسان وإرساء دولة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية، قبل التمثيل البرلمانى والحرص عليه.
ثامناً: الالتحام بالقوى الشعبية الجديدة واللحاق بالمطالب الاجتماعية المتصاعدة، والمشاركة النشيطة كأفراد وليس كجماعة فى كافة التحركات الشعبية التى تطالب بالحقوق الاجتماعية، وتشجيع الأفراد للحركة بحرية فى تلك الفضاءات المفتوحة.
قد يلاحظ البعض أن كل تلك المحاور تعتمد ما يمكن تسميته "الجهد الفردى" بديلاً عن "العمل التنظيمى" و "الخطط المرسومة" بحيث تعتمد على القدرة على التجديد والابتكار والإبداع من الأفراد وإطلاق طاقاتهم المكنونة.
وذلك لسبب رئيسى هو أن تلك المرحلة غير مسبوقة فى تاريخ الإخوان حيث يعيش الإخوان منذ 35 عاماً فى وضع لا هو بالقانونى ولا هو بالمحظور والممنوع، وهناك إخوان اكتسبوا خلال تلك الفترة الطويلة خبرة ومعرفة بالمنهج الإخوانى وأسلوب العمل وتمرسوا من خلال التجارب على العمل الدعوى والتربوى والمجتمعى ويحتاجون فقط إلى إطلاق طاقاتهم وتشجيعهم والدفع بهم إلى ساحة العمل بقوة.
تاسعاً: التركيز على المشاريع الاقتصادية المتوسطة والصغيرة وعدم الاندفاع فى مشاريع اقتصادية واسعة تلفت الانتباه والحرص على مشاركة آخرين خارج الإخوان لتأمين تلك المشروعات من ناحية ولإضفاء قدر من المصداقية على أنها مشاريع خاصة والتوسع فى تنويع الاستثمارات الخاصة فى أكثر من مجال وتشجيع الاستثمار المشترك لتوفير قدر من الحماية القانونية والتقليل من اندماج مشاريع اقتصادية إخوانية وعدم خلط الأوراق فى النشاط الاقتصادى وضبط كافة الأمور الإدارية والمالية والمستندية المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية بصرامة شديدة لقطع الطريق على أى ثغرة قانونية وللحصول على التعويض المناسب بعد انكشاف أى أزمة وانتهاء أى قضية.
عاشراً: المشاركة الفردية فى مشاريع الإعلام الخاصة داخل وخارج مصر بهدف تحقيق الحد الأدنى من الإعلام الهادف والموضوعى لإيجاد أرضية مناسبة لتنمية وعى الأمة والجماهير بقضاياها الحقيقية بعيداً عن الإسفاف والتردى الموجود حالياً، وتشجيع الإعلام الإسلامى الهادف الذى يخاطب الجمهور خطاباً معتدلاً وسطياً.
وتشجيع المستثمرين من الأفراد للاستثمار فى مجال الإنتاج الإعلامى بكافة جوانبه للشباب والأطفال والدراما والحوارات وغيرها.
والدفع بكفاءات صحفية وشبابية للتدريب على كافة مراحل العمل الإعلامى وتشجيعهم على العمل فى كل المسارات الإعلامية مع الحفاظ على هويتهم وتمتين روابطهم الخاصة.
وبعد
فإن الفهم الصحيح لمراحل العمل التى ألزم بها الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا كل أخ مسلم يعلم أن المراحل الثلاث الأولى وهى إصلاح النفس وتكوين البيت السلم وإرشاد المجتمع هى مسئولية فردية فى المقام الأول ثم هى مسؤلية الجماعة .
بعد ذلك فى الإرشاد والتوجيه وتهيئة المناخ المناسب وتبادل الخبرات اللازمة أما المسئولية الرئيسية فهى مسئولية الأفراد أنفسهم ويجب إفهامهم ذلك وتحميلهم تلك المسئولية.
ورغم أن الإخوان فى مناهجهم وبرامجهم وخططهم وتوجهاتهم يقولون ذلك ويكررونه إلا أن الممارسات العملية تبتعد عن ذلك قليلاً أو كثيراً أو الواقع الملموس يوضح أن الأفراد باتوا يعتمدون على الجماعة فىكل جهود هم ويحملونها فوق طاقتها ، فما السبب ؟.
أعتقد أن مرد ذلك كله يعود إلى 3 أسباب:
أولاً: التعقيد الإدارى الحالى الذى نوّغ اللجان بكثرة وأثقل الأفراد بلقاءات إدارية على مستويات عديدة، واستهلك أفضل الطاقات الإخوانية فى أعمال مكتبية وورقية وألزم الأفراد بخطط تفصيلية قد لا تناسب كل البيئات والمواقع وخنق المواهب بقيود الاستئذان أو التكليفات.
ثانياً: الالتزام بمناهج تثقيفية محددة رغبة فى التسهيل على الأفراد فإذا بها تدفعهم إلى التبسيط والكسل المعرفى والقعود عن التحصيل وضعف الهمة فى الدرس وذلك إنما هو ثمرة المناخ العام الذى أفسد الشباب وأفسد العمليات التعليمية والتربوية التثقيفية العامة وما أفراد الإخوان إلا نتاج المجتمع الحالى، فنادراً الآن أن تجد شاباً مثقفاً قارئاً ذو عقل متفتح وقدرة على التمييز بين الآراء.
ثالثاً: القيود التنظيمية المشددة، واتساع عمل الإخوان والتشابك الشديد بين ضرورة الإحساس بالمسئولية الفردية وبين ضرورة الالتزام بخطط الجماعة التفصيلية جداً، والتضارب بين القيام بالواجبات الفردية على كل المستويات الدعوية والتربوية والمجتمعية وبين الإحساس بالتقصير فى تنفيذ ما هو مطلوب إخوانياً لمزيد من الانتشار والتوسع وكسب الأنصار والمؤيدين وتأطير المستجيبين للدعوة وهم كثير.
إذن عموم أفراد الإخوان يحتاجون من كل مستوياتهم القيادة إلى عدة أمور:
1] إتاحة المزيد من الوقت لهم للاهتمام بالجهد الفردى.
2] إطلاق حرية العمل والاجتهاد مع المتابعة والتقويم.
3] الدفع بهم إلى الاجتهاد والتجديد الفكرى والثقافى وأيضاً فى مسائل العمل الدعوى والمجتمعى.
ويبقى للقيادات العليا والوسيطة الاهتمام برسم الاستراتيجيات العامة ووضع السياسات المطلوبة ومتابعة الالتزام بها والإرشاد عند الخروج عنها بعد تقويم النشاط والجهود الفردية.
تلك مرحلة حرجة فى تاريخ الإخوان غير مسبوقة كما أشرت تحتاج إلى اجتهاد جديد من أجل الانطلاق بعد انفراج الأزمة إلى عهد جديد يبشر بمزيد من النجاحات إن شاء الله.

Monday, October 19, 2009

جماعة الإخوان تنفي استقالة عاكف ولم تنفي المشادات التي حدثت في المكتب ولم تذكر سبب عدم نشر رسالة المرشد التي قال أنها ستحسم تصعيد العريان

قيادي مقرب من عاكف أقنعه بالتراجع عن الاستقالة شكليا لعدم شق صف الجماعة
حبيب لقناة الجزيرة : عاكف أسند معظم صلاحيته لي وحدث خلاف بين المرشد وأعضاء المكتب
قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أن مهدي عاكف المرشد العام للجماعة لم يقدم استقالته من منصبه كما وأنه حاضر بين إخوانه أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة ويمارس عمله بشكل معتاد .
وقال البيان أن أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة استنكروا صدور مثل هذا الخبر حول استقالة المرشد العام رغم نفيه شخصياً في تصريح صحفي تم نشره مساء الأحد على الموقع الرسمي للجماعة – وهو ما نشر في طبعتنا الثانية – وأضاف البيان أن الإخوان يؤكدون اعتزازهم بمرشدهم على رأس مؤسسات الجماعة والتى تعمل وفق نظمها ولوائحها فى ظل القيم الأخلاقية والإيمانية
فيما قال محمد حبيب النائب الأول للمرشد في تصريحات صحفية مكتوبة أن عاكف ما زال هو المرشد العام للجماعة وأنه لم يقدم استقالته وأنه يحظي بحب وتقدير واحترام إخوانه أعضاء مكتب الإرشاد، بل وكل مؤسسات وأفراد الجماعة على امتداد مصر والعالم كله.
وقال حبيب أن عاكف حضر أمس إلى مقر الجماعة والتقى أعضاء مكتب الإرشاد ودار حديث بين الجميع كله مودة وحب وتقدير .
فيما لم ينفي أو يذكر بيان الجماعة أو تصريحات قيادييها ما حدث من مشادات كلامية داخل اجتماع أول أمس مما استدعي عاكف إلي الخروج غاضبا من مقر الجماعة إلي منزله في التجمع الخامس مستدعيا أحد قيادي الجماعة المقربين منه لابلاغه بهذه الاستقالة , في حين أستطاع هذا القيادي أن يجعل عاكف يتراجع عن هذه الاستقالة حفاظا علي وحدة الصف الإخواني من التمزق ولو كان تراجعا شكليا حيث أن ولايته ستنتهي في خلال شهرين أو ثلاثة علي الأكثر
كما لم يسمح أعضاء مكتب الإرشاد بنشر الرسالة التي أعدها عاكف للنشر علي موقع الجماعة وكان قد أبلغ " الدستور " السبت الماضي أن سينشر رسالة تحسم أمر تصعيد العريان وكل الأمور التي أثارت جدلا خلال الفترة الماضية والذي قال في تصريحاته بالتحديد " " سأحدد الموقف النهائي من تصعيد عصام العريان "
كما لم يذكر بيان الجماعة الذي ينفي استقالة عاكف موقف الجماعة النهائي من تصعيد العريان
والمتابع للشأن الإخواني سيلحظ أن رغم تراجع عاكف عن الإستقالة – إن صح – فإنه سيكون في الفترة القادمة مرشدا بلا سلطة أو نفوذ وأن كل الأمور ستنتقل ليد مكتب الإرشاد بقيادة محمد حبيب نائبه الأول كقائما بالأعمال لحين اجراء انتخابات جديدة علي منصب المرشد والمرجح أن يتم تعجيلها قبل نهاية العام لإعلان اسم المرشد الجديد في شهر يناير القادم

تحديث هام

فيما قال الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد في حوار مطول مع قناة الجزيرة ستذيعه غدا الثلاثاء أن الأستاذ عاكف قد نقل اليه معظم صلاحيته وأضاف في الحوار الذي أذاعت منه الجزيرة عدد من المقاطع أن خلافا بالفعل حدث بين أعضاء المكتب وعاكف مما دفعه للخروج من الاجتماع واوكل معظم اختصاصاته لحبيب لحين اجراء انتخابات جديدة

Saturday, October 17, 2009

عاكف يحسم أمر تصعيد العريان اليوم دون الرجوع إلي مكتب الإرشاد

كشف مهدي عاكف – المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين – في تصريحات خاصة " للدستور " أنه سيحسم اليوم أمر تصعيد عصام العريان لمكتب الإرشاد خلفا للراحل محمد هلال في رسالة خاصة بشخصه سينشرها علي موقع الجماعة علي الإنترنت وقال إنه بالفعل لم يشارك في اجتماعات المكتب خلال الأسبوع الماضي للإسترخاء والإعداد لهذه الرسالة
وأكد عاكف أن قراره الذي سيصدره اليوم سيحسم العديد من الأمور التي أثارت جدلا خلال الفترة الماضية وعلي رأسها تصعيد عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد قائلا : " سأحدد الموقف النهائي من تصعيد عصام العريان " وكذلك توليه لفترة ثانية لمنصب المرشد العام وقال عاكف : " ستحمل الرسالة العديد من المفاجآت وتحسم الكثير من الأمور "
وكشف أنه خلال تلك الفترة حسم قرارا بشأن تجديد ولايته لفترة ثانية لمنصب المرشد وقال : " هذا الأمر حسم ولن أجدد ترشيحي حتي ولو رشحني الإخوان وعلينا أن نمنح الفرصة للصغار والوجوه الشابة "
فيما أوضحت مصادر قريبة من المرشد أنه سيعلن بشكل إيجابي تصعيد العريان لمكتب الإرشاد , في المقابل أكد مصدر مقرب من مكتب الإرشاد أن غالبية أعضاء المكتب حسموا أمرهم ورفضوا تصعيد العريان بشكل نهائي .
وأشار المصدر ذاته إلي أن تلك المسألة أثارت حالة من الخلاف بين أعضاء المكتب والمرشد الذي يرغب في تطبيق اللائحة وتصعيد العريان – بينما يميل تيار آخر لتأجيل تلك المسألة لحين الإنتهاء من الانتخابات الكاملة لمجلس شوري الجماعة بعد عامين وبعدها يتم إجراء انتخابات علي المكتب بشكل كامل .
فيما تناقلت الأوساط الإخوانية وعدد من الصحفيين رسائل " اس ام اس " تطالب الإخوان بإقالة محمود عزت أمين التنظيم في الجماعة وإبطال سعيه لخلافة عاكف علي منصب المرشد , وذلك لأسلوبه الإقصائي في إدارة التنظيم .
"الدستور " تحدثت إلي صاحب الرسالة بعد محاولات مضنية معه للرد فقال في رسالة خاصة إنه أحد مسئولي قسم النقابات المهنية في الجماعة وقد أثاره الأسلوب الذي ينتهجه أمين التنظيم ب " تطفيش " حميع العناصر المعتدلة داخل الجماعة بداية من مجموعة الوسط حتي مختار نوح مضيفا أن محاولات أمين التنظيم لحسم منصب المرشد لصالحه
ورفض صاحب الرسالة الكشف عن هويته حتي لا يتعرض إلي الإقصاء مثل سابقيه - علي حد تعبيره – مضيفا أنه أرسل هذه الرسالة لكل أعضاء المكتب للضغط عليهم

Friday, October 16, 2009

عاكف يعود إلي مكتب الإرشاد بعد انقطاع أسبوعا اعتراضا علي عدم تصعيد العريان


أفادني زميلي الأستاذ صبحي عبدالسلام المحرر بالدستور بأن الأستاذ مهدي عاكف مرشد عام جماعة الإخوان المسلمين منقطع عن الذهاب لمقر مكتب الإرشاد بالمنيل طوال الأسبوع الماضي ونقل " صبحي " عن مصدر مطلع في الجماعة أن عاكف اعتزل مقر الجماعة الأسبوع الماضي وغاب عن الاجتماع الدوري للمكتب يوم الأربعاء الماضي احتجاجا علي عدم تلبية رغبته بتصعيد الدكتور عصام العريان لمكتب الإرشاد خلفا للراحل محمد هلال

فيما أفادني الدكتور جمال نصار المنسق الإعلامي بمكتب الإرشاد بأنه لايعرف سبب غياب عاكف طوال هذا الأسبوع سوي أنه كان مسترخيا في " عزبته " بالإسماعيلية وأنه تحدث معه عبر التليفون وعلم منه أن سيعاود نشاطه بمقر الجماعة اليوم السبت

هذا وقد أحدثت مطالبات تصعيد الدكتور العريان لمكتب الإرشاد حالة من الجدل داخل الجماعة بين تيار مؤيد للعريان وتوجهه الإصلاحي وبين قيادات محافظة تختلف مع هذا التوجه وترفض تصعيده , إلا أن الأستاذ عاكف وهو شخصية متوازنة يرجح تصعيده وكان قد قال لنا الأستاذ عاكف العام الماضي عقب الانتخابات التي صعدت خمسة أعضاء لمكتب الإرشاد أنه كان يتمني تصعيد العريان في هذه الانتخابات لانه يقدر الدور الذي يقوم به للجماعة هو والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح قائلا " أنا أعرف قدر هذين الرجلين جيدا " وعندما تحدثت معه عما يتعرض له العريان وأبو الفتوح من عمليات اغتيال معنوي واساءة بالغة لشخصيهما واتهامات رخيصة لهما بأنهما " طامعين في السلطة داخل الجماعة " كما أنهما طامعين في تكرار تجربة " أردوغان " في تركيا للوصول للحكم وذكرت للأستاذ أسماء من يوجهون هذه التهم رد علي الرجل قائلا " يا ابني احنا بشر وفي وسطنا ناس مغرضة كتير " مكررا أنه يعرف قدر هذين الرجلين جيدا

هذا وقد علمت من من هم ثقات أن الأستاذ عاكف كرر أمنيته بتصعيد العريان خلفا لهلال خاصة وأنه هذا الإجراء الان يجوز لائحيا في حق العريان لحصوله علي أعلي الأصوات في آخر انتخابات أجرتها الجماعة متخطيا نسبة 40 % كما تم تطبيق هذه القاعدة علي كل من المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت عام 1995 وكما تم تصعيد الدكتور محمد مرسي والدكتور محمد حسين في 2004 و 2006 إلا أن الأمر لازال محل تحفظ " غير مبرر " لدي عدد من قيادات مكتب الإرشاد

أعلم جيدا أن الدكتور عصام العريان في حالة حرج شديد من هذا المشهد نظرا لذهده وعدم اكتراثه بمثل هذه الأمور وأنه وان بدا غاضبا فسيكون غاضبا مني ومن كل المهتمين بتصعيده لإثارة أمر يحرجه ولا يطلبه ولكن في اعتقادي الأمر يتخطي الأشخاص مع احترامنا الشديد وحبنا وتقديرانا لهم لرصد هذه الحالة التي تعبر عن واقع إداري وتنظيمي داخل الجماعة يجب أن يتغير ويجب أن يكون مفتوحا للنقاس دون حساسيات ودون استخدام هالات التقديس والعصمة علي ممارسات حركة الإخوان المسلمين باعتبارها الفصيل الأكثر تأثيرا في هذا المجتمع والذي ننتظر منه الكثير في ظل الحياة السياسية التي لا تشغلها سوي الأحزاب والشخصيات الكارتونية

Sunday, October 11, 2009

عصفور طل من الشباك

عصفور طل من شباك الزنزانة

عصفور طل من الشباك علي عينيته دمعه

عصفور من حدود السما اتكسرت جناحته ومن القفص هربان

Friday, October 9, 2009

هو كان أوباما عمل ايه للسلام عشان بيفوز بجائزة نوبل للسلام


لا أعرف لماذا منحت أكاديمية نوبل جائزتها للسلام للرئيس الأمريكي باراك أوباما رغم أنه لم يمضي علي حكمة لأمريكا سوي 9 أشهر ولم نأخذ فيها منه شئ سوي كلامه المعسول وأفعال لا ترقي للسلام في شئ وذلك بإصراره علي تواجد قوات بلاده المحتلة في أفغانستان واستمرار تواجد قواته علي أراضي العراق حتي ولو خارج المدن ودعمه المستمر للكيان الصهيوني المحتل خاصة فس ظل الإعتداءات الأخيرة علي المسجد الأقصي الذي يمس مشاعر ملايين المسلمين , أي سلام حققه وهو لم يستطع تنفيذ وعده بإغلاق معتقل جوانتانامو
ويضاف الي ذلك ما تنشره الجرائد الأمريكية ومراكز الأبحاث فيها علي استمراه علي سياسة بوش من دعم للنظم المستبدة في المنطقة العربية , كنا ننتظر الكثير من السيد أوباما ولم نأخذ شئ وفاز هو بجائزة السلام علي مجرد كلام واحنا علينا السلام وشالوم عليك خواجه باراك حسين أوباما

ميزان القوي في يوم الأقصي

الداخلية تعتقل جمال حشمت رغم قرارين من القضاء بالإفراج عنه

أصدر وزير الداخلية قرار بإعتقال الدكتور محمد جمال حشمت القيادي في جماعة الإخوان و11 اخرين من اخوان البحيرة وذلك بعد قرارين من محكمتي جنح مستأنف وجنايات دمنهور بالإفراج عنهم لعدم وجود مبرر للحبس الإحتياطي وكان قد تم اعتقال هذه المجموعة أثناء اجتماع المكتب الإداري لإخوان البحيرة

Wednesday, October 7, 2009

مهدي عاكف : اتهام عصام العريان بأنه يقف وراء حملة إعلامية لتصعيده لمكتب الإرشاد " كلام فارغ لا أساس له من الصحة "

وصف محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ما نسب لبعض قيادات الجماعة من اتهامها للدكتور عصام العريان بأنه يقف وراء الحملة الشبابية التي تدعو الجماعة لتصعيده لمكتب الإرشاد خلفا لمحمد هلال الذي وفاته المنية الشهر الماضي بأنه "كلام فارغ لا أساس له من الصحة "
وأعرب عاكف عن انزعاجه لهذا الاتهام قائلا " من المستحيل أن يخرج هذا الاتهام من لسان احدي قيادات الجماعة " واصفا العريان " بأنه لا يسعي للمناصب وانه رجل فاضلا وحبيب "
وحول مسألة تصعيده لمكتب الإرشاد قال " مسألة ترشيحه من عدمه مازالت محل نقاش ولكنها لا تعني العريان بشئ ولم يسأل هو عن منصب والكل يعلم دور العريان داخل الجماعة
وحول الدعوات الشبابية التي تدعو لتصعيد العريان قال عاكف " انا ارحب بكافة الدعوات والمبادرات الشبابية فهي ظاهرة صحية تعكس حالة من الديمقراطية داخل الجماعة ولكن الجميع يعلم أن هناك مسارات ولوائح تحدد عمل الجماعة وهي التي تحكم مثل تلك المسائل إلي جانب الظروف الراهنة "
وكانت بعض قيادات الجماعة قد ادلت الايام الماضية بتصريحات صحفية تتهم الدكتور عصام العريان بالوقوف وراء الحملة الشبابية التي اطلقها عدد من شباب الجماعة والتي تدعو لتصعيد العريان لعضوية مكتب الارشاد خلفا لمحمد هلال –وذلك بسبب حصوله علي اعلي الاصوات خلال الانتخابات التكميلية التي جرت منتصف العام الماضي وادت لتصعيد خمسة لمكتب الارشاد .
ومن جانبه اكد الدكتور ابراهيم الزعفراني القيادي بالجماعة أن الدكتور عصام العريان له مكانته داخل الجماعة وخارجه ولا يمكن أن يسعي لمثل هذه الاساليب –كما انه لا يسعي للمناصب
ووصف ما تردد من أنه كلام "مرسل " موضحا أن إذا كان بداخل نفوس بعض القيادات موقف من العريان او ترفض تصعيده فلا يمكن ان تصرح بذلك علنا أو تخرجه من داخلها .


طالع موضوعات مرتبطة
تصعيدالعريان لـ"الإرشاد".. اللائحة تواجه النيوميديا !
قيادات بالصف الثاني داخل الإخوان تحذر عاكف من الإنشقاق عن الجماعة اذا حاول التيار المحافظ منع تصعيد العريان لمكتب الإرشاد
جدل في جماعة الإخوان حول تصعيد عصام العريان عضوا بمكتب الإرشاد خلفا لهلال
وفاة محمد هلال قيادي الإخوان بالمنصورة وأنباء عن تصعيد عصام العريان خلفا له بمكتب الإرشاد